بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يقول ابن القيم:لسان الحال أن الله يقول لآدم:
يا آدم إنما ابتليتك بالذنب لأني أحب أن يظهر فيك فضلي عليك و جودي و كرمي بك.
يا آدم، لو لم تذنبوا لذهبت بكم ثم أتيت بقوم يذنبون فيستغفرون فأغفر لهم،
يا آدم، كنت تدخل علي دخول الملوك على الملوك قبل المعصية، أما الآن فسوف تدخل علي دخول العبيد على الملوك و هذا أحب إلينا.
يا آدم ، إذا عصمتك و عصمت بنيك من بعدك، فعلى من أجود برحمتي و على من أجود بعفوي و على من أجود بمغفرتي، و على من أجود بتوبتي و أنا التواب الرحيم.
يا آدم ، لا تجزع من قولي لك، اخرج من الجنة فما خلقت الجنة إلا لك، و لكن اهبط إلى دار المجاهدة: الأرض، و ابذر فيها بذور التقوى. حتى إذا اشتقت إلي و أحببت العودة إليّ قبلتك و فتحت لك باب جنّتي و رددتك إلى مقامك و جعلتك في جواري.
يا آدم، ذنب تذلّ به إلينا أحبّ إليّ من طاعة تمن بها علينا.
يا آدم، أنين المذنبين أحب إليّ من تسبيح المرائين.
إن التوبة من أبرز معاني العبودية لله...ينكسر قلبك له و هو يعلم أنه ليس له ملجأ سواه و لا يملك العفو إلا هو.
فلماذا لا نقبل عليه؟... هل لدينا من هو أكرم و أرحم و أبر و ألطف....حاشا لله
ان رب العزة يدعونا و يرجو رجعتنا...و عنده الأجر الجزيل...مغفرة ، حب، تبديل السيئات حسنات، فهل نجد أقل من هذا عند غيره؟...