أيهما أذكى الذئب أم الثعلب ؟ ذؤالة أم ثعالة ؟

[صـالـح]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة أيها الطيبون

ونحن صغارا وكبارا سمعنا أقاصيص وحكايات عن الذئب والثعلب ومغامراتهما .. وما اتصفا به من الذكاء والحيلة

يقال أن الذئب معروف بالخداع والدهاء والحذر والثعلب معروف بالحيلة والمكر والروغان
وقد كان لهما من أشعار العرب حظ من الذكر، وكانا مضربا للأمثال الأدبية النثرية والشعرية
وأظن الذئب كان أكثر شهرة وذكرا

وكان قد خطر لي منذ زمن سؤال كنتُ أطرحه على بعض الأصدقاء والزملاء من باب المزاح
وبعض من سألته دهش واحتار في الجواب أول مرة

وفي رأيكم :
أيهما أذكى الذئب أم الثعلب ؟
ذُؤالة : الذئب / ثُعالة : الثعلب

للذئب صفات منها أنه يمتاز بصفة القيادة فهو قائد مع الدهاء وحدة الذكاء والتخطيط واليقظة والحذر مع الشجاعة في المواقف الحازمة
ويعرف بالخبث والمكر والغدر والخداع، ولا يروض ولا يؤلف كما سائر الحيوانات فالغدر أخوه من الرضاعة كما قال الشاعر الفرزدق
ويعرف عن الذئب وفاؤه وإخلاصه لعائلته وبره بوالديه عن سائر الحيوانات ولا يأكل الجيفة

قال الشاعر مخاطبا الذئب وكان ضيفه :

فَقُلْتُ لَهُ لمّا تَكَشّرَ ضَاحِكاً .... وَقَائِمُ سَيْفي مِنْ يَدِي بمَكَانِ
تَعَشّ فَإنْ وَاثَقْتَنِي لا تَخُونُني ..... نَكُنْ مثلَ مَنْ يا ذئبُ يَصْطَحبانِ
وَأنتَ امرُؤٌ يا ذِئبُ وَالغَدْرُ كُنتُما ..... أُخَيّيْنِ كَانَا أُرْضِعَا بِلِبَانِ
---

قال الشاعر أحمد شوقي في قصة الثعلب مع الديك:
بـَرَزَ الثعـــْـــلَبُ يوما .... في شـِعـــار الواعـِظيـنا
فـَمـَشى في الأرضِ يـَهــْـدي .... ويـَســُـبُّ المـاكرينا
إلى قوله :
فأجـــــاب الديـكُ عـُذْراً ..... يا أضــَـل المهـْتـَدينا
بـَلـِّـغ الثـَعـْلـَبَ عـَنـي ..... عـَنْ جـُدودي الصالحـــينا
عن ذَوي التـِيجان مـِمـَّن ..... دَخــَــلَ البـَطـْنَ اللعينا
إنهم قـــالوا وخـَيـْرُ الـ ..... قـَوْلِ قـَـوْلُ العـــارفينا
مـُخـْطـِئ ٌمـَنْ ظـَنّ يـَومـاً ..... أنَ لِلثـَعـْـلَبِ ديـــنا

فِي ذكر مَا ضَربته الْعَرَب والحكماء مثلا على أَلْسِنَة الْحَيَوَان البهيم مِمَّا يدل على الذكاء
" قَالَ الشّعبِيّ مرض الْأسد فعاده السبَاع مَا خلا الثَّعْلَب فَقَالَ الذِّئْب أَيهَا الْملك مَرضت فعادك السبَاع إِلَّا الثَّعْلَب قَالَ فَإِذا حضر فَأَعْلمنِي فَبلغ ذَلِك الثَّعْلَب فجَاء فَقَالَ لَهُ الْأسد يَا أَبَا الْحصين مَرضت فعادني السبَاع كلهم وَلم تعدني أَنْت قَالَ بَلغنِي مرض الْملك فَكنت فِي طلب الدَّوَاء لَهُ قَالَ فَأَي شَيْء أصبت قَالَ قَالُوا لي خرزة فِي سَاق الذِّئْب يَنْبَغِي أَن تخرج فَضرب الْأسد بمخاليبه سَاق الذِّئْب فانسل الثَّعْلَب وَخرج فَقعدَ على الطَّرِيق فَمر بِهِ الذِّئْب وَالدَّم يسيل عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ الثَّعْلَب يَا صَاحب الْخُف الْأَحْمَر إِذا قعدت بعد هَذَا عِنْد سُلْطَان فَانْظُر مَا يخرج من رَأسك "
قصة ذكرها ابن الجوزي في كتاب الأذكياء ص 241 تبين ذكاء الثعلب [ نقلها الأخ إسماعيل 03 في تعليقه ]

أبو الحصين : كنية الثعلب / ولبعض الحيوانات كنى كأم عامر وغيرها

يتبع إن شاء الله