الأساليب الدفاعية للإنسان المقهور - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات إنشغالات الأسرة التربوية > منتدى الانشغالات الادارية والنصوص التشريعية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الأساليب الدفاعية للإنسان المقهور

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-05-31, 22:14   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
matrixano02
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










Hourse الأساليب الدفاعية للإنسان المقهور

الأساليب الدفاعية للإنسان المقهور

يلجأ الإنسان المقهور إلى مجابهة القهر الواقع عليه متخذا العديد من الأساليب الدفاعية وأهمها:

أ - الانكفاء على الذات: الحركة الأولى التي يحاول الإنسان المقهور من خلالها تجنب ما تفرضه الطبيعة من بلاء اعتباطي، وما يفرضه المتسلط من قهر متعنت، تأخذ شكل انكفاء على الذات، فينسحب ويتقوقع بدلا من مجابهته للتحديات الراهنة والمستقبلية، ويحد الإنسان من طموحاته وذلك بأن يتقبل مصيره، أو يحاول إيهام نفسه بتقبل هذا المصير؛ ومن ثم فهو يقوم بعدة أمور في سبيل إدخال شيء من التوازن إلى وجوده، وإبعاد شبح القلق الذي يلفه ومن هذه الأمور: التمسك بالتقاليد والماضي المجيد، والذوبان في الجماعة، والبحث عن ملاذ أو زعيم منقذ ليتكل عليه.

ويشكل التمسك بالتقاليد أولية دفاعية ضد قلق مجابهة المسئولية الذاتية، فهي -أي التقاليد- بما يسبغ عليها من صفات القانون الملزم، تتضمن تبريرا للعجز الذاتي عند الإنسان المقهور الذي يتخذ من قدرته على مراعاة المعايير السائدة مصدرا للكبرياء والرضا عن الذات، وأحيانا يصل به الأمر إلى التزمت في تمسكه بالتقاليد، وهو بذلك يقف ضد تغيير علاقة القهر وتطوير بنى المجتمع، وهكذا يتحول إلى أداة تخدم مصلحة المتسلط.

أما التمسك بالماضي.. فهو طريقة يبعد فيها الإنسان عن نفسه تهديد انعدام القيمة بالاحتماء بالقيمة التي كان يتمتع بها ماضيا، وفي هذا النكوص تحدث عملية تزيين للماضي من خلال طمس عثراته من جانب، والمبالغة في تضخيم حسناته من جانب آخر، ويشكل الاحتفاء بأبطال القصص الشعبية إسقاطا لأمل الإنسان ورغبته في امتلاك القدرة على مجابهة قدره، ويقوم المتسلط بتشجيع حلقات رواية القصص الشعبية لما تساعد عليه من تصريف للتوتر الوجودي، وتصريف للعدوانية -التي تهدد بالانفجار ضده- من خلال الغرق في عالم خرافي يحمل إرضاءات وهمية للإنسان المقهور.

أما الذوبان في الجماعة.. فيشيع في المجتمعات المتخلفة والمقهورة، وترتفع درجة الذوبان في الجماعة عادة على المستوى الفردي بما يتناسب مع مستوى الإحساس بالضعف والعجز وانعدام القيمة، فأكثر الأفراد ذوبانا في الجماعة وتعصبا لها هم، في معظم الأحوال، أشدهم عجزا عن الاستقلال والوصول إلى مكانة فردية، و إلى قيمة ذاتية تنبع من شخصيتهم. وتنشأ نتيجة الذوبان جماعات مغلقة على نفسها تقوم بينها وبين الجماعات المجاورة علاقات صراع وعداء وحذر واضطهاد، وتزداد هذه العلاقات العدائية بقدر تعرض هذه الجماعات لقوى متسلطة لا قبل لأي منها بمقاومتها.

على حين تأخذ الوضعية الاتكالية شكل المراهنة في خلاصه على الزعيم المنقذ؛ الذي يسبغ عليه كل صفات القوة والرحمة والكمال التي هي نقيض نظرته عن نفسه، إنه يتكل عليه بشكل كلي دون أن يعطي لنفسه دورا في السعي لهذا الخلاص سوى دور التابع المعجب المؤيد دون تحفظ والمنتظر للمعجزة، وتأتي المعجزة المنتظرة على يد قائد انقلاب عسكري يتحول فيما بعد إلى دكتاتور لتعود حالة القهر والتسلط كما بدأت أول مرة.

ب - التماهي بالمتسلط: يشكل التماهي بالمتسلط أحد المظاهر البارزة في سعي الإنسان المقهور لحل مأزقه الوجودي، وتخفيف انعدام الشعور بالأمن أو التبخيس الذاتي الذي يلحق به من جراء وضعية الرضوخ، إنه كحل عبارة عن هروب من الذات وتنكر لها، وهروب من الجماعة وتنكر للانتماء لها وتأخذ هذه الظاهرة ثلاثة أشكال:

الأول : التماهي بأحكام المتسلط، حيث يقوم الإنسان المقهور باجتياف (استدخال) عدوانية المتسلط، وتوجيهها إلى الذات على شكل مشاعر ذنب ودونية وتبخيس للقيمة الذاتية، ويوجهها أيضا تجاه جماعته حيث ينخرط في حرب شعواء على الجماعة مكدسا الأدلة من ظواهر الحياة اليومية على ضعفها وعجزها وسوئها، إنها الجماعة المستكينة التي لا يرجى منها خير، والتي ستظل أبدا غارقة في المهانة والجهل والانحطاط، وبذلك يكون قد ابتدأ تدريجيا في السير على طريق التماهي بعدوان المتسلط، وتهيأ للعب دوره تجاه الأشخاص الأضعف حين تسنح الفرصة، وعندها ينتقل إلى :

الثاني: التماهي بعدوان المتسلط، والذي يتظاهر بالاستعلاء على الضعفاء واستعراض القوة، وفي الحالات الشديدة يقوم بممارسة أشد أنواع البطش والعنف والتعذيب ضد الضعفاء، وهكذا يصبح رجل الأمن والشرطة والذي يحس بضعفه الذاتي وقلة قيمته أشد قسوة من سيده المتسلط والمستبد، إن هذا الشخص يقوم بمحاربة مشاعره الدونية بصب جام غضبه على الفقراء المستضعفين-حيث كان سابقا واحدا منهم- والذين يذكرونه بضعفه.

الثالث: في آخر أشكال التماهي بالمتسلط يصل الاستعلاء أخطر درجاته، لأنه يتم بدون عنف ظاهر، بل من خلال رغبة الإنسان المقهور في الذوبان في عالم المتسلط، بالتقرب من أسلوبه الحياتي، وتبنى قيمه ومثله العليا، وهكذا يصبح الخلاص بالنسبة إليه هو التحول من وضعية الراضخ إلى وضعية المتسلط، حتى لو كان ذلك من خلال المظاهر الخادعة، التي ربما لا تخدع سواه، أما الخلاص الجماعي من خلال تغيير البنية وقلب موازين العلاقات ضمنها، فهو لا يقتنع به مطلقا في قراره نفسه وإن صرح به وادعاه بلسانه.

ج - السيطرة الخرافية على الواقع: الإنسان المقهور، ونتيجة عيشه في ظروف من التسلط والاستعباد، يجد نفسه لا حول له ولا قوة، ولا قدرة له على التأثير في ما حوله من أحداث. هذا العجز والشلل عن الفعل يخلق توترا لديه مما يدفعه إلى انتهاج وسائل متعددة لكي يعيد لنفسه بعض التوازن المفقود.. من ذلك أنه -ولكي يسيطر على حاضره المليء بالمشاكل والأزمات- يقوم باللجوء إلى الأولياء ومقاماتهم معتقدا أن لديهم القدرة على التحكم بأحداث حياته، فيطلب العون منهم، ومن ذلك أيضا إلقاء تبعات ما يحدث له وعزوها إلى قوى خارجة عن إطار قدرته على التحكم.. كالجن والشياطين والذين يصبحون مشجبا لتعليق كل الأحداث السيئة عليه، ولإسقاط كل المساوئ الذاتية وأوجه القصور الشخصية. وأخيرا يقوم الإنسان المقهور بتفسير الأحداث السيئة في حياته على أنها نتيجة الحسد والسحر مسقطا بذلك ما يجول في لاوعيه من أفكار عدوانية ونزوات وتوترات على الآخرين، الذين "يحسدونه" ويتعاونون مع السحرة ليؤذوه. وهو لا يقتصر على ذلك فقط، وإنما يلجأ أيضا لاستخدام السحر نفسه ليرد أذى الأشرار، ولينزل الأذى بالآخرين.

أما قلق المستقبل الذي يؤرق الإنسان المقهور فإنه يدفعه إلى محاولة استشفافه ومعرفته لكي يعمل على الاستعداد له، وهو يستخدم في ذلك وسائل خرافية، طالما أن الضمانات مفقودة والتخطيط منعدم، إن التوقعات المبينة على الجهد العام والذاتي لا أثر لها في العالم المتخلف، وهكذا نجد انتشار التطير بنوعيه الإيجابي والسلبي (البشائر والنذائز) بحيث يجعل الإنسان المقهور من الأحداث الخارجية علامات يضفي عليها معنى و مغزى، ومن الوسائل الخرافية أيضا تأويل الأحلام باعتبارها دلالة تنبئ عما يخبئه المستقبل، وليس بعيدا عما سبق قيام الإنسان المقهور بالبحث عمن يقرأ له طالعه وبخته من المنجمين والمشعوذين الذين يخلطون بين العلم والروحانيات والشعوذة، ويلعبون على الإيمان الديني لطالب الحاجة لإقناعه بصحة ما يزورونه من تنبؤات مستقبلية.

كل ما سبق يجعل الإنسان أسيرا لقدرية مكبلة، تقوم بتنظيم الاعتباط الذي يحيط بوجود الإنسان: اعتباط الطبيعة واعتباط المتسلط، ويقبل المرء الاعتباط كأمر واقع، كمظهر من مظاهر قانون الكون والأشياء
، وإذا استفحل الأمر يسير الإنسان خطوات أبعد من ذلك حين تتحول القدرية إلى نوع من الواجب: ضرورة قبول الأرزاء كامتحان للإيمان، وبالتالي لا يجوز التمرد عليها أو رفضها، كل ما يسمح للإنسان هو الدعاء بأن يلطف القضاء "اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه"، تلك هي وسائل السيطرة على المصير حين يتفاقم القهر ويستفحل عجز الإنسان وتنعدم قدرته على التأثير في الأحداث، إنها دفاعات تساعد المرء على تحمل مصيره بالحد الأدنى من الصراع النفسي، ولكنها تشكل بالطبع عقبة جدية في وجه النهوض لتغيير المصير كحل وحيد وفعال في نهاية الأمر، إنها تدفع بالمرء إلى الاستسلام والاستكانة للأمر الواقع، وبالتالي تعزز هذا الواقع وتحافظ على استمراريته، ومن هنا كان تشجيع الحكام والمستفيدين منه على انتشار القدرية فليس أفضل منها للحفاظ على امتيازاتهم.

د - العنف: ويختتم المؤلف حديثه عن الأساليب الدفاعية للإنسان المقهور بسرد بعض مظاهر العنف، والتي يقسمها إلى مظاهر العنف المقنع كالعدوانية المرتدة إلى الذات على شكل إدانة الإنسان لنفسه، وذلك كي يجمد الأمور ويعدم الإحساس بها، وبالتالي يخفف من قلقه وتوتر الداخلي، كما يأخذ العنف المقنع شكل عدوان موجه إلى الخارج على شكل كسل، وتخريب للممتلكات العامة، وإطلاق النكات والتشنيعات على اختلافها، كما يدخل في ذلك مختلف تصرفات الخداع والتضليل والاحتيال في التعامل مع المتسلط، وبعد العنف المقنع يأتي العنف الرمزي على شكل سلوك جانح يهدف إلى خرق القوانين، وذلك يدل على ما يعتمل باطنيا في بنية المجتمع من اضطراب، وما يتراكم من عدوانية كامنة قابلة للانفجار في ظروف معينة، إن تراكم العدوانية المزمن يقود إلى توتر وجودي وعلاقات اضطهادية يعيشها الإنسان المقهور، يتجلى ذلك بانفجار العدوانية اللفظية التي تنفجر في سيل من الشتائم والسباب، ونرى الاستخدام العنيف للسلاح أو العضلات في فورة غضب، وذلك لوجود إحساس دفين بانعدام فعالية اللغة اللفظية وأسلوب الإقناع، مما يحول الأمر بسرعة إلى الحسم السحري، العضلي أو الناري، من خلال الإخضاع. ومن مظاهر التوتر الوجودي والعلاقات الاضطهادية في العالم المتخلف توجيه العدوانية إلى جماعات خارجية من خلال التعصب العرقي أو الطائفي، وما يرافقه من ميول فاشية، إنه ينظر إلى الآخر ليس على أنه شرير وحسب، بل هو رمز الشر والسوء، ولذلك من المقبول بل من الواجب إراحة البشرية منه، فيصبح العدوان عليه مشروعا بل مطلوبا.

وبعد ذلك يتحدث الكاتب عن نظريات تفسير العنف ويذكر فيها وجهة نظر علم نفس الحيوان ووجهة نظر التحليل النفسي، ووجهة نظر ظواهرية، وبعدها يحاول أن يستعين بهذه النظريات في تفسير وفهم العنف في المجتمع المختلف.


هذه محاولة متواضعة لتلخيص كتاب مهم في علم النفس الإجتماعي بعنوان :سيكولوجية الإنسان المقهور لصاحبه الدكتور مصطفى حجازي

وبامكانكم تحميله كاملا من هذا الرابط:https://www.mediafire.com/?w1eymwzoozw#2









 


رد مع اقتباس
قديم 2010-06-01, 11:46   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد خليل11
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

اني ارى ان الانسانية جمعاء في قبضة القهر كونها انعدمت في نفوس البشر الكل يقول نفسي نفسي .................. انا وبعدي الطوفان .......... من تغير اليوم العالم اومن في هذا العالم ............. او كل وجب ان يتغير ليستوعب نظرية التكيف والا انقرض ................ كالكائنات التي انقرضت فيما مضى من الزمن ........... اذا اردت ان تبتعد وتخرج لنفسك ووحدك فانت غائب .على الانسان ان يتكيف ويعطي البديل ويناضل من اجل بقائه ............ فقط افكار واقوال ليس الا










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للإنسان, المسالحة, المقهور, الدفاعية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:08

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc