الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين
unpef
بيان وطني حول أحداث غرداية رقم : 09/2015
إن ما حدث في دائرة القرارة ويحدث في بعض المناطق بولاية غرداية من زهق للأرواح ليدعو إلى القلق والحيرة والحسرة ، وحرصا من الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين لحقن دماء أهالينا وإخواننا ونحن في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المعظم ندعو الجميع إلى التعقل والتحلي بروح المسؤولية ونبذ الفرقة والشقاق ، وتبرئة للذمة أمام الله والتاريخ نؤكد أنه كلما مر يوم على الأزمة والفتنة القائمة بين أهالينا في غرداية إلا وتقطرنا دما وازددنا ألما وحسرة لأن هذه الأحداث الأليمة والانزلاقات الخطيرة خرجت عن النطاق فأدت إلى خسائر في الأرواح والممتلكات ، وإذا لم تطوق لا قدر الله فإنها ستأتي على الأخضر واليابس مما يستوجب التدخل العاجل لعقلاء الطرفين من أبناء وادي ميزاب عربا وأمازيغ مالكية وإباضية ، نظرا للروابط المتينة بينهم فهم أبناء وطن واحد ودين واحد ومصير مشترك ، وكما قال العلامة عبد الحميد بن باديس رحمه الله "إن أبناء يعرب وأبناء مازيغ قد جمع بينهم الإسلام منذ بضع عشرة قرنا ، ثم دأبت تلك القرون تمزج ما بينهم في الشدة والرخاء ، وتؤلف بينهم في العسر واليسر ، وتوحدهم في السراء والضراء حتى كونت منهم منذ أحقاب بعيدة عنصرا مسلما جزائريا أمه الجزائر وأبوه الإسلام ".
وانطلاقا من قناعتنا الراسخة بأنه مهما طال عمر الأزمة فإنها ستنتهي لامحالة لأن الواقع يفرض على الطرفين التعايش معا للروابط المتينة التي تربطهم من دين ووطن ومصير مشترك ، ويكفي امتزاج دمائهم إبان ثورة التحرير الجزائرية الكبرى لتحرير الجزائر من بوتقة الاستدمار الفرنسي وتوحدهم منذ أحقاب في المحن والإحن ، فقد آن الأوان أن يتدخل العقلاء من الأعيان لتطويق الفتنة ووضع حد لزهق الأرواح التي حرمها الله وتفويت الفرصة على المتربصين الذين يسعون جاهدين لاستمرار ظروف الاحتقان والهلع وإثارة الضغائن والمزيد من التخريب والخسائر المادية والبشرية للاصطياد في المياه العكرة .
وعليه فإننا ننـــاشد
• طرفا النزاع إلى انتهاج أسلوب الحكمة والتعقل ونبذ الشقاق والخلاف وإصلاح ذات البين لأن إطالة عمر الأزمة لا يخدم أي طرف من الأطراف ، بل يخدم نافخي الكير فقط ، وآمالنا الكبيرة معلقة على الله أولا ثم الخيرين من أبناء الوطن خاصة أبناء منطقة وادي ميزاب لإخماد نار الفتنة والخروج بالمنطقة لشاطئ الأمان وما ذلك عليهم بعزيز.
• السلطة القيام بواجبها لحماية الأرواح والممتلكات ، والاستعانة بمن تراه يخدم القضية لإعادة البسمة للشفاه والطمأنينة للنفوس والسلامة للوطن خاصة ونحن في العشر الأواخر من شهر رمضان وعيد الفطر المبارك على الأبواب .
وندعــــــــــــو
المكتب الولائي للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين بذل أقصى جهد ممكن للتوفيق والتوافق والعمل الحثيث للمساعي الحميدة وإصلاح ذات البين ، فالمسؤولية كبيرة أمام الله والتاريخ .
قال تعالى
"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " سورة الحجرات
" واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة " سورة الأنفال .
رئيس الاتحاد / الصادق دزيري