أيّتها الحرية المحبوبة أين أنت في هذا الكون؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم فن الرّسائل والمقالات الأدبية

قسم فن الرّسائل والمقالات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في فــنّ كتابة الرّسائـل والمقالات الأدبـيّــة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أيّتها الحرية المحبوبة أين أنت في هذا الكون؟

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-07-14, 23:13   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو إبراهيم
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو إبراهيم
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز عضو متميّز 
إحصائية العضو










Lightbulb أيّتها الحرية المحبوبة أين أنت في هذا الكون؟

[ b]أيّتها الحرية المحبوبة أين أنت في هذا الكون؟[/b]
الشيخ عبد الحميد بن باديس

أيتها الحرية المحبوبة ! تحتفل بأعيادك الأمم، وتنصب لتمجيدك التماثيل، وتتشادق بأمجادك الخطباء، وتتغنّى بمفاتنك الشّعراء، ويتفنّن في مجاليك الكتّاب، ويتهالك من أجلك الأبطال، وتسفك في سبيلك الدماء، وتدك لسراحك القلاع، والمعاقل. ولكن، أين أنت في هذا الوجود ؟
كم من أمم تحتفل بعيدك، وقد وضعت نير العبودية على أمم.. وأمم !
وكم من قـوم نصبوا لك التماثيل في الأرض، وقـد هدموك في القلـوب، والعقول، والنّفوس.
وكم من خطيب فيك مفوّه، وقد كمّ عن ذكراك الأفواه.
وكم من شاعر فتنه جمالك، ولكن لا شعور له مع المستعبدين.
وكم من كاتب يلبسك الحلل الضّافية من نسج أقلامه، ولكنّه لا ينيلك خرقة بالية من صنع يده.
وكم من أبطال استشهدوا لإنقاذك، ولكن خلفهم من قضى عليك في مهدك.
وكم من دماء زكية، كتبت بها صحائف تاريخك، ولكن محتها دماء قلوب تحدّرت دموعا من الجفون.
وكم هدم لسراحك ما هدم ولكن بني على أنقاضه سجون للأحرار!
فأين أنت أيّتها الحرية المحبوبة، في هذا الوجود ؟
فتّشت عنك في قصور الأغنياء، فوجدت القوم قد استعبدهم الدينار، والدرهم – تعس عبد الدينار والدّرهم – وغلّت أيديهم إلى أعناقهم الشّهوات.
فتّشت عنك في أكواخ الفقراء، فوجدت المساكين قد قيّدهم الفقر، فرماهم في غيابات الجهل، ودركات الشّقاء.
فتّشت عنك في الشعوب القوية، فوجدت العتاة الطّغاة قد قيّدتهم الأطماع في تراث الضعفاء.
فتّشت عنك في الشعوب الضعيفة، فوجـدت الأنضـاء المرهقين، قـد كبّلهم استبداد الأقوياء.
أنت.. أنت الحقيقة الخفية، خفاء حقيقة الكهرباء!
أنت.. أنت الرّوح السّارية في علم الأحياء!
ولئن خفيت بذاتك، فقد تجليت على منصة الطبيعة في بسائط الأرض، وأجزاء السّماء، فأبصرتك عيون اكتحلت بإتمد الحقيقة، واقتبست منك عقول صقلت بالعرفان، واحتضنتك صدور، أنيرت بالإيمان، وتذوّقتك نفوس ما عبدت إلا الله، وخدمك قوم آمنوا بالله وصدقوا المرسلين.
آه.. آه أيّتها الحرّية المحبوبة !... واشوقاه إليك، بل واشوقاه إليهم !
المحيا محياكم، والممات مماتهم.
أنقذ اللّهم بهم عبادك، وأحيي بلادك، وألحقنا – اللهم بهم – غير مبّدّلين، ولا مغيّرين.. آمين..

* عن جريدة البصائر، السنة الرابعة، ع 175، الجمعة 3 جمادى الثانية الموافق ليوم 21 جويلية 1939 م.

----------- نق/ للفائدة اخوكم ابو ابراهيم ----------









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
أيّتها, المحبوبة, الحرية, الكون؟

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:56

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc