
الفقرة الخامسة ( اختلاف العلماء حول التمائم التي من القران.. و غالبيّة العلماء يقولون أنّها لا تجوز )
قبل البدء بـهذه الفقرة.. وجب التشديد أنّ العلماء الذين وافقوا على تعليق هذه التمائم التي من القران..
قالوا أنّه فقط يتمّ تعليقها للمرضى.. و خاصّة للأطفال الذين يعانون من الخوف في اللّيل أو محسودين و غيره
اذا.. لدينا هنا قولين
قول لـعلماء قالوا أنّ تعليقها لا يجوز.. و علماء اخرون قالوا أنّ تعليقها جائز..
و سـنضع القولين في جدول لـتسهيل المقارنة.. قول لـعلماء قالوا نعم .. و قول لـعلماء قالوا لا..
و سـنضع الأدلّة التي اعتمد عليها كلّ قول
نعم
لا
انّ العلماء الذين وافقوا على تعليق التمائم التي من القران.. استدلّوا بـ :
* الأستدلال بالاية التي تقول :
كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ، و ليتذكر أولو الألباب
فـاعتبر هؤلاء العلماء أنّ بركة القران تكون في كلّ شيء..
حتّى في تعليقه على رقبة الأطفال و المرضى.. و اعتبروه ايضا أنّه من الرقية الشرعية..
معتمدين على حديث رسولنا الكريم: اعرضوا على رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك
* رواية عن الصحابيّ عمرو بن العاص.. أنّه كان يعلّم أطفاله أن يقولوا :
( أعوذ بكلمات الله التامات من شر عباده وغضبه وعقابه )..
ومن لا يستطيع قرائتها.. كان يكتبها عمرو بن العاص على ورقة و يعلّقها على صدر ابنائه
* رواية لأبن عمر رضي الله عنه.. كان يكتب اية الكرسيّ ويعلّقها على رقبة الأطفال
* رواية لأمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها.. حيث قالت :
لا بأس بتعليق التعويذ من القرآن قبل نزول البلاء وبعد نزول البلاء
و رواية لأحمد
-----------------------------------------------------
ملاحظة 1 : فقط الايات القرانية هي ما وافق على تعليقها أغلبية الصحابة و العلماء
الذين وافقوا بـتعليق التمائم التي من القران.. بالتالي تعليق أدعية أو أسماء الأنبياء
أو الصحابة غير جائز لـدى غالبيّة هؤلاء العلماء
ملاحظة 2 : معظم هؤلاء الصحابة و العلماء.. قالوا أنّ تعليق هذه التمائم يكون
بعد وقوع الضرر أو الحسد.. و لا يجب استخدامه قبله.. كما يفعل البعض..
للحماية و ما شابه.. فهو غير جائز و محبّب لدى هؤلاء العلماء للحماية و غيره
ملاحظة 3 : معظم هؤلاء العلماء يرون أن تعليق هذه التمائم يجب أن يتضمّن ايات قليلة
من القران.. أمّا أن تحمل التميمة أو الحرز قران كامل.. فـهذا غير جائز
انّ العلماء الذين قالوا أنّ تعليق التمائم التي من القران لا تجوز استدلّوا بـ :
* الأستدلال بالاية التي تقول :
كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبّروا آياته ، و ليتذكر أولوا لألباب
فـاعتبر هؤلاء العلماء أنّ بركة القران في الأستشفاء تكون على حسب ما جائت به الشريعة.
من قراءة المعوذتين أو الفاتحة على المريض.. الى باقي طرق الرقية الشرعيّة..
و رسولنا الكريم في موضوع الرقى الشرعيّة.. لم يستخدم حروز و لم يعلّق القران على الرقاب
* لم يرد في كتاب الله و سنّة رسول الله أنّ تعليق تمائم فيها كلمات من القران..
يدفع الضرّ أو يتحصّل صاحبه على منفعة.. بالتالي الشريعة لم تثبته
* أحاديث رسول الله عليه الصلاة و السلام عن التمائم هي أحايث عامّة..
لم يتمّ تخصيص بين تمائم شركيّة أو من القران.. بـخلاف الرقية.. التي خصّص لها النبيّ
أحاديث خاصّة بـامكانية استخدامها ما لم يكن فيها شرك
* قام الألباني بـتضعيف رواية عائشة رضي الله عنها.. و قال عن رواية
عمرو بن العاص.. أنّ سندها مختلف
* اعتبر علماء أنّ ما قالت به عائشة و ابن عمر.. اجتهاد منهما.. لا يوجب التطبيق
* قال علماء أنّ الامتناع عن تعليق التمائم فيه سدّ للذريعة
كي لا يتوسّع المسلم في أمور أخرى قد تكون شركيّة.. كما أنّ تعليقها فيه قلّة احترام للقران..
كأن يدخل الشخص بـالحرز الذي يحمل ايات قرانية الى دورة المياه أو يكون في أماكن
فيها مخالفات ومعاصي و موسيقى و غيره
* كان التّابعون يكرهون التمائم كلّها من القران و من غير القران
* قد يتأثّر مستخدم التميمة لـخفّة أو تأثير غير واقعيّ و غير حقيقيّ.. نتيجة الأنشغال بالتميمة
بالتالي يشتغل عقله الباطنيّ لأمور وأحاسيس غير موجودة أصلا.. بالتالي وجب تجنّب التمائم
قول العلماء الموافق على تعليق التمائم من القران هم :
عمرو بن العاص , عائشة رضي الله عنها , رواية لأحمد , الحنفيّة و المالكيّة و الشافعيّة
ظاهر قول ابن تيمية و ابن القيّم و ابن سيرين و ابن حجر و أبو جعفر الباقر و القرطبي..
قول العلماء المعارض على تعليق التمائم من القران هم :
جمهور الصحابة من ابن مسعود الى ابن عبّاس , عقبة بن عامر و غيرهم رضي الله عنهم ,
رواية لأحمد , الشيخ ابن باز , الشيخ ابن عثيمين , الشيخ الفوزان , الألباني و غيرهم
الفقرة السادسة ( شروط كتابة التمائم التي من القران, و شروط من يريد التخلّص منها ) انّ الراجح لدى جمهور العلماء.. أنّه لا يجوز استخدام التمائم كلّها.. مهما كان نوعها..
لأنّ الأدلّة التي تمنع استخدامها.. هي أدلّة قويّة.. و سدّا للذريعة
لكن.. اذا ظلّ لدى أشخاص.. اصرار على استخدام التمائم التي من القران..
و جبت هذه الشروط على كاتب التميمة و على مستخدميها
كاتب التميمة يجب عليه :
أن يكون على طهارة , وأن يكون في مكان طاهر , وأن لا يكون عنده تردّد في صحتها , وأن لا يقصد بكتابتها تجربتها , وأن لا يتلفظ بما يكتب
وأن يحفظها عن الأبصار بل وعن بصره بعد الكتابة وبصر ما لا يعقل , وأن يحفظها عن الشمس, وأن يكون قاصدا وجه الله في كتابتها
وأن لا يشكلها وأن لا يطمس حروفها , وأن لا ينقطها , وأن لا يتربها , وأن لا يمسها بحديد , وزاد بعضهم شرطا للصحة وهو أن لا يكتبها بعد العصر
وشرطا للجودة وهو أن يكون صائما
مستخدم التميمة يجب عليه :
يجب على مستخدم التميمة أن يعرف ما هو مكتوب في الحرز.. و عليه أن يتعاطى مع أناس من أصحاب العلم و الثقة ممّن يكتبون هذه التمائم
و عليه أن يحرق الحرز بعد الأنتهاء منه اذا كان فيه كلام من القران .. و أن يدقّه بعد احراقه كي تتلاشى كلمات القران نهائيّا
و يجب التذكير أن يتخلّص الانسان من التميمة بعد الأنتهاء من استخدامها
ومن المستحبّ أن يقرأ الشخص من الايات الكريمة على هذه التمائم أثناء التخلّص منها.. حتّى لو اكتشف أنّها تحمل كلمات ليست من القران..
و من الأفضل أخذها الى شيخ مختصّ في هذه الأمور