بن بوزيد الليلة أشدّ ألما من المرأة الحامل ليلة مخاضها فهو لا ينفك جيئة وذهابا في أروقة الوزارة مع نفاذ كلّ ذخيرته بعد لجوئه للعدالة وتهديد الأساتذة والمربين باستخلافهم وذاك أقصى ما يمكن التّلويح به وقد جرّب ذلك في إضرابات سابقة ولم يُعبأ به لسبب بسيط هو أنه تلميذ بليد نسي حفظ الدّروس كما نسي أنّه يتعامل مع جزائريين رأس مالهم (التّقنانت -التّقنانت -التّقنانت) ورثوها كابرا عن كابر. كانت أحد أسباب صمودهم في مقارعة ودحر الإستعمار .خاصّة إذا تعلّق الأمر بالعزّة والكرامة والشّرف هاته الخاصّية التي حاول أذناب حزب فرنسا وعملاءه إماتة جُذوتها في هذا الشّعب حتى يستكين ويلين ويُهادن وقد دفع الكثيرون بسبب هاته الميزة حياتهم وزهرة شبابهم ثمنا لها إلى أن أعاد ابتعاثها رئيس هذا الشّعب وأعلنها مدويّة في إحدى خُطبه *عيش نهار سردوك خير من 100 نهار دجاجة* -وكان لهذه الكلمة ما بعدها في موقعة أم درمان- وماذاك إلا لحنكة سياسية في فنّ قيادة الجزائريين ورثها من رفيق راحل (هواري بومدين) تربّى عليها وعاش بها ومات عليها فغدا مفخرة الأجيال تترحّم عليه دون أن تعاصره .فيا أيّها الأساتذة والمربّون طاعة الأمير(الرّئيس) مقدّمة على هُراء الوزير .ويا أيّها الوزير سينجلي الأسبوع القادم عنك الغُبار وتعلم أتحتك فرس أم حمار .ولا تنس أن يكتب لك عرّابك بشيئ من الزّعفران رقية عسر الولادة خلال هذين اليومين (الويكاند) حتّى لا تضطرّ إلى إجراء عمليّة قيصرية تكون فيها خاتمتك دون أجر استشهاد فالله طيّب لا يقبل إلا طيبا