زواجها في هذا السن الصغير كان خطأ من طرف الوالدين، فالبنت هنا لا زالت صغيرة و عقلها صغير و لا يمكنها أن تجيد التفكير في أمور الزواج ، و حتى لا يمكنها تحمل مسؤولية الزواج و خصوصا مسؤولية عائلة كبيرة ، كما أن بنت في هذه السن لا يمكنها الصبر و تحمل مشاق الحياة و خاصة في الزمن، لأن الحياة تغيرت و الزمن تبدل و بنت البارح ليست بنت اليوم، في الماضي كان هذا هو حال الجميع و الكل يعيش بنفس الطريقة و البنت لا تملك شيء آخر سوى الزواج
لكن في وقتنا هذا البنت لا تحمل قسوة الزوج و أهله و لا تتحمل الحياة الشاقة و المتعبة، خاصة أنها ترى و تعلم كيف تعيشه أخريات، و حتى إن لم يطلقها هو، ربما كانت هي من ستطلب الطلاق في وقت لاحق إذا لم تستطع الصبر على معيشتها
ربما هذا الحل هو الأفضل لها، ربما الله يخبء لها ما هو أحسن في المستقبل
عليها أن لا تقنط من رحمة الله، و ما هي إلا تجربة و ابتلاء و سوف يمر و ستلقي الأحسن انشاءلله ، عليها بالصلاة و الدعاء، و الصبر
و إذا أمكنها إكمال دراستها فيكون أفضل لها، لأن الإنسان لا يعلم ما سيخبئ له الغد
الدراسة ستساعدها على مواجهة الحياة و على تربية ابنها، و أن تصرف على نفسها و لا تطلب من أحد و لا تحتاج أحد، و لا تجبرها على الزواج من آخر لا يليق بها لمجرد أن يصرف عليها، بل عليها أن تختار الأفضل لها في المرة القادمة بدون أي طمع أو مصلحة
لعل هذا الطلاق يكون خيرا لها، و لعل هناك قادم أفضل لها من هذا الزوج القاسي، و لعل هذه التجربة ستفتح لها أبوابا لم تكن لتفتح لها لولا هذه التجربة، فقط عليها بحسن الظن بالله، و لتعلم أن الطلاق ليس نهاية الحياة بل بداية حياة أخرى جديدة و لعلها تكون أفضل