مفتي الإباضية يقول عن الرؤية و الشفاعة لأهل الكبائر أنها من البدع المضلة - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مفتي الإباضية يقول عن الرؤية و الشفاعة لأهل الكبائر أنها من البدع المضلة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-10-20, 23:59   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
theking1984
عضو جديد
 
الصورة الرمزية theking1984
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يكفيني لمن طلب المصادر


نقول الإخوة


أبو عثمان و علي


و على نفسها جنت براقش


كما أنك يا إبراهيم المجادل

لو كنت منصف لعلمت أنني نقلت الكلام من موقع أباضي قح

و هو أقوى دليل









 


قديم 2007-10-21, 18:17   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابن محمد الجزائري
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

آراء الإبـَاضِـية في الصحابة.

لا شكَّ أنَّ القارئ العادي الكريم يستغرب هذا العنوان، ولكن الدعاية التي سلطها المغرضون على الإبـَاضِـية، والإشاعات التي يطلقونها زاعمة أنَّ الإبـَاضِـية يكرهون الصحابة أو بعض الصحابة، ثُمَّ موقف بعض المتطرفين من الإبـَاضِـية واستجابتهم للتحدي ورد الفعل ــ في مواقف إحراج ــ مِمَّا يسهل كلمات إنفلات كلمات منهم أحيانـًا…»

كلّ هذا يقتضينا أن نعرض هذا الموضوع على القارئ الكريم لنوضح له رأي الإبـَاضِـية الحقيقي فيه، بعيدًا عن الإشاعات والتطرف.
جاء في رسالة لأبي المهدي عيسى بن إسماعيل شيخ العزابة في حينه يرد فيها باسم عزابة بني مصعب علي بن أبي الحن البهلولي، ما يلي:
«فنبدأ بمسألة الصحابة رضوان الله عليهم، وذلك قولك بلغك عنكم أنكم تبغضون بعض الصحابة، فيا سبحان الله… كيف نبغض الصحابة مع ورود النصوص في فضائلهم، والثناء عليهم كتابا وسنة، يأبى الله ذلك والمسلمون، بل هم عندنا في الحالة التي ذكرهم الله عليها من العدالة والنزاهة والمطهرات والثناء والمحبة، قال الله عزَّ وجلَّ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُومِنُونَ اللهَ} (الآية: ) » {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ} (الآية: ) {لـَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الـمُومِنِيَنَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ} (الآية: )، إلى غير ذلك من الآيات، وهم بالحالة التي وصفهم رسول اللهy: إذا قال: «إنَّ الله قد اختار لي أصحابًا، فجعل لي منهم أصهارًا وأختانًا، فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».
وقال أيضًا: «لا تؤذوني في أصحابي فلو انفق أحدكم ملء الارض ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) وقال أيضًا: «عليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفا الراشدين من بعدي» وقال أيضًا: «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم» وغير ذلك من المدح والثناء عليهم، اللهمَّ زدنا حبَّهم، واحشرنا في زمرتهم، ياأرحم الراحمين!… بل لهم السهم الأوفر، وسلكوا الطريق الأقصد، ولزموا السبيل الأرشد، وكلامهم حكمة، وسكوتهم حجَّ، ومخالطتهم غنيمة، والاستئناس بهم حياة، والاقتداء بهم نجاة، ويل للزائغ عن طريقهم الراغب عن سبيلهم».
ويضيف أبو مهدي إلى هذا الكلام ما يلي:
«كان أبي رحمه الله ينهى من ينكر ما جرى بينهم إِلاَّ من يذكر عنهم خيرًا، رضي الله عنه الله عنهم ورحمهم، فهذا اعتقادنا في الصحابة رضي الله عنهم»«» انتهى كلام أبي مهدي في موضوع الصحابة.
ويقول أبوالعباس الدرجيني في كتابه الطبقات ما يلي:
«الطبقة الأولى هم أصحاب رسول اللهy، وأفضليتهم أشهر، وأسماؤهم ومزاياهم أظهر، فلا يحتاج إلى تسميتهم، لأنـَّهم رضوان الله عليهم تحصل من سيرهم وأخبارهم في الدواوين، ومن آثارهم محفوظًا في صدور الراوين، ما أغنى عن تكلف تصنيف، وانتحال تأليف، وحسبهم ما قال رسول اللهy: «لا يشقى من رآني» وقولهy: «أفضل أمتي قرني ثُمَّ الذين يلونهم ثُمَّ الذين يلونهم» وأحاديث كثيرة في فضائلهم، فإذا ثبت هذا فاعلم أنَّ من الصحابة من لم يخالفنا في تقدمهم مخالف، فقد امتلأت بذكر فضائلهم الصحائف، ومنهم من لم ينل حظَّا من الانصاف عند أهل الخلاف، وهم عندنا في جملة الأكابر والأسلاف».
انتهى المقصود منه.
ويقول أبو الربيع سليمان الحيلاتي: «وأما الانكار على بعض الصحابة فكذب وفرية علينا، وهذه كيفيَّة صلاتنا على النبيءy: اللهمَّ صل وسلم على سيدنا ومحمد النبيء الأمي وعلى آله وأصحابه وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته وآل بيته أجمعين، كما صلَّيت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنَّك حميد مجيد، فمن حسنت شيمته، وسلم من داء الحسد والبغض والغيبة، وإذا تأمل هذه العبارة، وفهم معناها، يجدها شاملة لكـلّ صاحب وآل وزوجة وذرية قريبة أو بعيدة اتباعاً لقوله تعالى: {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىا} والمودَّة الصلاة والترحّم، ونحن ــ والحمد لله ــ وفينا بما أمرنا الله به، والجهال المتشدقون عسى الله أنْ يرحمنا ويكفينا شرهم، وشرَّ أنفسنا، وشرّ القوم الظالمين»«»
انتهى المقصود منه.
ونظم أبو حفص عمرو بن عيسى التندميرتي قصيدة طويلة نقتطف منها الأبيات الخاصة بالموضوع منها:
سوى أنَّ ما بين الصحابة قد جرى فإن التماس العذر في ذاك أسلم فذس فتن قد حار فيها ذوو النهي وأشكل وجه الحق فيها عليهم لذلك كلّ الناس فيها تورطوا ولا فرقة من ذي الوقعية تسلمُ فكل يرى تصويب رأي جماعة ويقدح في الأخرى عنادًا ويشتمُ تقول في الشيخين بالاِفك عصبة وحيدرة في أناس تكلّموا.
ويمضي في ذكر الأقوال إلى أن يقول:
فـإن كـنـت ذا حــزم **ورمــت سلامة
بـيــوم بـه عـنــد **** الـمـهـيـمـــن تـقـــدم

فإيـَّاك إيــَّاك الـتـعـصـُّـب خــوف أن ** تـنـقــص إنسـانــًا لــدى الله يـكــــرم
ولا تقف أمرًا لست تعلم عـلـمــــــه** ولا تـتـهـوَّر فـالـتــوقــــف أســـلــــــم
وقـف عنـد نهـي الـهـاشـمي وأمـــره ولا تــك وثــابــًـا بـرأيــك تـحـكـــــم


ويمضي في توكيد هذا المعنى إلى أن يقول:

تـرحــم عـلـيـهـــم وارض ** فـإنـمـــــا حقـوقهـم مـحض الـرضـا والـتـرحــــم
فقــد وردت فيهــم أثارتـعـارضــــت *** ظـواهـرهـا أمـَّا الـخـفــي فـمـنـهـــــــم
وقـد صـدرت مـنـهــم أمـور لعلَّهـــا*** لـها حـكـمـة مجـهـولـة لـيـس تـفـهـــــم

ويمضي في تأكيد هذا المعنى، محتجًّا بقصَّة إخوة يوسف عليه السلام وأنَّ الله لم يؤاخذهم بإقدامهم على قتل أخيهم يوسف وكذبهم على أبيهم عليهم وعلى نبينا محمَّد عليه الصلاة والسلام.
ويقول:
فقد قال خير الخلق للكل مـــــــادحًا** فـأيـّهـــم اتـعـبـتـمـــــوه اهـتـديـتــــــم
كمـا قـال مـن اثـم الـوقـوع محــــذرًا*** ــ وكـفوا ــ مقـالاً إنَّ إليـهــم وصلتـــم
وجـاءت روايــات بـأنَّ قـتـيــلـهــــم *** وقـاتـلـهـــــم فــــي جـنـَّــة يـتـنـعــَّـــم
فما علّة التخصيص والوصف شامــل** بجـمـلـتـهــــم والــــواردات تـعـمـــــم

وقال أبو يحيى زكرياء بن يونس الفرسطائي: كنت في الحج فطفت في البيت فلمَّا أتممت أخذ رجل بيدي فأخرجني من الناس، فسألني عن علي، فقلت: «فارس المسلمين، قاتل المشركين، وابن عم رسول العالـمين، وله فضائل».
وقال الشيخ محمَّد بن أبي القاسم المصعبي في رسالة يرد بها على بعض من تناول الإبـَاضِـية في الجزائر بغير الحق، وقد عرض المصعبي عقيدة الإبـَاضِـية وفي ىخرها قال: «وندين لله تىعالى باتباع كتابه واتباع سنة نبيه محمَّد y وما عليه الصحابة رضي الله عنهم من المهاجرين والأنصار والتابعين وتابع التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. واعتقادنا في الصحابة رضي الله عنهم أنـَّهم عدول وأنهم أولياء الله وحزبه، ألا إنَّ حزب الله هم المفلحون. فهذا اعتقادنا وعليه اعتمادنا، فالله ربنا ومحمد نبينا والقرآن إمامنا، والكعبة قبلتنا، والصحابة قدوتنا، وقد مدحهم الله في كتابه في غير موضع».
ثُمَّ يذكر الآيات التي نزلت فيهم عمومـًا ثُمَّ الآيات التي قيل إنـَّها نزلت في بعضهم خصوصًا ثُمَّ الأحاديث التي وردت فيهم عمومًا ثُمَّ الأحاديث التي وردت في بعضهم خصوصًا ثُمَّ يقول: «في احاديث كثيرة في عمومهم وخصوصهم رضي الله عنه الله عنهم، نسأل الله تعالى أن يثبتنا على طريقتهم واتباع مسيرتهم وَأَمـَّا ما وقع بينهم من الحرب فإنَّ الله طهَّر منها أيدينا ونحن نطهر منها ألسنتنا لقولهy: «إذا ذكر أصحابي فكفوا».
وقال الإمام أبو إسحاق إبراهيم طفيش رحمه الله في رده على الأستاذ محمَّد بن عقيل العلوي ما يشبه ما سبق فقد جاء في رسالته الصغيرة (النقد الجليل للعتب الجميل) ما يلي:
«أما ما زعمت من شتم أهل الاستقامة لأبي الحسن علي وأبنائه فمحض اختلاق». ويقول في نفس الكتاب: «والأصحاب يتبرأون تطبيق حكمي الولاية البراءة لا تشهيا، وهما ينطبقان على كلّ فرد مهما عظمت منزلته ما لم يكن من المعصومين ولا معصوم إلاَّ النبيء أو الرسول. أمـَّا الصحابة فلهم مزية عظيمة وهي مزية الصحبة والذب عن أفضل الخلق وإراقة دمائهم في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى فيختار الكف عن تلك الحوادث الـمشؤومة».
ويقول بعد أسطرٍ: «وأيضا لا غبار على من صرح بخطإ المخطئ منهم بدون الشتم والثلب نعد التبت من ذلك والتبين، وإن أمسك لعموم الأحاديث الواردة فيهم وترك الأمر إلى الله فهو محسن»«» ويقول أيضًا في نفس الكتاب: «ولم يكن يوما من الأصحاب شتم له أو طعن، اللهمَّ إِلاَّ من بعض الغلاة وهم أفذاذ لا يخلو منهم وسط ولا شعب»«»
وقال قطب الأئمة في أمير المؤمنين عثمان بن عفان: ولد بعد رسول اللهy، بست سنين، ولقب ذو النورين، لأَنـَّهُ تزوج بنتي رسول اللهy: رقيَّة وأم كلثوم بعد رقـيـَّة. قال له رسول اللهy: «لو أنَّ لي أربعين بنتا لزوجتك واحدة بعد واحدة حتَّى لا تبقى منهنَّ واحدة» وقيل لأَنـَّهُ كريم في الجاهلية والاسلام».
وقال القطب في أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن ابي طالب: «وهو من شهر، ولا يحتاج إلى ذكر فضائله من نسب وزهد، وعقل وعلم وشجاعة وعدل».
بعد هذا أيـُّها القارئ الكريم أريد أن نعود معًا إلى أوَّل الفصل لنناقش بعض الفقرات السابقة.
أبو مهدي كان شيخًا للعزابة وقد نصَّ في رسالته أنـَّه بعثها بعد أن وافق عليها مجلس العزابة فقد قال في الديباجة ما يلي: «فمن

///ص327///
عزابة بني مصاب حفظهم الله تعالى ورعاهم، الحاضر بلسانه، والغائب بحاله، إلى الشيخ المكرم الوجيه المعظم ابن علي بن الشيخ أبي الحسن علي البهلولي، سلام عليك».
ولا شكَّ أنَّ العزابة هيَّ الهيئة الدينيَّة التي تمثل الإبـَاضِـية. ورأيها فس أيـَّة قضية هو الرأي الرسمي أو الرأي المعتمد عند الإبـَاضِـية، إذا فرض أن شذ بعض الناسفخالف في تلك القضية.
والرسالة كما ترى رد على تهمة للإبـَاضِـية ببعض بعض الصحابة، ودفاع عن الصحابة رضوان الله عليهم، وتبرئة للإبـَاضِـية من تلك التهمة الشنيعة. وإيضاحًا لموقفهم، وبيناً بأنـَّهم يضعون كافة الصحابة في المقام الرفيع الذي اختاره الله تبارك وتعالى لهم.
وهذه الاشاعة عن الإبـَاضِـية كانت قد انتشرت في كثير من الجهات ولذلك فقد كان الناس ينبزون بها الإبـَاضِـية فيضطرون للرد عليهم والدفاع عن أنفسهم، وتكذيب من يتهمهم بذلك، وقد كتب في هذا الموضوع عشرات الرسائل والردود منها رسالة أبي مهدي ردًّا على البهلولي ومنها رسائل للقطب ردًّا على محمَّد الطاهر والعقبي ومصطفى بن كامل، وغيرهم ومنها رسالة أبي الربيع الجيلاتي وقد ذكر سعيد التعاريتي السبب في كتابتها نلخصه فيما يلي:
هيج بعض طلاب الغنائم والأموال بعض الأعراب على جربة وأعمالهم إنَّ أهل جربة ــ بما أنـَّهم من الإبـَاضِـية ــ يخالفون المسلمين في أمور تحل بها دماؤهم وأموالهم، ثُمَّ كون منهم حملة هجم بها على الجزيرة الغافلة، ولكن الحملة فشلت وانتصر أهل الجزيرة على المهاجرين، وأخذوا منهم جمعًا من الأسرى، وكان في أولئك الأسرى بعض المتفقهين فسألهم مشائخ جربة عمـَّا حملهم على الاعتداء عليهم ومهاجمتهم وهم إخوة لهم في الدين ولم يسبق لأهل جربة أن اعتدوا على أولئك الأعراب أو أساءوا إليهم. فأجاب المتفقة قائلاً: إنَّ من دعانا إلى محاربتكم واستحلال دمائكم وأموالكم ذكر لنا أنكم تخالفون المسلمين ثُمَّ عدد لهم المسائل التي ذكرها لهم صاحبهم فذكر منها بعض مسائل علم الكلام المعروفة كالرؤية والصفاة وخلق القرآن، ثُمَّ قال: ومنها أنكم تكرهون بعض الصحابة.
وقد ورد أبو الربيع الجيلاتي على الرحيل وناقش مشائل علم الكلام بما هو معروف في كتب التوحيد ثُمَّ أوضح رأي الإبـَاضِـية في الصحابة رضوان الله عليهم في الصورة التي عرضناها عليك.
أمـَّا إذا رجعت إلى ما كتبه أبو العباس الدرجيني فإنـَّك ولا شكَّ ستجده حريصًا كلّ الحرص، على أن يضفي على جميع الصحابة دون تخصيص ما أضفاه عليهم مقامهم الرفيع في الاسلام، وهو مستاء من بعض المخالفين الذين ينـتـقصون بعض الصحابة، وهو يردُّ على أولئك المخالفين الذين أجازوا لأنفسهم أن يضعوا أحدا مِمـَّن اختاره اال لمصاحبة نبيه عليه الصلاة والسلام في غير موضعه من الولاية والمـحبة والرضى والقدوة الحسنة.
وقد سلك أبو حفص عمرو بن عيسى التدميرتي هذا المسلك فكان حريصًا على أن يوضح أنـَّه ينبغي للمسلم ــ إذا أراد لنفسه النجاة ــ أن يبتعد عن التدخل فيما لا يعنيه، وأن يترك الفتن التي وقعت بينهم لله، فهو العليم بالحكم فيها. أمـَّا واجب المسلم فهو الرضى والترحم عليهم جميعاً، وينبهنا إلى أن ما يظهر لنا أنـَّه مخالف للشرع من أعمالهم قد تكون فيه حكمة خفيَّة لله تعالى لا يعلمها إِلاَّ هو وقد يكون الله غفر لهم جميعًا حين اختارهم لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام.
ويستدل على هذا بقصَّة إخوة يوسف عليه وعلى آبائه السلام فإنَّ اتفاقهم على قتله، وإلقائه في الحب للتخلص منه، وكذبهم على أبيه وما تبع ذلك ليس من الأعمال الهينة في الحكم الظاهر، ولكن الله تبارك وتعالى مع ذلك لم يؤاخذ إخوة يوسف وغفر لهم ما ارتكبوه.
وَأَمـَّا كلمات القطب وأبي يحيى فقد وردت في أميري المؤمنين عثمان وعلي ــ خاصة وأكثر الشغب واللغط الذي يوجه إلى الإبـَاضِـية في موضوع الصحابة إنما يدور حول الإمامين العظيمين والصهرين الكريمين ولذلك فإنـَّه مِمَّا يتم به مناقشة هذا الموضوع الهام استعراض كثير من المناقشة القيمة التي جرت على قلم الشيخ سعيد التعاريتي في رده على الشيخ مصطفى بن كامل الطرابلسي فقد ناقش الثعاريتي فيه موضوع الصحابة ــ ولا سيما موضوع الصهرين الكريمين ــ مناقشة رائعة أرجو أن يجد فيها القارئ متعة ومقنعًا.
قال الثعاريتي في كتابه (المسلك المحمود) ابتداء من صفحة 18 ما يلي:
«والعجب كلّ العجب مِمَّا نسبه ــ ابن كامل بن مصطفى ــ إلينا تجاهلاً وظلمًا، وتسلطًا وشتمًا، حتَّى أطال سنان لسانه، وقال: كفَّروا عليا ــ بزوره وبهتانه، مع أنَّ اعتقادنا في الصحابة رضي الله عنه الله عنهم أنـَّهم عدول أتقياء، بررة أصفياء، قد اختارهم الله من بين الأنام، لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام». وبعد سطور يقول:
«وكيف يجوز لمن يؤمن بالحي الذي لا ينام، أن يكفر صهر نبيه عليه السلام، الذي لم يسجد قط للأصنام».
وبعد أن يذكر عددًا من الآيات الكريمة التي قيل إنـَّها نزلت فيالإمام أو في آل البيت وكذلك الأحاديث الشريفة، والآثار التي وردت في الصحابة يقول:
«إلى غير ذلك من الآيات البينات، والأحاديث الـمرويات، والآثار المأثورات، الدالة على فضله عمومًا وخصوصًا، وكيف لا؟
وقد كان أفصح وتلا، وأكثر من شهد النجوى، سوى الأنبياء والنبيء مصطفى، صاحب القبلتين، فهل يوازيه أحد وهو أبو السبطين؟ مع أنَّ كتبنا ولله الحمد ــ طافحة بالرواية عنه، وبالثناء عليه».
ثُمَّ استشهد بما كتبه البدر التلاتي في كتابه (نزهة الأديب وريحانة اللبيب)، ثُمَّ استشهد بأبيات من ديوان التلاتي منها:ب
بنت الرسول زوجها وابـنـهــــــــــــا *** أهل لبيت قــد فـشى سنــاهــــــــــــــا
رضــى الإلــه يـطـلــب التـلاتـــــــي لـهـــم جـمـيـــعًا ولـمـــن عـنـاهـــــــا
ثُمَّ استشهد بأبيات للإمام الحضرمي منها:
بلى كان في أم القرى اليـوم قائـــــــم أغر من الأشراف ماضــي الـعـزائــــــم
له عنصر صافي النـجـار ومـنـصــــب*** تـعــرق فــي فـرعـي علــي وفـاطــــــم
ثُمَّ استشهد بأبيات لأبي حفص عمرو بن عيسى التندميرتي منها:
وعـلـى الـهـادي صـلاة نـشــرهـــــا عـنـبـر ــ مـا خــب ســاع ورمــــــــل
وسـلام يـتـــولـَّــــى ــ وعــلـــــــــى آلـــه والـصـحـب مـالـغيـث هـطـــــل
سيما الصديق والفاروق والـجـامـــع الـقـــــرآن والــشـهـــــم الـبـطــــــــل
ثُمَّ بعد ذلك نقل فصلاً رائعا في الموضوع للشيخ أبي ستة ننقل منه ما يلي:
«فإذا تقرَّر في ذهنك ما حكيناه، واتضح لك ما استدللناه به ونقلناه، علمت منه أنَّ التعلُّق بما شجر بينهم رضوان الله عليهم أجمعين، تكلف وفضول لمن لا يعلم ذلك، حيث كان مِمَّا يسع جهله، وقد وجد في الاعراض عن ذلك سبيل منقول عن العدول، فلم يبق في حقهم حينئذٍ إِلاَّ الجزم بالعدالة لأصلها فيهم، من كونهم كلّهم أئمة عدولا يقتدى بهم كما نقل ذلك عن الرسول أحسب أنَّ هذا يكفي في توضيح راي الإبـَاضِـية في الصحابة رضوان الله عليهم ولا سيما في امير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو كذلك كاف ــ فيما أرى ــ للردّ عمن يتهم الإبـَاضِـية ببغض الصحابة أو بعض الصحابة.
وما أحسب مسلما يمتلأ قلبه بالايمان يمكن أن يجد بغض أي شخص من الصحابة طريقا إلى قلبه، ولا شكَّ أنَّ أدنى أولئك الجمع منزلة هو أجل وأعظم وأشرف من أعلانا منزلة، وأرفعنا مقامـًا، ولو لم يرتفع به إيمانه وعقيدته إلى محبة رسول الله y ومحبَّة أصحابه وآله أجمعين. فلا أقلّ من أن يتأدب مع رسول الله y ويستمع إليه في قوله: «إذا وصلتم أصحابي فكفوا» وقوله عليه السلام: «دعو لي أصحابي» وإذا لج بأحد العناد ى فلا أقلّ من أن يقتدي بصاحب رسول الله y عبد الله بن عمر حين سئل عن أمير المؤمنين عثمان وعلي، فتلا قوله تعالى: {تِلْكَ أمـَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عمـَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} أو يتسمع إلى كلمة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز حين سئل عمـَّا شجر بين الصحابة فقال كلمته الرائعة: «تلك دماء طهَّر الله منها أيدينا فلا نلوِّث بها ألسنتنا».
وفي ختام هذا الفصل أحب أن أقول إنَّ موضوع الصحابة رضوان الله عليهم أجل من أن يكون موضوعًا للمهاترات، وحديثا للمشاغبات، ودعوة من دعوات العصبيات، فأصحاب رسول الله y هم أولياء كلّ مؤمن صادق، وهم أعداء كلّ منافق، وكما لا يحل لمؤمن أن يحمل لهم ذرَّة من البغضاء لا يحل له كذلك أن يحارب المسلمين بهم،ويزرع الفتنة بين صفوف المؤمنين بدعوى محبَّتهم والغيرة عليهم، وإذا كان في المسلمين من أي مذهب كان من يحمل لأصحاب رسول الله y أو لأحدهم أي معنى لا يليق بجلال مركزهم وشرف صحبتهم فإن عليه أن يطهر قلبه بالتوبة والاستغفار وأن يغسل دنس البغضاء بمحبَّتهم وولايتهم. فإنـَّه لا ألأم ولا أشدَّ كفرانًا ومعصية من الإنسان يتطرَّق إلى قلبه شيء من بغض من أحبه الله ورسوله قبل ثلاثة عشر قرنًا.
منقول










قديم 2007-10-25, 13:44   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
hadji_alger
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية hadji_alger
 

 

 
إحصائية العضو










Hot News1 إستفسار...

ربما يُقفل الموضوع كاملا: فهذا أمر معقول

ولكن أن تخيروا بين ردود الأعضاء فتقدموا

الذي يناسبكم على الذي لا يناسبكم

فهذا من غير المعقول!!!!










قديم 2007-10-25, 13:35   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
hadji_alger
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية hadji_alger
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل من الممكن معرفة سبب حذف الرد الأخير؟










قديم 2007-10-25, 14:28   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمد أبو عثمان
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محمد أبو عثمان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السبب ببساطة لأن فيه خروج عن النقاش العلمي
لذا ناقش بعلم أو اسكت بحلم ودعك من السب والقذف فهو من أسلوب الضعاف مع الملاحظة أنه مخالف لقوانين المنتدى فتنبه !!!!!!
أما عن قولك أننا نتخير الردود فلا مجال له من الصحة ردك الوحيد الذي حذف لخروجك عن النقاش ودخولك في السب والشتم .
وأخيرا أشكر أخي ابن محمد الجزائري على مانقله وعلى أسلوبه المتأدب في النقاش وهذا يشكر عليه ولي ملاحظة على مانقله ان من الخطأ بل من الظلم أن يرمى الاباضية بتكفيرهم لكل الصحابة لا , ولكن هناك أفراد من الصحابة قالت الإباضية بكفرهم وهم علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عن الجميع لذا أرجوا أن تنقلوا لنا كلام علمائكم في هؤلاء الصحابة الذين ذكرتهم لكم لا جميع الصحابة كما ذكر أخي ابن محمد الجزائري أعطونا كلام علمائكم أنتم ان كان مدحا فأفيدونا وبرؤوا علمائكم وان كان قدحا وذما فبينوه نصرة للحق ودفاعا عن هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم في انتظار الإجابة عن هذا السؤال ؟

أما بخصوص التكفير فاقرؤوا كلام صاحبكم CHE-LOVE وهو اباضي ونقل عن الإباضية قولهم بأن أصحاب الكبائر من هذه الأمة في النار مآلا (اي في الآخرة ) أما في الدنيا فكفرهم كفر نعمة لذا نرجوا ان توضحوا مانقله ؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته










آخر تعديل محمد أبو عثمان 2007-10-25 في 17:14.
قديم 2007-10-25, 21:14   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
hadji_alger
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية hadji_alger
 

 

 
إحصائية العضو










Hot News1 رد على من أساء الفهم؟

أظن أنك لم تفرق بعد بين كلمة ( كفر النعمة ) وبين ( الكفر أو الشرك بالله )
وصاحب الموضوع جزاه الله خيرا شرح لنا بالتفصيل الفرق بينهما
تريد أن أوضح لك أفضل : مرادف كلمة كفر النعمة ( في مذهب الإباضية ) = ناكر لنعم الله أي أن مرتكب الكبائر يعي ماعليه من إثم
عند الله ولكنه يتمادى في عصيانه. فهاذا هو المقصود بالكافر كفر نعمة .

أما الكبائر فلا تغفر إِلاَّ بتوبة صادقة.
ومنها فإن مرتكب الكبيرة الذي يموت وهو مصر عليها يخلد في النار كما سيأتي بيان ذلك من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.
وقد وعد الله تعالى من عمل بطاعته الْجَنَّة، ولا خلف لوعده، وأوعد لمن عصاه النار إذا مات غير تائب من معاصيه وأصر عليها، ولا خلف لوعيده، ولا مبدل لقوله. قال تعالى: ﴿ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَا بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ(29)﴾ (ق)، وقال : ﴿ إِنَّ اللهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ(9)﴾ (آل عمران) فالوعد حق والوعيد حق، قال تعالى : ﴿ وَنَادَىآ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُم مَّا وَعَدَ رَبـُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنُم بَيْنَهُمُ, أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ(44)﴾ (الأعراف).

فمن مات مؤمنا بالله تائبا، صادقا في توبته مخلصا لله في عمله، كان من أهل رضوان الله تعالى، ولا يؤخذ بما جناه قبل التوبة، ومن مات مصرا على شيء من معاصي الله، ولم يتب من المعاصي التي توجب التوبة، كان من أهل سخط الله، ولا ينتفع بما سبق من عمله. مصداقا لقول الرسول (ص): «إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يبقى بينه وبينها إلا ذراعا فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى لا يبقى بينه وبينها إلا ذراعا فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها». فالعاقبة بحسن الخاتمة وطالما أن المرء لا يدرى متى تكون نهايته فإن عليه أن يعمل الصالحات طول حياته، وإن أخطأ فعليه أن يستغفر الله ويتوب إليه قبل أن يسبق عليه الكتاب. وعندها لا تنفعه توبة ولا شفاعة. فمن يموت بغير توبة فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين.

------------------------------------------------------------------------
أظن أن الأخ يتكلم عن حسن الخاتمة

أتريد أن تقول من مات على معصية سيدخل الجنة ؟

فماَ تقول في الذي مات وهو مخمور سيدخل الجنة ربما لعمل صالح قام به سابقا

فما تقول في الذي يموت على توبة أو عمل صالح لكن عمره أفناه في الكبائر والمنكرات سيدخل النار .

ألم تقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلاه .

- فاقرأ كلام الرحمن في حسن الخاتمة وسوءها :

قال الله تعالى في سورة الفرقان ﴿ وَالذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا _اخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ التِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَّفْعَلْ ذَالِكَ يَلْقَ أَثَامًا(68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا(69) اِلاَّ مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا(70)﴾

إذاً ماذا تقول في الإباضية عند قولهم بخلود أهل النار والجنة. هل هم على ضلال .

إليك مصادر فتواهم من كتاب الله في أكثر من مقام :

- قول الله تعالى في سورة هود ﴿ فَأَمَّا الذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ(106) خَالِدِينَ فِيهَا
مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالاَرْضُ إِلاَّ مَا شَآءَ رَبـُّكَ إ ِنَّ رَبـَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ(107)
وَأَمَّا الذِينَ سَعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالاَرْضُ
إِلاَّ مَا شَآءَ رَبـُّكَ عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ(108)﴾.

قول الله تعالى في البقرة: ﴿ الذِينَ يَاكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ، ذَالِكَ بِأَنَّهُمْ
قَالُواْ: إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا، وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا، فَمَن جَآءَهُ, مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبـِّهِ فَانتَهَىا
فَلَهُ, مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ, إِلىَ اللهِ، وَمَنْ عَادَ فَأُؤْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(275)﴾.

يقول الله تعالى في سورة يونس: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىا وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ
اُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(26) وَالذِينَ كَسَبُوا السَّـيِّـئَاتِ جَزَآءُ سَـيِّئَةِم بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ
كَأَنـَّمَآ أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا اُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(27)﴾

قال الله تعالى بعد آية الوصية في سورة النساء ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُّطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ نُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الاَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَالِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(13) وَمَنْ يَّعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ نُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ(14)﴾.

قول الله تعالى ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىا وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ اُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(26) وَالذِينَ كَسَبُوا السَّـيِّـئَاتِ جَزَآءُ سَـيِّئَةِم بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنـَّمَآ أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا اُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(27)﴾

--------------------------

ومن في نيته حقا تبين حقيقة عقيدة الإباضية فعليه بالإطلاع على كتاب الحق الدامغ
لمؤلفه الشيخ أحمد بن حمد الخليلي ( مفتي سلطنة عمان ) ... الرابط أدناه .
** للعلم فالشيخ الخليلي هو النائب الثاني للدكتور والعلامة يوسف القرضاوي في الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين

https://www.alsaffah.info/img/alhq_aldameq.doc

*** سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ***










قديم 2007-10-25, 23:09   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
محمد أبو عثمان
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محمد أبو عثمان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[align=justify]جيد يا حاجي وهذا فرق ما بين أهل السنة وبين الإباضية أنتم تحكمون على عصاة المسلمين الذين ماتوا ولم يتبوا بالخلود في النار وبالتالي تنكرون الشفاعة يوم القيامة وهذا عين ماذكره صاحب الموضوع ومعتقدكم هذا خلاف مذهب أهل السنة فعقيدة أهل السنة في من مات عاصيا ولم يتب من الذنب فهو في حكم المشيئة ان شاء الله غفر له وان شاء عذبه هذا مالم يستحل هذه الذنوب التي اقترفها

وهنا يطرح السؤال لمن تكون الشفاعة يوم القيامة أليس لأهل الكبائر من أمة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة
الجواب عند أهل السنة هو نعم , ولكنه يختلف عند الإباضية فهم ان قالوا الشفاعة لأهل الكبائر من أمة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد ردوا على علمائهم وبطل مذهبهم ولم يبق لهم الا الرجوع إلى عقيدة أهل السنة , وان لم يأخذوا بهذا الكلام فلم يبق لهم إلا انكار الشفاعة يوم القيامة .

وهنا امر آخر وهو يستحيل أن تكون الشفاعة لمن مات وتاب توبة نصوح فهذا من أهل الجنة ان شاء الله تعالى فلم تبق الشفاعة إلا للعصاة الذين ماتوا ولم يتوبوا من ذنوبهم .

لهذه الأسباب ينكر الإباضية الشفاعة لأن عقيدتهم تقول إما أن يكون العبد في هذه الدنيا مؤمنا ومآله إلى الجنة وإما يكون كافر (كفر نعمة ) ومآله إلى النار والعجيب أنه يسمونه في الدنيا كافر كفر نعمة ثم يحكمون عليه بالخلود في النار فما هو الفرق بين ان تقول هو كافر ومآله إلى النار او تقول هو كافر كفر نعمة ومآله إلى النار ؟ لا فرق كما هو واضح .

وبهذا يتبن للقارئ الكريم أن الإباضية ينكرون الشفاعة لأهل الكبائر من امة النبي صلى الله عليه وسلم وهو القائل: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» رواه الترمذي وأبو داود من حديث أنس رضي الله عنه .

ولعلي اذكر هنا حديثا واحد لكي لا يطول بنا الحديث وهو واضح في اثبات الشفاعة للعصاة من امة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة والحديث في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري قال : قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوا قلنا لا قال فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضارون في رؤيتهما ثم قال ينادي مناد ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم وأصحاب الأوثان مع أوثانهم وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر وغبرات من أهل الكتاب ثم يؤتى بجهنم تعرض كأنها سراب فيقال لليهود ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد عزير ابن الله فيقال كذبتم لم يكن لله صاحبة ولا ولد فما تريدون قالوا نريد أن تسقينا فيقال اشربوا فيتساقطون في جهنم ثم يقال للنصارى ما كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد المسيح ابن الله فيقال كذبتم لم يكن لله صاحبة ولا ولد فما تريدون فيقولون نريد أن تسقينا فيقال اشربوا فيتساقطون في جهنم حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر فيقال لهم ما يحبسكم وقد ذهب الناس فيقولون فارقناهم ونحن أحوج منا إليه اليوم وإنا سمعنا مناديا ينادي ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون وإنما ننتظر ربنا قال فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فلا يكلمه إلا الأنبياء فيقول هل بينكم وبينه آية تعرفونه فيقولون الساق فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقا واحدا ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم قلنا يا رسول الله وما الجسر قال مدحضة مزلة عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد يقال لها السعدان المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم وناج مخدوش ومكدوس في نار جهنم حتى يمر آخرهم يسحب سحبا فما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار وإذا رأوا أنهم قد نجوا في إخوانهم يقولون ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويعملون معنا فيقول الله تعالى اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه ويحرم الله صورهم على النار فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه وإلى أنصاف ساقيه فيخرجون من عرفوا ثم يعودون فيقول اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه فيخرجون من عرفوا ثم يعودون فيقول اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه فيخرجون من عرفوا قال أبو سعيد فإن لم تصدقوني فاقرءوا { إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها }

فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون فيقول الجبار بقيت شفاعتي فيقبض قبضة من النار فيخرج أقواما قد امتحشوا فيلقون في نهر بأفواه الجنة يقال له ماء الحياة فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل قد رأيتموها إلى جانب الصخرة وإلى جانب الشجرة فما كان إلى الشمس منها كان أخضر وما كان منها إلى الظل كان أبيض فيخرجون كأنهم اللؤلؤ فيجعل في رقابهم الخواتيم فيدخلون الجنة فيقول أهل الجنة هؤلاء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه فيقال لهم لكم ما رأيتم ومثله معه " حديث رقم 6886 من صحيح البخاري

وأخيرا أنت يا أخ حاجي لم تجب عن سؤالي الذي طرحته عليكم وسأكرره هنا لعلي أجد منكم الجواب الكافي

اقتباس:
وأخيرا أشكر أخي ابن محمد الجزائري على مانقله وعلى أسلوبه المتأدب في النقاش وهذا يشكر عليه ولي ملاحظة على مانقله ان من الخطأ بل من الظلم أن يرمى الاباضية بتكفيرهم لكل الصحابة لا , ولكن هناك أفراد من الصحابة قالت الإباضية بكفرهم وهم علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عن الجميع لذا أرجوا أن تنقلوا لنا كلام علمائكم في هؤلاء الصحابة الذين ذكرتهم لكم لا جميع الصحابة كما ذكر أخي ابن محمد الجزائري أعطونا كلام علمائكم أنتم ان كان مدحا فأفيدونا وبرؤوا علمائكم وان كان قدحا وذما فبينوه نصرة للحق ودفاعا عن هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم في انتظار الإجابة عن هذا السؤال ؟

قبل أن أنسى الخليلي هذا الذي ذكره أخي حاجي من علماء الإباضية وقد رد عليه فضلية الشيخ الدكتور علي بن ناصر الفقيهي حفظه الله تعالى بكتاب سماه : { الرد القويم البالغ على كتاب الخليلي المسمى بالحق الدامغ }
وكتاب الشيخ الفقهي كتاب ماتع في بيان بعض من عقائد الإباضية وهي: { قولهم بخلق القرآن - وانكار رؤية الله عز وجل يوم القيامة -وتكفير أصحاب الكبائر } وقد قرضه الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوازن حفظه الله تعالى وهذا نصه :"

تقريظ فضيلة الدكتور صالح بن فوزان الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب الفضيلة الشيخ: علي بن محمد ناصر الفقيهي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد: وصلتني رسالتكم ومعها مؤلفكم في الرد على الإباضي الجهمي - أحمد بن حمد الخليلي في كتابه المسمى «الحق الدامغ»، والذي ضمنه ثلاث ضلالات: نفي رؤية المؤمنين لربهم، والقول بخلق القرآن، وتخليد العصاة من المؤمنين في النار- وقرأت ردكم عليه فوجدته بحمد الله رداً وافياً مفحماً فيه نصرة الحق، ودحض الباطل، ونقض الشبهات، مدعماً بالأدلة من الكتاب والسنة.
والحمد لله الذي وفقكم لذلك، ونسأله أن يجعله في ميزان حسناتكم، وأن يزيدكم علماً وفقهاً في دينه- وليس لي أي ملاحظة سوى تصويبات نحوية وبعض الزياديات اليسيرة وهي بالخط الأحمر - إن رأيتم وجاهتها- زادكم الله علماً نافعاً وعملاً صالحاً.
وأن يجعلنا وإياكم من أنصار دينه وحماة شريعته، وأن يصلح أحوال المسلمين وولاة أمورهم. إنه سميع مجيب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم :
صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
25/4/1421هـ


ولمزيد من الفائدة دونكم الكتاب لتحميل

من هنـــــــــــــــــــــــــا

في انتظار الإجابة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/align]









آخر تعديل محمد أبو عثمان 2007-10-26 في 12:17.
قديم 2007-10-26, 15:17   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
theking1984
عضو جديد
 
الصورة الرمزية theking1984
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[align=center]طعن مفتي الإباضية أحمد خليلي


في الصحابيين الجليلين


عثمان بن عفان - ذي النورين - رضي الله عنه


و



معاوية بن أبي سفيان - كاتب الوحي- رضي الله عنه


حوار مع سماحة الشيخ في الأردن



و ملخص ما ورد في اللقاء - و هو دونكم راجعوه - هو :

-قدم الخليلي جوابه بمقدمة ذكر فيها ما ورد من آيات في فضل الصحابة ، وأنه لا يستحب الخوض في مثل هذا الموضوع بل الكف عنه أفضل من عرضه للبحث .
- ثم بين أن الإباضية ليسوا وحدهم من انتقد الصحابة كعثمان وعلي ـ رضي الله عنهما ـ بل شاركهم في ذلك بعض أهل السنة !
- ثم نقل كلمات لبعض الناس المجهولين في نقد حكم عثمان ـ رضي الله عنه ـ من كتابي (البيان والتبيين) للمعتزلي الجاحظ !! و (العقد الفريد) للأديب ابن عبد ربه ! ثم من كتاب (الإمامة والسياسة) المنسوب زوراً ـ كما سيأتي ـ إلى الإمام ابن قتيبة ـ رحمه الله ـ . ثم من كتاب (العدالة الاجتماعية) لسيد قطب ! و (الخلافة والملك) للمودودي !
- ثم ادعى أن قتل عثمان ـ رضي الله عنه ـ كان برضى من جميع الصحابة الذين كانوا بالمدينة الذين لم يحاولوا الدفاع عنه لمحبتهم لقتله ! ! ! !
- ثم قال :
- أما علي ـ رضي الله عنه ـ فقد ذكر الخليلي أن الإباضية يعظمونه ويقدرونه !! وإنما انتقدوا عليه رضاه بالتحكيم مع معاوية ـ رضي الله عنه ! ـ .
- ثم استغرب الخليلي اعتذار أهل السنة لمعاويةـ رضي الله عنه ـ في حروبه مع علي ـ رضي الله عنه ـ وعدم اعتذارهم لأهل النهروان الذين (خرجوا) على علي رضي الله عنه ! لا سيما وفيهم من هو صحابي ـ مثل معاوية ! ـ كحرقوص بن زهير وعبد الله بن وهب (وآخرون)!! .
- ثم بين استعداده وفرقته الإباضية لطي صفحات الماضي واحترام جميع الصحابة بشرط أن يحترم أهل السنة (( أهل النهروان )) ! وأن لا ينالوا منهم . ا.هـ كلامه



و هذا رد شيخنا العلامة الكبير أبي محمد ربيع المدخلي عليه


بسم الله الرحمن الرحيم


الرد على مُفتي عُمَان الخارجي أحمد حمد الخليلي




الحمد لله و صلى الله و سلم على محمد و على آله و أصحابه أجمعين ، أما بعد :
فهذا جزء لطيف في الرد على مفتي الإباضية ؛ الخارجي المحترق أحمد حمد الخليلي مفتي عُمان ؛ استللته من كتاب العلامة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله تعالى ـ " مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم " ، الطبعة الثانية .


قال الشيخ ربيع ـ حفظه الله تعالى ـ :

[ سادسـًا :احتجاج أهل البدع والضلال بطعن سيد قطب وأمثاله ممن طعن في عثمان ـ رضي الله عنه ـ وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ يرى هؤلاء المبتدعون أنّ في طعن سيد قطب وأمثاله من أهل الأهواء المنتسبين إلى أهل السنة حجة لهم على جواز الطعن والنيل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فهذا الإباضي الخارجي المحترق أحمد حمد الخليلي مفتي عُمان الحاقد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مقابلة أجراها معه لفيفٌ من (اللجنة الثقافية) حينما زار النادي الثقافي في سلطنة عمان في يوم الاثنين 29 رجب سنة 1404ه‍ ، ونشرتها مجلة (جبرين) التي يصدرها الطلبة العمانيون في الأردن؛ حيث يقول الخليلي الإباضي المذكور من كلامٍ طويل في هذه المقابلة :
((ولست هنا بصدد الحكم في تلك الفتنة العمياء ، ولا على أحدٍ ممن خاض في تلك الفتنة ، أو من أصيب بشيء من شررها ، وإنما كلُّ ما أريده الآن هو : دفع الاتهامات التي توجّه إلى الإباضية؛ لأنهم يعادون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وينالون من كرامتهم .
والذي أريد أن أقوله : أن الإباضية ليسوا وحدَهم في هذا الميدان فكثيرٌ من الناس تحدّثوا عن تلك الفتنة))[1] ونقل كلامـًا عن ((العقد الفريد)) ، وعن ((البيان والتبيين)) ، وعن ((الإمامة والسياسة)) المنسوب زورًا إلى ابن قتيبة تتضمّن الطعنَ على عثمان ـ رضي الله عنه ـ .

ثم قال : ((وإذا جئنا إلى أعلام الفكر الإسلامي لعصرنا الحاضر نجد كثير[2] منهم تناول هذه الفتنة ، وتحدّثوا عما جرى فيها بكلّ جرأة؛ ومن هؤلاء : شهيد الإسلام (مميز سيد قطب) في كتابه ((العدالة الاجتماعية)) ، فلنسمع معـًا بعض ما قاله الأستاذ سيد قطب في صفحة ( 210 ) من كتابه المذكور : ((وهذا التصوّر لحقيقة الحكم قد تغيّر شيئـًا ما دون شك على عهد عثمان وهو شيخ كبير ومن وراءه[3] مروان بن الحكم يصرف الأمر بكثير من الانحراف عن الإسلام ، كما أن طبيعة عثمان الرخية وحدبه الشديد على أهلِه قد ساهم كلاهما في صدور تصرّفاتٍ أنكرها الكثيرين [4] من الصحابة من حوله ، وكانت لها معقبات كثيرة ، وآثارها الفتنة التي عانى منها الإسلام كثيرًا .
منح عثمان من بيت المال زوج ابنته الحارث بن الحكم يوم عرسه مائتي ألف درهم ، فلما أصبح الصباح جاء زيد بن أرقم خازن بيت مال المسلمين وقد بدا في وجهه الحزن واغرورقت في عينيه الدموع ، فسأله أن يعفيه من عمله ، ولما علم منه السبب وعرف أنه عطيته لصهره من مال المسلمين قال مستغربـًا : أتبكي يا ابن أرقم أن وصلت رحمي؛ فردّ الرجل الذي يستشعر روح الإسلام المرهف : لا يا أمير المؤمنين ولكن لأني أظن أنك أخذت هذا المال عوضـًا عما كنت تنفقه في سبيل الله في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله لو أعطيته مائة درهم لكان كثيرًا؛ فغضب عثمان على الرجل الذي لا يطيق ضميره هذه التوسعة من مال المسلمين على أقارب خليفة المسلمين وقال له : الق بالمفاتيح يا ابن أرقم فإنا سنجد غيرك)) .
والأمثلة كثيرة في سيرة عثمان على هذه التوسعات؛ فقد منح الزبير ذات يوم 900 ألف ، ومنح طلحة 200 ألف ، ونفَّل مروان بن الحكم ثلث خراج أفريقية ، ولقد عاتبه في ذلك ناسٌ من الصحابة على رأسهم علي بن أبي طالب ، فأجاب : إنّ لي قرابة ورحمـًا ، فأنكروا عليه وسألوه : ألم يكن لأبي بكر وعمر قرابة ورحم ؟ فقال : إن أبا بكر وعمر كانا يحتسبان في منع قرابتهما وأنا أحتسب في إعطاء قرابتي؛ فقاموا عنه غاضبين يقولون : فهديهما والله أحب إلينا من هديك .
وغير المال كانت الولايات تغدق على الولاة من قرابة عثمان ، ومنهم : معاوية الذي وسع عليه في الملك ، فضمّ إليه فلسطين ، وحمص ، وجمع له قيادة الأجناد الأربعة ، ومهّد له بعد ذلك أن يأخذ الملك في خلافة عليّ ، وقد جمع المال والأجناد .
ومنهم : الحكم بن العاص طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي آواه عثمان وجعل ابنه مروان وزيره المتصرّف .
ومنهم : عبد الله بن سعد بن أبي السرح أخوه من الرضاعة .
ولقد كان الصحابة يرون هذه التصرفات خطيرة العواقب فيتداعون إلى المدينة لإنقاذ تقاليد الإسلام ولإنقاذ الخليفة من المحنة ، والخليفة في كبرته لا يملك أمره
من مروان ، وإنه لمن الصعب أن نتهم روح الإسلام في نفس عثمان ، ولكن من الصعب كذلك أن نعفيه من الخطأ الذي نلتمس أسبابه في ولاية مروان الوزارة في كبرة عثمان .
ولقد اجتمع الناسُ فكلفوا علي بن أبي طالب أن يدخل إلى عثمان فيكلمه؛ فدخل إليه فقال : الناس ورائي وقد كلّموني فيك ، والله ما أدري ما أقول لك ، وما أعرف شيئـًا تجهلُه ، ولا أدلّك على أمرٍ لا تعرفه؛ إنك لتعلم ما نعلم ، ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه ، ولا خلونا بشيء فنبلغك ، ولا خصصنا بأمر دونك ، وقد رأيت وسمعت وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونلتَ صهره ، وما ابن أبي قحافة بأولى بعمل الحق منك ، وما ابن الخطّاب أولى بشيء من الخير منك ، وإنك أقرب
إلى رسول الله رحمـًا ، ولقد نلت من صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم ينالا ولا سبقاك إلى شيء؛ فالله الله في نفسك فإنك والله لا تبصر من عمى ، ولا تعلم من جهل ، وإن الطريق لواضح بيِّن ، وإن أعلام الدين قائمة . تعلم يا عثمان أن أفضل عباد الله عند الله إمامٌ عادل هُدي وهدى؛ فأقام سنة معلومة وأمات بدعة ... فو الله إن كلاًّ لبيِّن ، وإن السنن لقائمة ولها أعلام؛ وإن شر الناس عند الله إمام جائر ضلَّ وضُلَّ به ، فأمات سنة معلومة ، وأحيا بدعة متروكة؛ وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر فيلقى في جهنّم)) .
فقال عثمان : قد والله علمت ليقولن الذي قلت ، أما والله لو كنت مكاني ما عنفتك ولا أسلمتك ولا عبت عليك ، وما جئت منكرًا أن وصلت رحمـًا ، وسددت خلّة ، وآويت ضائعـًا ، ووليت شبيهـًا بم كان عمر يولي . أنشدك الله يا علي هل تعلم أن المغيرة بن شعبة ليس هناك ؟ ، قال : نعم ، قال : أتعلم أن عمر ولاّه ؟ ، قال : نعم ، قال : فلم تلومني أن وليت ابن عامر في رحمه وقرابته ؟ ، قال عليّ : سأخبرك إن عمر كان كل من ولي كان إنما يطأ على صماخه إن بلغه عنه حرف جلبه ثم بلغ به أقصى الغاية ، وأنت لا تفعل؛ ضعفت ورفقت على أقاربك . قال عثمان :
وأقاربك أيضـًا ، قال علي : لعمري أن رحمهم مني لقريبة ولكن الفضل في غيرهم ، قال عثمان : هل تعلم أنّ عمر ولى معاوية خلافته كلها فقد وليته ؟ ، قال
علي : أنشدك الله؛ هل تعلم أن معاوية كان أخوف من عمر من يرفأ غلام عمر منه ؟ ، قال : نعم ، قال علي : فإنّ معاوية يقطع الأمور دونك وأنت لا تعلمها فيقول للناس هذا أمر عثمان فيبلغك ولا تغير على معاوية .
ثم يقول الأستاذ شهيد الإسلام بعد ذلك : ((ثم ثارت الثائرة على عثمان ، واختلط فيها الحق بالباطل والخير بالشر ، لكن لا بد لمن ينظر في الأمور بعين الإسلام ، ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقرِّر أن تلك الثورة في عمومها كانت ثورة من روح الإسلام ، وذلك دون إغفال ما كان لليهودي عبد الله بن سبأ عليه لعنة الله))[5].
اقرأ كتاب ((العدالة)) ( من ص 210 إلى ص 212 )[6].

قال الإباضي : ((وكثير من الكاتبين تناول هذا الموضوع بالنقد والتحليل ، ومن بينهم العلامة المودودي في كتابه ((الخلافة والملك)) ، وكذلك في كتابه ((التجديد لهذا الدين)) .
وقد علّل ما حدث في كتابه ((التجديد لهذا الدين)) بأن الخليفة الثالث جاءته الخلافة وقد بلغ من الكبر عتيـًّا ، وكان لم يمنح من المواهب التي منح العظيمان اللذان تقدّماه .
فهل الإباضية وحدَهم الذين يتحدّثون عن مثل هذه الأشياء أو يكتبون عنها؟)) .

أقول : فهل هذا الطعن في عثمان ـ رضي الله عنه ـ مما يشرِّف سيد قطب والمودودي وسائر الكاتبين الذين يحتجّ بهم هذا الخارجي على صحة وسلامة موقف من يطعن في الخليفة الراشد وغيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!! .
ونقول ثانية لهذا المفتي : أمثل هذا الاحتجاج البارد مما يقبله العقلاء والعلماء ... والقضاة ... وأهل الفتوى ؟!! .
إذا سئلت أيها المفتي عن عصابة تقتل وتسرق وتقطع الطرق حتى إذا ألقي عليها القبض وقدّمت للعدالة لمحاسبتها وتطبيق شريعة الله وحكمه عليها فقامت تدافع عن نفسها وتقول : إنّ هناك عصابات تشاركها في هذه الجرائم؛ فهل تدافع عنها أيها المفتي وتعطيها صكّ براءة بحجة أنها ليست وحدَها التي تمارس تلك الفعلات الشنعاء ، بل معها عصابات تشاركُها في تلك الجرائم ؟ .
وهكذا نرى التعصّب الأعمى يقتل العقول والمواهب فتأتي بالمخجلات من الشوارد والغرائب .
أيا من يحترم دينه وعقله ويحترم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام كيف ترضى لنفسك أن تكون من مدرسة سيد قطب والمودودي وأمثالهما ممن يطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وممن انحازوا إلى أهل
البدع الكبرى وفي كثير من المبادئ والأصول والعقائد وصاروا إلْبـًا على السنة والحق وأهلهما .
فورب السماء والأرض أنه ما نصح لك ولا أراد بك خيرًا مَن يستهويك إلى تولي واتباع الدعاة إلى البدع الكبرى والضلالات العمياء .
وفي خلال كلامه ... ذكر خطته في ((العقد الفريد)) لأحمد بن محمد بن عبد ربه المتشيّع الحاقد على عثمان وبني أميّة عن أحد الحاقدين من الروافض أو الخوارج يطعن في عهد عثمان وبني أميّة ، ثم عقّب عليها بقوله : ((وكان كلامه ـ يعني : الحاقد السالف الذكر ـ يعني انتقاد الأوضاع بعد الخليفتين أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ ، وكذلك جاء في كثير من الكتب ذكر بعض الأحداث التي وقعت في عهد الخليفة الثالث بعدما بلغ من الكبر عتيـًّا)) .
وهذه طعنة من الإباضي الخارجي الحاقد في الخليفة الراشد عثمان ـ رضي الله عنه ـ ، وذكر الأباضي أن الخطبة السالفة الذكر موجودة في ((البيان والتبيين)) للجاحظ المعتزلي الماجن الحاقد .
وذكر خلال عرضه كلامـًا عن المسمى زروًا بابن قتيبة فقال : ((ولنستمع إلى ما يقوله ابن قتيبة صاحب ((الإمامة والسياسة))[7 ] ، يقول في الصفحة ( 35 ) من الجزء الأول من كتابه : ((ما أنكر الناس على عثمان وذكروا أنه اجتمع أناسٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكتبوا كتابـًا ذكروا فيه ما خالف فيه عثمان من
سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة صاحبيه ، وما كان من هبته خمس أفريقية لمروان وفيه حق الله ورسوله ، ومنهم ذوي القربى واليتامى والمساكين ، وما كان من تطاوله في البنيان حتى عدّوا سبعة دور بناها في المدينة ... وذكر مثالب ومطاعن أخرى في عثمان ـ رضي الله عنه ـ)) .
ثم قال : ((كل هذا موجود في كتاب ((الإمامة والسياسة)) في الصفحتين ( 35 ـ 36 ) )) .
وهكذا ينقل هذا الخارجي الحاقد على عثمان وبني أمية عن ابن قتيبة المجهول موهمـًا أنه ابن قتيبة خطيب وأديب أهل السنة ، وموهمـًا للبلهاء أنه اعتمد على أقوى حجة ، وهي في واقعها أوهى من بيت العنكبوت ، ويريد بذلك تبرئة نفسه والخوارج من الطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأضاف طعنـًا إلى طعن ، وحقدًا إلى حقد ، وعداء إلى عداء؛ ولن يضرّ بذلك إلاّ نفسه ، وسيأتي دحض هذه المطاعن الكاذبة إن شاء الله تعالى .
هذه الأسباب وغيرها دفعتني إلى أن أقومَ ببعض الواجب الذي يطمعني في أحسن الجزاء والمثوبة من الله الكريم العظيم ، ويطمعني في أن يستجيب لصوت الحق أناس مخدوعون ببريق الباطل وجعجعته وضجيجه فأدخل باستجابتهم في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه إلى يوم القيامة)) .
وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمـًا كثيرًا .





حواشي :

- [1] انظر كيف يتظاهر هذا المسكين بالورع عن الحكم في تلك الفتنة العمياء ، ثم غلبه طبعُه وهواه وحقدُه فساقَ هذا الدفاع عن الإباضية الذي يتضمّن الاعتراف بأنهم ممن يعادي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وينالون من كرامتهم ، لكنهم ليسوا وحدَهم في هذا الميدان ، بل يشاركهم فيه وحوشٌ بشريّة تنهش في أعراض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أمّة أُخرجت للناس .
ولقد رأينا العجائب في كتب الخوارج الإباضية ، رأيناهم يشاركون الروافض إلى حدٍّ بعيد في الطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . فهل يظنّ الإباضي الخليليّ أن مغالطاته تنطلي على العقلاء !! .
- [2] كذا بالأصل ، وصوابه (كثيرًا) .
- [3] كذا بالأصل ، وصوابه : ( ورائه) .
- [4] كذا بالأصل ، وصوابه : (الكثيرون) .
- [5] انظر كيف يمدح الثورة على عثمان ـ رضي الله عنه ـ مع علمِه أنها من كيد ابن سبأ اليهودي . وسوف تأتي مناقشته المستفيضة لهذا الكلام إن شاء الله في ( ص 99 ) إلى ( ص 102 ) .
- [6] وفي الطبعة الثانية عشر ص ( 159 ) ، وفي الطبعة الخامسة ص ( 186 ) من ((العدالة)) .
- [7 ] قد طعن غير واحد من الباحثين في نسبة هذا الكتاب إلى ابن قتيبة الإمام ، وأقاموا العديدَ من الأدلة على بطلان هذه النسبة . منهم : محب الدين الخطيب في تحقيق ((العواصم)) ( ص : 248 ) ، ومنهم : السيد أحمد صقر في مقدمة ((تأويل مشكل القرآن)) لابن قتيبة ( ص : 32 ) . وانظر مقدمة ((عيون الأخبار)) ( ص : 40 ) .
__________________
[/align]










قديم 2007-10-26, 15:28   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
theking1984
عضو جديد
 
الصورة الرمزية theking1984
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[align=center]

قول الخليلي بنفي رؤية الله يوم القيامة من كتابه الحق الدامغ الذي و ضعه الأخ **حاجي ألجي**



في نتيجة البحث

بعد هذا العرض لموضوع رؤية الله تعالى في الدنيا والآخرة ، واستعراض أدلة النافين والمثبتين ، وما يتوجه إليها من اعتراض ، وما يعقبه من جواب ، لا أظنك أيها القارئ الكريم تشك في أن نفاتها لم يأخذوا إلا بالأقوى والأسلم والأحزم،فإن ذلك واضح بوضوح حججهم ، وسلامة قولهم من التأثر بالذين سألوا الرؤية من اليهود والمشركين . اهـــ





قول الخليلي الضال بخلق القرآن خلافا لعقيدة السلف أجمعين و ذلك من كتاب الحق الدامغ :

في نتيجة ما تقدم

لست بمرتاب أخي القارئ أنك بعد اطلاعك على ما احتواه هذا المبحث من أخذ ورد ، واجتذاب ودفع ، في مسألة خلق القرآن ، تدرك أن الصواب والسلامة في اعتقاد أنه كسائر الموجودات ، غير الله عز وجل ، كائن بعد أن لم يكن ، وما كان كذلك فهو مخلوق قطعا . اهــ





قول الخليلي الضال بعقيدة الخوارج الواضحة بخلود أهل الكبائر في النار من كتابه الحق الدامغ :
في نتيجة البحث

لا ريب - أخي القارئ الكريم - أنك بعد هذا التطواف بين هذه الأدلة وفحصك إياها بعين البصيرة أدركت أن عقيدة القائلين بخلود أصحاب الكبائر في النار ، التي أنكرها من أنكرها عليهم وحكم عليهم من أجلها بالكفر ، هي العقيدة التي نطق بها القرآن ، ودعمتها الأحاديث الصحيحة الصريحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فهي العقيدة التي يجب على المسلم أن يعتصم بحبلها وأن يلقى الله عليها . اهـــــ



و أخيرا نقول و ماذا بعد الحق إلا الضلال


و الحمد لله رب العالمين .[/align]










آخر تعديل theking1984 2007-10-26 في 15:30.
قديم 2007-10-26, 15:41   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
theking1984
عضو جديد
 
الصورة الرمزية theking1984
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[align=center]@ يا إباضية عمان اتقوا الله في الصحابي عمرو بن العاص الذي أسلم أجدادكم على يديه @ [/align]


[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم


من المعلوم في كتب التاريخ أن أهل عمان أسلموا على يد رسول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو عمرو بن العاص رضي الله عنه ، فسبحان الله ! بدل أن يشكر الإباضية من أهل عمان ويترضون على من أدخل الله الإسلام على يديه في بلادهم ، إذا بهم يسبونه ويضللونه ويحكمون عليه بالنار ! فهذا مرتب المسند المجهول الوارجلاني في كتابه " الدليل والبرهان " ج1 يقول أثناء موضوع ولاية الخلفاء الراشدين ما نصه :


" وأما معاوية ووزيره عمرو بن العاص فهما على ضلالة ، لانتحالهما ما ليس لهما بحال ، ومن حارب المهاجرين والأنصار فرقت بينهما الدار وصارا من أهل النار " !!


فيا إباضية عمان ما أبشعها من جريمة تحكمون بالنار على من هداكم الله على يديه من عبادة الأحجار !!! أم أنكم لا تعترفون بكلام هذا الوارجلاني الذي لم تلده الأرحام !!

يا إباضية عمان ، أولم تسمعوا النبي المختار صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " لا يشكر الله من لا يشكر الناس "، فكيف لا يشكر ويترضى على الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه . لماذا يا إباضية عمان ؟؟


أما نحن أهل السنة في عمان فالحمد لله نترضى عليه فنقول : بفضل الله عز وجل ثم رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ثم الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه دخل الإسلام في عمان وعم وإنتشر .


فرضي الله عن الصحابي الجليل عمرو بن العاص وأرضاه .


وأخزى من لا يترضى عليه ، وعامله بما يستحق .

منقووول

[/align]










قديم 2007-10-28, 20:25   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ahmedjentel
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الاباضية ليسوا خوارج:
سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي
لقد ظلمهم كتاب المقالات في العقائد فاعتبروهم من الخوارج وهم أبعد الناس عن الخوارج فالصقوا بهم عدداً من الشنائع والمنكرات لا علاقة بهم بها وقسموهم إلى عدد من الفرق ثم جعلوا لكل فرقة منها إماماً ثم نسبوا إلى كل إمام منهم جملة من الأقوال كافية لإخراجه من الإسلام ولا أصل لتك الفرق ولا لأولئك الأئمة ولا لمقالاتهم عند الأباضية بل يبرأون ممن يقول بذلك .

ومن تلك الفرق فرقة (( الحفصية )) وفرقة (( الحارثية )) وفرقة (( اليزيدية )) ثم فروعها . ومن الأئمة الذين ينسبونهم إلى الاباضية أئمة هذه الفرق وفروعها . وكل ذلك لا صحة له . ومن الأمثلة على المقالات المنكرة (1) :

1- ليس بين الشرك والإيمان إلا معرفة الله وحده فمن عرف الله وحده ثم كفر بما سواه من رسول أو جنة أو نار فهو كافر برئ من الشرك .
2- إن الله سيبعث رسولاً من العجم وينزل عليه كتاباً من السماء جملة واحدة .
3- من شهد لمحمد بالنبوة من أهل الكتاب وإن لم يدخلوا في دينه ولم يفعلوا بشريعته فهم بذلك مؤمنون .

هذا وإن الاباضية يحكمون على من يقول بهذا وأمثاله بالشرك لأنه رد على الله وتكذيب لما علم من الدين بالضرورة .

ويبدو أن كتاب المقالات نظروا إلى جميع ما ينسب إلى الخوارج بحق أو بباطل فنسبوه إلى الأباضية باعتباره زعمهم أنهم منهم دون ترو أو تمحيص ومن الأمثلة :
1- ينكرون الإجماع .
2- ينكرون الرجم .
3- ينكرون عذاب القبر .

بينما الاباضية لا ينكرون الإجماع بل يرونه الأصل الثالث من أصول التشريع ولا ينكرون الرجم وإنما يقولون أنه ثبت بالسنة القولية و العملية وليس بقرآن منسوخ ويثبتون عذاب القبر وسؤال الملكين إستناداً إلى أحاديث كثيرة ثبتت في الموضوع .

وقد لاحق كتاب المقالات الاباضية حتى في مجال الحرب فحاولوا التشنيع عليهم بقدر الإمكان ومن الأمثلة :
1- يستحلون غنيمة أموال المسلمين من السلاح والكراع ويحرمون ما عدا ذلك .
2- حرموا دماء مخالفيهم في السر واستحلوها في العلانية .
3- تجب استتابة مخالفيهم في تنزيل أو تأويل فإن تابوا وإلا قتلوا سواء كان ذلك الخلاف فيما يسع جهله أو مالا يسع جهله .
4- من زنى أو سرق أقيم عليه الحد ثم استتيب فإن تاب وإلا قتل.

وكتاب المقالات فيما نسبوه إلى الاباضية من جميع ما ذكرناه مخطئون ولهم من أشباهها كثير .

وكما ظلم الاباضية عند كتاب العقائد ظلمهم المؤرخون أيضاً فاعتبروهم كذلك فرقة من الخوارج ثم الصقوا لهم كل ما الصقه الإعلام الأموي والإعلام الشيعي بحق أو باطل ، وبصدق أو كذب ونسبوا إليهم كل ما ينسب إلى أولئك من أعمال العنف وغلاظة الطبع وجفاء البداوة وشذوذ المعاملة وجمود الفهم رغم أن الاباضية لم يقوموا بأي عمل من أعمال العنف طوال تاريخهم في غير حالات الدفاع وحتى عندما استطاعوا أن يغيروا بعض أنظمة الحكم فإنما قام عملهم على الدعوة والإقناع وتم لهم ما أرادوا دون أن يجردوا سيفا أو يزهقوا روحاً .

ومع ذلك فإن المؤرخين لا يرحمونهم وينسبون إليهم أفعال العنف والشغب ومحبة القتال ويرددون مع كتاب المقالات عباراتهم المألوفة التي لا يكاد يخلو منها كتاب .

ويضيف إليها أحد المؤرخين المعاصرين قوله : (( ولن تغمد السيوف ويتوقف القتال من الأمة الإسلامية ما دام لهم وجود ولهم أنصار )) . ولعل كراهة الاباضية لإراقة الدماء وهروبهم من الفتن جرأ عليهم مخالفيهم فشددوا عليهم الهجوم ولاحقوهم باستمرار واستحلوا منهم ما لم يستحلوا من غيرهم فكان ذلك سبباً في تناقص عددهم وانحصارهم في أماكن محدودة ضيقة .



-----------------------
(1) الأباضية مذهب إسلامي معتدل ص20











قديم 2007-10-29, 00:31   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
محمد أبو عثمان
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محمد أبو عثمان
 

 

 
إحصائية العضو










New1

[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي ahmedjentel مرحبا بك أولا بيننا مفيدا مستفيدا
أخي الكريم قضية أن الاباضية خوارج لم يقررها كتاب العقائد بل قررها الإباضية أنفسهم وفيما مضى نقلت لكم عن علمائكم من يثبت أن الإباضية من الخوارج هذا أمر , الأمر الثاني ان الواقع يكذب ما أداعاه الخليلي فالخليلي في كتابه الحق الدامغ يقرر عقيدة الخوارج وينظر لها على أنها هي الحق وفيما نقله أخي (theking1984) يوضح ذلك ويبينه فارجوا أن تراجعه فانه مهم .
أمر ثالث في الحقيقة إني قد وجهت سؤال ولم أجد الإجابة عنه حتى الساعة وهو :

اقتباس:
وأخيرا أشكر أخي ابن محمد الجزائري على مانقله وعلى أسلوبه المتأدب في النقاش وهذا يشكر عليه ولي ملاحظة على مانقله ان من الخطأ بل من الظلم أن يرمى الاباضية بتكفيرهم لكل الصحابة لا , ولكن هناك أفراد من الصحابة قالت الإباضية بكفرهم وهم علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عن الجميع لذا أرجوا أن تنقلوا لنا كلام علمائكم في هؤلاء الصحابة الذين ذكرتهم لكم لا جميع الصحابة كما ذكر أخي ابن محمد الجزائري أعطونا كلام علمائكم أنتم ان كان مدحا فأفيدونا وبرؤوا علمائكم وان كان قدحا وذما فبينوه نصرة للحق ودفاعا عن هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم في انتظار الإجابة عن هذا السؤال ؟
في انتظار الإجابة بارك الله فيكم[/align]









آخر تعديل محمد أبو عثمان 2007-10-29 في 00:34.
قديم 2007-11-04, 19:40   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
ابن محمد الجزائري
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


عندما كتب الشيخ علي يحيى معمر كلماته حول موقف الإباضية من عثمان وعلي رضي الله عنهما ، إبتداْ حديثه بالتعجب الشديد من الأمر ، فكما بدا أنه كان مدفوعاً لكتابة تلك الكلمات ، لإنه كان متيقناً أن الإباضية ليس لهم في شتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء ، فكانوا يحترمونهم ويقدرونهم ولا يخوضون في ما شجر بينهم من الفتن . ولكن شبهة سب الإباضية للصحابة أصبحت منطلقاً للطعن في هذا المذهب الإسلامي المعتدل ، وأصبحت هذه الشبهة تلاحق الإباضية أينما ذهبوا . فسنحاول بإذن الله تعالى توضيح حقيقة موقف الإباضية من الصحابة - الذي حرص من روج شبهة سب الإباضية للصحابة على إخفائها ، في حين أنهم يستميتون في نشر ما يقولون أنها نصوص دامغة ومن كتب الإباضية في سبهم للصحابة ، وسنبين ذلك خلال حديثنا هذا .


والحديث سيكون شاملاً لجميع الصحابة ، وما حصري لعثمان وعلي في عنوان هذا الموضوع ؛ إلا لإن معظم التهم الموجهة للإباضية في هذا الجانب تدور حولهما رضي الله عنهما .

وبما أننا نريد أن بين بطلان ما نسب إلى الإباضية من أنهم يسبون الصحابة ويلعنوهم ويكفروهم ويبغضوهم !! قال الثعاريتي في كتابه (المسلك المحمود) ابتداء من صفحة 18 ما يلي:

«والعجب كلّ العجب مِمَّا نسبه ــ ابن كامل بن مصطفى ــ إلينا تجاهلاً وظلمًا، وتسلطًا وشتمًا، حتَّى أطال سنان لسانه، وقال: كفَّروا عليا ــ بزوره وبهتانه، مع أنَّ اعتقادنا في الصحابة رضي الله عنه الله عنهم أنـَّهم عدول أتقياء، بررة أصفياء، قد اختارهم الله من بين الأنام، لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام». وبعد سطور يقول :

«وكيف يجوز لمن يؤمن بالحي الذي لا ينام، أن يكفر صهر نبيه عليه السلام، الذي لم يسجد قط للأصنام».


وبعد أن يذكر عددًا من الآيات الكريمة التي قيل إنـَّها نزلت فيالإمام أو في آل البيت وكذلك الأحاديث الشريفة، والآثار التي وردت في الصحابة يقول :
« إلى غير ذلك من الآيات البينات، والأحاديث الـمرويات، والآثار المأثورات، الدالة على فضله عمومًا وخصوصًا، وكيف لا ؟

وقد كان أفصح وتلا، وأكثر من شهد النجوى، سوى الأنبياء والنبيء مصطفى، صاحب القبلتين، فهل يوازيه أحد وهو أبو السبطين؟ مع أنَّ كتبنا ولله الحمد ــ طافحة بالرواية عنه، وبالثناء عليه ».
ثُمَّ استشهد بما كتبه البدر التلاتي في كتابه (نزهة الأديب وريحانة اللبيب)، ثُمَّ استشهد بأبيات من ديوان التلاتي منها:

بنت الرسول زوجها وابـنـهــــــــــــا *** أهل لبيت قــد فـشى سنــاهــــــــــــــا
رضــى الإلــه يـطـلــب التـلاتـــــــي *** لـهـــم جـمـيـــعًا ولـمـــن عـنـاهـــــــا


ثُمَّ استشهد بأبيات للإمام الحضرمي منها:


بلى كان في أم القرى اليـوم قائـــــــم *** أغر من الأشراف ماضــي الـعـزائــــــم
له عنصر صافي النـجـار ومـنـصــــب *** تـعــرق فــي فـرعـي علــي وفـاطــــــم


ثُمَّ استشهد بأبيات لأبي حفص عمرو بن عيسى التندميرتي منها:

وعـلـى الـهـادي صـلاة نـشــرهـــــا *** عـنـبـر ــ مـا خــب ســاع ورمــــــــل
وسـلام يـتـــولـَّــــى ــ وعــلـــــــــى *** آلـــه والـصـحـب مـالـغيـث هـطـــــل
سيما الصديق والفاروق والـجـامـــع *** الـقـــــرآن والــشـهـــــم الـبـطــــــــل


ثُمَّ بعد ذلك نقل فصلاً رائعا في الموضوع للشيخ أبي ستة ننقل منه ما يلي:

«فإذا تقرَّر في ذهنك ما حكيناه، واتضح لك ما استدللناه به ونقلناه، علمت منه أنَّ التعلُّق بما شجر بينهم رضوان الله عليهم أجمعين، تكلف وفضول لمن لا يعلم ذلك، حيث كان مِمَّا يسع جهله، وقد وجد في الاعراض عن ذلك سبيل منقول عن العدول، فلم يبق في حقهم حينئذٍ إِلاَّ الجزم بالعدالة لأصلها فيهم، من كونهم كلّهم أئمة عدولا يقتدى بهم كما نقل ذلك عن الرسول أحسب أنَّ هذا يكفي في توضيح راي الإبـَاضِـية في الصحابة رضوان الله عليهم ولا سيما في امير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو كذلك كاف ــ فيما أرى ــ للردّ عمن يتهم الإبـَاضِـية ببغض الصحابة أو بعض الصحابة.


وما أحسب مسلما يمتلأ قلبه بالايمان يمكن أن يجد بغض أي شخص من الصحابة طريقا إلى قلبه، ولا شكَّ أنَّ أدنى أولئك الجمع منزلة هو أجل وأعظم وأشرف من أعلانا منزلة، وأرفعنا مقامـًا، ولو لم يرتفع به إيمانه وعقيدته إلى محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبَّة أصحابه وآله أجمعين. فلا أقلّ من أن يتأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستمع إليه في قوله: «إذا وصلتم أصحابي فكفوا» وقوله عليه السلام: «دعو لي أصحابي» وإذا لج بأحد العناد فلا أقلّ من أن يقتدي بصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمر حين سئل عن أمير المؤمنين عثمان وعلي، فتلا قوله تعالى: { تِلْكَ أمـَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عمـَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } أو يتسمع إلى كلمة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز حين سئل عمـَّا شجر بين الصحابة فقال كلمته الرائعة: «تلك دماء طهَّر الله منها أيدينا فلا نلوِّث بها ألسنتنا».


وفي ختام هذا الفصل أحب أن أقول إنَّ موضوع الصحابة رضوان الله عليهم أجل من أن يكون موضوعًا للمهاترات، وحديثا للمشاغبات، ودعوة من دعوات العصبيات، فأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أولياء كلّ مؤمن صادق، وهم أعداء كلّ منافق، وكما لا يحل لمؤمن أن يحمل لهم ذرَّة من البغضاء لا يحل له كذلك أن يحارب المسلمين بهم،ويزرع الفتنة بين صفوف المؤمنين بدعوى محبَّتهم والغيرة عليهم، وإذا كان في المسلمين من أي مذهب كان من يحمل لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لأحدهم أي معنى لا يليق بجلال مركزهم وشرف صحبتهم فإن عليه أن يطهر قلبه بالتوبة والاستغفار وأن يغسل دنس البغضاء بمحبَّتهم وولايتهم. فإنـَّه لا ألأم ولا أشدَّ كفرانًا ومعصية من الإنسان يتطرَّق إلى قلبه شيء من بغض من أحبه الله ورسوله قبل ثلاثة عشر قرنًا .

إنتهى ما قاله الشيخ علي يحيى معمر .

فإني سأعتمد على نقل نصوص علماء الإباضية الدالة على خلاف ذلك ، والمبينة لحبهم للصحابة والترضي عليهم والتوقف عن الخوض في ما شجر بينهم من الفتن ، وبعد ذلك سنمر على ما أُخِذَ على بعض علماء الإباضية من حديثهم في الصحابة ونبين موقفنا منها .


فنسأل الله أن يوفقنا لما فيه الخير والصلاح ، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه سميع عليم .
ونبدأ بالنصوص التي سردها الشيخ علي يحيى معمر في كتابه " الإباضية بين الفرق الإسلامية " ، ثم نذكر طائفة إخرى من أقوال العلماء في ذلك . والله الموفق .


جاء في رسالة لأبي المهدي عيسى بن إسماعيل شيخ العزابة في حينه يرد فيها باسم عزابة بني مصعب علي بن أبي الحن البهلولي، ما يلي :

فنبدأ بمسألة الصحابة رضوان الله عليهم، وذلك قولك بلغك عنكم أنكم تبغضون بعض الصحابة ، فيا سبحان الله… كيف نبغض الصحابة مع ورود النصوص في فضائلهم ، والثناء عليهم كتابا وسنة ، يأبى الله ذلك والمسلمون، بل هم عندنا في الحالة التي ذكرهم الله عليها من العدالة والنزاهة والمطهرات والثناء والمحبة، قال الله عزَّ وجلَّ : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُومِنُونَ باللهَ } ، { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ} ، { لـَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الـمُومِنِيَنَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ } ، إلى غير ذلك من الآيات، وهم بالحالة التي وصفهم رسول الله إذا قال: «إنَّ الله قد اختار لي أصحابًا، فجعل لي منهم أصهارًا وأختانًا، فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ».


وقال أيضًا: ( لا تؤذوني في أصحابي فلو انفق أحدكم ملء الارض ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) وقال أيضًا : «عليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفا الراشدين من بعدي » ، وقال أيضًا : « أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم » ، وغير ذلك من المدح والثناء عليهم ، اللهمَّ زدنا حبَّهم ، واحشرنا في زمرتهم ، يا أرحم الراحمين !… بل لهم السهم الأوفر، وسلكوا الطريق الأقصد ، ولزموا السبيل الأرشد، وكلامهم حكمة، وسكوتهم حجَّ ، ومخالطتهم غنيمة ، والاستئناس بهم حياة، والاقتداء بهم نجاة، ويل للزائغ عن طريقهم الراغب عن سبيلهم .ويضيف أبو مهدي إلى هذا الكلام ما يلي:

« كان أبي رحمه الله ينهى من ينكر ما جرى بينهم إِلاَّ من يذكر عنهم خيرًا، رضي الله عنهم ورحمهم، فهذا اعتقادنا في الصحابة رضي الله عنهم » .

يقول أبوالعباس الدرجيني في كتابه الطبقات ما يلي :

«الطبقة الأولى هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأفضليتهم أشهر، وأسماؤهم ومزاياهم أظهر، فلا يحتاج إلى تسميتهم ، لأنـَّهم رضوان الله عليهم تحصل من سيرهم وأخبارهم في الدواوين، ومن آثارهم محفوظًا في صدور الراوين ، ما أغنى عن تكلف تصنيف، وانتحال تأليف، وحسبهم ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يشقى من رآني» وقوله صلى الله عليه وسلم : « أفضل أمتي قرني ثُمَّ الذين يلونهم ثُمَّ الذين يلونهم » وأحاديث كثيرة في فضائلهم، فإذا ثبت هذا فاعلم أنَّ من الصحابة من لم يخالفنا في تقدمهم مخالف، فقد امتلأت بذكر فضائلهم الصحائف، ومنهم من لم ينل حظَّا من الانصاف عند أهل الخلاف، وهم عندنا في جملة الأكابر والأسلاف ».



ويقول أبو الربيع سليمان الحيلاتي :

« وأما الانكار على بعض الصحابة فكذب وفرية علينا ، وهذه كيفيَّة صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم : اللهمَّ صل وسلم على سيدنا ومحمد النبي الأمي وعلى آله وأصحابه وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته وآل بيته أجمعين، كما صلَّيت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنَّك حميد مجيد، فمن حسنت شيمته، وسلم من داء الحسد والبغض والغيبة، وإذا تأمل هذه العبارة، وفهم معناها، يجدها شاملة لكـلّ صاحب وآل وزوجة وذرية قريبة أو بعيدة اتباعاً لقوله تعالى : { قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } والمودَّة الصلاة والترحّم، ونحن ــ والحمد لله ــ وفينا بما أمرنا الله به، والجهال المتشدقون عسى الله أنْ يرحمنا ويكفينا شرهم، وشرَّ أنفسنا، وشرّ القوم الظالمين » .


نظم أبو حفص عمرو بن عيسى التندميرتي قصيدة طويلة جاء فيها :

سوى ما بين الصحابة قد جرى *** فإن التماس العذر في ذاك أسلم

فذى فتن قد حار فيها ذوو النهى *** وأشكل وجه الحق فيها عليهم

لذلك كل الناس فيها تورطــوا *** ولا فرقة من ذي الوقيعة تسلم

فكل يرى تصويب رأي جماعـة *** ويقدح في الأخرى عنادا ويشتم

تقول في الشيخين بالإفك عصبة *** وحيدرة فيه أناس تكلمـــوا

فإن كنت ذا حزم ورمت سلامة *** بيوم به عند المهيمن تقدم

فإياك إياك التعصب خوف أن *** تنقص أنسانا لدى الله يكرم

ولا تقف أمرا لست تعلم علمه *** ولا تتهور فالتوقف أسلــم

وقف عند نهى الهاشمي وأمره *** ولا تك وثابا برأيك تحكــم

ترحم عليهم وأرض عنهم فإنما *** حقوقهم محض الرضا والترحم

فقد وردت فيهم أثار تعارضـت *** ظواهرها أما الخفي فمبهـم

وقد صدرت منهم أمور لعلهــا *** لها حكمة مجهولة ليس تفهم

فقد قال خير للكل مادحـــــا *** فأيهم اتبعتموه اهتديتــم

كما قال من إثم الوقوع محــذرا *** وكفوا مقالا إن إليهم وصلتم

وجاءت روايات بأن قتيلهــــم *** وقاتلهم في جنة يتنعــم

فما علة التخصيص والوصف شامل *** بجملتهم والواردات تعمموقال أبو يحيى زكرياء بن يونس الفرسطائي : كنت في الحج فطفت في البيت فلمَّا أتممت أخذ رجل بيدي فأخرجني من الناس، فسألني عن علي، فقلت: « فارس المسلمين ، قاتل المشركين، وابن عم رسول العالـمين، وله فضائل ».


وقال الشيخ محمَّد بن أبي القاسم المصعبي في رسالة يرد بها على بعض من تناول الإبـَاضِـية في الجزائر بغير الحق، وقد عرض المصعبي عقيدة الإبـَاضِـية وفي آخرها قال:
« وندين لله تعالى باتباع كتابه واتباع سنة نبيه محمَّد صلى الله عليه وسلم ، وما عليه الصحابة رضي الله عنهم من المهاجرين والأنصار والتابعين وتابع التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين . واعتقادنا في الصحابة رضي الله عنهم أنـَّهم عدول وأنهم أولياء الله وحزبه، ألا إنَّ حزب الله هم المفلحون . فهذا اعتقادنا وعليه اعتمادنا، فالله ربنا ومحمد نبينا والقرآن إمامنا، والكعبة قبلتنا، والصحابة قدوتنا، وقد مدحهم الله في كتابه في غير موضع ».

ثُمَّ يذكر الآيات التي نزلت فيهم عمومـًا ثُمَّ الآيات التي قيل إنـَّها نزلت في بعضهم خصوصًا ثُمَّ الأحاديث التي وردت فيهم عمومًا ثُمَّ الأحاديث التي وردت في بعضهم خصوصًا ثُمَّ يقول: « في احاديث كثيرة في عمومهم وخصوصهم رضي الله عنه الله عنهم، نسأل الله تعالى أن يثبتنا على طريقتهم واتباع مسيرتهم وَأَمـَّا ما وقع بينهم من الحرب فإنَّ الله طهَّر منها أيدينا ونحن نطهر منها ألسنتنا لقوله صلى الله عليه وسلم : «إذا ذكر أصحابي فكفوا».


وقال الإمام أبو إسحاق إبراهيم طفيش رحمه الله في رده على الأستاذ محمَّد بن عقيل العلوي ما يشبه ما سبق فقد جاء في رسالته الصغيرة ( النقد الجليل للعتب الجميل ) ما يلي :
« أما ما زعمت من شتم أهل الاستقامة لأبي الحسن علي وأبنائه فمحض اختلاق ». ويقول في نفس الكتاب : « والأصحاب يتبرأون تطبيق حكمي الولاية البراءة لا تشهيا، وهما ينطبقان على كلّ فرد مهما عظمت منزلته ما لم يكن من المعصومين ولا معصوم إلاَّ النبيء أو الرسول. أمـَّا الصحابة فلهم مزية عظيمة وهي مزية الصحبة والذب عن أفضل الخلق وإراقة دمائهم في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى فيختار الكف عن تلك الحوادث الـمشؤومة».

ويقول بعد أسطرٍ: «وأيضا لا غبار على من صرح بخطإ المخطئ منهم بدون الشتم والثلب نعد التبت من ذلك والتبين، وإن أمسك لعموم الأحاديث الواردة فيهم وترك الأمر إلى الله فهو محسن» ، ويقول أيضًا في نفس الكتاب : « ولم يكن يوما من الأصحاب شتم له أو طعن، اللهمَّ إِلاَّ من بعض الغلاة وهم أفذاذ لا يخلو منهم وسط ولا شعب » .


وقال قطب الأئمة في أمير المؤمنين عثمان بن عفان: ولد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بست سنين، ولقب ذو النورين، لأَنـَّهُ تزوج بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم : رقيَّة وأم كلثوم بعد رقـيـَّة. قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لو أنَّ لي أربعين بنتا لزوجتك واحدة بعد واحدة حتَّى لا تبقى منهنَّ واحدة » وقيل لأَنـَّهُ كريم في الجاهلية والاسلام».


وقال القطب في أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن ابي طالب : «وهو من شهر، ولا يحتاج إلى ذكر فضائله من نسب وزهد، وعقل وعلم وشجاعة وعدل ».


ويكمل الشيخ علي يحيى معمر رسالته حول آراء الإباية في الصحابة ,

وهذه الاشاعة عن الإبـَاضِـية كانت قد انتشرت في كثير من الجهات ولذلك فقد كان الناس ينبزون بها الإبـَاضِـية فيضطرون للرد عليهم والدفاع عن أنفسهم، وتكذيب من يتهمهم بذلك، وقد كتب في هذا الموضوع عشرات الرسائل والردود منها رسالة أبي مهدي ردًّا على البهلولي ومنها رسائل للقطب ردًّا على محمَّد الطاهر والعقبي ومصطفى بن كامل، وغيرهم ومنها رسالة أبي الربيع الجيلاتي وقد ذكر سعيد التعاريتي السبب في كتابتها نلخصه فيما يلي:

هيج بعض طلاب الغنائم والأموال بعض الأعراب على جربة وأعمالهم إنَّ أهل جربة ــ بما أنـَّهم من الإبـَاضِـية ــ يخالفون المسلمين في أمور تحل بها دماؤهم وأموالهم، ثُمَّ كون منهم حملة هجم بها على الجزيرة الغافلة، ولكن الحملة فشلت وانتصر أهل الجزيرة على المهاجرين، وأخذوا منهم جمعًا من الأسرى، وكان في أولئك الأسرى بعض المتفقهين فسألهم مشائخ جربة عمـَّا حملهم على الاعتداء عليهم ومهاجمتهم وهم إخوة لهم في الدين ولم يسبق لأهل جربة أن اعتدوا على أولئك الأعراب أو أساءوا إليهم. فأجاب المتفقة قائلاً: إنَّ من دعانا إلى محاربتكم واستحلال دمائكم وأموالكم ذكر لنا أنكم تخالفون المسلمين ثُمَّ عدد لهم المسائل التي ذكرها لهم صاحبهم فذكر منها بعض مسائل علم الكلام المعروفة كالرؤية والصفاة وخلق القرآن، ثُمَّ قال: ومنها أنكم تكرهون بعض الصحابة.
وقد ورد أبو الربيع الجيلاتي على الرحيل وناقش مشائل علم الكلام بما هو معروف في كتب التوحيد ثُمَّ أوضح رأي الإبـَاضِـية في الصحابة رضوان الله عليهم في الصورة التي عرضناها عليك.
أمـَّا إذا رجعت إلى ما كتبه أبو العباس الدرجيني فإنـَّك ولا شكَّ ستجده حريصًا كلّ الحرص، على أن يضفي على جميع الصحابة دون تخصيص ما أضفاه عليهم مقامهم الرفيع في الاسلام، وهو مستاء من بعض المخالفين الذين ينـتـقصون بعض الصحابة، وهو يردُّ على أولئك المخالفين الذين أجازوا لأنفسهم أن يضعوا أحدا مِمـَّن اختاره الله لمصاحبة نبيه عليه الصلاة والسلام في غير موضعه من الولاية والمـحبة والرضى والقدوة الحسنة.

وقد سلك أبو حفص عمرو بن عيسى التدميرتي هذا المسلك فكان حريصًا على أن يوضح أنـَّه ينبغي للمسلم ــ إذا أراد لنفسه النجاة ــ أن يبتعد عن التدخل فيما لا يعنيه، وأن يترك الفتن التي وقعت بينهم لله، فهو العليم بالحكم فيها. أمـَّا واجب المسلم فهو الرضى والترحم عليهم جميعاً، وينبهنا إلى أن ما يظهر لنا أنـَّه مخالف للشرع من أعمالهم قد تكون فيه حكمة خفيَّة لله تعالى لا يعلمها إِلاَّ هو وقد يكون الله غفر لهم جميعًا حين اختارهم لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام.
ويستدل على هذا بقصَّة إخوة يوسف عليه وعلى آبائه السلام فإنَّ اتفاقهم على قتله، وإلقائه في الحب للتخلص منه، وكذبهم على أبيه وما تبع ذلك ليس من الأعمال الهينة في الحكم الظاهر، ولكن الله تبارك وتعالى مع ذلك لم يؤاخذ إخوة يوسف وغفر لهم ما ارتكبوه.










قديم 2007-11-04, 19:42   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ابن محمد الجزائري
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

وَأَمـَّا كلمات القطب وأبي يحيى فقد وردت في أميري المؤمنين عثمان وعلي ــ خاصة وأكثر الشغب واللغط الذي يوجه إلى الإبـَاضِـية في موضوع الصحابة إنما يدور حول الإمامين العظيمين والصهرين الكريمين ولذلك فإنـَّه مِمَّا يتم به مناقشة هذا الموضوع الهام استعراض كثير من المناقشة القيمة التي جرت على قلم الشيخ سعيد التعاريتي في رده على الشيخ مصطفى بن كامل الطرابلسي فقد ناقش الثعاريتي فيه موضوع الصحابة ــ ولا سيما موضوع الصهرين الكريمين ــ مناقشة رائعة أرجو أن يجد فيها القارئ متعة ومقنعًا.قال الثعاريتي في كتابه (المسلك المحمود) ابتداء من صفحة 18 ما يلي:

«والعجب كلّ العجب مِمَّا نسبه ــ ابن كامل بن مصطفى ــ إلينا تجاهلاً وظلمًا، وتسلطًا وشتمًا، حتَّى أطال سنان لسانه، وقال: كفَّروا عليا ــ بزوره وبهتانه، مع أنَّ اعتقادنا في الصحابة رضي الله عنه الله عنهم أنـَّهم عدول أتقياء، بررة أصفياء، قد اختارهم الله من بين الأنام، لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام». وبعد سطور يقول :

«وكيف يجوز لمن يؤمن بالحي الذي لا ينام، أن يكفر صهر نبيه عليه السلام، الذي لم يسجد قط للأصنام».


وبعد أن يذكر عددًا من الآيات الكريمة التي قيل إنـَّها نزلت فيالإمام أو في آل البيت وكذلك الأحاديث الشريفة، والآثار التي وردت في الصحابة يقول :
« إلى غير ذلك من الآيات البينات، والأحاديث الـمرويات، والآثار المأثورات، الدالة على فضله عمومًا وخصوصًا، وكيف لا ؟

وقد كان أفصح وتلا، وأكثر من شهد النجوى، سوى الأنبياء والنبيء مصطفى، صاحب القبلتين، فهل يوازيه أحد وهو أبو السبطين؟ مع أنَّ كتبنا ولله الحمد ــ طافحة بالرواية عنه، وبالثناء عليه ».
ثُمَّ استشهد بما كتبه البدر التلاتي في كتابه (نزهة الأديب وريحانة اللبيب)، ثُمَّ استشهد بأبيات من ديوان التلاتي منها:

بنت الرسول زوجها وابـنـهــــــــــــا *** أهل لبيت قــد فـشى سنــاهــــــــــــــا
رضــى الإلــه يـطـلــب التـلاتـــــــي *** لـهـــم جـمـيـــعًا ولـمـــن عـنـاهـــــــا


ثُمَّ استشهد بأبيات للإمام الحضرمي منها:


بلى كان في أم القرى اليـوم قائـــــــم *** أغر من الأشراف ماضــي الـعـزائــــــم
له عنصر صافي النـجـار ومـنـصــــب *** تـعــرق فــي فـرعـي علــي وفـاطــــــم


ثُمَّ استشهد بأبيات لأبي حفص عمرو بن عيسى التندميرتي منها:

وعـلـى الـهـادي صـلاة نـشــرهـــــا *** عـنـبـر ــ مـا خــب ســاع ورمــــــــل
وسـلام يـتـــولـَّــــى ــ وعــلـــــــــى *** آلـــه والـصـحـب مـالـغيـث هـطـــــل
سيما الصديق والفاروق والـجـامـــع *** الـقـــــرآن والــشـهـــــم الـبـطــــــــل


ثُمَّ بعد ذلك نقل فصلاً رائعا في الموضوع للشيخ أبي ستة ننقل منه ما يلي:

«فإذا تقرَّر في ذهنك ما حكيناه، واتضح لك ما استدللناه به ونقلناه، علمت منه أنَّ التعلُّق بما شجر بينهم رضوان الله عليهم أجمعين، تكلف وفضول لمن لا يعلم ذلك، حيث كان مِمَّا يسع جهله، وقد وجد في الاعراض عن ذلك سبيل منقول عن العدول، فلم يبق في حقهم حينئذٍ إِلاَّ الجزم بالعدالة لأصلها فيهم، من كونهم كلّهم أئمة عدولا يقتدى بهم كما نقل ذلك عن الرسول أحسب أنَّ هذا يكفي في توضيح راي الإبـَاضِـية في الصحابة رضوان الله عليهم ولا سيما في امير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو كذلك كاف ــ فيما أرى ــ للردّ عمن يتهم الإبـَاضِـية ببغض الصحابة أو بعض الصحابة.


وما أحسب مسلما يمتلأ قلبه بالايمان يمكن أن يجد بغض أي شخص من الصحابة طريقا إلى قلبه، ولا شكَّ أنَّ أدنى أولئك الجمع منزلة هو أجل وأعظم وأشرف من أعلانا منزلة، وأرفعنا مقامـًا، ولو لم يرتفع به إيمانه وعقيدته إلى محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبَّة أصحابه وآله أجمعين. فلا أقلّ من أن يتأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستمع إليه في قوله: «إذا وصلتم أصحابي فكفوا» وقوله عليه السلام: «دعو لي أصحابي» وإذا لج بأحد العناد فلا أقلّ من أن يقتدي بصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمر حين سئل عن أمير المؤمنين عثمان وعلي، فتلا قوله تعالى: { تِلْكَ أمـَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عمـَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } أو يتسمع إلى كلمة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز حين سئل عمـَّا شجر بين الصحابة فقال كلمته الرائعة: «تلك دماء طهَّر الله منها أيدينا فلا نلوِّث بها ألسنتنا».


وفي ختام هذا الفصل أحب أن أقول إنَّ موضوع الصحابة رضوان الله عليهم أجل من أن يكون موضوعًا للمهاترات، وحديثا للمشاغبات، ودعوة من دعوات العصبيات، فأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أولياء كلّ مؤمن صادق، وهم أعداء كلّ منافق، وكما لا يحل لمؤمن أن يحمل لهم ذرَّة من البغضاء لا يحل له كذلك أن يحارب المسلمين بهم،ويزرع الفتنة بين صفوف المؤمنين بدعوى محبَّتهم والغيرة عليهم، وإذا كان في المسلمين من أي مذهب كان من يحمل لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لأحدهم أي معنى لا يليق بجلال مركزهم وشرف صحبتهم فإن عليه أن يطهر قلبه بالتوبة والاستغفار وأن يغسل دنس البغضاء بمحبَّتهم وولايتهم. فإنـَّه لا ألأم ولا أشدَّ كفرانًا ومعصية من الإنسان يتطرَّق إلى قلبه شيء من بغض من أحبه الله ورسوله قبل ثلاثة عشر قرنًا .

إنتهى ما قاله الشيخ علي يحيى معمر .وإن كان ما قاله الشيخ علي يحيى معمر كافياً موفيا ، إلا إنني أرى أنه من الأفضل أن نذكر المزيد من أقوال علماء الإباضية في هذا الجانب ، حتى يكون الجميع على بينة ، وتكون حجج الحق دامغة لشبهات الباطل ، والله الموفق .


نذكر جانب مما قاله الشيخ أحمد الخليلي عند إجابته على سؤال حول موقف الإباضية من عثمان وعلي رضي الله عهنما ، حيث يقول الشيخ أحمد :
( أنني أعتقد أن لإصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة كبرى فقد أثنى الله تعالى عليهم في كتابه في قوله : { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } الفتح29 . وأثنى الله تعالى عليهم في قوله : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } الفتح18 . وفي قوله تعالى : { لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } الحشر8 .

وإنني لحريص جدا على الدخول في ضمن الذين قال الله تعالى عنهم: { وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } الحشر10.

وإنني أعتقد أن أحدنا لو أنفق مثل جبل أحد ذهبا لما ساوى ذلك مد أحدهم أو نصيفه ، كما أخبر عن ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنني لحريص جدا على طي صفحة الفتنة التي كانت بينهم ولم أكن أريد أن يتحدث لساني أو أن يكتب قلمي شيئا عن تلك الفتن عملا بقول الله سبحانه وتعالى : { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } البقرة134 . وهذا المبدأ الذي أعلنه الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز إذ قال : ( تلك دماء طهر الله منها أسنتنا أفلا نطهر منها ألسنتنا ) .


وهو نفسه الذي قاله الإمام نور الدين السالمي – رحمه الله - وذلك حين قال :
فما مضى قبلك ولو بساعة *** فدعه ليس البحث عنه طاعة
وفي قوله :
نحن الألى نسكت عن من قد مضى *** ولا نعد الشتم دينا يرتضى
فهذه بلادنا لا تلقـــــــى *** فيها لسب الصحب قد تلقا
وهكذا كل بلاد المذهب *** مع كل عالم ومع كل غبي
جاهلنا لا يعرف الخلافا *** بينهموا حتى الممات وافا
وعالم بالإختلاف يمضي *** بالسر ما يلزمه من فرض

إلى آخر ما قال – رحمه الله - .

وإذا كنت أكره شيئا من التاريخ ، فإنني أكره ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدت إلى تفريق هذه الأمة أشلاء ممزعة حتى طمع فيها عدوها ، ولو كان بالإمكان محو آثار هذه الدمغات السوداء من صحائف التاريخ ومن أذهان الناس لفعلت، لتعود الوحدة بين هذه الأمة ،ولكن أنى لي أن أعمل ذلك والقدر قد كتب ما كتب والله سبحانه وتعالى لا راد لحكمه ولا معقب له وكل ما يحدث في هذه الوجود إنما هو بقضاء وقدر منه سبحانه وتعالى .


وفي مطلع حديثه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، يقول الشيخ أحمد : ( أما بالنسبة إلى الخليفة الرابع الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فإن الإباضية لا يزيدون عن حكاية ما حدث في عهده ولا ينالون من شخصه شيئا وهم أكثر الناس تقديرا له وإحتراما لصحبته رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته منه ويدركون كل الإدراك أنه من أفقه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثرهم إطلاعا على سيرته وأكثر علما بكتاب الله سبحانه وتعالى ولذلك كثيرا ما يأخذون بآراءه في الفقه كما هو واضح في كتب الفقه حتى في الأشياء التي لا يأخذ فيها الجمهور بآراء الخليفة الرابع علي كرم الله وجهه ) .وجاء في " أصدق المناهج في تمييز الإباضية عن الخوارج " ، تأليف الشيخ العلامة سالم بن حمود السيابي رحمه الله تعالى ، منهج الإباضية في عدم الخوض في الفتن بين الصحابة حيث يقول :
" وحسبك على نزاهتهم دليل حبهم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، وكف ألسنتهم عن عثمان وعلي لما ألما به من الفتن وتقلب الأحوال ... " .


كما أنهم يذكرون علي رضي الله عنه بكل إحترام ، يقول الشيخ عبدالله الكندي :
قد بالغوا في حب ذاك السيد *** إبن أبي طالب الممجد
أعني علياً إبن عم المصطفى *** وأظهروا ولاءهم للشرفا

كما جاء هذا في كتاب ( عقود العقيان في ذكر شيء من مباحث القرآن ) للشيخ عبدالله بن سيف بن محمد الكندي ، صفحة 201 .


ونجد أن علماء الإباضية ترضون على عثمان وعلي رضي الله عنهما عند ذكرهم ، نذكر من ذلك مثالاً ما قاله الشيخ أحمد الخليلي : ( ... وقرأ بها أربعة من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وهم علي وإبن عباس وإبن عمر وأنس بن مالك رضي الله تعالى عنهم ...)

" دور العمانيين في توحيد الأمة " محاضرة مطبوعة في كتيب للشيخ أحمد الخليلي ص 29



وكذلك ما أورده المحرمي من نصوص لإحد فقهاء ومفسري الإباضية وهو الشيخ هود بن محكم الهواري ، منها قوله في تفسير سورة المائدة : " ذكروا عن عثمان بن عفان رضي الله عنه " . وقوله في تفسير سورة النور : " وذكروا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه " .


وأورد زكريا المحرمي في كتابه الصراع الأبدي بعض الرسائل المتضمنة لمسئلة الولاية والبراءة ، لم تذكر فيها فتنة الصحابة منها :


• رسالة أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة ( ت 149 هـ )إلى أهل المغرب ، وهي تتعلق بقضايا الولاية والبراءة ، ولم تتعرض الرسالة لفتنة الصحابة .
• رسالة موسى بن أبي جابر الأزكوي ( ت 181 هـ ) ، يتحدث عن الولاية والبراءة ، والموقف من الخوارج والمخالفين ، ولم يتطرق إلى فتنة الصحابة .
• رسالة هارون بن اليمان ( ت 226- 230 هـ ) الموجهة إلى الأمام المهنا بن جيفر ، يذكر فيها إختلافه مع محبوب بن الرحيل في بعض مسائل الولاية والبراءة ، ولم تتعرض الرسالة أيضاً لفتنة الصحابة .
• رسالة أبي عبيدة عبد الحميد الجناوني ( ت 250 هـ ) إلى أهل المغرب ، تتعلق بقضية الولاية والبراءة ، ولم تتعرض لما جرى بين الصحابة .


ونذكر كذلك الرواية التي أرودها زكريا المحرمي ، التي يتحدث فيها أبو المؤثر عن موسى بن موسى بن علي حيث يقول : " وإذا قيل لموسى إن عثمان أحدث كذا ، قال : ومن يعلم ذلك ؟! "
فهذا دليل على رد أحد علماء الإباضية لمثل تلك الروايات في عثمان بن عفان رضي الله عنه .



نقل أحد الإباضية كلاماً عن الشيخ محمد بن يوسف إطفيش يدافع فيه عن الخليفة عثمان حين حاول الإمام القرطبي أن يصفه بوصف قبيح حين قال في كتاب الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج17 ص73 عند تفسير قوله تعالى ( أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلاً وأكدى ) ما نصه:


"وقال ابن عباس والسدي والكلبي والمسيّب بن شريك : نزلت في عثمان بن عفان رضي الله عنه كان يتصدق وينفق في الخير، فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله بن أبي سرح: ما هذا الذي تصنع؟ يوشك ألا يبقى لك شيء. فقال عثمان: إن لي ذنوباً وخطايا، وإني أطلب بما أصنع رضا الله تعالى وأرجو عفوه ! فقال له عبد الله : أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها. فأعطاه وأشهد عليه، وأمسك عن بعض ما كان يصنع من الصدقة فأنزل الله تعالى (أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلاً وأكدى) فعاد عثمان إلى أحسن ذلك وأجمله. ذكر ذلك الواحدي والثعلبي..”


لقد نفى قطب الأئمة الشيخ محمد بن يوسف أطفيش - رحمه الله – نسبة هذه الرواية إلى الإمام عثمان " لبعد ذلك عن أضعف الصحابة فضلاً عنه " كما ذكر في تيسير التفسير ج12 ص556 .



ويتسائل الأخ الإباضي : " فلماذا يتجاهل هؤلاء هذا الموقف الرائع والاحترام الجم للخليفة عثمان من قبل الشيخ محمد يوسف اطفيش ، ويتناسون ما رواه القرطبي عن السدي والكلبي والمسيب بن شريك وهم من السنة من تجريح في حق الخليفة عثمان بن عفان ؟؟!! أليس هذا بعدا عن المنهجية وإصرار على تجاهل الآخر وإن كان على صواب؟؟!! " .










قديم 2007-11-04, 20:11   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
محمد أبو عثمان
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محمد أبو عثمان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جميل جدا يا ابن محمد ومن نقلت لكم عنهم طعنهم في هؤلاء الصحابة أتتبرؤون منهم
وهم الــورجلاني
الوهيبي
سلوم السلامي
والخليلي
أين علمائكم ليتبرؤوا ممن طعن في هؤلاء الصحابة بل صرح بكفرهم كالورجلاني مرتب مسند الربيع فما قولكم ؟
في انتظار الإجابة ؟










 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:50

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc