رساله من رضيع الى امه ......؟؟؟

[الكهف الجزائري]

رساله من رضيع الى امه ......؟؟؟

--------------------------------------------------------------------------------




أمي الحبيبة .. مهجة القلب ومهجة الفؤاد

أبعث إليك بشجوني وعذابي، أنا الرضيع كما يسمونني، وإن كانت كلمة

( الرضيع) لا أنتمي إليها، حيث أني لم أرضع من ثدي أمي كما يرضع

الآخرون.

شعرت بعد ولادتي مباشرة بشيء مطاطي قاس يرتطم بشفتاي

الضعيفتان فلم أستطع ابتلاعه أو امتصاصه، بل إنه طويل غليظ وصل إلى

حلقومي فانتابتني غصَّة وغثيان وقيء، مددت يدي أتحسسه، فوجدت

قارورة ثقيلة، مليئة بالحليب الصناعي، تارة بارد جداً ترتعد منه أوصالي

ويلتهب منه حلقي، وتارة شديد الحرارة يحرق فمي وجوفي، فيحترق قلبي لوعة

على أمي حبيبتي التي أسمعها في كل مجلس

وحديث تشدو بي وتقول : ابني فلذة كبدي، وقرة عيني، أغلى شيء

في حياتي، من أجله أضحي بالغالي والنفيس، أسمع ذلك فتزداد

حيرتي لأني أعلم صدق مشاعرك نحوي، ولكن ظنك الخاطئ أن هذه

الرضاعة ستكون أفضل لي منك .. كيف هذا يا أماه ؟! وأنت أغلى ما

في حياتي، وحليبك هو غذائي الرباني أودعه الله لي عندك أمانة، وأمرك

بإرضاعي إياه عند مولدي ..

لماذا حرمتنني منه، وعذبت نفسك بثقل ثدييك والتهابهما، ولماذا

خالفت أمر الخالق وخالفت فطرته ﴿ فطرة الله التي فطر الناس عليها﴾ ..

﴿ والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين﴾.

أمر رباني لا يُعفى منه أحد إلا لعذر قهري

أماه .. عودي إليَّ وأعيديني إليك.. إلى صدرك الحنون .. أريد حبك

وحنانك .. أريد حمايتك وعنايتك .. أحتاج ضمة حنونة إلى صدرك

الدافئ.. أستمتع بأناملك تداعب وجهي وأذني وشعري، ويلامس خدي

صدرك الدافئ الحنون .

إن الطفل الذي يرضع من ثدي أمه يكون رحيماً حنوناً رفيقاً، عطوفاً على

الآخرين، سعيداً في ذاته، مسعداً لمن حوله، مستقراً نفسياً وعاطفياً.

على النقيض .. فالذي يرضع من الرَّضاعة الصناعية يكون عصبي المزاج،

متوعك البطن، معتل الصحة، ناقص الوزن، كثيراً ما يصاب بالنزلات

المعوية، غائر العينين، زائغ البصر من كثرة ما يصاب بالجفاف والإسهال.

كيف يبتسم؟ بل كيف يحب الآخرين وأول ما تفتحت عيناي على الجفاء

والإهمال وعدم القبول وعدم الحب؟ إنه طفل ناقم على من حوله، بل

عدواني على من يعتقد أنهم أسعد حظاً منه .

أماه .. حبيبتي ..

أنقذيني من هذا المصير، واحميني والمجتمع من حولي من هذا المصير

وذلك بشيء بسيط .. إنه ثديك الحنون.