![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
مَلَفٌّ خَاصٌّ بِحُكْمِ الْمُظَاهَرَاتِ
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() بارك الله فيك أم منير
آخر تعديل جواهر الجزائرية 2011-11-16 في 03:38.
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]()
وفيكم بارك الله اخي عياد
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() السلام عليكم. كل ما جاء في الموضوع لايختلف عليه اثنان ولكن المشكل في الغالبية العظمى من الشعوب عندما تتساءل وتتكلم عن هذه النقاط فكيف نجيبها :ما هي مواصفات ولي الأمر الواجب شرعا طاعته؟ بمعني هل وصول شخصا ما للسلطة بطريقه غير مشروعة يعطيه حق الطاعة و يكون حقا ولي أمر المسلمين؟ و حتى أقترب أكثر.. هل انتخابات مزورة وصل بسببها شخصا ما للسلطة يعطيه الحق أن يطيعه جماهير المسلمين أم لا؟ أو هل اغتصاب الحكم عن طريق انقلاب عسكري يعطيهم حق طاعة المسلمين؟ أو إذا فرض حاكم ابنه كوريث للحكم دون مشورة جماهير المسلمين مثلا يكون ولي أمر شرعي و لعموم المسلمين طاعته؟ و علينا ألا ننسي أن ما بني على باطل فهو باطل وبارك الله في جمعكم الطيب . |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | ||||||
|
![]() وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اقتباس:
للأسف أخي الفاضل فالواقع الذي نعيشه واقع مرير للغاية وكنت أتمنى لو نفتح موضوع خاص بهذا الواقع ونتناقش في الحلول من وجهة نظر شرعية لأول مرة في حياتنا لأن أغلب الذين يتكلمون بإسم الأمة لا يرجعون إلى الشرع في تقديم الحلول لهذا لم نرى منهم إلا الانحطاط والتقهقر إلى الوراء والله المستعان, مع أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا الحل في قوله((حتى ترجعوا إلى دينكم) ولم يقل حتى تطيحوا حكوماتكم لأن الحكام ليسوا هم الداء بل هم أحد أعراض الداء فلا بد لنا من التفريق بين الداء وأعراض الداء والدواء. اقتباس:
ولي الأمر المسلم ....ولا تسقط الطاعة إلا المعصية ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق))ولا تسقط الإمامة إلا في حالة الكفر الصريح((حتى تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان)) اقتباس:
الوصول إلى الحكم بطريقة غير شرعية كالتوريث أو الإنقلاب أو الانتخابات بدل الشورى يعتبر معصية وإثم كبير لكن هذا الإثم إنما يقع على الحاكم لا المحكوم أما المحكوم فلا يصح له أن ينزع يدا من طاعة(إلا في المعصية)) ولا يخرج عن الحاكم(إلا في الكفر الصريح) وقد ثبت في هذا الإجماع, قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - ( الفتح 13/9 ، تحت الحديث رقم : 7053 ) : « قال ابن بطال . . . أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلَّب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه . . . » انتهى . وقال الشوكاني رحمه الله: «ومذهبُ (أهلِ السُّنةِ والجماعةِ)، أنَّ الإمامةَ يَصِحُّ أنْ تَنْعقِدَ لِمنْ غَلَبَ الناسَ، وقَعَدَ بالقوةِ في مَوْضِعِ الْحُكْمِ»اهـ. وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - ( الدرر السنية 7/239 ) : « الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلّب على بلدٍ أو بلدان ؛ لـه حكم الإمام في جميع الأشياء » انتهى . وقال العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن - رحمهم الله - ( مجموعة الرسائل والمسائل النجدية 3/168 ) : « وأهل العلم . . . متّفقون على طاعة من تغلّب عليهم في المعروف , يرون نفوذ أحكامه وصحة إمامته ؛ لا يختلف في ذلك اثنان . . . » انتهى . |
||||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() ![]() صوت الحكمة للخروج من الفتنة !! ..حـول.. ..أحداث.. ..مصر.. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد: • فلا يخفى على أحد ما آلت إليه مِصْرُنا الحبيبة من فتن للعباد ودمار للبلاد. ولا حول ولا قوة إلا بالله. • من أجل هذا : فقد وجب على أهل العلم أن يبينوا للناس الموقف الشرعي من أحداث هذه الفتنة والمخرج منها؛ وذلك عملاً بميثاق الله تعالى الذي أخذه عليهم ببيان الحق بقوله: ![]() ![]() • ومن هذا المنطلق : كنت أعددت ورقة دعوية كي تطبع على شكل مطوية لتوزع يوم الجمعة على جموع المصلين في بلدنا. ولكن لأن الفتنة قد استطالت! فبلغت بعض البلاد العربية الأخرى!؛ فقدر رأيت أن أنشرها على الشبكة ليعم النفع بها على كل المسلمين. ولا يخفى أن هذه المطوية مختصرة جدًّا لا تستوعب كثيرًا مما يدور بين طلبة العلم من أدلة وشبهات! في هاتيكم المسائل؛ هذا لأني أعددتها لتكون سهلة الفهم -قدر المستطاع!- لطبقة العوام، إذ هم المقصودون بها أصالة. وقد فرغت نصها ههنا، كما وضعت منها نسخة بصيغة مصورة (pdf) في آخر هذا الموضوع؛ وذلك لمن أراد أن يطبعها (منسقة) وينشرها في الناس. هذا؛ واللهَ أسألُ أن ينفع بها، وأن يجعلها سببًا للهدى وحقن دماء المسلمين في كل مكان. وكتبه راجي عفو ربه الممجد علاء بن جمال بن محمد الشهير بأبي رقية الذهبي غفر الله له ولوالديه ولعامة المسلمين. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد: • فَإنَّ الأمْنَ والاستقرارَ نعمةٌ عظيمةٌ، ومَظَلّةٌ عَمِيمَةٌ؛ يستظل بها الجميعُ مِن الفِتَنِ والشرورِ؛ فَبِها تُقَامُ شعائرُ الإسلامِ، وبها يَأمَنُ الناسُ على دِمائِهم وأموالِهِم وأعراضِهِم، وتَأمَنُ السُّبُلُ، وتُرَدُّ المظالمُ لِأهلِها. • فَبِنِعمةِ الأمْنِ استقامةُ أمْرِ الدنيا والآخرةِ، وصلاحُ المعاشِ والمعادِ، والحالِ والمآل. لذلك قَدَّمَها نبيُّ اللهِ إبراهيمُ -عليه السلام- على الرزقِ عندما دَعا قائلاً : ![]() ![]() • فَبِوجُودِ نعمةِ الأمنِ تُحْفَظُ الضرورياتُ الخَمْسُ-الدينُ والنفسُ والعقلُ والعرضُ والمالُ-. ولِهذا أوْجَبَ اللهُ على الناسِ تنصيبَ الأئمةِ أو الحُكَّامِ ليقوموا بترسيخِ أركانِ الأمنِ في البلاد. • وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : «وِلايةُ أَمْرِ الناسِ مِن أعظمِ واجباتِ الدين، بل لا قيامَ للدينِ ولا للدنيا إلا بِها، ولِهذا رُوِي أنَّ: "السُّلْطَانَ ظِلُّ اللهِ فِي الأَرْضِ"، ويُقَالُ:"سِتُّونَ سَنَةً! مِنْ إِمَامٍ جَائِرٍ!؛ أَصْلَحُ مِنْ لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ بِلَا سُلْطَانٍ!!"، (والتجربة تبين ذلك)!!، ولِهذا كان (السَّلَفُ) يقولون: "لَوْ كَانَ لَنَا دَعْوَةٌ مُجَابَةٌ؛ لَدَعَوْنَا بِهَا لِلسُّلْطَانِ"»اهـ. • ونظرًا لأنَّ الحاكمَ لا يستطيعُ تحقيقَ الأمنِ إلا بانسياقِ الناسِ له وطاعتِه فيما يَلي مِن أمورِهِم، ولأنَّ عدمَ طاعةِ الحاكمِ والخروجَ عليه يؤدي (حَتْمًا) إلى الفتنِ والشرورِ وزعزعةِ أمنِ البلادِ والعبادِ؛ فقد فرضَ اللهُ على الناسِ السمعَ والطاعةَ له في العسرِ واليسرِ والمَنْشَطِ والمَكْرَهِ وفي سائرِ الأحوالِ ما لم يأمر بمعصية!؛ إذ لا سمعَ ولا طاعةَ لِأحَدٍ-كائِنًا مَنْ كان- في معصية الله. • بل إنه أَمَرَ بالصبرِ على جَوْرِهم وظُلْمِهم، واستئثارِهم بالأموالِ والثرواتِ لأنفسِهم دون الناس. كما أنه أمَرَ بعدمِ الخروجِ عليهم -باللسان أو السِّنَان- وإنْ رَأوْا منهم المنكراتِ العظيمة!؛ طالما أنهم مسلمون ويقيمون في الناس شعائرَ الإسلامِ الظاهرةَ كالصلاةِ وغيرها. 1- قال اللهُ سبحانه وتعالى: ![]() ![]() • قال النووي رحمه الله : «قال العلماءُ: المرادُ بـ"أُوْلِي الأَمْرِ": مَنْ أوْجَبَ اللهُ طاعتَه مِنَ الولاةِ والأمراءِ. هذا قَوْلُ (جماهيرِ السَّلَفِ) والخلفِ مِنَ المفسرينَ والفقهاءِ وغيرهِم»اهـ. 2- وعن عبدِ اللهِ بن عُمرَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ -فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ- مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ؛ فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ» متفق عليه. وفي رواية: «عَلَيْكَ بِالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَعُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، (وَأَثَرَةٍ) عَلَيْكَ». • قال القرطبي رحمه الله: «طاعةُ الأميرِ واجبةٌ على كل حال؛ وإن استأثروا بالأموال دون الناس»اهـ. 3- وعن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «"إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً [يعني استئثارًا بالأموال] وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا"، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ!؛ فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: "أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمُ الَّذِي جَعَلَهُ لَهُمْ، وَاسْأَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ، (وَاصْبِرُوا) حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ"» متفق عليه. وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم سُئِل: «أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَمْنَعُونَا حَقَّنَا وَيَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا؛ فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا، وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ"». 4- وعن حذيفةَ بنِ اليمانِ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ!؛ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ!» قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟!؛ قَالَ: «تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ!!، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ» أخرجه مسلم في «صحيحه». • قال ابن بطال رحمه الله : «فيه (حُجَّةٌ) في وجوبِ لُزوم جماعةِ المسلمينَ، وتَرْكِ الخروجِ على أئمةِ الجورِ. لأنه وصَفَهم بالجورِ والباطلِ والخلافِ لِسُنَّتِهِ وأنهم على ضلالٍ، وأمر مع ذلك! بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم، ولم يأمر بتفريق كلمتهم»اهـ. باختصار وتصرف يسير. • قلت: وفي الحديث أبشعُ أوصافٍ يُمْكنُ أنْ يُوصَفَ بها حاكمٌ ورجالـُه!، وبرغم ذلك فقد سَمَّاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم (أئمة)، وأوجبَ طاعتَهم، وحَرَّمَ الخروجَ عليهم، وأمر بلزوم جماعتِهم. 5- وعن عَوْفٍ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «"شِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تَبْغَضُونَهُمْ وَيَبْغَضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ!؛ أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ -عِنْدَ ذَلِكَ- بِالسَّيْفِ ؟!، فَقَالَ: "لا!؛ مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ؛ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَتِهِ» أخرجه مسلم في «صحيحه». 6- وعن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ؛ (فَلْيَصْبِرْ)؛ فَإِنَّهُ مَنْ خَالَفَ السُّلْطَانَ -قِيدَ شِبْرٍ!- فَيَمُوتَ؛ إِلا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً!!» متفق عليه. 7- وعن عِياضٍ بنِ غَنْم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِذِي سُلْطَانٍ؛ (فَلا يُبْدِهِ عَلَانِيَـةً)، وَلَكِنْ يَأخُذُ بِيَدِهِ فَيَخْلُوَ بِهِ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ، وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ» صححه الألباني في «ظلال الجنة». • قال ابن عبد البر: «إن لم يتمكن من نصح السلطان، فالصبر والدعاء»اهـ. 8- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «نَهَانَا كُبَرَاؤُنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: "لا تَسُبُّوا أُمَرَاءَكُمْ، وَلا تَغِشُّوهُمْ، وَلا تَبْغَضُوهُمْ، وَلا تَعْصُوهُمْ، وَاتَّقُوا اللَّهَ (وَاصْبِرُوا)؛ فَإِنَّ الْأَمْرَ قَرِيبٌ"» جَوَََّدَهُ الألباني في «ظلال الجنة في تخريج ” السُّنة “». • قلت: نهي أكابرُ أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن تحريمِ سَبِّ الحُكَّام؛ لأنه نَواةُ فتنةِ الخروجِ عليهم، ومفارقةِ جماعةِ المسلمين. 9- وقد أَجْمَعَ العلماءُ على كُلِّ ما سبق: • فقال النووي رحمه الله: «وأما الخروجُ عليهم وقتالُهُم؛ (فَحَرَامٌ بإجماعِ المسلمينَ)، وإِنْ كانوا فَسَقَةً ظالمين. وقال جماهيرُ أهلِ السُّنةِ: لا ينعزلُ بالفِسْقِ والظلم، وتعطيلِ الحقوقِ، ولا يُخْلَعُ ولا يجوزُ الخروجُ عليه بذلك، بل يَجِبُ وَعْظـُه»اهـ. ◄ شبهة!: يقولون!: إنَّ الأحاديثَ السابقةَ حقٌّ، لكنها تَتَنَزَّلُ على الإمامِ الذي بايعه الناسُ وارتضوه، وليس فيمن سَلَبَ الشَّعْبَ حقَّ الاختيارِ؛ فغلبهم بسُلْطَتِه، واستَبَدَّ بالحُكْمِ!. ◘ والرد عليها: أنَّ الشرعَ قد اعتبَرَ وِلَايةَ الْمُتَغَلِّبِ (وِلَايةً صحيحةً) -شأنُه في ذلك شأنُ الإمامِ المُبايَع بلا فرق!-؛ وذلك درءً لفتنةِ إراقةِ الدماءِ، وصَوْنًا للأعراضِ والأموالِ، وجمعًا لوحدة المسلمين، وحفظًا لأمنِ البلادِ مِن أعدائِهم. وقد دَلَّ على ذلك النصُّ والإجماعُ: 1- فأما النص: فعن حُذيفةَ بنِ اليمانِ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ .. ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبوَّةِ ... ثُمَّ تَكُونُ (مُلْكًا جَبْرِيَّةً)». • قلت: وفي قولِه صلى الله عليه وسلم «مُلْكًا جَبْرِيَّةً» إشارةٌ إلى اعتبارِ وِلايةِ المتغلب؛ حيث ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم فيما هو كائن ولم يبين بطلانها؛ مما يدل على اعتبارها. 2- وأما الإجماع: فقد جرى على ذلك الصحابةُ والتابعونَ وسائرُ الأئمةِ؛ إذ أقروا بصحةِ الولاياتِ الجبريةِ على مَرِّ العُصورِ السابقةِ -مِن لَدُنْ ولاية اليزيد بن معاوية مرورًا بسائر خُلَفاءِ بَنِي أُمَيَّةَ وخُلَفاءِ بَنِي العَبَّاسِ وجميع مَنْ جاء بَعدهُم مِن الحكَّامِ- إلى زماننا هذا. • قال ابن بطال رحمه الله: «(أجمع الفقهاء) على وجوبِ طاعةِ السلطانِ المتغلب، والجهادِ معه، وأن طاعتَه خيرٌ مِنَ الخروجِ عليه؛ لِما في ذلك مِن حَقْنِ الدماءِ، وتسكين الدَّهْمَاءِ!»اهـ. • وقال الشوكاني رحمه الله: «ومذهبُ (أهلِ السُّنةِ والجماعةِ)، أنَّ الإمامةَ يَصِحُّ أنْ تَنْعقِدَ لِمنْ غَلَبَ الناسَ، وقَعَدَ بالقوةِ في مَوْضِعِ الْحُكْمِ»اهـ. ◄ الواجب عمله للخروج من هذه الفتنة ! ► 1- تصحيح المعتقد: فيما يتعلقُ بعَلاقَةِ الحاكمِ والمحكومِ، مع نَشْرِهِ في الناسِ وتعليمِهِمْ إيَّاهُ. 2- لزوم جماعة المسلمين وإمامهم: بعدم الخروجِ عليه ولَوْ بالكلمةِ فَضْلاً عنِ التظاهرِ! والقتالِ!!. 3- لزوم البيوت في أماكن الفتنة، و كَفّ الأيدي والألسن عنها: فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «سَتَكُونُ فِتَنٌ، القَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَائِمِ، وَالقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ المَاشِي، وَالمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، مَنْ تَشَرَّفَ (أي: تَعَرَّضَ) لَهَا؛ تَسْتَشْرِفْهُ!(أي: تُهْلِكْهُ)، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: كُونُوا أَحْلَاسَ بُيُوتِكُمْ (يعني: الْزَمُوا بُيُوتَكُمْ) حَتَّى تَنْجَلِيَ» متفق عليه. 5- التوبة إلى الله من المعاصي، والتضرع إليه سبحانه وتعالى بالصلاة وبالدعاء؛ لكشف هذه الغمة : فلا شَكَّ أنَّ البلاءَ ما حَلَّ بنا إلا لأننا ابتعدنا كثيرًا عن دينِنا، وتكالبنا على الدنيا وشهواتِها، فَـﭑزْدَرَيْنا نِعَمَ اللهِ علينا؛ كما قال تعالى: ![]() ![]() وقد بين سبحانه وتعالى أنه لا يُنْزِلُ البلاءَ بالناسِ إلا ليرجعوا إلى دينهم؛ كما قال تعالى: ![]() ![]() ![]() ![]() ◄ وختاما ► ◘ لا يَظُنَّنَّ أَحَدُكُم أنَّ الانصياعَ لِأوامِرِ اللهِ ورسولِه في معاملةِ أولياءِ الأمورِ يُعَدُّ مِن الخذلانِ! أو السلبيةِ! أو الانبطاحِ! أو العَمالَةِ!، أو يظن أنَّ العلماء يدافعون بذلك عن حُكَّامِ الدُّوَلِ الظَّالِمَةِ حُبًّا في ظُلْمِهِم!، أو رُكُونًا إلى دُنْياهُم!! -مَعاذَ اللهِ-؛ لكنَّ اللهَ سبحانه وتعالى كما أنه حَرَّمَ الفِتنةَ، فقد حَرَّمَ كُلَّ ما يُفْضِي إليها؛ وذلك حَقْنًا للدِماءِ وصَوْنًا لِلأعراضِ و الْحُرُماتِ. ◘ ولْتَعْلَمُوا أنَّ الإِعْراضَ عن أمْرِ اللهِ ورسولهِ؛ سَبَبٌ في زوالِ نعمةِ الأمنِ، وحلولِ الخوفِ والفزع؛ كما قال تعالى: ![]() ![]() كما أنَّ مخالفةَ هَدْيِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في التعاملِ مع الحكامِ مِنْ مُوجِباتِ الفتنةِ في الدنيا والعذابِ في الآخرةِ؛ كما قال تعالى: ![]() ![]() وعليكم بوصية ابن مسعود رضي الله عنه عندما قال: «أَيُّهَا النَّاسُ!، اتَّقَوُا اللَّهَ، وعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّهُمَا حَبْلُ اللَّهِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ، وَمَا تَكْرَهُونَ فِي الْجَمَاعَةِ (خَيْرٌ) مِمَّا تُحِبُّونَ فِي الْفُرْقَةِ!، وَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا إِلَّا جَعَلَ لَهُ نِهَايَةً !». وكتبه أخوكم أبو رقية الذهبي |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | ||||
|
![]() اقتباس:
وبارك الله فيك ودمت بود. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | ||||
|
![]()
إذاً؛ ما هو المنهج ؟ وما هو الطريق ؟ لا شك أن الطريق الصحيح هو ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدندن حوله، ويُذكّر أصحابه به في كل خطبة: ] وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم [. فعلى المسلمين كافة – وبخاصة منهم من يهتم بإعادة الحكم الإسلامي – أن يبدؤوا من حيث بدأ رسول الله صلى الله عليه و سلم، وهو ما نوجزه نحن بكلمتين خفيفتين: (التصفية، والتربية). ذلك لأننا نعلم حقائق ثابتة وراسخة يغفل عنها – أو يتغافل عنها – أولئك الغلاة، الذين ليس لهم إلا إعلان تكفير الحكام، ثم لا شيء. وسيظلون يعلنون تكفير الحكام، ثم لا يصدر منهم – أو عنهم – إلا الفتن والمحن !!. والواقع في هذه السنوات الأخيرة على أيدي هؤلاء، بدءاً من فتنة الحرم المكي، إلى فتنة مصر، وقتل السادات، وأخيراً في سوريا، ثم الآن في مصر والجزائر – منظور لكل أحد –: هدر دماء من المسلمين الأبرياء بسبب هذه الفتن والبلايا، وحصول كثير من المحن والرزايا. كل هذا بسبب مخالفة هؤلاء لكثير من نصوص الكتاب والسنة، وأهمها قوله تعالى: } لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً { (21 – الأحزاب). إذا أردنا أن نقيم حكم الله في الأرض – حقاً لا ادعاء –، هل نبدأ بتكفير الحكام ونحن لا نستطيع مواجهتهم، فضلاً عن أن نقاتلهم ؟ أم نبدأ – وجوباً – بما بدأ به الرسول عليه الصلاة والسلام ؟ لاشك أن الجواب: } لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ … {. ولكن؛ بماذا بدأ رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ من المتيقين عند كل من اشتم رائحة العلم أنه صلى الله عليه و سلم بدأ بالدعوة بين الأفراد الذين كان يظن فيهم الاستعداد لتقبل الحق، ثم استجاب له من استجاب من أفراد الصحابة – كما هو معروف في السيرة النبوية –، ثم وقع بعد ذلك التعذيب والشدة التي أصابت المسلمين في مكة، ثم جاء الأمر بالهجرة الأولى والثانية، حتى وطد الله عز وجل الإسلام في المدينة المنورة، وبدأت هناك المناوشات والمواجهات، وبدأ القتال بين المسلمين وبين الكفار من جهة، ثم اليهود من جهة أخرى … هكذا. إذاً؛ لا بد أن نبدأ نحن بتعليم الناس الإسلام الحق، كما بدأ الرسول عليه الصلاة والسلام، لكن؛ لا يجوز لنا الآن أن نقتصر على مجرد التعليم فقط، فلقد دخل في الإسلام ما ليس منه، وما لا يمت إليه بصلة، من البدع والمحدثات مما كان سبباً في تهدم الصرح الإسلامي الشامخ. فلذلك كان الواجب على الدعاة أن يبدءوا بتصفية هذا الإسلام مما دخل فيه. هذا هو الأصل الأول: (التصفية) وأما الأصل الثاني: فهو أن يقترن مع هذه التصفية تربية الشباب المسلم الناشئ على هذا الإسلام المصفى)))).انتهى كلامه رحمه الله فهل من متدبر. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() بارك الله في مسعى الجميع وأضيف |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]()
هل يعقل ان يصدر مثل هذا الكلام ممن ينسب نفسه الى العلم الا يفرق بين رسول ارسله الله داعية و مبلغا لاحكام ربه و بين مظاهرات تطالب بحقها من حاكم جائر افلاس ما بعده افلاس ![]() |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | ||||
|
![]() اقتباس:
هل تعرف حقا قائل هذا الكلام؟ أم أنك ظننته للعلامة المجاهد ربيع المدخلي فرحت تحتهد لترده و تكتب ما تكتب! قال الشيخ ابن باز رحمه الله ( فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق ، و الأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله ، أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ، ويلحق بهذا الباب ما يفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شرا عظيما على الدعاة ، فالمسيرات في الشوارع و الهتافات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة . فالطريق الصحيح : بالزيارة ، والمكاتبات بالتي هي أحسن فتنصح الرئيس ، و الأمير ، وشيخ القبلة بهذه الطريقة لا بالعنف ، والمظاهرة ، فالنبي صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ، ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم ، ولا شك أن هذا الأسلوب يضر بالدعوة والدعاة ، و يمنع انتشارها ويحمل الرؤساء والكبار على معاداتها ومضادتها بكل ممكن ، فهم يريدون الخير بهذا الأسلوب ، لكن يحصل به ضده ، فكون الداعي إلى الله يسلك مسلك الرسل وأتباعهم ولو طالت المدة أولى به من عمل يضر الدعوة ويضايقها أو يقضي عليها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ) إ.هـ مجلة البحوث الإسلامية ـ العدد 38صـ 210. فلا تتسرع أخي عزام وقد نصحتك بذلك من قبل. 2- استدلال العلامة ابن باز رحمه الله بفعل النبي صلى الله عليه وسلم استدلال قوي لا يمكن لأهل الأهواء إبطاله مهما حاولوا وشنعوا فنبينا عليه الصلاة والسلام هو القدوة في هذا كله ولا يكون العمل مقبولا إلا إذا اقترن بالإخلاص لله(لا للدمقراطية) والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم(لا للمظاهرات الغربية))). فمنذ أن جهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الله تعالى؛ انفجرت في مكة مشاعر الغضب والكراهية تجاهه وتجاه أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين من قبل عامة المشركين وزعماء الكفر بصفة خاصة . عشرة أعوام مُرَّةٍ مَرَّتْ على المسلمين في مكة وهم يعذبون ويضطهدون حتى زلزلت الأرض من تحت أقدامهم واستبيحت -في الحرم الآمن- دمائهم وأموالهم وأعراضهم. عشرة أعوام رأوا فيها ألوانًا من العذاب الجسدي والنفسي . وممن عذب من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين : 1 ) عمار بن ياسر رضي الله عنه كان المشركون يخرجون به وبوالديه إلى الصحراء في شدة الحر فيعذبونهم أشد أنواع العذاب . فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بهم فيقول لهم : (( صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة )) 2 ) وهذا بلال بن رباح رضي الله عنه كان أمية بن خلف أحد زعماء الكفر في قريش يعذبه عذاباً شديداً في صحراء مكة حتى أنه كان يضع الصخرة العظيمة على صدره . ما كانت ردة فعل بلال تجاه هذا التعذيب والاضطهاد سواء قوله : أحد أحد ... 3 ) وهذا خباب بن الأرت رضي الله عنه كان الكفار يعذبونه عذاباً شديداً لدرجة أنهم كانوا يضعون الأحجار على النار حتى تحمر ثم يفردونها على الأرض ثم يأمر بخباب ويسحب على ظهره فوق الجمر والأحجار الساخنة . وعندما أشتد العذاب والاضطهاد : جاء بعض الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردته في ظل الكعبة فقالوا : يا رسول الله : ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط من الحديد دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن الله تعالى هذا الأمر حتى ييسر الراكب من صنعاء إلى حضرموت فلا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ، ولكنكم تستعجلون )) |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() الردُّ على الدكتور سعود النفيسان في ادعائه جواز المظاهرات الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فقد نشر الدكتور سعود بن عبد الله النفيسان ـ وفقه الله للصواب ـ قبل أيَّام قليلة، مقالاً بعنوان: (نظرات شرعية في وسائل التعبير العصرية)، ذهب فيه إلى جواز المظاهرات، وقد أسفتُ كلَّ الأسف أن يبادر الدكتور إلى إصدار هذا المقال في هذا التوقيت بالذات، إذ لا يخفى على مثله المؤامرات التي تحاك ضد دول المنطقة، وبتحريك واضح من دولة إقليمية معروفة بعدائها التاريخي للإسلام والعروبة، خاصة للمملكة العربية السعودية: قلعة التوحيد والسنة، حيث بدأت الدعوات الغوغائية في مواقع الشبكة العالمية تتنادى لإثارة الشغب والفوضى في بلاد التوحيد والوحدة، بدعوى (المظاهرات السلمية) التي عدَّها الدكتور من وسائل التعبير التي لا يجوز لولي الأمر منعها وتقييدها! وقد تلقَّف أهل الفتنة مقال الدكتور بسعادة بالغة، فنشروها في مواقعهم ومنتدياتهم، وطاروا بها كل مطار. وهنا لا بدَّ أن أذكِّره وسائرَ القرَّاء المنصفينَ بأنَّه ـ أعني الشيخ سعود النفيسان نفسَه ـ كان أحد الموقِّعين على البيان الذي صدر سنة (1425هـ/2005م)، عن أكثر من ستين شخصية أكاديمية في المملكة للتحذير من الاستجابة لدعوة سعد الفقيه إلى التظاهر، وهذا نص البيان: (فقد انتشر خبر الأعمال التي دعا إليها د. سعد الفقيه عبر قناته (الإصلاح) وإننا أداءً لواجب النصيحة، وأمانة المسؤولية، والحرص على أمن هذا البلد واستقراره وائتلاف كلمته نرفض هذا العمل، ونُحَذِّر من المشاركة فيه، أو الاستجابة لهذه الدعوة التي تقود تداعياتها إلى فساد وإفساد، وإضرار بمصالح المجتمع ووحدة البلاد، وفتح الثغرات للأعداء والكائدين. وإن بلادنا لم تكن أحوج إلى الاستقرار والائتلاف والتكاتف منها في هذه الظروف والمتغيرات العالمية والأحداث المحيطة. وبقدر حاجتنا إلى خطوات جادة في الإصلاح وضرورة ذلك بآلياته ومراحله الواضحة فإننا بحاجة إلى سلوك الطريقة الصحيحة لتحقيق ذلك بعيدًا عما يؤدي إلى مظاهر الفوضى والمواجهات التي تثير التنازع وتُحدِث الفشل وذهاب الريح. ومن المقرر أن من أعظم مقاصد الشريعة الاعتصام بحبل الله، ووحدة الكلمة على الحق، وتجنب أسباب التنازع والشقاق، كما قال سبحانه : {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}، وقال تعالى : {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}.) انتهى. وهذا كلام حكيم، وتوجيه سديد، وفتوى صحيحة مستندة إلى أحكام واعتبارات ما زالت قائمة، بل يعلم كلُّ عاقل أن المفاسد والأضرار المذكورة لم تعدْ متوقعةً بظنٍّ غالبٍ فقط، بل بيقينٍ يكاد كل من نوَّر الله بصيرته بالعلم والفقه في عواقب الأمور يراها رأي العين. فمن عجبٍ أن يبادر د. النفيسان إلى تجاهل ما علمه وأدركه قبل سنوات، مناقضًا لنفسه، وناقضًا لذلك البيان الجماعي، فيحقُّ لنا أن نذكِّره بقول الله عز وجل: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا}. ثم إنني ازددتُ أسفًا وتألمًا لمَّا تأملتُ الشبهات التي ساقها الشيخ لتأييد قوله، فوجدتها وجوهًا من التدليس والتلبيس اضطر إليها الشيخُ لعجزه عن تقديم الدليل والبرهان. وسأكتفي هنا بمناقشة بعضها بإيجاز: 1- ادعى الشيخ ـ وفقه الله للصواب ـ أن (المظاهرات السلمية) ممَّا: (جدَّ في عصرنا اليوم من وسائل للتعبير لم تكن معروفة من قبل). وهذه دعوى باطلة، فالمظاهرات من الوسائل الموغلة في القدم، واشتهرت عن الرومان واليونان خاصة، والأوربيين عامة، ومن نظر في (قصة الحضارة) لديورانت لاحظ كثرة المظاهرات في أوربا قبل الثورة الفرنسية وبعدها، لكنها صارت بعد الثورة الفرنسية من الحقوق المدنية التي تصونها الدساتير والقوانين الوضعية، لهذا ظهر هذا السلوك عند المسلمين في عهد الاستعمار الغربي للبلاد الإسلامية، وربما كان الاستعمار نفسه يشجِّع على ممارسته، ليغرس في المسلمين بعض سننه ومفاهيمه في السياسة والاجتماع، وقد ذكر الأستاذ محب الدين الخطيب رحمه الله في (مجلة الفتح) السنة الأولى، عدد (64) خبر أول مظاهرة نسائية في سوريا عام 1927م في ظل الاحتلال الفرنسي! وقد كان العلماء الربانيون يدركون أن هذا السلوك الاجتماعي الجديد لا خير فيه، ففي ثورة المصريين على الانكليز سنة 1919م جاهر العلامة محمد حامد الفقي رحمه الله بإنكار المظاهرات، وبيَّن أن خروج الاحتلال لا يكون بها، بل بالعودة إلى الكتاب والسنة وإصلاح العقائد والعبادات. وصدق في ذلك، فقد شهدت تلك المظاهرات خروج هُدى شعراوي فيها سافرةً، فكانت أول مصرية مسلمة رفعت الحجاب (الأعلام للزركلي: 8/78)! 2- فإذا علمنا أن المظاهرات من السلوك الاجتماعي لدى سائر الأمم منذ القدم؛ فلا بدَّ أن نوضح سبب عدم ظهورها عند المسلمين إلا في العصر الاستعماري الحديث؛ فإن هذا من أعظم الأدلة على أنها لم تكن من سنة المسلمين عبر عصورهم المختلفة ـ وإن كانت تقع أحيانًا من سفهائهم كما سيأتي ـ. وتوضيح هذا: أن تجنُّب هذا السلوك عمدًا، مع قيامي الدواعي له في أحوال مختلفة؛ كان نتيجةً لخصوصية المنهاج والتربية التي غرسها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته، فقد بيَّن صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة مشهورة: وجوب السمع والطاعة للحاكم المسلم، ونهى عن الخروج وشق عصا الطاعة، كما نهى عن القتال في الفتنة، وأمر بلزوم البيوت عندها، وبيَّن أن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، وأن من تشرف لها تستشرفه، ومن وجد فيها ملجأ أو معاذًا فليعذ به، وأمر بكسر السيوف، وبالعزلة، والاشتغال بالعبادة... وسار صحابته الكرام رضي الله عنهم على نهجه في مجانبة الفتن والتحذير منها... فكانت تلك الأحاديث والآثار ـ وهي كثيرة جدًّا مبثوثة في كتب العقيدة والحديث والفقه والآداب الشرعية والأحكام السلطانية ـ بمجموعها سببًا في تكوين ما يمكن تسميته بسلوك جمعي تميَّز به المجتمع الإسلامي، حيث يحرص أفراده على استقراره وأمنه واجتماعه، وعلى مجانبة الفتن والشقاق والفوضى. وهذه الخصوصية الدينية لم يكن المستشرقون ليفهموها لهذا ادعوا أن الفقهاء عمدوا إلى وضع تلك النصوص إرضاءً للخلفاء المستبدين! 3- نعم؛ لم تكن المظاهرات من سنن المسلمين، لهذا لم تظهر في تاريخهم إلا في سلوك شاذٍّ عُرف بخروج الغوغاء، والأوباش، والسفلة، والسوقة، والمنتهِبَة، ونحو هذه الألفاظ التي كان العلماء يصفون بها بعض حالات الفوضى والشغب التي كانت تقع عند هيجان العامة وثوران الرعاع والدهماء والعبيد والسفهاء ونحوهم. ومن هنا يمكننا القول بأن المظاهرات كانت معروفة لدى المسلمين، لكنها لم تكن من سنتهم، بل كانوا يحرمونها وينبذونها، ويصفون القائمين بها بالغوغاء، وأول وأشهر مظاهرة في تاريخ الإسلام كانت بخروج (الغوغاء) على أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان خروجهم في (مظاهرة سلمية!)، ورغم أن الخليفة الراشد أصدر أوامره الصارمة بعَدَم: (استخدام العنف ضد المتظاهرين!) فإنها انتهت بمقتله رضي الله عنه، فكانت من أعظم الفتن التي نزلت بالمسلمين، وتركت آثارًا سيِّئة لم تنقطع بعضها حتى يوم الناس هذا. لهذا كان الحسن البصري رحمه الله إذا ذُكر الغوغاء وأهل السوق؛ قال: قتلةُ الأنبياء! (التاريخ الصغير للبخاري 1/115). وأصل الغوغاء: الجراد حين يخفُّ للطيران، ثم استعير للسفلة من الناس والمتسرعين إلى الشرِّ. وقد ذكر المؤرخون في حوادث سنة (308هـ): (أنَّ الأسعار غلتْ ببغداد؛ فاضطربت العامة، وتجمع من الغوغاء عشرة آلاف، وفتحوا السجون، وقاتلوا الوزير وولاة الأمور، ودام القتال أيامًا، وقتل عدة، ونهبت أموال الناس، وأخربوا مجالس الشرطة، وأحرقوا الجسور، واختلت أحوال الخلافة جدًّا، ومحقت بيوت الأموال، وأنهم عدوا على الخطيب يوم الجمعة، فمنعوه، وكسروا المنابر! فأمر السلطان بمحاربة العوام فأخذوا وضربوا)، يعني: أن الدولة اضطرت إلى (استخدام العنف ضد المتظاهرين)! وفي كتب التاريخ أمثلة عديدة، لا يتسع هذا المقال لذكرها، وقد اتَّفق المؤرخون ـ وهم من أجلة علماء الإسلام كابن الجوزي والذهبي وابن كثير وغيرهم ـ على ذكرها على وجه الذمِّ والاستنكار. 4- لم يكن د. الفنيسان موفَّقًا في (وقفته الأولى) في تعريف مصطلح (المظاهرة)، فإنه ذكر المعنى اللغوي للكلمة، وأدخل فيه المعنى الاصطلاحي، ولم يحرر الفرق بين الاثنين، ولم يحدَّ كلًّا منهما بحدِّه، فالمظاهرة تأتي في اللغة بمعنيين: الأول: ظهور الشيء إذا بان واتضح، والثاني: المعاونة والمناصرة. والمراد في الاصطلاح الحادث المعنى الأول لا الثاني، لهذا جاء في (المعجم الوسيط) ـ كما نقله الدكتور ـ: (المظاهرة إعلانُ رأيٍ وإظهارُ عاطفةٍ بصورة جماعية). ولم يكمل الدكتور النَّقل، فقد عُلِّم على هذا التعريف بـ: (مج)، ومعناه: أن هذا التعريف أقرَّه مجمع اللغة العربية بمصر، وهذا لكونه حادثًا، وأصل هذا في (قرارات مجمع اللغة العربية)، حيث قالوا: (يستعمل المحْدَثُون (المظاهرة) بمعنى إعلان رأي، أو إظهار عاطفة في صورة جماعية، وهي تقابل في هذه الدلالة (Manifestation). والعرب يستعملونها بمعنى العون من الظهر كالمساعدة من الساعد، والمعاضدة من العضد، والمكاتفة من الكتف. والأقرب إلى المعنى الحديث: (تظاهروا تظاهرًا)؛ فقد قالوا: تظاهر فلان بالشيء أظهره، ولكن المظاهرة شاعت حتى ليصعب على الناس العدول عنها). إذن هذا الاستعمال حادث في اللغة العربية، فلا معنى لقول د. الفنيسان: (وجاء لفظ المظاهرة في القرآن الكريم في أكثر من موضع)، ثم ذكر ثلاث آيات (التوبة: 3، والأحزاب: 26، والتحريم: 4)، وقد جاءت المظاهرة فيها كلها بمعنى المعاونة والمناصرة، وليس فيها أي دلالة على المعنى الحادث، فما وجه الاستشهاد بها سوى الاستكثار غير المحمود؟! 5- ذكر الدكتور في (وقفته السادسة): (أدلة المظاهرات السلمية)، وهي في الحقيقة لا تعدو أن تكون شبهات ضعيفة، منها: أ) احتجاجه بالبراءة الأصلية، حيث كرَّر زعمه بأنها وسيلة جديدة. وقد بيَّنا أنها وسيلة قديمة، فقد عرفها المسلمون، لكنهم لم يستعملوها لمنافاتها المنهاج النبوي في العلاقة بين الحاكم والمحكوم، ولمقاصد الشريعة في بناء المجتمع المسلم، ولبنية العقيدة والتفكير والأخلاقيات الإسلامية، فلا يجوز بحث هذه المسألة بشكل ساذج دون مراعاةِ الخصوصية الإسلامية في الدين والدولة والاجتماع. ب) قال: (جميع آيات وأحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلها أدلة للمظاهرات السلمية). وهذه دعوى عريضة، ومجازفة ظاهرة؛ فلا يخفى على أحدٍ من العقلاء ـ بله العلماء ـ أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لهما أحكام تفصيلية تتعلق بصفتهما وحدودهما وضوابطهما ومن يجوز له أن يتصدى لهما، وكيف؟ ومتى؟ وأين؟ فليسا حكمين مطلقين يخوض فيهما كل أحدٍ، كيف شاء، وكما شاء. فالاستدلال بعموم الأدلة في مشروعيتهما على خصوص مسألة المظاهرات؛ من أبطل الباطل، لا يجوز لفقيه أن يقدم عليه. ت) وذكر في أدلة الجواز: نماذج من التصرفات الاجتماعية التي تأتي في سياقها وظرفها المناسب لها، وليس لها أي مشابهة بموضوع البحث، منها: حديث الذي كان له جار يؤذيه، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج متاعه في الطريق، ففعل، فاجتمع الناس عليه فقالوا: ما شأنك؟ قال: لي جار يؤذيني. فجعلوا يلعنونه، فأته جاره فقال: ارجع إلى منزلك فوالله لا أوذيك! ومنها: حديث: (لقد طاف البارحة بآل محمد سبعون امرأة، كل امرأة تشتكي زوجها، فلا تجدون أولئك خياركم). ثم قال الدكتور ـ هداه الله ـ: (فإذا كان النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم خرجن جماعات أو فرادى في ليلة واحدة يشتكين ضرر أزواجهن أليست هذه هي مظاهرة سلمية؟! فما الفرق بين هذا لو خرج اليوم أو غدًا مثل هذا العدد أو أقل أو أكثر أمام وزارة الداخلية، أو وزارة العدل، أو المحكمة الشرعية، أو دار الإفتاء، يطالبن بتوظيفهن أو رفع ظلم أوليائهن أولئك الذين يمنعونهن من الزواج، أو خرجن يطالبن بإطلاق أولادهن أو أزواجهن الذين طال سجنهم مع انتهاء مدة الإحكام الصادرة بحقهم أو لم يحاكموا أصلاً! وإذا جاز هذا للنساء كما جرى في عهد النبوة فما الذي يمنعه في حق الرجال. قولوا الحقَّ يا رعاكم الله!). نعم ـ واللهِ ـ لنقولنَّ الحقَّ، ولنشهدنَّ به، وأنا العبدُ الفقيرُ لست سعوديًّا، ولا أقيم في المملكة، وإذا أردتُ أن أحصل على تأشيرةِ عمرةٍ أو زيارةٍ (أَتْبَهْدَل) من أجلها، ولكنِّي ـ بفضل الله ـ لست ممَّن قال ربُّنا العليُّ فيهم: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ}؛ بل أحب هذه الدولة لقيامها بالتوحيد والسنة، وأدرك المكائد التي تحاك ضدَّها، وأتألم لما أراه من عقوق الحركيين لها، وكفرهم بمحاسنها، وتضخيمهم لعيوبها، وكأنَّهم ـ وهم يدَّعون العمل للإسلام ـ لا تهمُّهم من أمر هذه الدنيا إلا المال والأعمال، أما قيام الدين، وسلامة المعتقد، وظهور التوحيد، وقمع البدعة والخرافة، واجتماع الكلمة: فلا يهمهم من قريب ولا بعيد، حتَّى قال أشهرهم ـ وهو لسانهم الفاضح لهم لكثرة هَذْره ـ: (أهمُّ وجبة يجب أن تُقدّم للشعوب هي وجبة الحرية)! أما الدِّينُ وتنفيذ أحكام الشريعة وأهمها وأعلاها: صيانة عقيدة التوحيد ونبذ الشرك والبدع؛ فلا يجري منه على لسانه ذِكرٌ! ولا شكَّ أنَّه أخذ هذا من شيخه الأكبر الذي يزعم في كلِّ مناسبةٍ: (أن الحرية مقدَّمةٌ على تطبيق الشريعة الإسلامية!) والله المستعان. أقول: فالحقُّ ـ يا أصلحك الله! ـ أنك أخطأت في الاستدلال، وأبعدت في القياس، فأين شكوى جارٍ من جار، في محلَّته وبين جيرانه، أو تردُّد سبعين امرأة على أمهات المؤمنين كل امرأة تشتكي زوجها ـ أي: لم تخرجن في جماعة منظمة، ولا إلى جهة واحدة، بل خرجت كل واحدة لوحدها، وذهبت إلى إحدى أمهات المؤمنين، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم أمر بضربهنَّ، فبالغ الرجال في ذلك ـ؛ أين هذا من (المظاهرات المنظمة) التي يخرج فيها آلاف ومئات الآلاف بل الملايين، وفيهم الرجال والنساء، والصغار والكبار، والصالحون والطالحون، والعقلاء والسفهاء، وكل من هبَّ ودبَّ من عامة الناس ممن تعرف وتنكر؟ فقل الحقَّ ـ يا أصلحك الله! ـ أين هذه (المظاهرات) ذات المقاصد والغايات السياسية والاجتماعية المنظَّمة، من التجمعات المحدودة التي تجيء في سياقها الطبيعي، لسبب عارض ومعقول. فهل يعقل عدُّ خروج الناس في جنازة الإمام أحمد والإمام ابن تيمية قديمًا، وفي جنازة الإمام ابن باز في عصرنا من (المظاهرات)؟ وهل مشي عدد كبير من الطلبة خلف شيخهم وهم خارجون من المسجد أو الدرس من (المظاهرات)؟ وهل اجتماع أولياء المسجونين لعرض شكواهم على ولي الأمر في مكان ووقت جلوسه للناس من (المظاهرات)؟ وسيأتي في كلام الشيخ ابن باز نفي أن تكون إقامة شعائر الإسلام من المظاهرات. فقل الحقَّ ـ يا أصلحك الله! ـ، وحرِّر موضع البحث، وبيِّن حدَّ (المظاهرة) بالمفهوم السياسي المعاصر، وتجنَّب التدليس والتلبيس على عباد الله! 6- لقد شعر د. سعود النفيسان بشذوذ قوله، ومخالفته لما أفتى به الراسخون في العلم منذ أن ظهرت هذه السنة السيئة في المسلمين، فحاول إيهام القرَّاء بأن الإمام الراحل عبد العزيز بن باز رحمه الله إنما أفتى بمنع المظاهرات غير السلمية، فقال: (وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: (إن العلماء وجميع الدعاة وأنصار الحق أوصوا بتجنب المسيرات والمظاهرات التي تضرُّ بالدعوة ولا تنفعها، وتسبب الفرقة بين المسلمين، والفتنة بين الحكام والمحكومين) [مجموع الفتاوى: 7/344]، فسماحته لم يعترض على المظاهرات السلمية، وإنما منع المظاهرات غير السلمية، وهي التي ينتج منها المفاسد والفتن، وهذه حرام ولا شك) انتهى. أقول: هذا إيراد بعيد عن الإنصاف: أولاً: لأن كلام الشيخ في بيان حال ما تؤول إليه المظاهرات، وما وصفه بها من أنها ينتج منها مفاسد وفتن هذا وصف كاشفٌ لها، وليس وصفًا مقيدًا. ثانيًا: ينبغي أن يستحضر الدكتور سعود الفنيسان أن الأصل في (المظاهرات) في العرف الغربي لها أنها تكون (سلمية)، بل لا تسمى مظاهرة إلا إذا كانت سلمية، أما إذا كانت على وجه التخريب واستخدام القوة والعنف فهي: (أعمال شغب)، ولها توصيف وأحكام خاصة في القانون الوضعي. لهذا فإن كلام سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله عامٌّ في المظاهرات، خاصَّةً أنَّ له كلامًا آخرَ يؤكد عموم المنع، وأنها ليست من سنة المسلمين، فقد قال رحمه الله: (وما ذكرتم حول المظاهرة فقد فهمته، وعلمت ضعف سند الرواية بذلك كما ذكرتم; لأن مدارها على إسحاق بن أبي فروة وهو لا يحتج به, ولو صحت الرواية فإن هذا في أول الإسلام قبل الهجرة وقبل كمال الشريعة. ولا يخفى أن العمدة في الأمر والنهي وسائر أمور الدين على ما استقرت به الشريعة بعد الهجرة, أما ما يتعلق بالجمعة والأعياد ونحو ذلك من الاجتماعات التي قد يدعو إليها النبي صلى الله عليه وسلم كصلاة الكسوف وصلاة الاستسقاء, فكل ذلك من باب إظهار شعائر الإسلام، وليس له تعلق بالمظاهرات كما لا يخفى) [مجموع الفتاوى: 8/246]. وقال رحمه الله في موضع آخر: (فالمسيرات في الشوارع والهتافات والمظاهرات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة، فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبات بالتي هي أحسن فتنصح الرئيس والأمير وشيخ القبيلة بهذا الطريق لا بالعنف والمظاهرة، فالنبي صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم) [مجلة البحوث الإسلامية: 38/210]. وأما النقول عن أهل العلم المعروفين بالرسوخ والعلم والإمامة في المنع منها وتحريمها فكثيرٌ، لكنِّي أكتفي بنقل واحد، يبيِّن أن علة تحريم المظاهرات عند أهل العلم هي مخالفتها لسنن المسلمين، فقد قال العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله: (ولا تزال بعض الجماعات الإسلامية تتظاهر بها، غافلين عن كونها من عادات الكفار وأساليبهم التي تتناسب مع زعمهم أنَّ الحكم للشعب، وتتنافَى مع قوله صلى الله عليه وسلم : (خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم).) [سلسلة الأحاديث الضعيفة: 6531]. أسأل الله تعالى أن يحفظ بلاد المسلمين من كيد الكائدين، ومكر الماكرين، إنه قويٌّ عزيز، له الحمد في الأولى والأخرى، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. كتبه عبد الحق التركماني رئيس مركز البحوث الإسلامية في السويد يوم السبت 5/3/2011م هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــا آخر تعديل جواهر الجزائرية 2011-11-17 في 12:17.
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | ||||
|
![]() اقتباس:
بارك الله فيك أخت جواهر وأحيطك علما أنه ليس الشيخ عبد الحق التركماني -حفظه الله- فقط من رد على النفيسان بل كذلك العلامة العباد والعلامة ربيع المدخلي: 1-رد العلامة المحدث عبد المحسن العباد البدر ((تنبيهات على مقالٍ حول إباحة المظاهرات السلمية)) لتحميل المقال بصيغة ![]() ولتحميل المقال بصيغة ![]() ![]() ![]() ... ![]() ![]() ... ![]() ![]() ... ![]() ![]() 2-رد العلامة المجاهد ربيع بن هاد المدخلي: حكم المظاهرات في الإسلام حوار مع الدكتور سعود بن عبدالله الفنيسان والكتاب نشر على النت عبر حلقات: 1-حكم المظاهرات في الإسلام (حوار مع الدكتور سعود بن عبد الله الفنيسان)- الحلقة الأولى: https://africabride.fi5.us/play-1133.html 2-حكم المظاهرات في الإسلام (حوار مع الدكتور سعود بن عبد الله الفنيسان ) الحلقة الثانية https://africabride.fi5.us/play.php?catsmktba=1166 |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() الإخوان والوصول للكرسي ولو على جماجم المسلمين/من اخطاء القرضاوي أن يستدل على منهجه بالتاريخ الإسلامي غير مفرق بين الإسلام والتاريخ الإسلا |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
(مُتَجَدِّدٌ), مَلَفٌّ, الْمُظَاهَرَاتِ, بِحُكْمِ, خَاصٌّ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc