لا أدري ما أصابني بالضبط .... لكن بعد تحطم تلك الطائرة و رؤيتي لتلك المشاهد دخلت في نوبة بكاء ... لم أتمكن من القيام بشيء اليوم ... لا الدراسة و لا النوم و لا أي شيء ... حتى الأكل لم أتمكن من تناول أي شيء طيلة اليوم ... أشعر بضيق كبير و بحالة حزن لم أشعر بها يوما ..... حتى في البيت أطفأت كل التلفزيونات كي لا أشاهد تلك الصور مجددا ... لم أعد أتحمل ... تعبت ... حتى الكلام و تعبت منه .... كلما تذكر ذلك الطيار كيف غير طريقه لتفادي كارثة أعظم ... كيف حاول العودة إلى القاعدة العسكرية لينقذ من معه ... أي صبر هذا .... مع كل ذلك الخوف و مع كل أصوات الركاب المذعورين .... فكر في الآخرين ... و حاول جاهدا ان ينقذ الوضع ....
تخيلت طيلة الليلة الماضية كيف كان حال كل أولئك الشباب عندما كان محرك الطائرة يحترق ... كيف كان حال الطيار و من معه ... كيف كان حال كل أم كانت تأمل رؤية ابنها مجددا .... و مع كل ألمي .... أسمع صوت بكاء على مقربة من بيتنا .... حتى عندما خرجت من البيت صباحا ... أحسست بأن كل شيء حزين للغاية .... الكل بوجه لا يفسر .... الكل لم ينم الليل من صوت سيارات الإسعاف التي زادت ألمي ألما .... حدادي سيكون أكثر من ثلاثة أيام ... فكل أولئك الشباب الذين ماتوا تاركين ورائهم أهلهم ... أمهات تحترق حزنا .... زوجات و أطفال صغار ....
لا أدري ما الذي أصابني ... أشعر بكآبة كبيرة و بحزن كبير و كأني فقدت أغلى ما أملك .... ربما لن أركب طائرة ما حييت حتى و ان أجبرت .... فما رأيته بالأمس .... أثر حقا في نفسيتي ....
نسأل الله عز و جل أن يلهم الصبر لجميع أهل الشهداء .... شهداء الواجب الوطني ....
خربشات كئيبة ...