وأنا أتجول في شوارع العاصمة لاحظت لافتة كتب عليها " مدرسة تعليم اللغة الصينية " ، فأعدت النظر مـرة أخرى فوجدتها كـــما
قرأتها ،فقمت بعدها بفرك عيني لتتجلى لي الصورة أكبر ، وعسى أن تكون مارأت عيناي خيالا.
غير أن الواقع لم يكن كذلك ، فتساءلت بعدها مالنا وهؤلاءء الشناوة جاؤوا بمساجينهم ليستثمروا في مشاريعنا في البناء والتسويق،
أولم يكفهم اجبار شباننا على امتهان البطالة؟ ليجبروننا فيما بعد بتعلم لغتهم الصعبة ونحن الذين لن نتقن حتى لغتنا الفصحى ، ففكرت
وقدرت ثم تذكرت أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بطلب العلم ولو في الصين ، ولأن الرسالة المحمدية لم نفهم مغزاها وبالتالي لم
نطبقها ، فقد جاء الصينيون من أقصى شرق المعمورة لنشر الحضارة الصينية وللإستثمار في المشاريع ولا غرابة أن تجد شبان الجزائر
يتهافتون على قمصان المنتخب الوطني وعلى الأعلام الوطنية التي خيطت في الصين حتى وإن لم يحترم فيها مقاييس الهلال والنجمة.
وحتى لايفهمني البعض خطأ فلست ضد تعلم اللغة الصينية فمن تعلم لغة قوم أمن شرهم ، ومهما كان فالعيب فينا نحن لا في غيرنا لأن نمتلك -وللأسف الشديد - قابلية للإستهلاك.
فمتى نظل شعبا يستقبل فقط ولا يفكر في الابداع؟
ومتى نتعلم من الصينيين فنون العمل بدل استيراد السلع الجاهزة المغشوشة من الصين ؟