لمست لدى بعض المتدخلات في هذا الموضوع فهما عليلا لمعنى التدين و كأنهن بمنأى عن التدين و همهن الوحيد أحوال الأخريات و إقترابها أو بعدها عن الدين - أي ما مدى تدينها-, لماذا نناقش معنى التدين و كأنه أمر إختياري للفتاة ؟ هل يمكن أن تتحقق السعادة لأي كان من غير تطبيق و إعتقاد سليمين لديننا ؟ الأجدر بنا أن نناقش مثل هذا الاشكال لأنه أمر حتمي الزامي للفتاة كما للفتى .
أما بخصوص الموضوع فقد سبق لي و أن قلت في إحدى مداخلاتي في هذا المنتدى أن التوافق الزوجي ينشأ أساسا عن التوافق الفكري , وهذا ما تثبته تعاقب اثار الزواج تاريخيا .و لكم أ تستقرؤوا الواقع بما فيه من أحداث .
فمن يمكنه تفسير النسب المرتفعة للطلاق التي تحدث خلال السنة الأولى فقط من الزواج يمكنه إدراك المعنى الحقيقي للتوافق الفكري الذي أشرت اليه ز فسنجد في المطلقين من النساء و الرجال من هم متدينون حقا ومن يدعون التدين و ممن لا يعرفون للدين طريقا .... فأين الخلل ؟.فبعملية إسقاط بسيطة لمعطيات كل فرد على الأخر نجد أن الزوجين المطلقين يشكلان معادلة بمجاهيل سرعان ما يتناقض طرفاها و لن يستويان أبد بعد تجريب العديد من القيم - بالنسبة لكل زوج على حده -سنجد أنها سرعان ما تتعارض فيما بينها عبر الزمن و سرعان ما تنفك تلك الرابطة عند اختبار قيم التظحية و الوفاء و الصبرعلى ضيق العيش و بدرجة أولى نتيجة لإهمال قيم الدين التي تصوب الفكر ومن ثم العمل , فقيم الدين تزداد بمرور الزمن لأنه أصل لبناء الانسان أما القيم و المعايير الأخري فسرعان ما تضمحل و تتلاشى مع الزمن لأنها غير ذاتية و غير متأصلة في الانسان.
و عليه فاتباع المنهج الديني السليم أمر ضروري لإقامة رابطة الزواج لتحقيق السعادة فلربما أقيمت روابط على غير اتباع للدين ( أين تجد ميولاتهم الفكرية قد إتفقت حتى و لو على ما تفرزه من شرور ) و الأكيد أنها لا تجد للسعادة طريقا و لا للبركة ملمسا .
فيا من تريد الزواج عليك بتقويم أفكارك لأنها ستحدد سلوكك في إختيار شريك حياتك كي لا تصادم بين ميولاتك حين تتخذ قرارا للزواج و بين ما يمليه عليك عالمك الخارجي (أراء الاخرين أو إعتقاد غير صادق منك حينئذ ) قد يكلفك غاليا.
و الله المستعان