هـنا الجـزائر..فمـن يعـترض؟
(( أسامة وحـيد ))
اتهمني في أكثر من مرة وموقع بعض "الـزعلاء" الســياسين بأنني مدمن على النظر إلى نصـف الكأس الفارغ، وبشكل فيه قليلا من القلـق وكثيرا من الغـرق جاءتني أكثر من ذبيـحة في ثوب نصـيحة "رخـوية"، تدعوني لأن أحافظ على زاويتي هاته من غارات الزمان والمكان، وطبعا، سمعت ووعيـت وحاولت أكثر من مرة أن أشكر الحكـومة ورب الحكومة وأن أغترف نظرة من نصف الكأس المملوءة تبعد عني شبهة القناص الذي يجعل من أخطاء الحكومة سلعة يتبـضع بها إعلاميا لكي يرسـم ابتسامة ساخرة على وجوه الرعية بدلا من مولانا الراعي، سمعت وسعيت، لكنني في كل مرة كنت أختار نصف الكأس الفارغ ومبرري أنه لا يوجد كأس أصلا حتى أرتشف من نصفه المملوء قطرات تقـيني زمن الكرّ والحرّ والشرّ.. القارئة مروة من العاصمة اعتبرت في تعليقها على عمودي المعنون بـ"مسيرة ضد الجميع" بأنه من الكارثة أن نرقص لأن شباب متحمسين وثائرين قاموا بمسيرة غير مرخصة، وذكرت بأنه من الضحك على أذقـان المواطن أن نعتـبر المسيرة إنجـازا وفتحا تاريخيا عظيما، فالناس ساروا وعادوا إلى بيوتهم بعـدما حرروا قلوبهم من الضـغط العاطفي لينتهي تحديهم لممنوعات زرهوني بقراءة الفاتحة على غزة وعلى زمن أضحى فيه القيام بمسيرة للتنديد والاستنكار إنجازا تاريخيا عظيما يستحق التنويه والتنـويم معا.. في تعليق القارئة مروة جانبا من الصواب وفي موقف بلخادم وأويحيى قبل يوم أمس كل الصواب وكل الفخر والكرامة المعززة فقد فعلـها الرجلان بشكل رسمي وقالا معا، وبعزف واحد، ما عجزت الأنظمة الرسمية قاطبة عن الهمس به، لقد وجه أويحيى وبلخادم أصابعهما الناصـعة "الجرأة" إلى الملعون اليهـودي ليلعنانه مع العالمين، وبنبرة واضحة لابحة فيها ولا خوف ولا خجل، برهنت الجزائر الرسمية والشعبية بأنها أبعد من أن تكون طبقا من أطباق "المدجنات" المصرية أو الخليـجية والمعلبة إسرئيلـيا، وبهذا الموقف وهاته النـشوة يحـق لجزائر "الثـورة" أن تأسف بأنه ليس لها معـبرا تفتحه لغزة ولكن لها صدى صوت ردد في الوقت الرسمي "هنا الجـزائر" فمن يعتـرض..؟
اسامة وحيد:من مواليد:مسعد/ولاية الجلفة
كاتب وصفي بجريدة البلاد
له عمود بعنوان:نقطة صدام