ها هو الوزير المفدى يحيي رجال التربية على تفانيهم في خدمة المدرسة الجزائرية، ها هو يتذكر أخيرا أن وراء الأكمة جيش من المربين لا تقوم المدرسة إلا بهم ولولا تفانيهم وجهودهم الجبارة لظهرت عيوب كثيرة سببها غياب الدراسة الدقيقة للمناهج والبرامج. هذه الجهود التي ما فتئ الأساتذة والمعلمون يقدمونها ،لم تشفع لهم عند سيادة الوزير الذي كلف الأمن بمتابعة الإضرابات التي لم ترض عنها الوزارة. بل وأشرك القضاء لإسكاتهم . وحاول غمط دورهم أكثر من مرة ،حيث نتذكر حديثه إلى الاعلام في آخر السنة الماضية حين شكر الإدارة وأولياء التلاميذ وتلافى ذكر الأساتذة لأنهم كانوا حينها مصدر إزعاج لسيادته. هذه الأحكام المزاجية التي يصدرها السياسيون في حقنا يجب ألا تؤثر فينا لا سلبا ولا إيجابا ،فهؤلاء كالقطع النقدية التي أكل عليها الدهر و شرب تتشابه في كل شيء حتى في الصدإ الذي يعتريها ، ودورنا لمواجهتهم هو التوحد والتكتل ونبذ الأنانية والعمل لصالح الجميع. ولا أقصد بنبذ الأنانية ونكران الذات تلك الفئة التي سلب حقها ،بل إن الذي عليه أن يتجنب الأنانية و يعمل للصالح العام لا لفئة أو لمجموعة هو القيادة التي عليها أن تجمع لا أن تفرق ، توحد لا أن تشتت . وهي مسؤولة عما يصير إليه حال المربي. كما يقتضي الأمر اليقظة واختيار قيادات رشيدة تحاسب على الشاردة والواردة ،إن أحسنت فلهذا انتخبناها وإن أساءت فلنقومها ولو بالاطاحة بها إن اقتضت الضرورة.