لكنابست” يطالب بدراسة معمقة وجادة للمنظومة التربوية

[hizoka]

علامات الموسيقى والرسم ساهمت في رفع النتائج

طالب المجلس الوطني المستقل الموسع لأساتذة التعليم الثانوي والتقني (فرع التعليم المتوسط) وزارة التربية الوطنية بضرورة إجراء دراسة جادة ومعمقة للمنظومة التربوية، وإشراك الفاعلين الحقيقيين في عملية الإصلاح التي تحضر لها هذه الأخيرة، مؤكدا أن نتائج امتحان شهادة التعليم المتوسط لهذا الموسم تراجعت وتقهقرت بنسبة كبيرة مقارنة بنتائج العام المنصرم، ومردها كون النضج العلمي والفكري للتلاميذ لا يتناسب والبرنامج الدراسي المقرر لهم.
وتساءل ”الكنابست” عن السبب الكامن وراء عدم إعلان وزارة التربية الوطنية عن النتائج الرسمية لامتحان شهادة التعليم المتوسط (النسبة الوطنية ونسب الولايات) حتى الآن، بالرغم من مرور يومين على إعلان النتائج، وهو ما يطرح علامة استفهام كبيرة، مؤكدا أن النتائج لهذا الموسم الدراسي ”تراجعت وتقهقرت بصورة ملحوظة”. وقال المنسق الوطني المؤقت لـ”الكنابست الموسع”، دولاش مصطفى، في تصريح أمس، لـ”الفجر”، إن ”نتائج السنة الماضية كانت أحسن من هذا العام، وانخفضت بنسبة بين 15 إلى 25 بالمائة مثلا في ولاية بومرداس وكأمثلة حية نجد متوسطة محمد زروقي نسبة النجاح كانت العام المنصرم في حدود 65 بالمائة، هذه السنة تقهقرت إلى 43 بالمائة، متوسطة بودواو البحري تراجعت من 51 بالمائة المنصرم إلى 28 بالمائة، وحتى وإن سجلت نسب نجاح في بعض المتوسطات حدود 70 بالمائة فهي حالات استثنائية”. وأوضح المتحدث أن ”القراءة الأولية لهذه النتائج بهذا الشكل تقول بأنه من اجتازوا امتحان شهادة التعليم المتوسط للموسم الدراسي لعام 2013 هم تلاميذ الكوكبة التي درست 5 سنوات فقط في الابتدائي، ومن قبل كان التلاميذ الذين يجتازون الامتحان هم من الذين درسوا 6 سنوات في الابتدائي، بمعنى أن الفئة الأولى تفتقد للنضج العلمي والفكري الملائم للبرنامج الدراسي المقرر لهم، وهذا البرنامج مفروض عليهم بصفة إجبارية، وهذا بالرغم من التسهيلات التي وضعتها وزارة التربية الوطنية وانتهجتها من أجل رفع المستوى التعليمي”. وما صنع الاستثناء هذه المرة - حسب المتحدث - امتحان مادتي الموسيقى والرسم، وهما غير مدرجتين في الامتحان الرسمي، فالتلميذ الذي يتحصل على علامة 17، تضاف إلى المجمع العام كامتياز للرفع من المعدل، وتعتبران مادتين مخفيتين كامتياز الغرض من هذا الرفع من نسبة النجاح على حساب المستوى العلمي، و”هذا الامتياز غير معمم على جميع المتوسطات ويمس بمبدأ تكافؤ الفرص، بحيث المتوسطة التي تغيب فيها مادتي الرسم والموسيقى تعاقب بانخفاض رهيب في نسبة النجاح مقارنة مع المتوسطات المحظوظة بتوفر مادتي الرسم والموسيقى، يجتازهما التلميذ 15 يوما قبل الامتحان، والنتيجة الأخيرة هي أن المسار المنتهج من قبل الوزارة يؤدي ارتفاع العلامات بغرض رفع نسبة النجاح وتقهقر المستوى التعليمي”. وأشار المتحدث ذاته إلى ”وجود خلل فجوة كبيرة في المنظومة التربوية، والاكتظاظ، والوزارة مع مديريات التربية يعطي الأولوية للحسابات المالية المتعلقة بمناصب التوظيف على حساب النوعية، حيث تجد 45 تلميذا يدرسهم أستاذ، يضاف إلى ذلك مشكل الساعات الإضافية التي من المفروض أن تكون 22 ساعة وتصل إلى 26 ساعة في الأسبوع وهذا حتى لا يتم توظيف أساتذة”. وفي الأخير، طالب دولاش بـ”دراسة جادة ومعمقة للمنظومة التربوية بحيث يكون عدد التلاميذ في القسم لا يتعدى 25 تلميذا تماشيا وأهداف الإصلاحات الجديدة، والإصلاح المرتقب لا بد أن يشارك فيه الأستاذ لأنه أدرى وليس بخبراء من وراء من المكاتب، بعيدون كل البعد عن الميدان”