ثورة الذكاء الاصطناعى

[seifellah]

كلنا سمعنا عن الذكاء الاصطناعى , خصوصاً فى أفلام الخيال العلمى التى نشاهدها بأستمرار
فهل فعلاً فى المستقبل سنرى ذكاء أصطناعى بهذا التطور الضخم الذى نشاهده فى الافلام ؟

الذكاء الاصطناعى

الذكاء الاصطناعى هو ذكاء يتم صنعة داخل برامج الحاسوب ليشابة و يحاكى الذكاء الطبيعى لدى البشر بخواصة كاملة و يكون تركيز العلماء على محاكاة اصعب الخواص فى الذكاء و هى التعلم والاستنتاج ورد الفعل و الصعوبة تكمن فى فعل ذلك لأوضاع لم تبرمج علية الاله او البرامج .

الذكاء الاصطناعي فرع من علم الحاسوب أيضاً .كما تعرف الكثير من الكتب الذكاء الاصطناعي على انه ” دراسة وتصميم العملاء الأذكياء” والعميل الذكي هو نظام يستوعب بيئته ويتخذ المواقف التي تزيد من فرصته في النجاح في تحقيق مهمته أو مهمة فريقه. جون مكارثي، الذي صاغ هذا المصطلح في عام 1956، عرفه بأنه “علم وهندسه صنع آلات ذكيه”.

أذا أتينا للتعريف الحقيقى و الوحيد للذكاء الاصطناعى , فربما لن تجدة , لأن العلماء و الفلاسفة ما زالو يختلفون حول مفهوم ” الذكاء ” و هل ما تم برمجته مسبقاً على بعض الحركات و الافكار يعد ذكاء ؟

سيطرة الحواسيب

دخل الحاسب الالى حياتنا فقط منذ بضعة عشرات السنوات , و مع ذلك اصبح يتخلل كل شئ , و بالتأكيد أصبحت حياتنا بشكل ضخم مرتبطة بالحواسيب ,و أصبح من الصعب تفريق الحياة البشرية عن الحياة الصناعية , و لنعرض تطور الحواسيب فقط عليك أن تنظر منذ بضعة سنوات فقط , كم كان سعر الحاسب الالى و كم كانت قوتة ؟ و تقارن بينه و بين الحواسيب الحديثة الموجودة حالياً !

بالتأكيد سنجد أن الفرق ضخم و هذا الفرق لم يتوقف الى هذه اللحظة , و لكن بالتأكيد سيكون أضخم و أضخم و اضخم فى السنوات القادمة , أذكر أن الحاسب الالى الخاص بى فى عام 1999 م أشتريتة بثمن 5 الاف جنيهات و كانت أمكانياته عباره عن 5% من أمكانيات الموبايل الخاص بى حالياً , تخيل مدى التطور الذى وصلنا الية فى مجال التقنية!

لنرجع سنوات أخرى الى الماضى , و سنرى أن جهاز الحاسب الالى الاول كان يملئ غرفة كاملة بالمعدات ووزنة 5 طن و كان يساوى مليون دولار فى وقتة و كانت قوتة هى أجراء 4 الاف عملية حسابية فى الثانية الواحدة

فى المقابل الهواتف النقالة التى تم صنعها سنة 2009 تحتوى على رقاقه ذاكره بحجم عقلة الاصبع و تباع بأقل من 20 دولار قوتها هى أجراء مليار عملية حسابية فى الثانية الواحدة , ملاحظة : أنا أتكلم عن هاتف نقال قديم , الهواتف الذكية الحالية تستطيع أجراء مليارات العمليات الحسابية .

هذا بالنسبة للاجهزه المحموله لكن ماذا عن أجهزه الحاسب الاقوى من تلك الموجوده فى هواتفنا ؟

كمثال التليسكوب الفضائى كيبلر , يستطيع أن يقوم بعمليات حسابية ضخمة للغاية , لدرجة أنه يستطيع أن يقوم بألتقاط الكواكب التى تدور حول النجوم البعيدة جداً عننا , و لتقريب ما يفعلة هذا التليسكوب لخيالكم , شرفتك فى المنزل و أنظر الى الطريق السريع , و راقب السيارات التى تمر , الان هناك ذبابه تطير على مصباح أحد السيارات التى تمر , هل تستطيع أن ترى تلك الذبابة , بالتأكيد لا تستطيع , فما بالك لو كان الطريق السريع بعيد جداً عنك , لدرجه أنه بعيد بمئات السنوات الضوئية ! , فى الحقيقه كيبلر يستطيع ألتقاط صور النجوم البعيدة و تحليلها بأجهزه قويه جداً لمعرفه اذا كان هناك كوكب يدور حول الشمس .

و من الفضاء الى الارض , اليوم أصبح هناك ما يسمى بالمنازل الذكية و هى منازل يتم التحكم فيها من خلال أجهزه حاسوب ذكية للغاية و يظن الكثير من الناس انها ستكون المنازل المستقبليه للبشر , أيضا هناك ما تسمى بالسيارات الذكية , و هى سيارات لديها نوع من الذكاء الاصطناعى يقوم هو بقيادة السياره و أنت جالس خلف المقود و يتجنب كل الحواجز أمام السياره بأستخدام جهاز ليزر , بالتأكيد تلك التقنية فى السيارات ما زالت بدائية و لكن توقع كيف ستكون بعد 10 سنوات مثلاً !

]

أذا أنتشرت هذه التقنية فستتوقف ما نسمية اليوم حوادث السير نهائياً , أيضاً هى موجوده بكثرة حالياً فى الطائرات .
فى بداية تلك السنة 2013 , قامت شركة السامسونج بوضع حاسب ألى صغير فى الساعة مكونه اول ساعة يد رقمية تستطيع منها القيام بعمل مكالماتك و الاطمئنان على أقاربك و تصوير ما حولك بساعة يدك فقط !

أيضاً حدث تطور ضخم فى الـ games التى نلعبها على الاجهزه المختلفه , فقد زاد الذكاء الاصطناعى لدى الاعداء بشكل كبير جداً كما فى بعض الالعاب الحديثة مثل Assasin’s creed مثلاً , فكل تلك الاشياء تحتاج الى سنوات من العمل الشاق .

و الاسلحة المتطورة كالصواريخ الموجهة التى تستطيع أن تهرب من دفاعات العدو
و بهذا كل فتره سيكون هناك حواسيب أصغر و أصغر و أصغر و متطوره أكثر , و بهذا النمط ستصبح الحواسيب غير قابلة للملاحظة كمثال , هناك بعض العلماء لديهم أفكار عن شكل الطب فى المستقبل , و يقومون بمحاولة تطوير تقنية جديده , و هو حاسب الى صغير بحجم قرص دواء , يتم أبتلاعة ليقوم بدوره بمراقبة صحة الانسان من الداخل , و أذا أصيب شخص ما بأزمة قلبية يقوم الحاسب بالاتصال سريعاً بأقرب مستشفى ليخبرهم بالحالة و مكانها , كل هذا و الشخص مغمى علية !

الرجال الاليين

و بعد أن عرضنا كيفيه تغلل الحواسيب فى كل حياتنا , نرجع مره اخرى الى الذكاء الاصطناعى , للأسف كل ما قلناه فى السابق يعتبر ذكاء أصطناعى بدائى , مثل الرجال الاليين الذى يتم صنعهم فى اليابان كل فتره , و لكن هناك مشكلة كبيرة هنا , الرجال الاليين الحاليين لديهم مشكلة , و هى أنهم يستطيعو رؤية ما نراه نحن و يمكن أفضل مننا , و لكنهم لا يستطيعون أدراكه و فهم ما يشاهدونة , و أيضاً يستطيعون أن يسمعو الاشياء و لكنهم لا يستطيعون فهم ما يسمعوة , عكس البشر , فالتفكير و التصرف بأستقلاليه هى من صفات الذكاء البشرى , و لكنه محدود جداً فى الذكاء الاصطناعى الحالى

كانت هذه المشكله موجوده حتى قام مجموعة من العلماء فى معهد ماساتشوستس بعمل دمج بين علم الاعصاب و علم الحواسيب الذكية , و كان مشروعهم يتضمن أولاً فهم الذكاء الانسانى و كيفيه عمل الدماغ البشرى , و من ثم تطبيقه على الحاسب الالى لتكوين الذكاء الاصطناعى الذى يستطيع أن يدرك ما يراه , و بالفعل تم صنع برنامج يقلد الطريقة التى يعالج بها الدماغ البشرى المعلومات البصرية التى تأتى الية من العين , و تم عرض مئات الصور المألوفة فى البيئة مثل الحيوانات و السيارات و البنايات و الاشجار و النباتات , و من ثم عرض الفريق صوراً لهذه الاشياء و لكنها هذه المرة موجوده فى الشوارع , و أستطاع الحاسب الالى تمييز 78 % من الصور التى تم وضعها له فى الاختبار , و بهذه الطريقة يمكننا أضافه تلك البرامج فى المستقبل للرجال الاليين لجعلهم يميزو الاشياء و يدركو الواقع من حولهم ! .

هناك أيضاً مشكلة أكبر كانت تواجة العلماء فى السابق فى عملية بناء الرجال الاليين , و كانت هى الحركة و الجرى و المشى , بالنسبة لنا و لعقولنا أن الحركة و المشى امر سهل للغاية و نقوم بفعلها بدون حتى تركيز أو بدون مجهود , و لكن فى الحقيقة أن المشى و الحركة أمر فى منتهى التعقيد داخل عقولنا , و أحتاج الامر لأكثر من 20 سنة من المجهود البشرى الشاق فى اليابان لجعل رجل ألى يمشى , و قد كان .

E]

الرجل الالى Asimo أزيمو , و هو أكثر الرجال الاليين تطوراً من ناحية السير و الحركة و المشى فقد أبدع اليابانين كثيراً فى صنعة , و لكنة من ناحية الذكاء الاصطناعى فهو ضعيف قليلاً فى الحقيقه ان معظم ما يقوله و يفعلة هو مجرد برمجة أليه و ليست ذكاء أصطناعى , على الأقل حتى الان .[/CENTER]

المشاعر

لعقود كثيرة ظن العلماء أن المشاعر ليست لها علاقة بالذكاء , و لكن أتضح عكس هذا , فالعاطفة و المشاعر لها علاقة ضخمه بالذكاء , كمثال المشاعر هى التى تحدد لنا ما هى الاشياء التى يجب البحث عنها , ما هو الصحيح و ما هو الخطأ .

لدى البشر المصابين بتلف دماغى فأن الفص الامامى المختص بالتفكير و أتخاذ القرارات يعجز عن التواصل مع الجزء الداخلى من الدماغ المختص بالمشاعر و العاطفه و هذا المرض يجعل أصحابة غير قادرين على أتخاذ القرارات , لأنهم فى الحقيقه لا يميزون بين الصواب و الخطأ , و بين ما هو مهم و ما هو غير مهم !

لذلك فأن وضع المشاعر فى الذكاء الاصطناعى و الرجل الالى هو أمر فى غاية الاهمية , و الا سيكون عندنا رجل الى لا يميز الطيب من الخبيث , أو الصواب من الخطأ و بالتالى فأنه يعجز عن التصرف .

يحاول حتى الان العلماء العمل على ذلك الجانب , حتى الان هناك فشل كبير فى محاولة محاكاة المشاعر البشرية , و هناك محاولات يابانية لصنع دمية لديها القدرة على الشعور بمشاعر البشر و لكنها أيضاً ما زالت بدايئة و تشعر و كأنها مبرمجة على بعض الحركات فقط , مثلها مثل باقى الرجال الاليين , و ربما يعد الاكثر تطوراً فى هذه الجزئية هو الروبوت NAO و هذا مقطع فيديو لبعض حركاته

https://www.youtube.com/watch?v=2STTNYNF4lk

حواسب داخل عقولنا !

فى الحقيقة هناك بعض العلماء يؤمنون بأننا في يوم ما , لن نحاول تطوير الذكاء الاصطناعى فحسب , و أنما سنحاول تطوير ذكائنا البشرى ليصل الى قدرات الحواسب العملاقة .

كمثال صنع رقاقات ذاكرة لحفظ الذكريات القديمة لدينا و هذه قد بدأ فيها العلماء بالفعل و هناك تجارب كثيرة عليها .

وهناك أيضاً بعض العلماء ما يظنون أننا فى المستقبل سنصنع حاسب ألى صغير نضعة فى عقولنا لزيادة قدره الانسان على التفكير و حل المشاكل .

و بهذا سنستفيد من تطور علوم الذكاء الاصطناعى ليس فقط فى صنع رجال أليين , و أنما فى تطوير الذكاء البشرى البيلوجى العادى لنصنع ذكاء مخلط بين الصناعى و الطبيعى أو بمصطلح أفلام العلمى مثل السايبورج .

فى الحقيقه ان هذا التخيل للعالم و الذكاء المستقبلى , ليس مجرد تخيل و أنما يتم أستخدامة فى الواقع , فهناك بعض الامراض النفسية القويه , مثل مرض الاكتئاب القوى , يمكن الان علاجة بسهوله عن طريق وضع أقطاب كهربائية فى عقول المرضى , و فجأه بعد أنتهاء العملية يصبح المريض المصاب بالاكتئاب القوى الدائم على البكاء يصبح قادر على الضحك من جديد كما لو أنك أستبدلتة بدماغ شخص أخر .

أذا ففى المستقبل ربما نقوم بعمل عملية لأنفسنا و فجأه بعد أنتهاء العملية نصبح أكثر ذكائاً و أكثر قدره على حل المشاكل الرياضية مثلاً ..
نستطيع أن نقول بسخرية أن الانسان يصبح ألى بالتدريجى و الرجل الالى يصبح بيولوجى بالتدريج !
و كمثال على هذا , فأن هناك مصابين فى منطقة حيوية خاصه بالذاكرة نتيجة حوادث مثلاً , يتذكرون كل شئ قبل الحادثة و لكنهم يعجزون على تكوين ذكريات جديدة و كأن دماغهم قد وقف ! , هناك بعض العلماء فى جامعة ساذرن كاليفورنيا الان يتجهزون لعلاج تلك المشكلة عن طريق ذراعة ذاكرة كمبيوتر داخل دماغ المصابين , تم تجربتها داخل أدمغة الفئران و نجحت !
أيضاً امراض مثل الزهايمر و معظم الامراض التى تتعلق بالدماغ و ليس لها علاج , يمكننا بسهولة أستبدالها بقطع من الذاكرة لعلاجها
هذه بداية حتى تتحول حياتنا البيولوجية , الى حياة تدمج بين الحياة الالية و الحياة البيولوجية معاً و نصبح سايبورج !
هذه الاكتشافات و المحاولات , لو تم تنفيذها فى المستقبل بتقنية أكبر , فأننا بكل تأكيد سنشهد تطور ضخم فى كل شئ , فى مجالات الفيزياء و فهمنا للكون وصولاً بالحياه الخاصة بنا و تعاملاتنا مع البشر !

أخطار

هناك العديد من الناس يخشون كثيراً من الذكاء الاصطناعى و يعتبرونة تهديد خطر على البشرية , فماذا لو قام الرجال الاليين الذين زودناهم بذكاء أصطناعى بتطوير أنفسهم و تطوير ذكائهم ليصبحو أكثر ذكائا منا و نصبح نحن بالنسبة لهم مجرد حيوانات أليفة لا يهتمو لها كثيراً ..

أستطاعت هوليوود اللعب على ذلك الوتر كثيراً مثل أفلامها التى تحكى عن تمرد يحدث من الرجال الاليين ضد البشر و البدأ بمحاربتهم , و لكن يرد عليهم معارضى هذا الرأى , بأننا من نصنع الرجال الاليين و ليس العكس و عندنا القدره على الحد من تطورهم و من ذكائهم حتى لا يصبحو أكثر ذكائاً منا .
فى نفس الوقت هناك من يعتبر أن تطور الذكاء الاصطناعى = تطور الذكاء البشرى أيضاً كما وضحنا فى الاعلى .

ولكن أكثر الأخطار أهمية هى أن التطور الصناعى الذى سيحدث لعقولنا و ذكائنا هو بداية لخلق مجتمع متمايز عن بعضة و ليس متكافئ , فالفقراء الذين لن يكونو قادرين على تطوير قدراتهم و ذكائهم لن يكون لهم وجود , و هذا يعد ظلماً كبيراً لأجيال كثيرة قادمة .

و لكن ما نعلمة الان , أننا أمام ثورة ضخمة مثل الثورة التى شاهدناها فى الحواسيب و قبل الثورة الصناعية و قبلها الثوره الزراعية , هناك ثوره جديدة قادمة فى الافق , و هى ثورة الذكاء الاصطناعى , و بالتأكيد الذى سيقف موقف المتفرج على هذه الثورة , فسيخسر الكثير و الكثير فى الحقيقة لن يكون له وجود فى المستقبل .

[NEWFEL..]

[mohamed.islam2007]

شكرا على المعلومات القيمة