سعيٌّ في الخير ومسابقة في الخيرات - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

سعيٌّ في الخير ومسابقة في الخيرات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-12-10, 07:43   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
aboamine
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية aboamine
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي سعيٌّ في الخير ومسابقة في الخيرات


إنّ الإسلام خيرٌ كلّه، وإنّ التّديّن التزامًا بالإسلام واعتصامًا بأحكامه واستقامة على مبادئه خيرٌ كلّه. هذا أمرٌ بيّن يكفي المؤمن أن يتلو القرآن الكريم ليرى ذلك الاحتفال الكبير بالخير وأهله، وذلك الاهتمام الكبير بالتّرغيب في الخير وفعله.

هذه آية واحدة ترسم للمسلم سبيله ومنهجه، يقول فيها الحقّ سبحانه: ”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا، وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ، وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” فالخير هو منهج الإسلام، وشيوع الخير وغلبته هو مقصد الإسلام، وفعل الخير هو واجب المسلم، والمقصود بقوله تعالى: ”وَافْعَلُوا الْخَيْرَ” الأمر بكلّ خير، مع هذه العبادات، من الإحسان إلى النّاس بالقول والعمل، ومن الحكم بين النّاس بالعدل، ومن أداء الأمانات إلى أهلها.. إلى غير ذلك ممّا هو خير وحسن ومعروف. وهذه الآية الكريمة ذكرت الواجبات من الأخصّ إلى الأعم: فقوله تعالى: ”ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا” المقصود به الصّلاة الّتي هي أمّ العبادات وركن الدّين وعماده، ثمّ جاء الأمر بالعبادة في شمولها وهي أعمّ من الصّلاة، ثمّ جاء الأمر بفعل الخير وهذا أعمّ من الصّلاة والعبادة. وهذه معالم سبيل الفلاح: العبادة تصل المسلم بالله سبحانه، فتقوم حياته على قاعدة العبودية.

وفعل الخير يؤدّي به إلى استقامة سلوكه وخُلُقِه على قاعدة من الإيمان، وفي هذا التّرتيب البديع إشارة مهمّة تؤكّد المعنى العظيم من معاني التديّن الّذي نحن بصدد الكلام عليه، وهو أنّ التديّن يبدأ من العبادة، الصلاة وغيرها كعماد وأساس ويصل إلى فعل الخير، أي أنّ العبودية الحقّة لله عزّ وجلّ لا أن تظهر آثارها على المتديّن سعيًا في الخير وتسابق في الخيرات.

وهذا ما يؤكّده الحبيب المصطفى سيّد المتديّنين وإمامهم وقدوتهم صلّى الله عليه وسلّم حيث يقول: ”إِنَّ مِنْ النّاس مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنْ النّاس مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ؛ فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ الله مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ الله مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ” رواه ابن ماجه وغيره. فالمتديّن الصّادق هو من يكون مفتاحًا للخير حيثما حلّ وحيثما ارتحل، يمشي في ركاب الخير ويمشي الخير في ركابه. بل إنّ الإسلام لا يرضى ممّن رضيه دينًا إلاّ المسارعة والمسابقة في الخير، يقول الله تبارك وتعالى: ”وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعًا إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”، ”يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ”، ”.. إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ”.

ومن المعلوم بداهة أنّه لا يسارع في الخيرات ولا يسابق فيها إلاّ مَن كان من أهل الخير متشبّعًا بمعانيه، والمراد من ترغيب المسلم في التّسابق إلى الخير والمسارعة إليه هو أن يحرص على بلوغ أعلى رتبة ممكنة في الخير كما يبيّنه قول الإمام ابن باديس رحمه الله وأعلى مقامه: ”طلب الرُّتب العليا، في الخير والكمال، والسّبق إليها والتقدّم فيها ممّا يدعونا إليه الله، ويرغّبنا بمثل هذه الآية فيه كما قال تعالى: ”فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ” لأنّ طلب الكمال كمال، ولأنّ مَن كانت غايته الرّتب العليا إنْ لَم يصل إلى أعلاها لم ينحط عن أدناها، وإنْ لم يساو أهلَها لم يبعد عنهم. ومَن لم يطلب الكمال بقي في النّقص، ومَن لم تكن له غاية سامية قصر في السّعي وتوانى في العمل، فالمؤمن يطلب أسمى الغايات حتّى إذا لم يصل لم يبعد، وحتّى يكون في مظنّه الوصول بصحّة القصد وصدق النية”.

وعليه فالمتديّن الأصل فيه أن يكون من أهل الخير، يشعّ الخير في أفعاله، ويشعّ الخير في أقواله، ويشعّ الخير في سلوكه، ويشعّ الخير في حياته كلّها.

منقول









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الخير, الخيرات, سعيٌّ, ومسابقة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:36

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc