العاصمة تحت رحمة الانتفاضات والاشتباكات

[bmokhtar]

تحولت شوارع وساحات بالعاصمة لمواقع تحتضن مواجهات بين شباب الأحياء، وسكان يواجهون قوات الأمن المسخّرة لتنفيذ قرارات إدارية، ولم تصنع الأحياء المعروفة بالشعبية الحدث لوحدها، بعد أن امتدت عدوى المواجهات لما يوصف بأرقى حي بالعاصمة، عقب رفض سكان أحد أحياء حيدرة مشروعا يسلبهم أرضا شكلت منذ عقود متنفسا لهم.

حيدرة.. القطعة الأرضية التي أشعلت نيران الغضب

تجدّدت، أول أمس، المواجهات بين سكان الصنوبر بحيدرة بأعالي العاصمة وقوات الأمن، أسفرت عن إصابة 21 شرطي بعضهم في حالات خطيرة، وثلاثة إصابات خطيرة أخرى في صفوف المواطنين، بسبب ما أصبح يعرف بحديقة الصنوبر التي استولى عليها أحد النافذين في السلطة، حسب ما تطرقت إليه "الجزائر" في أعدادها السابقة، لتشييد مركز تجاري خلافا للرواية المُرّوجة التي تتحدث عن إنجاز موقف سيارات بطوابق، فيما لا تزال الأشغال مستمرة بوتيرة سريعة، تحت حراسة أمنية مشددة.

وتسببت الأحداث التي اندلعت عقب الانتهاء من صلاة الفجر، حسب شهود عيان، في إقدام شباب الحي على غلق جميع المنافذ المؤدية إليه، باستعمال الحجارة الكبيرة وإضرام النار في العجلات المطاطية، لتنطلق المواجهات برشق الشباب عناصر الشرطة بالحجارة وزجاجات المولوتوف، والتسلح بالعصي والقضبان الحديدية تحسبا للمواجهات المباشرة.

كما ردّ رجال الأمن المتواجدون بكثرة، باستعمالهم قارورات الغاز المسيل للدموع وإطلاق الرصاص المطاطي لتفريق المحتجين، واقتحام عشرات منازل العمارات لاعتقال شباب يشتبه في تورطهم في المواجهات.

وأحدث تعامل رجال الأمن مع سكان الحي موجة استنكار واسعة، وقالوا في حديث لـ"الجزائر" إنهم على استعداد لمواصلة رفض سلب قطعة أرضية، تمثل حسبهم الشريان النابض لأطفال وشباب الحي، لاسيما بعد تأكدهم أن الحديقة التي كانت تحوي أكثر من خمسين شجرة صنوبر عتيقة، استولي عليها أحد النافذين في السلطة، مستغربين عدم فتح قناة حوار لإبلاغهم بما تريد السلطات فعله بالحديقة.

سكان قهوة شرڤي ببرج البحري.. انتفاضة ضد العطش

من جهتهم انتفض، أمس الأول، سكان قهوة شرڤي في برج البحري شرقي العاصمة، ضد الانقطاعات المتكررة للمياه وسياسة التقطير التي تمارسها مصالح البلدية ومؤسسة "سيال" ضدهم، من خلال برمجة تزويدهم بالماء مدة ساعتين في اليوم، بداية من الرابعة إلى السادسة صباحا.

وتراجع المتظاهرون عن احتجاجهم بعدما حضر إليهم نائب رئيس البلدية ومسؤول أمني وعدد من المسؤولين المحليين، وتمّ وعدهم بأن يُحل المشكل نهائيا خلال الأسبوع الداخل، في حين توعد السكان بمعاودة تصعيد الاحتجاج بقوة في حال لم تلتزم السلطات بوعودها.

الكاليتوس.. شباب حوّلوا المواجهات إلى لعبة

تتواصل المواجهات الدامية، لليوم الرابع على التوالي، بين شباب حي 1600 مسكن بالكاليتوس، بسبب محاولة بعض المنحرفين بسط نفوذهم على الحي الذي تحوّل في السنوات الأخيرة إلى "مرتع لتجارة المخدرات". وحسب ما علم من شهود عيان في حديث لـ"الجزائر"، فإن المواجهات التي يدفع ثمنها السكان لن تتوقف، في حال لم تتدخل قوات الأمن وتوقف المتسببين الرئيسيّين الذين لا يزالون في حال فرار ويرعبون السكان، نتيجة "صراع" بين مجموعات تحاول كل واحدة منها فرض سيطرتها على الحي من خلال ترويج كميات أكبر من المخدرات، خصوصا وأن شهر رمضان يعتبر فرصة سانحة لتجار هذه المادة، بسبب الإقبال الكبير عليه من طرف المتعاطين خلال سهراتهم الرمضانية.