حل العلوم الشرعية
الإجابة :
1/- شرح العبارات
استجابوا : لبــّوا وأطاعوا
ينفقون : يزكـــّون ويتصدّقون
أمرهم : كلّ ما يشتركون فيه من أمور الدّنيا والدّين
2/- القيمة السياسية الموجودة في الآيتين مع الشــرح :
القيمة الســّياسيــّة الموجودة في الآيتين الســّابقتين تتمثــّل في الشــّورى : فهي ناظرة إلى ظواهر يتميــّز بها المجتمع الإسلامي ، التي تمثــّل أهداف الإسلام وآدابه ، فمع من يتحلــّى به المؤمنون من الإيمان وحسن التـّوكل على الله تعالى واجتناب الكبائر والفواحش والعفو والســّماحة والإستجابة لأمر ربــّهم وإحياء الصــّلاة وردّ العدوان ، فهم أيضا يتشاورون بينهم ، وفي ذلك إشارة إلى أنــّهم أهل الرّشد وإصابة الواقع ، يمعنون في استخراج صواب الرّأي بمراجعة العقول وعلى هذا فالشـّورى كما يرى المفســّرون تعني استحباب مشاورة النـّاس لما أهمتـّه أمرُ ، والإسترشاد بعقول الآخرين وآراءهم النــّاضجة .
3/- استخراج 3 فوائد من الآية :
1/- ما خاب من استخار وما ندم من استشار
2/- مدح الله المشاور في الأمور ومدح القوم الذين يمتثلون لذلك .
2/- الشورى تؤدّي إلى تأليف القلوب وإشاعة المودّة وتعويد المسلمين على هذا النـّهج في معالجة الأمور .
الجزء الثاني :
الوضعية الإدماجيــّة :
في ظلّ تعقــّد الحياة وازدياد عدد السكان ، أصبح ضبط الســّلوك والتـّحكم فيه عمليـّة معقـّدة تحتاج إلى تظافر جهود كل أفراد المجتمع للوقاية من الإنحراف والجريمة ، وذلك عن طريق ما يسمـّى في الدّين الإسلاميّ بالحدود والتــّعزيزات التي تعتبر من العقوبات التي شرّعت لعقوبة المعتدين وزجر غيرهم ، وعليه : فما معنى الحدود والتـّعزيزات ؟ وما الفرق بينهما ؟
يقصد بالحدود كلّ المحضورات الشرعيـّة التي زجرالله عنها بعقوبة مقدرة تجب حقــّا لله تعالى ومن بين الحدود التي شرّعها الإسلام هي : الســّرقة : كقوله تعالى : " الســّارق والســّارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم "
وحدّ الحرابة من قوله : " إنـّما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ان يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض "
وحدّ الزّنا : لقوله تعالى : " الزانية والزاني فاجلدوا كلّ واحد منهما مائة جلدة "
وكذلك حدّ القذف : من قوله " والذين يرمون المحصنات ثمّ لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة "
أمـــّا حدّ شرب الخمر فيتجلــّى في قوله: " ويحلو لهم الطـّيبات ويحرم عليهم الخبائث "
أمـّا التـّعزيز فهو عقوبة غير مقدرة تجب في كلّ جريمة ليس فيها حدّ ولا كفــّارة ، وقد عرف الفقه الإسلاميّ أنوعا مختلفة من التـّعزيزات تتدرّج من الوعظ والتوبيخ لتصل إلى الجلد مرورا بالعقوبات المالية والســّجن وهذه التــّعزيزات متروكة للإجتهاد ضمن القواعد العامـّة للشــّريعة الإسلاميــّة والمقاصد الكلــّية للإسلام بما يوازن بين حق المجتمع في الحماية من الإجرام وحق الفرد في تحصين حرّياته ورعاية حرماته.
والفرق بين كلّ من التـّعزيزات والحدود يكمن في أنّ الحدود عقوبة مقدّرة ، أمـّا التـّعزيزات فعقوبة غير مقدّرة تجب في كلّ جريمة ، ليس لها حدّولا كفــّارة ، كما أنــّه لا يجوز في الحدود النـّقص منها أو الزيادة فيها عكس التـّعزيزات وكذلك لا يجوز في الحدود العفو : لا من قبل القاضي أو الســّلطة السياسية أو المجني عليه وذلك بعد أن يرفع أمرها إلى الســّلطة وبالتالي فهي حقوق واجبة لله تعالى في حين أن التعزيزات تأتي ملائمة لظروف المجتمع بما يحقــّق المصلحة العامـّة ويصلح المجرم ويكفّ شرّه ، كذلك فالحدود أضيق من التـّعزيزات: فالجرائم التي حدّدت عقوبتها قليلة العدد أمتـّا ما عدّت تلك الجرائم أي جرائم الحدود والقصاص فهو داخل ضمن نطاق التـّعزيزات .
مع الشكر لصاحب الموضوع الأصلي جزاه الله خيرا
وهذا تعريف أخر للشورى
الشورى هي أن يأخذ الإنسان برأي أصحاب العقول الراجحة والأفكار الصائبة، ويستشيرهم حتى يتبين له الصواب فيتبعه، ويتضح له الخطأ فيجتنبه، والحكم في الإسلام يقوم على ثلاثة أركان أساسية، هي: العدل والمساواة والشورى، مما يبين أن الشورى لها مكانة عظيمة في ديننا الإسلامي، وقد سمى الله -تعالى- سورة في القرآن الكريم باسم الشورى.
وأمر الله -تعالى- نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يشاور المسلمين، ويأخذ آراءهم، فقال سبحانه: {فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر}
[آل عمران: 159]. وجعل الله -تعالى- الشورى صفة من صفات المسلمين، وجعلها في منزلة الصلاة والإنفاق، قال تعالى: {والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون} [الشوري: 38].
والشورى في الإسلام تكون في الأمور التي ليس فيها أمر من الله، أو أمر من الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ إنه لا شورى مع وجود نص شرعي، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم المشاورة لأصحابه في كل أمر يقدم عليه ما لم ينزل فيه قرآن، فإذا كان هناك وحي من الله طبقه الرسول صلى الله عليه وسلم دون تأخير.
قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: ما رَأَيْتُ أحدًا قَطُّ كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.