بنو زيان في الزاب، طولقة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > تاريخ الجزائر

تاريخ الجزائر من الأزل إلى ثورة التحرير ...إلى ثورة البناء ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

بنو زيان في الزاب، طولقة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-04-30, 12:49   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
Aboujamil
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي بنو زيان في الزاب، طولقة

بنو زيان في الزاب، طولقة
تنسب بنو زيان إلى بني عبد الواد، وهم فرع من فروع الطبّقة الثّانية من زناتة إحدى أكبر وأشهر القبائل البربرية ببلاد المغرب التي كانت تنتقل في الصحراء الكبرى، يجوبون صحراء المغرب الأوسط بحثا عن المراعي بين سجلماسة ومنطقة الزاب بإفريقية. وفي رواية أخرى، أن بني زيان هم من نسل القاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر جد الشرفاء الأدارسة فاندمجوا في بني عبد الواد لما تغلب الفاطميون.
فوجود أوائل بني زيان في الزاب يرجع الى اجدادهم أمراء بنوعبدالواد الذين كانوا يرتادون منطقة الأوراس ويشغلون إقليم الزاب. وعلا قة بني زيان بطولقة خصيصا بعد تأسيس دولتهم ترجع الى عهد يغمراسن بن زيان حيث قال ابن خلدون: الدواودة كانوا على خلاف مع السلطان الحفصي في1267م ـ 1268م، فأولاد محمد لحقوا ببني مرين و أولاد سباع بن يحيى لحقوا بيغمراسن بن زيان بتلمسان، وترك شبل بن موسى سباعاً ابنه طفلاً صغيراً فكفله عمه بمساعدة يغمراسن الزياني، فكسوهم وحملوهم فارتاشوا وقاتلوا واحتالوا وزحفوا إلى مواطنهم وغلبوا على الزاب وضواحيه، فالجانب الغربي منه وقاعدته طولقة لأولاد محمد وأولاد سباع بن يحيى وكانت لأبي بكر بن مسعود فلما ضعف بنوه ودثروا اشتراها منهم علي بن أحمد شيخ أولاد محمد وسليمان بن علي شيخ أولاد سباع. ثم السلطان أبي حمو موسى الأول بن السلطان أبي سعيد عثمان بن السلطان يغمراسن بن زيان الذي فتح الزاب سنة 710هـ/ 1310م، و حاول بنو زيان الاستيلاء على بلاد الزاب وإخضاعها إلى سلطانهم وافتكاكها من الحفصيين، حيث وجه أبو تاشفين بن أبي حمّو جيشا عام 720 هـ لاستكشاف المنطقة والتعرّف على طبيعتها وبث الرّعب في نفوس حكامها. كان السلطان أبو تاشفين الزياني يجلب على أوطان الحفصيين 1318م/1336م، يخيب عليهم أولياؤهم من العرب في الزاب يبعث إلى هؤلاء السنية (أتباع سعادة الرحماني الرياحي الطولقي) بالجوائز يستدعي بذلك ولايتهم‏؛ ويبعث معهم للفقيه أبي الأزرق بجائزة معلومة في كل سنة حتى انقرض أمر السنية من رياح، والوقت الذي سقطت فيه دولته سنة 737هـ/1336م حيث فرّت مجموعة من بني زيان إلى هذه الجهة الخاضعة لبني سباع أمراء الدواودة حلفاء السلطان أبو تاشفين.
ولما هلك السلطان أبوسعيد الأب لأبي زيان وعم أبي حمو موسى الثاني في جمادي الأول سنة 753هـ جوان 1352م على يد السلطان أبي عنان المريني. فر أمراء وفرسان بني عبد الواد الذين هزموا في المعركة، فغادرت بني عبد الواد بلادها فرارا، فجازت فرقة منهم للبلاد الافريقية (تونس)، وفرقة للجريد والزاب، وفرقة بين ظهور زناتة والأعراب، وفرقة للبلاد الأندلسية؛ تقبض على أبو زيان وأبوحمو موسى الثاني مع عمهما أبي ثابت بن عبد الرحمن في إقليم بجاية وسيقوا إلى السلطان أبي عنان، فقتل أبا ثابت واستبقى محمداً هذا وأودعه السجن بفاس سائر أيامه، وهرب أبي حمو الثاني (مع ضباط من قومه) إلى بلاط بني حفص في تونس، حيث استقبله السلطان الحفصي استقبالا حار. وظل ابو حمو متنقلا في جنوب إفريقية مع الذواودة و ساهم في غاراتهم ضد بني مرين. فلتحق صقير بن عامر مع قومه بني عامر إلى وطن الدواودة ونزل على يعقوب بن علي. من فاس، تحرك السلطان أبي عنان المريني إلى بلاد افريقية والزاب والجريد للقضاء على قبيلة رياح وأحلافهم وتخصيصا طولقة التي لم تكن خاضعة لأي سلطة ولكونها قاعدة حصينة لأعداء الدولة المرينية. آمر السلطان بالقبض على أمير طولقة عبد الرحمن الطولقي بن أحمد بإشارة بن مزني‏ وأودعه الى السجن بفاس، وعقد سلطة طولقة على بن مزني. ومكث السلطان أبي عنان المريني الأيام الأواخر من رمضان 758هـ بمنزله بطولقة (بين فرفار وطولقة). وقضى يوم الجمعة 23 رمضان بطولقة. ثم عند خروجه منها خرب حصون يعقوب بن علي و كل القصور في طولقة و فرفار وقصور أمراء الذواودة.. فدمرها تدميرا. فخرج منها السلطان أبي عنان المريني يوم الأربعاء 28 رمضان 758هـ. ففزعت القبائل الدواودة العربية التي تدعمها بني عامر إلى ابي حمو الزياني، عرضت الدعم له في المطالبة بحقه للعرش بصفته ابن شقيق أبو سعيدالسلطان. في خريف عام 758هـ 1358م ظل أبو حمو وآخرين من فلٌ قومه مع الدواودة في مضايقة حاميات بني مرين؛ ثم اللقاء أبو حمو مع صغير بن عامر في بريكة واعتزم صغير على الرحلة بقومه والعودة إلى صحراء المغرب الأوسط. ثم وفاة أبي عنان المريني في سنة 759هـ. في عام 760هـ تمكن أبو حمو موسى الزياني من استرجاع ملك بنو عبد الرحمن ودخل إلى تلمسان على رأس جيش كبير اكثره من بني عامر و من الذواودة صولة بن يعقوب بن علي وزيان بن عثمان بن سباع وشبل ابن أخيه.‏ ومن بادية رياح دغار بن عيسى بن رحاب بقومه من سعيد ولقيتهم جموع سويد. السلطان أبو سالم المريني أطلق من الاعتقال ابي زيان بن السلطان الذي مكث في غيابة السجن بفاس ونظمه بمجلسه بفاس في مراتب الأعياص وأعده لملك أبيه السلطان أبوسعيد عثمان بن عبد الرحمن لمزاحمة ابن عمه‏ السلطان أبي حمو، فأعطاه الآلة ونصبه ‏ للملك وبعثه إلى وطن تلمسان.‏.‏ وسرح إليهم السلطان أبو حمو عسكراً فشردهم عن تلمسان‏. واتجها خالد بن عامر وأبي زيان إلى بلاد الدواودة حيث أجارهما شيخ الدواودة يعقوب بن علي، فأقام فيهم‏ أبي زيان ابن السلطان، حدث هذا في سنة 763هـ 1362م. قال ابن خلدون: رجع أبو زيان إلى مكانه من حلل الدواودة حيث استقر نهائياً، حدث ذلك في سنة 770هـ/1368م. ثم قال: سالم بن إبراهيم هذا كبير الثعالبة استدعى أبا زيان ونصبه بالجزائر (ملك على المغرب الأوسط)، وزحف إليه أبو حمو بسرعة على رأس جيش قوي من سويد، وقبل أبو زيان العودة إلى بلاد الدواودة على أن يدفع إليه أبو حمو مبلغ من المال، وتعهد ابوحمو بمنح ابن عمه جراية سنوية. هذا في جمادي الاول سنة 776هـ. وهذه حلل الدواودة متواجدة في بلاد الزاب. قال إبن خادون طولقة لأولاد محمد وأولاد سباع بن يحيى وثم قال سلكنا القفر إلى الدوسن من أطراف الزاب، ثم صعدت إلى التل مع حاشية يعقوب بن علي وجدتهم بفرفار(طولقة) الضيعة التي اختطّها بالزاب.
في الفترة 1437م/1554م كل الملوك في الدولة الزيانية كانوا من النبلاء المنحدرين من المولى أبوزيان محمد بن أبي ثابت بن أبي تاشفين بن أبي حموالثاني بن يوسف بن عبد الرحمن بن يحيى بن يغمراسن بن زيان و من المولاة أمة العزيز بنت محمد بن أبي الحسن بن أبي تاشفين بن أبي حمو الأول بن أبي سعيد بن يغمراسن بن زيان.
وفي تلك الفترة كتب الإمام المحدث، الحافظ المقرئ الفقيه أبو عبد الله التنسي التلمساني المخطوط ((نظم الدر والعقيان، في بيان شرف بني زيان، وذكر ملوكهم الأعيان، ومن ملك من أسلافهم فيما مضى من الزمان)) ذكرانتماء بني زيان إلى الشرفاء الأدارسة. أول الملوك في اولاد ابو زيان محمد هوالمتوكل على الله، فقمح الثوار وغز الكفار، هو الذي جمع كل من كان من أبناء الملوك اسلافه ممن كان في الشرق والغرب، وأدر عليهم الأرزاق، وأعطى لهم كل الإعتبار. وفقا للأسطورة الأسرة، جاء الأمير أبو جميل إلى طولقة واشترى الأرض في وادي الشعير و لوطاية و طولقة (حبوس لصالح بني زيان المقيمين في الزاب، طولقة) وفي تلك السنة ذهب الى تونس. جاءت الأعراب من المغرب الاوسط، بني عامر و سويد يستنهضون الملك أبا عمرو عثمان الحفصي ضد الملك المتوكل على الله بن أبي زيان صاحب تلمسان، الذي كان يستميل إليه الزاب و يخطط للاطاحة بالسلطنة الحفصية مع اعراب الزاب، الدواودة وغيرهم بزعامة الشيخ محمد بن سباع. . فوقع الاتفاق مع بني عامر و سويد على ان يحاربوا بأسم الامير أبوجميل الزياني الذي كان يوجد في العاصمة تونس، وليكن هو صاحب السيادة لمملكة بني زيان بعد الاطاحة بالسلطان المتوكل. جهزالسلطان الحفصي جيشا لأبي جميل زيان بن الملك عبد الواحد بن الملك أبي حموا الثاني، واعطاه مايحتاجه من الآلة والأخبية والأموال، وعين له قائدا على الجيش محمد بن فرح الجبائي، كما جعل صاحب شوراه ومدبر أمره الشيخ أحمد البنزرتي، وأمر ولده أبي فارس أمير بجاية ان ينضم الى أبو جميل. وخرج الأمير أبو جميل من تونس في شهر شوال 870 هـ. في 871هـ خرج السلطان الحفصي ابي عمرو عثمان بجيش كبير مطاردا محمد بن سباع و احلافه، ففروا الى الصحراء؛ ومكث ابي عمرو عثمان في الزاب و الأوراس و بذلك انكسر جدار المتوكل؛ ثم تحرك الى تلمسان؛ خرج من تلمسان وفد كبيرمن اعيانها طالبين الصلح؛ وجاء المتوكل طالبا العفو، وقدم ابنته زوجة للأمير الحفصي ولي العهد أبي زكرياء يحيى. السلطان ابي عمرو عثمان قبل ورحب بالصلح مع المتوكل، نوفبر1466.
وآخر الملوك في اولاد ابو زيان كان أبي زيان أحمد 1540م/1550م، ثم أخوه الحسن 1550م/1554م، (ومن أعمامهم، ابو حمو الثالث بن المتوكل بن أبو زيان محمد). أبي زيان أحمد هذا بن أبي محمد عبد الله بن أبي عبد الله محمد المتوكل على الله بن أبي زيان محمد المستعين بالله. وفي تلك الفترة كما قال الكاتب و الباحث بوزياني الدراجي، عرفت البلدان المغربية في بداية القرن العاشر الهجري حملات صليبية كاسحة؛ قامت بها إسبانيا والبرتغال. وفي المقابل تلاشت قوى الدول المغربية سواء في المغرب الأقصى أم في الجزائر أم في تونس؛ بحيث سقطت معظم المواني المطلة على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي في أيدي الغزاة الإسبان والبرتغال.. ونتيجة لتلك الاضطرابات سقطت الدولة الزيانية المستقلة عملياً في سنة 912هـ/1506م؛ وكل المحاولات التي قام بها بعض الأمراء فيما بعد.. لا حول ولا قوة لهم.. والراجح أن هذه الفترة الزمنية هي التي شهدت نزوح بعض الأمراء والأعيان من بني زيان إلى الدولة الحفصية بتونس؛ وإلى طولقة بالتحديد؛ لأنها كانت مرتعا لأسلافهم من قبل. هيمنة بني زيان في القرن السادس عشر إلى بداية القرن التاسع عشر الميلادي على مدينة طولقة (ثلاثة قرون تقريبًا) كانت مبنية على أسس دينية، وراجعة إلى نزوح بعض الأمراء والأعيان من بني زيان من تلمسان بعدما قضى عليها الأتراك العثمانيون نهائيا.).
في كتاب تاريخ الجزائر لمبارك الميلي : سنة 962 هـ/1554م. انقرضت الدولة الزيانية وافترق بعض أمراءها على أراضي الجزائر ومنهم بالعطاف وفرقة بجبل اوراس.
ان الرحالة الشيخ الفقيه اميرالحجيج ابن ناصر الدرعي المغربي يقول: أن الشيخ أحمد بن أبي زيان وهو ابن الشيخ أحمد بن عبدالكريم حل بمدينة الأغواط حوالي 1652 قادما إليها من طولقة أولى البلدات التي نزح إليها جده من مدينة تلمسان معقل بني زيان بعدما قضى عليها الأتراك العثمانيون نهائيا سنة 1554. عرفه الرحالة الدرعي بأنه فقيه مدينة الأغواط سنة 1685. توفي الشيخ أحمد خلال 1709 ودفن بالقرب من بستانه المسمى ببستان الخيرالواقع وسط مدينة الاغواط.(وقد كتب البعض ولم يذكروا المصدر: رجع الى الزاب الأمير أبو زيان أخر عهد الدولة الزيانية ويعرف أبناءه بعائلة البوزياني).
كتب الدكتور أبو القاسم سعد الله في كتاب تاريخ الجزائر الثقافي الصادر سنة 1998: كانت طولقة في أول القرن التاسع عشر على صفين، صف خليط من السكان و صف أولاد زيان (بني زيان) وهم من الأعيان، وكانوا مهاجرين من فاس أي من رجال الدين الاشراف، وتولوا الادارة العثمانية التركية.
قالت جوليا الكاتبة الأمركية: معارك دموية في كثير من الأحيان بين أهل طولقة أو غيرها من القرى ضد الملوك المحلية بني زيان، تسببت حتماعن ممارسة ضريبة الاستخراج. أهل طولقة، هذا الصف ويشمل سكان الواحات وسادة قديما في الماضي البعيد قبل استيلاء بنو زيان؛ كان بنو زيان من رجال الدين اشراف فاس ادارسة وتولوا مع ذلك الإدارة العلمانية للحكومة المركزية تحت النظام التركي.
وعلى سبيل الإطلاع، كان بنو زيان حكاما على مدينة فاس في عهد الدولة العلوية، خاصتا في عهد مولاي إسماعيل، وينحدرون عن محمد أبي زيان بن محمد بن أبي سعيد عثمان بن أبي تاشفين عبد الرحمان بن أبي حمو موسى الأول بن أبي سعيد عثمان بن يغمراسن بن زيان؛ ويقال لهم الروسيين ( نسبة الى القائد الوزير عبد الله الروسي بن الوزير الحاج حمدون بن أحمد بن أبي زيان محمد).
ويمثل حكم بني زيان في طولقة مجموعة وراثية (أولاد أبو زيان) منذ هجرتهم إلى عام 1954. على النحو التالي، الأكثر شهرة في العهد التركي: الشيخ الحسن (كان حليف الدواودة)، سيدي مبروك (1724) وفقا للأسطورة الأسرة : بعد استكمال مهمته في سوريا، انضم سيدي مبروك إلى طولقة؛ تحت تهديد التركي، الحاج سيدي مبروك عزز تنظيمه الداخلي بمساعدة ابنه الشكري، لتثبيت إدارته الملكية في طولقة، في الحين رفض تسليم إدارته إلى الترك ومقاومة أي محاولة من الاحتلال. لحفظ المذابح، سيدي مبروك عمل التفاقا مع داي، و تبقى في يده السيطرة على المنطقة بكل قوة من الإدارة. ثم الشيخ الشكري (1762)، و كان يظهر اسمه في بعض الوثائق ((بن حمو الشيخ الشكري ابن ابي زيان)). وفقا للأسطورة، للحفاظ على التوازن القبلي ولتعزيز قوته في المنطقة، ناشد الشيخ الشكري قبيلة لعمور من الاثبج من بني هلال (التي كانت متواجدة في السلسلة الجبلية من شمال الزاب حدود الاوراس إلى جبل راشد و هو جبل لعمور؛ ومنهم من قال، ان لعمور كانوا على خلاف مع لبازيد فلجؤا الى بني زيان طولقة عند الشيخ الشكري)، ثم الحاج الشيخ ارجب ( فرفار1771)، الشيخ بلقاسم (1789)، الشيخ عبد العزيز، ثم تحت الاحتلال الفرنسية، 23 مايو 1844 دوق دومال أعط مشيخة طولقة و الزاب الظهراوي الى بلميهوب الذي كان شيخ من قبل كما توفي الشيخ في 1880، ثم الشيخ محمد بن حسين توفي في عام 1890، الشيخ الأخضر حتى عام 1897، الشيخ أحمد، ثم الشيخ مبروكي البشير في 1942.
ان منطقة الزاب عرفت كثير من الملوك و الأمراء من بني زيان امثال: أبي حمو موسى الأول، أبي تاشفين الأول، أبي حمو موسى الثاني، أبي زيان محمد ابن السلطان، أبي جميل زيان، و أخيرا نزوح بعض الأمراء والأعيان من بني زيان من تلمسان بعدما قضى عليها الأتراك العثمانيون نهائيا. فأولاد أبي زيان (أولاد أبوزيان) الأمراء الزيانيون الذين حكموا الإدارة المركزية التركية وحكموا طولقة كانوا من رجال الدين، و ينحدرون عن الأمير أبي زيان من هؤلاء الأمراء الذين انتهت دولتهم على أيدي الأتراك، وإما عن الأمير أبي زيان محمد ابن السلطان، ومنهم من قال انهم اولاد ابو جميل لأن لقب أبو جميل متداول عند أولاد أبوزيان في طولقة.
أن منطقة الزاب هي الموطن الأصل لأجدادهم وكانت لهم مرتعا وعبورللبلاد الافريقية (تونس) في كل مرة تحدث اضطرابات في تلمسان. كما أن أباحمو الثاني يقول في إحدى قصائده: وجئت لأرض الزاب تذرف أدمعي لتذكار أطلال الربوع الطواسم. ويقول أيضاً أنا الملك الزابي ولست بزابي ولكنني مفني الطغاة الطماطم. يقصد بالكلمة الأولى (الزابي) نسبة إلى منطقة الزاب وينسب نفسه إليها. أما كلمة الزابي الثانية فمعناها الهراب ويقول فييها أنا لست بزابي أي لست هراب. وفي قصيدة أخرى نظمها في أول إمارته ،أشاد فيها ببني عامربقوله.. أحياها بي وبأعرابي وأنا الزابي والدولة لي.
وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم

المصدر :رحلة فيض العباب وإفاضة قداح الآداب في الحركة السعيدة إلى قسنطينة والزاب لابن الحاج النميري . كتاب:'السلطنة الحفصية' للمطوي محمد العروسي. ابن خلدون عبد الرحمن و يحيى. أبو عبد الله التنسي التلمساني: نظم الدر والعقيان، في بيان شرف بني زيان، وذكر ملوكهم الأعيان، ومن ملك من أسلافهم فيما مضى من الزمان . تاريخ الجزائر في القديم والحديث للشيخ مبارك الميلي.
Rebel and Saint
Julia A. Clancy-Smith/
Voyage d'Alger au Ziban
Docteur M. Guyon/
Histoire de Constantine par Ernest Mercier,/
L’Afrique septentrionale.Ernest Mercier









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-05-01, 22:54   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
Aboujamil
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي بنو زيان

الدّولة الزيانية
تنسب الدّولة الزيانية إلى بني عبد الواد، وهم فرع من فروع الطبّقة الثّانية من زناتة احدى أكبر وأشهر القبائل البربرية ببلاد المغرب التي كانت تنتقل في الصحراء الكبرى، يجوبون صحراء المغرب الأوسط بحثا عن المراعي بين سجلماسة ومنطقة الزاب بإفريقية. كان بنوعبدالواد من أمراء هذي القبائل الرحل و كانوا يرتادون منطقة الأوراس ويشغلون منطقة الزاب إقليم قسنطينة، وهم من ولد سجيح بن واسين بن يصليتن بن مسرى بن زكيا بن ورسيج بن مادغيس الأبتر، وكانوا عدّة بطون هي: بنو ياتكتن، بنو وللو، بنو تومرت، بنو ورسطف وبنو مصوجة، ويضاف إليهم بنو القاسم الذين ينتسب إليهم بنو زيان حكام الدّولة. ولما قام عقبة بن نافع الفهري بحركته في بلاد المغرب فاتحًا، سنة 62هـ/ 682م، أثناء حملته الثانية المشهورة وقد شملت أراضيهم بالأوراس والزاب، ساندوه وشكلوا فرقة من جيشه تابعت معه فتوحاته غربًا وقد أبلوا بلاء حسنا في مهمتهم إلى جانب المسلمين. قال يحيى بن خلدون، أرسل عقبة إلى بني عبد الواد فسارعوا إليه بالف فارس أنجاد نصره الله تعالى بهم ودعا لهم فمازالوا يعرفون بركاته حتى الآن. وهذا دليل على أن بني عبد الوادي اعتنقوا الإسلام مبكرا. ولما حلّ عرب بني هلال بالمغرب انزاح بنو عبد الواد أمامهم من الزّاب واستقروا في منطقة جنوب وهران، وفي عهد المرابطين حضروا مع يوسف بن تاشفين معركة الزلاقة. وفي رواية أخرى، أن بني زيان هم من نسل القاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر جد الشرفاء الأدارسة 788ء974 م فاندمجوا في بني عبد الواد لما تغلب الفاطميون،( يغمراسن بن زيان بن ثابت بن محمد بن زيدان بن يندوكس بن طاع الله بن علي بن يمل بن يرجز بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي وفاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص). (ومنهم من قال، وكلهم من ابناء عبد الرحمن بن يوسف بن الشريف زيّان بن زين العابدين، الشرفاء الأدارسة الذي ينحدر منهم السنوسية، وكثير من العلماء و الصالحين). وقد فنّد عبد الرّحمن بن خلدون قضية النّسب الشّريف للزيانيين خلافا عن شقيقه يحيى بن خلدون. (نسب بني زيان إلى زناتة مصدرها عبد الرحمن بن خلدون..؛ وفي المقابل؛ نسب بني زيان إلى الأدارسة مصدرها يحيى بن خلدون الأخ الأصغر لعبد الرحمن كذلك. إذن؛ فأصل بني زيان يتضارب بين فكرتين رئيستين: تبناها فيما بعد معظم المؤرخين في بلاد المغرب والأندلس.. فمنهم من اعتمد على قول عبد الرحمن بن خلدون، ومنهم من تبنى مقولة أخيه يحيى بن خلدون). قال التنسي لا خلاف في شرف بني زيان وإنما الخلاف فيمن كنا سلوا منه فقال بعضهم أنهم من ذرية محمد بن ادريس ومنهم من قال أنهم من ذرية أحمد بن ادريس ومنهم من قال أنهم من ذرية القاسم بن ادريس ومنهم من قال أنهم من ذرية القاسم بن محمد بن عبد الله بن ادريس وهذا هو الصحيح ومنهم من قال أنهم من ذرية عبد الله بن ادريس وهذا صحيح أيضا. وسئل يغمراسن بن زيان ـ بالشرف وإثبات نسبه إليه، فقال: إن كان المراد شرف الدنيا، فهو ما نحن فيه؛ وإن كان القصد شرف الأخرى، فهو عند الله سبحانه. هذا الإختلاف في نسب بنو زيان قائم بين المؤرخين؛ اللهم إلا إذا أمكن العثورعلى مخطوط الشيخ الحافظ ابي رأس الناصري المعسكري الذي عنوانه ((فتح الجواد في الفرق بين آل زيان و بني عبد الواد)). دولة الموحدين التي كانت أعظم دولة عرفها المغرب الإسلامي حيث امتدت سلطتها أيام عزها من المحيط الأطلسي إلى حدود مصر شرقا ومن البحر المتوسط وبلاد الأندلس شمالا إلى الصحراء جنوبا؛ كان بنو زيان ولاة من قبل الموحدين وعندما ضعف أمرالموحدين انفصلوا بالمغرب الاوسط، وفي يوم الأحد 4 أكتوبر1230م/ 24 ذي القعدة 627هـ، دادا يغمراسن بن زيان انفصل واعلن استقلاله (وآمر بني عبد الواد بمبايعة كبيرهم جابر بن يوسف) وأسس الدولة القوية، دولة الجزائر حاليا؛ وجعل مدينة تلمسان عاصمة الدولة من 1230م الى 1554م. كان شعار الدولة الزيانية "العز القائم لله المُلك الدائم لله". وفي عهدهم أصبحت تلمسان حاضرة من أعظم حواضر العلم في العالم الإسلامي، ونشأ بها علماء لا يشق لهم غبار، وأضحت قبلة طلاب العلم من كل الجهات، وصارت تضاهي في سمعتها القاهرة وبغداد وقرطبة. لا يزال كثير من آثارها قائما إلى يومنا هذا. كان النسيج الاجتماعي آنذاك في العاصمة تلمسان خليطا في أغلبه من ستة أعراق منهم البربر والعرب والأندلسيون والمسيحيون واليهود والاغزاز ونقصد بهم القبائل التركية التي كانت تسكن أواسط أسيا قبل انتشار الإسلام؛ وقد تبوأت زناتة مكانة هامة فامتهنت الوظيف واحترفت الصناعة والتجارة وتعتبر زناتة من القبائل المستعربة، مغراوة وبنو يفرن وجراوة وبني واسين وبني مرين وبني راشد وغيرهم. كما ان مجتمع بني عبد الواد كان مقسما إلى طبقتين الأولى الطبقة العامة وهي الفلاحين والصناع وأهل الحرف وصغار التجار والعبيد، والطبقة الخاصة وتضم الأسرة الحاكمة (بني زيان) والسلطة العسكريه وأهل العلم وكبار التجار. ومن الناس من يرى أنّ ذلك كان بدافع التباهي وتخليد الذكر، ومهما يكن الأمر فإن هؤلاء الملوك قد عرفوا الطريق الذي يُكسبهم ثقة شعوبهم، واهتدوا إلى العمل النافع الذي يُخلد ذكرهم. كان حكم بني زيان ملكيا وراثيا مطلقا، ويلقب ملكها بأمير المؤمنين، يجمع كل السلطات في يده وكانت منزلة الحاجب أقرب المنازل إليه، و تأتي بعدها منزلة الوزراء والقضاة وصاحب الشرطة و المحتسب فقادة الحاميات و شيوخ القبائل.
التنظيم الاداري في عهد بني زيان:
1ـ السلطة العسكريه ويتولاها صاحب السيف:
اـ الفرقة الخاصة، المؤلفة من رؤساء القبائل
ب ـ الفرقة القبيل، المؤلفة من قرابة الملك
ج ـ فرقة الأنصار، المؤلفة من الحرس الملكي
دـ فرقة المماليك، المؤلفة من الأجانب، العبيد و النصارى
2ـ السلطة الإدارية ويتولاها صاحب القلم.
3ـ السلطةالقضائية ويتولاها قاضي القضاء.
4ـ السلطة المالية ويتولاها صاحب المال.
ويتابع مسؤلين السلطات السابقة شخص يطلق علية مزاول (مايعرف في زماننا رئيس الوزراء) وله حق الإشراف على كل هؤلاء. وفي كل مدينة أو قبيلة كان يوجد الحافظ (الوالي) وهو حافظ النظام الإسلامي، وإلى جانبه المحتسب وهو المشرف على الحسبة، والقاضي وغيرهم من موظفي الدولة وجباة الضرائب. فقد كانت في كل الجهات داخل الحدود الدولة الزيانية حاميات وعمال وأمراء من بني زيان يقيمون في تلك الديار بأولادهم. كما سعى بنو زيان من وراء بناء المدارس و المساجد في مختلف مدن المغرب الأوسط إلى نشر التّعليم والثقافة من جِهة، و توجيه الرعية من أجل وحدة السياسة المذهبية التي كانوا يسيرون عليها و المتمثلة في نصرة المذهب المالكي. وكان بنو زيان حسن سياستهم مع القبائل العربية الهلالية، فمنحوهم اقطاعات واسعة وأكرموهم بالأموال والعطاء فكانوا من الأسباب الظاهرة في حماية الدولة. الدولة الزيانية التي عمرت ثلاث قرون و20عاماً على أيدي 39 ملك من سلالة بني زيان، انتهت على يد الأتراك العثمانيون، الذين جعلوا مدينة الجزائرعاصمة لهم، وأطلقوا اسم الجزائر على كامل المغرب الاوسط. كان مولود قاسم نايت بلقاسم شديد الغيرة على الجزائر و يرفض من يصفها أنها دولة فتيّة، و يجعلونها بدون تاريخ و كان قد كتب في هذا الشأن مقالا عنونه: " لسنا يتامى التاريخ"، فيقول: إن الدولة الجزائرية كانت موجودة قبل الدولة العثمانية أي منذ الدولة الزيانية. ومن رجال العلم من قال لا جزائر قبل الدولة الزيانية.










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-02, 11:49   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
Aboujamil
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي ثورة ابي زيان ابن السلطان ضد ابن عمه السلطان أبي حمو الثاني

ثورة ابي زيان ابن السلطان
الأمير أبي زيان محمد ابن السلطان أبي سعيد عثمان بن عبد الرحمن بن يحيى بن يغمراسن بن زيان، الأمير الثائر ((20 سنة)) ضد ابن عمه السلطان أبي حمو في الفترة الممتدة ما بين سنتي 762هـ/783هـ 1360م/1380م. لما هلك السلطان أبوسعيد الأب لأبي زيان وعم أبي حمو موسى الثاني في جمادي الأول سنة 753هـ جوان 1352م على يد السلطان أبي عنان المريني. فر أمراء وفرسان بني عبد الواد الذين هزموا في المعركة، فغادرت بني عبد الواد بلادها فرارا، فجازت فرقة منهم للبلاد الافريقية (تونس)، وفرقة للجريد والزاب، وفرقة بين ظهور زناتة والأعراب، وفرقة للبلاد الأندلسية؛(زهرالبستان)؛ تقبضعلى أبو زيان وأبوحمو موسى الثاني مع عمهما أبي ثابت بن عبد الرحمن في إقليم بجاية وسيقوا إلى السلطان أبي عنان، فقتل أبا ثابت واستبقى محمداً هذا وأودعه السجن بفاس سائر أيامه، وهرب أبي حمو الثاني (مع ضباط من قومه) إلى بلاط بني حفص في تونس، حيث استقبله السلطان الحفصي استقبالا حار. وظل ابو حمو متنقلا في جنوب إفريقية مع الذواودة و ساهم في غاراتهم ضد بني مرين. فلتحق صقير بن عامر مع قومه بني عامر إلى وطن الدواودة ونزل على يعقوب بن علي.
من فاس، تحرك السلطان أبي عنان المريني إلى بلاد افريقية والزاب والجريد للقضاء على قبيلة رياح وأحلافهم وتخصيصا طولقة التي لم تكن خاضعة لأي سلطة ولكونها قاعدة حصينة لأعداء الدولة المرينية.
هو أبوعنان فارس المتوكل على الله ابن أبي الحسن علي بن أبي سعيد عثمان (749هـ /759هـ )، ملك المغرب والمغرب الإسلامي، عالم الملوك وملك العلماء. ابي عنان، ولدى حديثه عن طولقة التزم الصمت متعمدا وقال ان الشروح ستاتي في الوقت المناسب. كانت طولقة حسب أبي عنان المريني ملجأ ومرتع لكل الهاربين عن القانون والمنشقين والثوار، وكانت طولقة ترفض تسليم الرهائن، والذواودة يفرضون حق الحماية من السكان المستقرين، وقصورها محصنة بالجدران العالية، ومخزونها من التمر ولقمح وشعير مايكفي سنين.
إن الأسطول المريني ارسي في المياه الإقليمية بتونس في آخر يوم من شعبان 758هـ، وأن الركب توجه إلى طولقة يوم رمضان. عندما وصل السلطان أبي عنان مع دليله بن مزني أمير بسكرة. تدفقت الجيوش بقوة لم تعرف لها طولقة مثيل من قبل. فحاصروا طولقة المحصنة حصارا شديدا. فدخلها أبي عنان فتنقل بجامعها، وجال في مقاطعها. ودخل قصبتها التي خلة من السكان. لا استقبال حار ولا أعراس كما حدث في بسكرة ولا حتى مقاومة. عندما سمعوا بخطة السلطان أبي عنان المريني كلهم خرجوا من طولقة. فوجدت السلطة المرينية الا نفسها في طولقة. آمر السلطان بالقبض على أمير طولقة عبد الرحمن الطولقي بن أحمد بإشارة بن مزني‏ وأودعه الى السجن بفاس، وعقد سلطة طولقة على بن مزني. ومكث السلطان أبي عنان المريني الأيام الأواخر من رمضان 758هـ بمنزله بطولقة (بين فرفار وطولقة). ونصبت الخيام والأسواق حتى أصبحت طولقة وفرفار واحة وحدة. وقضى يوم الجمعة 23 رمضان بطولقة. ثم عند خروجه منها.. خرب حصون يعقوب بن علي و كل القصور في طولقة و فرفار وقصور أمراء الذواودة.. فدمرها تدميرا. فخرج منها السلطان أبي عنان المريني يوم الأربعاء 28 رمضان 758هـ.
ففزعت القبائل الدواودة العربية التي تدعمها بني عامر إلى ابي حمو الزياني، عرضت الدعم له في المطالبة بحقه للعرش بصفته ابن شقيق أبو سعيد السلطان. في خريف عام 758هـ 1358م ظل أبو حمو وآخرين من فلٌ قومه مع الدواودة في مضايقة حاميات بني مرين؛ ثم اللقاء أبو حمو مع صقيربن عامر في بريكة واعتزم صغير على الرحلة بقومه و العودة إلى صحراء المغرب الأوسط. ثم وفاة أبي عنان المريني في سنة 759هـ.
في عام 760هـ تمكن أبو حمو موسى الزياني من استرجاع ملك بنو عبد الرحمن ودخل إلى تلمسان على رأس جيش كبير اكثره من بني عامر و من الذواودة صولة بن يعقوب بن علي وزيان بن عثمان بن سباع وشبل ابن أخيه.‏ ومن بادية رياح دغار بن عيسى بن رحاب بقومه من سعيد ولقيتهم جموع سويد.‏ فرجع اولاد عثمان بن سباع الدواودة الى مواطنهم إلا دغار بن عيسى وشبل بن ملوك.
السلطان أبو سالم المريني أطلق من الاعتقال ابي زيان بن السلطان الذي مكث في غيابة السجن بفاس ونظمه بمجلسه بفاس في مراتب الأعياص وأعده لملك أبيه السلطان أبوسعيد عثمان بن عبد الرحمن لمزاحمة ابن عمه‏ السلطان أبي حمو سنة اثنتين وستين. فأعطاه الآلة ونصبه ‏ للملك وبعثه إلى وطن تلمسان وانتهى إلى تازى.. كانت فتن وأحداث وأجلب عبد الحليم ابن السلطان المريني على فاس واجتمع إليه بنو مرين‏.‏ ولحق عبد الحليم بتازى. فاعتقل أبي زيان رجا من السلطان أبي حمو. في 15 رجب 763هـ بعد تبادل السفارات بين فاس و تلمسان أطلق سراح بني عبد الواد الذين كانوا لا يزالون بفاس الا أبا زيان بن السلطان.
فاستغفل أبو زيان ذات يوم المتوكلين به ووثب على فرس قائم حذاه وركضه من معسكر بني مرين‏.‏ إلى حلة أولاد حسين مستجيرا بهم فأجاروه‏.‏ ولحق ببني عامرعلى حين جفوة كانت بين السلطان أبي حمو وبين خالد بن عامر شقيق سقير بن عامر (لأن أبا حمو عند وفاة سقير بن عامر عين أخاهما شعيبا على قبيلة بني عامر)؛ خالد قد بايع ابا زيان وجاء به زحفا.‏.‏ وسرح إليهم السلطان أبو حمو عسكراً فشردهم عن تلمسان‏. واتجها خالد وأبي زيان إلى بلاد الدواودة حيث أجارهما شيخ الدواودة يعقوب بن علي، فأقام فيهم‏ أبي زيان ابن السلطان، حدث هذا في سنة 763هـ 1362م.
أبي زيان هذا أقام بتونس بعد مهلك الحاجب أبي محمد. و لما غلب الأمير أبو عبد الله الحفصي على تدلس (دلس) بعث إليه من تونس ليوليه عليها. ومن تونس، ذات يوم مر الأمير أبا زيان بقسنطينة فتجافى عن الدخول إليها وتنكر لصاحبها فاعقله ابو العباس عنده مكرما ليستعمله يوما ما في تحقيق مطامحه وأهدافه… وعندما زحف ابي حمو على بجاية فأطلق أبا زيان من الاعتقال، نادى به ابو العباس أحمد سلطانا على بني عبد الواد. وزحف الأمير أبا زيان من قسنطينة على بجاية، فارتبكت قوات صاحب تلمسان، فأنهزم السلطان ابوحمو ونجا بنفسه، واستأثر منهن الأمير أبو زيان بحظيته الشهيرة (زوجة السلطان ابي حمو) خولة الزابية ابنة يحيى الزابي ينسب إلى عبد المؤمن بن علي، فخرجت في مغانم الأمير أبي زيان‏، ‏وتحرج عن مواقعتها حتى أوجده أهل الفتيا السبيل إلى ذالك؛ حدث ذالك في اوت 1366م.‏ فعندما ازدادت ثورة أبوزيان ابن السلطان وارتفع أمره، استقر أبوحمو بتلمسان للدفاع عنها، وظن أبوزيان بن السلطان أنه أصبح في موقع قوة، فاتجه أبوزيان نحو تلمسان مدعوما ببني عامر وسويد والعطاف والديالم، وأخذت المدن تنحاز إلى جانبه كتنس ومستغانم ومزغران ووهران إلى أن بلغ وادي مينا بإغيل زان، فعسكر أبوزيان بحلفائه قرب البطحاء منتظرين قدوم أبي حمو موسى الثاني، أما ابوحمو الثاني فإنه خرج من تلمسان في 6 ذي القعدة 768هـء1367م …بغتة، اقترب جيش أبي حمو الثاني معسكر أبي زيان، فتراجع جيش أبي زيان مهزوما. فبعد الانتصار العسكري الذي حققه أبوحمو الثاني، ولما أصبح في موقف قوة، فبعث برسالة إلى الدواودة من رياح… ووصل إلى بسكرة الأمير الزياني عمر بن محمد الذي حضر بمهمة إقناع قبائل رياح بالخضوع للأمير أبي حمو .كان يحيى بن خلدون بمدينة بسكرة، حيث استقر أخوه عبد الرحمن. ولما كان يحيى معروفاً بمكانته لديهم، فقد ألح عليه السفير عمر بالتوجه معه إلى شيوخهم لغرض إقناعهم. وفعلاً، وافق يحيى ونجح في مهمته مع شيوخ رياح وقصدوا تلمسان لتقديم البيعة سنة 769 هـ/ 1367م. وهناك اصطفاه الأمير أبو حمو لمهمة الكتابة؛ إذ يقول:ـ ثم اصطفاني لكتابة إنشاه... وأمرني باستقدام ولدي من بسكره محمولين بإحسانه محفوفين ببره وعنايته. فكان ذلك أول سعادة أوتيتها وأعظم عناية ربانية رأيتها.
ربما أباحمو الثاني اضطر إلى الاستعانة بعرب الدواودة بإفريقية، ليكون له نفوذ في المثلث (بسكرة ـ ورقلة ـ توزر) الذي يشمل الزاب والجريد، والذي كان ملجأ ومحرك لتغيير الخرائط في بلاد المغرب الكبير حيث يتواجد فيه الحفصي وبن يملول وابن مزني و إبن خلدون ويعقوب بن علي وأبي زيان ابن السلطان... أو ربما كان من أجل القيام بحركة على الأمير أبي زيان هذا الذي كان يلقبونه بسلطان تيطري، الثائر في جبال تيطري و متيجة، و مخدعه بين الضلوع الذواودة في الزاب. فهو الذي أدت ثورته العنيفة إلى انقسام الدولة الزيانية إلى شطرين، وكان تحت سيطرته الشطرالشرقي و يضم اراضي من شرق الجزائر الحالية إلى غاية مدينة الجزائر تقريبا، والشطر الغربي من مدينة الجزائر إلى غاية الحدود الغربية الحالية للجزائر تقريبا يقع تحت سلطة أبي حمو موسى الثاني. فعلا نهض أبوحمو بجيشه في 7شعبان769هـء1368م قصد مع أحلافه الدواودة جبال تيطري، ودس إلى أولياء أبي زيان يرغبهم في المواعد‏.‏ وحكم أبا بكر في الاشتراط عليه ففاء الطاعة، وبعد التفاوض عن وسائل التعويض المالي إلى أبي زيان والمخالصة‏، رجع أبو زيان إلى مكانه من حلل الدواودة حيث استقر نهائياً، حدث ذلك في سنة 770هـ/1368م. ولكنه تجول بين وركلى ونفطة وتوزر. وكافأ ابوحمو الثاني أحلافه الجدد من الدواودة ووزع الثياب الفخمة على فرسانهم، وأعطى مرسوم الخدمة لزعمائهم مع مبلغ كبير من المال. ((وهذه حلل الدواودة متواجدة في بلاد الزاب طبعا طولقة لأولاد محمد وأولاد سباع بن يحيى، ويعقوب بن علي مقره فرفار طولقة. قال إبن خادون: و سلكنا القفر إلى الدوسن من أطراف الزاب. ثم صعدت إلى التل مع حاشية يعقوب بن علي وجدتهم بفرفارالضيعة التي اختطّها بالزاب)).
رغم ثورة الأمير أبي زيان محمد ابن السلطان التي أدت إلى زعزعة أمن الدولة في الدفاع عن حدودها من أطماع بني حفص و بني مرين. أبا حمو هذا العظيم الشاعر الذي استرجع مجد الدولة الزيانية ونظم أركانها وجعل من تلمسان مدينة الإشعاع العلمي والاقتصادي والحضاري حتى أصبحت أهم وأبرز حاضرة في بلاد المغرب الإسلامي.
وفي عام 1370م عبد الرحمن ابن خلدون تولى مهمة الحاجب للملك ابوحموالثاني المكلف بالتجنيد الجنود في بسكرة لصالح الدولة الزيانية. وكان أحياء حصين قد توجسوا الخيفة من السلطان، وتنكروا له، و بادروا باستدعاء أبي زيان من مكانه من الذواودة عند أولاد يحيى بن علي، وأنزلوه بينهم، واشتملوا عليه، وعادوا إلى الخلاف الذي كانوا عليه و اشتعل المغرب الأوسط نارا... وتحرك السلطان عبد العزيز المريني على تلمسان، احتلها في 10 محرم 772هـ؛ هو أبا زيان أبو فارس عبد العزيز بن أبي الحسن. فخرج منها ابوحمو ونزل عند أولاد يحيى بن سيباع من الذواودة، و وصل في الوقت نفسه من جبال تيطري الامير ابوزيان، فلحق بأولاد محمد ابن علي بن سبّاع من الذواودة فرحبوا به. فخرج ابوحمو الى الدوسن في الزاب مع بني عامر، فلحقته بنو مرين فكانوا أدلّاءهم الذواودة فأجهضوه عن ماله و معسكره، فانتهب بأسره. و اكتسحت أموال العرب الذين معه، و نجا بدمائه إلى مصاب؛ فسلك طريق الصحراء عائدا الى تلمسان، بعد إنهزامه مرارا، توجه ابوحمو في أواخر ذي القعدة 773هـ الى تيقورارين جنوب الصحراء، وترك أبناءه في أحياء بني عامر. السلطان عبد العزيز أصيب بداء خطير توفي منه في 22 ربيع الثاني 774هـ. في 24 جمادي الأول دخل أبو حمو تلمسان. وعاد أبو زيان الى تيطري لإسترجاع نفوذه على المنطقة الشرقية. أمرالسلطان ابوحو ابن خلدون بالتحرك وطلب دعم صاحب بسكرة أحمد بن مزني وشيوخ الدواودة في معركته مع أبو زيان؛ قال ابن خلدون، وبما أني مقيم في بسكرة ولي دالة على الدواودة كتب لي السلطان بالتحرك وأمرني بالمسير بهم لذلك فاجتمعوا علي وسرت بهم أول سنة أربع وسبعين (774هـ/1372م) حتى نزلنا بالقطفة؛ وانتهى الحصار بهزيمة أبو زيان فهرب الأخير إلى جبل غمرة. قال ابن خلدون، وكلفني السلطان بمهمة ملاحقة الهارب أبو زيان في جبل غمرة فسرت مع أولاد يحيى بن علي بن سباع للقبض على أبي زيان لكنه هرب ثانية؛ وفاء بحق الطاعة لأن غمرة من رعاياهم، فمضينا لذلك، فلم نجده عندهم، وأخبرونا أنه ارتحل عنهم إلى بلد وركلا من مدن الصحراء. فلحق أبو زيان ببلد وركلا قبلة الزاب لبعدها عن منال الجيوش والعساكر فأجاروه وأكرموا نزله.
كان سالم بن إبراهيم هذا كبير الثعالبة المتغلبين على فحص متيجة. وكان أول من غمس يده في تلك الفتنة، استدعى أبا زيان ونصبه بالجزائر (ملك على المغرب الأوسط). تولى الأميرأبي زيان قيادة التمرد. أبو حمو كلف إبنه عبد الرحمن أبو تاشفين لردع المتمردين. خسائر كبيرة في صفوف المتمردين وقتل معظم قادتهم. ولكن نصب أبو زيان ملك عن الجزائر من قبل الثعالبة. وزحف إليه أبو حمو بسرعة على رأس جيش قوي من سويد لتعزيز قوات ابنه عبد الرحمن؛ وعقد لهم السلطان من ذلك ما أرادوه على أن يفارقوا الأمير أبا زيان. وقد لعب محمد بن عريف دورا هاما في التوسط بين أبي حمو و أبي زيان، وقبل أبو زيان العودة إلى بلاد الدواودة على أن يدفع إليه أبو حمو مبلغ من المال، وتعهد ابوحمو بمنح ابن عمه جراية سنوية؛ هذا في جمادي الاول سنة 776هـ، بفضل مساعدة سويد. وارتحل عنهم أبا زيان فلحق ببلاد ريغ ثم أجازها إلى نفطة من بلاد الجريد ثم إلى توزر فنزل على مقدمها يحيى بن يملول فأكرم نزله وأوسع قراه .‏ولحق الأمير أبو زيان بحضرة السلطان بتونس.جوان 1377م حيث استقر نهائيا... هجم السلطان ابو العباس الحفصي على الجريد (فبراير ومارس 1379م)، خرج منها يحيى بن يملول ولحق ببسكرة بصحبة الأمير أبا زيان، فنزلوا وأستقروا عند أحمد ابن مزني. خوفا من السلطان الحفصي... اغتبطوا بمكان أبي زيان ليستعملوه كوسيلة للمساومة والضغط على أبي حمو، واعتقلوه ببسكرة لمرضاة ابي حمو، ثم ابن مزني طلب التحالف مع أبي حمو و المساندة له ضد أبي العباس الحفصي. ولكن أبا حمو لم يستجيب هذي المرة لرغبة إبن مزني، ويعود هذا الرفض إلى ما كان يشوب علاقات بسكرة و تلمسان من المناورات وغموض ومساومات في قضية أبي زيان التي لم تنتهي بعد ((20 سنة)) وهو الذي كان مقيم بينهم. وبعد الفشل مع تلسمان فأطلق سراح الأمير أبي زيان فارتحل عنهم و لحق بقسنطينة.

المصدر: رحلة فيض العباب وإفاضة قداح الآداب في الحركة السعيدة إلى قسنطينة والزاب لابن الحاج النميري. ابن خلدون يحيى و عبد الرحمن. تاريخ الجزائر في القديم والحديث للشيخ مبارك الميلي. أوضاع المغرب الأوسط خلال القرن السابع الهجري: الجيلالي شقرون. ابي حمو موسى الثاني: عبد الحميد حاجيات.










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-02, 14:46   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
djamel0007
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية djamel0007
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بعض هده التواريخ مشكوك فيها










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-02, 18:48   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
Aboujamil
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك افيدنا لكي اصحح الخطأ برك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-05, 22:41   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
amon-amarth
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكـــــــــــــــرا جزيلا










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-24, 17:09   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
همة نحو القمة
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية همة نحو القمة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-24, 23:41   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
سعيد*الاغواطي*
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سعيد*الاغواطي*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكورينن .....










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-27, 21:38   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
سعيد1981
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي الزاب عبر التاريخ

كان لإقليم الزاب بشرق المغرب الأوسط (الجزائر حاليا) عبر العصور دور هام في صناعة تاريخ بلاد المغرب العربي، وكانت ربوعه مسرحا للكثير من الأحداث السيّاسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة، كما شهدت مدنه وقراه وقائع حاسمة ومعارك فاصلة ومحطات بارزة في سيّاق هذا التاريخ، ويكفيه أنّ بعض أقطاره كانت منطلقا للكثير من الدّول التي تعاقبت على حكم بلاد المغرب، على غرار الدّولة الأغلبيّة التي انطلق مؤسسها الأوّل إبراهيم بن الأغلب من الزاب، وبني مرين الذين كانت بلاد الزاب مرتعهم الأوّل، وبني زيّان كذلك، كما أضحت في العصر الحديث الخلافة (الولاية) الثامنة في دولة الأمير عبد القادر.
إلا أنّ الباحث الحصيف وبعد رصد دقيق وتتبع مرحلي ومتأن لـ (الزاب) يدرك ملامح التغيير المستمرّ لحدود هذا الإقليم؛ توسّعه تارة وتقلصه تارة أخرى، مما حدا بأستاذنا الشيخ محمد البشير الإبراهيمي إلى التأكيد بأنّ هذا " الإقليم يضيّقه الاستعمال العرفي ويوسّعه" إلى جانب تغيير عواصمه ومدنه حسب المستجدّات الإقليميّة والرّهانات الدوليّة، هذه المدن ساد الكثير منها ثمّ باد، على غرار: زابي، طبنة، ملشون، حياس... وأخرى بقيت صامدة تؤدّي دورها الطلائعي إلى اليوم كقسنطينة، المسيلة، بسكرة، ميلة... دون إغفال تداول هذا المصطلح في بلاد المشرق العربي والمغرب الأقصى والأندلس، وتفرّع دلالاته وعلاماته.

إقليم الزاب في بداية الفتح الإسلامي

خلال الحملة الثانية للفاتح عقبة بن نافع الفهري ما بين 62 و63 هـ كانت عاصمة بلاد الزاب وأعظم مدنه مدينة (أذنه) أو (أدنه) في بعض المصادر وكما أوردها البكريّ، وقد ذكر صاحب (تاريخ إفريقية والمغرب) أبو إسحاق إبراهيم بن القاسم الرقيق المتوفى بعد عام 417 هـ أنّ عقبة بن نافع لما وصل إلى بلاد الزاب " سأل عن أعظم مدائنهم قدرا فقالوا : مدينة يقال لـها أذنة، ومنها الملك (وهي مجمع ملوك) الزاب. وكان حولـها ثلاثمائة قرية (وستون قرية) وكلـها عامرة" .
وقيل أنّ اسمها أربة لكنّها حرّفت إلى أذنة أو أدنة، وقد أرشدنا البكريّ إلى أنّ أدنة تقع على بعد مرحلتين من طبنة، وبعد مرحلة من المسيلة.
بعد تمام عملية الفتح الإسلامي ألحقت بلاد الزاب كاملة بمدنها وقراها بإفريقية (تونس)، مما حدا بمؤرخ الجزائر الشيخ عبد الرحمن الجيلالي إلى التأكيد " أنّ أرض الزاب أو الجنوب الجزائريّ فإنه كان ملحقا في الغالب بولاية تونس " .
وفي هذه الفترة كان الزاب في عمومه ينقسم إلى قسمين " الزاب الأعلى وهو يمتدّ من جنوب قسنطينة إلى ساحل البحر إلى الغرب، وهو تابع إداريّا لولاية إفريقية أي تونس الحالية، والزاب الأسفل ويمتدّ من جنوب قسنطينة إلى سفوح جبال أوراس، وهو معدود في مدن المغرب الأوسط أي الجزائر " .

الزاب في عهد الأغالبة

بعد تأسيس الدّولة الأغلبيّة عام 184 هـ – 800 م التي شـملت تونس وطرابلس وجزءا من شرق الجزائر، كانت بلاد الزاب بطبيعة الحال ضمن حدودها، لاسيما أنّ مؤسس الدّولة إبراهيم بن الأغلب كان قبل ذلك واليا على الزاب وعاصمته حينذاك مدينة طبنة، بمحاذاة بريكة بإقليم ولاية باتنة اليوم ، حيث خلف الفضل بن روح بداية من عام 174 هـ 791م "وقد أجمع الرواة دون استثناء على أنّ الزاب كان منطلقا لـه" .
وقد نقل الدكتور محمد الطالبي عن البلاذريّ الذي توفي عام 892 انه قال " وكان إبراهيم بن الأغلب من وجوه جند مصر، فوثب اثنا عشر رجلا معه فأخذوا من بيت المال مقدار أرزاقهم لم يزدادوا على ذلك شيئا، وهربوا فلحقوا بموضع يقال لـه الزاب"، وهنا نتوقف برهة ونضع أسطرا تحت كلمة (يقال) فلو كان الإقليم شهيرا بهذا الاسم في ذلك الحين، فلما احتاج البلاذري أن يقول "يقال لـه الزاب" ثمّ يضيف " وهو من القيروان على مسيرة أكثر من عشرة أيّام".
ولـهذا يكون أحمد البلاذريّ صاحب (فتوح البلدان) و(أنساب الأشراف) من أوائل المؤرخين العرب الذين ورد مصطلح (الزاب) ضمن كتبهم.
وخلال هذا العهد الأغلبي كانت منطقة الزاب كذلك تشـمل الشرق الجزائريّ كاملا، حيث شـملت بلاد الأوراس والنمامشة، إلى غاية الشواطئ الشرقيّة كعنابة (هيبون) وسكيكـدة (روسيكادا) وبجاية (صلداي) والقلّ (شولو) وتمتدّ إلى الجنوب حيث تشـمل بسكرة وتهودة وبادس...
وقد زار الرّحالة الجغرافي أحمد اليعقوبي (ت بعد عام 905 م) أي قبل سقوط الدّولة الأغلبيّة، زار بلاد الزاب في عهد الأغالبة، فذكر طبنة بأنّها " مدينة الزاب العظمى. وهي التي ينزلـها الولاة وبها أخلاط من قريش والعرب والجند والعجم والأفارقة والروم والبربر. إلى أن يقول: والزاب بلد واسع " .
لكن بعد انتقال عاصمة الزاب من طبنة إلى المسيلة، ذكرها الرحالة العرب على اعتبارها من مدن الزاب فقط، على غرار بن حوقل (ت 981 م) الذي وصفها في قولـه: "طبنة مدينة قديمة ولكنّه يستدرك بأنها " كانت عظيمة " أمّا الإدريسي (ت 1165 م) ورغم تراجع دورها الا انه يقر بأنّ "طبنة مدينة الزاب وهي مدينة حسنة كثيرة المياه والبساتين والزروع والقطن والحنطة والشعير وعليها سور من تراب وأهلـها أخلاط وبها صنائع وتجارات وأموال لأهلـها متصرّفة في ضروب من التجارات والتمر بها كثير وكذلك سائر الفواكه" . فلم تفقد بريقها وإشعاعها رغم انتقال السلطة منها.
ويؤكد الكثير من المؤرخين أنّ بلاد الزاب خلال حكم الأغالبة كانت تنعم بالاستقرار والدّعة والسلام، مما أسهم في نموّ اقتصاديّ، فأضحت هذه الرّبوع منطقة رخاء وفضاء للعبور من الغرب إلى الشرق ومن الشـمال إلى الجنوب، ورقيّ ثقافيّ وعلمي متميّز. كما نبغ فيها الكثير من الأعلام.
وقد ظلت (طبنة) عاصمة للزاب إلى غاية ظهور الفاطميين على مسرح الأحداث ببلاد المغرب في بداية القرن 10 م وبالتحديد بنواحي سطيف، الذين قضوا على الدّولة الأغلبيّة عام 296 هـ 909 م لينهوا أوج مدينة (طبنة) ويختاروا مدينة أخرى لتكون عاصمة لـهذا الإقليم.

بلاد الزاب في العهد الفاطمي

بعد إخضاع بلاد الزاب إلى حكم الفاطميين، وعودة أبي القاسم محمّد بن عبيد الله الفاطمي (القائم بأمر اللـه) من المغرب الأقصى عقب ضمه لـه، ارتأى أن يؤسس عاصمة أخرى لبلاد الزاب، تكون خلفا لـ (طبنة) فأسس (المسيلة ) على أطلال مدينة (زابي) التي أشرنا إليها آنفا، واشتق اسمها من اسمه (المحمّديّة).
ويذكر الأستاذ عثمان الكعاك أنّ القاسم كان راكبا على فرسه وهو يخط المدينة برمحه، ثمّ عهد إلى علي بن حمدون الأندلسي ببنائها، وذلك في صفر 315 هـ 15 أفريل 927 م، وبعد إتمام البناء سمّى ابن حمدون واليا عليها، وانتقلت مباشرة عاصمة الزاب بصفة رسميّة من (طبنة) إلى (المسيلة).
وقد بلغت (المسيلة) درجة متقدّمة في الجانب العمرانيّ فضمّت الكثير من القصور والحمّامات والمتنزهات والمساجد، كما كانت مقصدا للعلماء والرّحالة والجغرافيين، ومن بينهم الرّحالة أبو عبيد عبد الله البكريّ في القرن 11 م الذي قال عنها " وهي: مدينة جليلة على نهر يسمّى بنهر سهر، أسسها أبو القاسم إسماعيل بن عبيد الله سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة ... وهي مدينة في بساط من الأرض، عليها سوران، بينهما جدول ماء جار يستدير بالمدينة، ولـه منافذ يسقى منها عند الحاجة " وقد أورد البكريّ بعد وصفه لـ(المسيلة) عاصمة الزاب أبياتا قا لـها أحمد بن محمّد المروذي، يذكر نزول إسماعيل بالمسيلة التي يطلق عليها الشيعة (المحمّديّة):
ثمّ إلــى مدينـــة مرضيـّـــه

أسّت على التقوى محمّديّـه أقبل حـتى حــلـها ضحيّـــه

بالنــور من طلعتـه المضيّـه فحلّ فـي عسكـر المسيلـه

في هـيئــة كاملـــة جميلــه للنصر في أرجـائه مخيلـه

بنعمـة من ذي العلى جليلــه
بلاد الزاب في العهد الزّيريّ الصنهاجيّ
بعد أن همّ الفاطميون بالانتقال من بلاد المغرب إلى مصر قام المعز بن منصور العبيدي بدعوة جعفر بن علي بن حمدون أمير ولاية المسيلة والزاب عموما ليعهد إليه بأمر إفريقيّة، لكنّه أوجس منه خيفة، فرفض المثول بين يديه، وخرج على طاعته واعتصم بقبيلة مغراوة التي أجارته، لِما يعلمه من حنق زيري الصنهاجي عليه، وقام مع الخيّر بن محمّد الزناتي بالدّعوة الأمويّة، فنشبت الحرب بين زناتة وصنهاجة والتي قتل زيري في إحدى معاركها في رمضان 360 هـ - جوان 970 م، كما يؤكد ذلك الشيخ عبد الرحمن الجيلالي ، بعد ذلك عزم ابنه بلكين (بولوغين) على الثأر لوالده، وبعد حروب عديدة تمكن من إخضاع كامل المغرب الأوسط (الجزائر حاليا) بما في ذلك بلاد الزاب، كما قضى على حركة محمّد بن الحسن بن خزر المغراوي في ثورته ضدّ الشيعة، والذي سبق لـه أن انتزع بلاد الزاب من الفاطميين، وقد أدت به سلسلة ا لـهزائم التي مني بها إلى الانتحار.

بلاد الزاب في العهد الحمادي

يشير الكثير من المؤرخين أنّه بعد المفاوضات التي جرت بين المعز وحمّاد استقلّ هذا الأخير بأجزاء واسعة من المغرب الأوسط وبالكثير من مدنها، كالمسيلة، طبنة، مقرة، أشير، تيهرت، بسكرة... ليؤسس الدّولة الحمّاديّة (1007 م – 1152 م) ثاني دولة مستقلّة بالمغرب الأوسط (الجزائر) بعد الرستميّة (776 م 909 م)، متخذا من القلعة (قلعة بني حمّاد) عاصمة لـه، ومن هنا انتقلت عاصمة بلاد الزاب من المسيلة إلى القلعة التي بناها حمّاد بن بلكين بن زيري بن منّاد الصنهاجيّ في حدود 370 هـ.
وقد كانت بسكرة في ذلك الحين ضمن نفوذ الدّولة الحمّاديّة، ولم تصبح بعدُ عاصمة لبلاد الزاب، وكانت آنذاك تتوارث الحكم عليها أسرة بني رمّان، ولما قتل بلكين بن محمّد خرجت هذه الأسرة ببسكرة على الناصر بن علناس، وأعلنت عصيانها رفقة بعض قرى بسكرة، فجهز لـهم وزيره خلف بن أبي حيدرة في حملة عسكريّة فأحبط عصيانهم، وقضى على تمرّدهم في مهده، وأخمد الثورة بشكل نهائيّ عام 450 هـ 1050 م وأخذ معه رؤساء بني رمّان وشيوخهم فقام بصلبهم بالقلعة، ثمّ انتقلت رياسة بسكرة وما جاورها إلى أسرة جديدة هي أسرة عروس من بني سندي.










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-27, 21:39   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
سعيد1981
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بلاد الزاب في عهد بني هلال

خلال حكم السلطان الحمّاديّ الناصر بن علناس الذي بدأ في 454 هـ 1062 م اشتدّت ضربات بني هلال على المغرب الأوسط، فاقتحموا مدن الزاب وقراه " واكتسحوا بسائطه بقوّة لا تقهر حتى انتهوا إلى ضواحي القلعة" وعاثوا في الأرض و" هجم الأعراب على الزاب وعملوا به عملـهم بإفريقية "
ولما جئت أبحثُ عمّا فعلـه الـهلاليون بإفريقية (تونس) وقفتُ على ما قالـه ابن خلدون "وجاء العرب فدخلوا البلد (القيروان) واستباحوه، واكتسحوا المكاسب وخرّبوا المباني وعاثوا في محاسنها، وطمسوا من الحسن والرونق معالمها" كما اطلعت على قصيدة لابن رشيق المسيلي القيرواني تعرف بـ (النونيّة) رثى فيها القيروان على إثر تخريبها وتدمير عمرانها وخاصّة مسجدها، مع ترويع أهلـها الآمنين وانتهاك حرماتها، فبعد أن ذكر فضلـها وسبقها ونشاطها الاقتصاديّ حتى كادت تتفوّق على مصر أو بغداد، وصف فضائع بني هلال في شهر رمضان 449 هـ الموافق لـ 1 نوفمبر 1057 م في قولـه:
فتكـوا بأمّـــة أحمــد أتراهـم

أمِنـوا عقـاب الله في رمضــان؟ نقضوا العهود المبرمات وأخفروا

ذمم الإلـه، ولم يفـوا بضمــان فاستحسنوا غدر الجوار وآثروا

سبي الحريم وكشفة الـنسـوان
إلى أن يقول وهو يتألـم لما آل اليه مسجد عقبة بن نافع بالقيروان وما أصابه، وكيف أضحى مظلما موحشا مع استياء الجبال والإنس والجنّ مما حلّ به من خراب:
والمسجد المعمور جامع عقبة
خرب المعاطن مـظـلم الأركان وأرى الجبال الشم أمست خشّعا
لمصابها وتزعـزع الثقــلان
ومثل هذا الذي حدث لبلاد الزاب ومدنها وقراها كطبنة والمسيلة والقلعة على حد تأكيد ابن خلدون " فخربو ها وأزعجوا ساكنيها، وعطفوا على المنازل والقرى والضيّاع والمدن فتركوها قاعا صفصفا أقفر من بلاد الجن، وأوحش من جوف العير" ، لكن بعد وصولـهم إليها جوبهوا بمقاومة عنيفة شاركت فيها عدّة قبائل متحالفة، وهذا الذي يؤكده المؤرّخ عثمان الكعاك " وتحارب الحلفاء مع الأعراب في عدّة مواضع هلك في إحداها أبو سعدى وانكسرت جيوش التحالف وانساب الأعراب (الـهلاليون) على الزاب والجزائر من كلّ صوب وحدب يحرقون ويدمرون ويخرّبون " .
إلا أنّ بعض المؤرخين ينفون عن الـهلاليين صفة التدمير والحرق والتخريب ويعتبرون هجرة بني هلال وبني سُليم فتحا ثانيا بعد الفتوحات الإسلاميّة الأولى ويشيدون بإسهامهم في تعريب بلاد المغرب. كما أظهروا بطولات رجالية ونسائية شهيرة وتركوا تراثا ثقافيا شفويا لايزال متداولا إلى اليوم لاسيما بصعيد مصر وبلاد المغرب، ويتهمون ابن خلدون بترويج ذلك حيث وصفهم بشتى النعوت ناسبا اليهم عمليات التدمير والفساد والقتل من مثل قولـه "وقتلوا فيها من البشر ما لا يحصى "
ويقصد الأستاذ الكعاك هنا بالتحالف الذي جمع بين بني يعلى وبطون من بني مرين وبني عبد الواد، الذين سيتركون موطنهم الأصلي بلاد الزاب بعد هزائمهم المتتالية أمام الـهلاليين ويتجهون صوب الغرب ليؤسس أحفادهم فيما بعد دولة بني مرين بالمغرب الأقصى ودولة بني زيّان العبد الواديّة بالمغرب الأوسط (الجزائر) وعاصمتها تلمسان.
وبعد فشلـهم في صدّ الزحف الـهلالي استقر بنو هلال ببلاد الزاب بعد أن أبرموا اتفاقا مع الحمّاديين الذين احتفظوا بالمدن، كما نقل ملكهم النّاصر بن علناس عاصمته إلى بجاية الناصريّة تاركا القلعة بين يدي الـهلاليين الذين استولوا بدورهم على الأرياف نظرا لطبيعتهم التي يغلب عليها الطابع البدوي الريفي، لكنّهم اندمجوا بعد ذلك واختلطوا بسكان المدن، كمدينة بسكرة التي أضحت عاصمة لدولة أحفادهم بني مزني (1279 م – 1402 م) لاسيما بعدما أنهكتهم الحروب وهلك منهم الكثير، فلم يجدوا بدا من الاستقرار في بلاد الزاب "ثم عجزوا عن الطعن ونزلوا ببلاد الزاب واتخذوا بها المدن فهم على ذلك لـهذا العهد" وهذا الذي نجده كذلك في (درر العقود الفريدة) للمقريزي، المتوفى عام 1442 م، حيث يقول " ونزل أوّلـهم ببعض قرى بسكرة، فلما كثروا وتأثلوا الأموال تحوّلوا إلى بسكرة، وانتظم كبارهم في أرباب الشورى، فنافسهم بنو رمّان رؤساء بسكرة، وعادوهم حتى اقتتلوا " ليتمكنوا بعد ذلك من إبعادهم عن مسرح الأحداث وإزاحتهم عن حكم بسكرة ليستفرد بها بنو مزني ردحا من الزمن.

الزاب في عهد الموحدين

بعد أن دخلت بلاد الزاب في ظلال دولة الموحدين (1121 م – 1269 م) كانت (المسيلة) حينها عاصمة للزاب، لكنّ نجمها بدأ يأفل عقب تخريب قلعة بني حمّاد، ولم تكن (بسكرة) في ذلك الحين سوى إحدى مدن الزاب الـهامة، وفي مادّة (بسكرة) يذكر ياقوت الحموي المتوفى عام 1228م (والدّولة الموحديّة قائمة) أنّ (بسكرة) بلدة بنواحي المغرب، ولم يشر إلى أنّها كانت قاعدة بلاد الزاب، فيقول: " بسكرة بكسر الكاف، وراء : بلدة بالمغرب من نواحي الزاب، بينها وبين قلعة بني حمّاد مرحلتان، فيها نخل وشجر وقسْب جيّد، بينها وبين طبنة مرحلة، كما يورد بيتا من الشعر لأحمد بن محمّد المروذي حين قال:
ثمّ أتـــى بســكرة النخــــيل قـــد اغتــدى في زيــّه الجميل

لكننا نجد في نفس القرن (القرن الثالث عشر) المؤرّخ الأندلسي علي بن سعيد المغربيّ (1214م – 1286 م) الذي عاصر سقوط دولة الموحدين عام 1269 م يصف بسكرة في كتابه (الجغرافيا) الذي قام بتحقيقه الأستاذ إسماعيل العربي قائلا :" وفي شرقيّها مدينة بسكرة قاعدة بلاد الزاب " .
ومن خلال هذا النّص وغيره نستطيع أن نجزم أنّ بسكرة أصبحت عاصمة بلاد الزاب وقاعدته الرئيسة قبيل أو بعيد اضمحلال دولة الموحدين عام 1269 م.
بسكرة قاعدة بلاد الزاب
بعد سقوط الموحدين وتفكك عرى دولتهم نهائيّا كما أشرنا، وإعادة تجزئة بلاد المغرب إلى ثلاثة دول مستقلّة: الحفصيّة بالمغرب الأدنى، الزيّانيّة بالمغرب الأوسط والمرينيّة بالمغرب الأقصى، تنافست هذه الدّول على ضمّ هذا الإقليم بالقوّة، ولـهذا وجدنا بلاد الزاب تارة تابعة للحفصيين وتارة للزيّانيين وتارة أخرى ضمن نفوذ الدّولة المرينيّة، وأحيانا أخرى تتمتع بالاستقلال، وأن تخطف بسكرة الأضواء كعاصمة لبلاد الزاب بعد خفوت صوت مدن: زابي، طبنة، المسيلة، القلعة، نقاوس... ويؤكد هذه الحقيقة الكثير من المؤرّخين والجغرافيين، ومن هؤلاء مؤسس علم الاجتماع عبد الرحمن بن خلدون الذي لبث في بسكرة بضع سنين متفرقات، وكانت لـه دراية عميقة بالمنطقة حيث يقول: " هذا البلد بسكرة هو قاعدة وطن الزاب لـهذا العهد" أي القرن 14 م.
ولم يكتف صاحب (كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر) بذلك فقط، بل عرض حدودا جديدة لبلاد الزاب مستثنيا مدنه القديمة كزابي وطبنة والمسيلة والقلعة وباغاي ومسكيانة ونقاوس... وغيرها، " وطن الزاب لـهذا العهد وحدّه من لدن قصر الدوسن بالغرب إلى قصور تنومة وبادس في الشرق" ثمّ يعدّد بعض قرى الزاب التي كانت لامعة في ذلك الحين " وهذا الزاب وطن كبير يشتمل على قرى متعددة متجاورة جمعا جمعا، يعرف كلّ واحد منها بالزاب، وأو لـها زاب الدوسن، ثمّ زاب طولقة، ثمّ زاب مليلة، وزاب بسكرة، وزاب تهودا، وزاب بادس. وبسكرة أمّ هذه القرى كلـها " .
وهذه الرقعة الجغرافيّة التي حدّدها ابن خلدون كإقليم لبلاد الزاب؛ تمثل اليوم جزءا مهما من ولاية بسكرة. كما أعطى تقسيما لبلاد الزاب ما زال متداولا إلى اليوم إلى حدّ كبير حيث قسّمه إلى زاب غربي وأوسط وشرقي، " وأما الزاب فالجانب الغربي منه، وقاعدته طولقة... والجانب الوسط، وقاعدته بسكرة... وأما الجانب الشرقي من الزاب وقاعدته باديس (بادس) وتنومة" على اعتبار أن مدينة سيدي عقبة لم تكن ذات شأن على عهد ابن خلدون.
أما ابن الحاج النميري الذي زار بسكرة في إطار حملة السلطان المريني أبي عنّان عام 758 هـ يوم كانت عاصمة لبني مزني فذكر في رحلته (فيض العباب وإفاضة قدّاح الآداب في الحركة السعيدة إلى قسنطينة والزاب) أنّ " بسكرة هي قاعدة الزاب " والذي عاصر دولة بني مزني ببسكرة والزاب وكان ضيفا مع السلطان أبي عنان لدى أميرها أنذاك أبي يعقوب يوسف بن منصور بن الفضل بن مزني، فيما صاحب (درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة) تقيّ الدين المقريزيّ (713 هـ – بعد 774 هـ) ، أورد نصّا نستشفّ منه أنّ بلاد الزاب في القرن الرابع عشر الميلادي كانت عاصمتها مدينة بسكرة وهو في سياق الحديث عن الفضل بن علي بن أحمد بن الحسن بن علي بن مزني، الأمير... وكيف أضحى كبير بلاد الزاب، وعاصمته بسكرة، " وقام بعده أبو إسحاق في الخلافة بتونس – طبعا بعد وفاة أخيه المستنصر – فعقد لفضل هذا على الزاب ولأخيه عبد الواحد بن علي على بلاد الجريد، فقدم بسكرة متوليّا على الزاب حتى فتك به بنو رمّان في سنة ثلاث وثمانين وست مئة واستبدّوا بعده بأمر بسكرة والزاب " قاعدة بلاد الزاب " أكد هذا كذلك في القرن 16 م محمّد بن علي البروسوي (ت 997 هـ - 1589 م) في كتابه (أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك) لتفتك ريادة هذا الإقليم إلى يوم الناس هذا.
كما حاول بنو زيان الاستيلاء على بلاد الزاب وإخضاعها إلى سلطانهم وافتكاكها من الحفصيين، حيث وجه أبو تاشفين بن أبي حمّو جيشا عام 720 هـ لاستكشاف المنطقة والتعرّف على طبيعتها وبث الرّعب في نفوس حكامها .

الزاب اليوم

أمّا مصطلح الزاب في العصر الراهن فيكاد يقتصر على تراب ولاية بسكرة دون غيرها من المدن الزابيّة الأخرى التي تقع اليوم في إقليم ولاية: باتنة، المسيلة، خنشلة، قسنطينة... وغيرها " وعاصمة الزاب الإداريّة والتجاريّة في يومنا هذا هي مدينة بسكرة" استنادا إلى العلامة البشير الإبراهيمي الذي ردّ على دائرة المعارف الإسلاميّة حول مادّة (الزاب) كما أنّ هذا الزاب يقسم اليوم إلى زابين، الزاب الغربي والزاب الشرقي، والزاب الغربيّ يقسم بدوره إلى شطرين، الزاب الظهراوي والآخر قبلي، فالزاب الظهراوي يشـمل بلدات العامري، برج بن عزوز، طولقة، فوغالة، ليشانة، فرفار، بوشقرون، لغروس، الدوسن،... إلى غاية أولاد جلال وسيدي خالد وما جاورهما، رغم أنّ العلامة الإبراهيمي ردّ على دائرة المعارف الإسلاميّة، واعتبر" الدوسن وأولاد جلال خارجان عن الزاب وتقعان غربيه" مخالفا بذلك ابن خلدون الذي يؤكد على زابية الدّوسن في قولـه:"وسلكنا القفر إلى الدّوسن من أطراف الزاب " .
أمّا الزاب القبلي فيضمّ بلدات: أورلال، ليوة، الصّحيرة، بنطيوس، مخادمة، أمليلي، أوماش، بيقو، مناهلة، زاوية بن واعر... أمّا الزاب الشرقي فيقع شرق مدينة بسكرة، عاصمة الزاب، ويضمّ سيدي عقبة، تهودة، عين الناقة، الذيبيّة، سيدي خليل، شتمة، الدروع، الفيض، خنقة سيدي ناجي، زريبة الوادي، بادس، القصر، ليانة، سريانة، قرطة، زريبة حامد... وغيرها. . وجميعها تقع في إقليم ولاية بسكرة الجزائريّة.
بل أذهبُ إلى أكثر من ذلك حيث أجزم أنّ مصطلح (الزاب) يكاد يقتصر اليوم عند الإشارة إلى مناطق بعينها فقط، تشـمل دائرة أورلال ببلدياتها وقراها وبدرجة أقلّ دائرة طولقة، بحيث لما يقول الرّجل في هذا الزمان إنّي ذاهب إلى الزاب، مباشرة تتجه الأنظار صوب أورلال وكذلك طولقة وضواحيهما القريبة إلى حدّ ما، ولـهذا ما زال إلى اليوم يطلق على الشارع الرئيس ببسكرة (الزعاطشة) المؤدّي إلى هذه البلديات (طريق الزاب).

من مدن الزاب القديمة

رغم اتساع الرّقعة الجغرافيّة لبلاد الزاب واحتوائه قديما على أكثر من 360 مدينة وقرية، إلا أنّ مجموعة منها فقط تصدّرت أحداث التاريخ ومحطاته الكبرى وكان لـها شأن يذكر.
ومن مدن الزاب تأتي في الطليعة مدينة (زابي) التي اشتق منها مصطلح الزاب، والتي بنيت على أطلالـها مدينة المسيلة، ومدينة (طبنة) عاصمة الزاب في العهد الأغلبي وتقع اليوم قريبا جدا من بريكة بولاية باتنة، وعاصمة الزاب الجزائريّ كما يقول المؤرّخ عبد الرحمن الجيلالي ، أمّا ابن حوقل المتوفى عام (981 م) فيذكر عن (طبنة) بعدما فقدت بريقها " طبنة مدينة قديمة وكانت عظيمة كثيرة البساتين والزروع والقطن والحنطة والشعير ولـها سور" ، و(مقرة) التي تقع شرق (المسيلة) التي نبغ فيها العلامة المقّري صاحب كتاب (نفح الطيب) وقد نقل عنه العلامة محمّد البشير الإبراهيمي " أصل سلفنا من مقرة إحدى قرى زاب إفريقية انتقلوا في المائة السادسة إلى تلمسان"
و(المسيلة) التي بناها الفاطميون لتحلّ محلّ طبنة كما أسلفنا، إلى جانب مدينة (قسنطينة) يقول الأستاذ الكعّاك وهو يتحدّث عن الجزائر في العهد الموحّدي " ولم تكن بجاية وحدها حضرة علم فإنّ مدن الزاب وعلى الخصوص قسنطينة وعموم المدن الجزائريّة " .
إضافة إلى مدينة (باغاي) التي اشتهرت بمؤتمر شيعة دوناتيس عام 394 م، كما ارتبطت بشخصيّتي الكاهنة وكسيلة في البدايات الأولى للفتوحات الإسلاميّة لبلاد المغرب، وهي مدينة شهيرة تقع حاليّا في ولاية خنشلة، ومدينة (أربه أو أذنه أو أدنه) وكانت ذات شان على عهد عقبة بن نافع، ومدينة (مسكيانة) بولاية أم البواقي اليوم والقريبة من (باغاي)، قال عنها ابن حوقل في كتابه صورة الأرض ما نصّه " مسكيانة قرية عليها سور قديمة كثيرة المياه والزرع ولـها سوق وماؤها جار من عيون فيها من الحوت الكثير الرخيص وسوقها ممتد كالبساط" .
ومن مدن الزاب قديما كذلك (نقاوس) و(تيجيس) جنوب شرقيّ قسنطينة، وبالتراب التونسيّ اليوم مدينة (توزر) هذه المدينة التي اعتبرها ياقوت الحمويّ في معجم بلدانه من مدن الزاب " مدينة في أقصى إفريقية من نواحي الزاب الكبير من أعمال الجريد، معمورة، بينها وبين نفطة عشرة فراسخ... " إضافة إلى قفصة ونفطة الزابيتين التونسيتين حاليّا، يقول الحمويّ دائما حول الزاب"الزاب الكبير منه بسكرة وتوزر وقسنطينية وطولقة وقفصة ونفزاوة ونفطة وبادس" .
أمّا مدن الزاب القديمة والموغلة في التاريخ وتتبع حاليا إقليم ولاية بسكرة؛ فهناك: الدوسن، طولقة، تهوذا (تهودة)، بادس، بسكرة، ملشون، حياس، مشاش…وغيرها.
الزاب في الشعر العربي
احتلّ مصطلح (الزاب) حيّزا معتبرا في المساحة الشاسعة لديوان العرب في قديمه وحديثه، مما يمكن أن يشكل ديوانا مستقلا (الزاب في الشعر العربي). أو ينهض بإعداد دراسة عن الزاب .
ومن الشعراء القدامى الذين استحوذت بلاد الزاب على إعجابهم فاستلـهموا من ربوعها درر قصائدهم، الشاعر محمّد بن هانئ الأندلسي (932 م – 973 م) الذي بعدما ضاقت عليه الأرض بما رحبت ومطاردته من الأندلس لتشيّعه الواضح، لجأ إلى بلاد الزاب، يوم كانت شيعيّة وعاصمتها المسيلة، فاتصل بأميرها جعفر بن حمدون الأندلسي، وقد ظلّ ينعم في كنفه مادحا لـه ولأخيه يحي وابنه إبراهيم وللزاب كذلك.
ولشدّة إعجابه وسحره بهذا الإقليم فقد خصّه بوصف بليغ في عدّة قصائد ، مشبّها إيّاه بجنّة الخلد والكوثر في قولـه:
خليلي أين الزاب عـنّا وجعفـــر وجنّـة خلد بنـت عنهــا وكوثــر
أتى النّاس أفواجـا إليـك كأنّمــا من الزاب بيت أو من الزاب محشر
و في قصيدة أخرى :
إنمــا الـزاب جنـّة الخلـد فيـهـا مـن نَــدَاهُ غـضـــارة التصريف
أما قصره فقد أعجب بقبابه المشيدة التي ازدانت بها بلاد الزاب:
ألا أيّها الـوادي المقدّس بالطــوى وأهــلَ الندى قلبي إليـك مشـوق
ويا أيّها القصر المنيـف قبابــه على الزاب لا يسـدد إليك طريــق
ويا ملك الزاب الرّفيعَ عمــادُه بقيتَ لجـمع المجد وهـي فريـــق
وفي قصيدة أخرى يشبّه بلاد الزاب بالعراق وهي تضم حينذاك بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية العباسية، حيث يتزاحم كبار القبائل والشيوخ على باب جعفر بن علي بن حمدون كأنّه خليفة بغداد:
ورأيت حولي وفـد كـلّ قبيلـة أرضا وطأت الدر رضراضا بها وسمعت فيـا كلّ خطبة فيصـل حتى توهمت العـراق الزابــا والمسك تربا والرّيّاض جنابـا حتى حسبت ملوكها أعرابـا
وفي موضع آخر يمدح جعفر بن علي ويسمو ببلاد الزاب إلى مرتبة بغداد حاضرة الخلافة العبّاسيّة في عدلـه وحسن سيّاسته في قولـه:
تبغدد منه الزابُ حتى رأيتُـه يَهبّ نسيمُ الروض فيه فيُستجفى










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-28, 14:54   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
Aboujamil
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مفيد جدا شكرا جزيلا وجزاك الله كل خير










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-29, 19:03   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
أبو شهد البصري
عضو جديد
 
الصورة الرمزية أبو شهد البصري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2012-07-28, 15:00   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
Aboujamil
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مفاهيم حول تاريخ الدولة الجزائرية
قال الأستاذ الدكتور مولود قاسم لجريدة الجمهورية الجزائرية بتاريخ 13/07/1985 بمناسبة ذكرى الأمير عبد القادر: خربش مخربشون وثرثر مثرثرون في الصحافة والإذاعة والتلفزة الجزائرية.. إن الأمير عبد القادر أنشأ أول دولة جزائرية حديثة، وهذا خطأ؛ لأن الأمير عبد القادر لم ينشئ هذه الدولة وإنما بعثها؛ لماذا بعثها؟ لأنها كانت موجودة، انهارت سنة 1830، وهو بعثها من جديد إلى الوجود سنة 1832، أي سنتين بعد ذلك، بعد مبايعته في جامع البيعة بمعسكر.
وعندما نقول إن الأمير عبد القادر أنشأ الدولة الجزائرية الحديثة، فمعنى ذلك أنه قبل سنة 1832 لم تكن هناك دولة جزائرية، وهذا يعني محو الدولة الجزائرية في العهد العثماني، التي دامت ثلاثة قرون و15 سنة تقريبا، ومعنى هذا أيضا إلغاء حوالي قرنين من عمر الدولة الزيانية الجزائرية، التي كانت عاصمتها تلمسان، كما تعلمون. فالعصر الحديث يبدأ من سنة 1453 م، وهي السنة التي فتح فيها المسلمون إسطنبول والقسطنطينية والآستانة على يد محمد الفاتح، ذلك الصنديد الكبير، من تلك السنة يبتدئ العصر الحديث، وتنتهي القرون الوسطى بالنسبة لأوروبا، طبعا، أما بالنسبة لنا فقد كانت النور والازدهار.
وعندما نقول نحن إن الأمير عبد القادر أسس الدولة الجزائرية الحديثة فمعنى هذا أننا ظللنا منذ سنة 1453 ونحن بدون دولة، أقول لا، هذا تزوير للتاريخ، يؤكد الدعاية الاستدمارية الفرنسية، ولذا أقول إن الأمير عبد القادر لم ينشئ الدولة الجزائرية الحديثة وإنما بعثها، حيث زالت لمدة سنتين 1830/1832، فأعادها، وبعثها من جديد عندما استلم المقاليد بيديه، وقاد المقاومة الشعبية، ففي سنة 1832 بدأ مقاومته، وبعث دولتنا جميعا طبعا سنة 1832، أما الدولة الجزائرية العثمانية التي وضع لها الغزو الفرنسي حدا يوم 05 جويلية 1830، فكانت منذ 1516، وقبلها كانت الدولة الزيانية منذ الثلث الأول من القرن الثالث عشر الميلادي، أي كانت لدينا دولة في العصر الحديث منذ الدولة الزيانية نفسها في منتصف قرنها الثالث، أي ما قبل الأخير، فضلا عن الدولة الجزائرية العثمانية التي بدأت سنة 1516، ولذا فلا يجوز لأحد أن يقول إن دولة الأمير عبد القادر هي أول دولة جزائرية حديثة، لأن معنى هذا أننا نمحو أربعة قرون تقريبا من تاريخنا، ونضرب عنها صفحا، ونعزز بهذا دوغول وأصحابه ونساند نظريتهم، وندعم زعمهم، ونؤكد ادعاءهم وتزييفهم للتاريخ وتحريفهم لماضينا، هذا هو الفرق بين الإنشاء والبعث بالنسبة لدولة الأمير عبد القادر، وعموما بالنسبة لأية دولة؛ لأن الإنشاء يكون من العدم؛ فالدولة الجزائرية الحديثة كانت موجودة قبل الدولة الجزائرية العثمانية، فضلا عن دولة الأمير عبد القادر؛ أي منذ الدولة الزيانية ومنذ بداية العصر الحديث سنة 1453م، وإنما الدولة الزيانية انتهت بصفة رسمية سنة 1516م، بالنسبة إلى عموم القطر، وفيما بعد بقليل بالنسبة لتلمسان وضواحيها. وعلى كل حال قبل سنة 1554م، ولكنها منذ 1453م وهي حديثة، فالدولة الجزائرية الحديثة بدأت إذن سنة 1453م مع السنة الأولى من بداية العصر الحديث والأمير عبد القادر بعثها، و لم ينشئها سنة 1832م بعد أن وضع لها الغزو الفرنسي حدا سنة 1830، ثم بعثتها من جديد جبهة التحرير الوطني بعد الأمير عبد القادر.










رد مع اقتباس
قديم 2012-07-28, 15:31   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
allamallamallam
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aboujamil مشاهدة المشاركة
مفاهيم حول تاريخ الدولة الجزائرية
قال الأستاذ الدكتور مولود قاسم لجريدة الجمهورية الجزائرية بتاريخ 13/07/1985 بمناسبة ذكرى الأمير عبد القادر: خربش مخربشون وثرثر مثرثرون في الصحافة والإذاعة والتلفزة الجزائرية.. إن الأمير عبد القادر أنشأ أول دولة جزائرية حديثة، وهذا خطأ؛ لأن الأمير عبد القادر لم ينشئ هذه الدولة وإنما بعثها؛ لماذا بعثها؟ لأنها كانت موجودة، انهارت سنة 1830، وهو بعثها من جديد إلى الوجود سنة 1832، أي سنتين بعد ذلك، بعد مبايعته في جامع البيعة بمعسكر.
وعندما نقول إن الأمير عبد القادر أنشأ الدولة الجزائرية الحديثة، فمعنى ذلك أنه قبل سنة 1832 لم تكن هناك دولة جزائرية، وهذا يعني محو الدولة الجزائرية في العهد العثماني، التي دامت ثلاثة قرون و15 سنة تقريبا، ومعنى هذا أيضا إلغاء حوالي قرنين من عمر الدولة الزيانية الجزائرية، التي كانت عاصمتها تلمسان، كما تعلمون. فالعصر الحديث يبدأ من سنة 1453 م، وهي السنة التي فتح فيها المسلمون إسطنبول والقسطنطينية والآستانة على يد محمد الفاتح، ذلك الصنديد الكبير، من تلك السنة يبتدئ العصر الحديث، وتنتهي القرون الوسطى بالنسبة لأوروبا، طبعا، أما بالنسبة لنا فقد كانت النور والازدهار.
وعندما نقول نحن إن الأمير عبد القادر أسس الدولة الجزائرية الحديثة فمعنى هذا أننا ظللنا منذ سنة 1453 ونحن بدون دولة، أقول لا، هذا تزوير للتاريخ، يؤكد الدعاية الاستدمارية الفرنسية، ولذا أقول إن الأمير عبد القادر لم ينشئ الدولة الجزائرية الحديثة وإنما بعثها، حيث زالت لمدة سنتين 1830/1832، فأعادها، وبعثها من جديد عندما استلم المقاليد بيديه، وقاد المقاومة الشعبية، ففي سنة 1832 بدأ مقاومته، وبعث دولتنا جميعا طبعا سنة 1832، أما الدولة الجزائرية العثمانية التي وضع لها الغزو الفرنسي حدا يوم 05 جويلية 1830، فكانت منذ 1516، وقبلها كانت الدولة الزيانية منذ الثلث الأول من القرن الثالث عشر الميلادي، أي كانت لدينا دولة في العصر الحديث منذ الدولة الزيانية نفسها في منتصف قرنها الثالث، أي ما قبل الأخير، فضلا عن الدولة الجزائرية العثمانية التي بدأت سنة 1516، ولذا فلا يجوز لأحد أن يقول إن دولة الأمير عبد القادر هي أول دولة جزائرية حديثة، لأن معنى هذا أننا نمحو أربعة قرون تقريبا من تاريخنا، ونضرب عنها صفحا، ونعزز بهذا دوغول وأصحابه ونساند نظريتهم، وندعم زعمهم، ونؤكد ادعاءهم وتزييفهم للتاريخ وتحريفهم لماضينا، هذا هو الفرق بين الإنشاء والبعث بالنسبة لدولة الأمير عبد القادر، وعموما بالنسبة لأية دولة؛ لأن الإنشاء يكون من العدم؛ فالدولة الجزائرية الحديثة كانت موجودة قبل الدولة الجزائرية العثمانية، فضلا عن دولة الأمير عبد القادر؛ أي منذ الدولة الزيانية ومنذ بداية العصر الحديث سنة 1453م، وإنما الدولة الزيانية انتهت بصفة رسمية سنة 1516م، بالنسبة إلى عموم القطر، وفيما بعد بقليل بالنسبة لتلمسان وضواحيها. وعلى كل حال قبل سنة 1554م، ولكنها منذ 1453م وهي حديثة، فالدولة الجزائرية الحديثة بدأت إذن سنة 1453م مع السنة الأولى من بداية العصر الحديث والأمير عبد القادر بعثها، و لم ينشئها سنة 1832م بعد أن وضع لها الغزو الفرنسي حدا سنة 1830، ثم بعثتها من جديد جبهة التحرير الوطني بعد الأمير عبد القادر.
اخى الكريم

من اسس الدوله الجزائريه الحديثه هو الامير عبد القادر

لكن سؤال ؟؟؟؟؟ هل كان الامير يسمى دولته الجزائر ؟؟؟؟؟؟ كانت اراضيه فى معسكر و تلمسان و المديه اى تاخذ مفهوم الجزائر نوعا ما


الجزائر سابقا هى تتكون من المغرب الادنى الذى ينتهى بين البرج و البويره ثم يبدأ المغرب الاوسط الى غاية وجده


ثم الاتراك اسسوا ايالت الجزائر التى تظم تقربا و سط الجزائر


اخى الجزائر بشكلها الحالى من اسستها هى جبهة التحرير


سلام









رد مع اقتباس
قديم 2012-07-30, 11:31   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
wahson
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكور اخي الله يحفضك على التألق










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الزاب،, سيان, طولقة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:30

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc