بيان اخطاء سيد قطب وتحذير كبار اهل العلم منه ومن كتبه - الصفحة 5 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

بيان اخطاء سيد قطب وتحذير كبار اهل العلم منه ومن كتبه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-08-05, 15:43   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو صهيب الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو صهيب الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة واقنا عذاب النار

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العربي عبدية مشاهدة المشاركة
شذوذ سيد في تفسير لا إله إلا الله

خالف سيد في تفسير (لا إله إلا الله) علماء التوحيد والتفسير والفقه واللغة المعتبرين، وتابع المودودي في هذه النظرة بأن الإله هو الحاكم المتسلط، والمودودي في نظرته هذه تابع الفيلسوف الألماني (هيجل) في "الحكومة الكلية".
قال العلامة صوفي نذير الكشميري – وهو من كبار علماء السلفيين رحمه الله – بعد حكاية قصة له مع المودودي:
"وبعد مدة علمت تفسير هذه الرؤيا بأن الشيخ المودودي يعرض فكرة الفلسفي الألماني في "الحكومة الكلية" في لباس الفكر الإسلامي بدل وجهة النظر الإسلامية"( ).
يقول سيد في كتابه "العدالة الاجتماعية":
"إن الأمر المستيقن في هذا الدين: أنه لا يمكن أن يقوم في الضمير عقيدة، ولا في واقع الحياة ديناً؛ إلا أن يشهد الناس أن لا إله إلا الله؛ أي: لا حاكمية إلا لله، حاكمية تتمثل في قضائه وقدره كما تتمثل في شرعه وأمره"( ).
فقد فسر (لا إله إلا الله) بالحاكمية، وفسر الحاكمية بالقدر والشرع!
فأين توحيد العبادة الذي جاء به جميع الأنبياء، الذي هو المعنى الحقيقي الخاص بـ (لا إله إلا الله)؟!.
لقد أضاعه سيد قطب.
ويقول في تفسير قوله تعالى في سورة القصص: وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ( ):
"أي: فلا شريك له في الخلق والاختيار"( ).
فهذا معنى من معاني الربوبية ضيَّع به المعنى الحقيقي لهذه الكلمة.
قال الإمام ابن جرير رحمه الله في تفسير هذه الآية:
"يقول تعالى ذكره: وربك يا محمد المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له، ولا معبود تجوز عبادته غيره"( ).
وقال ابن كثير رحمه الله:
وهو الله لا إله إلا هو ( )؛ أي هو المنفرد بالإلهية، فلا معبود سواه، كما لا رب يخلق ما يشاء ويختار سواه".
وقال سيد قطب في تفسير قوله تعالى:  إله الناس ( ) من سورة الناس:
"والإله هو المستعلي المستولي المتسلط"( ).
فمن قال بهذا التفسير من الصحابة ومن علماء الأمة المعتبرين؟!.
إن الاستعلاء والسلطان والحكم والملك والسيادة من صفات الرب العظيم سبحانه وتعالى، وكذلك الخلق والرزق والأحياء والإماتة والتدبير، كل ذلك من صفات الله العليا وأفعاله الكاملة القائمة على العلم والحكمة والقدرة.
أما العبادة التي هي التذلل والخضوع والخشوع والخوف والتأله والخشية والرجاء، وكذا السجود والركوع والطواف ببيت الله وسائر المناسك والتسبيح والتهليل والتمجيد والتحميد والتعظيم؛ كل هذه من صفات العباد وأفعالهم الناشئة عن الافتقار إلى الله والذل والعبودية له، واعتقادهم أن هذه العبادات كلها وغيرها لا تجوز إلا لله؛ فهو إلههم ومعبودهم، لا يستحق غيره شيئاً منها؛ لأن غيره فقراء لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، والله هو الإله الحق، وهو الغني الحميد، خالق ومالك ما في السماوات وما في الأرض، موصوف بكل صفات الكمال، ومنها ما ذكرناه آنفاً.
فالخلط بين معاني الربوبية والاستعلاء والحاكمية التي هي من صفات الله، وبين معاني التأله والعبادة بفروعها؛ خلط بين صفات الله الرب العظيم المعبود المستحق للعبادة وحده، وبين صفات المخلوقين الفقراء العابدين.
وهذا الخلط كثيراً ما يحصل من سيد قطب، وأحياناً يقلب معاني الألوهية إلى الربوبية، فيضيع بذلك التوحيد الذي بعث الله به رسله جميعاً.
وبهذا الخلط والقلب الذي وقع من علماء الكلام جهل كثير من المسلمين توحيد الألوهية، فوقعوا في تقديس الأولياء والقبور وغيرها وصرفوا لهم حقوق الألوهية من الدعاء والذبح والنذر ... إلخ.
وفي تصرفات سيد قطب تجديد لعمل أهل الكلام، وتضييع لتوحيد الألوهية الذي بعث الله به الرسل جميعاً، وهو موضع الصراع بينهم وبين أعدائهم ومكذبيهم.
ويقول سيد قطب:
"فلقد كانوا (أي: العرب) يعرفون من لغتهم معنى (إله) ومعنى (لا إله إلا الله)... كانوا يعرفون أن الألوهية تعني الحاكمية العليا..."( ).
وقال أيضاً: "(لا إله إلا الله)؛ كما كان يدركها العربي العارف بمدلولات لغته: لا حاكمية إلا لله، ولا شريعة إلا من الله، ولا سلطـان

لأحد على أحد؛ لأن السلطان كله لله..."( ).
أقول: إن هذا الذي ينسبه سيد إلى العرب من أن الألوهية تعني الحاكمية لا يعرفه العرب ولا علماء اللغة ولا غيرهم، بل الإله عند العرب هو المعبود الذي يُتقرَّب إليه بالعبادة يُلازمها الخضوع والذل والحب والخوف، وليس معناه عندهم الذي يُتحاكم إليه.
لقد كان لهم سادة وأمراء يتحاكمون إليهم ولا يسمونهم آلهة( ).
وكان لهم ملوك يسوسونهم في الشمال والجنوب من الجزيرة ولا يسمونهم آلهة.
وكانوا يعترفون بتوحيد الربوبية، وفي ذلك آيات كثيرة.
وكانوا يعارضون رسول الله  في توحيد الألوهية أشد المعارضة:
كما قال تعالى: إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ( ).
وقال تعالى حاكياً قولهم: أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ( ).
قال ابن كثير في "تفسيره":
"أي: أزعم أن المعبود واحد لا إله إلا هو؟! أنكر المشركون ذلك قبحهم الله تعالى، وتعجبوا من ترك الشرك بالله؛ فإنهم قد تلقوا عن آبائهم عبادة الأوثان، وأشربته قلوبهم، فلما دعاهم الرسول  إلى خلع ذلك من قلوبهم، وإفراد الإله بالوحدانية؛ أعظموا ذلك، وتعجبوا، وقالوا: أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ( )"( ).
ويقول سيد في تفسير قوله تعالى: هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ ( ).
"فالإله هو الذي يستحق أن يكون رباً؛ أي: حاكماً وسيداً ومتصرفاً ومشرعاً وموجها"( ).
أقول: قد عرفت خطأ هذا التفسير بما قررناه وناقشنا فيه سيداً مراراً وتكراراً؛ فتذكر.

السلام عليكم
للسيد قطب رحمه الله أخطاء لا ننكرها ، بينها أهل العلم في كثير من الكتب ، والسيد قطب رحمه الله يؤخذ من كلامه ويرد مثله مثل جميع أهل العلم ، فمن الدين تبيان خطأ من أخطأ سواء كان السيد قطب أو غيره من العلماء .قال الامام مالك رحمه الله كلا يؤخذ من قوله ويرد الا صاحب هذا القبر وأشار الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم .أما أن تقول أنه ضال ومضل ونرد كامل كتبه ومؤلفانه فهذا ما لم يأني به أهل العلم .
هذا هو الأساس أما التعصب للأشخاص على حساب الشرع ، والانقياد برأي شيخ بعينه والتعصب له ، والزام الناس على اتباعه بحيث من وافقه فهو سني ومن لم يأخذ من كلامه فهو مبتدع ضال ، فهذا ما لا نقبله ولا يقبله الشرع.
والله أعلم
السلام عليكم








 


قديم 2010-08-05, 16:10   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
العربي عبدية
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية العربي عبدية
 

 

 
الأوسمة
وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي

عدم وضوح الربوبية و الألوهية عند سيد قطب
قال سيد قطب في تفسير سورة هود:
"فقضية الألوهية لم تكن محل خلاف، وإنما قضية الربوبية هي التي كانت تواجهها الرسالات، وهي التي تواجهها الرسالة الأخيرة، إنها قضية الدينونة لله وحده بلا شريك، والخضوع لله وحده بلا منازع، ورد أمر الناس كلهم إلى سلطانه وقضائه وشريعته وأمره؛ كما هو واضح من هذه المقتطفات من قطاعات السورة جميعاً"( ).
ويقول كذلك في نفس السورة:
"وما كان الخلاف على مدار التاريخ بين الجاهلية والإسلام، ولا كانت المعركة بين الحق والطاغوت، على ألوهية الله سبحانه للكون، وتصريف أموره في عالم الأسباب والنواميس الكونية، إنما كان الخلاف وكانت المعركة على من يكون هو رب الناس، الذي يحكمهم بشرعه، ويصرفهم بأمره، ويدينهم بطاعته؟"( ).
ويقول في سورة إبراهيم:
"ولا يفوتنا أن نلمح تكرار إبراهيم عليه السلام في كل فقرة من فقرات دعائه الخاشع المنيب لكلمة (ربنا) أو (رب)؛ فإن لهجان لسانه بذكر ربوبية الله له ولبنيه من بعده ذات مغزى... إنه لا يذكر الله سبحانه بصفة الألوهية، إنما يذكره بصفة الربوبية؛ فالألوهية قلّما كانت موضع جدال في معظم الجاهليات، وبخاصة في الجاهلية العربية، إنما الذي كان موضع جدل هو قضية الربوبية، قضية الدينونة في واقع الحياة الأرضية، وهي القضية العملية والواقعية المؤثرة في حياة الإنسان، والتي هي مفرق الطريق بين الإسلام والجاهلية، وبين التوحيد والشرك في عالم الواقع... فإما أن يدين الناس لله، فيكون ربهم، وإما أن يدينوا لغير الله، فيكون غيره ربهم... وهذا هو مفرق الطريق بين التوحيد والشرك وبين الإسلام والجاهلية في واقع الحياة، والقرآن وهو يعرض على مشركي العرب دعاء أبيهم إبراهيم، والتركيز فيه على قضية الربوبية؛ كان يلفتهم إلى ماهم فيه من مخالفة واضحة لمدلول هذا الدعاء!"( ).
وهذا واضح في أن سيداً يجهل الفرق بين الربوبية والألوهية، ويجهل كذلك أن توحيد الألوهية هو موضع الصراع والخصومة والجدال بين الأنبياء وأممهم( )، ويجهل أن الأمم كلها تعرف وتعترف بتوحيد الربوبية!.
وكأنه لم يسمع قول الله تعالى في رسالات الله جميعاً إلى جميع الأمم: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ( ).
فالله سبحانه وتعالى لا يقول إلا  أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ( )؛ فهو واضح كل الوضوح في الدعوة إلى توحيد العبادة، ولم يقل: إنه لا ربَّ إلا أنا؛ لأن الأمم لا تكابر ولا تجادل في ذلك.
وكذلك يقول الله تعالى في تقرير الربوبية: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ( ).
وفي توحيد الألوهية: إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ( ).
فقد بين الله تعالى أنهم يأنفون ويستكبرون إذا دُعوا إلى توحيد الألوهية، ولا يفعلون ذلك إذا قُرِّروا بتوحيد الربوبية؛ لأنهم يعرفونه حق المعرفة، ولا يجادلون فيه ولا يكابرون.
ويقول سيد:
"وما كان لدين أن يقوم في الأرض، وأن يقوم نظاماً للبشر؛ قبل أن يقرِّر هذه القواعد.
فتوحيد الدينوية لله وحده هو مفرق الطريق بين الفوضى والنظام في عالم العقيدة، وبين تحرير البشرية من عقال الوهم والخرافة والسلطان الزائف، أو استعبادها للأرباب المتفرقة ونزواتهم، وللوسطاء عند الله من خلقه! وللملوك والرؤساء والحكام الذين يغتصبون( ) أخص خصائص الألوهية – وهي الربوبية والقوامة والسلطان والحاكمية -، فيعبدون الناس لربوبيتهم الزائفة المغتصبة"( ).
ويقول في تفسير قوله الله تبارك وتعالى:  فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لاَ إِلَهَ إِلاَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ( ).
"هذا التعقيب يجيء بعد مشهد القيامة السابق، وبعد ما حوته السورة قبل هذا المشهد من جدل وحجج ودلائل وبينات... يجيء نتيجة طبيعية منطقية لكل محتويات السورة، وهو يشهد بتنزيه الله سبحانه عما يقولون ويصفون، ويشهد بأنه الملك الحق، والمسيطر الحق، الذي لا إله إلا هو، صاحب السلطان والسيطرة والاستعلاء، رب العرش الكريم( )"( ).
ويقول:
"ونقف لحظة أمام قوله تعالى بعد عرض دلائل الألوهية في السماوات والأرض: ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ( )".
وقد قلنا: إن قضية الألوهية لم تكن محل إنكار جدي من المشركين؛ فقد كانوا يعترفون بأن الله سبحانه هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر المتصرف القادر على كل شيء، ولكن هذا الاعتراف لم تكن تتبعه مقتضياته؛ فلقد كان من مقتضى هذا الاعتراف بالألوهية على هذا المستوى أن تكون الربوبية له وحده في حياتهم، فلا يتقدمون بالشعائر التعبدية إلا له، ولا يحكمون في أمرهم كله غيره... وهذا معنى قوله تعالى: ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ( )"( ).
ألا ترى أن في هذا الكلام اضطراباً وخلطاً نتيجة لعدم الوضوح والغبش في الرؤية؟!.










قديم 2010-08-06, 19:34   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمد بن العربي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العربي عبدية مشاهدة المشاركة
عدم وضوح الربوبية و الألوهية عند سيد قطب
قال سيد قطب في تفسير سورة هود:
"فقضية الألوهية لم تكن محل خلاف، وإنما قضية الربوبية هي التي كانت تواجهها الرسالات، وهي التي تواجهها الرسالة الأخيرة، إنها قضية الدينونة لله وحده بلا شريك، والخضوع لله وحده بلا منازع، ورد أمر الناس كلهم إلى سلطانه وقضائه وشريعته وأمره؛ كما هو واضح من هذه المقتطفات من قطاعات السورة جميعاً"( ).
ويقول كذلك في نفس السورة:
"وما كان الخلاف على مدار التاريخ بين الجاهلية والإسلام، ولا كانت المعركة بين الحق والطاغوت، على ألوهية الله سبحانه للكون، وتصريف أموره في عالم الأسباب والنواميس الكونية، إنما كان الخلاف وكانت المعركة على من يكون هو رب الناس، الذي يحكمهم بشرعه، ويصرفهم بأمره، ويدينهم بطاعته؟"( ).
ويقول في سورة إبراهيم:
"ولا يفوتنا أن نلمح تكرار إبراهيم عليه السلام في كل فقرة من فقرات دعائه الخاشع المنيب لكلمة (ربنا) أو (رب)؛ فإن لهجان لسانه بذكر ربوبية الله له ولبنيه من بعده ذات مغزى... إنه لا يذكر الله سبحانه بصفة الألوهية، إنما يذكره بصفة الربوبية؛ فالألوهية قلّما كانت موضع جدال في معظم الجاهليات، وبخاصة في الجاهلية العربية، إنما الذي كان موضع جدل هو قضية الربوبية، قضية الدينونة في واقع الحياة الأرضية، وهي القضية العملية والواقعية المؤثرة في حياة الإنسان، والتي هي مفرق الطريق بين الإسلام والجاهلية، وبين التوحيد والشرك في عالم الواقع... فإما أن يدين الناس لله، فيكون ربهم، وإما أن يدينوا لغير الله، فيكون غيره ربهم... وهذا هو مفرق الطريق بين التوحيد والشرك وبين الإسلام والجاهلية في واقع الحياة، والقرآن وهو يعرض على مشركي العرب دعاء أبيهم إبراهيم، والتركيز فيه على قضية الربوبية؛ كان يلفتهم إلى ماهم فيه من مخالفة واضحة لمدلول هذا الدعاء!"( ).
وهذا واضح في أن سيداً يجهل الفرق بين الربوبية والألوهية، ويجهل كذلك أن توحيد الألوهية هو موضع الصراع والخصومة والجدال بين الأنبياء وأممهم( )، ويجهل أن الأمم كلها تعرف وتعترف بتوحيد الربوبية!.
وكأنه لم يسمع قول الله تعالى في رسالات الله جميعاً إلى جميع الأمم: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ( ).
فالله سبحانه وتعالى لا يقول إلا  أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ( )؛ فهو واضح كل الوضوح في الدعوة إلى توحيد العبادة، ولم يقل: إنه لا ربَّ إلا أنا؛ لأن الأمم لا تكابر ولا تجادل في ذلك.
وكذلك يقول الله تعالى في تقرير الربوبية: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ( ).
وفي توحيد الألوهية: إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ( ).
فقد بين الله تعالى أنهم يأنفون ويستكبرون إذا دُعوا إلى توحيد الألوهية، ولا يفعلون ذلك إذا قُرِّروا بتوحيد الربوبية؛ لأنهم يعرفونه حق المعرفة، ولا يجادلون فيه ولا يكابرون.
ويقول سيد:
"وما كان لدين أن يقوم في الأرض، وأن يقوم نظاماً للبشر؛ قبل أن يقرِّر هذه القواعد.
فتوحيد الدينوية لله وحده هو مفرق الطريق بين الفوضى والنظام في عالم العقيدة، وبين تحرير البشرية من عقال الوهم والخرافة والسلطان الزائف، أو استعبادها للأرباب المتفرقة ونزواتهم، وللوسطاء عند الله من خلقه! وللملوك والرؤساء والحكام الذين يغتصبون( ) أخص خصائص الألوهية – وهي الربوبية والقوامة والسلطان والحاكمية -، فيعبدون الناس لربوبيتهم الزائفة المغتصبة"( ).
ويقول في تفسير قوله الله تبارك وتعالى:  فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لاَ إِلَهَ إِلاَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ( ).
"هذا التعقيب يجيء بعد مشهد القيامة السابق، وبعد ما حوته السورة قبل هذا المشهد من جدل وحجج ودلائل وبينات... يجيء نتيجة طبيعية منطقية لكل محتويات السورة، وهو يشهد بتنزيه الله سبحانه عما يقولون ويصفون، ويشهد بأنه الملك الحق، والمسيطر الحق، الذي لا إله إلا هو، صاحب السلطان والسيطرة والاستعلاء، رب العرش الكريم( )"( ).
ويقول:
"ونقف لحظة أمام قوله تعالى بعد عرض دلائل الألوهية في السماوات والأرض: ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ( )".
وقد قلنا: إن قضية الألوهية لم تكن محل إنكار جدي من المشركين؛ فقد كانوا يعترفون بأن الله سبحانه هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر المتصرف القادر على كل شيء، ولكن هذا الاعتراف لم تكن تتبعه مقتضياته؛ فلقد كان من مقتضى هذا الاعتراف بالألوهية على هذا المستوى أن تكون الربوبية له وحده في حياتهم، فلا يتقدمون بالشعائر التعبدية إلا له، ولا يحكمون في أمرهم كله غيره... وهذا معنى قوله تعالى: ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ( )"( ).
ألا ترى أن في هذا الكلام اضطراباً وخلطاً نتيجة لعدم الوضوح والغبش في الرؤية؟!.

براك الله فيك ..................









قديم 2010-08-06, 21:41   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
مرواني
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مرواني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع مميز
واصل تألّقك

سيد قطب رحمه الله تعالى لم يعلن توبته و ندمه










قديم 2010-08-08, 08:47   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أبو صهيب الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو صهيب الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة واقنا عذاب النار

السلام عليكم
الشيخ عبد العزيز آل الشيخ
فتوى الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية عن سيد قطب رحمه الله وكتابه في ظلال القرآن .. تاريخ الفتوى 2-8-2005

السائل: أحسن الله إليكم يقول سماحة الشيخ مالفرق بين أحدية الوجود في تفسير الظلال وفكرة وحدة الوجود الضالة ؟
المفتي : كيف ؟ كيف ؟ مالفرق بين ؟
السائل : مالفرق بين أحدية الوجود في تفسير الظلال وفكرة وحدة الوجود الضالة ؟
المفتي : يا إخواني تفسير سيد قطب في ظلال القرآن هو كتاب ليس تفسير لكنه قال تحت ظلال القرآن يعني كأنه يقول للمسلمين هذا القرآن نظام الأمة تعيش في ظلاله و استقوا من آدابه و انهلوا من معينه الصافي وأقبلوا بقلوبكم على القرآن لتجدوا فيه علاج لمشاكلكم و حل قضاياكم وتفريج همومكم إلى آخره .
والكتاب له أسلوب عال في السياق أسلوب عال ، هذا الأسلوب الذي كتب به السيد كتابه قد يظن بعض الناس بادئ بدء من بعض العبارات أن فيها شركا أو أن فيها قدحا في الأنبياء أو أن وأن .. ، ولو أعاد النظر في العبارة لوجدها أسلوبا أدبيا راقيا عاليا لكن لا يفهم هذا الأسلوب إلا من تمرس في قراءة كتابه ، والكتاب [كلمة غير واضحة] لايخلو من ملاحظات كغيره لا يخلو من ملاحظات و لا يخلو من أخطاء لكن في الجملة أن الكاتب كتبه منطلق غيرة وحمية للإسلام ، والرجل هو صاحب تربية وعلوم ثقافية عامة وماحصل منه من هذا التفسير يعتبر شيئا كثير [الجملةالسابقة غير واضحة] فيؤخذ منه بعض المقاطع النافعة والمواقف الجيدة والأشياء التي أخطأ فيها يعلى [غير واضحة] عذره قلة العلم وأنه ليس من أهل التفسير لكنه صاحب ثقافة عامة وعباراته أحيانا يفهم منها البعض خطأ لأن أسلوبه فوق أسلوب من يقرأه ، فلو أعاد النظر مرارا لم يجد هذه الاحتمالات الموجود وإنما هو أسلوب من الأساليب العالية التي يتقاصر عنه فهم بعض الناس فربما أساء الظن ، والمسلم لا ينبغي [كلمة غير واضحة] على وجود المعايب ، فليأخذ الحق ممن جاء به ، ويعلم أن البشر جميعا محل التقصير والخطأ ، [كلمة غير واضحة] والعصمة لكتاب الله و لقول محمد صلى الله عليه وسلم ، ماسوى الكتاب والسنة فالخطأ محتمل فيه لاسيما من إنسان عاش في مجتمعات لها مالها وسافر للغرب سنين وإلى آخره ، لكن كفانا منه ماوجد في هذا السفر من بعض المقاطع والكلمات النافعة التي لو قرأها الإنسان مرارا لرأى فيها خيرا كثير .
المحاضرة كاملة من موقع الدعوة الخيرية - كتاب التوحيد-الدرس السادس
تاريخ المحاضرة
24-6-1426 هـ
2-8-2005 م
السلام عليكم









قديم 2010-08-15, 23:19   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
socrates
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية socrates
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدة14 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
الشيخ عبد العزيز آل الشيخ
فتوى الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية عن سيد قطب رحمه الله وكتابه في ظلال القرآن .. تاريخ الفتوى 2-8-2005

السائل: أحسن الله إليكم يقول سماحة الشيخ مالفرق بين أحدية الوجود في تفسير الظلال وفكرة وحدة الوجود الضالة ؟
المفتي : كيف ؟ كيف ؟ مالفرق بين ؟
السائل : مالفرق بين أحدية الوجود في تفسير الظلال وفكرة وحدة الوجود الضالة ؟
المفتي : يا إخواني تفسير سيد قطب في ظلال القرآن هو كتاب ليس تفسير لكنه قال تحت ظلال القرآن يعني كأنه يقول للمسلمين هذا القرآن نظام الأمة تعيش في ظلاله و استقوا من آدابه و انهلوا من معينه الصافي وأقبلوا بقلوبكم على القرآن لتجدوا فيه علاج لمشاكلكم و حل قضاياكم وتفريج همومكم إلى آخره .
والكتاب له أسلوب عال في السياق أسلوب عال ، هذا الأسلوب الذي كتب به السيد كتابه قد يظن بعض الناس بادئ بدء من بعض العبارات أن فيها شركا أو أن فيها قدحا في الأنبياء أو أن وأن .. ، ولو أعاد النظر في العبارة لوجدها أسلوبا أدبيا راقيا عاليا لكن لا يفهم هذا الأسلوب إلا من تمرس في قراءة كتابه ، والكتاب [كلمة غير واضحة] لايخلو من ملاحظات كغيره لا يخلو من ملاحظات و لا يخلو من أخطاء لكن في الجملة أن الكاتب كتبه منطلق غيرة وحمية للإسلام ، والرجل هو صاحب تربية وعلوم ثقافية عامة وماحصل منه من هذا التفسير يعتبر شيئا كثير [الجملةالسابقة غير واضحة] فيؤخذ منه بعض المقاطع النافعة والمواقف الجيدة والأشياء التي أخطأ فيها يعلى [غير واضحة] عذره قلة العلم وأنه ليس من أهل التفسير لكنه صاحب ثقافة عامة وعباراته أحيانا يفهم منها البعض خطأ لأن أسلوبه فوق أسلوب من يقرأه ، فلو أعاد النظر مرارا لم يجد هذه الاحتمالات الموجود وإنما هو أسلوب من الأساليب العالية التي يتقاصر عنه فهم بعض الناس فربما أساء الظن ، والمسلم لا ينبغي [كلمة غير واضحة] على وجود المعايب ، فليأخذ الحق ممن جاء به ، ويعلم أن البشر جميعا محل التقصير والخطأ ، [كلمة غير واضحة] والعصمة لكتاب الله و لقول محمد صلى الله عليه وسلم ، ماسوى الكتاب والسنة فالخطأ محتمل فيه لاسيما من إنسان عاش في مجتمعات لها مالها وسافر للغرب سنين وإلى آخره ، لكن كفانا منه ماوجد في هذا السفر من بعض المقاطع والكلمات النافعة التي لو قرأها الإنسان مرارا لرأى فيها خيرا كثير .
المحاضرة كاملة من موقع الدعوة الخيرية - كتاب التوحيد-الدرس السادس
تاريخ المحاضرة
24-6-1426 هـ
2-8-2005 م
السلام عليكم
الله يرحم والديك يا عدة الله يعطيك العافية
وتقبل الله صيامنا وصيامكم










قديم 2010-08-08, 10:47   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أبو صهيب الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو صهيب الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة واقنا عذاب النار

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مرواني مشاهدة المشاركة
موضوع مميز
واصل تألّقك

سيد قطب رحمه الله تعالى لم يعلن توبته و ندمه
السلام عليكم
اليك أقوال أهل العلم رحمهم الله ، ونترك الحكم لك اذا كنت من طالبي الحق.
الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله
س: ما رأيكم في كتب سيد قطب والقرضاوي والغزالي وغيرها من الشيوخ لأن في مكتبة المسجد نزعت هذه الكتب ويقولون بأن فيها ضلال كبير، بين لنا هذا الضلال ولو بشريط سمعي للشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله، ويقولون بأن الشيخ الألباني عليه رحمة الله هو الذي رد على هذه الكتب؟

أما سيد قطب فكان له كُتب في أول أمره كتبها وهو في حالة الاختلاط ببعض الصوفية والأحزاب، وُجد فيها بعض الأخطاء ولكنها يسيرة، ثم كتب بعدها كتب مفيدة دلت على تأثره بكتب أهل السنة، فيُستفاد من كتبه، ويُرجع إليها إلا ما كان فيها من الأخطاء اليسيرة التي نبه عليها بعض العلماء في مصر وفي سوريا وفي المملكة السعودية وأما القرضاوي والغزالي فلهما كتب قديمة كفقه السيرة وفقه الزكاة ولهما مؤلفات أخرى حصل فيها أخطاء ولهما أيضًا فتاوى مخالفة للأدلة، فيُستفاد من كتبهما لمن يعرف الصواب ويتجنب الخطأ، وتُعرف الأخطاء من كتب الشيخ الألباني وغيره ممن نبهوا على الأخطاء الموجودة في تلك المؤلفات. والله أعلم.

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

موقع الشيخ الجبرين

واليك قول فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه الله الذي شارك في تقوبم بعض أعمال المشايخ من بينهم الشيخ ربيع بن هادي المدخلي والشيخ أبو بكر الجزائري وغيرهم.
سئل الشيخ
كثرت الأقوال في سيد قطب رحمه الله ، فهذا ينزهه من كل خطأ، وذاك يجعله في عداد الفاجرين بل الكافرين فما هو الحق في ذلك ؟

الجواب :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
فإن المفكر الأديب سيد قطب رحمه الله له أعداء كثيرون، يختـلفون في كيفية النقد وأهدافه والغايات منه، ويتـفـقون في مصالح مشتركة، وقبل أن أكشف بطلان مثالب الجراحين والمطاعن الموجهة إلى سيد رحمه الله ، أبين أولا لماذا يستهدف سيد قطب خاصة ؟ ومن المستفيد من إسقاطه ؟

إن سيدا رحمه الله يعد في عصره علما من أعلام أصحاب منهج مقارعة الظالمين والكفر بهم ، ومن أفذاذ الدعاة إلى تعبيد الناس لربهم والدعوة إلى توحيد التحاكم إلى الله ، فلم يقض إلا مضاجع أعداء الله ورسوله كجمال عبدالناصر وأمثاله .. وما فرح أحد بقتله كما فرح أولئك، ولقد ضاق أولئك الأذناب بهذا البطل ذرعا، فلما ظنوا أنهم قد قتلوه إذا بدمه يحيي منهجه ويشعل كلماته حماسا، فزاد قبوله بين المسلمين وزاد انتشار كتبه، لأنه دلل بصدقه وإقدامه على قوة منهجه، فسعوا إلى إعادة الطعن فيه رغبة منهم لقتل منهجه أيضا وأنى لهم ذلك.

فاستهداف سيد قطب رحمه الله لم يكن استهدافا مجردا لشخصه، فهو ليس الوحيد من العلماء الذي وجدت له العثرات، فعنده أخطاء لا ننكرها، ولكن الطعن فيه ليس لإسقاطه هو بذاته فقد قدم إلى ربه ونسأل الله له الشهادة، ولكن الذي لا زال يقلق أعداءه وأتباعهم هو منهجه الذي يخشون أن ينتشر بين أبناء المسلمين .

وإني إذ اسمع الطعن في سيد قطب رحمه الله لا أستغرب ذلك لقوله الله تعالى: { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا } فكل من معه نور من النبوة أيضا له أعداء من أهل الباطل بقدر ما معه من ميراث نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، فما يضير سيدا طعن الطاعنين، بل هو رفعة له وزيادة في حسناته، ولكن الذي يثير الاستغراب هو فعل أولئك القوم الذين يدّعون اتباع الحق ومع ذلك ينقصون الميزان ولا يزنون بالقسطاس المستقيم والله يقول: { ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون } , فأولئك إذا أرادوا مدح أحد عليه من المآخذ ما يفوق سيدا بأضعاف قالوا كلمتهم المشهورة "تغمس أخطاؤه في بحر حسناته" وقالوا "إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث" وغير ذلك، وإذا أرادوا ذم آخر كسيد رحمه الله الذي يعد مجددا في باب ( إن الحكم إلا لله ) سلكوا معه طريق الخوارج وكفروه بالمعاصي والزلات .

وسيد رحمه الله لا ندعي له العصمة من الخطأ، بل نقول إن له أخطاء ليس هذا مجال تفصيلها، ولكنها لا تخل بأصل دعوته ومنهجه، كما أن عند غيره من الأخطاء التي لم تقدح في منـزلتهم وعلى سبيل المثال ابن حجر والنووي وابن الجوزي وابن حزم، فهؤلاء لهم أخطاء في العقيدة إلا أن أخطاءهم لم تجعل أحدا من أبناء الأمة ولا أعلامها يمتـنع من الاستفادة منهم أو يهضمهم حقهم وينكر فضائلهم ، فهم أئمة إلا فيما أخطئوا فيه، وهذا الحال مع سيد رحمه الله فأخطاؤه لم تقدح في أصل منهجه ودعوته لتوحيد الحاكمية وتعبيد الناس لربهم.

والقاعدة التي يجب أن تقرر في مثل هذه الحالات هي ما يستفاد من قول الله تعالى { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما } فكل من حقق ما يجب تحقيقه من أصل الدين، ينظر بعد ذلك في سائر منهجه فإن كان خطؤه أكثر من صوابه وشره يغلب على نفعه فإنه يهمل قوله وتطوى كتبه ولا تروى ، وعلى ذلك فالقول الفصل في سيد رحمه الله أن أخطاءه مغمورة في جانب فضائله ودفاعه عن ( لا إله إلا الله )، لا سيما أنه حقق أصول المعتقد الصحيح ، وإن كان عليه بعض المآخذ وعبارات أطلقها لا نوافقه عليها رحمه الله .

وختاما لا يسعني إلا أن اذكر أنني أحسب سيدا والله حسيبه يشمله قوله عليه الصلاة والسلام ( سيد الشهداء حمزة، ورجل قام عند سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله ) فنحسب أن سيدا رحمه الله قد حقق ذلك الشرط حيث قال كلمة حق عند سلطان جائر فقتله .. وأنقل كلمة له رحمه الله قبل إعدامه بقليل عندما أعجب أحد الضباط بفرح سيد قطب وسعادته عند سماعه نبأ الحكم عليه بالإعدام "الشهادة" وتعجب لأنه لم يحزن ويكتئب وينهار ويحبط فسأله قائلا : أنت تعتـقد أنك ستكون شهيدا فما معنى شهيد عندك؟ أجاب رحمه الله قائلا : الشهيد هو الذي يقدم شهادة من روحه ودمه أن دين الله أغلى عنده من حياته، ولذلك يبذل روحه وحياته فداء لدين الله .

وله رحمه الله من المواقف والأقوال التي لا يشك عارف بالحق أنها صادرة عن قلب قد مليء بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب التضحية لدينه، نسأل الله أن يرحمنا ويعفو عنا وإياه.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

قاله / حمود بن عقلاء الشعيبي
16/5/1421هـ
والله أعلم
السلام عليكم









قديم 2010-08-08, 09:41   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
الباشـــــــــــق
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية الباشـــــــــــق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يقول الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي

قد يكون الرجل من أهل السنة والجماعة ويوافق بعض المبتدعة في أمر من الأمور دون أن يعلم، أو يعلم ولكن يظن أن ذلك هو الحق وأن ذلك لا ينافي كونه من أهل السنة والجماعة فمن لم يضاد السنة ويحادّها بل كان متبعاً لها، ومحكماً لها، ومؤمناً بها، ويسعى جاهداً في ذلك ولكنه أخطأ؛ فإننا نرجو أن يغفر الله له خطأه وتأويله واجتهاده، ولكن لا نأخذ ذلك الخطأ علمياً وإنما نلتمس له العذر.










قديم 2010-08-09, 11:25   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
محمد بن العربي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

كما قال الشيخ السحيمي

من يدافعون عن سيد قطب مساكين

كلام اهل العلم بين ...
اما نقل كلمة من هناك وهناك فهذا سبيل اهل الزيغ


الحق ابلج والباطل لجلج

وهنيئا لكم الدفاع عن من سب الصحابة

والمرء مع من احب









قديم 2010-08-09, 11:54   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
أبو صهيب الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو صهيب الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة واقنا عذاب النار

السلام عليكم
قال فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي
سيد قطب رحمه الله له أعداء كثيرون، يختـلفون في كيفية النقد وأهدافه والغايات منه، ويتـفـقون في مصالح مشتركة.
هذه هي أقوال أهل العلم وسبق وبينا الحق ، ولكن التعصب لقول شيخ على حساب أقوال أهل العلم هو من صفات أهل الهوى .
ومن صفات الخوارج ، تكفير المسلمين وتبديعهم وتفسيقم بدون أي دليل .
السلام عليكم









قديم 2010-08-09, 12:10   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
محمد بن العربي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدة14 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم

هذه هي أقوال أهل العلم وسبق وبينا الحق ، ولكن التعصب لقول شيخ على حساب أقوال أهل العلم هو من صفات أهل الهوى .
ومن صفات الخوارج ، تكفير المسلمين وتبديعهم وتفسيقم بدون أي دليل .
السلام عليكم


الحمد لله سيد قطب هو من كفرلا بعض الصحابة

وطعن في البعض الاخر

وكفر المسلمين


ولكنه الهوى والتعصب والخذلان


نسال الله السلامة والعافية









قديم 2010-08-09, 12:13   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
!?زين الدين?!
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية !?زين الدين?!
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










قديم 2010-08-10, 18:07   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
العربي عبدية
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية العربي عبدية
 

 

 
الأوسمة
وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي

الولاء و البراء عند سيد قطب الرد اربيع المدخلي

أساليب سيد قطب في كتاباته تغرس في نفوس من يقلدونه الحقد الشديد والكراهية والبغضاء للمجتمعات الإسلامية؛ لأنه يحكم عليها بأنها مجتمعات جاهلة لابد من مواجهتها بالجهاد لاستئناف حياة إسلامية وليدة جديدة، وإنشاء مجتمع إسلامي يبدأ من الصفر في هذه المجتمعات.
فإذا تحدث عن موقف الإسلام من أهل الذمة، بل وغيرهم؛ يتكلم بأسلوب ناعم رقيق رخي ودِّيٍّ، يزعم فيه أن الإسلام يشرع موادة الكفار الذين لا يحاربوننا من الذميين وغيرهم؛ يهوداً كانوا أو نصارى أو مجوساً أو شيوعيين؛ فكل من لم يحاربنا؛ فالإسلام يشرع موادتهم ومحبتهم ورحمتهم وحمايتهم وحماية عقائدهم ومعابدهم، والدفاع عنهم.
وبهذا يكون قد جنى على الإسلام جناية كبيرة، وسعى في تمييع وتضييع مبدأ الولاء والبراء، وقال على الله ما لم يقل، بل قال بضد ما قاله الله وقرره في محكم كتابه وبضد ما قاله رسول الله  في سنته وما قرره علماء الإسلام.
وسيد قطب يجاري في هذا الذي ينسبه إلى الإسلام أفراخ الاستعمار من الكتاب والأحزاب الضالة التي ضيعت الإسلام، وهدمت مبدأ الولاء والبراء في نفوس المسلمين وبلاد الإسلام.
ومع تشدد سيد قطب وتكفيره للمجتمعات الإسلامية وتقرير معاداتهم وبغضهم ومفاصلتهم، ودعوة أتباعه إلى ما يسمى بالعزلة الشعورية؛ فإنه مع ذلك يدعو إلى موادة الكفار على مختلف مللهم إذا لم يحاربونا، وينسب ذلك إلى الإسلام، فيقول:
"والإسلام لا يكفل لأهل الذمة دماءهم فقط كما يقول الرسول : "من قتل معاهداً؛ لم يرح رائحة الجنة"، ولا أموالهم وحرياتهم فقط: "من ظلم معاهداً أو كلفه فوق طاقته؛ فأنا حجيجه"، ثم يدعهم في عزلة اجتماعية، مكتفياً بحماية أرواحهم وأموالهم وحرياتهم…
كلا؛ إنما هو يفسح في رحابه وبين أهله أن يعيشوا مواطنين محترمين، تربط بينهم وبين المسلمين صلات المودة والتبادل الاجتماعي والمجاملات العامة، فلا يعزلهم في أحياء خاصة، ولا يكلفهم أعمالاً خاصة، ولا يمنعهم الاختلاط بالمسلمين، على نحو ما يمنع البيض والسود في أمريكا والملونون في جنوب إفريقيا.
إن الذميين في الإسلام يودُّون ويوادُّون، ويعيشون في جو اجتماعي طلق، يدعون إلى ولائم المسلمين، ويدعون المسلمين إلى ولائمهم، ويتم بينهم ذلك التواد الاجتماعي اللطيف…  اليوم أحل لكم وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لهم( )"( ).
انظر كيف يلح سيد في حديثه عن الإسلام على قضية الموالاة بين المسلمين أولياء الله وبين أعدائه الذميين من أهل الكتاب وغيرهم، والله تبارك وتعالى قد حرم الموادة بين المؤمنين والكافرين في نصوص كثيرة قاطعة؛ مثل قوله تعالى: لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ… الآية( )؛ فأين يذهب سيد قطب عن هذا الأمر البدهي؟!
قال سيد قطب:
"على أن المهمة التي أناط الله بها الأمة المسلمة، ليست هي مجرد هداية الناس إلى الخير الذي جاء به الإسلام وحماية العقيدة الإسلامية وأصحابها، إنما هي أكبر من ذلك وأشمل… إنها كذلك حماية العبادة والاعتقاد للناس جميعاً، واستبعاد عنصر القوة المادية من ميدان الاعتقاد والعقيدة، وحماية الضعفاء من الناس من عسف الأقوياء، ودفع الظلم أياً كان موقعه وأياً كان الواقع عليه، وكفالة القسط والعدل للبشرية كافة، ومقاومة الشر والفساد في الأرض بحكم الوصاية الرشيدة التي ناطها الله بهذه الأمة؛ إذ يقول: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ( )، وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا( )"( ).
وقال أيضاً: "وتبعاً لهذه الفكرة [أي: عدم القهر بالمعجزات] لم يشأ من باب أولى أن يجعل القهر المادي وسيلة للإقناع، أو لحمل الناس على اعتناقه بالإكراه، ولم يضق ذرعاً باختلاف الناس في المنهج والعقيدة، بل اعتبر هذا ضرورة من ضرورات الفطرة، وغرضاً من أغراض الإرادة العليا في الحياة والناس: ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ( )، وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ( )"( ).
كيف يقول سيد: "ولم يضق ذرعاً (يعني: الإسلام) باختلاف الناس في المنهج والعقيدة، بل اعتبر هذا ضرورة من ضرورات الفطرة"؟!
نعوذ بالله من القول على الله بلا علم، بل القول بما يصادم كتاب الله وسنة رسوله .
قال تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ( ).
فلم يقبل الله من الناس جميعاً إلا الإسلام الحق الذي هو دينه في الرسالات كلها، ولم يجعل الله الاختلاف في الدين من ضرورات الفطرة، بل الله فطر الناس على الإسلام:
قال تعالى: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا( ).
وقال رسول الله : "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"( ).
ومن حديث عياض بن حمار المجاشعي: أن رسول الله  قال ذات يوم في خطبته: "ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم، مما علمني يومي هذا: كل مال نحلته عبداً حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين، فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي مالم أنزل به سلطاناً، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء، تقرؤه نائماً ويقظان، وإن الله أمرني أن أحرق قريشاً، فقلت: رب إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة. قال: استخرجهم كما استخرجوك، واغزهم نغزك"( ).
وكم في القرآن العظيم من الآيات الكريمة التي تذم المشركين واليهود والنصارى والمنافقين.
وقد شرع الجهاد في القرآن والسنة لإدخال الناس جميعاً في دين الله، ولتكون كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا، وشرعت الجزية على أهل الكتاب بعد دعوتهم إلى الإسلام؛ لإذلالهم، حتى يعطوا الجزية على يد وهم صاغرون.
فأين ما يقرره سيد مما يقرره الله ورسوله؟!
إن سيداً لا يفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية؛ لذلك تراه يحتج بالآيات التي تتحدث عن إرادة الله الكونية الشاملة لخلق الخير والشر والإيمان والكفر، فلا يخرج عنها شيء في هذا الكون، فهي تتحدث عما أراده الله قدراً ونفذه فعلاً وواقعاً، ولم يفهم الآيات الدالة على أمر الله الشرعي وإرادته الشرعية المرادفة لمحبته ورضاه، فلقد كلف الله عباده شرعاً أن يعبدوه ويطيعوه ويطيعوا رسله، وأمرهم جميعاً باتباع ما أوحاه وأنزله في كتبه.
قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ( ).
وقال تعالى: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ( ).
وقال تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا( )
وقال: يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ( ).
وقال: إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ( ).
إلى غير ذلك من الآيات التي تأمر الناس جميعاً بتوحيده وعبادته وطاعته، وتتوعد وتستنكر الكفر والضلال والمعصية، وتدل على أن الله يبغض ذلك ويمقته ويمقت أهله ويبغضه الرسل وأتباعهم المؤمنون ويبغضون أهله.
ويقول سيد قطب:
"ومع أن هذا النص [أي: قول الله في سورة الحج من آية 39 – 41] يكشف عن السبب المباشر في الإذن للمسلمين بالقتال؛ فإن بقيته تبين حكماً عاماً في مشروعية القتال، وغاية الله من نصر من ينصرهم فيه، وذلك هو ضمان حرية العقيدة عامة للمسلمين وغير المسلمين، وتحقيق الخير في الأرض والصلاح؛ فهو يقول: إنه لولا مقاومة بعض الناس وهم المؤمنون لبعض الناس وهم الظالمون؛ لهدمت صوامع وبيعٌ وصلوات ومساجد، والصوامع معابد الرهبان، والبيع كنائس النصارى، والصلوات كنائس اليهود، والمساجد مصليات المسلمين، وهو يقدم الصوامع والبيع والصلوات في النص على المساجد توكيداً لدفع العدوان عنها؛ فهي إذن دعوة إلى ضمان حرية العبادة( ) للجميع واحترام أماكن العبادة جميعاً، ثم وعد بالنصر الذي يؤدي إلى تمكين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر العابدين لله الباذلين أموالهم للعفاة…
فالإسلام لا يريد حرية العبادة لأتباعه وحدهم، إنما يقرر هذا الحق لأصحاب الديانات المخالفة، ويكلف المسلمين أن يدافعوا عن هذا الحق للجميع، ويأذن لهم في القتال تحت هذه الراية، راية ضمان حرية العبادة لجميع المتدينين… وبذلك يحقق أنه نظام عالمي حر، يستطيع الجميع أن يعيشوا في ظله آمنين، متمتعين بحرياتهم الدينية، على قدم المساواة مع المسلمين، وبحماية المسلمين"( ).
أقول: إن الجهاد شرع لإعلاء كلمة الله، ولإظهار دين الله على الأديان، لا لحماية الكفر، ولا لحماية حرية العقائد الكافرة، ولا لحماية معابد الكفر قبل حماية المساجد!.
إن فيما يقوله سيد قطب تمييعاً للإسلام، وتشبيهاً له بمناهج اللادينيين من الديمقراطيين وغيرهم…
قاتل الله السياسات المائعة التي تميع الإسلام استرضاء وتملقاً لعواطف النصارى واليهود، وتودداً وتحبباً إليهم، بينما لا نرى في تعاملهم مع المسلمين إلا الجبروت والشدة والتكفير.
ويقول سيد:
"إن قوة الإسلام قوة محررة، تنطلق في الأرض لتدك قواعد الظلم والاسترقاق والاستغلال، وهي لا تنظر من هذا المجال لجنس ولا لون ولا لغة ولا لأرض، الناس سواء، كلهم ناس، أما فكرة القومية الضيقة التي اعتنقتها أوروبا، والتي انتقلت إلينا عدواها في حدودها الضيقة الهزيلة السخيفة؛ فلا يعترف بها الإسلام، لأنها تخالف نظريته الكلية عن وحدة البشرية.
حيثما كان ظلم؛ فالإسلام منتدب لرفعة ودفعه، وقع هذا الظلم على المسلمين أو على الذميين – أي: الذين أعطاهم الإسلام ذمته ليحميهم -، أو على سواهم ممن لا يربطهم بالمسلمين عهد ولا اتفاق"( ).
ويقول:
"فإذا استسلم من يطلب السلام؛ فهؤلاء هم الذميون؛ أي: الذين أعطاهم الإسلام ذمته وعهده لحمايتهم ورعايتهم، وهؤلاء لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين بنص الإسلام الصريح"( ).
ويقول:
"وعندما يؤدي الإسلام واجبه في هداية البشرية، وينهض بتكاليفه في دفع الظلم والفساد عنها؛ لا تبقى له سلطة تعسفية على فرد أو قوم، ولا تبقى في صدره إحنة على طبقة أو جنس، وهي روح له من إقرار السلام في الأرض، ومن تأليف الأجناس والألوان، ومن إشاعة السماحة والود والتراحم بين بني البشر"( ).
أقول: إن الإسلام برئ كل البراءة مما ينسبه سيد إلى الإسلام!
فلا والله؛ ما سوى الإسلام بين الذميين الكفار أعداء الله ورسوله والمؤمنين وبين أوليائه المؤمنين.
قال تعالى: أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ( ).
ولا كلفنا الإسلام بحماية كفار مجرمين ليس بيننا وبينهم عهد ولا اتفاق!!
أفنضحي بدماء المسلمين وأموالهم وقوتهم لحماية الشيوعيين؟!
لا والله؛ ما أمر الله ولا شرع محبة أعدائه ومودتهم!
قال تعالى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ( ).
وقال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ( ).
ونقول فيهم كما قال نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام: وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلا فَاجِرًا كَفَّارًا… إلى: وَلا تَزِدْ الظَّالِمِينَ إِلا تَبَارًا( ).
قال ابن القيم عن الخليفة الآمر بعد أن حكى استفحال أمر النصارى وطغيانهم:
"ثم انتبه الآمر من رقدته، وأفاق من سكرته، وأدركته الحمية الإسلامية والغيرة المحمدية، فغضب لله غضب ناصر للدين وبار بالمسلمين، وألبس الذمة الغيار، وأنزلهم بالمنزلة التي أمر الله تعالى أن يُنزلوا بها من الذلة والصغار، وأمر أن لا يُولوا شيئاً من أعمال الإسلام"( ).
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله بعد كلام طويل فيه بيان تعامل الخلفاء عمر بن عبد العزيز والمنصور والمهدي والرشيد إلى الآمر مع أهل الذمة بما يستحقون من الإذلال، وساق آيات كثيرة في بيان غضب الله عليهم، وبيان خبثهم وحقدهم على المسلمين، وآيات في تحريم موالاتهم؛ قال رحمه الله:
"فمن ضروب الطاعات إهانتهم في الدنيا قبل الآخرة التي هم إليها صائرون، ومن حقوق الله تعالى الواجبة أخذ جزية رؤوسهم التي يعطونها عن يد وهم صاغرون، ومن الأحكام الدينية: أن تعم جميع الذمة إلا من لا تجب عليه باستخراجها، وأن يتعمد في ذلك على سلوك سبيل السنة المحمدية ومنهاجها، وألا يسامح بها أحد منهم، ولو كان في قومه عظيماً، وألا يقبل إرساله بها، ولو كان فيهم زعيماً، وألا يحيل بها على أحد من المسلمين، ولا يوكل في إخراجها عنه أحداً من الموحدين، وأن تؤخذ منه على وجه الذلة والصغار؛ إعزازاً للإسلام وأهله، وإذلالاً لطائفة الكفار، وأن تستوفي من جميعهم حق الاستيفاء"( ).
إلزام الذميين بلبس الأغيار:
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله نقلاً من كلام الآمر بأمر الله:
"وقد رأى أمير المؤمنين لقيامه – بما استحفظ من أمور الديانة، وحفظ نظامها، ولانتصابه لمصالح أمة جعله الله رأسها وإمامها، ولرعاية مايتميز به المسلمون على من سواهم، ولجعل الكفار يعرفون بسيماهم – أن يعتمد كل من اليهود والنصارى مايصيرون به مستذلين ممتهنين؛ لأن الله تعالى يقول: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ( )، فلتستأد جزية رؤوسهم أجمع من غير استثناء من حزب المشركين لأحد، ولينبه في استخراجها والحوطة عليها إلى أبعد غاية وأمد، وليفرق بين المسلمين وبينهم في الحسبة والزي؛ ليتميز ذوو الهداية والرشد من ذوي الضلالة والبغي، وليوسموا بالغيار وشد الزنار، وإزالة ما على المسلمين من تشبههم بهم من العار، ثم أمر بأن يغيروا من أسمائهم وكناهم ما يختص به أولوا الإيمان، ثم هددهم بالنكال الشديد إن لم ينفذوا ذلك، ثم أمرهم بصبغ أبوابهم باللون الأغبر والرصاصي، ثم قال: ولا يمكنوا من ركوب شيء من أجناس الخيل والبغال، ولا سلوك مدافن المسلمين ومقابرهم في نهار ولا ليل، ولا يفسح لأحد منهم من المراكب المحلاة، وليمنعوا من تعلية دورهم على دور من جاورهم من المسلمين"( ).
وقال سيد قطب في تفسير قول الله تعالى: لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ…  الآية( ):
"إن الإسلام دين سلام، وعقيدة حب، ونظام يستهدف أن يظل العالم كله بظله، وأن يقيم فيه منهجه، وأن يجمع الناس تحت لواء الله؛ إخوة متعارفين متحابين، ليس هناك من عائق يحول دون اتجاهه هذا؛ إلا عدوان أعدائه عليه وعلى أهله، فأما إذا سالموهم؛ فليس الإسلام براغب في الخصومة، ولا متطوع بها كذلك! وهو حتى في حال الخصومة يستبقي أسباب الود في النفوس بنظافة السلوك وعدالة المعاملة؛ انتظاراً لليوم الذي يقتنع فيه خصومه بأن الخير في أن ينضووا تحت لوائه الرفيع، ولا ييأس الإسلام من هذا اليوم الذي تستقيم فيه النفوس، فتتجه هذا الاتجاه المستقيم"( ).
ويقول:
"وتلك القاعدة في معاملة غير المسلمين هي أعدل القواعد التي تتفق مع طبيعة هذا الدين ووجهته ونظرته إلى الحياة الإنسانية، بل نظرته الكلية لهذا الوجود الصادر عن إله واحد، المتجه إلى إله واحد، المتعاون في تصميمه اللدني وتقديره الأزلي، من وراء كل اختلاف وتنويع.
وهي أساس شريعته الدولية، التي تجعل حالة السلم بينه وبين الناس جميعاً هي الحالة الثابتة، لا يغيرها إلا وقوع الاعتداء الحربي وضرورة رده، أو خوف الخيانة بعد المعاهدة، وهي تهديد بالاعتداء، أو الوقوف بالقوة في وجه حرية الدعوة وحرية الاعتقاد، وهو كذلك اعتداء، وفيما عدا هذا؛ فهي السلم والمودة والبر والعدل للناس أجمعين"( ).
ويقول:
"وإلى أن يتحقق وعد الله الذي دل عليه لفظ الرجاء؛ رخص الله لهم في مواده من لم يقاتلوهم في الدين، ولم يخرجوهم من ديارهم"( ).
نبذة عن الولاء والبراء في الإسلام:
تذكر ما قدمناه قبل قليل:
وقال الله تعالى: لا يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ( ).
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية( ):
"نهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين أن يوالوا الكافرين وأن يتخذوهم أولياء يسرون إليهم بالمودة من دون المؤمنين، ثم توعدهم على ذلك، فقال: وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ( )؛ أي: ومن يرتكب نهي الله في هذا؛ فقد برئ من الله؛ كما قال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ…  إلى أن قال: وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ( ).
وقال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا( ).
وقال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ… الآية( ).
وقال تعالى بعد ذكر موالاة المؤمنين من المهاجرين والأنصار والأعراب: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ( )".
وقال أبوعبد الله القرطبي في تفسير هذه الآية( ):
"قال ابن عباس: نهى الله المؤمنين أن يلاطفوا الكفار فيتخذوهم أولياء. ومثله: لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ( ). ومعنى: فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ( )؛ أي: فليس من حزب الله، ولا من أوليائه في شيء".
وقال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنْ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ( ).
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية( ):
"ينهى الله تبارك وتعالى عن موالاة الكافرين في آخر هذه السورة، كما نهى عنها في أولها، فقال تعالى:  يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم؛ يعني: اليهود والنصارى وسائر الكفار ممن غضب الله عليه ولعنه واستحق من الله الطرد والإبعاد، فكيف توالونهم وتتخذونهم أصدقاء وأخلاء وقد يئسوا من الآخرة؛ أي: من ثواب الآخرة ونعيمها في حكم الله عز وجل"( ).
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في تفسير هذه الآية( ):
"أي: يا أيها المؤمنون، إن كنتم مؤمنين بربكم ومتبعين لرضاه ومجانبين لسخطه؛ لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم ، وإنما غضب عليهم لكفرهم، وهذا شامل لجميع أصناف الكفار، وقد يئسوا من الآخرة؛ أي: قد حرموا من خير الآخرة، فليس لهم منها نصيب، فاحذروا أن تتولوهم فتوافقوهم على شرهم وشركهم، فتحرموا خير الآخرة كما حرموا".
وقال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في هذه الآية أيضاً( ):
"هذا نهي من الله، وتحذير للمؤمنين أن يتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين، فإن المؤمنين بعضهم أولياء بعض، والله وليهم، ومن يفعل ذلك التولي؛ فليس من الله في شيء ؛ أي : فهو برئ من الله، والله بريء منه؛ كقوله تعالى: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ( )، وقوله: إلا أن تتقوا منهم تقاة؛ أي: إلا أن تخافوا على أنفسكم في إبداء العداوة للكافرين؛ فلكم في هذا الحال الرخصة في المسالمة والمهادنة، لا في التولي الذي هو محبة القلب الذي تتبعه النصرة".
وقال تعالى: لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ( ).
قال العلامة السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية:
"أي: لا يجتمع هذا وهذا، فلا يكون العبد مؤمناً بالله واليوم الآخر حقيقة؛ إلا كان عاملاً على مقتضى إيمانه ولوازمه من محبة من قام بالإيمان وموالاته، وبغض من لم يقم به ومعاداته، ولو كان أقرب الناس إليه، وهذا هو الإيمان على الحقيقة، الذي وجدت ثمرته والمقصود منه، وأهل هذا الوصف هم الذين كتب الله في قلوبهم الإيمان؛ أي: رسمه وثبته وغرسه غرساً لا يتزلزل، ولا تؤثر فيه الشبه ولا الشكوك…"( ).










قديم 2010-09-25, 12:42   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
محمد بن العربي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

[quote=العربي عبدية;3493406]الولاء و البراء عند سيد قطب الرد اربيع المدخلي

أساليب سيد قطب في كتاباته تغرس في نفوس من يقلدونه الحقد الشديد والكراهية والبغضاء للمجتمعات الإسلامية؛ لأنه يحكم عليها بأنها مجتمعات جاهلة لابد من مواجهتها بالجهاد لاستئناف حياة إسلامية وليدة جديدة، وإنشاء مجتمع إسلامي يبدأ من الصفر في هذه المجتمعات.
فإذا تحدث عن موقف الإسلام من أهل الذمة، بل وغيرهم؛ يتكلم بأسلوب ناعم رقيق رخي ودِّيٍّ، يزعم فيه أن الإسلام يشرع موادة الكفار الذين لا يحاربوننا من الذميين وغيرهم؛ يهوداً كانوا أو نصارى أو مجوساً أو شيوعيين؛ فكل من لم يحاربنا؛ فالإسلام يشرع موادتهم ومحبتهم ورحمتهم وحمايتهم وحماية عقائدهم ومعابدهم، والدفاع عنهم.
وبهذا يكون قد جنى على الإسلام جناية كبيرة، وسعى في تمييع وتضييع مبدأ الولاء والبراء، وقال على الله ما لم يقل، بل قال بضد ما قاله الله وقرره في محكم كتابه وبضد ما قاله رسول الله  في سنته وما قرره علماء الإسلام.
وسيد قطب يجاري في هذا الذي ينسبه إلى الإسلام أفراخ الاستعمار من الكتاب والأحزاب الضالة التي ضيعت الإسلام، وهدمت مبدأ الولاء والبراء في نفوس المسلمين وبلاد الإسلام.
ومع تشدد سيد قطب وتكفيره للمجتمعات الإسلامية وتقرير معاداتهم وبغضهم ومفاصلتهم، ودعوة أتباعه إلى ما يسمى بالعزلة الشعورية؛ فإنه مع ذلك يدعو إلى موادة الكفار على مختلف مللهم إذا لم يحاربونا، وينسب ذلك إلى الإسلام، فيقول:
"والإسلام لا يكفل لأهل الذمة دماءهم فقط كما يقول الرسول : "من قتل معاهداً؛ لم يرح رائحة الجنة"، ولا أموالهم وحرياتهم فقط: "من ظلم معاهداً أو كلفه فوق طاقته؛ فأنا حجيجه"، ثم يدعهم في عزلة اجتماعية، مكتفياً بحماية أرواحهم وأموالهم وحرياتهم…
كلا؛ إنما هو يفسح في رحابه وبين أهله أن يعيشوا مواطنين محترمين، تربط بينهم وبين المسلمين صلات المودة والتبادل الاجتماعي والمجاملات العامة، فلا يعزلهم في أحياء خاصة، ولا يكلفهم أعمالاً خاصة، ولا يمنعهم الاختلاط بالمسلمين، على نحو ما يمنع البيض والسود في أمريكا والملونون في جنوب إفريقيا.
إن الذميين في الإسلام يودُّون ويوادُّون، ويعيشون في جو اجتماعي طلق، يدعون إلى ولائم المسلمين، ويدعون المسلمين إلى ولائمهم، ويتم بينهم ذلك التواد الاجتماعي اللطيف…  اليوم أحل لكم وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لهم( )"( ).
انظر كيف يلح سيد في حديثه عن الإسلام على قضية الموالاة بين المسلمين أولياء الله وبين أعدائه الذميين من أهل الكتاب وغيرهم، والله تبارك وتعالى قد حرم الموادة بين المؤمنين والكافرين في نصوص كثيرة قاطعة؛ مثل قوله تعالى: لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ… الآية( )؛ فأين يذهب سيد قطب عن هذا الأمر البدهي؟!
قال سيد قطب:
"على أن المهمة التي أناط الله بها الأمة المسلمة، ليست هي مجرد هداية الناس إلى الخير الذي جاء به الإسلام وحماية العقيدة الإسلامية وأصحابها، إنما هي أكبر من ذلك وأشمل… إنها كذلك حماية العبادة والاعتقاد للناس جميعاً، واستبعاد عنصر القوة المادية من ميدان الاعتقاد والعقيدة، وحماية الضعفاء من الناس من عسف الأقوياء، ودفع الظلم أياً كان موقعه وأياً كان الواقع عليه، وكفالة القسط والعدل للبشرية كافة، ومقاومة الشر والفساد في الأرض بحكم الوصاية الرشيدة التي ناطها الله بهذه الأمة؛ إذ يقول: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ( )، وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا( )"( ).
وقال أيضاً: "وتبعاً لهذه الفكرة [أي: عدم القهر بالمعجزات] لم يشأ من باب أولى أن يجعل القهر المادي وسيلة للإقناع، أو لحمل الناس على اعتناقه بالإكراه، ولم يضق ذرعاً باختلاف الناس في المنهج والعقيدة، بل اعتبر هذا ضرورة من ضرورات الفطرة، وغرضاً من أغراض الإرادة العليا في الحياة والناس: ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ( )، وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ( )"( ).
كيف يقول سيد: "ولم يضق ذرعاً (يعني: الإسلام) باختلاف الناس في المنهج والعقيدة، بل اعتبر هذا ضرورة من ضرورات الفطرة"؟!
نعوذ بالله من القول على الله بلا علم، بل القول بما يصادم كتاب الله وسنة رسوله .
قال تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ( ).
فلم يقبل الله من الناس جميعاً إلا الإسلام الحق الذي هو دينه في الرسالات كلها، ولم يجعل الله الاختلاف في الدين من ضرورات الفطرة، بل الله فطر الناس على الإسلام:
قال تعالى: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا( ).
وقال رسول الله : "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"( ).
ومن حديث عياض بن حمار المجاشعي: أن رسول الله  قال ذات يوم في خطبته: "ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم، مما علمني يومي هذا: كل مال نحلته عبداً حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين، فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي مالم أنزل به سلطاناً، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء، تقرؤه نائماً ويقظان، وإن الله أمرني أن أحرق قريشاً، فقلت: رب إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة. قال: استخرجهم كما استخرجوك، واغزهم نغزك"( ).
وكم في القرآن العظيم من الآيات الكريمة التي تذم المشركين واليهود والنصارى والمنافقين.
وقد شرع الجهاد في القرآن والسنة لإدخال الناس جميعاً في دين الله، ولتكون كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا، وشرعت الجزية على أهل الكتاب بعد دعوتهم إلى الإسلام؛ لإذلالهم، حتى يعطوا الجزية على يد وهم صاغرون.
فأين ما يقرره سيد مما يقرره الله ورسوله؟!
إن سيداً لا يفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية؛ لذلك تراه يحتج بالآيات التي تتحدث عن إرادة الله الكونية الشاملة لخلق الخير والشر والإيمان والكفر، فلا يخرج عنها شيء في هذا الكون، فهي تتحدث عما أراده الله قدراً ونفذه فعلاً وواقعاً، ولم يفهم الآيات الدالة على أمر الله الشرعي وإرادته الشرعية المرادفة لمحبته ورضاه، فلقد كلف الله عباده شرعاً أن يعبدوه ويطيعوه ويطيعوا رسله، وأمرهم جميعاً باتباع ما أوحاه وأنزله في كتبه.
قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ( ).
وقال تعالى: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ( ).
وقال تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا( )
وقال: يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ( ).
وقال: إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ( ).
إلى غير ذلك من الآيات التي تأمر الناس جميعاً بتوحيده وعبادته وطاعته، وتتوعد وتستنكر الكفر والضلال والمعصية، وتدل على أن الله يبغض ذلك ويمقته ويمقت أهله ويبغضه الرسل وأتباعهم المؤمنون ويبغضون أهله.
ويقول سيد قطب:
"ومع أن هذا النص [أي: قول الله في سورة الحج من آية 39 – 41] يكشف عن السبب المباشر في الإذن للمسلمين بالقتال؛ فإن بقيته تبين حكماً عاماً في مشروعية القتال، وغاية الله من نصر من ينصرهم فيه، وذلك هو ضمان حرية العقيدة عامة للمسلمين وغير المسلمين، وتحقيق الخير في الأرض والصلاح؛ فهو يقول: إنه لولا مقاومة بعض الناس وهم المؤمنون لبعض الناس وهم الظالمون؛ لهدمت صوامع وبيعٌ وصلوات ومساجد، والصوامع معابد الرهبان، والبيع كنائس النصارى، والصلوات كنائس اليهود، والمساجد مصليات المسلمين، وهو يقدم الصوامع والبيع والصلوات في النص على المساجد توكيداً لدفع العدوان عنها؛ فهي إذن دعوة إلى ضمان حرية العبادة( ) للجميع واحترام أماكن العبادة جميعاً، ثم وعد بالنصر الذي يؤدي إلى تمكين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر العابدين لله الباذلين أموالهم للعفاة…
فالإسلام لا يريد حرية العبادة لأتباعه وحدهم، إنما يقرر هذا الحق لأصحاب الديانات المخالفة، ويكلف المسلمين أن يدافعوا عن هذا الحق للجميع، ويأذن لهم في القتال تحت هذه الراية، راية ضمان حرية العبادة لجميع المتدينين… وبذلك يحقق أنه نظام عالمي حر، يستطيع الجميع أن يعيشوا في ظله آمنين، متمتعين بحرياتهم الدينية، على قدم المساواة مع المسلمين، وبحماية المسلمين"( ).
أقول: إن الجهاد شرع لإعلاء كلمة الله، ولإظهار دين الله على الأديان، لا لحماية الكفر، ولا لحماية حرية العقائد الكافرة، ولا لحماية معابد الكفر قبل حماية المساجد!.
إن فيما يقوله سيد قطب تمييعاً للإسلام، وتشبيهاً له بمناهج اللادينيين من الديمقراطيين وغيرهم…
قاتل الله السياسات المائعة التي تميع الإسلام استرضاء وتملقاً لعواطف النصارى واليهود، وتودداً وتحبباً إليهم، بينما لا نرى في تعاملهم مع المسلمين إلا الجبروت والشدة والتكفير.
ويقول سيد:
"إن قوة الإسلام قوة محررة، تنطلق في الأرض لتدك قواعد الظلم والاسترقاق والاستغلال، وهي لا تنظر من هذا المجال لجنس ولا لون ولا لغة ولا لأرض، الناس سواء، كلهم ناس، أما فكرة القومية الضيقة التي اعتنقتها أوروبا، والتي انتقلت إلينا عدواها في حدودها الضيقة الهزيلة السخيفة؛ فلا يعترف بها الإسلام، لأنها تخالف نظريته الكلية عن وحدة البشرية.
حيثما كان ظلم؛ فالإسلام منتدب لرفعة ودفعه، وقع هذا الظلم على المسلمين أو على الذميين – أي: الذين أعطاهم الإسلام ذمته ليحميهم -، أو على سواهم ممن لا يربطهم بالمسلمين عهد ولا اتفاق"( ).
ويقول:
"فإذا استسلم من يطلب السلام؛ فهؤلاء هم الذميون؛ أي: الذين أعطاهم الإسلام ذمته وعهده لحمايتهم ورعايتهم، وهؤلاء لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين بنص الإسلام الصريح"( ).
ويقول:
"وعندما يؤدي الإسلام واجبه في هداية البشرية، وينهض بتكاليفه في دفع الظلم والفساد عنها؛ لا تبقى له سلطة تعسفية على فرد أو قوم، ولا تبقى في صدره إحنة على طبقة أو جنس، وهي روح له من إقرار السلام في الأرض، ومن تأليف الأجناس والألوان، ومن إشاعة السماحة والود والتراحم بين بني البشر"( ).
أقول: إن الإسلام برئ كل البراءة مما ينسبه سيد إلى الإسلام!
فلا والله؛ ما سوى الإسلام بين الذميين الكفار أعداء الله ورسوله والمؤمنين وبين أوليائه المؤمنين.
قال تعالى: أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ( ).
ولا كلفنا الإسلام بحماية كفار مجرمين ليس بيننا وبينهم عهد ولا اتفاق!!
أفنضحي بدماء المسلمين وأموالهم وقوتهم لحماية الشيوعيين؟!
لا والله؛ ما أمر الله ولا شرع محبة أعدائه ومودتهم!
قال تعالى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ( ).
وقال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ( ).
ونقول فيهم كما قال نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام: وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلا فَاجِرًا كَفَّارًا… إلى: وَلا تَزِدْ الظَّالِمِينَ إِلا تَبَارًا( ).
قال ابن القيم عن الخليفة الآمر بعد أن حكى استفحال أمر النصارى وطغيانهم:
"ثم انتبه الآمر من رقدته، وأفاق من سكرته، وأدركته الحمية الإسلامية والغيرة المحمدية، فغضب لله غضب ناصر للدين وبار بالمسلمين، وألبس الذمة الغيار، وأنزلهم بالمنزلة التي أمر الله تعالى أن يُنزلوا بها من الذلة والصغار، وأمر أن لا يُولوا شيئاً من أعمال الإسلام"( ).
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله بعد كلام طويل فيه بيان تعامل الخلفاء عمر بن عبد العزيز والمنصور والمهدي والرشيد إلى الآمر مع أهل الذمة بما يستحقون من الإذلال، وساق آيات كثيرة في بيان غضب الله عليهم، وبيان خبثهم وحقدهم على المسلمين، وآيات في تحريم موالاتهم؛ قال رحمه الله:
"فمن ضروب الطاعات إهانتهم في الدنيا قبل الآخرة التي هم إليها صائرون، ومن حقوق الله تعالى الواجبة أخذ جزية رؤوسهم التي يعطونها عن يد وهم صاغرون، ومن الأحكام الدينية: أن تعم جميع الذمة إلا من لا تجب عليه باستخراجها، وأن يتعمد في ذلك على سلوك سبيل السنة المحمدية ومنهاجها، وألا يسامح بها أحد منهم، ولو كان في قومه عظيماً، وألا يقبل إرساله بها، ولو كان فيهم زعيماً، وألا يحيل بها على أحد من المسلمين، ولا يوكل في إخراجها عنه أحداً من الموحدين، وأن تؤخذ منه على وجه الذلة والصغار؛ إعزازاً للإسلام وأهله، وإذلالاً لطائفة الكفار، وأن تستوفي من جميعهم حق الاستيفاء"( ).
إلزام الذميين بلبس الأغيار:
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله نقلاً من كلام الآمر بأمر الله:
"وقد رأى أمير المؤمنين لقيامه – بما استحفظ من أمور الديانة، وحفظ نظامها، ولانتصابه لمصالح أمة جعله الله رأسها وإمامها، ولرعاية مايتميز به المسلمون على من سواهم، ولجعل الكفار يعرفون بسيماهم – أن يعتمد كل من اليهود والنصارى مايصيرون به مستذلين ممتهنين؛ لأن الله تعالى يقول: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ( )، فلتستأد جزية رؤوسهم أجمع من غير استثناء من حزب المشركين لأحد، ولينبه في استخراجها والحوطة عليها إلى أبعد غاية وأمد، وليفرق بين المسلمين وبينهم في الحسبة والزي؛ ليتميز ذوو الهداية والرشد من ذوي الضلالة والبغي، وليوسموا بالغيار وشد الزنار، وإزالة ما على المسلمين من تشبههم بهم من العار، ثم أمر بأن يغيروا من أسمائهم وكناهم ما يختص به أولوا الإيمان، ثم هددهم بالنكال الشديد إن لم ينفذوا ذلك، ثم أمرهم بصبغ أبوابهم باللون الأغبر والرصاصي، ثم قال: ولا يمكنوا من ركوب شيء من أجناس الخيل والبغال، ولا سلوك مدافن المسلمين ومقابرهم في نهار ولا ليل، ولا يفسح لأحد منهم من المراكب المحلاة، وليمنعوا من تعلية دورهم على دور من جاورهم من المسلمين"( ).
وقال سيد قطب في تفسير قول الله تعالى: لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ…  الآية( ):
"إن الإسلام دين سلام، وعقيدة حب، ونظام يستهدف أن يظل العالم كله بظله، وأن يقيم فيه منهجه، وأن يجمع الناس تحت لواء الله؛ إخوة متعارفين متحابين، ليس هناك من عائق يحول دون اتجاهه هذا؛ إلا عدوان أعدائه عليه وعلى أهله، فأما إذا سالموهم؛ فليس الإسلام براغب في الخصومة، ولا متطوع بها كذلك! وهو حتى في حال الخصومة يستبقي أسباب الود في النفوس بنظافة السلوك وعدالة المعاملة؛ انتظاراً لليوم الذي يقتنع فيه خصومه بأن الخير في أن ينضووا تحت لوائه الرفيع، ولا ييأس الإسلام من هذا اليوم الذي تستقيم فيه النفوس، فتتجه هذا الاتجاه المستقيم"( ).
ويقول:
"وتلك القاعدة في معاملة غير المسلمين هي أعدل القواعد التي تتفق مع طبيعة هذا الدين ووجهته ونظرته إلى الحياة الإنسانية، بل نظرته الكلية لهذا الوجود الصادر عن إله واحد، المتجه إلى إله واحد، المتعاون في تصميمه اللدني وتقديره الأزلي، من وراء كل اختلاف وتنويع.
وهي أساس شريعته الدولية، التي تجعل حالة السلم بينه وبين الناس جميعاً هي الحالة الثابتة، لا يغيرها إلا وقوع الاعتداء الحربي وضرورة رده، أو خوف الخيانة بعد المعاهدة، وهي تهديد بالاعتداء، أو الوقوف بالقوة في وجه حرية الدعوة وحرية الاعتقاد، وهو كذلك اعتداء، وفيما عدا هذا؛ فهي السلم والمودة والبر والعدل للناس أجمعين"( ).
ويقول:
"وإلى أن يتحقق وعد الله الذي دل عليه لفظ الرجاء؛ رخص الله لهم في مواده من لم يقاتلوهم في الدين، ولم يخرجوهم من ديارهم"( ).
نبذة عن الولاء والبراء في الإسلام:
تذكر ما قدمناه قبل قليل:
وقال الله تعالى: لا يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ( ).
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية( ):
"نهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين أن يوالوا الكافرين وأن يتخذوهم أولياء يسرون إليهم بالمودة من دون المؤمنين، ثم توعدهم على ذلك، فقال: وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ( )؛ أي: ومن يرتكب نهي الله في هذا؛ فقد برئ من الله؛ كما قال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ…  إلى أن قال: وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ( ).
وقال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا( ).
وقال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ… الآية( ).
وقال تعالى بعد ذكر موالاة المؤمنين من المهاجرين والأنصار والأعراب: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ( )".
وقال أبوعبد الله القرطبي في تفسير هذه الآية( ):
"قال ابن عباس: نهى الله المؤمنين أن يلاطفوا الكفار فيتخذوهم أولياء. ومثله: لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ( ). ومعنى: فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ( )؛ أي: فليس من حزب الله، ولا من أوليائه في شيء".
وقال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنْ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ( ).
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية( ):
"ينهى الله تبارك وتعالى عن موالاة الكافرين في آخر هذه السورة، كما نهى عنها في أولها، فقال تعالى:  يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم؛ يعني: اليهود والنصارى وسائر الكفار ممن غضب الله عليه ولعنه واستحق من الله الطرد والإبعاد، فكيف توالونهم وتتخذونهم أصدقاء وأخلاء وقد يئسوا من الآخرة؛ أي: من ثواب الآخرة ونعيمها في حكم الله عز وجل"( ).
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في تفسير هذه الآية( ):
"أي: يا أيها المؤمنون، إن كنتم مؤمنين بربكم ومتبعين لرضاه ومجانبين لسخطه؛ لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم ، وإنما غضب عليهم لكفرهم، وهذا شامل لجميع أصناف الكفار، وقد يئسوا من الآخرة؛ أي: قد حرموا من خير الآخرة، فليس لهم منها نصيب، فاحذروا أن تتولوهم فتوافقوهم على شرهم وشركهم، فتحرموا خير الآخرة كما حرموا".
وقال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في هذه الآية أيضاً( ):
"هذا نهي من الله، وتحذير للمؤمنين أن يتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين، فإن المؤمنين بعضهم أولياء بعض، والله وليهم، ومن يفعل ذلك التولي؛ فليس من الله في شيء ؛ أي : فهو برئ من الله، والله بريء منه؛ كقوله تعالى: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ( )، وقوله: إلا أن تتقوا منهم تقاة؛ أي: إلا أن تخافوا على أنفسكم في إبداء العداوة للكافرين؛ فلكم في هذا الحال الرخصة في المسالمة والمهادنة، لا في التولي الذي هو محبة القلب الذي تتبعه النصرة".
وقال تعالى: لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ( ).
قال العلامة السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية:
"أي: لا يجتمع هذا وهذا، فلا يكون العبد مؤمناً بالله واليوم الآخر حقيقة؛ إلا كان عاملاً على مقتضى إيمانه ولوازمه من محبة من قام بالإيمان وموالاته، وبغض من لم يقم به ومعاداته، ولو كان أقرب الناس إليه، وهذا هو الإيمان على الحقيقة، الذي وجدت ثمرته والمقصود منه، وأهل هذا الوصف هم الذين كتب الله في قلوبهم الإيمان؛ أي: رسمه وثبته وغرسه غرساً لا يتزلزل، ولا تؤثر فيه الشبه ولا الشكوك…"( ).[/quote

بارك الله فيك









قديم 2010-09-25, 12:55   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
chahd alger
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية chahd alger
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم


فعلا كما تفضلتم به بما يكفي من شرح وتوضيح

فعلماءنا قاموا بتجريحه والنهي عن كتبه ورسائله


كما شهرت عنه المقولة

إن كان ( سيد قطب ) حياً فيجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتداً ...



بارك الله فيكم










 

الكلمات الدلالية (Tags)
التحذير, العلم, اخطاء, كبار, كتبه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc