تمهلوا ايها الاحباب

[محمد غيزة]

تمهلوا أيها الأحباب .. " ليسَ كلَ ما في القلبِ يُقال "



أحبتي في الله .. من منا لم يمر بهموم ومواقف ومواجع .. من منا ليس له ماضٍ يؤرقه ويخفيه ويود لو يفضفض عن نفسه ويحكيه لمن يأتمنه على أسراره ..

بعد أن نزيل الحمل الثقيل عن قلوبنا .. نشعر براحة عظيمه ونشعر أننا ملكنا في الدنيا من يعرف ويشعر بنا وبهمنا

جميعنا تريحه الفضفضة ومشاركة همومه مع المقربين منه .. ولكن هنا .. وعند هذه النقطة .. استوقفكم أحبتي لأوجه لكم رسالتي اليوم ..

تمهلوا أيها الأحباب .. " ليسَ كلً ما في القلبِ يُقال "



في لحظة ضعف داخلنا .. نجد أنفسنا نبوح بهمومنا وماضينا لأقرب المقربين .. لا نتنبه أن الذي شاركناه همومنا اليوم .. قد يكون في صفٍ غير صفنا غداً

الصديق الذي يضحكك اليوم وعلم من همك ما قد يبكيك به .. أصبحت الدنيا ومتاعها تقلب القلوب فلا تدري من يبقى في صفك غداً

القريب الذي شعرت بالراحة لقربه .. واعتقدت انك تستطيع أن تؤمن بسرك عنده .. ينقلب عليك بين ليلةٍ وضحاها .. وتندم أشد الندم .. لأن أسرارك صارت في قلب يضمر لك العداوة



ولكن هناك أيها الأحبة ما هو أشد من هذا وذاك .. وهي .. " الفضفضة بين الزوجين "

الزوج سكن لزوجته .. والزوجة كذلك .. ويعتقدان أنهما يستطيعان أن يبوحا بما في داخلهما بلا حدود .. يستطيعان بوجود الثقة والإخلاص والحب والمودة أن يتحدثان .. في الماضي .. في الحاضر .. في المستقبل

ولا يستيقظان إلا على أزمات .. شكوك .. غياب الثقة .. إحساس أن أحدهما ثقيل لدى الآخر .. حالات تصل إلى الانفصال بسبب الفضفضة التي لا حدود لها




تمهلوا أيها الأحباب .. " ليسَ كلَ ما في القلبِ يُقال "



بعض الفضفضة التي نعتقد أنها تريحنا .. نجدها كرب سنتحمله فوق همنا الذي كنا نعتقد أننا سنتخلص منه

أنظر لمن تفضفض .. لمن تحكي عن الماضي وما فيه .. انظر بقدر ماذا صدرك يحتمل أن يتسع لهمك فافعل .. وإلا اختر الشخص المناسب .. والوسيلة المناسبة .. لتحكي عما يؤرق ليلك ويبكي قلبك ويشعل رأسك شيباً


لنتذكر أحبتي أن جميعنا يخطئ .. وليس العيب أن نخطئ ولكن .. العيب أن نولد من خطأ واحد وقد يكون صغيراً .. أخطاء لا نحتملها وقد لا يتحملها الكيان الذي ننتمي إليه

أنا لا أقول لا تحكي همك .. لا ولكن فلتجعل همومك ملفات .. تريح نفسك منها بتسليمها لقلب ما بعد دراسة تأثير تسليمك همك إياه من كل النواحي



كم نتمنى أن لا نرى هم مهموم ولا دمعة مجروح .. ولكنها هكذا هي دنيانا مهما فعلنا :

طبعت على كدر وأنت تريدها ******** صفواً من الأقذاء والأكدارِ

ولكن لنكن أذكياء بوسط همومنا .. نتعلم كيف نحتفظ بأسرارنا فلا يستغلها الآخرون ضدنا .. ولا نكسر بأخطاءٍ في ماضينا كيان يظل أحبابنا .. لنجعل همومنا ملفات لا يستلمها أي قلب ولا يعبث بها أي لسان ..



منقوووووووووووووووووووووووول

[الجليس الصلح]

شكرا لك على الموضوع الطيب
علينا أن نتمهل ونحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب