بسم الله والحمد لله وبعد
إنه في يوم من الايام قد رُفع شعار برّيق الحروف عريض اللافتة قد ذاع وشاع ، واشترى وباع ، من العقول ما استطاع ، وقد جاءنا ممن نحسبهم منارنا للمسير ومرشدنا وقدوتنا للتعبير وقيل لنا قد استبدل مفهوم الاميّة ، والامية الحقة الان ، أنك ان لم تنقر على اللوح حروفا فتلك الامية .
صدقنا كعادتنا بلا تشكيك ولا مناقشة ، فتسارعنا إلى رفس الكتب والكراريس واستبدالها بالانترنيت ، الذي لفتنا شبكته وخمقت تفكيرنا واضاعت كل قيمة كانت بعقل ، اليوم وقد انغرست آخر أجيال عصر الدواة والورق في وحل هذا الوحش النهم ، الذي يسرق الافكار والعقول ويحد الابداع والتقفنا فكيه بين أنياب وأضراس ، وهذا اقول آخر الأوفياء من الجيل الماضي ، فما بال جيلنا الذي لا يعرف الكتاب إلا في أيام وسنوات الدراسة ، وتلك السنوات تكفي لأن تمده بفكرة باهية الجمال عن الكتاب ، اللهم بعض الظن ، فكرو معنا يا إخوان هل نلوي رقبة العازف ونترك انامله بلا تكبيل ، لا إنما العقل أن نعالج من حيث دخل الداء ، وليس من حيث انتشر ، وإلا فنخن نسد على الداء المخرج حتى لو أراد الخروج ،
من بالله عليك يرفع لك راسه ، إلا من هو الآن يتوسد الكتاب ، وهذا حتى لو انت حاولت ان تنتزع منه الكتاب لانتزعت يداه معه ،
فلنرفع معكم الشعار وندعو ، وقد سمعتكم وأسمعتكم .