السلام عليكم
اغنية لطالما رددناها ونحن صغار واقشعرت ابدان ساميعيها
وين الملايين نعم اين هؤلاء الملايين
الشعب العربي فين اين هم بالله عليكم
هذامقال من قلم : د. وليد سعيد البياتي
مشكلة الشعوب العربية
.
لاشك أن مشكلة الشعوب هي أنها وقعت تحت نير هؤلاء الحكام، فالنظام العربي الرسمي الحالي يقع على مسافة بعيدة من تطلعات الشعوب في تحقيق الحريات، ومن هنا لم تعرف الشعوب الحالية معنى الانتصار في أي من صراعاتها مع العدو الصهيوني إلا في ظل المقاومة الشريفة في لبنان والان في غزة، لقد تشكلت رؤيا الانظمة العربية الحالية وفق نقاط:
اولا: البقاء في الحكم تحت أية حجة وفي كل الظروف وعدم السماح لأي موقف من ان يسحب بساط السلطة من تحت أقدامها:
ثانيا: الاقتصاد من نفط وفوسفات ومصادر مياه وصناعة وزراعة كلها في خدمة السلطة الحاكمة وليمت الشعب جوعا وفقرا أو ليؤيد السلطة.
ثالثا: كل الاتفاقيات والعهود لحماية السلطة والعروش وأي حقيقة غيرها نوعا من الجنون.
رابعا: الابناء يرثون الاباء ولا فرق بين الانظمة الجمهورية والملكية، والبقاء للعروش، حتى وأن تحولت الجمهوريات إلى ما نسمية بالجمهوريات الملكية.
خامسا: الدين في خدمة السلطة، ووعاظ السلاطين مهمتهم اخضاع الامة للحاكم.
فمشكلة الشعوب الحالية هي هذه الانظمة الفاسدة، حاكما وبطانة وقوانين وفتاوى كلها تصب في قهر الشعوب وإستلاب حريته، وإذلال المثقفين والاحرار من أبنائه، فعندما تمتليء السجون والمعتقلات بالثائرين والمصلحين بدل السراق والخونة، وعندما تستباح حريات الرأي بحجة مخالفتها للسلطان لآني رجل الدين الببغاء مفتي السلطان اصدر حكما بمنع المظاهرات، وعندما تدفع السلطات بابنائها لحماية سفارة العدو بدلا من أن تسمح له بهدمها واخراج الخونة من أرض الوطن، وعندما يمد السلطان يده ليد العدو الملوثة بدماء ابناء الشعوب الطاهرة، عندما تصبح الاتفاقيات والمعاهدات الخيانية أوسمة تعلق على الصدور، وعندما يحكم الاقزام العمالقة، ويتحكم الجهل بموئسساتنا التعليمية، وعندما يصبح الكثير الكثير من رجال الدين مجرد ببغاوات تردد مقالات الحكام، وتتشرف بتقبيل أيدي الاعداء، وعندما يصبح مهرج السلطان واعظا، أو عندما يظهر ممثل كوميدي بائس مرتديا ثوب القاضي والسياسي العتيد، عندها نعرف حجم ماساة الامة ومشكلة الشعوب.
لقد تعامل الحكام مع الشعوب كمجموعة من العبيد يعملون في مزرعة الحاكم، يبيعهم مرة ويشتري غيرهم مرة، فالحاكم لاينزعج كثيرا من غضب بعض الرعية مادم انه قادر على التخلص منهم والحصول على رعية جديدة وإن كانت بلون آخر عرق آخر، ودين آخر سيكونون رعيته ما اطاعوه وإلا سيمنع عنهم الطعام وستلاحقحم السياط وخلفهم تقبع السجون والزنزانات المظلمة، فالشعوب يبقون عبيد للحاكم جمهوريا كان أو ملكيا، وفي هذا الزمن لم يعد فرق بين ما هو جمهوري وما هم ملكي فالكل يورث السلطة لافراد العائلة ولابنائه خاصة، واسواق النخاسة مفتوحة لشراء شعوب جديدة كما قالها احد حكام الخليج مؤخرا. فالمعادلة الوحيدة التي ستبقى في جداول حسابات اصحاب العروش هي السلطة ولتنطح الشعوب رؤوسها بالحائط.
أيها الاحرار أين الثورة؟
في مصر يطلب الحاكم من الدول الاوربية عدم السماح لحماس بالانتصار في غزة وتمنع عنهم المساعدات، بل وتمنع الاطباء من مصريين واوربيين من العبور إلى غزة عبر معبر (رفح) بل وتمنع سيارات الاسعاف من العبور فاية مهزلة هذه ياحاكم مصر أية مهزلة ياطاقم السلطة في مصر، واية مهزلة أيها الازهر وكيف لا وشيخكم يصحاب ريس دولة العدو، وفي الجزية العربية (السعودية جزافا) يصدر البوق الاعمى (صالح اللحيدان) فتواه العجيبة بتحريم التظاهر لمساندة أهل غزة، وهل ننسى فتاويهم ايام حرب النصر في( تموز 2006 ) ضد حزب الله البطل صاحب الانتصارات الوحيدة، وفي الاردن حماية مشددة للسفارة الاسرائيلية حتى بدت وكانها بيت الملك الخاص وبالطبع منع التظاهرات والتجمعات وارسال المعونات لغزة، وفي العراق صارت الاتفاقية انتصارا، وكأننا هزمنا الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند والمريخ والقمر مجتمعين، في الخليج كانت الازمة المالية أكثر هما على القلب من جراح الاجساد في غزة والناس هناك في واد من المال والبترول والغزة البطلة في واد من الجراح فلن يلتقي الواديان! حيث يبقى البترول أهم قيمة من الدم في البورصات العالمية!! أما شمال أفريقيا فحاكم كالذي في تونس وذاك الذي في المغرب لا شيء يشغل البال هناك غير الاستمرار على العرش العتيد فلا جمهوريات في هذه الارض والسلطات صارت كلها ممالك قابلة للتوريث أو البيع، وللشعوب المعتقلات والسجون والغرف الانفرادية للترفيه.
هذه الحقيقة كما هي عارية إلا من الجراح، فقد خلعنا قمصان الصيف وارتدينا جراحنا حيث الدماء ما تزال تسيل، وثمة لطخات من القيح هنا وهناك، فيا ايها الثوار في كل بقاع الدنيا، ايها الثائرون من الف عام، هاتوا نملأ الجراح ملحا خشنا يكوينا في الاعماق عسى أن نستفيق.
امل العاتر تسال اذا فلماذا هذا الصمت والخنوع !!!!!! ازاء كل مايحدث من احداث وطنية او عالمية واين الملايين والشعب العربي فين ام انها اغنية اخرى من الاغاني التي تستعمل في تحريكينا كعرائس الغراغوز .
هل انتهت صلاحيتنا كشعب واعي ملم بالاخداث ومدافع عن حقوقه امم اننا اصبحنا شعوبا مغيبة تم الهاؤها ببراعة بقضايا مفبركة لتبتعد عن القضايا الاصلية !!???