السلام عليكم
و كل عام و انتم بألف خير و سلام
اشكرك جدا اخت طال الرجاء لدعوتي إلي موضوع اعترافات علي ضفاف الحياة
لكل انسان منا صندوقه الاسود الذي يحفظه بداخله و بمنأي عن اعين الاخرين و أنتم بدعوتكم لي ارادتم ان اطلعكم علي ما يحتويه صندوقي من اسرار و خبايا و حقيقتا ترددت كثيرا هل افتحه ام اخفيه و يظل مغلق كماهو ؟ و لكن بعد تفكير عميق قررت ان افتحه ، لكني لن افيض بكل محتواه ، ساكتفي بالاجابات المحددة علي الاسئلة مع تعقيب بسيط يتبع كل سؤال و في النهاية ساكتب لكم نصيحة استخرجتها من تجربتي
و في البداية و حتي اكون منصفة ، فمن الاجحاف ان افتح صندوقي لكم بدون ان اذكر محاسن زوجي ، فهو انسان طيب علي خلق يحب مساعدة الاخرين ، اصيل و لا يفرط في العشرة و الخلاف الذي بيني و بينه هو خلاف حياتي لا خلاف خُلقي.
عندما قرأت رسالة اختي طال الرجاء ، قلت في نفسي فقد اخترتي خطأ ، فأنا لست النموذج المثالي للحياة الزوجية الناجحة ، و قد تكون اجاباتي صادمة لكم ، لكني ساقبل دعوتكم ، و رغم ان موضوعكم هذا سيجعلني استرسل في الكلام و اخرج كل ما لدي لانكم جئتم علي الجرح و لمستم الوتر الحساس كما يقول المثل الشعبي عندنا إلا اني ساحاول ألا اطيل عليكم
لكن قبل الاجابة ، ساخبركم شئ
فمنذ اسبوع قد اقر زوجي ، بإني زوجة و ام فاشلة ، و اردف جملته هذه بهذه العبارات ، فقال انت انسانة طيبة خدومة و اخت رائعة و بنت بارة بوالديها و صديقة متفانية محبة لاصدقائك لكنك زوجة و ام فاشلة و كررها 3 مرات للتأكيد و لا اقولها لتتعاطفوا معي او تشفقوا عليّ ، و من هنا ما مقياس نجاح الزوجة في حياتها الزوجية؟ اريد منكم توضيح و ومن تريد ان تعرف كل ابعاد مشكلتي ترسل لي رسالة لاطلعها عليها ، لاني لا احب ان اناقش اموري الخاصة علي الملأ .
اجاباتي كالآتي
• هل وجدتي ما كنت تتمنيه في زوجك عندما كنت تحلم بمميزات فراس الاحلام ؟
لا
تعقيب فارس احلامي ليس ذلك الفتي الوسيم مفتول العضلات الذي يجذب الاعين و يسحر القلوب ، لكن فارسي له طراز فريد كنت احلم بانسان محب يعلم كيف يتعامل مع المرأة و يقدر قيمة الحب دون ان يتهمها بالرومانسية و المثالية و انها لا تعيش الواقع بل تعيش احلامها الوردية ، فكنت احلم بفارس مناضل يحمل بين طيات شخصيته القومية العربية ، باحث يعرف قيمة العلم و القراءة و الكتب ، يهوي السفر و ان نشارك بعضنا البعض هواياتنا و اهتماماتنا ، ان يكون بيننا رابط للتواصل و الاتصال ، ان يقدر قيمة العمل و التفاني فيه دون تحقيره و تقليله .
• هل زوجك سيدتي كما تمنيته قبل الزواج و حلمت به ؟
لا
فهو عملي جدا و انا رومانسية ، و احب التعلم مهما تقدم السن و هو يكتفي بما تعلمه و يعتمد علي خبراته الحياتية ، احب القراءة و الكمبيوتر لكنه يكرههم اشد الكره ، و رغم ذلك يشتري لي الكتب التي اطلبها منه و بعد شرائها يعطيني سيل من المرشحات مثال بماذا تفيدك هذه الكتب ؟ و هل لديك الوقت لقرائتها جميعا و الاكبر من ذلك انه يقول الكتب اتلفت دماغك ، هههههههههه ، انا متجددة و هو روتيني ، لا احب مناظر العنف و الدم و هو يحب الافلام الدامية و مناظر القتل و الدم و ينعتني بالفراشة التي اذا لمسها احد خرجها .
باختصار نحن مختلفان سواء فكريا او سياسيا او ايدلوجيا ، و الحمد لله اننا مازلنا مستمرين لاجل الاولاد .
• هل تتوافر فيه الصفات التي كنت تتمنيها ام كانت جزئية ؟
طبعا جزئية جدا و ضئيلة جدا ، لكنه القدر و رغم اننا اتفقنا علي الطلاق مرات كثيرة ألا ان القدر لم يشآء ، و رضيت بحياتي لاجل اولادي لاني اخشي ان اتسبب لهم في عقدة نفسية تلازمهم العمر كله ، و الله يصلح الحال ففرج الله قريب
و احب ان اقول لكم شئ كان زواجي في بدايته سعيدا و كان زواج مثالي يتحاكي به كل من يعرفني ، لكن هناك اسباب عكرت صفو هذا الزواج و رغم اني كنت راضية رغم الاختلافات إلا اني اصبحت احساس ميت بسبب الاحباط و عدم الاهتمام و بسبب انه لم يلحظ اي تغيير اقوم به فلست في باله ، و بسبب انه حدث شئ ما كسرني من الداخل ، و هناك سبب اخر فهو لا يفعل شيئا إلا بعد ان يستشير والدته لا اعيب علي ذلك ابدا ، فأنا افهم مكانة الام ، لكن لكل انسان حياته و معه شريك يقرران معا ما يجب و لا يجب ، ساكتفي بذلك و اسفة علي الاطالة .
و في الختام
نصيحتي لكل فتاة لا تتسرعي في اختيار شريك الحياة ، حتي ان كان حسن الخلق ابحثي عماهو مشترك بينكم ، لان الزواج يمر بحالات فتور و روتين مميت ، و هذه الاشياء المشتركة هي التي ستقوي التواصل بينكم و تقلل الفجوة كلما اتسعت . و لا تقبلي بفترة خطوبة قصيرة ، ففترة خطوبتي كانت قصيرة و كنا لا نري بعضنا البعض الا قليلا ، فلم يتح لي الوقت ان اعرفه و يعرفني
لا تعتمدي علي الحب فالحب يزداد و ينقص ، و الحب الحقيقي هو الحب الذي يأتي بالعشرة الحسنة و الذي يقوم علي الاحترام و المودة ، فكلما سقيتي الحب مشاعر الحنان و العطاء كلما ازدهر و ترعرع
لا تكوني راضية كل الرضا ، فهناك من يعتمد علي انك انسانة راضية بأي شئ ، فيغفل حقوقك و تضيع و ستبحثي عنها و وقتها ابسط شئ سيقوله لك انك تغيرتي ، لا تبذلي فوق طاقتك لان عندما تمرضي او يقل عطائك ستكوني ملامة رغم ان الزيادة كانت فضل منك لا واجب عليك
اياك و اياك ان تتنازلني عن مستقبلك المهني من اجل الزواج ، فلك شخصيتك و عليك تحقيق ذاتك , حاولي ان توفقي بين عملك و حياتك الزوجية لكني اياك ان تتركي عملك من اجل الزواج
لاتنصهري كل الانصهار في كيان زوجك ، فتذكري دوما ان لك شخصيتك المستقلة و ناقشي و جادلي و لا تعملي بمبدأ الطاعة العمياء ، فكنت اطيعه طاعة عمياء لكن شخصيتي طغت عليّ و لم تعد ترضي بما كانت ترضي به سابقا ، فان لي فكر حر لا قيود عليه و لا اعرف الاستسلام و لا الخضوع كنت فقط احاول ان اكون الزوجةالتي يحبها زوجها لكني اكتشفت اني اخطأت ، فقبل زواجي قرأت كتب عن الحياة الزوجة و الزواج المثالي و كيف تسعدين زوجك و كنت اطبق كل ما قرأته حرفيا ، لكن كان لابد ان يعلم الطرف الاخر ان عليه هو ايضا ان يعرف كيف يسعد زوجته و كيف يحقق الزواج المثالي ، فنحن طرفان للمعادلة و لابد من التكافؤ ، و التنازل مرة و التغاضي مرة و ألا يتشبث احد برأيه لمجرد انه يعيش في مجتمع شرقي
و هذه نصيحة لكل رجل ، ارجو تفهم طبيعة المرأة ، و اعرف انكما مختلفان فسيولوجيا و نفسيا ، فانتما مكملان لبعضكما و لستم شخصية واحدة ، فالمرأة ابسط مما تكون بقليل من الحب و الاهتمام تأسر قلبها و تعطيك فوق مما تتخيل او يتصوره عقلك.
و في النهاية
لا الوم علي احد فأنا من افسدت زواجي عندما فكرت و اعتقدت ان التضحية بلا حدود ، و التخلي عن شخصيتي لارضاء شريك الحياة و الانصهار الكامل في شخصيته هم اساس نجاح العلاقة الزوجية ، فقد عرفت خطئي لكن بعد فوات الاوان ، و رغم ان الجميع يعلم ما وصلنا إليه لكن لا احد يساندني في قرار الانفصال .
و اكثر ما يؤرقني غيرته الشديدة فهو يغير من اخوتي و من كتبي و من هواياتي حتي من شغل البيت ، و لا اجد حل لهذه المشكلة و هناك شئ اخر هو انه يزعق فيّ امام الاولاد و ينصفهم عليّ و يقول انت دائما تقولي الاحترام و الالتزام ، فهم اطفال لا يعرفوا ما تقوليه ، و ارد عليه و قال الاحترام قيمة تغرس في الطفل منذ الصغر ليشب عليها ، فمعاييرنا للامور مختلفة ، يري اني دقيقة ومنظمة لحد يخنق و اعمل بجد و ضمير و يقول اني اعمل مجهود كبير بلا فائدة و دون شكر من احد ، و دائما ما ينتقد كل تصرف لي و يقول اني لا اعرف الحياة و عايشة فقط مع الكتب ، و يري ان الحب عندي ورود و شعر و كلام مسعول ، علي العلم اني اعلم ان الحب افعال و مواقف و بعض من الورود و الكلام الطيب الذي يشجع علي الاستمرار
اسفة تمنيت ان اعطيكم مثال مثالي للحياة الزوجية المثالية ، لكني صارحتكم بالحقيقة
و الآن هل عرفتي اختي طال الرجاء ، هل يختلف الرجل المشرقي عن المغربي ؟
فالرجال العرب كلهم واحد و لكن هناك بعض الاستثناءات تختلف حسب ثقافة الرجل و مفهومه لطبيعة وظيفته الحقيقية
و دُمتم بخير و زواج سعيد لكم جميعا و سادعو لكم دعوتي التي ادعوها مع كل صلاة اللهم ارزق اخوتي " المقصود بها كل من عرفتم " بالزوجات الصالحات و الازواج الصالحين اللهم انعم عليهم بالسعادة و الهنا و ارزقهم الذرية الصالحة