يدخل المتهم الصغير عثمان رفقة والده لقسم الشرطة و أصوات الآلة الكاتبة لا تكاد تتوقف، ليبدأ مسلسل التحقيق، ما إسمك و ما إسم زميلك، و كيف جرت الحادثة و إياك أن تكذب فقد زرنا المتوسطة و سألنا أصدقاءك، كلها وسائل إستعملها المحقق ضد صغير عيبه حرارة دمه، أي كلمة تقال تدون، كل كلمة قلتها ستعيدها في المحكمة...يأتي اليوم الموعود أين توجهت رفقة الوالد إلى المحكمة لأول جلسة، جلست في تلك المقاعد أسمع قصص الناس و غرائبهم، و قلت في نفسي هذا ليس مكاني، تنادي القاضية فترتعش قدماي و كأنه يوم الإمتحان، زميلي يقف مع أمه مستبشرا و كأنه يقول لي " ستندم اليوم "، نظرت إلى أبي فرأيته مبتسما، حينها أدركت أني يجب أن أبتسم فالقاعدة في الحياة تقول 'مهما كانت الظروف قاسية لا تدع الآخرين يشفقون عليك فقط إبتسم و ستكون بخير أمام الجميع' بدأت القاضية بسؤالي لماذا ضربت زميلك؟ قلت لها شتم والدتي؟ قالت هكذا من غير سبب؟ فقلت لها إسأليه و قولي له أن لا يكذب، فتبسمت و قالت هو لا يكذب؟ فقلت و أنا كذلك لا أكذب، ينتهي الأمر بسؤالها و كذبه أنه لم يقل شيئا و أني من شتمته و ضربته، أمه طلبت تعويض قيمته 40 مليون سنتيم، تخيلوا جشع و طمع بعض الناس، تواصلت الجلسات لكني لم أذهب إليها، تنتهي بحكم غرامة مالية قدرها 5 ملايين سنتيم ، و فعلا تم دفع الغرامة، بقيت مستحييا من والدي خصوصا و حالته المادية كانت صعبة....لكن الحمد لله الذي أعانني على أن أجزي والدي خيرا منها...