أخي الميلي أظنك تفهم الخطاب العربي ف: أين في اللغة تفهم معناها
و لو كان لها معنى معنوي كما تزعم لأجابت بأن الله قريب أو نحو ذلك
و أما صفة المجيء فظاهر اللفظ العربي أن الله تعالى هو الذي يجيء
لكن كيف يجيء و من أين ... ؟ فهذا الذي نفوّض علمه إلى الله تعالى
كما قال الإمام مالك رحمه الله تعالى :
الاستواء معلوم و الكيف مجهول و السؤال عنه ( الكيف ) بدعة ..
و أما المتأوّلون فيحرفونها إلى معنى آخر يحرفون صفة المجيء
و يقولون : يأتي أمره و ربما يقول آخرون يأتي عذابه و هكذا
فالتحريف ليس له حدود أما عقيدة السلف فهي أسلم و أعلم و أحكم
يجيء الله تعالى و يأتي و ينزل حين يبقى ثلث الليل الآخر و يغضب جلّ جلاله
و يفرح بتوبة عبده و يستحي أن يرد دعاء عبد رفع كفيه و يضحك و يضع قدمه
في جهنم فتقول : قط قط و يكشف عن ساق يوم القيامة ...
و نثبت له صفة السمع و البصر و اليد و الوجه سبحانه و بحمده تعالى عن :
التشبيه و التعطيل و التحريف علوّا كبيرا !!
هذه عقيدتنا التي ندين الله تعالى بها سهلة ليس بها تكلف و انظر ما قاله الرازي
رحمه الله قبل وفاته :
نهايــــة إقــــــدام العقـــول عقال *** وأكثر سعي العالمين ضـــلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا *** وحاصل دنيانــــــا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا