السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يضن بعض الناس ان فساد الراي والتدبير وضعف الصفات التي خلقت عليها المراة وانها لا تستطيع بمقضى الخلق والتكوين ان تكون غير ذلك ومن هنا ترى هؤلاء يصرفون في مواضع الراي ولا يعبثون بمشورتها ولا يعتقدون بافكارها بل ترى طوائف منهم اذ وجدوا ناشئا هزيل الخلق بضم الخاء غير كامل الرشد قالوا عنه **تربية امراة** واذا سمعوا بفكرة منحرفة قالوا **راي امراة**
هو ذاك موقف قد دفع معتقديه الى التخيل بان الانوثة يتبعها ضعف العقل والبدن وان الذكورة هي موطن القوة والسداد
والحقيقة ان الطبيعة البشرية اي نعم تختلف فيها المراة عن الرجل في الطبيعة الفزيولوجية وهذا لا يختلف عليه اثنان عاقلان اما من حيث درجات العلم ورجاحة العقل فقد تتفوق فيها المراة على الرجل وقد يحدث العكس طبعا اذ لا يخضع هذا التفاوت الى الجنس بل الى طبيعة الفرد سواءا كان بين اثنان من نفس الجنس او مختلفين
غير ان الرجل يكمل المراة والمراة تكمل الرجل لاوجه لمقارنة بينهما ولاوجه لادعاء المساواة بينهما في غير المواضع التي ساوى فيها بينهما الله عز وجل الا بالتقوى كتسجيله للمصلحين صلاحهم وللمصلحات صلاحهن بقوله باسم الله الرحمن الرحيم **ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما**صدق الله العظيم
وهنا نرى انه لاوجود لاختلاف بين الرجل والمراة وكل تلك الاشياء التي ذكرت في هاته الاية تتطلب رجاحة عقل وحكمة متناهية فحالة الرجل والمراة في خضم هذه الحياة مثل حالة مؤسسي شركة او مصنع وزعت اعماله المتعددة في نواحيه المختلفة ولكل منهما فيما يقوم به علم وحكمة وتدبير ونظر
فالمراة والرجل ليسا متساويان وليسا متناقضان بل هما متكاملان وليسا متشابهان كل التشابه ولا مختلفان كل الاختلاف لا يستطيع ان يعيش احداهما دون الاخر والا اختل التوازن البشري واختلت معه العناصر الموقمة للمجتمع كتبعات لذلك
فهل فعلا مازال هناك مجانين يؤمنون بما يسمى بالمساواة بين الرجل والمراة فيما عدى الخطوط العامة التي رسمها ديننا الحنيف لكليهما على قدم المساواة وهل هناك فعلا من يجعل ضعف المراة الفزيولوجي ذريعة لادعاء ضعفها العقلي وسوء تقديرها للامور وقوة الرجل مقوما لعكس ذلك