الكُـنَّــاشة في بعض خصـائص عائشة - رضي الله عنها - الصفحة 5 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الكُـنَّــاشة في بعض خصـائص عائشة - رضي الله عنها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-05-04, 13:47   رقم المشاركة : 61
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قالت بريرة: "لا والذي بعثك بالحق، إنْ رأيت عليها أمرا أغمِصُه عليها أكثرَ من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله" .
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر يومئذ من عبد الله بن أبي ابن سلول. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: (يا معشر المسلمين من يعذرني من رجلٍ قد بلغني أذاه في أهل بيتي؟ فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا. ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا. وما كان يدخل على أهلي إلا معي).
"أغمصه: بغين معجمة وصاد مهملة: أي أعيبه".اهـ [انظر فتح الباري 8/596].
"الداجن: بدال مهملة ثم جيم: الشاة التي تألف البيت ولا تخرج إلى المرعى، وقيل: هي كل ما يألف البيوت مطلقاً شاة أو طيراً".اهـ [انظر فتح الباري 8/597].
وفي رواية ابن إسحاق: "ما كنت أعيب عليها إلا أني كنت أعجن عجيني وآمرها أن تحفظه فتنام عنه".اهـ وفي رواية مقسم: "ما رأيت منها مذ كنت عندها إلا أني عجنت عجيناً لي فقلت: احفظي هذه العجينة حتى أقتبس ناراً لأخبزها، فغفلت، فجاءت الشاة فأكلتها".اهـ
ثم قالت كما في رواية ابن حاطب عن علقمة: "قالت الجارية الحبشية: والله لعائشة أطيب من الذهب، ولئن كانت صنعت ما قال الناس ليخبرنك الله. قالت: فعجب الناس من فقهها".اهـ
قال الإمام ابن المنير رحمه الله في الحاشية: "هذا من الاستثناء البديع الذي يراد به المبالغة في نفي العيب، فغفلتها عن عجينها أبعد لها من مثل الذي رميت به وأقرب إلى أن تكون من الغافلات المؤمنات".اهـ [انظر فتح الباري 8/597].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "فاستعذر: أي طلب من يعذره منه، أي ينصفه. قال الخطابي: يحتمل أن يكون معناه من يقوم بعذره فيما رمى أهلي به من المكروه، ومن يقوم بعذري إذا عاقبته على سوء ما صدر منه؟ ورجح النووي هذا الثاني. وقيل: معنى من يعذرني من ينصرني، والعذير الناصر. وقيل: المراد من ينتقم لي منه؟ وهو كالذي قبله، ويؤيده قول سعد: أنا أعذرك منه".اهـ [فتح الباري 8/597].
زاد الطبري في روايته: (صالحاً).اهـ
جاء من رواية أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك أنها قالت عن صفوان: "فبلغ الأمر ذلك الرجل فقال: "سبحان الله، والله ما كشفت كنف أنثى قط، أي ما جامعتها".اهـ وفي رواية سعيد بن أبي هلال عن هشام بن عروة..: "إن الرجل الذي قيل فيه ما قيل لما بلغه الحديث قال: والله ما أصبت امرأة قط حلالاً ولا حراماً".اهـ وفي حديث ابن عباس عند الطبراني:









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:48   رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فقام سعد بن معاذ الأنصاري، فقال: "يا رسول الله أنا أعذرك منه؛ إن كان من الأوس ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك".
قالت: فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج، وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية، فقال لسعد: "كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله".
فقام أسيد بن حضير -وهو ابن عم سعد- فقال لسعد بن عبادة: "كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنك منافقٌ تجادل عن المنافقين".
فتثاور الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت.
قالت: فمكثت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم. قالت: فأصبح أبواي عندي، وقد بكيت ليلتين ويوماً لا أكتحل بنوم ولا يرقأ لي دمع يظنان أن البكاء فالقٌ كبدي.

"وكان لا يقرب النساء".اهـ وجاء عن ابن إسحاق أنه كان حصوراً، ولكنه لم يثبت.. وجاء في رواية أبي أويس: "وكان صفوان بن المعطل قعد لحسان فضربه ضربة بالسيف وهو يقول:
تلق ذباب السيف مني فإنني *** غلام إذا هوجيت لست بشاعر
فصاح حسان، ففر صفوان، فاستوهب النبي صلى الله عليه وسلم من حسان ضربة صفوان فوهبها له".اهـ
"صالحاً: أي كامل الصلاح".اهـ [انظر فتح الباري 8/600].
وفي رواية الواقدي: "وكان صالحاً لكن الغضب بلغ منه، ومع ذلك لم يغمص عليه في دينه".اهـ
"أي من رهطه".اهـ [انظر فتح الباري 8/601].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "أطلق أسيد ذلك مبالغة في زجره عن القول الذي قاله".اهـ [فتح الباري 8/602].
وفي نسخة: "فتشاور"، وفي أخرى: "فتساور".
وفي رواية ابن حاطب: "فلم يزل يومئ بيده إلى الناس ههنا حتى هدأ الصوت".اهـ
وفي رواية الكشميهني: "فبكيت".اهـ










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:49   رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قالت: فبينما هما جالسان عندي، وأنا أبكي فاستأذنت علي امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي. قالت: فبينما نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلم ثم جلس. قالت: ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني.
قالت: فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال: (أما بعد يا عائشة: فإنه قد بلغني عنكِ كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه).
قالت: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي، حتى ما أحس منه قطرة. فقلت لأبي: أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال. قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت لأمي: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "أي أنهما جاءا إلى المكان التي هي به من بيتهما، لا أنها رجعت من عندهما إلى بيتها. ووقع في رواية محمد بن ثور عن معمر عند الطبري: "وأنا في بيت أبوي".اهـ [فتح الباري 8/602].
حكى السهيلي: أن بعض المفسرين ذكر أن المدة كانت سبعة وثلاثين يوماً، فألغى الكسر في هذه الرواية –على عادة العرب-. [انظر: فتح الباري 8/603].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "أي بوحي ينزله بذلك قرآناً أو غيره".اهـ [فتح الباري 8/603].
"قلص: بفتح القاف واللام ثم مهملة أي استمسك نزوله فانقطع.. قال القرطبي: سببه أن الحزن والغضب إذا وجد أحدهما فقد الدمع لفرط حرارة المصيبة".اهـ [انظر فتح الباري 8/603].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "قيل: إنما قالت عائشة لأبيها ذلك مع أن السؤال إنما وقع عما في باطن الأمر، وهو لا اطلاع له على ذلك، لكن قالته إشارة إلى أنها لم يقع منها شيء في الباطن يخالف الظاهر الذي هو يطلع عليه فكأنها قالت له: برئني بما شئت، وأنت على ثقة من الصدق فيما تقول. وإنما أجابها أبو بكر بقوله: لا أدري. لأنه كان كثير الإتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فأجاب بما يطابق السؤال في المعنى، ولأنه وإن كان يتحقق براءتها لكنه كره أن يزكي ولده. وكذا الجواب عن قول أمها لا أدري".اهـ [فتح الباري 8/604].










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:50   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قالت: فقلت -وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن -: إني والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به فلئن قلت لكم: إني بريئة والله يعلم أني بريئة لا تصدقونني بذلك. ولأن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني. والله ما أجد لكم مثلا إلا قول أبي يوسف قال: (فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون).
قالت: ثم تحولت فاضطجعت على فراشي. قالت: وأنا حينئذ أعلم أني بريئة وأن الله مبرئي ببراءتي، ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى، ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها.
قالت: فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البُرَحاء، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجُمان من العرق، وهو في يوم شاتٍ من ثقل القول الذي ينزل عليه.
قالت: فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سري عنه وهو يضحك فكانت أول كلمة تكلم بها: (يا عائشة أما الله عز وجل فقد برأك).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "قالت هذا توطئةً لعذرها لكونها لم تستحضر اسم يعقوب عليه السلام كما سيأتي".اهـ [فتح الباري 8/604].
ووقع في رواية هشام بن عروة: "تشهدت فحمدت الله وأثنيت عليه بما هو أهله ثم قلت: أما بعد".اهـ
زاد ابن جريج في روايته: "واختلس مني اسمه".اهـ وفي رواية هشام بن عروة: "والتمست اسم يعقوب فلم أقدر عليه".اهـ وفي رواية أبي أويس: "نسيت اسم يعقوب لما بي من البكاء واحتراق الجوف".اهـ
وفي رواية ابن إسحاق: "فلما استعجما علي استعبرت فبكيت ثم قلت: والله لا أتوب مما ذكروا أبداً".اهـ
وفي رواية فليح: "من أن يتكلم بالقرآن في أمري".اهـ وفي رواية ابن إسحاق: "يقرأ في المساجد ويصلى به".اهـ
"البرحاء: بضم الموحدة وفتح الراء ثم مهملة ثم مد: هي شدة الحمى، وقيل: شدة الكرب، وقيل: شدة الحر".اهـ [انظر فتح الباري 8/605].
"الجمان: بضم الجيم وتخفيف الميم: اللؤلؤ، وقيل: حب يعمل من الفضة كاللؤلؤ".اهـ [انظر فتح الباري 8/605].










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:51   رقم المشاركة : 65
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فقالت أمي: قومي إليه. قالت: فقلت: والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله عز وجل. وأنزل الله: (إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم..).
العشر الآيات كلها. فلما أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه -وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره-: والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة ما قال فأنزل الله: (ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم).
قال أبو بكر: بلى؛ والله إني أحب أن يغفر الله لي، فرجَعَ إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال: والله لا أنزعها منه أبدا.
قالت عائشة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل زينب ابنة جحش عن أمري، فقال: (يا زينب ماذا علمت أو رأيت؟)

وعند الترمذي: (البشرى يا عائشة فقد أنزل الله براءتك).
وروى الطبري وأبو عوانة من طريق أبي حصين عن مجاهد قال: "قالت عائشة لما نزل عذرها فقبل أبو بكر رأسها فقلت: ألا عذرتني؟! فقال: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت ما لا أعلم".اهـ وفي رواية الأسود عن عائشة: "وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فانتزعت يدي منه، فنهرني أبو بكر".اهـ
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "وعذرها في إطلاق ذلك ما ذكرته من الذي خامرها من الغضب من كونهم لم يبادروا بتكذيب من قال فيها ما قال مع تحققهم حسن طريقتها. قال ابن الجوزي: إنما قالت ذلك إدلالاً كما يدل الحبيب على حبيبه".اهـ [فتح الباري 8/606].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "لعل قولها العشر الآيات مجازاً بطريق إلغاء الكسر".اهـ [فتح الباري 8/606]. وقال الإمام ابن عطية رحمه الله: "قال القاضي أبو محمد رحمه الله: فكأنها عدت ما يخص بها".اهـ [تفسير ابن عطية 10/449].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "إنما اختصت زينب بالذكر لأنها التي كانت تضاهي عائشة في المنزلة".اهـ [فتح الباري 8/593].










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:52   رقم المشاركة : 66
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فقالت: "يا رسول الله أحمي سمعي وبصري ما علمت إلا خيرا. قالت: وهي التي كانت تساميني من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع وطفقت أختها حَمنةُ تُحارِبُ لها، فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك".اهـ
وَأَنْــزَلَ اللهُ قُــرْآنًا يُبَـرِّئُهَا *** ممَّا رَمَاهَـــا بِهِ الأَفَّــاكُ وَالزُّمَرُ
بِنْتَ الْكَرِيمِِ الَّذِي صَاخَتْ مَسَامِعُهُ *** لِلْـوَحْيِ يَـوْمَ جَمِيعُ النَّاسِ قَدْ كَفَرُوا
من فوائد قصة الإفك: "قال المفسرون: والخير في ذلك من خمسة أوجه: تبرئة أم المؤمنين، وكرامة الله لها بإنزال الوحي في شأنها، والأجر الجزيل لها في الفرية عليها، وموعظة المؤمنين، والانتقام من المفترين".اهـ [التسهيل في علوم التنزيل 3/61].










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:53   رقم المشاركة : 67
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

تذييل: وقفات من نور، في ظلال سورة النور:
بعد ما حصل من أهل الشك، في حادثة الإفك، غار الجبار، على عرض المختار، فأنزل جل وعلا، آيات من كتابه تتلى..
قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ
قال الشيخ سيد قطب رحمه الله: "بعد الانتهاء من بيان حكم القذف، يورد نموذجاً من القذف، يكشف عن شناعة الجرم وبشاعته؛ وهو يتناول بيت النبوة الطاهر الكريم، وعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم إنسان على الله، وعرض صديقه الصديق أبي بكر رضي الله عنه أكرم إنسان على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرض رجل من الصحابة –صفوان بن المعطل رضي الله عنه- يشهد رسول الله أنه لم يعرف عليه إلا خيراً.. وهو يشغل المسلمين في المدينة شهراً من الزمان.. ذلك هو حديث الإفك الذي تطاول إلى ذلك المرتقى السامي الرفيع".اهـ [في ظلال القرآن 4/2494].










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:53   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)) [النور] .
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال بالبصرة يوم عرفة وقد سئل عن هذه الآيات: "من أذنب ذنبا ثم تاب منه قبلت توبته إلا من خاض في إفك عائشة".اهـ ثم قال: "برَّأ الله تعالى أربعة بأربعة: يوسف بالوليد، وموسى بالحجر، ومريم بإنطاق ولدها: (إني عبدُ الله) وبرَّأ عائشة بهذه الآيات العظيمة".اهـ
قال الإمام الزمخشري رحمه الله في تعليقه على أثر ابن عباس: "فانظر كم بينها وبين تبرئة أولئك؟! وما ذاك إلا لإظهار علو منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتنبيه على إنافة محل سيد ولد آدم، وخيرة الأولين والآخرين، وحجة الله على العالمين.

قال الإمام ابن عطية رحمه الله: "وبهذه الآية قيل لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم: الطيبات المبرآت".اهـ [تفسير ابن عطية 10/475].
جاء في مرسل سعيد بن جبير عند ابن أبي حاتم والحاكم في "الإكليل": فنزلت ثماني عشرة آية متوالية كذبت من قذف عائشة: (إن الذين جاؤوا) إلى قوله: (رزق كريم).اهـ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "وتحرير العدة سبع عشرة".اهـ [فتح الباري 8/606].
قال الله تعالى: (وشهد شاهد من أهلها) [يوسف: 26]. روى ابن جرير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تكلم أربعة وهم صغار) فذكر فيهم شاهد يوسف.. وعن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية قال: "كان صبياً في المهد".اهـ وكذا رُوي عن أبي هريرة، وهلال بن يساف، والحسن، وسعيد بن جبير، والضحاك بن مزاحم: "أنه كان صبياً في الدار".اهـ واختاره ابن جرير. [وانظر: تفسير ابن كثير 4/586].
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى بعض، وكان موسى يغتسل وحده فقالوا والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر، فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه فخرج موسى في إثره يقول ثوبي يا حجر حتى نظرت بنو إسرائيل إلى موسى فقالوا: والله ما بموسى من بأس وأخذ ثوبه فطفق بالحجر ضربا). فقال أبو هريرة: "والله إنه لندب بالحجر ستة أو سبعة ضربا بالحجر".اهـ [متفق عليه].
سورة مريم: 30.
انظر: "الكشاف" 3/228، و"الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة" ص51.










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:54   رقم المشاركة : 69
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ومن أراد أن يتحقق عظمة شأنه صلى الله عليه وسلم وتقدم قدمه وإحرازه لقصب السبق دون كل سابق فليتلق ذلك من آيات الإفك وليتأمل كيف غضب الله في حرمته وكيف بالغ في نفي التهمة عن حجابه".اهـ [الكشاف 3/228].
وقال الإمام القرطبي رحمه الله: "قال بعض أهل التحقيق: إن يوسف عليه السلام لما رمي بالفاحشة برأه الله على لسان صبي في المهد، وإن مريم لما رميت بالفاحشة برأها الله على لسان ابنها عيسى صلوات الله عليه، وإن عائشة لما رُميت بالفاحشة برأها الله تعالى بالقرآن، فما رضي لها ببراءة صبي ولا نبي حتى برأها الله بكلامه من القذف والبهتان".اهـ [الجامع لأحكام القرآن 15/186].
وقال العماد ابن كثير رحمه الله: "وقد غار الله لها، حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فأنزل براءتها من فوق سبع سماوات".اهـ وقال أيضاً: "فغار الله لها، وأنزل براءتها، في عشر آيات تتلى على الزمان، فسما ذكرُها، وعلا شأنها؛ لتسمَعَ عَفافها وهي في صباها، فشَهِدَ الله لها بأنها من الطيبات، ووعدها بمغفرة ورزق كريم".اهـ [انظر: البداية والنهاية 1/599].
وقال الإمام الزمخشري رحمه الله: "ولو فلَّيت القرآن كله وفتشت عما أوعد به العصاة لم تر الله تعالى قد غلظ في شيء تغليظه في إفك عائشة رضوان الله عليها، ولا أنزل من الآيات القوارع، المشحونة بالوعيد الشديد والعتاب البليغ والزجر العنيف، واستعظام ما ركب من ذلك واستفظاع ما أقدم عليه، ما أنزل فيه على طرق مختلفة وأساليب مفتنة.
كل واحد منها كاف في بابه ولو لم ينزل إلا هذه الثلاث لكفى بها حيث جعل القذفة ملعونين في الدارين جميعا، وتوعدهم بالعذاب العظيم في الآخرة، وبأن ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم تشهد عليهم بما أفكوا وبهتوا، وأنه يوفيهم جزاءهم الحق الواجب الذي هم أهله حتى يعلموا عند ذلك (أن الله هو الحق المبين).
وقال الإمام القرطبي رحمه الله أيضاً: "لأجل هذا قال العلماء: إن الآية أصلٌ في أن درجة الإيمان التي حازها الإنسان، ومنزلة الصلاح التي حلَّها المرء، ولُبسة العفاف التي يستتر بها المسلم، لا يُزيلها عنه خبرٌ محتملٌ وإن شاع، إذا كان أصله فاسداً أو مجهولاً".اهـ [الجامع لأحكام القرآن15/172].










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:55   رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فأوجز في ذلك وأشبع، وفصل وأجمل وأكد وكرر، وجاء بما لم يقع في وعيد المشركين عبدة الأوثان إلا ما هو دونه في الفظاعة وما ذاك إلا لأمر".اهـ [الكشاف 3/228].
وقال أبو السعود: "ولو تتبعت ما في القرآن المجيد، من آيات الوعيد، الواردة في حق كل كفار مريد، وجبّار عنيد، لا تجد شيئاً منها فوق هاتيك القوارع المشحونة بفنون التهديد والتشديد، وما ذاك إلا لإظهار منزلة النبي صلى الله عليه وسلم في علو الشأن والنباهة، وإبراز رتبة الصديقة رضي الله عنها في العفة والنزاهة".اهـ
قال الإمام ابن بهيج الأندلسي رحمه الله على لسان أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
وَتَكَلَّمَ اللهُ العظيمُ بِحُجَّتي *** وَبَرَاءَتِي في مُحْكَمِ القُرآنِ
وَالله خَفَّرَني وَعَظَّمَ حُرْمَتِي *** وعلى لِسَانِ نَبِيِّهِ بَرَّانِي
والله في القُرآنِ قد لَعَنَ الذي *** بَعْدَ البَرَاءَةِ بالقَبيح رَماني
والله وَبَّخَ مَنْ أرَادَ تَنَقُّصي *** إفْكاً وسَبَّحَ نَفسَهُ في شاني
إنّي لمُحْصَنَةُ الإزارِ بَرِيئَةٌ *** ودليلُ حُسْنِ طَهَارتي إحْصاني
واللهُ أَحْصَنَنِي بخاتِمِ رُسْلِه *** وَأَذَلَّ أَهْـلَ الإِفْكِ والبُهتانِ
وأرسل أحد الأمراء المسلمين رسولاً إلى الروم ليناظرهم، فذهب الرسول إلى ملك الروم، وجرت له أمور، فمنها: أن الملك أدخله عليه من باب خوخة ليدخل راكعاً للملك، ففطن لها ودخل بظهره.
ومنها أنه قال لراهبهم: كيف الأهل والأولاد؟
فقال له الملك: أما علمت أن الراهب يتنزه عن هذا؟ فقال: تنزهونه عن هذا ولا تنزهون الله عن الصاحبة والولد؟!










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:56   رقم المشاركة : 71
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

وقيل: إن طاغية الروم سأله: كيف جرى لعائشة؟ وقصد توبيخه. فقال: كما جرى لمريم! فبرأ الله المرأتين، ولم تأت عائشة بولد. فأفحمه فلم يدر جواباً. [تاريخ الإسلام للذهبي . وفيات 401-420 ص 89].
قال العلامة شهاب الدين الألوسي رحمه الله: "ولا ينبغي لمن يؤمن بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أن يخالج قلبه بعد الوقوف على الآيات والأخبار شك في طهارة نساء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عن الفجور في حياة أزواجهن وبعد وفاتهم عنهن.. والظاهر أنه ليس في الفرق الإسلامية من يختلج في قلبه ذلك، فضلاً عن الإفك الذي برأها الله عز وجل منه".اهـ [روح المعاني، في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني 9/318].
حبُّ الرسولِ على جَبينكِ شامةٌ *** والسيـرةُ الغـرَّاءُ مِنكِ تُضاءُ
الطُّهر أنتِ فهل هنالكَ منكِرٌ *** مِن بعد ما قال الإلهُ - براءُ -؟!
وليعلم المتخوض في عرض الصديقة أنه لا يضر إلا نفسه، وسيعلم صدق ذلك حين يدخل رمسه! فلا يضر أم المؤمنين، ما يقوله بعض المجرمين!
تَهْجُونَ أُمًّا لَنَا شَاهَتْ وُجُوهُكُمُ *** فَالْبَحْرُ مَا ضَرَّهُ مِنْ قَاذِفٍ حَجَرُ
إِنْ تَرْجُمُوا فَارْجُمُوا خابَتْ ظُنُونُكُمُ *** إِذْ لَيْسَ يُرْجَمُ إِلاَّ مَنْ بِهِ ثَمَرُ!


أي إن مريم الصديقة ولدت وليست بذي زوج، وعائشة الصديقة لم تلد وهي ذات زوج! فأيتهما أقرب للفرية؟! حاشاهما.
ويروي ابن كثير في البداية والنهاية أثراً: أنّ (يوسف النجار) الذي كان من الصالحين وكان ابن خال مريم فطن لحملها لما ظهرت مخايل الحمل عليها، وتنبه له فجعل يتعجب من ذلك عجباً شديداً، وذلك لما يعلم من ديانتها ونزاهتها وعفتها وعبادتها، وهو مع ذلك يراها حبلى وليس لها زوج، فعرّض لها ذات يوم في الكلام.. فقال: يا مريم هل يكون زرع من غير بذر؟ قالت: نعم، فمن خلق الزرع الأول؟ ثم قال: فهل يكون شجر من غير ماء؟ قالت: نعم، فمن خلق الشجر الأول؟ ثم قال: فهل يكون ولد من غير ذكر؟ قالت: نعم، إن الله خلق آدم من غير ذكر وأنثى.. قال لها : فاخبريني خبرك. قالت: إن الله بشرني بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم.اهـ










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:57   رقم المشاركة : 72
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فصل: إجماع علماء المسلمين، على كفر من سب أم المؤمنين:
من خصائص عائشة العظام، إجماع علماء الإسلام، على كفر من رماها بسيئ الكلام، بينما تجد العلماء الأثبات، قد اختلفوا في تكفير من طعن ببقية الأمهات..
أخرج الإمام ابن حزم في المحلى 13/504: "عن هشام بن عمار قال: سمعت مالك بن أنس يقول من سب أبا بكر وعمر جلد، ومن سب عائشة قتل، قيل له: لم يقتل في عائشة؟ قال: لأن الله تعالى يقول في عائشة رضي الله عنها: (يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين)، قال مالك: فمن رماها فقد خالف القرآن، ومن خالف القرآن قتل. قال أبو محمد رحمه الله: قول مالك ههنا صحيح وهي ردة تامة وتكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها".اهـ
وحكى أبو الحسن الصقلي أن القاضي أبا بكر الطيب قال: "إن الله تعالى إذا ذكر في القرآن ما نسبه إليه المشركون سبح نفسه لنفسه، كقوله: (وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه)، وذكر تعالى ما نسبه المنافقون إلى عائشة فقال: (ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك)، سبح نفسه في تبرئتها من السوء، كما سبح نفسه في تبرئته من السوء، وهذا يشهد لقول مالك في قتل من سب عائشة، ومعنى هذا والله أعلم أن الله لما عظم سبها كما عظم سبه وكان سبها سباً لنبيه، وقرن سب نبيه وأذاه بأذاه تعالى، وكان حكم مؤذيه تعالى القتل، كان مؤذي نبيه كذلك".اهـ [الشفا للقاضي عياض 2/267-268].
وقال أبو الخطاب بن دِحية في "أجوبة المسائل": "ويشهد لقول مالك كتاب الله، فإن الله تعالى إذا ذكر في القرآن ما نَسَبَهُ إليه المشركون سبَّح نفسه لنفسه. قال تعالى: (وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه)، والله تعالى ذكر عائشة فقال: (ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك)، فسبَّح نفسه في تنزيه عائشة، كما سبح نفسه لنفسه في تنزيهه".اهـ
وروى الخلال في السنة عن أبي بكر المروزي قال: سألت أبا عبد الله -أحمد بن حنبل- عن من يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟ قال: "ما أراه على الإسلام".اهـ
انظر: "الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة" ص57-58.










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:58   رقم المشاركة : 73
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

وقال ابن عبد القوي: "كان الإمام أحمد يكفر من تبرأ منهم –أي: من الصحابة- ومن سب عائشة أم المؤمنين مما برأها الله منه، وكان يقرأ –أي: الإمام أحمد- قوله تعالى: (يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين)".اهـ
وقال الإمام ابن العربي المالكي رحمه الله: "إن أهل الإفك رموا عائشة المطهرة بالفاحشة فبرأها الله، فكل من سبها بما برأها الله منه فهو مكذب لله، ومن كذب الله فهو كافر، فهذا طريق قول مالك، وهي سبيل لائحة لأهل البصائر".اهـ [أحكام القرآن 3/1356].
وقال الخُوارزمي في "الكافي"، في كتاب الرِّدة: "لو قذف عائشة بالزنا صار كافراً، بخلاف غيرها من الزوجات، لأن القرآن نزل ببراءَتها".اهـ
وقال الإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله: "عائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه، زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم".اهـ [لمعة الاعتقاد: ص 29].
وقال القاضي أبو يعلى: "من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف، وقد حكي الإجماع على هذا غير واحد، وصرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم".اهـ
فَأُقِيـمَ حَدُّ القَذْفِ طُهْرًا نَافِعًا *** وَالإِفْـكُ سَارَ بِأَهْلِهِ نَحْوَ الْجَحِيم
حَتَّى أَتَى الإِجْمَاعُ نَصًّا قَاطِعًا *** فِي كُفْرِ مَنْ قَدْ نَاقَضَ النَّصَّ الكَرِيم
وقال الإمام النووي رحمه الله في تعداده الفوائد التي اشتمل عليها حديث الإفك: "الحادية والأربعون: براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك وهي براءة قطعية بنص القرآن العزيز، فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين، قال ابن عباس وغيره: لم تزن امرأة نبي من الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين، وهذا إكرام من الله تعالى لهم".اهـ [المنهاج، في شرح صحيح مسلم بن الحجاج 17/117-118].
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعض الوقائع التي قتل فيها من رماها رضي الله عنها بما برأها الله منه، حيث يقول:
انظر: "الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة" ص57.










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:59   رقم المشاركة : 74
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

وقال أبو بكر بن زياد النيسابوري: سمعت القاسم بن محمد يقول لإسماعيل بن إسحاق أتى المأمون بالرقة برجلين شتم أحدهما فاطمة والآخر عائشة، فأمر بقتل الذي شتم فاطمة وترك الآخر، فقال إسماعيل: ما حكمهما إلا أن يقتلا لأن الذي شتم عائشة رد القرآن.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "وعلى هذا مضت سيرة أهل الفقه والعلم من أهل البيت وغيرهم".اهـ
وقال أبو السائب القاضي: "كنت يوماً بحضرة الحسن بن زيد الدعي بطبرستان، وكان بحضرته رجل فذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة، فقال: يا غلام اضرب عنقه، فقال له العلويون: هذا رجل من شيعتنا، فقال: معاذ الله، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: (الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة و رزق كريم)، فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث –حاشاه-، فهو كافر فاضربوا عنقه، فضربوا عنقه وأنا حاضر ".اهـ
وروي عن محمد بن زيد أخي الحسن بن زيد أنه قدم عليه رجل من العراق فذكر عائشة بسوء، فقام إليه بعمود فضرب دماغه فقتله، فقيل له: "هذا من شيعتنا ومن بني الآباء، فقال: هذا سمى جدي قرنان– أي من لا غيرة له-، ومن سمى جدي قرنان استحق القتل فقتلته".اهـ
وقال أبو موسى –وهو عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن جعفر الشريف الهاشمي إمام الحنابلة ببغداد في عصره-: " ومن رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد مرق من الدين ولم ينعقد له نكاح على مسلمة".اهـ [الصارم المسلول ص 566-568].
وقد حكى العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله: اتفاق الأمة على كفر قاذف عائشة رضي الله عنها، حيث قال: "واتفقت الأمة على كفر قاذفها –أي: عائشة-".اهـ [زاد المعاد 1/106].
وقال العماد ابن كثير رحمه الله عند قوله تعالى: (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم)، قال: "أجمع العلماء رحمهم الله انظر: "شرح أصول السنة للالكائي".










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 14:00   رقم المشاركة : 75
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية، فإنه كافر لأنه معاند للقرآن".اهـ [تفسير ابن كثير 5/76].
وذكر الإمام بدر الدين الزركشي رحمه الله في خصائص عائشة: "من قذفها فقد كفر لتصريح القرآن الكريم ببراءتها".اهـ [الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة ص57].
وقال الإمام ابن حجر الهيتمي رحمه الله بعد أن ذكر حديث الإفك: "عُلِمَ من حديث الإفك المشار إليه أن من نسب عائشة إلى الزنا كان كافراً، وقد صرح بذلك أئمتنا وغيرهم، لأن في ذلك تكذيب النصوص القرآنية، ومكذبها كافر بإجماع المسلمين، وبه يُعلم القطع بكفر كثيرين من غلاة الروافض؛ لأنهم ينسبونها إلى ذلك، قاتلهم الله أنى يؤفكون".اهـ [الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي ص101].
وقال الإمام السيوطي رحمه الله عند آيات سورة النور: "نزلت في براءة عائشة فيما قذفت به، فاستدل به الفقهاء على أن قاذفها يقتل لتكذيبه لنص القرآن، قال العلماء: قذف عائشة كفر لأن الله سبح نفسه عند ذكره فقال سبحانك هذا بهتان عظيم، كما سبح نفسه عند ذكر ما وصفه به المشركون من الزوجة والولد".اهـ [الإكليل في استنباط التنزيل ص190].
وقال الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "والحاصل: أن قاذفها كيفما كان يُوجب تكذيب الله تعالى في إخباره عن تبرئتها عمَّا يقول القاذف فيها".اهـ وقال في موضع آخر: "ومن كذب الله فقد كفر".اهـ ونقل عن بعض أهل البيت في ذلك: "وأما قذفها الآن فهو كفر وارتداد، ولا يكفي فيه الجلد؛ لأنه تكذيب لسبع عشرة آية من كتاب الله كما مر، فيُقتل ردة.. ومن يقذف الطاهرة الطيبة أم المؤمنين زوجة رسول رب العالمين في الدنيا والآخرة كما صح ذلك عنه، فهو من ضرب عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين، ولسان حال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا معشر المسلمين من يعذرني فيمن أذاني في أهلي".اهـ [انظر: رسالة في الرد على الرافضة ص24 وما بعدها].
مَن نالَها في إفكِهِ فقدْ هوَى *** في وَهْدةِ العذابِ والتَّحقِيرِ
يبُوءُ بالخِزي الذَّميمِ خالِداً *** كابنِ سَلُولٍ في لَظَى السَّعيرِ










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, الكُـنَّــاشة, خصـائص, عائشة, عنها

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:21

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc