أختي
مازلت صغيرة جدا على أن تقولي " أرهقتني المتاعب "
لأنك في الحقيقة لازلتِ لم تري شيئاً من متاعب الحياة
وكلما تقدم بك العمر أختي , كلما انشغلت عن متاعب ماضيك بمتاعب حاضرك
فتأهبي ولا تجزعي , فإن الله سبحانه وتعالى قد قال في كتابه العزيز " لقد خلقنا الانسان في كبد "
أختي
أنت تتحدثين عن مشاكل من ماضيك , فالذي كان بين أمك وجدتك قد كان ..جفت الأقلام ورفعت الصحف !!
ولأمك أن تصبر وتغفر , ولها أن تغضب ..
فإن الله سبحانه وتعالى قد قال { وجزاء سيئة سيئة مثلها} وقال أيضا { ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل}
أي ليس عليهم جناح في الانتصار ممن ظلمهم
على أن العفو أعظم مرتبة من ذلك كله (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ )
ولك أن تحاولي تليين قلب والدتك ولكن بالحسنى
ولك أن تزوري أقاربك أيضاً دون أن تتذمري من أمك ان أبت كثرة التردد عليهم
فإنها أدرى بكيفية تعاملها معهم منك ..وعليك احترام قرارها ورغبتها أياُ كانت
وتأكدي تماماً , ومن دون أدني شك على الإطلاق
أنها أدرى بمصلحتك , وأنها أياً قالت عنك من أوصاف فهي تقصدها فعلا
ولعله يأتيك يوم تواجهين موقفا معهم وتقولين " أمي قالت .. "
لا أتحدث عن جدتك , ولكن ربما نساء الأعمام
فلا أتصور أن يكونوا غير متوافقين وأمك , ويحبونك ..!!
اللهم الا ان كانوا يريدون ضربها بك ..
فقفي دائما الى جانبها ولا تقبلي أن يُقال السيء في جبنها , ولا ترضي أن يمسها أحد بسوء ..
وقولي لمن يقول فيها كلمة بهتانا عشر كلمات أُخر
يكفي أن تشعر أمك بأنك تفهمين معاناتها وتقدرين هول ماحصل لها
وأنك تقفين بصفها وتذودين عن كيانها ولا ترضين أن يقول فيها احد الا خيرا
ولا يمكن أن يغيرك أحد عنها
يكفي أن تشعر بأنك كنتي ولا تزالين ملكاً لها حتى تطلق سراحك
وتدعك تذهبين عندهم متى شئت ..ودون مماطلة او تعطيل ان شاء الله
فتفهمي قلب أمك وطاوعيه وارفقي بها أختي وابتغي رضاها
فهي أولى من جدتك ومن الناس أجمعين
وان كان الاحسان اليهم جميعا واجب ولكن الى أمك أوجب وأعظم درجة..
وفقك الله