أكبر الأخطاء التي نرتكبها أننا نستعمل لفظ " الإسلاميين " في غير محله .... نحن شعوب ذات أغلبية ساحقة مسلمة ... و جميعنا إسلاميون ... و إن حاول المغرضون وصم " الإسلاميين " بالإرهاب فكلنا حينئذ إرهابيون .... و لا يبقى مقبولا في الوعي العام سوى العملمانيون و من دار في فلكهم و حمل أفكارهم و إن لم يتسم بأسمائهم و لم يجهر بدعواتهم.
حتى " الفيس " الذي أعلن في وقت ما العمل المسلح ضد الدولة لا يجوز وصمه بالإرهاب ... صحيح حمل السلاح أمر مدان جملة و تفصيلا و لا تبرير له على الإطلاق في نظري ... لكن مع ذلك يبقى لهؤلاء مطالب سياسية يمكن التعامل معها و التفاوض بشأنها ... لأن ما دفع الناس إلى حمل السلاح حينها لم يكن سوى رد فعل على سياسة إقصائية رعناء من طرف جهات أكثر تطرفا ...
صحيح أن الأمور قد إختلطت بعدها .. و ظهر على الساحة لاعبون و فاعلون آخرون إجراميون دمويون إرهابيون و صار صعبا التمييز بين مسلح يحمل مطالب سياسية و بين مسلح آخر لا هدف له سوى القتل و التخريب و الدمار.
لقد نجح الإعلام و الخطاب الرسمي في العالم كله في أن يربط بين الحركات الإسلامية و بين ظاهرة الإرهاب ... حتى صار منظر " الملتحي " في شوارعنا مثيرا للريبة و الخوف ...
و دورنا اليوم أن نعيد تصويب المفاهيم ... و أن نستعمل مصطلحاتنا و ليس مصطلحات الغرب .... صحيح أن هناك فكرا هداما ... و لكنه ليس حكرا على " الإسلاميين " ... نحن نغفل عن فكر أكثر خطورة تروج له حركات أخرى تختفي وراء شعارات أخرى كالوطنية و الليبرالية و العلمانية.