قناة "الجزيـــــرة" في طريقها للإغلاق

[أسامة المسيلي]

مجدداً، تعود قناة "الجزيرة" القطرية الى الضوء، فالقناة التي دعمت علناً الإخوان المسلمين تقف أمام مشهد لم تخطّط له يوماً، حسبما ذكر تقرير لصحيفة "الأخبار" اللبنانية.

ورأت الصحيفة ان المتغيرات السريعة التي حدثت قبل شهر وضعت القناة القطرية في حالة تخبط إداري وتحريري بدءاً من تسلّم أمير قطر الجديد تميم بن حمد الحكم، ومسارعته الى إحداث تغييرات في الامبراطورية الاعلامية المسمّاة "الجزيرة" بما يعكس الانعطافة السياسية الجديدة للدوحة.

كما تاثرت المحطة أيضاً بانتهاء ظاهرة أحمد الأسير في لبنان، وسيطرة الجيش العربي السوري على الأرض، وعزل الرئيس المصري محمد مرسي، والتي اعتبرتها الصحيفة" ضربات أوجعت القائمين على القناة".

الضربة الأخيرة كانت الاستقالات الجماعية من مكتب المحطة في مصر بعد عزل الرئيس محمد مرسي بدعوى أنّ القناة "فقدت صدقيتها وتحوّلت الى عدو للشعب المصري" حتى أنّ عدداً من المحامين المصريين رفعوا دعاوى قضائية لـإغلاق "الجزيرة مباشر مصر".

السؤال الوحيد اليوم في أروقة قناة الدوحة: "نحن الى أين؟" في ظل معلومات عن أنّ الاهتمام الأميري سيتركز في المرحلة المقبلة على القناتين الانكليزية والاميركية مقابل تهدئة اللعبة الاعلامية في "الجزيرة" العربية.

مصدر مطلع في الدوحة يؤكد لـ"الأخبار" نقلاً عن مقربين من الأمير الجديد أنّ تغييرات جذرية ستحصل في القناة الأم، وأنّ ساعة التضحية بالرؤوس التي أدارت الثورات العربية، قد أينعت فعلاً.

وتنقل مصادر أخرى أنّ هذه التغييرات قد تطال اسم "الجزيرة" نفسه، أي استحداث محطة قطرية جديدة. علماً أنّ مدير الأخبار في القناة ابراهيم هلال دخل في إجازة مفتوحة قبل أحداث مصر بفترة، وعُيِّن مكانه نائبه عاصف حميدي بالوكالة.

في رسالة بعثها أخيراً المدير العام لشبكة "الجزيرة" بالوكالة مصطفى سواق إلى الموظفين، ذكّر العاملين في المحطة بالالتزام بلائحة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت التي تحظّر على الموظفين الإدلاء بآراء سياسية خارج خط القناة السياسي، أو إعلان تأييد لحالة معينة لا توافق عليها "الجزيرة".

وهو تنبيه مقرون برقابة شبيهة بأعتى أنظمة الاستخبارات في العالم، فهناك قسم يرصد حسابات العاملين في القناة، لمعرفة ما اذا كانوا يلتزمون باللائحة أم لا، وهو إجراء يعلمه جيداً العاملون في المحطة. والمخالفة بطبيعة الحال تترتب عليها إجراءات عقابية تتفاوت بحسب نوع "جرم" الموظف.

يذكر أن قناة "الجزيرة" القطرية بقيت ولفترة طويلة أبرز الداعمين لحركة الاخوان المسلمين، التي تدعمهم امارة قطر النفطية. وعمل موظفو المحطة طوال الفترة الماضية على دعم سياسة المحطة عن طريق صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، التي أضحت محجاً للإسلاميين، ولمناصري التيار المتطرف ، الذي أوشك على السقوط.