يمشي الكبار بخطى أثقل، محمَّلين بتجارب صنعتهم ورفعتهم للقُـلل ، يؤمنون بأن الحكمة بنت المعاناة، وأنّ الصّبر هو يختُ النجـاة، وعلى الضفة الأخرى لبحر الحياة يقف الشباب، بأحلامهم الطازجة ونبضهم المتوخي الرّدَى والتبـاب، يرون العالم أوسع مما تصفه جدران البيت، ويتعلّمون من المواقع ، ما لم يتعلّمه آباؤهم في عقود عن الواقع....
فبين الحكمة المتروّية ، والاندفاع المتوثّـب يتولّـد الشرخ والفجوة، ليس لأن أحدهما مخطئ والآخر مصيب ذو أثرة ، بل لأن الزمن نفسه لم يعُد يسير بنفس الوتيرة، تغيّرت الأدوات، وتبدّلت القيم والصفات، وتداخلت فيما بينها الثقافات، فأصبح لكل جيل لغته الخاصة ، وقلقه الخاص، وإيقاعه الخاص،وهمه الخاص، والأولوية الخاصة ،والشعار الخاص ،والهدف الخاص ....
فكيف يمكن تقليص تلك الفجوة بين الأجيال ؟ مشاركاتهم تزيدنا إثراءا وتلهمنا فكرا وبصيرة ...