المجلس الوطني الانتقالي ينتخب الكيب رئيسًا لأول حكومة ليبية بعد القذافي

[عماري]

فاز رجل الأعمال الليبي عبد الرحيم الكيب، مساء الاثنين، بمنصب رئيس أول حكومة ليبية بعد سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي، بعد حصوله على أعلى نسبة تصويت من قبل زملائه الأعضاء في المجلس الوطني الانتقالي الليبي على المرشحين لهذا المنصب. يذكر أن آلية اختيار رئيس الوزراء جرت عن طريق الاقتراع السري بعد أن تم منح 20 دقيقة لكل مرشح لتقديم تصوره للحكومة الانتقالية ثم تبدأ عملية الاختيار من قبل أعضاء المجلس.

وكان الكيب من بين تسعة مرشحين لرئاسة الحكومة وهم: مصطفى الرجباني ومصطفى الهوني، وناصر المانع، ومحمود النكوع، ومحمود الفطيسي، وعبد الحفيظ غوقة وعلي زيدان وعلي الترهوني، الذين من المحتمل عدم فوزهم، وقد خلت القائمة اسم الدكتور محمود جبريل.
وبالإضافة إلى الوزارات المتعارف عليها كالصحة والداخلية والدفاع والاقتصاد وغيرها، فقد تقرر إنشاء وزارة رعاية الشهداء والجرحى والمفقودين ووزارة الحكم المحلي، في الحكومة الجديدة.
يشار إلى أن عضو في المجلس الوطني الانتقالي الليبي عبد الرزاق العرادي قد دعا إلى الإسراع في تشكيل حكومة انتقالية، وبناء جيش يواجه المخاطر الأمنية، خاصة في جنوب ليبيا، كما دعا إلى التعجيل بالمصالحة الوطنية واحترام حقوق الإنسان.
وشدد العرادي على أنه يتعين الإعلان في وسائل الإعلام الليبية عن أسماء المرشحين لرئاسة الحكومة المقبلة، والاستماع لرأي الليبيين في هؤلاء المرشحين، وتقديم مبررات ترجيح كفة أحد المرشحين بعيدا عن أي محاصّة جهوية أو فئوية.
ودعا عضو المجلس الانتقالي الليبي أيضا في رسالته إلى الإسراع في صياغة القانون الخاص بانتخاب المؤتمر الوطني العام، الذي يفترض انتخابه خلال ثمانية أشهر من إعلان التحرير بموجب الإعلان الدستوري- مع تحديد معايير اختيار المفوضية الوطنية العليا التي ستشرف على انتخاب المؤتمر الوطني.
كما دعا إلى التعجيل ببناء المؤسسات الأمنية من جيش وأجهزة أمنية، وقال إنه يجب الإسراع في بناء جيش وطني قوي يستطيع مجابهة التحديات الأمنية، خاصة في جنوب البلاد، مضيفا أن هناك معلومات تشير إلى مخاطر محتملة من فلول نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي التي تجمع قواها في شمال النيجر ومالي.
راسموسن
من جانبه، أعلن الأمين العام لحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن نهاية العمليات العسكرية للحلف في ليبيا، إن
"الناتو" فخور بمساعدته ثوار ليبيا أثناء الانتفاضة ضد نظام العقيد المقتول معمر القذافي. وجاءت تصريحات راسموسن، خلال زيارة مفاجئة إلى العاصمة الليبية، طرابلس، في اليوم الأخير للعمليات العسكرية للحلف على الأراضي الليبية بعد التخلص من العقيد الذي كان هاربًا معمر القذافي الذي حكم ليبيا لأكثر من 42 عاما.
ودعا راسموسن، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المجلس الانتقالي مصطفي عبد الجليل في قاعات الاجتماعات لفندق "ريكسيس السياحي"، غابة النصر، "تطرقت إلى مناقشة مستقبل ليبيا وخارطة الطريق للانتقال إلى الديمقراطية".
يذكر أن راسموسن قد صرح في وقت سابق بأن الحلف مستعد على مساعدة ليبيا لإجراء "إصلاحات دفاعية وأمنية"، ولكن قال إن حان الآوان للأمم المتحدة لتولي قيادة مهمة مساعدة ليبيا.
والجدير بالذكر أن حملات الناتو التي استمرت سبعة أشهر شنتها القوات الجوية والبحرية ساعدت في حماية المدنيين الليبيين التي أطلق عليها "يونايتد بروتيكتور" التي وصفت بأنها من "أنجح العمليات" في تاريخ الحلف.
وقد وصل الأمين العام لحلف شمال الأطلسيى راسموسن صباح الاثنين إلى طرابلس، تزامنا مع إعلان انتهاء مهمة الحلف بعد سبعة أشهر من بدء عمليات عسكرية ساهمت في الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي.
غير أن مسؤولي الحلف قالوا إن الأعضاء لهم حرية تقديم المزيد من المساعدات الأمنية لليبيا بشكل فردي.
وتمسك الحلف بقراره إنهاء العملية على الرغم من دعوة المجلس الوطني الانتقالي له إلى إبقائها حتى نهاية العام، مشيرًا إلى أنه لا يتوقع أن يلعب دورا كبيرا بعد الحرب، غير أنه قد يساعد في الانتقال إلى الديمقراطية من خلال المساعدة في إصلاح قطاع الأمن.
وكان الحلف قد تولى المهمة في ليبيا يوم 31 آذار/مارس بتفويض من الأمم المتحدة انتهى يوم الخميس الماضي، لاستخدام "مختلف الإجراءات اللازمة" لحماية المدنيين الليبيين.
وقدمت جهود دول الحلف، وعددها 14، وأربع دول أخرى، بينها الإمارات العربية المتحدة وقطر والأردن، قوات بحرية وجوية، ولكن ثماني دول فقط من الحلف شاركت في المهام القتالية، وعارضت التدخل دول في الحلف مثل ألمانيا.
وشملت عمليات الحلف 26 ألف طلعة جوية ودوريات بحرية على مدار الساعة، نفذت الطائرات الأميركية ربعها.
وفي سياق منفصل، قال الناطق العسكري باسم المجلس الانتقالي العقيد أحمد باني، إن سرايا الثوار اكتشفت في منطقة "الجفرة" في الجنوب الغرب الليبي أسلحة كيميائية كانت موجودة في ترسانة نظام العقيد معمر القذافي، وقد طلبت من المجتمع الدولي التدخل لمساعدتها في التعامل معها، مشيرًا في هذه الإطار إلى مجموعة من الصواريخ المزودة بغاز الخردل.
وأضاف باني خلال مؤتمر صحافي على هامش زيارة الأمين العام لحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن أن ليبيا طلبت من أصدقائها المساعدة في هذا الملف، خاصة بعد أن أكد رئيس المكتب التنفيذي في المجلس، محمود جبريل، الكشف عن موقعين للأسلحة الكيماوية.
ولم يقدم جبريل المزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع، مكتفيًا بالقول إن طرابلس قامت بإخطار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تتخذ من لاهاي مقرًا لها.
من جهة أخرى، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن أمام قادة ليبيا الجدد مهام سياسية معقدة جدًّا، مشيرة إلى أنهم لا يمتلكون خبرة كبيرة في الشؤون السياسية.
وأضافت كلينتون في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" نشرت أن على قادة ليبيا ما بعد القذافي توحيد الشعب والقبائل والتعامل مع الخلافات والتنافس بين شرق البلاد وغربها, وعلى الأخص بين بنغازي وطرابلس.
وفي سياق ذي صلة قال رئيس المجلس العسكري بطرابلس عبد الحكيم بلحاج الاثنين إن "المجلس الوطني الانتقالي سيسلم أسلحته إلى المسؤولين المعنيين بأقرب وقت ممكن".
وأوضح بلحاج في مقابلة مع وكالة أنباء الأناضول أن الأسلحة التي حصل عليها الثوار ستسلم إلى المسؤولين قريبًا، مشيرًا إلى أن هذه الأسلحة ستوضع في مستودعات وزارة الداخلية الليبية.
وأشار إلى أن هدف الثورة التي انطلقت في شباط/فبراير هو تأسيس دولة تقوم على القانون والعدالة، والأمن هو الجزء الأهم فيها.