لأصل السادس : الصبر على الأذية في سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
فلابد أن يلاقي الآمر والناهي من الأذية مثل ما لقيه الدعاة المخلصين من قبله من الأنبياء والصالحين كما قال صلى الله عليه وسلم : (( أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل )) ، رواه الإمام أحمد والبخاري من حديث سعد رضي الله عنه .
وبذلك كانت وصية العبد الصالح لقمان الحكيم لابنه كما حكى الله تعالى في قوله : { وأمر بالمعروف وأنه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور } .
وقال تعالى : { لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور } .
ومن صدق عمله وخلص كان القبول نصيبه من الناس ، ومتى تحقق منه الصدق والإخلاص يتحقق له النصرة والتأييد ، كما قال تعالى : { وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون } قال الشافعي رحمه الله تعالى : ( بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين ) .
ورتب الله تعالى الفلاح والنصرة على الصبر و المصابرة والمرابطة كما قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون } .
وقال تعالى : { وكان حقاً علينا نصر المؤمنين } ، وهذا وعد من الله لعباده المؤمنين ، وشرفهم بمعية نصره وتأييده كما قال تعالى : { إن الله مع الصابرين }، وجرت سنة الله أن الإيمان لا يصح لهم إلاّ بالابتلاء كما قال تعالى : { الم * أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون } .
ولك أن تتأمل ما حصل للأنبياء وأولوا العزم من الرسل عليهم الصلاة والسلام ومبلغ أذية أقوامهم بهم ، وهذه حال الحرب بين الحق والباطل من قديم الزمان ، من عهد الأنبياء وخصومهم ، وأهل التوحيد والسنة وأتباعهم من السلف الصالح وخصومهم ، فهاهو آدم عليه السلام وخصومة إبليس عليه لعنة الله له وكيده به حتى صنع ما صنع وعاقبه الله بأن أخرجه وذريته من الجنة ، وما ذلك إلاّ للحسد الكامن في نفس إبليس عليه لعنه الله وتكبّره عن أمر ربّه !! ، ولذا خانه بعدما قاسمه أنه له لمن الناصحين !! ، وكذلك سائر الأنبياء وأولو العزم من الرسل ، فقد تنوع أعداءهم في تعدد أنواع العداوة معهم ، فتارة بالسب والشتم وأنهم سحرة !! وكذبة !! ومجانين !! وظلمة !! ومفسدون في الأرض !! ويفرقون بين الناس !! ويبدلون الدين !! ذكر ذلك كله عنهم الله في كتابه الكريم ، واتهموهم بأنهم يطلبون السلطة والكبرياء في الأرض !! ، كما حكى الله عن قوم نوح عليه السلام في قوله تعالى : { فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلاّ بشراً مثلكم يريد أن يتفضل عليكم } الآية، وكما قال قوم فرعون لموسى عليه السلام فيما حكى الله عنهم : { قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض } الآية .
وتارة يبلغ عداءهم بالكذب والافتراء عليهم ، كما في قوله تعالى : { وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر } ، وكما قال تعالى عن عيسى عليه السلام : { وإذا قال ربك يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق } الآية . وتارة يبلغ عداونهم بانتقاصهم واحتقار عقولهم ، فاتهموهم بالجنون والسفه ، ومن احتقارهم لهم قولهم فيما حكى الله عنهم : { وما نراك اتبعك إلاّ الذين هم أراذلنا بادئ الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين } ، وقالوا : { قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون } ، وقال قوم إبراهيم له عليه السلام فيما أخبر الله عنهم : { قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين } ، وقال بنو إسرائيل لموسى عليه الصلاة والسلام عندما أمرهم أن يذبحوا بقرة : { اتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين}، ومن تهكمهم بموسى عليه السلام ما حكى الله عنهم في قوله تعالى : { فلما جاءهم بآيتنا إذا هم منها يضحكون }.
وربما تطاول بهم الأمر إلى الاعتداء عليهم ، كما قالوا لنوح عليه السلام : { قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين }، وقالوا لإبراهيم عليه السلام : { يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا}، وكما قال فرعون لعنه الله لنبي الله موسى عليه السلام : { لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين }، وكما حكى الله عن حال المشركين من الجن والإنس مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : { وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا }، وقال جل شأنه : { وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون }.
بل ربما تطاول الأمر إلى قتلهم !! ، كما قالوا في إبراهيم عليه السلام : { قالوا حرّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين }، وقال تعالى : { وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك والهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم و إنا فوقهم قاهرون }. وقال الله تعالى : { فلما جاءهم بالحق قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلاّ في ضلال } .
وأكثر أخي من تأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكيف صبره على قومه ، فقد ألحقوا به كل ما يخطر بالبال من أذية ، فتنقصوا دينه ، وعرضه ، وعقله ، وجسده ، وماله ، وطرد من أرضه ، فقالوا عنه أنه ساحر ، ويقتل الناس ، ويفرق بين الأخ وأخيه ، وأنه أبتر لا ينجب ، واتهموا زوجه عائشة الطاهرة بالفاحشة ، وقالوا عنه مجنون وكذاب ، وأدموا وجهه وشجوا رأسه وكسروا رباعيته ، وطعنوا في تقسيمه للصدقة واتهموه بعدم العدل ، كل هذا أصاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يمنعه ذلك من تبليغ دين الله والرأفة بهم وتكرار دعوتهم وقتالهم ، حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله وأنه رسول الله .
وهكذا تأتي خصومة أهل الحق مع أهل الباطل في كل آن وحين ، وخلَف أعداء الأنبياء الكثير ، ومنهم أهل البدع والأهواء ، وقد قررت في مواضع أخرى أن كل صفة من صفات اليهود والنصارى وأهل الجاهلية فإنه يوجد مثلها في أهل الأهواء من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وبهذا يقع مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضبٍ لدخلتموه )) .
وروى الإمام أحمد والنسائي وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن منكم من يقاتل على تأويل القران كما قاتلت على تنزيله ، [قال أبو سعيد] : فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر ، فقال لا ، ولكنه خاصف النعل ، يعني علياً رضي الله عنه )) ، حيث أنه كان حينئذ يخصف نعل النبي صلى الله عليه وسلم التي قطعت عند باب المسجد، وقد وقع مصداق ذلك حيث قاتل علي رضي الله عنه الخوارج الذي تأولوا القران على غير تأويله ، وذا من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم .
وروى الإمام مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلاّ كان له من أمته حواريون و أصحاب يأخذون بسنته ويتقيدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل )) .
ولا تسأم من تكرار الدعوة على المدعو ، فهذا إبراهيم عليه السلام كرر نداءه لأبيه أكثر من مرة كما في سورة مريم { يآ أبتِ } { يآ أبتِ} { يآ أبتِ } { يآ أبتِ}.
ونبينا صلى الله عليه وسلم أطال بجوار عمّه أبي طالب ويكرر عليه ويلحّ ويقول : (( يا عمِّ ، قل لا إله إلاّ الله كلمة أحاج لك بها عند الله )) .
وكرر سعد بن أبي وقاص الدعوة لأمه وهي ممتنعة عن الطعام حتى أسلمت ، كما كرر أبي هريرة الدعوة والدعاء لأمه حتى أسلمت ، والقصص في مثل ذلك كثيرة يعز حصرها .
وقالوا لعبدالله بن عبدالعزيز العُمَري ـ نسبة إلى عمر بن الخطاب ـ ، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : تأمر من لا يقبل منك ؟ ، فقال : يكون معذرة ، وقرأ : { قالوا معذرة إلى ربكم } .
(عنوان1 يتبع إن شاء الله )
-----------
الحواشي:
(1) وقد سألته عائشة رضي الله عنها : هل على النساء جهاد ؟ ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( عليكن أفضل الجهاد ، حج مبرور )) رواه البخاري ، كما أنه أمر نساءه بعدم تكرار الحج بعد حجة الإسلام ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( هذه ثم ظهور الحصر )) رواه أحمد عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه بسند صحيح ، يعني لزوم البيوت ، فأين دعاة التبرج والسفور عن هذه النصوص !! ، فإذا كان الحج والعمرة وهما من أفضل ما تعبد المرء به إلى الله يكفي المرأة منهما مرة واحدة ثم تؤمر بلزوم بيتها والقرار فيه ، فكيف بمن يأمرها بالسياحة والتجول !! ، وحضور المهرجانات الغنائية والرياضية !! ولا حول ولا قوة إلاّ بالله .
(عنوان1 فصل : في كيفية الإعداد والمجابهة للحرب الباردة )
إذا تقرر عندك أخي المسلم وأختي المسلمة الأصول الست السابقة ، نأتي إلى الكلام على كيفية ملاقاة خصوم العفة والحشمة ، ودعاة تحرير المرأة ، فلا مجال للمتحمسين أهل التهور والمجازفة ، إذ لا بدّ في سائر الحروب العسكرية ( والفكرية أيضاً !! ) من التنظيم والتخطيط الإعدادي الجيد ، ما بين جِلادٍ وإمداد ، وتفريغ وإعداد ، وميمنة وميسرة ، وكرٍّ وفرّ بالأقدام والإحجام ، واقتناص مواطن الضعف والتقصير ، كل منّا بحسب جهده واستطاعته ، وهذه المهام موزعة على أئمة المسلمين وعامتهم ، لا تسقط عن أحدٍ منهم بحال من الأحوال .
فمن كان ذا سلطان فعليه أن يسلط سلطته على هؤلاء المحاربين والأخذ على أيديهم فـ ( إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقران ) ، وهكذا من كان ذا علمٍ وبيان من ذوي الحسبة والإفتاء أن يجتهدوا في نشر الفتاوى القاضية بوجوب ستر المرأة وحجابها ، ومثل هذا الجهد المطلوب لا يعني اضمحلال البلاد منه ، فلله الحمد والمنّه نحن نعيش في بلد إسلامي منشأه على تطبيق الشريعة الإسلامية والعمل بها ، وأمر ولاة الأمر يقضي بوجوب الحجاب الشرعي ومنع التبرج والسفور والاختلاط في المرافق الحكومية والعامة ، ولكن نسأل الله من فضله المزيد وأن يمنّ عليهم بتشديد الوطأة على من يسعى لنقض هذه الأصول التي قامت عليها هذه البلاد .
وهكذا الدعاة المخلصين وأهل الحسبة وطلاب العلم ، عليهم من الواجب مثل ما على من تقدم بل ربما أكثر وأبلغ ، فهم الموكلون بذلك بالدعوة والإرشاد ، فيكثف في ذلك الندوات العلمية والمحاضرات ، كما يجدد في المنابر روح نشر الإسلام والدعوة إليه ، بتعليم الناس شرائع دينهم ومن ذلك الحجاب والستر والترهيب من التبرج والسفور ، يقترن ذلك بالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة ، والطريقة المثلى في النصيحة بالرفق واللين ، والبعد عن السب والتجريح للأعيان ، مما يفقد المنبر بذلك هيبته وجلالته .
كما أن على أهل الكتابة والتصنيف واجب الكتابة في هذا الموضوع ، بالتأصيل والتقعيد وكشف الشبه والرد على أهلها ، من خلال الكتب والنشرات والمشاركة في الصحف بالبحث العلمي الهادف المستند للدليل وصدق النية .
وهكذا عامة المسلمين عليهم واجب الحفاظ على محارمهم ، ومراقبة الله فيهم ، فكل منّا على ثغر من ثغور الإسلام ، فالله ألله أن يؤتى الإسلام من قبله .
وبعد توزيع المهام على جميع صفوف جيش الإسلام والسنة ، ومعرفة كل منّا واجبه تجاه أولئك المحاربين ، فلا بدّ من التأهب بالذخيرة الكافية لتدميرهم وإبطال كيدهم ، وهذه الذخيرة في حربنا هذه هي معرفة النصوص الشرعية من الكتاب والسنة وكلام أهل العلم في حجاب المرأة المسلمة ، والتحذير من التبرج والسفور والاختلاط ، وقد انتصب العلماء المخلصون في إيضاح ذلك فجمعوا لنا من الأدلة الشرعية ما تتم به العدة ، وممن كتب في ذلك من مشايخنا الإمامين الجليلين عبدالعزيز بن باز وابن عثيمين رحمهما الله في رسالتين موجزتين في هذا الشان ، كما صنّف شيخنا العلامة حمود التويجري رحمه الله كتاباً سمّاه بـ ( الصارم المشهور على أهل التبرج والسفور ) ، والشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد في كتاب : ( حراسة الفضيلة ) ، وكتاب ( حجاب المرأة المسلمة بين انتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ) لمحمد فؤاد البرازي ، وكتاب ( اللباب في فرضية النقاب ) لأبي مصعب فريد بن أمين الهندواي ، وغيرهم كثير ولله الحمد أشرت إلى أشهرها وأغزرها علما .
(عنوان1 فصل : في كيفية الإعداد والمجابهة للحرب الباردة )
إذا تقرر عندك أخي المسلم وأختي المسلمة الأصول الست السابقة ، نأتي إلى الكلام على كيفية ملاقاة خصوم العفة والحشمة ، ودعاة تحرير المرأة ، فلا مجال للمتحمسين أهل التهور والمجازفة ، إذ لا بدّ في سائر الحروب العسكرية ( والفكرية أيضاً !! ) من التنظيم والتخطيط الإعدادي الجيد ، ما بين جِلادٍ وإمداد ، وتفريغ وإعداد ، وميمنة وميسرة ، وكرٍّ وفرّ بالأقدام والإحجام ، واقتناص مواطن الضعف والتقصير ، كل منّا بحسب جهده واستطاعته ، وهذه المهام موزعة على أئمة المسلمين وعامتهم ، لا تسقط عن أحدٍ منهم بحال من الأحوال .
فمن كان ذا سلطان فعليه أن يسلط سلطته على هؤلاء المحاربين والأخذ على أيديهم فـ ( إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقران ) ، وهكذا من كان ذا علمٍ وبيان من ذوي الحسبة والإفتاء أن يجتهدوا في نشر الفتاوى القاضية بوجوب ستر المرأة وحجابها ، ومثل هذا الجهد المطلوب لا يعني اضمحلال البلاد منه ، فلله الحمد والمنّه نحن نعيش في بلد إسلامي منشأه على تطبيق الشريعة الإسلامية والعمل بها ، وأمر ولاة الأمر يقضي بوجوب الحجاب الشرعي ومنع التبرج والسفور والاختلاط في المرافق الحكومية والعامة ، ولكن نسأل الله من فضله المزيد وأن يمنّ عليهم بتشديد الوطأة على من يسعى لنقض هذه الأصول التي قامت عليها هذه البلاد .
وهكذا الدعاة المخلصين وأهل الحسبة وطلاب العلم ، عليهم من الواجب مثل ما على من تقدم بل ربما أكثر وأبلغ ، فهم الموكلون بذلك بالدعوة والإرشاد ، فيكثف في ذلك الندوات العلمية والمحاضرات ، كما يجدد في المنابر روح نشر الإسلام والدعوة إليه ، بتعليم الناس شرائع دينهم ومن ذلك الحجاب والستر والترهيب من التبرج والسفور ، يقترن ذلك بالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة ، والطريقة المثلى في النصيحة بالرفق واللين ، والبعد عن السب والتجريح للأعيان ، مما يفقد المنبر بذلك هيبته وجلالته .
كما أن على أهل الكتابة والتصنيف واجب الكتابة في هذا الموضوع ، بالتأصيل والتقعيد وكشف الشبه والرد على أهلها ، من خلال الكتب والنشرات والمشاركة في الصحف بالبحث العلمي الهادف المستند للدليل وصدق النية .
وهكذا عامة المسلمين عليهم واجب الحفاظ على محارمهم ، ومراقبة الله فيهم ، فكل منّا على ثغر من ثغور الإسلام ، فالله ألله أن يؤتى الإسلام من قبله .
وبعد توزيع المهام على جميع صفوف جيش الإسلام والسنة ، ومعرفة كل منّا واجبه تجاه أولئك المحاربين ، فلا بدّ من التأهب بالذخيرة الكافية لتدميرهم وإبطال كيدهم ، وهذه الذخيرة في حربنا هذه هي معرفة النصوص الشرعية من الكتاب والسنة وكلام أهل العلم في حجاب المرأة المسلمة ، والتحذير من التبرج والسفور والاختلاط ، وقد انتصب العلماء المخلصون في إيضاح ذلك فجمعوا لنا من الأدلة الشرعية ما تتم به العدة ، وممن كتب في ذلك من مشايخنا الإمامين الجليلين عبدالعزيز بن باز وابن عثيمين رحمهما الله في رسالتين موجزتين في هذا الشان ، كما صنّف شيخنا العلامة حمود التويجري رحمه الله كتاباً سمّاه بـ ( الصارم المشهور على أهل التبرج والسفور ) ، والشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد في كتاب : ( حراسة الفضيلة ) ، وكتاب ( حجاب المرأة المسلمة بين انتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ) لمحمد فؤاد البرازي ، وكتاب ( اللباب في فرضية النقاب ) لأبي مصعب فريد بن أمين الهندواي ، وغيرهم كثير ولله الحمد أشرت إلى أشهرها وأغزرها علما .