تطالب نساء اليوم بأمور كثيرة تزعم أنها حقوقها الضائعة  ، و تستميت في سبيل  	الحصول عليها ، كحق المساواة بالرجل  و قد قال الله تعالى( و ليس الذكر كالأنثى )، و حق الحرية في أن تعمل كالرجل في كل  	مجال ، و حتى في ساعة متأخرة من الليل ، و في أن تسافر وحدها إلى أي مكان شاءت  	و متى شاءت ، دون ضوابط و دون حدود ... الخ ، و هن يعقدن لأجل ذلك الندوات و  	المؤتمرات ، و يرفعن الشعارات !! ، و لكن ... هل هذا حقا ما تريده المرأة و  	تبحث عنه ؟ و هل هذه هي السعادة التي تبحث عنها ؟ و هل من العدل مساواتها  	بالرجل ، أم أن هذا ظلم لها ؟!! . 
	
	إن المرأة بمساواتها بالرجل تُحمل نفسها أعباء و تكاليفا فوق ما عليها ، لأن  	المساواة تعني أن تخرج للعمل لتنفق على نفسها كالرجل ، و أنها تقف في الحافلات  	و وسائل النقل المختلفة كما يقف الرجل ، و أن تنتظر كما ينتظر الرجل ركوب  	الحافلة ، و ليس لها أن تصعد قبله أو أن تأخذ دوره ، حتى و لو أظلم عليها الليل  	و هي تنتظر ، ... الخ . 
	
	هل هذا تكريم للمرأة !!!!!!!!، أم أنه امتهان لها و لكرامتها ؟ أن تزاحم الرجال ، و  	تكدح في طلب العيش مع وجود من يُنفق عليها ، و هي مع هذا تعاني في الحمل و  	الولادة و النفاس ، و الرضاع و الحيض ، و التربية و رعاية شؤون البيت ، و هذا  	كله لا يعانيه الرجل ، إذا فهي فعلا قد كلفت نفسها أعباء إضافية ، و هي بهذا قد  	ظلمت نفسها من حيث تدري أو لا تدري !! . 
	
	أيها الإخوة ، إن هناك ظلم يقع على النساء فعلا ، و إن هناك حقوق ضائعة لهن ، و  	لكن ليست تلك الحقوق التي ذكرناها آنفا و التي تطالب بها تلك الفئة من النساء ،  	كحق المساواة و غيرها كما ذكرنا ، و لكن هناك حقوق أوجبها لهن الشرع الحنيف و  	لكنهن قد حرمن منها ، فكم من النساء من يعانين من قسوة الآباء ، و ظلمهم لهن في  	تزويجهن ممن لا يرغبن و دون مشاورتهن ؟ . قال عليه الصلاة و السلام :" إذا أراد  	الرجل أن يزوج ابنته فليستأذنها " ، و قال :" الأيم أحق بنفسها من وليها ، و  	البكر تستأذن في نفسها ، و إذنها صماتها" ، و كان – صلى الله عليه و سلم – إذا  	أراد أن يزوج بنتا من بناته جلس إلى خدرها ، فقال : إن فلانا يذكر فلانة –  	يسميها ، و يسمي الرجل الذي يذكرها – فإن سكتت ، زوجها ، أو إن كرهت نقرت الستر  	، فإذا نقرته لم يزوجها" . 
	
	و كم من النساء قد حرمن من حقهن في الميراث من قبل إخوانهن أو أعمامهن ... ؟ بل  	إن هناك آباء قد حرموا بناتهم حقهن في الميراث في حياتهم و قبل مماتهم !! ، و  	منهم من يعطون أولادهم الذكور العطايا و الهبات ، و يحرمون بناتهم منها ، و هذا  	ظلم كبير و جور لا يرضي الله و رسوله ، فعن النعمان بن بشير : أن أباه نحله  	نحلا ، فأراد أن يشهد النبي – صلى الله عليه و سلم – فقال : " كل ولدك نحلت كما  	نحلته ؟ " فقال : لا ، قال رسول الله – صلى اله عليه و سلم - :" إن عليك من  	الحق أن تعدل بين ولدك ، كما عليهم من الحق أن يبروك " . 
	
	أيها الآباء ، إن أردتم أن تدخلوا الجنة ، فاتقوا الله في بناتكم ، و أحسنوا  	صحبتهن ، فالنبي –عليه الصلاة و السلام – يقول :" ما من مسلم تدرك له ابنتان  	فيحسن إليهما ما صحبتاه أو صحبهما إلا أدخلتاه الجنة " . 
	و كم من الإخوة من يتجبر و يقسو على أخواته ، و يفعل بهن الأفاعيل المنكرة ؟!!  	أما سمع هذا الأخ قول الرسول الكريم – صلى الله عليه و سلم - :" من كان له ثلاث  	بنات أو ثلاث أخوات فاتقى الله و أقام عليهن، كان معي في الجنة هكذا ، و أومأ  	بالسباحة و الوسطى " . 
	ثم ماذا نقول عن الأذى الذي يلحقه الأزواج بزوجاتهم ؟ ماذا نقول عن هذا الذي  	يهين زوجته و يحتقرها ، و يكيل لها الشتائم ، و يستولي على مالها ، و يمنعها من  	زيارة أهلها ؟ بل ماذا نقول عن هذا الذي يضرب زوجته ؟!!!. قال رسول الله – صلى  	الله عليه و سلم - :" ألا عسى أحدكم أن يضرب امرأته ضرب الأمة ! ألا خيركم  	خيركم لأهله " . 
	
	أيها الرجال ، آباء كنتم أم أزواجا أم إخوانا ... ، يقول عليه الصلاة و السلام  	:" إنما النساء شقائق الرجال " ، و يقول :" إني أحرج حق الضعيفين : اليتيم و  	المرأة " ، و يقول :" إن الله يوصيكم بالنساء خيرا ،  	فإنهن أمهاتكم و بناتكم و خالاتكم ...". 
	فاتقوا الله ، و ارفعوا الظلم عن النساء ، و اتقوا دعوة المظلوم ، فإنها ليس  	بينها و بين الله حجاب . قال – عليه الصلاة و السلام - :" اتقوا دعوة المظلوم ،  	فإنها تحمل على الغمام ، يقول الله – جل جلاله - : و عزتي و جلالي لأنصرنك و لو  	بعد حين " ، و قال :" اتقوا دعوة المظلوم ، فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرار "  	، و قال :" اتقوا دعوة المظلوم و إن كان كافرا ، فإنه ليس دونها حجاب " .  		
   لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا *** فالظلم يرجع عقباه إلى الندم 
	تنام عينك و المظلوم منتبه *** يدعو عليك و عين الله لم تنم 
 		   و كيف أيها المسلمون تريدون من الله أن ينصرنا و نحن يظلم بعضنا  	بعضا ، و القوي يأكل حق الضعيف ؟! ، لابد أن ينتهي الظلمة عن ظلمهم ، و أن تأخذ  	الأمة على يد الظلمة ، و إلا فلا تنتظروا أن يرفع الظلم عنا .