الكُـنَّــاشة في بعض خصـائص عائشة - رضي الله عنها - الصفحة 4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الكُـنَّــاشة في بعض خصـائص عائشة - رضي الله عنها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-05-04, 13:29   رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

مزيد حبه صلى الله عليه وسلم. وقيل: إنها كانت تبالغ في تنظيف ثيابها التي تنام فيها مع النبي صلى الله عليه وسلم، والعلم عند الله تعالى".اهـ [فتح الباري، شرح صحيح البخاري 7/137].
لَمْ يَنْزِلِ الوَحْيُ يَوْمًا عِنْدَ وَاحِدَةٍ *** مِنَ النِّسَاءِ سِوَاهَا وَهْيَ تَنْتَظِرُ
لَكِنَّـهُ أَنْزَلَ الآيَـاتِ تَذْكِـرَةً *** تَحْتَ الغِطَـاءِ وَفِي آيَاتِهِ عِبَرُ
وقال الإمام أبو العلا المباركفوري رحمه الله: "(لا تؤذيني في عائشة) أي: في حقها؛ وهو أبلغ من: لا تؤذي عائشة؛ لما تفيد من أن ما آذاها؛ فهو يؤذيه".اهـ [تحفة الأحوذي، بشرح جامع الترمذي 10/351].
أخرج الحاكم في مستدركه 4/10 عن عبد الرحمن بن الضحاك أن عبد الله بن صفوان أتى عائشة وآخر معه فقالت عائشة لأحدهما: أسمعت حديث حفصة يا فلان؟ قال: نعم يا أم المؤمنين. فقال لها عبد الله بن صفوان: وما ذاك يا أم المؤمنين؟ قالت: خلال تسع لم تك لأحد من النساء قبلي إلا ما آتى الله مريم بنت عمران والله ما أقول هذا أني أفخر على أحد من صواحباتي. فقال لها عبد الله بن صفوان: وما هن يا أم المؤمنين؟
فعددتها، وذكرت منها: "وكان يأتيه الوحي وأنا وهو في لحاف واحد.. ورأيت جبريل ولم يره أحد من نسائه غيري.." [قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه].
وفي رواية: "لقد أُعطيتُ تسعاً ما أُعطيتها امرأة بعد مريم بنت عمران:.. وإن كان الوحي لينزل عليه وإني لمعه في لحافه.." [رواه الآجري، وقال الذهبي: إسناده جيد].
قال الإمام ابن بهيج الأندلسي رحمه الله على لسان أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
وسَمِعْتُ وَحْيَ الله عِنْدَ مُحَمَّدٍ *** من جِبَرَئيلَ ونُورُه يَغْشاني
أَوْحَى إِلَيْهِ وَكُنْتُ تَحتَ ثِيابِهِ *** فَحَنَا عليَّ بِثَوْبِهِ وخَبَّاني
وأي إيذاء لها رضي الله عنها أعظم من الطعن -تلميحاً أو تصريحاً- في عرضها؟! قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا) [الأحزاب: 57].









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:30   رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

وقال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله: "كان ينزل الوحي عليه وهو في حجرها".اهـ [معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول 3/1197].
وقد من الله تعالى على أم المؤمنين، برؤية جبريل الأمين، وأقرئها منه السلام، لعظيم مكانتها في الإسلام..
وَأََقْرَأَ الرُّوحُ يَوْمًا وَهْيَ قَائِمَةٌ *** لَهَا السَّلاَمَ مَعَ الْمُخْتَارِ إِذْ حَضَرُوا
أَنْـتِ الَّتِي دُونَ خَلْقِ اللهِ مَسْكَنُهُ *** أَنْتِ الَّتِي عَوْنُهِ لِلْحَقِّ إِذْ نَفَرُوا
جاء في مسند الإمام أحمد 6/74، وطبقات ابن سعد 8/67-68 عن أبي سلمة عن عائشة قالت: "رأيتُك يا رسول الله وأنت قائم تُكلم دِحية الكلبي. فقال: (وقد رأيته)؟ قالت: نعم. قال: (فإنه جبريل، وهو يُقرئكِ السلام) قالت: وعليه السلام ورحمة الله، وجزاه الله من زائر ودخيل، فنعم الصاحب، ونعم الدخيل.
وعن مسروق قال: قالت لي عائشة: "لقد رأيت جبريل عليه الصلاة والسلام واقفاً في حجرتي هذه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يناجيه، فلما دخل قلت: يا رسول الله من هذا؟ قال: (بمن شبهتيه؟) قلت: بدحية الكلبي. قال: (لقد رأيت خيراً كثيراً، ذاك جبريل عليه السلام)، فما لبثت إلا يسيراً حتى قال: (يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام) قالت: قلت: وعليه السلام. جزاه الله من دخيل خيراً". [أخرجه الحاكم في مستدركه 4/7].
وجاء في "دلائل النبوة" وفي "الغيلانيات" من رواية عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه "عن عائشة أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم يكلم رجلاً وهو راكب، فلما دخل قلت: من هذا الذي كنت تكلمه؟ قال: (بمن تشبهينه؟) قلت: بدحية بن خليفة. قال: (ذاك جبريل أمرني أن أمضي إلى بني قريظة).
وعن عروة عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من الأحزاب دخل المغتسل، فجاءه جبريل عليه السلام، فقال: أو قد وضعتم السلاح؟ ما وضعنا أسلحتنا بعد، انهد إلى بني قريظة. فقالت عائشة: وكأني أنظر إلى جبريل عليه

دحية بن خليفة الكلبي الصحابي المشهور، وكان موصوفاً بالجمال، وكان جبريل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم غالباً على صورته. [انظر الفتح 9/8].
قال سفيان: الدخيل: الضيف. [انظر السير 2/146، وصفة الصفوة 2/398].










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:31   رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام من خلَل الباب قد عصب رأسه الغبارُ. [انظر صفة الصفوة 2/398، رقم 127].
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن إن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً: (يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام). فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا أرى. تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم. [متفق عليه].
وفي رواية مسلم: (إن جبريل يقرأ عليكِ السلام)..الحديث.
قال الإمام النووي رحمه الله: "فيه فضيلة ظاهرة لعائشة رضي الله عنها.. ومعنى يقرأ عليك السلام: يسلم عليك".اهـ [المنهاج، في شرح صحيح مسلم بن الحجاج 15/303-304].
وقال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله: "أقرأها جبريلُ السلام أيضاً كما أقرأهُ على خديجة".اهـ [معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول 3/1197].
قال الإمام أبو الفرج رحمه الله: "وإنما سَلَّم عليها ولم يواجهها لحرمة زوجها، وواجه مريم لأنه لم يكن لها بعل؛ فمن نُزِّهت لحُرمة بعلها عن خطاب جبريل، كيف يُسلط عليها أكُفُّ أهل الخطايا؟!".اهـ [الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة ص60].










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:32   رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

تذييل: توضيح وتبيّن، ورد لاستشكالين
قد يلتبس على قراء السيرة، ويخالجهم إشكالان في السريرة، فإليهم هذا الجواب، نسأل الله التسديد والصواب..
الاستشكال الأول: ورد في الحديث المتفق عليه –المتقدم-: (فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة).
وقد ثبت في حديث كعب بن مالك عند البخاري: "فأنزل الله توبتنَا على نبيه صلى الله عليه وسلم حين بقيَ الثُّلثُ الآخر من الليلِ ورسول الله صلى الله عليه وسلم عند أم سلمة".
قلت: يجمع بين هاتين الروايتين، بأحد الوجهين:
الوجه الأول: قال القاضي جلال الدين: "لعل ما في حديث عائشة كان قبل القصة التي نزل الوحي فيها في فراش أم سلمة".اهـ [انظر: تحفة الأحوذي، بشرح جامع الترمذي 10/351].
الوجه الثاني: قال السيوطي في الإتقان: "ظفرت بما يؤخذ منه جواب أحسن من هذا؛ فروى أبو يعلى في مسنده عن عائشة قالت: "أعطيت تسعاً.. الحديث" وفيه: وإن كان الوحي لينزل عليه وهو في أهله؛ فينصرفون عنه. وإن كان لينزل عليه، وأنا معه في لحافه. وعلى هذا لا معارضة بين الحديثين".اهـ [انظر: تحفة الأحوذي، بشرح جامع الترمذي 10/351].
الاستشكال الثاني: ورد في رواية الحاكم –المتقدمة-، قول عائشة: "ورأيت جبريل ولم يره أحد من نسائه غيري.."
وقد ثبت أن أم سلمة رضي الله عنها شاركت عائشة رضي الله عنها في هذه الصفة، فعن أبي عثمان النهدي قال: أنبئت أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أم سلمة فجعل يحدث، ثم قام فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأم سلمة (من هذا). أو كما قال. قال: قالت: هذا دحية. قالت أم سلمة: وايم الله ما حسبته إلا إياه حتى سمعت خطبة نبي الله صلى الله عليه وسلم بخبر جبريل. [متفق عليه].










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:36   رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قلت: يجمع بين هاتين الروايتين –إن صحت رواية الحاكم- بأحد الوجهين:
الوجه الأول: أن عائشة لم تعلم بحادثة أم سلمة، وعدم العلم بالشيء لا يعني العلم بعدمه، والمثبت مقدم على النافي.
الوجه الثاني: بعد طول تمعن، ظفرت بما يؤخذ منه جواب أحسن من هذا؛ أن عائشة أرادت تفردها: برؤية جبريل عليه السلام مقرونة بسلامه.. وقد تقدمت الروايات في ذلك؛ كرواية: (وقد رأيته)؟ قالت: نعم. قال: (فإنه جبريل، وهو يُقرئكِ السلام)..الحديث. وعلى هذا لا معارضة بين الحديثين.

قال الإمام بدر الدين الزركشي رحمه الله: "وهذه الزيادة فيها نظر لما في كتاب مسلم: أن أم سلمة رأته في صورة دحية أيضاً".اهـ [الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة ص60].










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:36   رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فصل: تبرئتها بنزول آيات محكمات، من فوق سبع سماوات
إن من أعظم خصائص أمنا الحصان الرزان، أن الله تعالى أنزل فيها آيات من القرآن، تتلى على مر العصور والأزمان..
فأمُّنـا عائشـةٌ رمزُ التُّقى *** والشَّـرَفِ الرَّفيعِ والطَّهُورِ
طهَّرها المَولى فكانتْ عَلَماً *** في سُورَةٍ تُتْلَى على الدُّهورِ
أخرج الحاكم في مستدركه 4/10 عن عبد الرحمن بن الضحاك أن عبد الله بن صفوان أتى عائشة وآخر معه فقالت عائشة لأحدهما: أسمعت حديث حفصة يا فلان؟ قال: نعم يا أم المؤمنين. فقال لها عبد الله بن صفوان: وما ذاك يا أم المؤمنين؟ قالت: خلال تسع لم تك لأحد من النساء قبلي إلا ما آتى الله مريم بنت عمران والله ما أقول هذا أني أفخر على أحد من صواحباتي. فقال لها عبد الله بن صفوان: وما هن يا أم المؤمنين؟
فعددتها، وذكرت منها: ".. ونزل فيّ آيات من القرآن كادت الأمة تهلك فيها.." [قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه].
وفي رواية: عن عبد الملك بن عمير قال: قالت عائشة لنساء النبي صلى الله عليه وسلم: فُضلت عليكن بعشر ولا فخر..
فذكرت منها: "ونزل عُذري من السماء".اهـ
وفي رواية أبي يعلى: عن عائشة رضي الله عنها قالت: لقد أعطيت تسعاً ما أعطيتهن امرأة.. وذكرت منها:
ولقد نزل عُذري من السماء، ولقد خُلقت طيبةً وعند طيب، ولقد وُعدت مغفرةً ورزقاً كريماً؛ تعني قوله تعالى: (لهم مغفرةٌ ورزقٌ كريم) وهو الجنة.
قال الإمام ابن الأثير الجزري رحمه الله: "ولو لم يكن لعائشة من الفضائل إلا قصة الإفك لكفى بها فضلاً وعلوّ مجد، فإنها نزل فيها من القرآن ما يُتلى إلى يوم القيامة".اهـ [أسد الغابة في معرفة الصحابة 5/496].
وقال الإمام أبو محمد القحطاني رحمه الله في نونيته:










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:37   رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

أكرم بعائشة الرضى من حُرةٍ *** بِكرٍ مُطهَّرةِ الإزارِ حَصَانِ
وقال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله: "المبرأة من فوق سبع سماوات بـ(آيات) تتلى في المحاريب والكتاتيب في كل زمان ومكان".اهـ [معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول 3/1197، بتصرف يسير].
بكر مطهــرة، الله بـرأها *** من فوق سبع، وعادى من يعاديها
والـوحي ينزل بالـآيات يقرأها *** على فراش مع المختـار يؤويها
وذلك لما جرى في شأن الإفك؛ و"الإفك: حديث اختلقه المنافقون، وراج عند المنافقين، ونفر من سذج المسلمين، إما لمجرد إتباع النعيق، وإما لإحداث الفتنة بين المسلمين".اهـ
و"كان في غزوة المُرَيسيع سنة خمس من الهجرة، وعمرها رضي الله عنها اثنتا عشرة سنة".اهـ
قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن حديث عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرأها الله مما قالوا. وكلٌ حدثني طائفةً من الحديث، وبعض حديثهم يصدِّقُ بعضاً، وإن كان بعضهم أوعى له من بعض. الذي حدثني عروة عن عائشة رضي الله عنها:
أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج أقرع بين أزواجه فأيتهنَّ خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه.

التحرير والتنوير لابن عاشور 18/136.
المريسيع: ماء لبني خزاعة، وبينه وبين الفرع –موضع من ناحية المدينة- مسيرة يوم، وتُسمى غزوة بني المصطلق، وهو لقب لجذيمة بن سعد بن عمرو بطن من بني خزاعة.
سير أعلام النبلاء 2/153.










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:38   رقم المشاركة : 53
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قالت عائشة: فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما نزل الحجاب فأنا أُحملُ في هودجي، وأُنزلُ فيه. فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة قافلين آذنَ ليلةً بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل، فمشيت حتى جاوزتُ الجيش، فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي، فإذا عقدٌ لي من جَزع أظفارٍ قد انقطع، فالتمست عِقدي وحبسني ابتغاؤه، وأقبل الرَّهطُ الذين كانوا يَرحلون لي، فاحتملوا هودجي، فرحلوه على بعيري
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "أي بعد ما نزل الأمر بالحجاب، والمراد حجاب النساء عن رؤية الرجال لهن، وكن قبل ذلك لا يمنعن، وهذا قالته كالتوطئة للسبب في كونها كانت مستترة في الهودج، حتى أفضى ذلك إلى تحميله وهي ليست فيه وهم يظنون أنها فيه، بخلاف ما كان قبل الحجاب، فلعل النساء حينئذٍ كن يركبن ظهور الرواحل بغير هوادج، أو يركبن الهوادج غير مستترات، فما كان يقع لها الذي يقع، بل كان يعرف الذي كان يخدم بعيرها إن كانت ركبت أم لا".اهـ [فتح الباري 8/581].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "اقتصرت القصة، لأن مراد سياق قصة الإفك خاصة، وإنما ذكرت ما ذكرت ذلك كالتوطئة لما أرادت اقتصاصه.. ويؤيد (ذلك) أن في رواية الواقدي عن عباد: قلت لعائشة: يا أمتاه حدثينا عن قصة الإفك، قالت: نعم..".اهـ [فتح الباري 8/581-582، وما بين الهلالين من كلامي].
وفي رواية ابن إسحاق: "فنزل منزلاً فبات به بعض الليل ثم آذن بالرحيل..".اهـ
ووقع في رواية الواقدي: "فكان في عنقي عقد من جزع ظفار كانت أمي أدخلتني به على رسول الله صلى الله عليه وسلم".اهـ
وفي رواية فليح: "فلمست صدري..".اهـ
"عقد: بكسر العين: قلادة تعلق في العنق للتزين بها".اهـ [فتح الباري 8/582].
"من جزع: بفتح الجيم وسكون الزاي بعدها مهملة: خرز معروف في سواده بياض كالعروق".اهـ [فتح الباري 8/582].
وفي رواية الكشميهني من طريقه: "ظفار"، وكذا في رواية معمر وصالح.
وفي رواية ابن إسحاق: "قد انسل من عنقي وأنا لا أدري".اهـ
"الرهط: هو عدد من ثلاثة إلى عشرة، وقيل غير ذلك".اهـ [فتح الباري 8/583].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "ولم أعرف منهم هنا أحداً إلا أن في رواية الواقدي أن أحدهم أبو موهوبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أبو مويهبة.. قال البلاذري: شهد أبو مويهبة غزوة










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:39   رقم المشاركة : 54
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الذي كنتُ ركبتُ، وهم يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافاً لم يثقلهن اللحم، إنما يأكلن العُلقةَ من الطعام، فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش، فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب، فأممت منزلي الذي كنت به وظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلي، فبينا

المريسيع، وكان يخدم بعير عائشة.. وكأنه في الأصل أبو موهوبة ويصغر فيقال: أبو مويهبة".اهـ [فتح الباري 8/583].
وفي رواية فليح: "لم يثقلهن ولم يغشهن اللحم".اهـ قال ابن أبي جمرة: "ليس هذا تكراراً، لأن كل سمين ثقيل من غير عكس، لأن الهزيل قد يمتلئ بطنه طعاماً فيقل بدنه، فأشارت إلى أن المعنيين لم يكونا في نساء ذلك الزمان".اهـ [انظر فتح الباري 8/583].
كذا للأكثر، وفي رواية الكشميهني: "إنما نأكل".اهـ
"العلقة: بضم العين المهملة وسكون اللام ثم قاف: أي القليل".اهـ [فتح الباري 8/583].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "قالت هذا كالتفسير لقولها: وهم يحسبون أني فيه".اهـ [فتح الباري 8/583].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "وقد أشرت إلى فائدة ذكرها ذلك قبل، ويحتمل أن تكون أشارت بذلك إلى بيان عذرها فيما فعلته من الحرص على العقد الذي انقطع، ومن استقلالها بالتفتيش عليه في تلك الحال وترك إعلام أهلها بذلك وذلك لصغر سنها وعدم تجاربها للأمور، بخلاف ما لو كانت ليست صغيرة لكانت تتفطن لعاقبة ذلك. وقد وقع لها بعد ذلك في ضياع العقد أيضاً أنها أعلمت النبي صلى الله عليه وسلم بأمره فأقام بالناس على غير ماء حتى وجدته ونزلت آية التيمم بسبب ذلك، فظهر تفاوت حال من جرب الشيء ومن لم يجربه".اهـ [فتح الباري 8/584-585].
وقال أيضاً رحمه الله: "فإن قيل: لم لم تستصحب عائشة معها غيرها فكان أدعى لأمنها مما يقع للمنفرد ولكانت لما تأخرت للبحث عن العقد ترسل من رافقها لينتظروها إن أرادوا الرحيل؟ والجواب: أن هذا من جملة ما يستفاد من قوله: "حديثة السن"، لأنها لم يقع لها تجربة مثل ذلك، وقد صارت بعد ذلك إذا خرجت لحاجتها تستصحب، كما سيأتي في قصتها مع أم مسطح".اهـ [فتح الباري 8/585].
وفي رواية الواقدي: "وكنت أظن أن القوم لو لبثوا شهراً لم يبعثوا بعيري حتى أكون في هودجي".اهـ
وعند ابن إسحاق: "فتلففت بجلبابي ثم اضطجعت في مكاني"اهـ










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:40   رقم المشاركة : 55
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت. وكان صفوان بن المعطل السُّلمي ثم الذَّكواني من وراء الجيش، فأدلج، فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي، والله

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "يحتمل أن يكون سبب النوم: شدة الغم الذي حصل لها في تلك الحالة، ومن شأن الغم –وهو وقوع ما يكره- غلبة النوم، بخلاف الهم –وهو توقع ما يكره- فإنه يقتضي السهر، أو لما وقع من برد السحر لها مع رطوبة بدنها وصغر سنها".اهـ [فتح الباري 8/585-586].
قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله: "صفوان بن المعطّل بن ربيعة السلمي ثم الذكواني، يكنى أبا عمرو.. قال الواقدي: شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق والمشاهد كلها بعدها، وكان مع كرز بن جابر الفهري في طلب العُرنيِّين الذين أغاروا على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم.. (و) كان يكون على ساقةِ النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يتخلف بعد عن عزوة غزاها.. عن ابن إسحاق: قُتل في غزوة أرمينية شهيداً.. ويقال: إنه غزا الروم في خلافة معاوية فاندقَّت ساقُه، ولم يزل يُطاعن حتى مات.. وكان خَيراً فاضلاً شجاعاً بطلاً، وهو الذي قال فيه أهل الإفكِ ما قالوا مع عائشة، فبرأهما الله مما قالوا".اهـ [الاستيعاب في معرفة الأصحاب 2/725، باختصار].
وفي رواية معمر: "قد عرس من وراء الجيش" أي: نزل. ووقع في حديث ابن عمر سبب تأخر صفوان، ولفظه: (سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعله على الساقة فكان إذا رحل الناس قام يصلي ثم اتبعهم فمن سقط له شيء أتاه به)، وفي حديث أبي هريرة: (وكان صفوان يتخلف عن الناس فيصيب القدح والجواب والإداوة)، وفي مرسل مقاتل بن حيان: (فيحمله فيقدم به فيعرفه في أصحابه)، وكذا في مرسل سعيد بن جبير نحوه.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "وكأنه تأخر في مكانه حتى قرب الصبح فركب ليظهر له ما يسقط من الجيش مما يخفيه الليل، ويحتمل أن يكون سبب تأخيره ما جرت به عادته من غلبة النوم عليه، ففي سنن أبي داود والبزار وابن سعد وصحيح ابن حبان والحاكم من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد: أنه لما شُكي صفوان بن المعطل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس. قال: وصفوان عنده، فسأله فقال: (.. أما قولها إني لا أصلي حتى تطلع الشمس فإنا أهل بيت قد عرف لنا ذلك فلا نستيقظ حتى تطلع الشمس).اهـ [فتح الباري 8/586].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "هذا يشعر بأن وجهها انكشف لما نامت لأنه تقدم أنها تلففت بجلبابها ونامت، فلما انتبهت باسترجاع صفوان بادرت إلى تغطية وجهها".اهـ [فتح الباري 8/587].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "أي قبل نزول آية الحجاب، وهذا يدل على قدم إسلام صفوان".اهـ [فتح الباري 8/587].










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:41   رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ما كلمني كلمةً ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حين أناخ راحلته، فوطئ على يديها، فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة، فهلك من هلك، وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول، فقدمنا المدينة، فاشتكيت
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "باسترجاعه.. أي بقوله: إنا لله وإنا إليه راجعون، وصرح بها ابن إسحاق في روايته، وكأنه شق عليه ما جرى لعائشة أو خشي أن يقع ما وقع، أو أنه اكتفى بالاسترجاع رافعاً به صوته عن مخاطبتها بكلام آخر صيانة لها عن المخاطبة في الجملة، وقد كان عمر يستعمل التكبير عند إرادة الإيقاظ، وفيه دلالة على فطنة صفوان وحسن أدبه".اهـ [فتح الباري 8/587-588].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "عبرت بهذه الصيغة إشارة إلى أنه استمر منه ترك المخاطبة لئلا يفهم لو عبرت بصيغة الماضي اختصاص النفي بحال الاستيقاظ فعبرت بصيغة المضارعة.. وقد فهم كثير من الشراح أنها أرادت بهذه العبارة نفي المكالمة البتة، فقالوا: استعمل معها الصمت اكتفاءً بقرائن الحال مبالغة منه في الأدب وإعظاماً لها وإجلالاً".اهـ [فتح الباري 8/588].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "أي ليكون أسهل لركوبها، ولا يحتاج إلى مسها عند ركوبها. وفي حديث أبي هريرة: (فغطى وجهه عنها ثم أدنى بعيره منها)".اهـ [فتح الباري 8/588].
"بضم الميم وكسر الغين المعجمة والراء المهملة، أي: نازلين في وقت الوغرة.. وهي شدة الحر، لما تكون الشمس في كبد السماء".اهـ [انظر: فتح الباري 8/588].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "أما أسماؤهم فالمشهور في الروايات الصحيحة: عبد الله بن أبي، ومسطح بن أثاثة، وحسان بن ثابت، وحمنة بنت جحش.. وزاد أبو الربيع بن سالم فيهم تبعاً لأبي الخطاب بن دحية عبد الله وأبا أحمد ابنا جحش، وزاد فيهم الزمخشري زيد بن رفاعة".اهـ [فتح الباري 8/589].
وقع في حديث ابن عمر فقال عبد الله بن أبي: "فجر بها ورب الكعبة"، وأعانه على ذلك جماعة وشاع ذلك في العسكر. وفي مرسل سعيد بن جبير: وقذفها عبد الله بن أبي فقال: "ما برئت عائشة من صفوان، ولا برئ منها".
قال الإمام الطبري رحمه الله: "الذي تولى كبره من عصبة الإفك، كان عبد الله بن أبي، وذلك أنه لا خلاف بين أهل العلم بالسير، أن الذي بدأ بذكر الإفك، وكان يجمع أهله ويحدثهم: عبد الله بن أبي ابن سلول".اهـ [تفسير الطبري 7/5999-6000].
وفي رواية ابن إسحاق: "وقد انتهى الحديث إلى رسول الله










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:44   رقم المشاركة : 57
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

حين قدمت شهراً، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك لا أشعر بشيء من ذلك، وهو يَريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول: (كيف تيكم؟). ثم ينصرف فذاك الذي يريبني، ولا أشعر بالشر، حتى خرجت بعد ما نقهت، فخرجت معي أمُّ مسطح قِبل المناصِع، وهو متبرزنا وكنا لا نخرج إلا ليلاً إلى ليلٍ، وذلك قبل أن نتخذ الكُنُف قريباً من بيوتنا، وأمرنا أمر العرب الأول في التبرُّز قبل الغائط، فكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا، فانطلقت أنا وأم مسطح -وهي ابنة أبي رُهم بن عبد مناف وأمها بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق وابنها مسطح بن أُثاثة- فأقبلتُ أنا وأم مسطح قبل بيتي، وقد فرغنا من شأننا، فعثرت أم مسطح في

وفي رواية ابن إسحاق: "وقد انتهى الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أبوي ولا يذكرون لي شيئاً من ذلك".
ووقع في حديث ابن عمر: "فشاع ذلك في العسكر فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قدموا المدينة أشاع عبد الله بن أبي ذلك في الناس ، فاشتد على رسول الله صلى الله عليه وسلم".
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "تيكم: بالمثناة المكسورة وهي للمؤنث مثل: ذاكم للمذكر، واستدلت عائشة بهذه الحالة على أنها استشعرت منه بعض الجفاء، ولكنها لما لم تكن تدري السبب، لم تبالغ في التنقيب عن ذلك حتى عرفته".اهـ [فتح الباري 8/590].
"الناقه بكسر القاف: الذي أفاق من مرضه ولم تتكامل صحته".اهـ [انظر: فتح الباري 8/590].
وفي رواية أبي أويس: "فقلت يا أم مسطح خذي الإداوة فاملئيها ماءً فاذهبي بنا إلى المناصع".اهـ
"المناصع: صعيد أفيح خارج المدينة".اهـ [انظر: فتح الباري 8/590].
"متبرزنا: بفتح الراء قبل الزاي: موضع التبرز وهو الخروج إلى البراز وهو الفضاء، وكله كناية عن الخروج إلى قضاء الحاجة".اهـ [انظر: فتح الباري 8/590].
وفي رواية ابن إسحاق: "الكنف التي يتخذها الأعاجم".اهـ
"الكنف بضمتين جمع كنيف وهو الساتر، والمراد به هنا المكان المتخذ لقضاء الحاجة".اهـ [انظر: فتح الباري 8/590].
في رواية فليح: "في البرية".
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "كان هو وأمه من المهاجرين الأولين، وكان أبوه مات وهو صغير، فكفله أبو بكر لقرابة أم مسطح منه، وكانت وفاة مسطح سنة أربع وثلاثين، وقيل: سنة سبع وثلاثين بعد أن شهد صفين مع علي".اهـ [فتح الباري 8/591].










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:45   رقم المشاركة : 58
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

مِرطها، فقالت: "تعس مسطح" فقلت لها: "بئس ما قلت، أتسبين رجلاً شهد بدراً". قالت: "أي هنتاه أولم تسمعي ما قال؟" قالت: قلت: "وما قال؟" فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضا على مرضي، فلما رجعت إلى بيتي ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم - تعني - سلم ثم قال: (كيف تيكم؟) فقلت: أتأذن لي أن آتي أبوي؟ قالت: وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما. قالت: فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أبوي فقلت لأمي: يا أمتاه ما يتحدث الناس؟ قالت: "يا بنية هوني عليك فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا كثرن عليها".
قال أبو محمد بن أبي جمرة: "يحتمل أن يكون قول أم مسطح هذا عمداً لتتوصل إلى إخبار عائشة بما قيل فيها وهي غافلة، ويحتمل أن يكون اتفاقاً أجراه الله على لسانها لتستيقظ عائشة من غفلتها عما قيل فيها".اهـ [انظر: فتح الباري 8/592].
وفي رواية: "والله ما أسبه إلا فيك".اهـ
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "أي هنتاه: أي حرف نداء للبعيد وقد يُستعمل للقريب حيث ينزل منزلة البعيد، والنكتة فيه هنا أن أم مسطح نسبت عائشة إلى الغفلة عما قيل فيها لإنكارها سب مسطح، فخاطبتها خطاب البعيد".اهـ [فتح الباري 8/592].
وفي رواية أبي أويس: "قالت لها: إنك لغافلة عما يقول الناس"، وفيها: "إن مسطحاً وفلاناً وفلاناً يجتمعون في بيت عبد الله بن أبي يتحدثون عنك وعن صفوان يرمونك به".اهـ وفي رواية مقسم: "أشهد أنك من الغافلات المؤمنات".اهـ
وفي رواية هشام بن عروة: "فنقرت لي الحديث".اهـ
وفي حديث ابن عمر: "فأخذتني الحمى..".اهـ وعند الطبراني بإسناد صحيح –كما قال الحافظ- عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت: "لما بلغني ما تكلموا به هممت أن آتي قليباً فأطرح نفسي فيه".اهـ وأخرجه أبو عوانة أيضاً.
وفي رواية معمر: "فدخل".اهـ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "أن في الكلام حذفاً تقديره: فلما دخلت بيتي استقريت فيه فدخل".اهـ [فتح الباري 8/592].
"وضيئة: بوزن عظيمة، من الوضاءة أي حسنة جميلة".اهـ [انظر: فتح الباري 8/593].
"ضرائر: جمع ضرة، وقيل للزوجات ضرائر لأن كل واحدة يحصل لها الضرر من الأخرى بالغيرة".اهـ [انظر: فتح الباري 8/593].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "وفي هذا الكلام من فطنة أمها وحسن تأنيها في تربيتها ما لا مزيد عليه، فإنها علمت أن ذلك يعظم عليها فهونت عليها الأمر بإعلامها بأنها لم تنفرد بذلك، لأن المرء يتأسى بغيره فيما يقع له، وأدمجت في ذلك ما تطيب به خاطرها من أنها فائقة في الجمال والحظوة، وذلك










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:46   رقم المشاركة : 59
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قالت: "سبحان الله ولقد تحدث الناس بهذا؟" قالت: فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأُ لي دمع، ولا أكتحل بنوم حتى أصبحت أبكي.
(ثم "ولجت علينا امرأة من الأنصار، فقالت: فعل الله بفلان وفعل، فقلت: وما ذاك؟ قالت: ابني ومن حدث الحديث... فخرت مغشياً عليها، فما استفاقت إلا وعليها حمى بنافض، فطرحت عليها ثيابها فغطتها")
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليَّ بن أبي طالب وأسامة بن زيد رضي الله عنهما حين استلبث الوحي، يستأمرهما في فراق أهله. قالت: فأما أسامة بن زيد فأشار
مما يعجب المرأة أن توصف به، مع ما فيه من الإشارة إلى ما وقع من حمنة بنت جحش، وأن الحامل لها على ذلك كون عائشة ضرة أختها زينب بنت جحش".اهـ [فتح الباري 8/593].
زاد الطبري من طريق معمر عن الزهري: "وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: نعم".اهـ وفي رواية هشام: "وقد علم به أبي؟ قالت: نعم".اهـ
"لا يرقا: أي لا ينقطع".اهـ [انظر: فتح الباري 8/593].
وفي رواية هشام بن عروة: "فسمع أبو بكر صوتي وهو فوق البيت يقرأ، فقال لأمي: ما شأنها؟ فقالت: بلغها الذي ذكر من شأنها، ففاضت عيناه".اهـ
ما بين الهلالين من إدراجي، وما بين العُلويتين من رواية مسروق عن أم رومان كما أخرجها البخاري في كتاب المغازي من صحيحه.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "طريق الجمع بينهما: أنها سمعت ذلك أولاً من أم مسطح. ثم ذهبت لبيت أمها لتستيقن الخبر منها فأخبرتها أمها بالأمر مجملاً، كما مضى من قولها: هوني عليك. وما أشبه ذلك. ثم دخلت عليها الأنصارية فأخبرتها بمثل ذلك بحضرة أمها فقوي عندها القطع بوقوع ذلك".اهـ [فتح الباري 8/594].
وفي حديث ابن عمر: "وكان إذا أراد أن يستشير أحداً في أمر أهله لم يعد علياً وأسامة".اهـ وفي رواية الواقدي أنه سأل أم أيمن أيضاً، فبرأتها، وأم أيمن هي والدة أسامة بن زيد.. وسيأتي أنه سأل زينب بنت جحش أيضاً.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "العلة من اختصاص علي وأسامة بالمشاورة أن علياً كان عنده كالولد لأنه رباه من حال صغره ثم لم يفارقه، بل وازداد اتصاله بتزويج فاطمة فلذلك كان مخصوصاً بالمشاورة فيما يتعلق بأهله لمزيد اطلاعه على أحواله أكثر من غيره، وكان أهل مشورته فيما يتعلق بالأمور العامة أكابر










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 13:46   رقم المشاركة : 60
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم لهم في نفسه من الود، فقال: "يا رسول الله أهلك، وما نعلم إلا خيرا". وأما علي بن أبي طالب فقال: "يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير، وإن تسأل الجارية تصدقك". قالت: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال: (أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك؟).

الصحابة كأبي بكر وعمر. وأما أسامة فهو كعلي في طول الملازمة ومزيد الاختصاص والمحبة، ولذلك كانوا يطلقون عليه أنه حب رسول الله صلى الله عليه وسلم..".اهـ [فتح الباري 8/595].
"حين استلبث الوحي: بالرفع أي طال لبث نزوله، وبالنصب أي استبطأ النبي صلى الله عليه وسلم نزوله".اهـ [انظر: فتح الباري 8/594].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "أهله: عدلت عن قولها في فراقي، إلى قولها: فراق أهله، لكراهتها التصريح بإضافة الفراق إليها".اهـ [فتح الباري 8/594].
قال الإمام النووي رحمه الله: "رأى علي أن ذلك هو المصلحة في حق النبي صلى الله عليه وسلم، واعتقد ذلك لما رأى من انزعاجه، فبذل جهده في النصيحة لإرادة راحة خاطره صلى الله عليه وسلم".اهـ [انظر: فتح الباري 8/595].
قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة رحمه الله: "لم يجزم علي بالإشارة بفراقها لأنه عقب ذلك بقوله: "وسل الجارية تصدقك"، ففوض الأمر في ذلك إلى نظر النبي صلى الله عليه وسلم، فكأنه قال: إن أردت تعجيل الراحة ففارقها، وإن أردت خلاف ذلك فابحث عن حقيقة الأمر إلى أن تطلع على براءتها. لأنه كان يتحقق أن بريرة لا تخبره إلا بما علمته، وهي لم تعلم من عائشة إلا البراءة المحضة".اهـ [انظر: فتح الباري 8/595].
ظن بعض أهل العلم –كالزركشي، وابن القيم- أن ذكر اسم بريرة في الرواية وهم من أحد الرواة، لأن عائشة إنما اشترت بريرة بعد الفتح! ولكن الحافظ ابن حجر رحمه الله استدرك على هذا الظن بقوله: "وقد أجاب غيره بأنها كانت تخدم عائشة بالأجرة، وهي في رق مواليها قبل وقوع قصتها في المكاتبة، وهذا أولى من دعوى الإدراج وتغليط الحفاظ".اهـ [فتح الباري 8/596].
وفي رواية هشام بن عروة: "فانتهرها بعض أصحابه فقال: اصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم".اهـ وفي رواية أبي أويس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: شأنك بالجارية. فسألها علي وتوعدها فلم تخبره إلا بخير، ثم ضربها وسألها فقالت: والله ما علمت على عائشة سوءاً".اهـ وفي رواية ابن إسحاق: "فقام إليها علي فضربها ضرباً شديداً، يقول: اصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم".اهـ










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, الكُـنَّــاشة, خصـائص, عائشة, عنها

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:02

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc