لحـــن القـــلـب

[عزالدين]

سمعت أن الكون شاسع فقلت: لهذا يقولون إنه رائع

سمعت أن الأرض كروية فقلت: هذه نعمة سماوية

سمعت أن القمر يضيء فقلت : له لغيره لا يسيء

سمعت أن الفصول أربعة فقلت: لهذا يمضي الزمن أسرع

سمعت أن الشمس تغرب فقلت : لعلها من أعين الناس تهرب

وسمعت أنها تعود وتشرق فقلت : حتى ترمي هذه الأعين بسهام تحرق

وسمعت أن في الأرض إنساناً فقلت : خلق ليعمر مكاناً

وسمعت أن لهذا الإنسان أهلاً فقلت : هذا يجعل عيشه سهلاً

وسمعت أن له خلانا فقلت: هذا ليستأنس زمانا

وسمعت أن له قلباً فقلت : سيشن ضد العقل حرباً

وسمعت أنه خفاق فقلت : تلك أول بوادر الاحتراق

وسمعت أن هذا القلب يدق لأحد فقلت : أتراه يدق للأبد أم لمجرد امر ؟

فأنصت ولم أسمع أي جواب فصرخت : هل من يرشدني إلى الصواب ؟

ثم أنصت فسمعت دقاً فقلت : ربما كان عزفاً

ثم أنصت فسمعت ضرباً شديداً فقلت : إني أسمع لحناً جديداً

ثم أنصت فسمعته مني قريباً فقلت : إن الأمر شيئاً مريباً

ثم أنصت وهنا سمعه من بين جوانحي يصدر

فقلت : كيف استطعت بي أن تغدر ؟

فسمعته يقول : ليس من العدل خفي فقلت :ولكن إلى متى هذا الخفقان ؟

فسمعته يقول : سأدق دائماً وإلى الأبد

فلم أقل شيئاً لأن عقلي رقد وأعلن الصمت للأبد

بعد أن تلقى صفعة أقسى من أي برد