نظرة الشيعة للامام والصوفية للولي. تطابق في الانحراف والزيغ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

نظرة الشيعة للامام والصوفية للولي. تطابق في الانحراف والزيغ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-07-07, 09:33   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










B11 نظرة الشيعة للامام والصوفية للولي. تطابق في الانحراف والزيغ

نظرة الشيعة للامام والصوفية للولي. تطابق في الانحراف والزيغ



بين الشيعة والصوفية نسب وذمة, فكلاهما فرق ضالة خالفت الشرع الإسلامي والمنهج النبوي في التعامل مع العقائد الإسلامية, فكلاهما رفعا من قدر أشخاص معينيين إلى مراتب تساوي الأنبياء بل تفوقهم بعدة مراحل وجعل كل منهما إمامه أو وليه يصل لمرتبة تضاهي الألوهية – حاش لله -, فكان بينهما تطابق غريب في الأفكار ينبغي التنبه له والوقوف عنده.
والمتأمل في النصوص التي ساقوها للتعامل مع الأولياء والأئمة ليجد أنها خارجة تماما عن عقائد الإسلام ولا تتفق مع الإسلام في شئ.
فأضفى الشيعة على الأئمة والصوفية على الأولياء صفات إلهية فأوكلوا إليهم بحسب زعمهم التحكم في حياة الناس وفي أرزاقهم والتحكم أيضا في الحياة الآخرة فالحساب بين أيديهم هم وقرار دخول الجنة والنار فعل لائمتهم أو لأوليائهم, وهذا مما يؤكد على وجود هذه الصلة الوثيقة بين الشيعة والصوفية في العقائد والأفكار بحيث يمكن القول أن الصوفية هي باب اختراق شيعي لأهل السنة وكلاهما يدعى الانتصار لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وكلاهم ينتهي أئمتهم وأولياؤهم إلى نسل الصحابي الكريم ابن عم رسول الله سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ونستعرض بعض مما يضفيه الشيعة على أئمتهم والصوفية على أوليائهم من الغلو والتجاوز الذي يصل بصاحبه ومن يعتقد هذه الأقوال -كعقيدة دينية- إلى الكفر في دين الله، حيث يعتقد أن لله عز وجل شركاء في الخلق والأمر.
وهذا بعض ما يقوله الشيعة في الأئمة لنرى مدى هذه التجاوزات الخارجة عن دين الإسلام:
الإمام يوحى إليه, فتوجد روايات كثيرة مختلقة علَى أهل البيت يؤكدون فيها أنّ الأئمة يُوحَى إليهم، وأنّ عليًا - رضي الله عنه - ناجاه جبريل - عليه السلام - في فتح خيبر, وأن فاطمة - رضي الله عنها - لما تُوفي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بعث الله لها ثلاثة ملائكة يُكلمونها ويسلونها، وكان عَلِيٌّ - رضي الله عنه - يكتب ما يقول المَلك!![1].
ويقول الخميني: "إنّ للإمام مقاما محمودًا ودرجة سامية، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون، وإن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقامًا لم يبلغه مَلَكٌ مقرب ولا نبي مُرسَل ... " وقال أيضًا: "إن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن لا تخص جيلًا خاصًا وإنما هي تعاليم للجميع في كل عصر ومصر إلى يوم القيامة".[2] .
ويقول أيضًا: "فالإمام المهدي الذي أبقاه الله - سبحانه وتعالى - ذخرًا من أجل البشرية، سيعمل علَى نشر العدالة في جميع أنحاء العالم وسينجح فيما أخفق في تحقيقه جميع الأنبياء"[3]. .
ولهذا يعتقدون أن أول ما يُسألُ عنه الميت عند وضعه في قبره هو حبُّ أئمة الشيعة, ففي بحار الأنوار: "أول ما يُسأل عنه العبد: حبنا أهل البيت"[4]، فيسأله ملكان عن اعتقاده في: الأئمة واحدًا بعد واحد فإنَّ لم يُجِبْ عن واحد منهم يضربانه بعمود من نار يمتلئ قبره نارًا إلى يوم القيامة"!!! [5].
ويعتقدون أيضا أن الذي سيُحاسِبُ الناس يوم القيامة هم أئمة الشيعة؛ فقال شيخهم الحر العاملي: "إنَّ من أصول الأئمة - عليهم السلام -: الإيمان بأنَّ حساب جميع الخلق يوم القيامة إلى الأئمة"[6] .
ويعتقدون أيضا أن الذي سيُدخل من يشاء الجنة ومن يشاء إلى النار هو عليٌّ -رضي الله عنه-, فزعم علماء الشيعة أنَّ إمامهم الرضا - رضي الله عنه - قال: "سمعت أبي يُحدِّثُ عن آبائه عن علي - عليه السلام - أنه قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: يا عليُّ، أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة، تقول للنار: هذا لي وهذا لك"[7] .
وفي بحار الأنوار: "إنَّ أمير المؤمنين - عليه السلام - لديَّان الناس يوم القيامة"[8] .وافتروا أنَّ عليًا - رضي الله عنه - قال: "أنا أُدخِل أوليائي الجنة، وأعدائي النار"[9] .
ويقولون بأن الأنبياء والرسل سيكونون جندًا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ولا ندري متى يكون هذا الزعم, فيقولون: "لم يبعث الله نبيًا ولا رسولًا إلا ردّ جميعهم إلى الدنيا حتَّى يقاتلوا بين يدي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين".[10] .
وغير ذلك من المعتقدات الباطلة التي ترفع الأئمة فوق مصاف الأنبياء وتجعلهم شركاء لله عز وجل في ملكه, فالأئمة عندهم هم أسماء الله الحسنى, وهم وجه الله هم جنب الله هم يد الله القادرة, ولهم مقام عظيم وخلافة تكوينية تخضع لها جميع ذرات الكون. وهذا المقام لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل, وعندهم يعلمون ما كان وما يكون ولا يخفى عليهم شيء وهذا الفرق بينهم وبين الأنبياء الذين يعلمون ما كان ولا يعلمون ما يكون, ويعلمون متى يموتون ولا يموتون إلا متى يشاءون, ويعلمون الغيب مطلقًا, وأنهم هم المحاسِبون للخلق يوم القيامة. فإلى الخلق إيابهم وحسابهم عليهم وفصل الخطاب عندهم, وبالتالي فيجوز –عندهم- دعاء الأئمة لقضاء الحوائج وكشف الكرب والنوازل.
ويعتبر تسوية الشيعة لإمام من أئمتهم بالنبي صلى الله عليه وسلم نوعا من تنازلهم فيقول المجلسي" "ولا نعرف جهة لعدم اتصافهم بالنبوة إلا رعاية خاتم الأنبياء, ولا يصل إلى عقولنا فرق بين النبوة والإمامة" [11], لأنهم يسبون النبي صلى الله عليه وسلم ويعتبرون الخميني مثلا أكثر نجاحا منه صلى الله عليه وسلم – حاش لله – في تربيته لأصحابه بالمقارنة بالخميني !!.
أما ولي الصوفية فيتعاملون معه بوصفه بلغ مكانه فوق النبي وأن من صفاته وإمكاناته ما يفوق البشر بكثير بما فيهم الأنبياء، وان وليهم هذا يتصرف في الكون في الحياة والممات وبعد البعث بتصرفات الآلهة التي تعبد، وصرحوا بمثل هذا في كتبهم وللأسف التي حققها وقدمها الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر, فقال النفري "لو كشف عن حقيقة الولي لعُبِد".[12]
ففي تفضيلهم للولي على النبي يصرح أكابرهم في كتبهم فيقولون:
يقول عبد القادر الجيلاني الذي يسمى عند الصوفية بشيخ الطائفة: "معاشر الأنبياء، أو تيتم اللقب، وأوتينا ما لم تؤتوه "[13].
ويقول أبو يزيد البسطامي عن نفسه : "تالله أن لوائي أعظم من لواء محمد صلى الله عليه وسلم، لوائي من نور تحته الجان والجن والإنس، كلهم من النبيين " [14].
ويبين شيخهم الأكبر ابن عربي الموقف بوضوح فيقول: "مقام النبوة في برزخ ** فويق الرسول ودون الولي " [15].
ويعتقد الصوفية أن الولي يتلقى عن الله مباشرة أما كل الرسل فتتلقى عن الله عن طريق الوحي ولذا يعتبرون الأولياء أعلى منزلة فيقول الحكيم الترمذي في جواب عن سؤال: ما الفرق بين النبوة والولاية؟ : "الفرق بين النبوة والولاية أن النبوة كلام ينفصل من الله وحيا، ومعه روح من الله فيقضي الوحي ويختم بالروح ... والولاية لمن ولى الله حديثه على طريق أخرى، فأوصله إليه فله الحديث، وينفصل ذلك الحديث من الله عز وجل، على لسان الحق معه السكينة، تتلقاه السكينة في قلب المحدث، فيقبله ويسكن إليه " [16]
أما في النهاية في يوم القيامة فللأولياء عند الصوفية مكانة لا يبلغها أحد, فيقول الحكيم الترمذي " فلم يزل هذا الولي مذكورا في البدء، أولا في الذكر، وأولا في العلم، ثم هو الأول في المشيئة، ثم هو الأول في اللوح المحفوظ، ثم الأول في الميثاق، ثم الأول في المحشر، ثم الأول في الجوار، ثم الأول في الخطاب، ثم الأول في الوفادة، ثم الأول في الشفاعة، ثم الأول في دخول الدار، ثم الأول في الزيارة، فهو في كل مكان أول الأولياء " [17].
ويقول أيضا في نص لا يمكن فهمه أبدا على أي قاعدة من قواعد عقائد الإسلام فيقول: "وقد يكون في الأولياء من هو أرفع درجة، وذاك عبد قد ولى الله استعماله، فهو في قبضته يتقلب، به ينطق، وبه يسمع، وبه يبصر، وبه يبطش، وبه يعقل، شهره في أرضه، وجعله إمام خلقه وصاحب لواء الأولياء، وأمان أهل الأرض، ومنظر أهل السماء، وريحانة الجنان، وخاصة الله، وموضع نظره، ومعدن سره، وسوطه في أرضه، يؤدب به خلقه، ويحيي القلوب الميتة برؤيته، ويرد الخلق إلى طريقه، وينعش به حقوقه، مفتاح الهدى، وسراج الأرض، وأمين صحيفة الأولياء، وقائدهم، والقائم بالثناء على ربه، بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم! يباهي به الرسول في ذلك الموقف، وينوه الله باسمه في ذلك المقام، ويقر عين رسول الله صلى الله عليه وسلم!، قد أخذ الله بقلبه أيام الدنيا، ونحله حكمته العليا، وأهدى إليه توحيده، ونزه طريقه عن رؤية النفس، وظل الهوى، وأئتمنه على صحيفة الأولياء، وعرفه مقاماتهم، وأطلعه على منازلهم. فهو سيد النجباء، وصالح الحكماء، وشفاء الأدواء، وإمام الأطباء. كلامه قيد القلوب، ورؤيته شفاء النفوس، وإقباله قهر الأهواء، وقربه طهر الأدناس، فهو ربيع يزهر نوره أبدا، وخريف يجنى ثماره دأبا، وكهف يلجأ إليه، ومعدن يؤمل ما لديه، وفصل بين الحق والباطل. وهو الصديق والفاروق والولي والعارف والمحدث. هو واحد الله في أرضه " [18].
ويقول سعد الدين حمويه مستدلا باستدلال عجيب وساقط على ان الولي اقر لله من النبي فيقول: "واو الولاية أقرب إلى الحضرة الإلهية من نون النبوة، فلأجل هذا التقرب تعتبر الولاية أفضل من النبوة، فالحرف الأول من كلمة الولاية هو الواو والواو في وسطها ألف – أي : وهو ألف لفظ الجلالة - والحرف الأول من كلمة النبوة هو النون والنون في وسطها حرف الواو , إذن فالولي هو قلب النبي وروحه, أما روح الولي هو ذات الله ونفسه" [19].
وهكذا نجد هذا الانحراف الواضح والتطابق التام فيه بين مفهوم ومكانة الإمام عند الشيعة وما يناظرها من مكانة الولي عند الصوفية، وهو تطابق في الانحراف والزيغ بعيدان كل البعد عن العقيدة الإسلامية الصحيحة.
ــــــــــــــــــــــــــــ
[1] خطاب ألقاه الخميني يوم الأحد 2/ 3/86م بمناسبة عيد المرأة
[2] الحكومة الإسلامية ص112
[3] خطاب ألقاه الخميني بمناسبة الخامس عشر من شعبان عام 1401هـ
[4] بحار الأنوار ج27/ 79، عيون أخبار الرضا لابن بابويه ص222
[5] الاعتقادات للمجلسي ص95
[6] الفصول المهمة في أصول الأئمة للعاملي ص171
[7] عيون أخبار الرضاص239، بحار الأنوار39/ 194
[8] بحار الأنوار 39/ 200
[9] علل الشرائع لابن بابويه ص196
[10] بحار الأنوار53/ 41
[11] بحار الأنوار26/ 28
[12] "غيث المواهب العلية" للنفزي الرندي (1/ 235) بتحقيق الدكتور عبد الحليم محمود.
[13] "الإنسان الكامل" للجيلي (1/ 124)، كذلك "الجواهر والدرر" (ص 286) بهامش الإبريز، "الجواب المستقيم" لابن عربي (ص 247) نقلا عن الجيلي.
[14] "لطائف المنن" لابن عطاء الله السكندري , والأخلاق للشعراني (1/ 125. )
[15] طبقات الشعراني ج1 ص 68 ط دار العلم للجميع.
[16] كتاب "ختم الولاية" الفصل العاشر علامات الأولياء (ص 346 - 347).
[17] "ختم الولاية" للترمذي الحكيم الفصل التاسع (ص 344 - 345).
[18] "نوادر الأصول" للترمذي (ص 157، 158) ط الآستانا.
[19] "جهل مجلس" لعلاء الدين سمناني بتصحيح عبد الرفيع حقيقت (ص 45، 46).
المصدر :
https://taseel.com/display/pub/defaul...8435&ct=4&ax=6









 


رد مع اقتباس
قديم 2014-07-07, 21:23   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










B11

تشابه غريب عجيب بين الصوفية والشيعة
======
عند الشيعة:- الوصي أفضل من النبي
عند الصوفية :- الولي أفضل من النبي
______________


عند الشيعة:- افضل الاوصياء يسمى خاتم الاوصياء
عند الصوفية :- أفضل الاولياء يسمى خاتم الاولياء
______________


عند الشيعة:- الانتساب في دعواهم آلي ال البيت
عند الصوفية :- الانتساب في دعواهم آلي ال البيت
______________


عند الشيعة:- الائمة يوحى اليهم
عند الصوفية :- الاولياء يوحى اليهم
_____________


عند الشيعة:- الائمة يعلمون الغيب
عند الصوفية :- الاولياء يعلمون الغيب
_____________


عند الشيعة:- الائمة يتصرفون في الكون
عندالصوفية :- الاولياء يتصرفون في الكون
______________


عند الشيعة:- يجوز دعاء الائمة والذبح لهم والاستغاثة بهم
عند الصوفية :- يجوز دعاء الاولياء والذبح لهم والاستغاثة بهم
_____________


عند الشيعة:- تقديس القبور والاضرحة والغلو فيها وممارسة الشرك حولها
عند الصوفية :- تقديس القبور والاضرحة والغلو فيها وممارسة الشرك حولها
______________


عند الشيعة:- أستخدام الغش والكذب في عقائدهم(( التقية))
عند الصوفية :- أستخدام الغش والكذب في عقائدهم (( الستر)) والكتمان
______________


عند الشيعة:- يسمون غيرهم من المسلمين بالعامة
عند الصوفية :- يسمون غيرهم من المسلمين بالعامة
_____________


عند الشيعة:- يسمون أنفسهم وابناء ملتهم بالخاصة
عند الصوفية :- يسمون أنفسهم وابناء طرقهم بالخاصة
______________


عند الشيعة:- لهم ملابس والوان معينة لرجال دينهم
عند الصوفية :- لهم ملابس والوان معينة لرجال دينهم
______________


عند الشيعة:- لايوجد كتب او مراجع صحيحة يستندون اليها في عقيدتهم
عند الصوفية :- لايوجد كتاب او مرجع معتمد للصوفية
______________


عند الشيعة:- متأثرين بالاديان الاخرى مثل اليهودية والمجوسية والنصرانية
عند الصوفية :- متأثرين بالاديان الاخرى مثل اليهودية والنصرانية والبوذية
______________


عند الشيعة:- يجوز في دينهم استخدام السحر وعلم النجوم وتسخير الجن والشعوذة
عند الصوفية :- يجوز في دينهم استخدام السحر وتسخير الجن والشعوذة
______________


عند الشيعة:- يجوز تعذيب النفس وضرب الروؤس بالسكاكين وادخال الالات الحادة في الجسم
عند الصوفية :- غرز الدبابيس والسكاكين في الجسم واكل الحيات والعقارب
_____________


عند الشيعة:- التعبد بالتراتيل الجماعية
عند الصوفية:- التعبد بالتراتيل الجماعية
_____________


عند الشيعة:- استخدام الالات الموسيقية والطبول في مناسباتهم الدينية
عند الصوفية :- استخدام الالات الموسيقية والطبول في مناسباتهم الدينية
______________


عند الشيعة:- يقفزون ويتمايلون اثناء ممارسة شعائرهم من لطم ونياحة وزحف
عند الصوفية:- الرقص والتمايل اثناء ممارسة الشعائر الدينيه
_____________


عند الشيعة:- طوائف وفرق كثيرة
عند الصوفية:- طوائف وفرق كثيرة
_____________


عند الشيعة:- اخذ العقائد من المنامات والتخيلات
عند الصوفية :- اخذ العقائد من المنامات والتخيلات
_____________


عند الشيعة:- ادعاء وجود شخصيات اسطورية وهمية مثل مهدي السرداب وابن الحنفية والحاكم بأمر الله
عند الصوفية :- ادعاء وجود شخصيات اسطورية وهمية مثل وجال الغيب والاقطاب والاوتاد
_____________


عند الشيعة:- تكثر الاحتفالات والطقوس الدينية بموالد الائمة وبعزائتهم
عند الصوفية :- تكثر الاحتفالات الدينية بموالد الاولياء والمشائخ
______________


عند الشيعة:- لايفرقون بين التوحيد والشرك ولايوجد تعريف خاص بهما
عند الصوفية :- لايفرقون بين التوحيد والشرك
_____________


عند الشيعة:- يحترمون ويجلون كل اعداء المسلمين ومن اجمع المسلمين على ذمه وقدحه مثل ابو لؤلؤة المجوسي وابن العلقمي والطوسي
عند الصوفية :- يقدسون ويحترمون ومن اجمع المسلمين على ذمه وقدحه مثل ابليس الحلاج وابن عربي
____________


عند الشيعة:- الجهاد ممنوع عندهم وليسواهل فتوحات
عند الصوفية :- الجهاد ودفع الغازي والمستعر يخالف عقيدتهم في التوكل على الله لذلك المستعمرين والغزاة يشجعون التصوف



عند الشيعة:- تقديس السادة والمراجع والشيوخ
عند الصوفية :- تقديس السادة والشيوخ وتقبيل ايديهم واقدامهم
_____________


عند الشيعة:- امتهان الكعبة وتفضيل قبور ائمتهم عليها
عند الصوفية :- يعتقدون آن الكعبة تطوف حول الاولياء وحول بيوتهم واضرحتهم بل آن بيوت الاولياء افضل من الكعبة










رد مع اقتباس
قديم 2014-07-09, 17:34   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










B11

انفراد بالصور.. علاقة شيخ الطريقة العزمية بمصر مع إيران للسيطرة على الصوفيين.. طهران أسست منظمة باسم الاتحاد العالمى للطرق الصوفية بفرنسا لتنفيذ الخطة.. وأبوالعزائم عقد زيجات متعة بين إيرانيات ومصريين


على رأس هؤلاء الشيخ علاء ماضى أبوالعزائم شيخ الطريقة العزمية وأحد قادة الطرق الصوفية، الذى ارتمى بقصد أو دون قصد، فى أحضان المؤسسات الإيرانية، الشعبية منها والرسمية، وإذا كان من المقبول شكلا العلاقات الشعبية بين جماعات ونظرائها فى الدول، إلا أن دوائر الشك، تبدأ التلويح فى الأفق، عندما تنتقل العلاقات من المستوى الشعبى، إلى المستوى الرسمى، خاصة المؤسسات الرسمية الحساسة، ومن بينها قصر الحكم، ووزارة الخارجية، والمخابرات.

وتأسيسًا على ذلك، فإن معلومات مدعمة بالصور، تناثرت، عن قيام الشيخ علاء ماضى أبو العزايم خلال الآونة الأخيرة، بتوطيد علاقاته بدولة إيران، وأنه دائم التردد عليها وبرفقته بعض الموالين له من الطرق الصوفية، وزار منزل "الخومينى"، ووزارة الخارجية.



وأوضحت المصادر، أن توطيد هذه العلاقة القوية بدولة إيران، مكنته من عقد اتفاق على إنشاء منظمة دولية تحمل اسم "الاتحاد العالمى للطرق الصوفية" مقرها فرنسا فى الفترة من 1 إلى4 نوفمبر من العام الماضى، والسؤال الذى يقفز على الذاكرة، ويطرح نفسه بقوة، كم تكلف افتتاح هذا المقر، ومن الذى سدد مثل هذه التكاليف المالية الضخمة بطبيعة الحال؟.

الإجابة على هذا السؤال، تكشف عن عمق العلاقة بين زعيم الطرق الصوفية، والجانب الإيرانى الرسمى، وأهداف إيران من الدعم الصوفى الكبير فى البلاد، خاصة وأن "أبو العزايم" عقد عدة لقاءات باسم الاتحاد الجديد الذى تم تأسيسه، بالمخالفة لقانون الطرق الصوفية ودون الحصول على تصريح للعمل داخل البلاد من الأجهزة الأمنية والمجلس الأعلى للطرق الصوفية.



المعلومات التى تناثرت أيضا كشفت عن أن الجانب الإيرانى بعد تأسيس المنظمة الجديدة التى تحمل اسم "الاتحاد العالمى للطرق الصوفية"، طلب من أبوالعزايم دعم جماعة الإخوان فى مصر، وهو الطلب الذى فوجئ به أبوالعزايم، خاصة وأنه كان يسعى من خلال علاقاته بإيران لضم الطرق الصوفية بكاملها للاتحاد، لتتمكن إيران من السيطرة على كل الطرق الصوفية.

واستندت المعلومات المتواترة والغزيرة غزارة السيول، إلى العلاقات الوطيدة التى تربط "أبوالعزايم"، مع أعضاء الجالية الإيرانية وعلى الأخص القائم بالأعمال الإيرانى، وأنه لعب دور الوسيط والتنسيق مع عناصر إيرانية أثناء زيارات الوفود الشعبية المصرية والوفود الصوفية، وأنه تمكن من عقد قران بعض مشايخ الطرق الصوفية على بعض فتيات إيران والمعروف باسم "زواج المتعة" لمدة عام.



أيضا من بين مهام أبوالعزايم والتى أثبتته الصور، قيامه بتوزيع " قطع وأحجار" من تربة كربلاء المقدسة، بحسب اعتقاد الشيعة، والمخصصة للسجود عليها وفقا للطقس الشيعى أثناء الصلاة، بجانب لقاءاته العديدة بالمرجعية الشيعية الأشهر، آية الله الطبطبائى.



المصدر :

https://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1482220#.U71uB0CwmSa










رد مع اقتباس
قديم 2014-09-07, 13:10   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










B18

الصلة بين التصوف والتشيع

الصِّلة بيْن التصوُّف والتشيُّع حقيقة تحدَّث عنها كثيرٌ من النقَّاد، مثل ابن خلدون، وإحسان إلهي، وكامل مصطفى الشيبي، وهو ممَّن أفرد كتابًا لإثبات ذلك، وغيره ممَّن عقدوا مقارناتٍ بين اعتقادات وطقوس الفريقين.

وداوعي التنبُّه إلى المقاربة بين الطائفتين كثيرة، منها منشأُ التصوف وبيئتُه وأقطابه ومصطلحاته، وكثير مِن العقائد التي به، غير أنَّ ما يرسِّخ التواصلَ بينها هو ظهور الدولة العُبيديَّة الشِّيعيَّة الإسماعيليَّة الباطنيَّة المتسمية بالفاطميَّة، فقدْ لبِس التصوف في عهدها والذي تلاها لباس الشيعة.

وتعقد المقارنة بادئ ذي بَدْءٍ في نشأة التصوف، فالتصوف منبتُه فارسي شِيعي؛ وينصُر هذا الرأي طائفةٌ من خصوم التصوف من السُّنة، وأخرى مِن أهل التصوف من السُّنة والشيعة، وبين أولئك باحثون في التصوف يؤيِّدون ذا الرأي، إلا أنَّ لكل طرف غرضَه مِن نصرة ذا الرأي.

فالثابتُ مِن كتُب كثير ممِن عاصر الصوفية؛ وغيرهم: أنَّ أوَّلَ مَن أسَّـس التصوف هم: الشيعة، ومرجِع النشأة لرجلينمنهم؛ هما "عبدك"(ت 210) مختصَر عبدالكريم، وهو على رأس طائفة شيعيَّة، وأبو هاشم الكوفي الشيعي الصوفي (ت150) [1].

فالتصوُّفُ وليدُ التشيُّع، وبداية أمر حركة التصوُّف الفرس؛ الذين يمثلون عصبَ التشيع ودمَه الفوَّار، وكبار المتصوِّفة والمنظِّرين له فرس؛ كالبسطامي والحلاَّج، ومعروف البلخي وابن خضرويه البلخي، ويحيى بن معاذ الرازي، وللتشيُّع أمشاجٌ فارسية متعدِّدة الثقافات والعقائد، وشيعة العِراق زُمرة فِراق، وشِرذمة شِقاق، دأبهم تشقيق الكلام، والتلفيق بيْن الأديان، وذِي سيرتهم قبل الإسلام، وصَنيعهم مع جمهرةِ الأديان التي حلَّتْ أرضهم، والفرس أُصيبوا بداء (الغنوص) وهي فلسفة حلوليَّة ذات طابع رُوحاني صوفي مَحْض سَرَتْ في أديان وطوائفَ عِدَّة، بنِسَبٍ متقارِبة.

والفرس يصبغون أيَّ دِين يرِد عليه بلبوسهم، ويُذيبونه في ثقافتهم وعقائدهم، فيَصطلحون على ما سلَف مِن أمرهم بلُغة ما ورَد على ديانتهم الجديدة، فإنْ تبصَّر الواعي أمرهم دَرِي أنَّ كِسرى صار يُسمَّى إمامًا، والمرجع الشيعي صار يُسمَّى شيخَ الطريقة، والأئمَّة الاثنا عشر هم الأقطاب والغوث، ومراتب دُعاة الباطنيَّة الإسماعيليَّة هم الأوتاد والأتقياء والنجباء والمريدين عندَ الصوفيَّة.

و"ليس مِن قبيل المصادفات أن تَنشأ الحركةُ الصوفية المتطوِّرة في البصرة، وهي بيئةٌ شِبه فارسية، والواقع أنَّ الدارسَ لا بدَّ أن يتوقَّف عند هذا العدد الهائِل مِن الصوفية التي أصولهم إيران، والذين ترِد ترجماتهم في كتُب التصوُّفِ العربية، وأنْ يستوقفَه أيضًا أنَّ هؤلاء جميعًا كانوا مِن أصحاب جوامع الكَلِم، وأنَّ بداية التعمُّق الصوفي والإغراق في الرَّمز، أو ما عُرِف باسمِ الشطح على يدِ أبي يَزيد البسطامي، وهو مِن أصلٍ فارسي"[2].

والطُّرُق الصوفيَّة تُشبه في نشأتها فكرةَ الحوزات الشيعيَّة، والمرجِع الشِّيعي، ورواد الحوزة، فأصل الفِكرة فارسي، وأصلُ كلمة الخانقاه فارسي تُطلق على المباني التي تُقام لإيواءِ الصوفية.

واختار الآملي (794هـ)[3] - وهو شِيعي - انتسابَ التصوُّف للتشيُّع، مستندًا لأقوال مِن أقطاب الشيعة كابن المطهِّر الحِلِّي في كتابيه "منهاج الكرامة" و"كشف الحق"؛ ليدلِّل على أنَّ العلوم اللَّدُنيَّة والحقائق الإلهيَّة مخصوصة بعليٍّ - رضي الله عنه - دون غيرِه مِن الأولياء، وقال: إنَّ الفَرْق بين الشيعي والصوفي أنَّ الأول مؤمنٌ عادي، والثاني مؤمنٌ ممتحَن، والصوفية اختصاصهم بالأسرار الإلهيَّة، وهم لذلك الشيعةُ الخاصَّة[4].

فالتيَّار الرُّوحاني العِرفاني امتدادٌ للغنوصية؛ امتداد طبيعي لعقيدة "وَحدة الوجود العرفانية"، التي غصَّتْ بها دياناتُ الشرق، ونمَتْ بأرض العراق، ثم سَرَتْ للشام ومصر، مِن القرن الثالث قَبل الميلاد، كالمندائية وطوائف مِن النصرانية.

ومطلع قرن التصوُّف والصوفية البصرة؛ وبها دياناتٌ لها نَصيب مِن العقائد الغنوصية العرفانية؛ فهي على مقربةٍ مِن حواضرِ بلاد فارس، وزاد أثَرُ المخلَّفات العقديَّة والموروثات الدينيَّة القديمة، والفلسفة اليونانيَّة الأفلاطونيَّة الحديثة بعدَ عصر الترجمة، ثم كسا النظر رؤية المثل، مِن سلوكيات رُهبان أهل الكتاب بالبصرة، وكثرة الاحتكاك بهم، وبلَغ التصوفُ ذروتَه في نهاية القرن الثالث الهِجريِّ على يدِ فُرسٍ مسلمين ونصارَى أسلموا.

والغنوصية عقيدةٌ تمزج بين رُوحانية الشرق الآسيوي ومنطق الغرب الإغريقي، فبَعدَ سقوط آخِر دولة عراقيَّة في القرن السادس قبلَ الميلاد على يدِ الفُرس، واحتلال الشام ومصر مِن قِبل الإغريق، ثم الرومان، بدأ يتغلغل في هذه البلدان تيَّارانِ دِينيان: التيار الدِّيني الآسيوي "الهِندي الصِّيني"، من عقائد هندوسيَّة وبوذيَّة وتاويَّة، تؤمِن بعقيدة وَحدة الوجود، عن طريق بلادِ فارس؛ وكانت فارس تضمُّ ما بين باكستان إلى مشارفِ الشام.

ثم التيَّار الفلسفي المنطقي اليوناني الذي يَفصِل بيْن الخالق والمخلوق، ويرَى تَعدُّدَ الآلهة.

والغنوصية مَرَّتْ بكثير مِن الأديان وصِبغة القابالاه اليهوديَّة والرهبنة النصرانَّية، ثم التصوُّف الإسلامي، ويرى محمَّدُ بنُ أحمدَ البيرونيُّ (ت440)[5] أنَّ مَرَدَّ التَصوف في بلاد المسلمين إلى تصوُّف الهندوس في الهند؛ يقول: "ومنهم مَن كان يرَى الوجودَ الحقيقيَّ للعِلَّة الأولى فقط، لاستغنائها بذاتها فيه، وحاجة غيرها إليه، وأنَّ ما هو مفتقرٌ في الوجودِ إلى غيره، فوجودُه كالخيال غير حقٍّ، والحقُّ هو الواحِد الأوَّل فقط، وهذا رأي السوفية - بالسِّين - وهم الحُكماء، فإنَّ سوفيا باليونانية: الحِكمة، وبها سُمِّي الفيلسوف: بيلاسوفا؛ أي: محب الحِكمة، ولَمَّا ذهب في الإسلام قومٌ إلى قريبٍ مِن رأيهم سُمُّوا باسمهم، ولم يَعرف اللقبَ بعضُهم؛ فنسبهم للتوكُّل إلى الصُفَّة، وأنَّهم أصحابُها في عصرِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثمَّ صُحِّفَ بعد ذلك.."[6].

والقشيريُّ ذكَر أنَّه "ليس لهذا الاسمِ أصلٌ في اللُّغة العربية"[7].

ويرجع ديورانت التصوُّفَ الإسلاميَّ إلى أصولٍ كثيرة: مِنها نزعةُ الزُّهد عندَ فُقراء الهندوس، وغنوصيَّة مصر والشام، وبحوث الأفلاطونيَّة الجديدة عندَ اليونان المتأخِّرين، وتأثير الرُّهبان المسيحيِّين الزاهدين المنتشرين في جميعِ بلادِ المسلمين[8].

ويرَى أبو زهرةَ أنَّ الينبوع الثاني للتصوُّف "الذي وجَّه النفوس هو ما سرَى إلى المسلمين مِن فِكرتين: إحداهما فلسفيَّة، والأخرى مِن الدِّيانات القديمة، وهما:
الفكرة الأولى: فكرة الإشراقيِّين مِن الفلاسفة، وهُم الذين يرَوْن أنَّ المعرفة تقذِف في النفس بالرِّياضة الرُّوحيَّة والتهذيب النَّفْسي.
الفكرة الثانية: فِكرة الحلول الإلهي في النُّفوسِ الإنسانيَّة، أو حلول اللاهوت في الناسوت.

وتلك الفِكرة قد ابتدأتْ تدخُل في الطوائف التي كانتْ تَنتمي كذبًا إلى الإسلام في الصَّدْر الأوَّل، عندما اختلَط المسلمون بالنَّصارى، وقد ظهرَتْ تلك الفِكرة في السبئيَّة وبعض الكيسانيَّة، ثم القَرامطة، ثم في بعضِ الباطنيَّة، ثم ظهرتْ في لونها الأخير في بعضِ الصوفيَّة"[9].

ومَنبتُ التصوُّف البَصرة، وهي موطنٌ لرُهبان النصارَى؛ لذا شاع إنكار تشبُّه الصوفية في رَهبنتهم بالنَّصارَى، ومِن ذاك نقد حماد بن سلمة (157هـ)[10] فرقدًا السبخيَّ البصريَّ (131هـ)[11]؛ حينما رآه مرتديًّا ثيابَ صوفٍ، فقال له: "ضعْ عنك نصرانيتَك هذه"[12].

ويَصِف بعضُ الباحثين أنَّ "هذه الدِّيانة المسيحيَّة بتعاليمها وتعاليم مُعتنقيها قد أثَّرتْ في نشأة التصوُّف الإسلامي وتأثَّر بها"[13].

ويرَى البعضُ أنَّ المصادر الداخليَّة والخارجيَّة كلها ينابيع استقَى منها التصوُّفُ بصفته ظاهرةً إنسانيةً عابرة للحضارات والأديان، تَسعَى للبحث عن الحقيقة في الصَّفاء الرُّوحي، وكثيرٌ مِن المتصوِّفة كانوا نصارَى قبل إسلامِهم أو مِن بيئة نصرانيَّة، كمعروفٍ الكرخيِّ.

و"هناك فئةٌ مِن أكابر المستشرقين أمثال: وينفيلد، جوزيف فون هامر، ثولك، فون كريمر، كار هينرخ بيكر، هانز هينريخ شيدر، وجولد تسيهر، ونيكلسون (في أبحاثه الأولى)، ربطوا الحركة بتأثيرات أجنبية: مسيحية وهندية وفارسية ويونانية، فيرى بعضُهم أنَّ الزهدَ في الإسلام تقليدٌ لرهبنةِ النُّسَّاك مِن النصارَى"[14].

والذي يَظهر من بين هذه الاختلافات: أنَّ التصوفَ ظهَر بعد الإسلام في شكلِ زهدٍ ورغبة في الدار الآخرة، وكبْح جِماح النفس عن حبِّ الدنيا مهما أمكن، ومدار التصوُّف على الزيادة في التعبُّد والسعي للتقشف، فافترق الناسُ في أمْر هؤلاء الذين زادوا في أحوالِ الزُّهد والورَع والعِبادة على ما عُرِف من حال الصحابة، فقوم يذمونَهم وينتقصونهم ويرمونهم بالبِدعة، وقومٌ يجعلون ذا الطريق مِن أكملِ الطرُق وأعلاها، والتحقيقُ أنَّهم في هذه العبادات والأحوال مجتهدون، منهم الصالحون ومنهم القاسِطون، وبيْن أولئك عوام قد يَنسُبون لأئمَّتهم من الأقوال والأفعال ما لا يصحُّ سندًا ولا أصلاً في التصوف، والصوفية أجيالٌ، والتصوُّف أطوار، وتداول الأيَّام يعقبه تواردُ الأفكار والنظريات، التي منها الدخيل على أهلِ الطريقة، وبعضها يُعكِّر صفاءَ الصفوة، بل منها ما هو على خِلاف ما أصَّل أئمَّةُ وسَلَفُ الصوفية، والباحثون في الأديان والفِرق يَدرون كيف تتسرَّب الأفكارُ الدخيلة لكثيرٍ مِن الأديان والفرق، فإن لم يعقب التسرُّبَ حركةٌ إصلاحية اندثرتْ آثارُ سلَفِ الطائفة.

وقدْ لحِق التصوفَ ما يطرأ على غيره مِن سائر المبادئ والأفكار، مِن حبٍّ للتطوير، وإدخالِ شتَّى المفاهيم؛ بقصدِ تهذيب الفِكرة، وعرضها في شكلٍ متكامل، بغضِّ النظر عن مطابقتها للحقِّ أو مجانبتها له، وذا يُحدِث ارتباكًا في أيِّ تيَّار دِيني بين أجياله، حال مراجعةِ الخَلَف لما كان عليه السَّلَف، مما يتولَّد عليه توجُّهات، الأول يَبغي إبقاءَ الحال على ما آل إليه؛ على مذهب (ما تَرَك الأولُ للآخِر)، والثاني يستفيد من التبدُّل؛ صلاحية التغيير لِمَا يناسبه، على مذهبِ (هُم رجالٌ ونحن رجال)، وثالث يثور على الحال، ويَحذَر من المآل، ويدعو للإصلاح بالرُّجوعِ للعهد الأول؛ منهجًا لا أفكارًا، فيُحيي مسالكَ أئمَّة التصوف وأساطين الفقراء والزهاد، على مذهب (كمْ ترَك الأولُ للآخر).

على أنَّ أقطابَ التصوف وهم يَبنون هذا المسلك، صعُب الابتعادُ عن شتَّى التيَّارات والأفكار المخالِفة للإسلامِ والتأثُّر بها، خاصَّةً مِن الأتباع وبعض الفُرس، وظهورها واضحٌ جليٌّ في معتقداتهم وسائِر سلوكهم، على المستوى الفردي أو الجَماعي، بعدَ أن تنوَّع الأساس الذي قام عليه المذهبُ بادئَ الأمر.

ونحاول إجمالَ نِقاط المقارنة بين التصوُّف والتشيع في:
• مراتب الدعاة: وهي ميزةٌ انفردتْ بها كلُّ الطوائف الشيعيَّة الباطنيَّة ذات العقليَّة الفارسيَّة العُنصريَّة، وسببُها الخوضُ في السريَّة والمعارضة، والتنظير لإطار الدولة داخلَ دولة، وإنْ كان للفكرة إبداعٌ إداري وعبقريَّة تنظيميَّة، إلا أنَّ الغاية ومنهج التسيير يُوحيانِ بكثيرٍ من المكر، واستغفال عقولِ العامَّة والأتباع والمريدين، والصوفية لها مراتبُ بيْن الأولياء وشيوخها وأتباعهم ومُريديهم، وهي القُطب، والبَدل، والنجب، والوتد، والغوث، وغيره مِن مراتب الوليِّ لا يَختلِف عن القولِ بالناطق والتالي والأساس، ومراتب الدُّعاة في الحركة الإسماعيليَّة تبدأ بمرتبةِ الإمام، ثم الباب، الحُجَّة، داعي الدعاة، داعي البَلاغ، النقيب، المأذون، الداعي المحدود، الجناح الأيمن، الجناح الأيسر، المكاسر، المستجيب[15].

أما الحشَّاشون - وهم مِن نتاج الدولة العبيديَّة - فمراتبهم سباعيَّة؛ وهي كالآتي:
• المرتبة الأولى: مرتبة رئيس الدعوة أو داعي الدُّعاة، وكان أيضًا يُسمَّى نائب الإمام المستور في بلادِ الشام: "شيخ الجبل".
• المرتبة الثانية: كبار الدُّعاة.
• المرتبة الثالثة: الدُّعاة.
• المرتبة الرابعة: الرِّفاق.
• المرتبة الخامِسة: الضراويَّة، أو الفداويَّة، وهم الفِئة المسلَّحَة في الدعوة؛ التي يُشترَط فيها التفاني والتضحية في خِدمة الدعوة، حتى ولو أدَّى ذلك إلى الموت، الذي اعتبروه أشرفَ نهايةٍ؛ لأنه يضمن لهم السعادةَ في جَنَّةِ الإمام!
• المرتبة السادسة: اللاصقون.
• المرتبة السابعة: المستجيبون، وهم عامَّة الناس المؤيِّدين للدعوة.

• القول بالعِصمة: وذي وسمةٌ فارسية مِن معتقدهم في كِسرى، ووصمةٌ شِيعيَّة مِن معتقدهم في الإمام، والوليُّ عندَ الصوفي مشابهٌ للقول بعِصمة الإمام عندَ الشيعة.

فعِصمة الإمامِ لدَى الشيعة من أصولِ الدِّين وثوابت المعتقد، ورَكائِز قيام الخلافة؛ لأنَّ وارث النبي وارثٌ لخصائصه ومزاياه، فخليفة الخليفة مستخلَف بما وجب الخلافة لسلفه.

والإمام "كالنبي؛ يجب أن يكونَ معصومًا مِن جميع الرذائل والفواحِش، ما ظهَر منها وما بطن، مِن سنِّ الطفولة إلى الموت، عمدًا وسهوًا، كما يجب أن يكونَ معصومًا مِن السهو والخطأ والنِّسيان"[16].

• المزارات والأضرحة: وهي مِن خصائصِ الغلوِّ في الأشخاص وتعظيم الموتى، وميزة المجتمعات التي تفقد أسبابَ الدنيا، فتتلمَّس ما عندَ الموتى، والشيعة اشتهروا بالمراقِد، والصوفيَّةُ بالأضرحةِ والقِباب، ولهم طقوسٌ كأنَّما تواصوا بها، كطلب المدد والغوث مِن الوليِّ الميِّت، والتحدُّث معه وأخْذ العلم مِن الشيخ الميِّت بالرُّؤى والمنامات، يُشبه طلبَ المدَد مِن الأئمَّة عندَ الشيعة، وتلقي العِلم عنهم وهم في قُبورِهم.

رأي ابن خلدون:
قال ابنُ خلدون في مقدمته: "ثم حدَث في المتأخِّرين من الصوفيَّة: الكلامُ في الكشف، وظهَر مِن كثير منهم القولُ بالحلول والوحدة (وحدة الوجود)، فشاركوا فيه الإماميَّةَ والرافضة، لقولهم بألوهيةِ الأئمة وحلول الإلهِ فيهم.

وظهَر منهم القولُ بالقُطب والأبدال، وكأنَّه يُحاكي مذهبَ الرافضة في الإمام والنقباء.

وأُشرِبوا أقوال الشيعة، وتوغَّلوا في الديانةِ بمذاهبهم؛ حتى جعلوا مستندَ طريقهم في لبس الخرقة أنَّ عليًّا ألبسها الحسنَ البصريَّ، وأخَذ عليه العهد بالتزام الطريقة، واتَّصل ذلك عنهم بالجُنيد مِن شيوخهم.

ولا يعلم هذا عن عليٍّ مِن وجهٍ صحيح، ولم تكُن هذه الطريقة خاصَّةً بعلي - كرَّم الله وجهَه- بل الصحابة كلهم أُسوةٌ في طريق الهدى.

وفي تخصيص هذا بعليٍّ دونهم رائحةٌ مِن التشيع قويَّة، يُفهم منها ومن غيرها دخولهم في التشيُّع وانخراطهم في سِلْكِه.

وأكثرُ مَن تكلم مِن هؤلاء المتصوفة المتأخرين في شأن الفاطمي: ابن عربي الحاتمي في كتابه "عنقاء مغرب"، تكلم فيه عن "خاتم الأولياء" وكنى عنه بلبنةِ الفِضة، وجعلوا صاحبَ الكمال فيها خاتمَ الأولياء؛ أي: حائز الرتبة التي هي خاتمة الولاية، كما كان خاتم الأنبياء حائزًا للمرتبة التي هي (خاتمة النبوة)"[17].

أوَّل مَن أُخِذ عنه التصوُّف:
اسم الصوفي:
هذا الاسمُ لم يكُن في زمَن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقيل: كان في زمَن التابعين، وقيل: لم يُعرَفْ هذا الاسم إلى المائتين مِن الهجرة العربية؛ لأنَّ في زمن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان أصحابُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُسمُّون الرجل صحابيًّا؛ لشرفِ صُحبة رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

هذا، وقد تنازَع العلماءُ والمؤرِّخون في أول مَن تسمَّى بالصوفي؛ على أقوال ثلاثة:
أ- أنَّ أوَّلَ مَن عُرف بالصوفي هو أبو هاشم الشيعي الكوفي (ت150هـ)، وكان معاصرًا لسفيانَ الثوريِّ (ت 155هـ)، ولجعفر الصادق، ويُنسَب إلى الشيعة الأوائل، ويُسمِّيه الشيعةُ مخترعَ الصوفية، وهو الذي بنَى زاويةً في مدينة الرَّملة بفلسطين، وكان أبو هاشم حلوليًّا دهريًّا يقول بالاتحاد[18].

ب- يذكُر بعض المؤرِّخين أنَّ عبدك (مختصر عبدالكريم)، أو محمَّد (ت 210)، هو أوَّل مَن تَسمَّى بالصوفي، ويَذكُر عنه الحارثُ المحاسبيُّ أنَّه كان مِن طائفة نِصف شيعيَّة؛ تُسمِّي نفسها صوفيَّة، تأسَّست بالكوفة، و"عبدك" كان رأسَ فرقةٍ مِن الزَّنادقة[19]، الذين زَعموا أنَّ الدنيا كلها حرام، لا يحلُّ لأحدٍ منها إلاَّ القوت، حيث ذهَب أئمَّة الهدى، ولا تحلُّ الدنيا إلا بإمامٍ عادل، وإلا فهي حرامٌ، ومعاملةُ أهلِها حرام.

جـ- يذهب ابنُ النديم في "الفِهرست" إلى أنَّ جابر بن حيَّان (ت200 هـ)[20]، تلميذ جعفر الصادق (ت 208)؛ أوَّل مَن تسمَّى بالصوفي، والشيعة تَعتبِره من أكابرهم، والفلاسفةُ ينسبونه إليهم[21].

ويُطلق اسم التصوف في أوائل ظهوره "على جميعِ الصوفيَّة في العراق في مقابلِ "الملامتية"؛ وهم الصوفيَّة في خراسان، ثم أَخَذ هذا الاسم يُطلَق بعدَ ذلك بقرنين على جميعِ أهل الباطِنِ مِن المسلمين"[22].

وأوَّل مَن حدَّد نظرياتِ التصوف وشرَحَها ذو النون المصريُّ[23]، وأوَّل مَن بوَّبها ونشرَها الجُنيد البغداديُّ، وأوَّل مَن تكلَّم في عِلم الفناء والبقاء أحمدُ بن عيسى أبو سعيدٍ الخزازُ، شيخُ الصوفية[24].

إسقاط التكاليف بين الباطنية وغُلاة الصوفية:
أوَّل حركةٍ باطنيَّة إسماعيليَّة أقامتْ دولةً لها كانتْ باليمن على يدِ الحسن بن فرج، الملقَّب بالمنصور، مع عليِّ بن الفضل، وبعدَ أن قَوِيَ عودُهما بدأ الجهرُ بالمعتقدات، فقدْ أحلُّوا الخمورَ والزِّنا واللواط ونِكاح المحارم مِن الأمهات والبنات والأخوات، وأسقطوا الصلواتِ، وأبطلوا الصيامَ وجميعَ المحرَّمات، ولخَّص ذاك عليُّ بن الفضل في أبيات:
خُذِي الدُّفَّ يَا هَذِهِ وَاضْرِبِي
وَغَنِّي هَزَارَكِ ثُمَّ اطْربِي
تَولَّى نَبِيُّ بَنِي هَاشِمٍ
وَجَاءَ نَبِيُّ بَنِي يَعْرُبِ
أَحَلَّ البَنَاتِ مَعَ الْأُمَّهَاتِ
وَمِنْ فَضْلِهِ زَادَ حِلّ الصَّبِي
لِكُلِّ نَبِيٍّ مَضَى شِرْعَةٌ
وَهَذِي شَرِيعَةُ هَذَا النَّبِي
فَقَدْ حَطَّ عَنَّا فُرُوضَ الصَّلاَةِ
وَحَطَّ الصِّيَامَ وَلَمْ يُتْعِبِ
إِذَا النَّاسُ صَلَّوْا فَلاَ تَنْهَضِي
وَإِنْ صُوِّمُوا فَكُلِي وَاشْرَبِي
وَلاَ تَمْنَعِي نَفْسَكِ المُعْزبِينَ
مِنَ الْأَقْرَبِينَ مَعَ الْأَجْنَبِي
فَمِنْ أَيْنَ حُلِّلْتِ لِلْأَبْعَدِينَ
وَصِرْتِ مُحَرَّمَةً لِلْأَبِ
أَلَيْسَ الغِرَاسُ لِمَنْ أَسَّسَهْ
وَسَقَّاهُ فِي الزَّمَنِ المُجْدِبِ
وَمَا الخَمْرُ إِلاَّ كَمَاءِ السَّمَاءِ
حَلاَلٌ فَقُدِّسْتِ مِنْ مَذْهَبِ[25]

ونظرتهم للمرأةِ أنَّها نوعٌ مِن أنواعِ المسخِ الذي يُصيب غيرَ المؤمِن[26]، فهي كالحيوانِ؛ لأنها مجرَّدة عن وجودِ النفْس الناطِقة؛ لذا يَعتقدون أنَّ نفوسَ النِّساء تموتُ بموتِ أجسادهنَّ؛ لعدمِ وجودِ أرواحٍ خاصَّة بهنَّ[27]!

لذا يَستبيحون الزِّنا بنِساء بعضهم بعضًا؛ لأنَّ المرأة لا يَكمُل إيمانها إلا بإباحةِ فرجِها إلى أخيها المؤمِن!

وفي ذاكَ اشترطوا ألاَّ يُباح ذلك للأجنبيِّ، ولا لمن ليس داخلاً في دِينهم"[28]، ولما دنَا التصوفُ مِن الفلسفة فدانَ لها، واختلطتْ به؛ فجرَتْ في علومِه ومصطلحاته، فظهَر التصوفُ الفلسفيُّ، وهذا الطور بدأ في القرن الرابع الهِجري، وعلى رأسه الحسينُ بن منصور الحلاَّج[29] (ت 309 هـ)، واتُّهم بأنَّه رجلٌ محتال مشعوِذ.

ومِن رِجال هذا الطورِ أبو بكر محمَّد بن موسى الواسطيُّ[30] (ت 331 هـ)، وَكان يدْعو إلى التأمُّل في الله، وعدَم ذِكْره باللِّسان، ويُعتبر ذِكْر اللِّسان غفلة أكثر مِن غفلة اللاهين.

ويُعتبر هذا الطورُ مِن أخطر الأطوار التي مرَّ بها التصوف؛ لأنَّه أدَّى إلى ظهور فِكرة التخلِّي عنِ العبادات الظاهِرة، والتحلُّل مِن التكاليف، وسقوطِ الأوامر والنواهي، وبسببه ظهرتِ الإباحية، التي أثَّرت فيما بعدُ على كثيرٍ مِن الطرق الصوفيَّة.

ففي القرن الخامس الهجريِّ يَذكُر ابنُ حزم الظاهريُّ (ت 456هـ) "أنَّ مِن الصوفية مَن يقول: إنَّ مَن عرَف الله تعالى سقطَتْ عنه الشرائع، وزاد بعضُهم: واتَّصل بالله تعالى.

وبلغَنا أنَّ بنيسابور اليومَ في عصرنا هذا؛ رجلاً يُكنى أبا سعيد أبا الخير مِن الصوفيَّة، مرَّةً يلبس الصوف، ومرَّةَ يلبس الحرير المحرَّم على الرِّجال، ومرَّة يُصلِّي في اليوم ألف ركعة، ومرَّةً لا يُصلِّي لا فريضةً ولا نافلة! وهذا كفر محض، ونعوذ بالله مِن الضلال"[31].

وفي موضعٍ آخَر يقول: "ادَّعت طائفةٌ مِن الصوفية أنَّ في أولياءِ الله تعالى مَن هو أفضلُ مِن جميع الأنبياء والرُّسل، وقالوا: مَن بلَغ الغايةَ القُصوى من الولاية سقطتْ عنه الشرائعُ كلُّها، مِن الصلاة والصيام والزكاة، وغير ذلك، وحلَّتْ له المحرَّماتُ كلُّها مِن الزِّنا والخمر وغير ذلك، واستباحوا بهذا نِساءَ غيرهم، وقالوا: إننا نرَى الله ونُكلِّمه، وكل ما قُذِف في نفوسنا فهو حقٌّ"[32].

وقدْ كان هؤلاءِ بلاءً على الأمَّة، فلم يقتصرْ ضلالُهم على استحلالِ ما حُرِّم، بل شَمِلت شيطنتُهم الفقهاءَ والعلماء، ونبْذ العلوم كافَّة، وتحريض أتباعهم على ترْكها، وتَرْك الجهاد؛ لأنَّ الهدى في اتِّباعهم هم، وهم يُدرِكون العلمَ بلا واسطة بشريَّة، وكان ميزة هذا الطور أنَّه كلَّما زاد نفوذُ التصوف؛ ازداد تغولُ التخلُّف!

وكثيرٌ مِن أولئك زَنادقة وفسَّاق ابتغَوا مكاسبَ لهم، فاستخفُّوا قومهم فأطاعوهم، وبعضُهم مِن أساطين الفلاسفة، ورُؤوس الإلحاد، لفَقَّوا علومَ الأوائل بمصطلحاتٍ عربيَّة، يَحسبُها الغافلُ مِن الإسلام، و"هؤلاء لا يُمثِّلون الإسلامَ في شيءٍ، إنَّهم فلاسفةٌ صوفيُّون آمنُوا بالغنوصِ كفِكرة، وصَبغوا مذاهبَهم بصبغةٍ خارجيَّة غيرِ إسلاميَّة، إنَّ منهم مَن اتَّخذ عليًّا وأولادَه مُثُلاً عُليا للحياة الإنسانية السامية، التي تستندُ إلى التأمُّل الباطني الذاتي، ومِنهم مَن حاول أن يُغلِّف مذهبَه بآياتٍ قرآنيَّة؛ حفاظًا فقط على حياتِه، إذا أعْلَن مذهبَه، ومنهم مَن حاول التوصُّلَ إلى كُنه الوجودِ في نظرةٍ عامَّة شاملة فلسفيَّة، ومنهم مَن حاول أن يجِد في الخالق صورةَ المخلوق، أو أن يُلغي ما بيْن الطبيعة الإلهيَّة والطبيعة الإنسانيَّة مِن تمايز وأنانية (أنا)، أو أن يجِد في أصل الوجودِ عنصرين مختلفين للخيرِ والشر، وكيف يتخلَّص الإنسانُ مِن عنصر الشر"[33].

وعُرِفَتْ طائفةٌ منهم بالإباحية، وقيل: مِن هؤلاء ابن خفيف البغداديُّ شيخُ الصوفيَّة في شيراز، وكان الإباحيةُ يستحلُّون الحُرماتِ، وجَعَلوا الشرعَ للعوام؛ لأنَّ القصدَ منه ضبطهم، والكمال عندَهم ذَهابُ الحمية والرِّضا بالدَّنِية في الأهل[34].

وأصحاب هذا التوجه في ترْك التكاليف؛ زعْمهم مبنيٌّ على تقديمِ الذوق على الشَّرْع، فسمَّوا الشريعة والحقيقة، وأكثرُ عمَلهم مخالِف للعِلم الشرعي، فتصدَّى لهم أئمَّةُ التصوُّف ومشايخُ العباد، "وسببُ تعبيرِهم عنِ الشريعةِ بالعِلم أنَّ القومَ أصحابُ إرادةٍ وقصدٍ، وعملٍ وحالٍ، هذا خاصَّتهم، لكن قدْ يعمل أحدُهم تارةً بغيرِ العِلم الشرعي، بل بما يُدرِكه ويجد إرادته في قلبِه، وإنْ لم يكن ذلك مشروعًا مأمورًا به، وهذا كثيرًا ما يُبتلَى به كثيرٌ منهم، مِن تقديم عِلمهم بالذوق والوجد على موجبِ العلم المشروع، ومِن العمل بذوقٍ ليس معه فيه عِلم مشروع"[35].

ختامًا:
هذي جملةٌ مِن المقارنات في النشأة وبعض الأفكار والمعتقَدات المتشابِهة بيْن التصوُّف والتشيُّع، بل منها ما أصْله شِيعي باطنيٌّ تسرَّب للتصوف، وإنْ كان أئمَّة التصوُّفِ مِن السابقين يأبَون تلك الأفكارَ، بل صريحُ قولهم محاربتُها، غير أنَّ الجيل المتأخِّر مِن الصوفية أيَّامَ العُبيدين تسرَّبتْ له براثنُ الباطنية الإسماعيليَّة، وكذا حدَث في الأوائل مِن الدُّخلاءِ والعوامِّ مِن الصوفية، أنْ ولجوا دارَ التصوف محمَّلين بعقائدِ الغنوص وحميَّة التشيُّع.

[1] "الصلة بين التصوف والتشيع"، كامل مصطفى الشيبي. دار الأندلس: بيروت. ط(3)، 1982. (ص: 271).
[2] "التصوُّف عند الفرس"، إبراهيم الدسوقي شتا، دار المعارف: القاهرة، دت. (ص: 23).
[3] بهاء الدين حيدر بن علي العُبيدي، عَلَوي، مِن آمل من طبرستان، يَجمع بين الشيعة والحقيقة، فقيه متكلِّم، شِيعي صوفي.
[4] "الموسوعة الصوفية"، عبدالمنعم الحفني. دار الرشاد: القاهرة. ط(1)، 1992.(ص: 9).
[5] محمَّد بن أحمد، أبو الرَّيحان البيرونيُّ الخوارزميُّ: رِياضيٌّ مؤرِّخ، من أهل خوارزم، أقام في الهند بِضع سنين، ومات في بلده، اطَّلع على فلسفة اليونانيِّين والهنود، وعلَت شهرته، وارتفعت منزلته عند ملوك عصره، صنَّف كتبًا كثيرة جدًّا، مُتقَنة، من أهمِّها "الآثار الباقية عن القرون الخالية" و"تحقيق ما للهند مِن مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة"؛ "الأعلام"، الزِّركلي. (5/ 314).
[6] "تحقيق ما للهند مِن مقولة مقبولة أو مرذولة"، أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني، مجلس دائرة المعارف العثمانية: حيدر آباد، 1958. (ص: 24).
[7] "الرسالة" القُشيري، (ص: 126).
[8] "قصَّة الحضارة" ويليام جِيمس ديورَانت. ترجمة: الدكتور زكي نجيب محمُود وآخرين، دار الجيل: بيروت، ط(1)، 1988. (13/214).
[9] "ابن تيمية" أبو زهرة. (ص: 198).
[10] حمَّادُ بن سلَمةَ بن دِينار البصريُّ الرِّبعيُّ بالولاء، أبو سملة: مُفتي البَصرة، وأحد رِجال الحديث، ومِن النُّحاة، كان حافظًا ثقة مأمونًا، إلا أنَّه لما كَبِر ساء حفظُه فتركه البخاريُّ، وأما مسلمٌ فاجتهد وأخَذ من حديثه بعض ما سمع منه قبلَ تغيُّره، ونقَل الذهبي: كان حماد إمامًا في العربية، فقيهًا، فصيحًا مفوَّهًا، شديدًا على المبتدعة، له تآليف، وقال ابن ناصر الدين: هو أوَّل مَن صنَّف التصانيف المرضية؛ "الأعلام" الزركلي، (5/ 218).
[11] فَرْقَد بن يعقوب السبخيُّ، أبو يعقوب البصريُّ الحائك، أحدُ العُبَّاد الأعلام، وثَّقه ابن معين، وقال أحمد بن حنبل: ليس بقوي، وقال الدارقطنيُّ: ضعيف؛ "تاريخ الإسلام و وفيات المشاهير و الأعلام" شمس الدين أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي، تح: بشار عوَّاد معروف. دار الغرب الإسلامي. ط(1)، 2003. (3/ 480).
[12] "سير أعلام النبلاء" شمس الدين أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، مؤسسة الرسالة: بيروت.ط(9)، 1993.(4/ 525).
[13] "التصوف الإسلامي - الطريق والرجال"، فيصل بدير عوف. مكتبة سعيد رأفت: القاهرة، 1983. (ص: 61).
[14] "نشأة الفلسفة الصوفيَّة و تطورها"، عِرفان عبدالحميد فتاح. (ص: 40).
[15] "تاريخ الدعوة الإسماعيليَّة"، مصطفى غالب. (ص: 28، 29، 33، 34).
[16] "عقائد الإمامية" محمد رضا مظفر، دار الزهراء: بيروت، دت. (ص: 104).
[17] المقدمة: ابن خلدون. ص (323،324).
[18] "الصِّلة بين التصوُّف والتشيُّع" كامِل مصطفَى الشيبي. (ص: 271).
بعض الباحثين في التصوُّف يُنكِر تشيعَ أبي هاشم وقوله بالحلول؛ انظر: "دراسات في التصوف الإسلامي - شخصيات ومذاهب"، محمد جلال شرف. دار المعرفة الجامعية: الإسكندرية،1991. (ص: 81 - 92).
[19] التصوف: ماسينيون ومصطفى عبد الرازق؛ تر: إبراهيم خورشيد، عبد الحميد يونس، حسن عثمان. دار الكتاب اللبناني: بيروت. ط(1)،1984. ص24.
[20] جابر بن حيان بن عبد الله الكوفي أبو موسى (ت200 ه‍ ): فيلسوف كيميائي، كان يعرف بالصوفي، من أهل الكوفة، وأصله من خراسان، اتصل بالبرامكة، وانقطع إلى أحدهم جعفر بن يحيى، وتوفي بطوس. له تصانيف كثيرة قيل: عددها 232 كتابًا، وقيل: بلغت خمسمائة، ضاع أكثرها، وترجم بعض ما بقي منها إلى اللاتينية، الأعلام: الزركلي. ج4، ص259.
[21] الفهرست: محمد بن إسحاق أبي الفرج النديم. دار المعرفة: بيروت. ط( )، 1978. ص498.
[22] "التصوف"، ماسينيون ومصطفى عبدالرازِق (ص: 28).
[23] ذو النون المِصري، ثوبان بن إبراهيم الأخميمي المصريُّ، أبو الفيَّاض، أو أبو الفيض: أحد الزُّهَّاد العُبَّاد المشهورين، مِن أهل مصر، نوبي الأصْل مِن الموالي، كانت له فصاحةٌ وحِكمة وشِعر، وهو أوَّل مِن تَكلَّم بمصر في ترتيبِ الأحوال ومقامات أهل الولاية، فأنكر عليه عبدالله بن عبدالحَكم، واتَّهمه المتوكِّل العباسي بالزندقة، فاستحضره إليه وسمِع كلامه، ثم أطلَقه، فعادَ إلى مصر؛ وتُوفِّي بجيزتها؛ "الأعلام" الزركلي (4/ 255).
[24] "شَذرات الذَّهب في أخبار مَن ذهَب"، أبو الفلاح عبدالحي بن العِماد الحنبلي. دار المسيرة: بيروت. ط(2)، 1979. (2/ 191).
[25] "تاريخ الفكر الإسلامي في اليمن"، أحمد شرف الدين. (ص: 91).
[26] نفس نظرة فرسان المعبَد وعَبَدة الشيطان، فهم يرَوْن أنَّ الشيطان يتمثَّل في صورةِ امرأة.
[27] "دائرة المعارف الإسلامية" مادة (نصيري).
[28] "الحركات الباطنية" محمد الخطيب (ص: 370).
[29] الحسين بن منصور الحَلاَّج، أبو مغيث: فيلسوف، يعدُّ تارةً في كِبار المتعبِّدين والزهَّاد، وتارةً في زمرة الملحِدين، أصله مِن بيضاء فارس، ونشأ بواسط العراق (أو بتُسْتَر)، وانتقل إلى البصرة، وحجَّ، ودخَل بغداد وعاد إلى تُستَر، وظهر أمرُه سنة 299 هـ،‍ فاتبع بعضُ الناس طريقتَه في التوحيد والإيمان، ثم كان يتنقل في البلدان وينشُر طريقتَه سرًّا، وقالوا: إنَّه كان يأكُل يسيرًا ويُصلِّي كثيرًا ويصوم الدهر، وإنَّه كان يُظهر مذهبَ الشيعة للملوك العباسيِّين، ومذهبَ الصوفية للعامَّة، وهو في تضاعيف ذلك يدَّعي حلولَ الإلهية فيه، وكثرت الوشاياتُ به إلى المقتدرِ العباسي فأمَر بالقبضِ عليه، فسُجِن وعذِّب وضُرِب، ثم قُتِل حدًّا، وادَّعى أصحابه أنه لم يُقتلْ، وإنما ألقي شبهه على عدوٍّ له، وقال ابن النديم في وصفه: كان محتالاً يتعاطَى مذاهبَ الصوفية، ويدَّعي كل عِلم، جَسورًا على السلاطين، مرتكبًا للعظائم، يروم إقلابَ الدول ويقول بالحلول؛ "الأعلام" الزركلي (5/ 183).
[30] محمَّد بن موسى الواسطيُّ أبو بكر، متصوِّف، مِن كبار أتباع الجُنيد، فرغاني الأصْل، مِن أهل واسط، دخَل خراسان، وأقام بمَرْو فماتَ بها، قالوا: لم يتكلمْ أحدٌ مثله في أصولِ التصوف؛ المرجع نفسه (17/ 271).
[31] "الفِصل في الأهواء والمِلل والنِّحل" ابن حزم الظاهري. دار المعرفة: بيروت، 1983. (4/ 226).
[32] المرجع السابق (4/ 226).
[33] "نشأة الفِكر الفلسفي"، سامي النشَّار. (1/ 212).
[34] "الموسوعة الصوفيَّة"، عبدالمنعم الحنفي (ص: 8).
[35] "الاستقامة"، أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية الحرَّاني أبو العباس؛ تح: محمد رشاد سالم. جامعة الإمام محمد بن سعود، المدينة المنورة. ط(1)، 1403. (1/ 100).



رابط الموضوع:


https://www.alukah.net/sharia/0/36949/#ixzz3Cmv6RdSx










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للامام, للولي., الشيعة, والصوفية, نظرة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:22

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc