![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
أقوى الردود على من أنكر علو العزيز الودود..متجدد
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() الحمد لله الاول الذي ليس قبله شيء والاخر الذي ليس بعده شيء واصلي واسلم علي خير مبعوث لخير امة. حقيقة لقد ادهش كتاب المتجسم الدارمي (النقض علي بشر) جميع عقيدة أهل التجسيم بما فيهم ابن تيمية وابن القيم لان هذا الكتاب قد عبر عما في دواخلهم والذي خافوا اخراجه فيكون سببا في هلاكهم . وهذا ابن تيمية يثني علي كتاب الدارمي وليس حظ ابن القييم في الثناء علي هذا الكتاب باقل مما قاله ابن تيمية فيه. فقد قال ابن القيم في كتابه اجتماع الجيوش الاسلامية طبعة دار الكتاب العربي تحقيق فواز احمد زمرلي صفحة 139 :قال في ثناءه علي الدارمي مستشهدا: قال فيه ابو الفضل الفرات : ما رايت مثل عثمان سعيد ولا راي عثمان مثل نفسه. وهذه حقيقة لان ما ذكره الدارمي لم يتجرأ أحد من أهل الاسلام علي ذكره وقد افتى أهل العلم بكفر المجسم لذلك احجم أهل العلم في الخوض في لجة التشبيه. ثم يقول ابن القيم مستشهدا بكلام الدارمي من كتابه السابق ذكره :وقد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله تعالي فوق عرشه فوق سماواته لا ينزل قبل يوم القيامة الي الارض. ثم يمضي هذا المتجسم المفتري علي الله ويقول وتتشقق السموات يومئذ لنزوله وتنزل الملائكة تنزيلا ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية كما قال الله سبحانه وتعالي ورسوله صلي الله عليه وسلم ، فلم يشك المسلمون ان الله لا ينزل الي الارض قبل يوم لقيامة لشيء من امور الدنيا .
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 2 | ||||
|
![]() اقتباس:
لكنك أثبت عجزك وهروبك عن الرد على الإمام الدرامي فلم تجد سبيلا إلا التهجم عليه مع أن كلامه لا يخالف أئمة أهل السنة في شيء فقد قال الإمام المشهور ابن أبي زمنين رحمه الله(399ه)تعليقا على حديث النزول : هذا الحديث بين أن الله عز وجل على عرشه في السماء دون الأرض,وهو أيضا بين في كتاب الله,وفي غير ما حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .ثم ذكر آيات دالة على علو الله تعالى)). وقال ابن عبد البر رحمه الله((هذا الحديث ثابت من جهة النقل ,صحيح الإسناد,لا يختلف أهل الحديث في صحته و فيه دليل على أن الله عز و جل في السماء على العرش من فوص سبع سماوات,وعلمه في كل مكان كما قالت الجماعة أهل السنة أهل الفقه والأثر,ثم ذكر الآيات الدالة على علو الله عز وجل( أما فرية التجسيم والتشبيه فليست بجديدة من أتباع المريسي وجهم بن صفوان فقد تعودنا عليها منهم فكل من آمن بصفات الله عز وجل فهوعندكم تارة مشبه وتارة مجسم أما المكذبون المحرفون والمعطلون فهم عندكم منزهون. وما هم والله إلا جاهلون بعيدون عن نور الكتاب والسنة فهم لا يفهمون من النصوص إلا التشبيه والتجسيم كما بينت آنفا. إن نفيكم لعلو الله تعالى على العرش أو نزوله إلى السماء الدنيا كل ليلة بدعوى التجسيم خطأ في اللفظ والمعنى ,وجناية على ألفاظ الوحي. أما اللفظي :فتسميتكم علو الله على العرش أونزوله إلى السماء الدنيا تجسيما وتشبيها وتحيزا.وتواصيكم بهذا المكر الكبار إلى نفي ما دل عليه الوحي,والعقل والفطرة,فكذبتم على القرآن وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى اللغة,ووضعتم لصفاته ألفاظا منكم بدأت وإليكم تعود. وأما خطأكم في المعنى : فنفيكم,وتعطيلكم لعلو الرحمن أو نزوله بواسطة هذه التسميات والألقاب ,فنفيتم المعنى الحق وسميتموه بالاسم المنكر ,وكنتم في ذلك بمنزلة من سمع أن في العسل شفاء ولم يراه,فسأل عنه فقيل له : مائع رقيق أصفر يشبه العذرة تتقيأه الزنابير,ومن لم يعرف العسل ينفر عنه بهذا التعريف ,ومن عرفه وذاقه لم يزده هذا التعريف عنده إلا محبة له,ورغبة فيه,وما أحسن ما قال القائل : تقول هذا جني النحل تمدحه***وإن تشاء قل ذا قيئ الزنابير مدحا وذما وما جاوزت وصفهما***والحق قد يعتريه سوء التعبير. ومن عادة أهل السنة أنهم يستفصلون في مثل هذه الألفاظ التي أحدثتموها فنقول لكم: وإذا أردتم بالجسم المركب وهو ما كان مفترقا فركبه غيره, والمركب المعقول هو ما كان مفترقا فركبه غيره كما تركب المصنوعات من الأطعمة والثياب والأبنية ونحو ذلك من أجزائها المفترقة والله تعالى أجل وأعظم من أن يوصف بذلك بل من مخلوقاته ما لا يوصف بذلك ومن قال ذلك فهو من أكفر الناس وأضلهم وأجهلهم وأشدهم محاربة لله. وإن أردتم بالجسم ما يوصف بالصفات ,و يُرَى بالأبصار,ويتكلم,و يُكلِمْ,ويسمع,ويبصر,ويرضى ويغضب,فهذه المعاني ثابة للرب تعالى وهو موصوف بها,فلا ننفيها عنه بتسميتكم للموصوف بها جسما,ولا نرد ما أخبر به الصادق عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله لتسمية الأعداء الحديث لنا حشوية,ولا نجحد صفات خالقنا وعلوه على خلقه وإستواءه على عرشه,لتسمية الفرعونية المعطلة لمن أثبت ذلك مجسما مشبها. فإن كان تجسيما ثبوت استوائه ***على عرشه إني إذا لمجسم وإن أردتم بالجسم ما يشار إليه إشارة حسية,فقد أشار إليه أعرف الخلق بأصبعه رافعا لها إلى السماء, يُشْهِدُ الجمع الأعظم مشيرا له.وإن كان تشبيها ثبوت صفاته***فمن ذلك التشبيه لا أتكتم وإن كان تنزيها جحود استوائه***وأوصافه أو كونه يتكلم فعن ذلك التنزيه نزهت ربنا***بتوفيقه والله أعلى وأعلم. وإن أردتم بالجسم ما يقال أين هو؟فقد سأل أعلم الخلق به عنه بأين منبها على علوه على عرشه. وإن أردتم بالجسم ما يلحقه(من) و(إلى) فقد نزل جبريل من عنده ,ونزل كلامه من عنده,وعلاج برسوله صلى الله عليه وسلم إليه,وإليه يصعد الكلم الطيب,وعنده المسيح رفع إليه. وإن أردتم بالجسم ما يكون فوق غيره ,ومستويا على غيره ,فهو سبحانه فوق عباده مستو على عرشه. أما قولك((فانظروا إلى من يأخذون بأقوالهم .. فله كتاب تشمئزُّ منه نفوس))فهذا جهل كبير منك لأن كتاب الدارمي قد أثنى عليه الأئمة الكبار بل ونقلوا منه لكونه ثقة من إمام ثقة فلو كان الأمر على طريقتك أيها الجهمي لما اعتمده الحافظ ابن حجر قط ولا الحافظ الذهبي ولاابن كثير وغيرهم من الحفاظ الجبال الذين اعتمدوه في عزو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم و نحن نذكر صورا من إعتمادهم على هذا الكتاب في العزو : قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ( الاية 11 من سورة الواقعة ) : وقد روى هذا الأثر الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه: "الرد على الجهمية"، ولفظه: فقال الله عز وجل: "لن أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي، كمن قلت له: كن فكان" ) اهـ ج7 ص517 و قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج 18 ص 215 : وَقَدْ اخْتُلِفَ فِي سَنَدِهِ عَلَى الْوَلِيد فَأَخْرَجَهُ عُثْمَان الدَّارِمِيّ فِي " النَّقْض عَلَى الْمَرِيسِيّ " عَنْ هِشَام بْن عَمَّار عَنْ الْوَلِيد فَقَالَ : عَنْ خُلَيْد بْن دَعْلَج عَنْ قَتَادَة عَنْ مُحَمَّد بْن سِيرِين عَنْ أَبِي هُرَيْرَة فَذَكَرَهُ بِدُونِ التَّعْيِين ، قَالَ الْوَلِيد وَحَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيز مِثْل ذَلِكَ وَقَالَ : كُلّهَا فِي الْقُرْآن ( هُوَ اللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الرَّحْمَن الرَّحِيم ) وَسَرْد الْأَسْمَاء .. ) اهـ و قال في الفتح ج 20 ص 484 : وَقَدْ أَخْرَجَهُ عُثْمَان الدَّارِمِيُّ فِي كِتَاب الرَّدّ عَلَى بِشْر الْمَرِيسِيّ عَنْ مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل مِثْله ) اهـ و قال السيوطي في الدر المنثور ( تفسير الاية 29 من سورة البقرة ): (وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه واللالكائي والبيهقي عن ابن مسعود قال : بين السماء والأرض خمسمائة عام ، وما بين كل سماءين خمسمائة عام ، ومصير كل سماء يعني غلظ ذلك مسيرة خمسمائة عام ، وما بين السماء إلى الكرسي مسيرة خمسمائة عام ، وما بين ذلك الكرسي والماء مسيرة خمسمائة عام . والعرش على الماء ، والله فوق العرش ، وهو يعلم ما أنتم عليه . ) اهـ و قال في موضع آخر ( تفسير الاية 8 من سورة التغابن) : (وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهميه عن ابن عباس قال : سيد السموات السماء التي فيها العرش ، وسيد الأرضين التي نحن عليها ) اهـ و قال المتقي الهندي – ت 975 هـ - في كنز العمال : (1545 - عن عمر قال قلت يا رسول الله أرايت ما نعمل فيه امر مبتدع أو مبتدا أو ما قد فرغ منه قال فيما قد فرغ منه قلنا أفلانتكل قال فاعمل يا ابن الخطاب فكل ميسر لما خلق له ومنكان من أهل السعادة فانه يعمل بالسعادة أو للسعادة واما من كان من اهل الشقاوة فانه يعمل بالشقاء أو للشقاوة { ط حم ورواه مسدد إلى قوله وقد فرغ منه وزاد قلت ففيم العمل قال لا ينال إلا بالعمل قلت إذا نجتهد والشاشى قط في الافراد وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية ص خ في خلق افعال العباد ابن جرير وحسين في الاستقامة } ) اهـ ج1 / 338-339 و قال أيضا في موضع آخر من الكتاب : 4158 - عن عمر قال : ان هذا القرآن كلام الله ، فلا أعرفنكم ما عطفتموه على أهوائكم. (الدارمي عثمان بن سعيد في الرد على الجهمية ق في الاسماء والصفات).) اهـ ج2 /329 و ذكره في كتابه هذا في أكثر من موضع و جاء في فتاوى الرملي للعلامة شهاب الدين أحمد الرملي الشافعي – ت - : ( سُئِلَ ) أَيُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِينَ أَفْضَلُ ؟ ( فَأَجَابَ ) أَخْرَجَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ فِي كِتَابِ الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ سَيِّدُ السَّمَوَاتِ السَّمَاءُ الَّتِي فِيهَا الْعَرْشُ وَسَيِّدُ الْأَرْضِينَ الَّتِي نَحْنُ عَلَيْهَا . ا هـ . و بعد هذا : أفيليق بابن كثير و ابن حجر و السيوطي و المتقي الهندي و غيرهم كثير : ان يعتمدوا في تخريج أحاديث النبي الأمين عليه الصلاة و السلام على كتاب طافح بالتجسيم كما ذكرت وتوهمت!. و نحن نذكر صورا من إعتمادهم على هذا الكتاب في العزو : قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ( الاية 11 من سورة الواقعة ) : وقد روى هذا الأثر الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه: "الرد على الجهمية"، ولفظه: فقال الله عز وجل: "لن أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي، كمن قلت له: كن فكان" ) اهـ ج7 ص517 و قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج 18 ص 215 : وَقَدْ اخْتُلِفَ فِي سَنَدِهِ عَلَى الْوَلِيد فَأَخْرَجَهُ عُثْمَان الدَّارِمِيّ فِي " النَّقْض عَلَى الْمَرِيسِيّ " عَنْ هِشَام بْن عَمَّار عَنْ الْوَلِيد فَقَالَ : عَنْ خُلَيْد بْن دَعْلَج عَنْ قَتَادَة عَنْ مُحَمَّد بْن سِيرِين عَنْ أَبِي هُرَيْرَة فَذَكَرَهُ بِدُونِ التَّعْيِين ، قَالَ الْوَلِيد وَحَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيز مِثْل ذَلِكَ وَقَالَ : كُلّهَا فِي الْقُرْآن ( هُوَ اللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الرَّحْمَن الرَّحِيم ) وَسَرْد الْأَسْمَاء .. ) اهـ و قال في الفتح ج 20 ص 484 : وَقَدْ أَخْرَجَهُ عُثْمَان الدَّارِمِيُّ فِي كِتَاب الرَّدّ عَلَى بِشْر الْمَرِيسِيّ عَنْ مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل مِثْله ) اهـ و قال السيوطي في الدر المنثور ( تفسير الاية 29 من سورة البقرة ): (وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه واللالكائي والبيهقي عن ابن مسعود قال : بين السماء والأرض خمسمائة عام ، وما بين كل سماءين خمسمائة عام ، ومصير كل سماء يعني غلظ ذلك مسيرة خمسمائة عام ، وما بين السماء إلى الكرسي مسيرة خمسمائة عام ، وما بين ذلك الكرسي والماء مسيرة خمسمائة عام . والعرش على الماء ، والله فوق العرش ، وهو يعلم ما أنتم عليه . ) اهـ و قال في موضع آخر ( تفسير الاية 8 من سورة التغابن) : (وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهميه عن ابن عباس قال : سيد السموات السماء التي فيها العرش ، وسيد الأرضين التي نحن عليها ) اهـ و قال المتقي الهندي – ت 975 هـ - في كنز العمال : (1545 - عن عمر قال قلت يا رسول الله أرايت ما نعمل فيه امر مبتدع أو مبتدا أو ما قد فرغ منه قال فيما قد فرغ منه قلنا أفلانتكل قال فاعمل يا ابن الخطاب فكل ميسر لما خلق له ومنكان من أهل السعادة فانه يعمل بالسعادة أو للسعادة واما من كان من اهل الشقاوة فانه يعمل بالشقاء أو للشقاوة { ط حم ورواه مسدد إلى قوله وقد فرغ منه وزاد قلت ففيم العمل قال لا ينال إلا بالعمل قلت إذا نجتهد والشاشى قط في الافراد وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية ص خ في خلق افعال العباد ابن جرير وحسين في الاستقامة } ) اهـ ج1 / 338-339 و قال أيضا في موضع آخر من الكتاب : 4158 - عن عمر قال : ان هذا القرآن كلام الله ، فلا أعرفنكم ما عطفتموه على أهوائكم. (الدارمي عثمان بن سعيد في الرد على الجهمية ق في الاسماء والصفات).) اهـ ج2 /329 و ذكره في كتابه هذا في أكثر من موضع و جاء في فتاوى الرملي للعلامة شهاب الدين أحمد الرملي الشافعي – ت - : ( سُئِلَ ) أَيُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِينَ أَفْضَلُ ؟ ( فَأَجَابَ ) أَخْرَجَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ فِي كِتَابِ الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ سَيِّدُ السَّمَوَاتِ السَّمَاءُ الَّتِي فِيهَا الْعَرْشُ وَسَيِّدُ الْأَرْضِينَ الَّتِي نَحْنُ عَلَيْهَا . ا هـ . و بعد هذا : أفيليق بابن كثير و ابن حجر و السيوطي و المتقي الهندي و غيرهم كثير : ان يعتمدوا في تخريج أحاديث النبي الأمين عليه الصلاة و السلام على كتاب طافح بالتجسيم كما ذكرت وتوهمت!. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() صالح السحيمي الوهابي والتجسيم الصريح:- يقول ان لله تعالى ظل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صالح السحيمي الوهابي والتجسيم الصريح:- يقول ان لله تعالى ظل ما زلنا مع مسلسل تجسيم الوهابية وفي هذا الموضوع سنرفق ملف صوتي لصالح السحيمي المجسم يقول الله له ظل يليق بجلاله. فإذا لم يكن هذا تجسيماً فماذا يكون يا عقلاء؟؟؟ { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } { سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } (تعالى الله عما يصفون) الا يعلم هؤلاء أنه يوجد حديث يفسر المعني بوضوح ما جاء في قوله عليه الصلاة والسلام: ((في ظل عرشه)) كما ثبت عن المسجد أنه بيت الله، هل يعني بيت الله إلا الإضافة والتمليك لا أنه يسكن فيه سبحانه..هل بعد التجسيم تجسيم؟؟؟ فا لمقصود بالظل ظل العرش وليس الظل وصفا لله (سبحانه ليس كمثله شئ) والحديث الذي ورد عند البخاري من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِى ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ الإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِى عِبَادَةِ رَبِّهِ ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِى الْمَسَاجِدِ ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِى اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ . وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ » ورد تفسيره في موضع آخر عند الترمذي من حديث عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ لَهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ ». وصححه ايضاً شيخهم الألباني في صحيح الجامع حديث رقم: 6107. حتى لا يكون لبني وهبان حجة في الطعن في الحديث فلا يأخذون الا بقول الألباني فذلك قول الألباني في الحديث. فعلم من الحديث أن المقصود ظل العرش فأين بني وهبان من فهم آيات الله تعالى وسنه نبيه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم؟؟ حمل قول صالح بن سعد السحيمي صوتياً وفي الملف الصوتي ينفي تفسير الحديث بالحديث بل يقول ان للعرش ظل وكذلك لله ظل تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً صالح السحيمي والتجسيم الصريح :يقول ان لله تعالى ظل |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() كشف تدليس الوهابية في مقولة قَالَ مالك بن أنس: إن الله فَوْقَ السماء بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كشف تدليس الوهابية في مقولة قَالَ مالك بن أنس: إن الله فَوْقَ السماء بيان أن ما تنسبه المشبهة للإمام مالك تقوٌّلٌ عليه بما لم يقُل . قالت الوهابية قَالَ مالك بن أنس: إن الله فَوْقَ السماء، وعلمه فِي كلّ مكان فمن اعتقد أنّ الله فِي جوف السّمَاء محصور محاط به، وأنّه مفتقر إِلَى العرش، أَوْ غير العرش – من المخلوقات- أَوْ أَنْ استواءه عَلَى عرشه كاستواء المخلوق عَلَى كرسيّه: فَهُوَ ضال مبتدع جاهل، ومن اعتقد أنّه لَيْسَ فَوْقَ السَّمَاوَات إله يعبد، وَلاَ عَلَى العرش ربّ يصلّى لَهُ ويسجد، وأنّ محمداً لَمْ يعرج بِهِ إِلَى ربّه؛ وَلاَ نزل القرآن من عنده: فَهُوَ معطّل فرعوني، ضال مبتدع –وقال- بَعْدَ كلام طويل- والقائل الَّذِي قَالَ: من لَمْ يعتقد أَنّ الله فِي السّمَاء فَهُوَ ضال: إن أراد بذلك من لاَ يعتقد أنّ الله فِي جوف السّمَاء، بحيث تحصره وتحيط بِهِ: فَقَدْ أخطأ. نقول: قال الشيخ محمد اليافعي إن هذا الآثر المنسوب عن الأمام مالك لا يصح انفرد بذكره عبد الله بن نافع عن الإمام مالك دوناً عن غيره ! ولم يتابع عليه .. وعبد الله بن نافع هذا متكلم في حفظه كما ذكر كبار العلماء .. وأما هذا الأثر فهو مخرّج في كتب العلماء من طريق عبد الله بن نافع .. فقد أخرجه أبو داود في مسائل الإمام أحمد ( ص263 ) عن عبد الله بن نافع قال : ( قال مالك : الله في السماء وعلمه في كل مكان ) وقال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء ( 8 / 101 ) : ( وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب : " الرد على الجهمية " ( 1 ) له ، قال: حدثني أبي ، حدثنا سريج بن النعمان ، عن عبد الله بن نافع ، قال : قال مالك : الله في السماء ، وعلمه في كل مكان لا يخلو من شئ) وأخرجه الإمام عبد الله بن حنبل في كتاب السنة المنسوب اليه ( 1 / 106 - 107 طبعة دار ابن القيم - الدمام الطبعة الأولى ، 1406 ، بتحقيق الدكتور محمد سعيد سالم القحطاني ) : ( حدثني أبي رحمه الله قال حدثنا سريج بن النعمان اخبرني عبد الله بن نافع قال : وقال مالك رحمه الله الله عز و جل في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء وتلا هذه الآية " ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم " ، وعظم عليه الكلام في هذا واستشنعه ) ثم اورده في مكان آخر بعد صفحات ( 1 / 174 طبعة دار ابن القيم - الدمام الطبعة الأولى ، 1406 ، بتحقيق الدكتور محمد سعيد سالم القحطاني ) ، : ( حدثني أبو الحسن العطار قال سمعت سريج بن النعمان يقول سألت عبد الله بن نافع .... فذكره ) قال المحقق القحطاني : ( رجاله ثقات ) ! قلت : هكذا قال تقليداً للالباني ! من دون تمحيص !! ولو كان تحرى الحق لما جازف بهذه العبارة ! ، ولكن هذا جزاء من يأخذ العلم عن غير أهله ! كما أخرجه اللالكائي في اعتقاد أهل السنة والجماعة ( 3 / 401 برقم 673 طبعة دار طيبة - الرياض ، 1402 تحقيق الدكتور أحمد سعد حمدان ) من طريق الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب السنة ، فقال : ( أخبرنا محمد بن عبد الله بن الحجاج قال أخبرنا أحمد بن الحسين قال ثنا عبد الله بن أحمد قال ثنا أبي قال ثنا سريج بن النعمان قال حدثني عبد الله بن نافع قال ملك الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء ) ورواه أبو بكر النجاد في الرد على من يقول القرآن مخلوق برقم 2 طبعة مكتبة الصحابة الإسلامية - الكويت ، 1400 ، بتحقيق رضا الله محمد إدريس ) ، قال : ( ثنا احمد ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل قال حدثني ابي رحمه الله قال ثنا سريج بن النعمان قال حدثني عبد الله بن نافع قال كان مالك بن انس يقول الايمان قول وعمل ويقول وكلم الله عز وجل موسى وقال مالك الله في السماء وعلمه في كل مكان لايخلو منه شيء ) وذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ في ترجمة الإمام مالك رحمه الله ( 1 / 209 ) من رواية عبد الله بن حنبل في كتاب السنة المنسوب إليه ، عن ابيه به . ومن هذه الطريق ؛ ذكره في تاريخ الإسلام ، فقال : ( وقال عبد الله بن نافع : قال مالك : الله في السماء وعلمه في كل مكان رواه أحمد بن حنبل ، عن سريج بن النعمان ، عن ابن نافع ) وذكره الإمام أحمد في العلل ( 1 / 530 برقم 1248طبعة المكتب الإسلامي , دار الخاني - بيروت ، الرياض الطبعة الأولى ، 1408 - 1988 ، بتحقيق وصي الله بن محمد عباس ) ، و ( 3 / 180 برقم 4783 طبعة المكتب الإسلامي , دار الخاني - بيروت ، الرياض الطبعة الأولى ، 1408 - 1988 ، بتحقيق وصي الله بن محمد عباس ) بنفس اسناد كتاب السنة المنسوب إلى ابنه عبد الله عن عبد الله بن نافع . وأخرجه ابن قدامة في إثبات صفة العلو ( ص 115 طبعة الدار السلفية - الكويت الطبعة الأولى ، 1406 ، بتحقيق بدر عبد الله البدر ) ، فقال : ( اخبرنا ابو بكر عبد الله بن محمد قال أنبأنا ابو بكر احمد بن علي أنبأ هبة الله بن الحسن أنبأ محمد بن عبيد الله بن الحجاج أنبأ احمد بن الحسن ثنا عبد الله ابن احمد أنبأ ابي ثنا سريج بن النعمان قال حدثني عبد الله بن نافع قال قال مالك الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء ) وقد ذكره الذهبي في العلو ( ص 228 طبعة مكتبة أضواء السلف - الرياض الطبعة الأولى ، 1995 ، بتحقيق أبو محمد أشرف بن عبد المقصود ) من طريق الآجري ، فقال : ( قال ( يعني الآجري ) حدثنا ابن مخلد حدثنا أبو داود حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا سريج بن النعمان حدثنا عبد الله بن نافع قال قال مالك الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو من علمه مكان ) وصححه الألباني في مختصر العلو ( ص 75 طبعة المكتب الإسلامي - بيروت الطبعة الثانية - 1412 ، باختصاره وتحقيق وتعليق وتخريج الألباني ) !! .. قلت : وهذا تقصير من الألباني وعدم فهم لكلام العلماء ! ، أو انه بسبب اتباع الهوى !!؟؟ وقال العلامة وهبي سليمان غاوجي الألباني في شرحه لكتاب إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل لبدر الدين بن جماعة ( ص 82 طبعة دار السلام الطبعة الأولى ، 1990 ، بتحقيق وهبي سليمان غاوجي الألباني ) في فصل تحت عنوان " دعاوى خطيرة ليس لها دليل شرعي" ، ما نصه : ( وما يرويه سريج بن النعمان عن عبد الله بن نافع عن مالك أنه كان يقول : " الله في السماء وعلمه في كل مكان " . لا يثبت . قال الإمام أحمد : عبد الله بن نافع الصايغ لم يكن صاحب حديث وكان ضعيفا فيه . قال ابن عدي : يروي غرائب عن مالك . وقال ابن فرحون : كان أصم أميا لايكتب . وبمثل هذا السند لا ينسب إلى مثل مالك مثل هذا وقد تواتر عنه عدم الخوض في الصفات وفيما ليس تحته عمل كما كان عليه أهل المدينة على ما في شرح السنة للألكائي وغيره ) قلت : لا فض فوك فهذا هو الكلام الصحيح ، فرحم الله امرء عرف قدر نفسه .. فـ " عبد الله بن نافع " لم يرتضي العلماء حفظه ، فهو لم يكن بالحافظ عندهم .. قال أبو أحمد الحاكم : ليس بالحافظ عندهم وقال أبو طالب عن أحمد : لم يكن صاحب حديث كان ضعيفا فيه وانما صححوا كتابه ، ولينوه في حفظه .. وقال أبو حاتم : ليس بالحافظ هو لين في حفظه ، وكتابه أصح وقال البخاري : في حفظه شيء ، وقال أيضا : يعرف حفظه وينكروا ، كتابه أصح وذكره بن حبان في الثقات وقال : كان صحيح الكتاب وإذا حدث من حفظه ربما أخطأ وقال الحافظ في التهذيب : ( والصائغ قال البخاري : في حفظه شيء وأما الموطأ فأرجو ) قلت : لانه يروي الموطأ من كتاب وليس من حفظه .. وقال عنه الحافظ في التقريب : ( ثقة صحيح الكتاب ، في حفظه لين ) اهـ .. وأما سبب تركهم لحفظه هو لانه في آخر عمره دخله شك في حديث مالك .. قال الآجري عن أبي داود : ( سمعت أحمد يقول : كان عبد الله بن نافع أعلم الناس برأي مالك وحديثه ، كان يحفظ حديث مالك كله ثم دخله بآخره شك ) . قلت : وهذه علة تقدح في حفظه ، ولهذا فقد ضعفوه من قِبَلِ حفظه ولم يصححوا حديثه اذا حدث من غير كتاب .. بانه اتهم بروايته غرائب عن الإمام مالك ؟؟ قال ابن عدي : يروي غرائب عن مالك . فلا يصح تفرد الضعيف بالرواية .. قال أبو طالب عن أحمد : لم يكن صاحب حديث كان ضعيفا فيه وبالجملة فالرجل ضعيف صاحب يتفرد بغرائب عن مالك ! .. وهذا ملخص قولهم في حفظه ، فكيف بعد هذا يصححون تفرده ؟؟ ثم كيف ينفرد عن الإمام مالك بهذه المقولة دوناً عن اصحابه ! مع شهرة الإمام مالك ؟؟ وهذا ما يزيدنا شكاً في نسبة هذه العبارة للإمام مالك رحمه الله .. قلت :وهذه هي الكتب التي ذكرت هذا الاثر مسنداً فيما أعلم .. اما بقية الكتب فنقلته نقلاً من دون اسناد ، ولا نحتاج الى الاشادة بها لعدم الحاجة .. فالعبرة بالإسناد ، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء .. أنتهي كلام الشيخ محمد اليافعي. الرد على شبهات القوم مع ان جميع الشبهات تم الرد عليه ولا مانع من تكرارها بصيغة شبهات وردود ليتعلم الوهابية 1- قولهم ان الإمام احمد احتج بالاثر في كتاب الشريعة للاجري. الرد قال الآجري عن أبي داود : ( سمعت أحمد يقول : كان عبد الله بن نافع أعلم الناس برأي مالك وحديثه ، كان يحفظ حديث مالك كله ثم دخله بآخره شك ) . وهذه عبارة الامام أحمد من دون بتر .. اذاً فالرجل قد دخله شك في آخره ، ولو كانت هذه العلة الوحيدة فيه ؛ لكانت كافية لاسقاط تفرداته ! ، ولكنه ايضاً ضعيفاً عند العلماء .. ومثله لا يُقبل تفرده .. وحدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد الصندلى قال : حدثنا الفضل بن زياد قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول : قال مالك بن أنس : الله عز وجل في السماء وعلمه في كل مكان ، لا يخلو منه مكان ، فقلت : من أخبرك عن مالك بهذا ؟ قال : سمعته من شريح بن النعمان ، عن عبد الله بن نافع فهذا النقل ليس من باب الاحتجاج .. اولاً:-فهنا الإمام أحمد قد أخلى عهدته من هذا الاثر حيث قال في نهايته فقلت : من أخبرك عن مالك بهذا ؟ قال : سمعته من شريح بن النعمان ، عن عبد الله بن نافع فقوله بانه سمعه من شريح بن النعمان عن عبد الله بن نافع ؛ هو من باب اخلاء العهدة ثانياً : ان الامام أحمد قد بيّن حال عبد الله بن نافع حيث قال : عبد الله بن نافع الصايغ لم يكن صاحب حديث وكان ضعيفا فيه . وقال الآجري عن أبي داود : ( سمعت أحمد يقول : كان عبد الله بن نافع أعلم الناس برأي مالك وحديثه ، كان يحفظ حديث مالك كله ثم دخله بآخره شك ) . 2- قولهم ان أن عبدالله بن نافع الصائغ أعلم الناس برأي مالك وحديثه فقد عده ابن معين من الأثبات في مالك وقال عنه ابن سعد (( لزم مالك لزوما شديدا )) وقال أحمد (( كان أعلم الناس برأي مالك وحديثه )) وقال أبوداود (( كان عبدالله عالما بمالك )) نقول اولاً عبارة الإمام احمد بن حنبل كاملة هي هكذا كان عبد الله بن نافع أعلم الناس برأي مالك وحديثه ، كان يحفظ حديث مالك كله ثم دخله بآخره شك . وهذه عبارة الامام أحمد من دون بتر .. اذاً فالرجل قد دخله شك في آخره ، ولو كانت هذه العلة الوحيدة فيه ؛ لكانت كافية لاسقاط تفرداته ! ، ولكنه ايضاً ضعيفاً عند العلماء .. ومثله لا يُقبل تفرده .. ثانثاً:- قرر العلماء انه لم يكن صاحب حديث وقد لينه العلماء في حفظة وكتابه اصح. وهذا لانه دحلة شك وحفظة لين فهو قد روي الموطأ من كتاب وليس من حفظه وما وصل من حفظه وتفرد به فهو مردود قال أبو أحمد الحاكم : ليس بالحافظ عندهم وقال أبو طالب عن أحمد : لم يكن صاحب حديث كان ضعيفا فيه قلت : وانما صححوا كتابه ، ولينوه في حفظه .. وقال أبو حاتم : ليس بالحافظ هو لين في حفظه ، وكتابه أصح وقال البخاري : في حفظه شيء ، وقال أيضا : يعرف حفظه وينكروا ، كتابه أصح وذكره بن حبان في الثقات وقال : كان صحيح الكتاب وإذا حدث من حفظه ربما أخطأ وقال الحافظ في التهذيب : ( والصائغ قال البخاري : في حفظه شيء وأما الموطأ فأرجو ) قلت : لانه يروي الموطأ من كتاب وليس من حفظه .. وقال عنه الحافظ في التقريب : ( ثقة صحيح الكتاب ، في حفظه لين ) اهـ .. وأما سبب تركهم لحفظه هو لانه في آخر عمره دخله شك في حديث مالك .. قال الآجري عن أبي داود : ( سمعت أحمد يقول : كان عبد الله بن نافع أعلم الناس برأي مالك وحديثه ، كان يحفظ حديث مالك كله ثم دخله بآخره شك ) . ونقول ثبت وتوتر عن الإمام مالك عدم الخوض في الصفات وفيما ليس تحته عمل وبمثل السند السابق لا ينسب إلى مثل مالك مثل هذا ابداً. * ثبت عن الإمام مالك رضي الله عنه ما رواه الحافظ البيهقي في كتابه (( الأسماء والصفات ))(ص 408 ) ، بإسناد جيد كما قال الحافظ في (( الفتح )) (ج13/406-407) من طريق عبد الله بن وهب قال : كنا عند مالك بن أنس فدخل رجل فقال : يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استواؤه؟ قال: فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال : الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه ولا يقال كيف وكيف عنه مرفوع وأنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه ، قال : فأخرج الرجل "اهـ فقول الإمام مالك : (( وكيف عنه مرفوع )) أي ليس استواؤه على العرش كيفًا أي هيئة كاستواء المخلوقين من جلوس ونحوه . وقوله :" أنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه"، وذلك لأن الرجل سأله بقوله كيف استواؤه ، ولو كان الذي حصل مجرد سؤال عن معنى هذه الآية مع اعتقاد أنها لا تؤخذ على ظاهرها ما كان اعترض عليه . وروى الحافظ البيهقي في الأسماء والصفات (ص 408) من طريق يحيى بن يحيى قال : ((" كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال : يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى فكيف استوى ؟ قال : فأطرق مالك رأسه حتى علاه الرحضاء ثم قال :الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا مبتدعا فأمر به أن يخرج" ، قال البيهقي : وروي في ذلك أيضا عن ربيعة بن عبد الرحمن أستاذ مالك بن أنس رضي الله عنهما )) ا هـ . قال المحدث الشيخ سلامة العزامي– من علماء الأزهر - (فرقان القرءان بين صفات الخالق وصفات الأكوان ص 22): " قول مالك عن هذا الرجل (( صاحب بدعة )) لأن سؤاله عن كيفية الاستواء يدل على أنه فهم الاستواء على معناه الظاهر الحسي الذي هو من قبيل تمكن جسم على جسم واستقراره عليه وإنما شك في كيفية هذا الاستقرار. فسأل عنها وهذا هو التشبيه بعينه الذي أشار إليه الإمام بالبدعة " ا هـ. قلنا : وهذا فيمن سأل كيف استوى فما بالكم بالذي فسره بالجلوس والقعود والاستقرار؟ ثم إن الإمام مالكا عالم المدينة وإمام دار الهجرة نجم العلماء أمير المؤمنين في الحديث رضي الله عنه ينفي عن الله الجهة كسائر أئمة الهدى فقد ذكر الإمام العلامة قاضي قضاة الإسكندرية ناصر الدين بن المنير المالكي من أهل القرن السابع الفقيه المفسر النحوي الأصولي الخطيب الأديب البارع في علوم كثيرة في كتابه (( المقتفى في شرف المصطفى)) لما تكلم عن الجهة وقرر نفيها ، قال : ولهذا المعنى أشار مالك رحمه الله في قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تفضلوني على يونس بن متى" ( رواه البخاري)، فقال مالك: إنما خص يونس للتنبيه على التنـزيه لأنه صلى الله عليه وسلم رُفع إلى العرش ويونس عليه السلام هُبط على قابوس البحر ونسبتهما مع ذلك من حيث الجهة إلى الحق جل جلاله نسبة واحدة ، ولو كان الفضل بالمكان لكان عليه الصلاة والسلام أقرب من يونس بن متى وأفضل مكانا ولما نهى عن ذلك"اهـ ، ثم أخذ الفقيه ناصر الدين يبين أن الفضل بالمكانة لا بالمكان )) ا هـ. ونقل ذلك عنه أيضا الإمام الحافظ تقي الدين السبكي الشافعي في كتابه (( السيف الصقيل )) (ص 137) والإمام الحافظ محمد مرتضى الزبيدي الحنفي في (( إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين )) (ج2/105) وغيرهما . |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 5 | ||||
|
![]() اقتباس:
أتهزأ بي؟ نعم"عبد الله بن صايغ" لم يكن صاحب حديث وهل نحن نتكلم عن الحديث أم عن كلام الإمام مالك؟!!! قال الإمام أحمد: لم يكن صاحب حديث ، كان ضيقا فيه ، و كان صاحب رأى مالك ، و كان يفتى أهل المدينة برأى مالك ، و لم يكن فى الحديث بذاك . و قال محمد بن سعد : كان قد لزم مالك بن أنس لزوما شديدا لا يقدم عليه أحد. و قال الآجرى ، عن أبى داود : سمعت أحمد يقول : كان عبد الله بن نافع أعلم الناس برأى مالك و حديثه ، .)) قال الفقير إلى ربه: إذن الأثر من أصح الأثار عن الإمام مالك رحمه الله فالذي يهمنا هو نقله عن الإمام مالك وليس نقله للأحاديث. أما ما نقلته أنت عن حفظه فلا أخالفك فيه لكن ما نقله عن مالك ليس فقها بل عقيدة والعقيدة لا تحفظ فحسب بل تعقد بالقلب وتترسخ فيه . وهب أن الأثر ضعيف كما تزعم ! فإن لنا طرق أخرى مروية عن الإمام مالك تقوي أثر عبد الله بن صايغ وقد ذكرتها في بحثي لكنك لم ترفع بها رأسا |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() نقاش هادئ لمقولة (الله فى السماء بذاته التي ينطقها حشوية العصر الوهابية) الكاتب: هانى على الرضا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام الأتمَّان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . هذه كلمات ليس فيها جديد يضاف على المسألة المقتولة بحثا ، ولكنها محاولة لتقريب الفهم وتيسير العبارة ، وإعادة الشرح لعقيدة أهل السنة والجماعة في هذا الشأن ، وهي في أغلبه نقول أو تقييدات لبعض ما سمعته من مشايخي من فوائد وإشارات وإحالات . إني أعتقد أن منشأ الكثير من الخلاف والاحتراب حول هذه العبارة ، هو عدم فهم لعبارات علماء أهل السنة ومنطلقاتهن في تنزيه الله سبحانه ، فهذه الكلمات هنا هي فقط محاولة لإعادة تقديم عقيدة أهل السنة في هذه المسألة ، في عبارات أرجو أن تكون سهلة بينة للجميع تناسب العصر، ويفهمها غير المتخصص، وهي موجهة أصلا لعامة الناس ممن أكلتهم فتنة التجسيم في هذا الزمان ،والقصد أولا وأخيرا لم شمل المسلمين والنصح في الدين ، وليس مقصدي الجدل والمراء والله على ما أقول شهيد . مدخل وتأسيس إن المعنى الحرفي لـ ( الله في السماء ) يعني أن الله في الحقيقة موجود في أحد مخلوقاته لأن السماء مخلوقة. ولا يجوز أبدا في الإسلام اعتقاد أن الله يكمن، أو يقيم، أو يحل في شيء من مخلوقاته . يعتقد النصارى أن الله حل في عيسى عليه السلام، أو كما يعتقد الهندوس والبوذيين، أن الآلهة تتجسد وتتقمص أجساد أشخاص بعينهم ،ومن اعتقد أن الله ( في السماء ) حقيقة فقد ماثل قولُه قولَ النصارى والهندوس بلا شك. الله عند المسلمين الموحدين له حق توحيده واحد أحد ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. يجب علينا كمسلمين أن نعتقد أن الله هو (الغني) الذي لا يحتاج إلى ما سواه من خلقه وكل ما سواه من خلقه محتاج له قائم بمنه وكرمه. يقول الله بأوضح بيان في سورة العنكبوت ((إن الله لغني عن العالمين)) ويذكر الله صفة ( الغِنَى ) هذه عن نفسه في حوالي سبعة عشر موضعا من القرآن. إن ( غِنَى ) الله هو نقطة رئيسة في العقيدة الإسلامية ومحور مهم يقوم عليه كل إيمان المسلمين . إنه بسبب هذا ( الغِنَى ) لا يمكن أبدا عند المسلمين أن يكون الله هو عيسى عليه السلام، أو يكون أي شخص، أو شيء آخر ذا جسد وبدن، أو شكل وكيف : لأن الأبدان والأجساد والأجسام والأشكال وذوات الكيف، كلها تحتاج إلى الحيز ( المكان)الذي تحتله، ولا يمكن أن تتواجد بدونه ،والزمان الذي تتحرك وتحيا فيه وخلاله، ولا يعقل وجودها دونه . فالحيز والبعد الزمني كلاهما لازمين ذاتيين لوجودنا ولوجود أي جسم. إذاً، كل ذا جسد أو جسم أو بدن أو كيف لا يمكن أن يتواجد دون توفر هذين البعدين الذين هما في نفسيهما مخلوقان من خلق الله ،فإذاً كل ذا جسم وكيف ( هيئة ) يفتقر وجوده لوجود الزمان والمكان. أما الله (الغَنِيُّ ) عند المسلمين، فلا يجوز أن يفتقر أو يحتاج إلى ما سواه، وهو الذي وَصَفَ نفسه بالغِنَى المطلق في الكتاب الكريم الله تعالى يقوم بذاته ولا يحتاج لما سواه وكل ما سواه محتاج له، لهذا السبب عينِه يستحيل أن يكون لله تعالى جسم أو كيف أو مكان أو زمان. هذه هي " عقيدة القرآن " ، وهي العقيدة التي صرح بها القرآن الكريم في أكثر من موضع ، وهي العقيدة التي أبقاها السادة العلماء من السلف والخلف في ذهنهم خلال قراءتهم وفهمهم لآيات قرآنية أخرى أو أحاديث نبوية، فلم يفهموا تلك الآيات والأحاديث بعيدا عن هذه العقيدة القرآنية المحورية بل فهموا كل تلك الآيات والأحاديث في ضوء هذه العقيدة المهمة التي تفرق المسلمين الموحدين عن غيرهم من عبدة الأوثان والكفرة المجسِّمين من يهود ونصارى . يرفع المسلمون أيديهم إلى السماء عند دعاء الله لأن السماء هي(قبلة)الدعاء وليس لأن الله – سبحانه – يحتل تلك الجهة المعينة تماماً،مثلما أن الكعبة هي قبلة الصلاة التي يتوجه إليها المسلمون في صلاتهم ولا أحدَ من المسلمين البتة، يعتقد أن الله في جهة الكعبة أو داخلها، بل كما إن الله خلال حكمته قد جعل القبلة علامةً، وآيةً،ورمزَ وحدة للمسلمين بكافة طوائفهم وفرقهم ، فهو سبحانه قد جعل السماء علامةً، وآيةً،ورمزاً، وإشارةَ رفعته ومجده وعزه، ولا تناهيه، ولا محدوديته ،سبحانه وتعالى فكلما يأتي ذِكرُ السماء، يتذكر المسلمون رفعةَ الله وعزَّه ومجدَه ولا تناهيه، كما أنه كلما ذُكِرَت الكعبة، شعر المسلمون وتذكروا وحدتهم وتوحد مصيرهم وأصلهم وأمتهم وهذا المعنى الدال على رفعة الله وعلوه وعزته، هو الذي يتملك قلب كل مؤمن موحِّد حالَ رفعه يديه إلى السماء، ودعاءه رب السماء والأرض سبحانه وتعالى . لقد اقتضت حكمة الله البالغة أن تضمن هذه المعاني في السنة النبوية، لترفع من قلوب الناس الذين كانوا أول من سمعها، ولِتُوَجِّهَهُم ليلحظوا ويعرفوا مجد الله وعلوه ورفعته ولا تناهيه من خلال أعظم وأكبر آية إلهية محسوسة لهم : السماء المرئية التي رفعها الله فوقهم . العديد من أولئك الذين سمعوا هذه المعاني أول مرة من فم النبي صلى الله عليه وسلم، وبالأخص عندما كانوا حديثي عهد بكفر وفارقوا لتوهم الجاهلية ،كانوا مرتبطين بشدة ومنجذبين إلى الواقع المادي المحسوس ولم يكن لديهم أدنى تصور عن وجود غير مادي أو محسوس كما تشهد بذلك أوثانهم التي كانت تماثيلَ وصوراً منصوبةً على الأرض أمامهم، ذات جسم وجسد وجهة تتحيز فيها ويرونها أمامهم. وبالطبع،كانت لغة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لإيصال معاني رفعةِ الله ومجدِه وعزِّه وعلوِّه وسموِّه ولا تناهيه إلى هؤلاء القوم الماديين حتى النخاع، كانت ولا بد أن تكون بمصطلحات وألفاظ ،يسهل عليهم إدراكها وفهمها ومن هنا كان استخدام مجاز السماء أمامهم ليقود عقولهم إلى إدراك لا تناهي الله ولا محدوديته وسموه وعلوه فاستُخدمت السماء كرمز يشير إلى كل هذه المعاني الغائبة عن عقول هؤلاء الوثنيين ،فكانت الإشارة إلى ما يعلمون لا تناهيه، ويرون ويحسون سموَّه وعلوَّه أمام أعينهم ( السماء ) ليسهل عليه إدراك سموِّ وعلوِّ ورفعةِ ولا تناهي ما لا يرون ولا يحسون ولا يعلمون ( الله عز وجل) وكل ذلك بالطبع مع قيام الفارق العظيم ، وقيام معنى(ليس كمثله شيء) شاهداً على القلوب فلا يقاس الله بسمائه سبحانه وتعالى . يقول الإمام القرطبي – مفسر القرآن الشهير والعالم الرباني القدير من القرن السابع – في تفسيره ( الجامع لأحكام القرآن ) في تفسير قول الله تعالى((أأمنتم من في السماء)): (والأخبار في هذا الباب كثيرة صحيحة منتشرة، مشيرة إلى العلو،لا يدفعها إلا ملحد أو جاهل معاند ، والمراد بها توقيره وتنزيهه عن السفل والتحت ، ووصفه بالعلو والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود لأنها صفات الأجسام) . انتهى وقـال الشاطبي في (الموافقات) 4/154- تحت مسألة مالا بد من معرفته لمن أراد علم القرآن- : (ومن ذلك معرفة عادات العرب في أقوالها وأفعالها ومجاري أحوالها حالة التنزيل ، وإن لم يكن ثم سبب خاص لابد لمن أراد الخوض في علوم القرآن منه ، وإلا وقع في الشُبه والإشكالات التي يتعذرالخروج منها إلا بهذه المعرفة – ...... ثم ذكر أمثلةً على ذلك ومنها قوله، والثالث: قوله تعالى (يخافون ربهم من فوقهم) (أأمنتم من في السماء) وأشباه ذلك ، إنما جرى على معتادهم في اتخاذ الآلهة في الأرض، وإن كانوا مقرِّين بإلهية الواحد الحق ، فجاءت الآيات بتعيين الفوق وتخصيصه تنبيهاً على نفي ما ادَّعوه في الأرض ، فلا يكون فيه دليل على إثبات جهة البتة. ) انتهى من الموافقات ولكن .... الجارية تقول : الله في السماء !!! حديث الجارية : أورد الإمام مسلم في صحيحه عن معاوية بن الحكم قال : (قلت: يا رسول الله ، إني حديث عهد بجاهلية. وقد جاء الله بالإسلام. وإن منا رجالا يأتون الكهان. قال "فلا تأتهم" قال: ومنا رجال يتطيرون. قال "ذاك شيء يجدونه فيصدورهم. فلا يصدَّنَّهم (قال ابن المصباح: فلا يصدَّنَّكم) قال قلت: ومنا رجال يخطُّون. قال "كان نبي من الأنبياء يخط. فمن وافق خطه فذاك" قال: وكانت لي جاريةٌ ترعى غنماً ليقِبَل أحد والجوانية. فاطَّلعتُ ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها. وأنا رجل من بني آدم. آسف كما يأسفون. لكني صككتها صكة. فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك علي. قلت: يا رسول الله ، أفلا أعتقها؟ قال "ائتني بها" فأتيته بها. فقال لها : "أين الله؟" قالت: في السماء. قال: "من أنا؟" قالت: أنت رسول الله. قال: "أعتقها. فإنها مؤمنة.) صحيح مسلم ويعلق الإمام النووي على الحديث في شرحه على مسلم قائلا : (هذا الحديث من أحاديث الصِّفات، وفيها مذهبان تقدَّم ذكرهما مرَّات في كتاب الإيمان: أحدهما: الإيمان به من غير خوض في ((( معناه )))، مع اعتقاد أنَّ الله ليس كمثله شيء،وتنزيهه عن سمات المخلوقات. والثَّاني: (((تأويله ))) بما يليق به. فمن قال بهذا – أي التأويل - قال: كان المراد امتحانها هل هي موحِّدة تقرُّ بأنَّ الخالق المدبِّر الفعَّال هو الله وحده، وهو الَّذي إذا دعاه الدَّاعي استقبل السَّماء،كما إذا صلَّى المصلِّي استقبل الكعبة،وليس ذلك لأنَّه منحصر في السَّماء، كما أنَّه ليس منحصراً في جهة الكعبة، بل ذلك لأنَّ السَّماء قبلة الدَّاعين، كما أنَّ الكعبة قبلة المصلِّين. أو هي من عبدة الأوثان العابدين للأوثان الَّتي بين أيديهم، فلمَّا قالت: في السَّماء علم أنَّها موحِّدة وليست عابدة للأوثان. ) انتهى من شرح النووي على مسلم جدير بالملاحظة هنا أن الإمام النووي لا يذكر فهم هذا الحديث حرفيا على ظاهره - كما يفعل الحشوية المجسمة كالوهابية عندما يقولون هو في السماء، تُفهم على ظاهر معناها الذي هو الجهة - كأحد أراء العلماء أو مواقفهما لمعتبرة أبدا !! وقد يتصور البعض أن موقف النووي هذا نابع من كون هذا الحديث من أحاديث الآحاد التي لا يستدل بها في العقائد لكونها ظنية الثبوت ظنية الدلالة، ولكن الأمر أبعد من ذلك وأعمق بكثير !! فنوع هذه الأحاديث تقبل كأدلة في العقيدة لدى أهل السنة والجماعة إن توفرشرط مهم وهو كون العقيدة المذكورة فيها سالمة من المعارضة . وهذا الشرط غير موجود هنا في حديث الجارية هذا لعدة أسباب: أولا : القصة المروية في الحديث وألفاظها ومضمونها قد وصلت إلينا في عدة صور وألفاظ أخرى صحيحة ثابتة تختلف كثيرا عن نسخة وصورة ( أين الله؟ .. الله في السماء.) أحد هذه الصور المغايرة مروي في صحيح ابن حبان بسند حسن وفيه يسأل النبي صلى الله عليه وسلم الجارية : (من ربك ؟) ،فترد قائلة : الله ، ثم يسألها : (من أنا ؟) ،فتقول : أنت رسول الله ، فيقول عندها الرسول صلى الله عليه وسلم : أعتقها فإنها مؤمنة. (الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان ، مؤسسة الرسالة 1988) وفي نسخة أخرى من الحديث مروية في مسند عبد الرزاق بسند صحيح ، يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم الجارية إن كانت تشهد أن لا إله إلا الله ،فتقول نعم ، فيسألها إن كانت تشهد أنه هو رسول الله ،فترد بنعم ،فيسألها إن كانت تؤمن بالبعث بعد الموت ، فترد بنعم فيأمر الرسول صلى الله عليه وسلم سيدها أن يعتقها . ( المصنف – المجلد 9 صفحة 175 طبعة المجلس العلمي 1970) وهذه هي قواعد الإيمان الثلاثة المذكورة في القرآن في أكثر من موضع: الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر ويناسب أن يُسأل عنها من يراد أن يتحقق من إيمانه ! وفي نسخة أخرى نجد الجارية بَكْماء لا تستطيع الكلام،ولكنها فقط تشير إلى السماء في الجواب . ويعلق الحافظ أمير المؤمنين في الحديث ابن حجر العسقلاني أن هنالك تناقض عظيم في ألفاظ الحديث في نسخه المختلفة ( تخليص الحبير – المجلد الثاني طـ الكليات الأزهرية 1979) وعندما يكون لحديث ما هذا العدد من الصور والنسخ المتضاربة فإن هنالك احتمالاً قوياً أن يكون هذا الحديث قد رواه بعض الرواة في بعض طبقات السند بالمعني لا باللفظ !! والمعنى هنا هو ما فهمه ذلك الراوي من الحديث لا حقيقة ما حدث فعلا وبالتالي فإن(فهم) شخص ما،لا يصلح لتبنى عليه عقيدة في الله تعالى . ثانيا : هذا الاعتبار السابق مهم جدا لموضوع البحث، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين بوضوح تام أركان العقيدة الإسلامية وقوائم الإيمان في الإسلام، وذلك في الحديث الذي رواه مسلم في كتاب الإيمان من صحيحه عندما أجاب على أسئلة جبريل عليه السلام قائلا : (الإيمان : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر و تؤمن بالقدر خيره وشره) ولم يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أي شيء عن كون الله في السماء كركن من أركان الإيمان يعرف بها إيمان المرء من عدمه !! لو كانت ( الله في السماء ) نقطة حاسمة وامتحان فاصل لإيمان المسلم من عدمه - كما تشير إلى ذلك نسخة - أين الله - من هذا الحديث - لكان لزاماً وواجباً حتمياً على النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكر هذه النقطة في جوابه لسؤال جبريل عن ما هو الإيمان ؟!!! ثالثا : لو فهم شخص ما حديث الجارية حرفيا على ظاهره واعتقد أن ( الله في السماء ) حقيقة ، فإن ذلك يتناقض مع أحاديث أخرى صحيحة، لها هي الأخرى الحق في أن تفهم حرفياً على ظاهرها كما فهم حديث الجارية على ظاهره، ولا تؤول ولا تصرف عن الظاهر ، ومن أمثلة هذه النصوص : 1 - مثلاً الله ( قريب) منا حال سجودنا : عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء) صحيح مسلم – كتاب الصلاة – باب ما يقال في الركوع والسجود. بينما لو كان الله حرفياً (في السماء ) لكان أقرب إلينا حال وقوفنا !! 2 - الله سبحانه (أمامنا) حال قيامنا وصلاتنا : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا كان أحدكم في صلاته فلا يبصق((أمامه)) فإن ((ربه أمامه))وليبصق عن يساره أو تحت قدمه فإن - قال سريج لم يجد - مبصقاً ففي ثوبه أو نعله.) مسند الإمام أحمد بن حنبل – المجلد الثالث – مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه . فهل الله فوقنا في السماء أم هو أمامنا أو هو قريب منا !!؟؟؟ 3 - الله((معنا)) حال ذكرنا له : عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى : (أنا((مع))عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه) رواه أحمد في مسنده وابن ماجه والحاكم في المستدرك وصححه الحاكم والسيوطي كذلك في الجامع الصغير . فأين الله بالضبط ؟؟ في السماء أم معنا - على الفهم الحرفي لـ ( مع ) - أم أمامنا أم قريب منا !!!؟؟ 4 - الله ليس ( في السماء): وأخيرا .. في حديث المعراج يمر النبي صلى الله عليه وسلم بكل السماوات السبع ويقص علينا ما شاهد في كل سماء ومن التقى وهو بصحبة جبريل عليه السلام ،ولكنه لا يأتي على ذكر التقائه بالله سبحانه وتعالى في أي من تلك السماوات السبع . فلو كان الله تعالى ( في السماء ) حقيقة لأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه التقى رب العزة في السماء كذا وكذا !!! والآن .. عندما يقرأ المسلم كل هذه الأحاديث وغيرها الكثير الكثير ويفهمها كلها حرفيا على ظاهرها - كما تقول وتريد طائفة المجسمة الحشوية - فإنه يصيبه الارتباك ولا شك ويتبادر إلى ذهنه وجود التناقض بين نصوص الدين الحنيف ،والحقيقة أن ما من تناقض ولكن التناقض يكمن في عقله الضعيف فقط !! فإذاً، الفهم الحرفي الظاهر يؤدي بالمسلم إلى الحيرة والتناقض،فلا يستطيع تحديد مكان ربه بالضبط - تعالى سبحانه عن المكان - ولا يمكنه الجمع بين كل هذه النصوص البتة إن فهمت كلها ظاهريا وحرفيا دون اللجوء إلى التأويل في بعضها على الأقل، ومن فهم هذه النصوص وغيرها ظاهريا فإنه سيتصور إله اًيتحرك هنا وهناك، مرة قرب العبد، ومرة معه، ومرة فوقه ومرة أمامه وووووووووو ، ومثل هذا الإله المتوهم هو قطعاً ليس الله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون ، وفساد هذا الاعتقاد بيّن لا يحتاج إلى كثير كلام . رابعا : الفهم الحرفي لكون الله في السماء يتناقض مع أصلين من أصول العقيدة الإسلامية أصَّلَهما القرآن الكريم : الأول: هو كون صفات الله مخالفة لصفات الحوادث ( المخلوقات)فلا تماثل شيئا من خلق الله البتة لقول الله تعالى في سورة الشورى : (ليس كمثله شيء.) فلو كان الله حرفياً في السماء، لكان هنالك عدد لا يحصى من الحوادث مماثلة له في كونها في السماء لها ارتفاع ومكان وجهة وتحيز وهلم جرا كالطائرة والملائكة والشمس والقمر والكواكب،وبما أن الله ليس كمثله شيء فهو قطعاً ليس بجسم متحيز،لأن ما سواه أجسام متحيزة، وهو ليس كمثله شيء فليس جسماً قطعاً وتحقيقاً ،وكلما تبادر إلى ذهنك كونه الله فالله خلافه!! الله يقول : (تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجاً وقمراً منيرا) فهاهي البروج والشمس والقمر في السماء بنص الآية ، فلو كان الله أيضاً في السماء لماثلها ولكننا نعلم أن ليس كمثله شيء، فنتج انتفاء كونه في السماء على ظاهر اللفظ كما هو الحال مع البروج ووجب تفويض المعنى أو تأويله. الثانى: الأصل الثاني الذي تخالفه هذه العقيدة التجسيمية هو صفة ( غِنَى ) الله وعدم احتياجه البتة لشيء من خلقه سبحانه ، وهو أصل مبثوث في عدد من آي القرآن الكريم ، لذا وبموجب اعتقاد غِنَى الله المطلق، فإنه يستحيل كون الله جسماً أو كينونةً جسمية، لأن الأجسام تحتاج المكان والزمان لتتواجد فيهما، والله لا يحتاج البتة إلى زمان أو مكان، بل هو سبحانه قبل أن يكون زمان ومكان، والزمان والمكان خلقٌ منخلقه (الله خالق كل شيء.) خامسا : الفهم الحرفي الظاهري لمقولة الله ((في))السماء ، يعني ويفيد أن السماء تحيط بالله سبحانه وتعالى من كل الجهات بحيث يكون سبحانه أصغر منها لتحويه، وهو بالطبع تصور متهافت يرفضه حتى الأطفال الذين لم يبلغوا السعي . وصرف معنى مقولة الله((في))السماء إلى((على السماء)) كما يفعل المجسمة عندما يغلبون في المناظرات ، هو نوع من التأويل الذي يفر منه هؤلاء الظاهرية ليقعوا فيه ولا بد !! فإن (( في )) غير (( على )) وجعل أحدهما بمعنى الآخر هو تأويل وإن ادَّعوا أنه ليس تأويلا . لكل هذه الأسباب ولأسباب أخرى يطول ذكرها ، رأى السادة العلماء ضرورةً ولزوما لفهم المجازي الرمزي لهذا الحديث ولغيره من النصوص الحاوية لمثل هذه التعابير والاستعارات الموهمة للتشبيه والتجسيم، بحيث يتوافق المعنى مع استعمالات اللغة العربية دون أن يعارض الثوابت القرآنية أو الحديثية الدالة على تنزيه الخالق سبحانه وتعالى . أأمنتم من ( في السماء) لنأخذ مثلا على ذلك قول الله سبحانه وتعالى : (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور) ولننظر كيف فهمه وفسره أئمة أهل السنة والجماعة،ومدى توافق فهم المجسمة الحشوية كالوهابية مع فهمهم أو اختلافه عنه وبناء عليه نستطيع أن نحكم من هم أهل السنة : القرطبي ( قال المحققون: أمنتم من فوق السماء؛ كقول: { فسيحوا في الأرض } أي فوقها لا بالمماسة والتحيز لكن بالقهر والتدبير. وقيل: معناه أمنتم من على السماء ؛كقوله تعالى: { ولأصلبنكم في جذوع النخل } أي عليها. ومعناه أنه مديرها ومالكها؛ كما يقال: فلان على العراق والحجاز؛أي وإليها وأميرها.) انتهى . الجامع لأحكام القرآن . الشربيني الخطيب يذكر أن هنالك عدة وجوه تأويل لقول الله ( من في السماء ) ، منها أنها تعني : الذي في السماء سلطانه وسيادته، لأن السماء هي حيث تقطن الملائكة وتسكن وهناك عرشه أعظم المخلوقات وكرسيه واللوح المحفوظ الذي منه تتنزل أحكامه وقضاءه وكتبه وأوامره ونواهيه . ويذكر كذلك تأويلا آخر وهو أن ( من في السماء) حذف منها إضافة وتقديرها : أأمنتم من خالق الذي في السماء، ويقصد الملائكة الذين يقطنون السماء لأنهم هم المأمورون بإيقاع الرحمة الإلهية ( إرادته سبحانه الخير ) أو الغضب والانتقام الإلهي ( إرادته سبحانه الشر) . (راجع السراج المنير طـ دار المعارف بيروت المجلد الرابع) فخر الدين الرازي يذكر أن ( من في السماء ) تعني الملك الموكل بايقاع العذاب والعقاب – جبريل عليه السلام - ،وقوله ( يخسف بكم الأرض ) يعني بأمر الله وإذنه . (تفسير الفحر الرازي ط دارالفكر بيروت 1985) أبو حيان النحوي يذكر أن سياق هذه الكلمات قد يكون وفق معتقدات المخاطبين بهذا الوعيد ( المشركين ) لأنهم كانوا مجسمة يجسمون الله ويتصورنه جسما كما يجسمون بقية آلهتم في شكل أوثان وأصنام وتماثيل ، فخاطبهم وفق معتقدهم لا موافقة لهم وإقرارا بل تنبيها على خلطه وزيفه ، وعلى هذا يكون المعنى : أأمنتم ممن تزعمون وتعتقدون كونه في السماء؟ بينما هو أعلى وأرفع من سائر المكان والزمان . (تفسير النهر المدد من البحر المحيط ط دار الجنان ومؤسسة الكتب الثقافية 1987 بيروت) القاضي عياض ينقل الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم في شرح حديث الجارية بعد أن بَيَّن موقف السلف من أحاديث الصفات - وهو الموقف الذي أوردته أعلاه – كلامَ القاضي عياض في ذلك : قال القاضي عياض : لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدِّثهم ومتكلِّمهم ونظَّارهم ومقلِّدهم أنَّ الظَّواهر الواردة بذكر الله في السَّماء كقوله تعالى: (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) ونحوه ليست على ظاهرها بل متأوّلة عند جميعهم، فمن قال بإثبات جهة فوق، من غير تحديد ولا تكييف من المحدِّثين والفقهاء والمتكلِّمين تأوَّل في السَّماء أي : على السَّماء. ومن قال من دهماء النظَّار والمتكلِّمين وأصحاب التَّنزيه بنفي الحدِّ واستحالة الجهة في حقِّه سبحانه، تأوَّلوها تأويلات بحسب مقتضاها، وذكر نحو ما سبق - أي ما سبق للنووي إيراده من مواقف العلماء من أحاديث الصفات-قال: أي القاضي عياض (ويا ليت شعري! ما الَّذي جمع أهل السُّنَّة والحقُّ كلّهم على وجوب الإمساك عن الفكر في الذَّات ، كما أمروا وسكتوا لحيرة العقل، واتَّفقوا على تحريم التَّكييف والتَّشكيل، وأنَّ ذلك من وقوفهم وإمساكهم غير شاكٍّ في الوجود والموجود،وغير قادح في التَّوحيد بل هو حقيقته، ثمَّ تسامح بعضهم بإثبات الجهة خاشياً من مثل هذا التَّسامح ،وهل بين التَّكييف وإثبات الجهات فرق؟. لكن إطلاق ما أطلقه الشَّرع من أنَّه القاهر فوق عباده، وأنَّه استوى على العرش مع التَّمسُّك بالآية الجامعة للتَّنزيه الكلِّي، الَّذي لا يصحُّ في المعقول غيره، وهو قوله تعالى: (ليس كمثله شيء ) عصمة لمن وفَّقه اللَّه، وهذا كلام القاضي -رحمه اللَّه. ) انتهى من شرح النووي على مسلم هل يكفر من يقول أن الله في السماء حقيقة الآن ؟؟ نأتي الآن لمثال أخير .. الحديث المروي في صحيح مسلم: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ، حين يبقى ثلث الليل الآخر. فيقول: من يدعوني فأستجيب له! ومن يسألني فأعطيه! ومن يستغفرني فأغفر له! .) صحيح مسلم – الجزء الأول – كتاب صلاة المسافرين وقصرها – باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه . لو تأملنا هذا الحديث للحظة ،لفهمنا أنه لا يتعلق ولا يقصد بيان عقيدة وليس موضوعه عن العقيدة ،ولكنه يقصد تأسيس نقطة عملية تعبدية ،وهي أنه يفترض بنا فعل شيء ما في الثلث الأخير من الليل : أن نقوم ونصلي وندعو الله!! لهذا السبب عندما عَنْوَن الإمام النووي صحيح مسلم ،وبَوَّبه تبويبه وتقسيمه الموجود عليه حالياً ،عَنْوَن لهذا الحديث بـ : (باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه) ولم يترجم له بـ ( باب نزول الله ) مثلا .. أما في ما يتعلق بمعنى ( ينزل ) الواردة في الحديث فإن الإمام النووي يعلق قائلا : (هذا الحديث من أحاديث الصِّفات وفيه مذهبان مشهوران للعلماء سبق إيضاحهما في كتاب الإيمان ومختصرهما أنَّ: أحدهما: وهو مذهب جمهور السَّلف وبعض المتكلِّمين: أنَّه يؤمن بأنَّها حقُّ عَلَى ما يليق باللَّه، وأنَّ ظاهرها المتعارف في حقِّنا غير مراد، ولا يتكلَّم في تأويلها، مع اعتقاد تنزيه الله عن صفات المخلوق وعن الانتقال والحركات وسائر سمات الخلق. والثَّاني: مذهب أكثر المتكلِّمين وجماعات من السَّلف، وهو محكيٌّ هنا عن مالك بن أنس والأوزاعيِّ: أنَّها تتأوَّل عَلَى ما يليق بها بحسب مواطنها، فعَلَى هذا تأوَّلوا هذا الحديث تأويلين: أحدهما: تأويل مالك بن أنس وغيره معناه: تنزل رحمته وأمره وملائكته، كما يقال: فعل السُّلطان كذا إذا فعله أتباعه بأمره. والثَّاني: أنَّه عَلَى الاستعارة، ومعناه: الإقبال عَلَى الدَّاعين بالإجابة واللُّطف، واللَّه أعلم. ( انتهى من شرح الإمام النووي على مسلم) (ويلاحظ العلامة علي قاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ) : أن الإمام مالك والإمام الأوزاعي والذين هما من السلف قد تأول كلاهما (ينزل ) تأويلا مفصلا دقيقا ،وكذلك فعل الإمام جعفر الصادق بل إن جمهور السلف والخلف قالوا بأن كل من يؤمن بأن الله يوجد في جهة حسية هو كافر كما نص على ذلك العراقي بكل وضوح قائلاً أن هذا هو موقف أبو حنيفة ومالك والشافعي والأشعري والبلقيني. (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح – ط بيروت طار إحياء التراث المجلد الثاني صفحة 137) ويجدر بنا هنا أن ننبه أن العراقي قد وصل رتبة حافظ ،(شخص قد حفظ أكثر من مائة ألف حديث عن ظهر قلب ) ، بينما الملا علي قاري هو محدث له أعمال مرجعية في الأحاديث الموضوعة، ما يعني أن كلاهما كان له المؤهلات والمقومات الكافية للتأكد من سند أي موقف يروي انه، ولهذا السبب فإن روايتهما لموقف العلماء من القائل بالجهة الحسية وتكفيرهم له لها وزنها واعتبارها ووجاهتها . ولكن لعله من المناسب اليوم أن نقول أن المسلم الذي يعتقد أن الله موجود في السماء، أو في أعلى ليس كافرا، وذلك لأن شبهة نشر بدعة التجسيم من قبل البعض بأموال البترودولار بهذا الشكل المكثف الذي يقلب الليل نهاراً والنهار ليلا، تجد له عذر الجهل وعموم البلوى. وقد كانت بدعة التجسيم هذه محصورة فيما مضى في بضعة أسماء تعد على اليد من مجسمة الحنابلة الذين تم فضحهم ودفعهم مرة تلو الأخرى من بقية فضلاء الحنابلة المتقدمين أنفسهم من أمثال ابن الجوزي الذي خاطب رفقائه الحنابلة في كتابه النفيس القيم،دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه قائلا : (وقد أخذوا - أي بعض الحنابلة - بالظاهر في الأسماء والصفات .. ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى، ولا إلى إلغاء ما توجبه الظواهر من سمات الحَدَث، ولم يَقْنَعُوا بأن قالوا : ( صفة فعل ) حتى قالوا: (صفة ذات)، ثم لما أثبتوا أنها صفات، قالوا : لا نحملها على توجيه اللغة، مثل ( يد ) على معنى نعمة وقدرة ، ولا ( مجيء وإتيان ) على معنى بِرٍّ ولطف ، ولا ( ساق ) على شدة ، بل قالوا : نحملها على ظواهرها المتعارفة والظاهر هو المعهود من نعوت الآدميين .. ثم يتحرجون من التشبيه ، ويَأْنَفُون من إضافته إليهم، ويقولون : ( نحن أهل السنة) !! ، وكلامهم صريح في التشبيه، وقد تبعهم خلق من العوام ، وقد نصحت التابع والمتبوع ، فقلت لهم : يا أصحابنا ، أنتم أصحاب نقل واتِّباع ، وإمامكم الأكبر أحمد بن حنبل رحمه الله يقول وهو تحت السياط : كيف أقول ما لم يُقَل ؟، فإياكم أن تبتدعوا في مذهبه ما ليس منه ، ثم قلتم في الأحاديث : (تُحْمَل على ظاهرها ) !! ، وظاهر القدم، الجارحة، فإنه لما قيل في عيسى عليه الصلاة والسلام : ( روح الله ) ، اعتقدت النصارى لعنهم الله تعالى أن لله سبحانه وتعالى صفةً هي روح وَلَجَت في مريم !! ، ومن قال : (استوى بذاته المقدسة ) فقد أجراه سبحانه مجرى الحِسِّيَّات !! ، وينبغي أن لا يُهْمَل ما ثبت به الأصل ، وهو العقل ، فإنا به عرفنا الله تعالى ، وحكمنا له بالقِدَم ، فلو أنكم قلتم : (نقرأ الأحاديث ونسكت ) ، لما أنكر أحد عليكم ، وإنما حَمْلُكُم إياها على الظاهر قبيح فلا تُدخلوا في مذهب هذا الرجل الصالح السلفي ما ليس منه ، ولقد كسيتم هذا المذهب شيناً قبيحاً حتى صار لا يُقال حنبلي إلا مجسم ، ثم زينتم مذهبكم أيضا بالعصبية ليزيد بن معاوية ، ولقد علمتم أن صاحب المذهب أجاز لعنته، وقد كان أبو محمد التميمي يقول في بعض أئمتكم : لقد شان المذهب شيناً لا يُغسل إلى يوم القيامة. انتهى كلام الإمام ابن الجوزي منتقدا مجسمة الحنابلة في كتابه النفيس ( دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه ) المكتبة التوفيقية 1976 . ويبدو من استقراء التاريخ أن هذه العقائد الفاسدة المجسِّمة تمكنت من البقاء حية لبضعة قرون في نواحي خراسان وأفغانستان وبعض المواضع الأخرى من الشرق .. وقد لاحظ الإمام العلامة الكوثري قدس الله سره أن ابن تيمية الحنبلي قد وقع على تفاصيل هذه العقائد الفاسدة من بعض المخطوطات عن النحل والفرق عندما تدفقت مكتبات العلماء على دمشق مع القوافل الهاربة من غزو المغول والتتار الهمج القادمين من الشرق .. وقد قرأ ابن تيمية رحمه الله هذه المخطوطات دون معونة أستاذ أو شيخ متوقد الذهن ثاقب الفكر ،ونتيجة لذلك غاب عنه فساد ما في هذه المخطوطات، وآمن واعتقد بما فهمه منها وتطور به الأمر إلى أن أصبح داعية لهذه العقائد ومنافحا عنها في كتبه وأعماله . ( راجع السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل.) وقدحوكم وسجن بسبب هذه العقائد الفاسدة عدة مراتقبل موته وقدن قل الإمام النويري وكذلك ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة عنه أنه تاب عن هذه العقائد الفاسدة وعاد إلى اعتقاد أهل السنة والجماعة بعد محاكمته واستتابته من قبل علماء زمانه وشهد على نفسه أنه يعود أشعريا رحمه الله وغفر له خطأه إن صدقت توبته. وقد صنفت مصنفات من قبل علماء من أمثال أبو حيان النحوي(ت 745 هـ ) وتقي الدين السبكي(ت 756) وبدر الدين ابن جماعة(ت 733 ) والأمير الصنعاني صاحب سبل السلام ( ت 1182) وتقي الدين الحسني صاحب كفاية الأخيار ( ت 829) وابن حجر الهيثمي(ت 974 هـ ) في الرد على عقيدة ابن تيمية .. وقد بقيت عقيدته مرفوضة من قبل جمهور المسلمين، وكل أهل السنة والجماعة لمدة أربعة قرون أخرى، حتى ظهرت حركة محمد بن عبد الوهاب في القرن الثامن عشر الميلادي، وكما هو معلوم فقد اتَّبعت هذه الحركة ابن تيمية في نقاط من العقيدة واتخذت منه مرجعيتها وسلفها . ولكن هذه العقائد لم تلقَ انتشارا ويتفاقم أمرها إلا بعد وصول الطباعة إلى العالم العربي وطباعة كتب ابن تيمية . ويذكر البعض أن تاجراً غنياً من وجهاء جدة دفع تكاليف طباعة كتاب منهاج السنة وعدة كتب أخرى لابن تيمية في العقيدة في مصر في نهايات القرن التاسع عشر الميلادي ،وبعثت من جديد هذه العقائد الفاسدة تحت اسم السلفية . ومن ذلك الحين حملت هذه الكتب والعقائد إلى كل الأنحاء مدفوعة بفيضان من التمويل الغزير المتدفق من دولة أو اثنتان من دول الخليج الغنية .. ونتيجة لهذه الجهود امتلأت المساجد في أنحاء العالم كله بكتب ومطويات وكتيبات تشرح هذه العقائد الفاسدة وتنشرها وأيضا امتلأت المساجد بشباب غِر يدفعون بهذه العقائد وينسبونها جهلاً إلى السلف الصالح من التابعين وتابعيهم وأئمة المسلمين الأوائل ، بمعونة سند ابن تيمية المشكوك فيه أصلا، أو في كثير من الأحيان دون أي سند ومن هنا تبرز لنا أهمية عدم تكفير عامة المسلمين إن قالوا بهذه العقائد الفاسدة، لأن مثل هذا النوع من الدعم المادي الضخم، يشتري النفوذ والإعلام والدعاية التي تقلب الحقائق وتلبسها على الناس البسطاء، والذين هم في أغلبهم لا يملكون القدرة أو الوقت على البحث والتنقيب والتعلم بأنفسهم .. لذا من المناسب، بل من الضروري عذر الناس بالجهل هنا إلى أن يُعَلَّموا أن الرب في الإسلام هو بشكل لا محدود أعظم وأعلى وفوق أن يكون رجلا ضخما أو شابا أمردا كما يصفه البعض كما أنه سبحانه أعظم من أن يكون محدودا بمكان وزمان اللذان هما في النهاية خلق من خلقه سبحانه وتعالى . الخلاصة فإذاً، نخلص إلى أن أهل السنة والجماعة يأخذون النصوص على ظاهرها، ويفهمونها حرفياً إلا إن كان هنالك سببٌ مصاحبٌ ، وقرينةٌ صارفةٌ تمنعهم من فهم تلك النصوص على ظاهرها . وفي حالة ( نزول ) الله أو كونه ( في السماء ) هنالك ما لا يحصى من الأسباب والقرائن الصارفة لهذه النصوص عن ظاهرها فأولاً : الفهم الحرفي لهذه النصوص، يجعل من المستحيل الجمع بينها وبين الكثير من النصوص الصحيحة الأخرى،والتي ينبغي أن تفهم هي أيضاً على ظاهرها كما فهمت تلك على ظاهرها فهنالك نصوص تتحدث عن كون الله (( مع )) العبد عند ذكره لله ((أقرب إليه من حبل الوريد)) ((أمامه )) حال صلاته ((أقرب )) إليه حال سجوده ((في السماء))عندما سأل رسول الله الجارية ((معكم أينما كنتم)) ووووووووو هذه النصوص، إن جمعت وفهمت كلها حرفيا على ظاهرها، فإنها غير واضحة ومتناقضة تماما ولا ينتفي هذا التناقض إلا بفهمها مجازيا ورمزيا، وبتأويلها على مقتضى لغة العرب كما فعل علماء أهل السنة والجماعة منذ السلف إلى الخلف وثانيا : فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد فصَّل كل العقائد التي يجب على المسلم الإيمان بها في جوابه على سؤال جبريل عليه السلام، ولم يأت على ذكر كَوْنِ الله في السماء أو في أي مكان آخر . وثالثا : فإن كوَْنَ الله ( في السماء ) كما الطيور والسحاب والطائرات والكواكب والملائكة والأنبياء والجنان وووووو على المعنى الظاهر لـ ( في السماء)،تنافي بشكل قاطع عقيدة القرآن القائلة بـ (( ليس كمثله شيء )) كما أنها تنافي عقيدة ( غِنَى ) الله المذكورة في عدة مواضع من القرآن، لأن ما احتاج إلى خلق من حلقه(السماء ) ليكون فيه أو يستوي عليه حقيقة ( العرش ) فهو قطعا ليس الله الموصوف بالغنى التام في محكم التنزيل وإنما وثن يعبده الجاهلون . والله وحده الغني ،وأنتم الفقراء ، وهو ولي التوفيق وعليه التكلان اللهم اهدنا لما اختلفوا فيه،وأنر بصائرنا وعقولنا، وَنَقِّ سرائرنا ونفوسنا بجاه الواسطة العظمى سيدنا محمد النبي الأمي . آمين انتهى هانى على الرضا صل يا قديم الذات عدد الحوادث .. على المصطفى المعصوم سيد كل حادث إدارة الصوفية |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() يا أخ جمال ها قد جاءك صدى صوتك، لقد نصحك الاخوة بعدم التعنت ولكن اردت غير ذلك، فلا تغتر بتك النقولات التي استدللت بها ونسيت ان تقول للاعضاء بأن هناك راي اخ غير هذا، فهاهو امامك وقد ساعدناك لوجه الله. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 8 | ||||
|
![]() اقتباس:
ذلك الموقع الزنديق الذي تنقل منه مقالاتك وتنهل منه علمك وحده دليل كاف شاف لكل اعضاء المنتدى ليعلموا ان الذين يردون على اهل السنة هم في حقيقة الامر ينحدرون من سلالة عبدة القبور والاولياء الصاحين، و كل عضو من اعضاء ذلك المنتدى الذي تنقل منه هدفه في هذا الوجود ان يصبح قبرا او وليا صالحا ليصبح تاجا يعبد، لذلك تجدهم ينشرون عقيدة ان الله في كل مكان بما في ذلك المزابل والقبور وبذلك تبدء عقيدة الحلول فالمشبع بهذه الزندقة يعتبر انه هو الله والله هو كما قال ابن عربي الزنديق والحلاج وغيرهم ممن يريد نشر فكرهم اما اهل السنة فالههم على العرش في السماء وهو العلي الاعلى فوق كل شيء ليس كمثله شيء وهو القائل والسميع والبصير كما جاء في القرآن الكريم ليس كما يدعي الزنديق ان القائل الرحمن على العرش استوى والله في السماء كافر فمن عجائب الامور ان التزندق يجعل الزنديق يرى التسليم بظاهر القران الكريم كفر ..... عجب جدا |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 9 | ||||
|
![]() اقتباس:
أو كالجفري الذي يقول يستطيع الله ان يخلق ولدا مكن دون أب ولك ان تفهم ماذا يقصد ؟ لأن الله خلق عيسى ابن مريم من دون أب |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() الآيات الدالة على استواء الله على عرشه فوق سماواته |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() الأحاديث الدالة على استواء الله على عرشه فوق سماواته وأنه بائن من خلقه |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() هل الله في السماء؟ حديث الجارية أين الله حديث الجارية أين الله ماذا يقول أهل العلم بحديث الجارية الذي فيه لفظ : أين الله ، فقالت الجارية : في السماء ؟ حديث الجارية روي بعدة ألفاظ مختلفة منها ما رواه الإمام ابن حبان في صـحيحـه عن الشريد بن سويد الثقفي قال قلت يا رسول الله إن أمي أوصت أن نعتق عنها رقبة وعندي جارية سوداء قال: ادع بها فجاءت فقال: من ربك؟ قالت: الله، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة. ورواه أيضا بهذا اللفظ النسائي في الصغرى وفي الكبرى والإمام أحمد في مسنده والطبراني والبيهقي ورواه أيضا بهذا اللفظ ابـن خزيمة في كتابه الذي سماه كتاب التوحيد من طريق زياد بن الربيع عن بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن الشريد. ومنها ما رواه الإمام مسلم في صحيحه باب تحريم الكلام في الصلاة دون كتاب الإيمان من طريق هلال بن أبي ميمونة عن عطاء ابـن يسار عن معاوية بن الحكم السُّلَمي قال: وكانت لي جارية ترعى غنما لي قِبَلَ أُحد والجوَّانية فاطَّلَعتُ ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها وأنا رجل من بني ءادمَ ءاسفُ كما يأسفون لكني صككتها صكَّةً فأتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظَّمَ ذلك علي قُلتُ يا رسول الله أفلا أُعتقُها؟ قال: إئتني بها، فأتيته بها، فقال لها: أين الله؟ قالت في السماء، قال: من أنا؟قالت أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنةٌ. وجاء من وجه ءاخر عند الإمام مالك في الموطأ: باب ما يجوز من العتق في الرقاب الواجبة بلفظ: أين الله وبلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا الله بزيادة: أتوقنين بالبعث بعد الموت دون لفظ: فإنها مؤمنة من طريق ابن شهاب في الثانية. وفي رواية لابن الجارود بلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ قالت: نعم، قال: أتشهدين أني رسول الله؟ قالت: نعم، قال: اتوقنين بالبعث بعد الموت؟ قالت نعم، قال: اعتقها فإنها مؤمنة. وهي رواية صحيحة. وفي رواية لأبى داود في سننه: باب: تشميت العاطس في الصلاة، وباب: في الرقبة المؤمنة ، من طريق يزيد بن هارون قال أخبرني المسعودي عن عون بن عبد الله عن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجارية سوداء فقال: يا رسول الله إن عليَّ رقبة مؤمنة، فقال لها: أين الله؟ فأشارت إلى السماء بإصبعها، فقال لها: من أنا؟ فأشارت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى السماء، يعني أنت رسول الله. وفي لفظ من طريق الحجاج بن الصواف قالت في السماء.. وفي رواية لأحمد أنها أشارت إلى السماء بإصبعها السبابة وفي رواية لعبد الرزاق في مصنفه باب ما يجوز من الرقاب بلفظ: أين ربك؟ فأشارت إلى السماء. وبلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا لله؟ قالت نعم. كذا روى الدارمي في السنن بلفظ: أتشهدين من حديث الشريد قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إن على أمي رقبة وإن عندي جارية سوداء...الحديث. وقد جاءت رواية: أيـن الله التي رواها عطاء بن يسار بلفظ ءاخر من طريق سعيد بن زيد عن توبة العنبري عن عطاء بن يسار قال حدثني صاحب الجارية وهي بلفظ: فمد النبي يده إليها مستفهما من في السمـاء؟ قالت الله... الحديث. أي دون أن يقول لها لفظ أين الله الذي يتشبث به المتعصبون مـن وهابية وغيرهم تبعا لشيخهم ابن تيمية لإثباتهم الحيز والجهة لله. وأوردها الذهبي في كتاب العلو وذكر سندها المزي في تحفة الأشراف. قال فيه الإمام النووي في شرح صحيح مسلم الجزء الخامس كتاب المساجد ومواضع الصَّلاة باب تحريم الكلام في الصَّلاة ونسخ ما كان من إباحته : " هذا الحديث من أحاديث الصّفات، وفيها مذهبان تقدَّم ذكرهما مرَّات في كتاب الإيمان: أحدهما: الإيمان به من غير خوض في معناه، مع اعتقاد أنَّ الله ليس كمثله شىء، وتنـزيهه عن سمات المخلوقات. والثَّاني: تأويله بما يليق به. فمن قال بهذا قال: كان المراد امتحانها هل هي موحِّدة تقرُّ بأنَّ الخالق المدبِّر الفعَّال هو الله وحده، وهو الَّذي إذا دعاه الدَّاعي استقبل السَّماء، كما إذا صلَّى المصلِّي استقبل الكعبة، وليس ذلك لأنَّه منحصر في السَّماء، كما أنَّه ليس منحصراً في جهة الكعبة، بل ذلك لأنَّ السَّماء قبلة الدَّاعين، كما أنَّ الكعبة قبلة المصلِّين، أو هي من عبدة الأوثان العابدين للأوثان الَّتي بين أيديهم، فلمَّا قالت: في السَّماء علم أنَّها موحِّدة وليست عابدة للأوثان. قال القاضي عياض: لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدِّثهم ومتكلِّمهم ونظَّارهم ومقلِّدهم أنَّ الظَّواهر الواردة بذكر الله في السَّماء كقوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} [الملك: 16] ونحوه ليست على ظاهرها بل متأوّلة عند جميعهم" انتهى. وقال الحافظ أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي في كتابه المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ما نصه : " وقيل في تأويل هذا الحديث: إن النبي صلى الله عليه وسلم سألها بأين عن الرتبة المعنوية التي هي راجعة إلى جلاله تعالى وعظمته التي بها باين كلَّ مَن نُسبت إليه الإلهية وهذا كما يقال: أين الثريا من الثرى؟! والبصر من العمى؟! أي بعُدَ ما بينهما واختصت الثريا والبصر بالشرف والرفعة على هذا يكون قولها في السماء أي في غاية العلو والرفعة وهذا كما يقال: فلان في السماء ومناط الثريا" اهـ . وقال الرازي أيضا في كتابه أساس التقديس: " إن لفظ أين كما يجعل سؤالا عن المكان فقد يجعل سؤالا عن المنـزلة والدرجة يقال أين فلان من فلان فلعل السؤال كان عن المنـزلة وأشار بها إلى السماء أي هو رفيع القدر جدا " .اهـ وفي كتاب إكمال المعلم شرح صحيح مسلم للإمام محمد بن خليفة الأبي ما نصه: وقيل إنما سألها بأين عما تعتقده من عظمة الله تعالى، وإشارتها إلى السماء إخبار عن جلاله في نفسها، فقد قال القاضي عياض لم يختلف المسلمون في تأويل ما يوهم أنه تعالى في السماء كقوله تعالى: {ءأمنتم من في السماء}.اهـ ومثله في كتاب مكمل إكمال الإكمال شرح صحيح مسلم للإمام محمد السنوسي الحسني. وقال الإمام محمد بن أحمد السرخسي الحنفي المتوفى سنة 483 هـ في كتابه المبسوط، المجلد الرابع (الجزء 7) >> [تابع كتاب الطلاق] >> باب العتق في الظهار : فأما الحديث فقد ذكر في بعض الروايات: أن الرجل قال عليّ عتق رقبة مؤمنة، أو عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق الوحي أن عليه رقبة مؤمنة، فلهذا امتحنها بالإيمان، مع أن في صحة ذلك الحديث كلامًا فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أين الله فأشارت إلى السماء) ولا نظن برسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يطلب من أحد أن يثبت لله تعالى جهة ولا مكانًا، ولا حجة لهم في الآية، لأن الكفر خبث من حيث الاعتقاد، والمصروف إلى الكفارة ليس هو الاعتقاد إنما المصروف إلى الكفارة المالية، ومن حيث المالية هو عيب يسير على شرف الزوال"اهـ. وقال القاضي أبو بكر بن العربي في شرح سنن الترمذي : " أين الله؟ والمراد بالسؤال بها عنه تعالى المكانة فإن المكان يستحيل عليه.اهـ وقال الحافظ ابن الجوزي في دفع شبه التشبيه بعد رواية حديث معاوية بن الحكم : قلت " قد ثبت عند العلماء أن الله تعالى لا يحويه السماء والأرض ولا تضمه الأقطار وإنما عرف بإشارتها تعظيم الخالق عندها.اهـ وقال الباجي: لعلها تريد وصفه بالعلو وبذلك يوصف كل من شأنه العلو فيقال فلان في السماء بمعنى علو حاله ورفعته وشرفه.اهـ وقال البيضاوي: لم يرد به السؤال عن مكانه فإنه منـزه عنه والرسول أعلى من أن يسأل ذلك.اهـ وقال الإمام الحجة تقي الدين السبكي في رده على نونية ابن قيم الجوزية المسمى بالسيف الصقيل: أما القول فقوله صلى الله عليه وسلم للجارية: أين الله؟ قالت في السماء، وقد تكلم الناس عليه قديما وحديثا والكلام عليه معروف ولا يقبله ذهن هذا الرجل لأنه مشَّاء على بدعة لا يقبل غيرها.اهـ قال الفخر الرازي: وأما عدم صحة الاحتجاج بحديث الجارية في إثبات المكان له تعالى فللبراهين القائمة في تنـزه الله سبحانه عن المكان والمكانيات والزمان والزمانيات، قال الله تعالى: {قل لمن ما في السموات والأرض قل لله} [الأنعام:12] وهذا مشعر بأن المكان وكل ما فيه ملك لله تعالى، وقال تعالى: {وله ما سكن في الليل والنهار} [الأنعام:13] وذلك يدل على أن الزمان وكل ما فيه ملك لله تعالى فهاتان الآيتان تدلان على أن المكان والمكانيات والزمان والزمانيات كلها ملك لله تعالى وذلك يدل على تنـزيه الله سبحانه عن المكان والزمان.اهـ وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر الأنصاري الخزرجي الأندلسي القرطبي المفسر في كتاب التذكار في أفضل الأذكار: لأن كل من في السموات والأرض وما فيهما خلق الله تعالى وملك له وإذا كان كذلك يستحيل على الله أن يكون في السماء أو في الأرض إذ لو كان في شىء لكان محصورا أو محدودا ولو كان كذلك لكان محدثا وهذا مذهب أهل الحق والتحقيق وعلى هذه القاعدة قوله تعالى: {ءأمنتم من في السماء} وقوله عليه السلام للجارية: أين الله؟ قالت في السماء، ولم يُنكر عليها وما كان مثله ليس على ظاهره بل هو مؤول تأويلات صحيحة قد أبداها كثير من أهل العلم في كتبهم.اهـ الحافظ أبو سليمان الخطابي قال الحافظ أبو سليمان الخطابي في شرحه على أبي داود ما نصه: وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: أعتقها فإنها مؤمنة ولم يكن ظهر لـه من إيمانها أكثر من قولـه حين سألها أيـن الله فقالت: في السماء وسألها من أنا فقالت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن هذا السؤال عن أمارة الإيمان وسمة أهله وليس بسؤال عن أصل الإيمان وصفة حقيقته ولو أن كافرا يريد الانتقال من الكفر إلى دين الإسلام فوصف من الإيمان هذا القدر الذي تكلمت به الجارية لم يصر به مسلما حتى يشهد أن لا إلـه إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويـتـبرى من دينه الذي كان يعتقده، وإنما هذا كرجل وامرأة يوجدان في بيت فيقال للرجل من هذه منك فيقول زوجتي وتصدقه المرأة فإنا نصدقهما في قولهما ولا نكشف عن أمرهما ولا نطالبهما بشرائط عقد الزوجية حتى إذا جاءانا وهما أجنبيان يريدان ابتداء عقد النكاح بينهما فإنا نطالبهما حينئذ بشرائط عقد الزوجية من إحضار الولي والشهود وتسمية المهر كذلك الكافر إذا عرض عليه الإسلام لم يقتصر منه على أن يقول إني مسلم حتى يصف الإيمان بكماله وشرائطه وإذا جاءنا من نجهل حاله بالكفر والإيمان فقال إني مسلم قبلناه وكذلك إذا رأينا عليه أمارة المسلمين من هيئة وشارة ونحوهما حكمنا بإسلامه إلى أن يظهر لنا منه خلاف ذلك.اهـ. كلام نفيس للإمام السهيلي ولأبي القاسم السهيلي على هذا الحديث كلام نفيس ومن كلامه فيما نقله الشيخ محمد الشنقيطي في كتابه استحالة المعية بالذات ما نصه: السؤال بأين ينقسم إلى ثلاثة أقسام اثنان جائزان وواحد لا يجوز: الأول: على جهة الاختبار للمسؤول ليعرف مكانه من العلم والإيمان كسؤاله عليه الصلاة والسلام للأمة. والثاني: السؤال عن مستقر ملكوت الله تعالى وموضع سلطانه كعرشه وكرسيه وملائكته. والثالث: السؤال بأين عن ذات الرب سبحانه وتعالى وهذا سؤال فاسد لا يجوز ولا يجاب عنه سائله، وإنما سبيل المسؤول عنه أن يبين له فساد سؤاله كما قال سيدنا علي كرم الله تعالى وجهه ورضي عنه حين سئل: أين الله؟ فقال: الذي أين الأين لا يقال فيه أيـن. فبين للسائل فساد سؤاله بأن الأينية مخلوقة والذي خلقها لا محالة قد كان قبل أن يخلقها ولا أينية له وصفات نفسه لا تتغير فهو بعد أن خلق الأينية على ما كان قبل أن يخلقها، وإنما مثل هذا السائل كمن سأل عن لون العلم أو طعم الظن أو الشك فيقال له من عرف حقيقة العلم أو الظن ثم سأل هذا السؤال فهو متناقض لأن اللون والطعم من صفات الأجسام وقد سألت عن غير جسم فسؤالك فاسد محال لتناقضه.اهـ الإمام البياضي وفي كتاب إشارات المرام للإمام البياضي ممزوجا بالمتن: ولا يتطرق إليه سمات الـحدوث والفناء كما أشار إليه بقوله فيه [وعليه] أي يُخرّج على أنه يدعى من أعلى ويوصف بنعوت الجلال وصفات الكبرياء [ما روي في الحديث أن رجلا] وهو عمرو بن الشريد كما رواه أبو هريرة وعبد الله بن رواحة كما بيّنه الإمام في مسنده بتخريج الحارثي وطلحة والبلخلي والخوارزمي [أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأمة سوداء فقال: وجب علي عتق رقبة مؤمنة] قال: إن أمي هلكت وأمرت أن أعتق عنها رقبة مؤمنة ولا أملك إلا هذه وهي جارية سوداء أعجمية لا تدري ما الصلاة أفتجزيني هذه؟ عما لزم بالوصية كما في مصنف الحافظ عبد الرزاق وليس في الروايات الصحيحة أنها كانت خرساء كما قيل [فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أمؤمنة أنت؟ قالت نعم، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: أين الله؟] سائلا عن المنزلة والعلو على العباد علوّ القهر والغلبة، ومشيرا أنه إذا دعاه العباد استقبلوا السماء دون ظاهره من الجهة، لكن لما كان التنـزيه عن الجهة مما يقصر عنه عقول العامة فضلا عن النساء حتى يكاد يجزم بنفي ما ليس في الجهة، كان الأقرب إلى إصلاحهم والأليق بدعوتهم إلى الحق ما يكون ظاهرا في الجهة كما في شرح المقاصد، [فأشارت إلى السماء] إشارة إلى أعلى المنازل كما يقال فلان في السماء أي رفيع القدر جدا كما في التقديس للرازي [فقال: أعتقها فإنها مؤمنة]. ثم قال: [فأشار إلى الجواب بأن السؤال والتقرير لا يدلان على المكان بالجهة لمنع البراهين اليقينية عن حقيقة الأينية]. ثم قال البياضي: الرابعة: أنه عليه الصلاة والسلام أراد امتحانها هل تُقرُّ بأن الخالق الفعال المتعالي هو الله الذي إذا دعاه الداعي استقبل السماء كما دل السؤال والتقرير كما في شرح مسلم للنووي، وإليه أشار بترتيب التخريج أنه يدعى من أعلى لا من أسفل. الخامسة: أنها كانت أعجمية لا تقدر أن تفصح عما في ضميرها من اعتقاد التوحيد بالعبارة فتعرف بالإشارة أن معبودها إله السماء فإنهم كانوا يسمون الله إله السماء كما دل السؤال، والاكتفاء بتلك الإشارة كما في الكفاية لنور الدين البخاري.اهـ الإمام المازري المالكي وفي كتاب استحالة المعية بالذات وما يضاهيها من متشابه الصفات للشيخ المحدث محمد الشنقيطي ما نصه: وقال المازري: وقيل وقع السؤال لها بأين لأجل أنه صلى الله عليه وسلم أراد السؤال عما تعتقده من جلالة البارئ وعظمته جل وعلا، فأشارت إلى السمـاء إخباراً عن جلالته سبحانه وتعالى في نفسها، لأنها قبلة الداعين كما أن الكعبة قبلة المصلين.اهـ الإمام ابن فورك وقال الإمام الحجة أبو بكر بن فورك: إن معنى قوله صلى الله عليه وسلم: أين الله؟ استعلام لمنـزلته وقدره عندها وفي قلبها وأشارت إلى السماء فدلت بإشارتها على أنه في السماء عندها على قول القائل إذا أراد أن يخبر عن رفعة وعلو منـزلة فلان في السماء أي هو رفيع الشأن عظيم القدر كذلك قولها في السماء على طريق الإشارة إليها تنبيها عـن مكانته في قلبها ومعرفتها به وإنما أشارت إلى السماء لأنها كانت خرساء فدلت بإشارتها على مثل دلالة العبارة على نحو هذا المعنى وإذا كان كذلك لم يجز أن يحمل على غيره مما يقتضي الحد والتشبيه والتمكين في المكان والتكييف.اهـ وقال بعض العلماء إن الرواية الموافقة للأصول هي رواية مالك وفيها أن الرسول قال لها:"أتشهدين أن لا إله إلا الله" قالت: "نعم" قال: "أتشهدين أني رسول الله" قالت: "نعم". أخرجها الإمامان إماما أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل ومالك بن أنس رضي الله عنهما. أما أحمد فأخرج عن رجل من الأنصار أنه جاء بأمَةٍ سوداء فقال: "يا رسول الله إن عليَّ رقبه مؤمنة فإن كنت ترى هذه مؤمنة فأعتقها" فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: "أتشهدين أن لا إله الا الله" قالت: "نعم"، قال: "أتشهدين أني رسول الله" قالت: "نعم"، قال: "أتؤمنين بالبعث بعد الموت" قالت: "نعم"، قال: "أعتقها"، ورجاله رجال الصحيح. وفي رواية لابن الجارود بلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ قالت: نعم، قال: أتشهدين أني رسول الله؟ قالت: نعم، قال: أتوقنين بالبعث بعد الموت؟ قالت نعم، قال: اعتقها فإنها مؤمنة. وهي رواية صحيحة. ومنها ما رواه الإمام ابن حبان في صـحيحـه عن الشريد بن سويد الثقفي قال قلت: يا رسول الله إن أمي أوصت أن نعتق عنها رقبة وعندي جارية سوداء قال: ادع بها، فجاءت فقال: من ربك؟ قالت: الله، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة. ورواه أيضا بهذا اللفظ النسائي في الصغرى وفي الكـبرى والإمام أحمد في مسنده والطبراني والبيهقي ورواه أيضا بهذا اللفظ ابـن خزيمة في كتابه الذي سماه كتاب التوحيد من طريق زياد بن الربيع عن بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن الشريد. قال بعض العلماء : ظاهر هذا الحديث ( الذي فيه حكم على الجارية بالإسلام لأنها قالت : في السماء ) يخالف الحديث المتواتر الذي رواه خمسة عشر صحابيا. وهذا الحديث المتواتر الذي يعارض حديث الجارية قوله عليه الصلاة والسلام: {أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله}. هذا الحديث فيه أنّ الرسول لا يحكم بإسلام الشخص الذي يريد الدخول بالإسلام إلا بالشهادتين. لأن من أصول الشريعة أن الشخص لا يحكم له بقول " الله في السماء " بالإسلام لأن هذا القول مشترك بين اليهود والنصارى وغيرهم وإنما الأصل المعروف في شريعة الله ما جاء في الحديث: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله "اهـ ولفظ رواية مالك : أتشهدين ، موافق للأصول . لذا حكم الحافظ أبو بكر البيهقي وغيره باضطراب حديث الجارية هذا. - الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى قال في " الأسماء والصفات " : " وهذا صحيح قد أخرجه مسلم مقطعا من حديث الاوزاعي وحجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير دون قصة الجارية ؟ وأظنه إنما تركها من الحديث لاختلاف الرواة في لفظه ، وقد ذكرت في كتاب الظهار من السنن مخالفة من خالف معاوية بن الحكم في لفظ الحديث " (انظر السنن الكبرى 7 / 388) . - الحافظ البزار قال بعد أن روى الحديث من طريق من طرقه (كما في كشف الاستار 1 / 14) : " وهذا قد روي نحوه بألفاظ مختلفة " . -قال الإمام محمد بن أحمد السرخسي الحنفي المتوفى سنة 483 هـ في كتابه المبسوط، المجلد الرابع (الجزء 7) >> [تابع كتاب الطلاق] >> باب العتق في الظهار : فأما الحديث فقد ذكر في بعض الروايات: أن الرجل قال عليّ عتق رقبة مؤمنة، أو عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق الوحي أن عليه رقبة مؤمنة، فلهذا امتحنها بالإيمان، مع أن في صحة ذلك الحديث كلامًا" اهـ - قال الامام الحافظ تقي الدين السبكي رحمه الله تعالى في كتابه " السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل " ص (94) : " أقول : أما القول : فقوله للجارية " أين الله ؟ قالت : في السماء " وقد تكلم الناس عليه قديما وحديثا والكلام عليه معروف ولا يقبله ذهن هذا الرجل "اهـ -الحافظ ابن حجر العسقلاني قال في " التلخيص الحبير " (3 / 223) ما نصه : " وفي اللفظ مخالفة كثيرة " اه . قال الحافظ في " فتح الباري " (1 / 221) : " فإن إدراك العقول لاسرار الربوبية قاصر فلا يتوجه على حكمه لم ولا كيف ؟ كما لا يتوجه عليه في وجوده أين وحيث . . " اه . - المحدث الكوثري حكم بالاضطراب في تعليقه على " الأسماء والصفات " ص (422) فقال : " وقصة الجارية مذكورة فيما بأيدينا من نسخ مسلم لعلها زيدت فيما بعد إتماما للحديث ، أو كانت نسخة المصنف ناقصة ؟ وقد أشار المصنف - أي البيهقي - إلى اضطراب الحديث بقوله (وقد ذكرت في كتاب الظهار - من السنن - مخالفة من خالف معاوية بن الحكم في لفظ الحديث) . . . " اه وفي تعليقه رحمه الله تعالى على كتاب الحافظ السبكي " السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل " ص (94) توسع في مبحث اضطرابه . - المحدث عبد الله ابن الصديق ذكر في تعليقه على كتاب " التمهيد " (7 / 135) للحافظ ابن عبد البر عن لفظ " أين الله " ما نصه : " رواه مسلم وأبو داود والنسائي . وقد تصرف الرواة في ألفاظه ، فروي بهذا اللفظ كما هنا وبلفظ " من ربك ؟ " قالت : الله ربي . وبلفظ " أتشهدين أن لا إله إلا الله ؟ " قالت : نعم . وقد أستوعب تلك الألفاظ بأسانيدها الحافظ البيهقي في السنن الكبرى بحيث يجزم الواقف عليها أن اللفظ المذكور هنا مروي بالمعنى حسب فهم الراوي . . . " و حديث الجارية ليس معناه أن الله ساكن السماء كما توهم بعض الجهلة بل لكان معناه أن الله عالي القدر جدا ، وعلى هذا المعنى أقر بعضهم صحة رواية مسلم هذه. ونقول للمشبهة : لو كان الأمر كما تدعون من حمل ءاية (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طـه:5) ) على ظاهرها وحمل حديث الجارية على ظاهره لتناقض القرءان بعضه مع بعض والحديث بعضه مع بعض ، فما تقولون في قوله تعالى ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)(البقرة: من الآية115)) فإمّا أن تجعلوا القرءان مناقضا بعضه لبعض والحديث مناقضا بعضه لبعض فهذا اعتراف بكفركم لأن القرءان ينـزه عن المناقضة وحديث الرسول كذلك ، وإن أولتم ءاية ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)(البقرة: من الآية115) ولم تأولوا ءاية الاستواء فهذا تحكّم أي قول بلا دليل . وقد روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كان أحدكم في صلاته فإنه يناجي ربه فلا يبصقن في قبلته ولا عن يمينه فإن ربه بينه وبين قبلته " ، وهذا الحديث أقوى إسنادا من حديث الجارية . وأخرج البخاري أيضا عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ": (يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنه معكم إنه سميع قريب، تبارك اسمه وتعالى جده). " . وفي مسند الامام أحمد :" أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم ما تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعا بصيرا ان الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته". اهـ فيقال للمعترض : إذا أخذت حديث الجارية على ظاهره وهذين الحديثين على ظاهرهما لَبَطَلَ زعمك أن الله في السماء وإن أَوَّلْت هذين الحديثين ولم تؤوِّل حديث الجارية فهذا تحكم ـ أي قول بلا دليل ـ ويصدق عليك قول الله في اليهود ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ )(البقرة: من الآية85) وكذلك ماذا تقول في قوله تعالى : ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)(البقرة: من الآية115) فإن أوَّلته فلِمَ لا تؤول حديث الجارية . وقد جاء في تفسير هذه الآية عن مجاهد تلميذ ابن عباس : " قِبلَةُ الله " ، ففسر الوجه بالقبلة ، أي لصلاة النفل في السفر على الراحلة . وفي صحيح مسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. فأكثروا الدعاء " . اهـ ونختم هذا الجواب بما في كتاب رد المحتار على الدر المختار > كتاب الصلاة > باب شروط الصلاة استقبال القبلة ) حقيقة أو حكما كعاجز ، والشرط حصوله لا طلبه، وهو شرط زائد للابتلاء قوله (للابتلاء ) علة لمحذوف أي شرطه الله تعالى لاختبار المكلفين لأن فطرة المكلف المعتقد استحالة الجهة عليه تعالى تقتضي عدم التوجه في الصلاة إلى جهة مخصوصة فأمرهم على خلاف ما تقتضيه فطرتهم اختبارا لهم هل يطيعون أو لا كما في البحر ح . قلت : وهذا كما ابتلى الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم حيث جعله قبلة لسجودهم. اهـ |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 13 | ||||
|
![]() اقتباس:
كلام صاحب الموضوع مليئ بالتلبيس والتدليس وحشو الألفاظ المجملة الحادثة التي قد تقبل حق وقد تقبل باطل وبيان ذلك: أولا:معنى الله في السماء لا يعني أن الله داخل السماء فهذا محال إنما يراد بالسماء العلو . كما يراد ب(في) (على) وهذا ليس من التأويل في شيء كما قال ابن الأعرابي : [كل ما علاك فهو سماء ]، ومما يؤكد أن السماء لفظ اصطلاحي يراد به العلو هو قول النبي صلى الله عليه وسلم ): الخيمة درّة طولها في السماء ستون ميلاً في كل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراهم الآخرون » (متفق عليه). يبين ذلك أيضاً قول الإمام النووي رحمه الله: « قوله (طولها في السماء) أي في العلو » [شرح النووي على مسلم ج 17/176]. يقول الحافظ ابن عبد البر رحمه الله : وأما قوله تعالى : ( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ ) الملك/16 فمعناه مَن على السماء يعني على العرش ، وقد يكون في بمعنى على ، ألا ترى إلى قوله تعالى : ( فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ) التوبة/2 أي : على الأرض . وكذلك قوله : ( وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ) طه/71 " انتهى. " التمهيد " (7/130) . وقال أبي الحسن الأشعري في كتاب الإبانة((ومنها قول الله عز وجل : ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) ثم قال : فالسموات فوقها العرش , فلما كان العرش فوق السموات قال : (أأمنتم من في السماء ) لأنه مستو على العرش الذي فوق السموات , وكل ما علا فهو سماء . فالعرش أعلى السموات , وليس إذا قال : ( أأمنتم من في السماء) يعني جميع السموات . وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السموات إلى أن قال : ورأينا المسلمين جميعاً يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء , لأن الله عز وجل مستو على العرش الذي هو فوق السموات , فلولا أن الله عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش)) . انتهى ثانيا:لفظ جسم لفظ مجمل لم يرد في الكتاب ولا في السنة فماذا تعنون به؟ أتعنون به أنه ما يتضمن مماثلة الله لشي من المخلوقات في شيء من صفاته,فالله سبحانه منزه عن أن يوصف بشيء من الصفات المختصة بالمخلوقين ,وكل ما اختص بالمخلوق فهو صفة نقص,والله تعالى منزه عن كل نقصو مستحق لغاية الكمال,وليس له مثل في شيء من صفات الكمال فهو منزه عن النقص مطلقا ومنزه في الكمال أن يكون له مثل كما قال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} سورة الإخلاص فبين أنه أحد صمد واسمه الأحد يتضمن نفى المثل واسمه الصمد يتضمن جميع صفات الكمال . وإذا كان الله ليس من جنس الماء والهواء ولا الروح المنفوخة فينا ولا من جنس الملائكة ولا الأفلاك فلأن لا يكون من جنس بدن الإنسان ولحمه وعصبه وعظامه ويده ورجله ووجهه وغير ذلك من أعضائه وأبعاضه أولى وأحرى. وإذا أردتم بالجسم المركب وهو ما كان مفترقا فركبه غيره, والمركب المعقول هو ما كان مفترقا فركبه غيره كما تركب المصنوعات من الأطعمة والثياب والأبنية ونحو ذلك من أجزائها المفترقة والله تعالى أجل وأعظم من أن يوصف بذلك بل من مخلوقاته ما لا يوصف بذلك ومن قال ذلك فهو من أكفر الناس وأضلهم وأجهلهم وأشدهم محاربة لله. وإن أردتم بالجسم ما يوصف بالصفات ,و يُرَى بالأبصار,ويتكلم,و يُكلِمْ,ويسمع,ويبصر,ويرضى ويغضب,فهذه المعاني ثابة للرب تعالى وهو موصوف بها,فلا ننفيها عنه بتسميتكم للموصوف بها جسما,ولا نرد ما أخبر به الصادق عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله لتسمية الأعداء الحديث لنا حشوية,ولا نجحد صفات خالقنا وعلوه على خلقه وإستواءه على عرشه,لتسمية الفرعونية المعطلة لمن أثبت ذلك مجسما مشبها. فإن كان تجسيما ثبوت استوائه ***على عرشه إني إذا لمجسم وإن كان تشبيها ثبوت صفاته***فمن ذلك التشبيه لا أتكتم وإن كان تنزيها جحود استوائه***وأوصافه أو كونه يتكلم فعن ذلك التنزيه نزهت ربنا***بتوفيقه والله أعلى وأعلم.وإن أردتم بالجسم ما يشار إليه إشارة حسية,فقد أشار إليه أعرف الخلق بأصبعه رافعا لها إلى السماء, يُشْهِدُ الجمع الأعظم مشيرا له. وإن أردتم بالجسم ما يقال أين هو؟فقد سأل أعلم الخلق به عنه بأين منبها على علوه على عرشه. وإن أردتم بالجسم ما يلحقه(من) و(إلى) فقد نزل جبريل من عنده ,ونزل كلامه من عنده,وعلاج برسوله صلى الله عليه وسلم إليه,وإليه يصعد الكلم الطيب,وعنده المسيح رفع إليه. وإن أردتم بالجسم ما يكون فوق غيره ,ومستويا على غيره ,فهو سبحانه فوق عباده مستو على عرشه. ثالثا:ما نقلته عن بعض الأئمة في نفي الحدود والجهات لا علاقة له ألتبة بنفي العلو فنحن نثبت العلو كما أثبت الله لنفسه ولا نخوض في الكيفية والكلام عن حدود وجهات وقعود وجلوس فكل هذا لم يثبت في الكتاب والسنة ولو ثبت لأثبتناه لأننا مؤمنون موحدون. شبهة الجهة : والجواب عنها ما قاله ابن تيمية في ( التدمرية ) ( ص 45 ) : قد يراد ب ( الجهة ) شيء موجود غير الله فيكون مخلوقا كما إذا أريد ب ( الجهة ) نفس العرش أو نفس السماوات وقد يراد به ما ليس بموجود غير الله تعالى كما إذا أريد بالجهة ما فوق العالم . ومعلوم أنه ليس في النص إثبات لفظ الجهة ولا نفيه كما فيه إثبات العلو والاستواء والوفوقية والعروج إليه ونحو ذلك وقد علم أن ما ثم موجود إلا الخالق والمخلوق والخالق سبحانه وتعالى مباين للمخلوق ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته فيقال لمن نفى : أتريد بالجهة أنها شيء موجود مخلوق ؟ فالله ليس داخلا في المخلوقات أم تريد بالجهة ما وراء العالم فلا ريب أن الله فوق العالم . وكذلك يقال لمن قال : الله في جهة . أتريد بذلك أن الله فوق العالم أو تريد به أن الله داخل في شيء من المخلوقات ؟ فإن أردت الأول فهو حق وإن أردت الثاني فهو باطل ). وقد يقول قائل : ((هل كان الله تعالى في هذا الحال – أي قبل خلق الكون – جهة وغيرها , إن قالوا نعم كفروا وتناقضوا ) شبهة ذكرها سعيد فودة. والجواب ما جاء في رسالة إثبات الفوقية للجويني : ((، فلما اقتضت الإرادة المقدسة بخلق الأكوان المحدثة المخلوقة المحدودة ذات الجهات اقتضت الإرادة المقدسة على أن يكون الكون له جهات من العلو، والسفل، وهو سبحانه منزه عن صفات الحدث، فكوَّن الأكوان، وجعل لها جهتا العلو والسفل، واقتضت الحكمة الإلهية أن يكون الكون في جملة التحت؛ لكونه مربوباً مخلوقاً، واقتضت العظمة الربانية أن يكون هو فوق الكون باعتبار الكون لا باعتبار فردانيته إذ لا فوق فيها ولا تحت، ولكن الرب سبحانه وتعالى كما كان في قدمه وأزليته، فهو الآن كما كان، لكن لما حدث المربوب المخلوق، والجهات، والحدود ذو الخلا، والملا، وذو الفوقية، والتحتية، كان مقتضى حكم عظمة الربوبية أن يكون فوق ملكه، وأن تكون المملكة تحته باعتبار الحدوث من الكون لا باعتبار القدم من المكون، فإذا أشير إليه يستحيل أن يشار إليه من جهة التحتية، أو من جهة اليمنى، أو من جهة اليسرى، بل لا يليق أن يشار إليه من جهة العلو والفوقية)). وما قيل في الجهة يقال في المكان والحد وغيرها من الألفاظ المحدثة التي أحدثها أهل الكلام ليحاربوا نصوص الكتاب والسنة. رابعا:أما عن قولكم(كان الله ولا مكان) فهذا صحيح نحن نقول به ولكن نسألكم:لما خلق الله العالم هل خلقه في نفسه أم خاجا عنها؟! سادسا:بلا شك أن الله خالق المكان والزمان فهو إذن فوق المكان والزمان على العرش حيث لا مكان ولا زمان . -إن قلتم ان إثبات العلو تشبيه بالمخلوق فنقول لكم إنكار العلو تشبيه بالعدم فالذي لا داخل ولا خارج يعتبر عدما. -إستدلالكم بحديث''اللهم أنت الأول فليس قبلك شىء، وأنت الآخر فليس بعدك شىء، وأنت الظاهر فليس فوقك شىء، أنت الباطن فليس دونك شىء" رواه مسلم، خلاصة الدرجة: صحيح . إستدلال باطل بل هو حجة عليكم يهدم أصولكم من أساسها لأن قول النبي صلى الله عليه وسلم((أنت الظاهر فليس فوقك شيء,وأنت الباطن فليس دونك شيء))إثبات صريح لفوقية الله على كل شيء,ونفيها عن كل شيء,فإن الظاهر معناه : هو العالي فوق كل شيء فلا شيء أعلى منه .وهذا غاية الكمال في العلو أن لا يكون فوق العالي شيء موجود ,والله موصوف بذلك. و النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((وأنت الباطن فليس دونك شيء)) ولم يقل : ((فليس تحتك شيء)). والمعنى : ليس دون الله شيء,لا أحد يدبر دون الله,لا أحد ينفرد بشيء دون الله,ولا أحد يخفى على الله,كل شيء فالله محيط به,ولهذا قال : (ليس دونك شيء)) يعني : لا يحول دونك شيء ,ولا يمنع دونك شيء,ولا ينفع ذا الجد منك الجد.....وهكذا قال ابن جرير : (( والباطن )) يقول : وهو الباطن لجميع الأشياء ، فلا شيء أقرب إلى شيء منه ، كما قال : (( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد )) . وقال الخطابي : (( الباطن )) هو المحتجب عن أبصار الخلق ، وهو الذي لايستولي عليه توهم الكيفية ، وقد يكون معنى الظهور والبطون احتجابه عن أبصار الناظرين ، وتجليه لبصائر المتفكرين ، ويكون معناه : العالم بما ظهر من الأمور ، والمطلع على ما بطن من الغيوب . قال ابن القيم : وهو تبارك وتعالى كما أنه العالي على خلقه بذاته فليس فوقه شيء ، فهو (الباطن) بذاته فليس دونه شيء ، بل ظهر على كل شيء فكان فوقه ، وبطن فكان أقرب إلى كل شيء من نفسه .... وبطونه سبحانه إحاطته بكل شيء بحيث يكون أقر ب إليه من نفسه .. فما من ظاهر إلا والله فوقه ، وما من باطن إلا والله دونه ... وعلا كل شيء بظهوره ، ودنا من كل شيء ببطونه ، فلا توارى منه سماءٌ سماءً ولا أرضٌ أرضاً ، ولا يحجب عنه ظاهر باطناً ، بل الباطن له ظاهر ، والغيب عنده شهادة ، والبعيد منه قريب والسر عنده علانية . فهذا الحديث إحدى حجج إثبات العلو لله تعالى . سابعا:كل ما نقلته من كلام أئمتك الأشاعرة إنما هو الكلام عن حد ومكان وجهة وباقي الألفاظ المحدثة التي لا علاقة لها بالعلو فإن نفي المكانؤ أو نفي الحد لا يلزم منه نفي علو الله على خلقه واستواءه على عرشه في شيء لأن هذه الألفاظ محدثة قد تحتمل حق كما تحتمل باطل . ولست أدري لما كلما نحدثكم عن العلو تحدثنا عن المكان والجهة والحد والجسم!!!!!. نحن لا نقول بهذه الألفاظ لأنها لم ترد لا في كتاب ولا في سنة. ثامنا:أما إستدلالكم بحديث ((إذا قام أحدكم إلى الصلاة ,فإن الله قبل وجهه ,فلا يبصق قبل وجهه)) على نفي العلو. فهو إستدلال باطل كاسد عاطل إذ لا تعارض بين هذا وبين علو الله تعالى على خلقه . لهذا قال ابن عبد البر تعليقا على الحديث((وقد نزع بهذا الحديث بعض من ذهب مذهب المعتزلة في أن الله عزوجل في كل مكان ,وليس على العرش,وهذا جدل من قائله))(2). وقد رد على الشبهة شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (5/101) : قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم : ( إذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إلَى الصَّلَاةِ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ فَلا يَبْصُقْ قِبَلَ وَجْهِهِ ) حَقٌّ عَلَى ظَاهِرِهِ ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ وَهُوَ قِبَلَ وَجْهِ الْمُصَلِّي ; بَلْ هَذَا الْوَصْفُ يَثْبُتُ لِلْمَخْلُوقَاتِ . فَإِنَّ الإِنْسَانَ لَوْ أَنَّهُ يُنَاجِي السَّمَاءَ أَوْ يُنَاجِي الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَكَانَتْ السَّمَاءُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ فَوْقَهُ وَكَانَتْ أَيْضًا قِبَلَ وَجْهِهِ اهـ . وقال أيضاً (5/672) : وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ مَنْ تَوَجَّهَ إلَى الْقَمَرِ وَخَاطَبَهُ - إذَا قُدِّرَ أَنْ يُخَاطِبَهُ - لا يَتَوَجَّهُ إلَيْهِ إلا بِوَجْهِهِ مَعَ كَوْنِهِ فَوْقَهُ ، فَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ لَهُ بِوَجْهِهِ مَعَ كَوْنِهِ فَوْقَهُ . . . فَكَذَلِكَ الْعَبْدُ إذَا قَامَ إلَى الصَّلاةِ فَإِنَّهُ يَسْتَقْبِلُ رَبَّهُ وَهُوَ فَوْقَهُ ، فَيَدْعُوهُ مِنْ تِلْقَائِهِ لا مِنْ يَمِينِهِ وَلا مِنْ شِمَالِهِ ، وَيَدْعُوهُ مِنْ الْعُلُوِّ لا مِنْ السُّفْلِ اهـ تاسعا:ذكر الله تعالى قربه من بعض عباده في حالتين اثنتين فقط: الأولى: ذكر في معرض إجابة دعاء من دعاه حيث يقول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} ومعنى القرب هنا واضح، وهو قرب إجابة من دعاه، إذ هو معه، قريب منه، يرى مكانه، ويسمع دعاءه، ويعلم ما يريد العبد أن يقوله قبل أن يقوله لأنه هو الذي وفقه ليدعوه، ثم هو الذي يجيب دعاءه، فهذا قربه من داعيه. يقول بعض أهل العلم: إن الآية المذكورة نزلت جواباً للصحابة رضي الله عنهم حين سألوا رسول الله عليه الصلاة والسلام قائلين: "ربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه"؟ فأنزل الله هذه الآية. الثانية: ذكر القرب في إثابة عابديه، والمتقربين إليه بالأعمال الصالحة، وذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "أقرب ما يكون العبد من ربه، وهو ساجد"، وقال عليه الصلاة والسلام: "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر"423. وورد في صحيح البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "كنا مع النبي عليه الصلاة والسلام في سفر، فارتفعت أصواتنا بالتكبير، فقال: "يا أيها الناس! أربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، إن الذي تدعونه سميع قريب، أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته". هكذا ينتهي الحديث عن المعية والقرب معاً بهد التوفيق بينهما، وبين علو الله تعالى على خلقه، لنثبت بأنه تعالى مع عباده، وقريب منهم وهو في علوه، والعلو وصف ذاتي له سبحانه، دائماً وأبداً.)) والسلف "أهل السنة والجماعة" يجرون هذه النصوص على ظاهرها وحقيقة معناها اللائق بالله عز وجل من غير تكييف ولا تمثيل. قال شيخ الإسلام ابن تيميه في شرح حديث النزول ص466 جـ5 من مجموع الفتاوى: "وأما دنوه نفسه وتقربه من بعض عباده فهذا يثبته من يثبت قيام الأفعال الاختيارية بنفسه، ومجيئه يوم القيامة ونزوله واستواءه على العرش، وهذا مذهب أئمة السلف وأئمة الإسلام المشهورين وأهل الحديث، والنقل عنهم بذلك متواتر". أهـ. فأي مانع يمنع من القول بأنه يقرب من عبده كيف يشاء مع علوه؟ وأي مانع يمنع من إتيانه كيف يشاء بدون تكييف ولا تمثيل؟ وهل هذا إلا من كماله أن يكون فعالاً لما يريد على الوجه الذي يليق به؟ وقال سبحانه وتعالى : ((فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ))]هود61[ وقال عز وجل : ((وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ))]هود90[. ومعلوم أن قوله: {قَرِيبٌ مُّجِيبٌ} مقرون بالتوبة والاستغفار، أراد به قريب مجيب لاستغفار المستغفرين التائبين إليه، كما أنه رحيم ودود بهم، وقد قرن القريب بالمجيب، ومعلوم أنه لا يقال: إنه مجيب لكل موجود، وإنما الإجابة لمن سأله ودعاه، فكذلك قربه سبحانه وتعالى. وقال تعالى : ((إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ))]الأعراف56[ فذكر الخبر وهو ((قريب)) عن لفظ ((الرحمة)) وهي مؤنثة,إيذانا بقربه تعالى من المحسنين,فكأنه قال : إن الله برحمته قريب من المحسنين. ويوضح ذلك : أن الرحمة لما كانت صفة من صفات الله تعالى,وصفاته قائمة بذاته,فإذا كانت قريبة من المحسنين,فهو قريب سبحانه منهم قطعا. فالرب تبارك وتعالى قريب من المحسنين، ورحمته قريبة منهم، وقربه يستلزم قرب رحمته. ففي حذف التاء ههنا تنبيه على هذه الفائدة العظيمة الجليلة. إن الله تعالى قريب من المحسنين، وذلك يستلزم القربين: قربه وقرب رحمته؛ ولو قال: إن رحمة الله قريبة من المحسنين،لم يدل على قربه تعالى منهم؛ لأن قربه تعالى أخص من قرب رحمته، والأعم لا يستلزم الأخص، بخلاف قربه، فإنه لما كان أخص استلزم الأعم، وهو قرب رحمته. فكان في بيان قربه سبحانه من المحسنين، من التحريض على الإحسان، واستدعائه من النفوس، وترغيبها فيه غاية حظ لها، وأشرفه وأجلُّه على الإطلاق، وهو أفضل إعطاء أُعطيه العبد، وهو قربه تبارك وتعالى من عبده، الذي هو غاية الأماني، ونهاية الآمال، وقرة العيون، وحياة القلوب، وسعادة العبد كلها. فكان في العدول عن ( قريبة ) إلى ( قريب ) من استدعاء الإحسان، وترغيب النفوس فيه، ما لا يختلف بعده إلا من غلبت عليه شقاوته، ولا قوة إلا بالله. فتبين بهذا : أن الله سبحانه وتعالى قريب من المحسنين بذاته ورحمته قربا ليس له نظير وهو مع ذلك فوق سماواته على عرشه فإنّ علوّه سبحانه على سمواته من لوازم ذاته فلا يكون قط إلاّ عاليا ولا يكون فوقه شيء البتة كما قال أعلم الخلق صلى الله عليه وسلم((وأنت الظاهر فليس فوقك شيء). والحمد لله رب العالمين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 14 | ||||
|
![]()
قبْحًا قبحا لمنْ نبَذَ القرآنَ وراءهُ فإذا استدلَّ يقولُ قال الأخطل النصراني. اقتباس:
أولا:إنَّ الاستواءَ فِي اللُّغةِ يُستعملُ على وجوهٍ: الأولُ: أنْ يكونَ مطلقًا غيرَ مقيَّدٍ فيكونُ معناهُ الكمالُ كقولهِ عزَّ وجلَّ: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} [القصص: 14]، وهذا معناهُ: كملَ وتمَّ. يقالُ: استوى النباتُ واستوى الطَّعامُ. الثاني: أنْ يكونَ مقرونًا بـ(الواو) فيكونُ بمعنى التساوي كقولهم: استوى الماءُ والخشبةُ. واستوى الليلُ والنَّهارُ. الثالثُ: أنْ يكونَ مقرونًا بـ(إلى) فيكون المعنى قصدَ إليهِ علوًّا وارتفاعًا كقولهِ سبحانه وتعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [البقرة: 29]. الرابعُ: أنْ يكونَ مقرونًا بـ(على) فيكونُ بمعنى العلوِّ والارتفاعِ كقولهِ سبحانه وتعالى: {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ} [الزخرف: 13]، وقولهِ: {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} [هود: 44] وقولهِ: {فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} [الفتح: 29]. هذه معاني الاستواءِ المعقولةِ فِي كلامهم، ليسَ فيهَا معنى (استولى) البتةَ، وَلاَ نقلهُ أحدٌ منْ أئمَّةِ اللُّغةِ الذينَ يُعْتَمَدُ قولهم، وإنَّما قالهُ متأخرو النُّفاةِ ممَّنْ سلكَ طريقَ المعتزلةِ والجهميَّةِ. الثاني: أنَّ الذينَ قالوا ذلكَ-من الذين نقل المدعوا بقذائف الحق- استدلوا بقولِ الشَّاعرِ: قد استوى بشْرٌ عَلَى العراقِ من غير سيْفٍ أو دمٍ مُهْـراق قالَ ابنُ كثيرٍ رحمه الله: وهذاَ البيتُ تستدلُّ بهِ الجهميَّةُ على أنَّ الاستواءَ على العرشِ بمعنى الاستيلاءِ، وهذا منْ تحريفِ الكلمِ عنْ مواضعهِ، وليستْ في بيتِ هذا النصرانيِّ حجةٌ ولا دليلٌ على ذلكَ، ولا أرادَ الله عزَّ وجلَّ باستوائهِ على عرشهِ استيلاَءهُ عليه - تعالى الله عنْ قولِ الجهميَّةِ علوًّا كبيرًا - فإنَّهُ إنَّما يقالُ: استولى على الشيءِ إذا كانَ ذلكَ الشيءُ عاصيًا عليهِ قبلَ استيلائهِ عليهِ، كاستيلاءِ بشرٍ على العراقِ، واستيلاءِ عبدِ الملكِ على المدينةِ بعدَ عصيانها عليهِ، وعرشُ الرَّبِّ لمْ يكنْ ممتنعًا عليهِ نفسًا واحدًا، حتَّى يقالَ استولى عليهِ، أو معنى الاستواءِ الاستيلاءِ، ولا تجدُ أضعفَ منْ حججِ الجهميَّةِ، حتَّى أدَّاهمُ الافلاسُ مِنَ الحججِ إلى بيتِ هذا النَّصرانيِّ المقبوحِ وليسَ فيه حجةٌ واللهُ أعلمُ[5]. وقدْ أنْشَدَ فيهمُ المنْشِدُ: قبْحًا لمنْ نبَذَ القرآنَ وراءهُ فإذا استدلَّ يقولُ قال الأخطل[6] الثالثُ: أنَّ أهلَ اللُّغةَ لمَّا سمعوا ذلكَ، أنكروهُ غايةَ الإنكارِ، ولمْ يجعلوه منْ لغةِ العربِ. قَالَ ابنُ الأعرابيِّ - وقد سئلَ: هل يصحُّ أنْ يكونَ (استوى) بمعنى استولى؟ - فقالَ: لا تعرفُ العربُ ذلكَ. وهوَ منْ أكابرِ أئمَّةِ اللُّغةِ. الرابعُ: أنَّ هذا تفسيرٌ لكلامِ الله بالرأيِ المجرَّدِ الَّذي لم يذهبْ إليهِ صاحبٌ وَلاَ تابعٌ، وَلاَ قالهُ إمامٌ منْ أئمَّةِ المسلمينَ، وَلاَ أحدٌ منْ أهلِ التفسيرِ الذينَ يحكونَ أقوالَ السَّلفِ. الخامسُ: أنَّ إحداثَ القولِ فِي تفسيرِ كتابِ الله الَّذي كانَ السَّلفُ والأئمَّةُ عَلَى خلافهِ يستلزمُ أحدَ أمرينِ: إمَّا أنْ يكونَ خطأً فِي نفسهِ، أو تكونَ أقوالُ السَّلفِ المخالفةِ لهُ خطأً، وَلاَ يشكُّ عاقلٌ أنَّهُ أولى بالغلطِ والخطأ منْ قولِ السَّلفِ. السادسُ: أنَّه أتى بلفظةِ (ثمَّ) التي حقيقتها الترتيبُ والمهلةُ، ولوْ كانَ معناهُ القدرةَ عَلَى العرشِ والاستيلاءَ عَلَيهِ؛ لمْ يتأخَّر ذلكَ إلى مَا بعد خلقِ السَّماواتِ والأرضِ، فإنَّ العرشَ كانَ موجودًا قبلَ خلقِ السَّماواتِ والأرضِ بخمسينَ ألفِ عام كَمَا ثبتَ عنهُ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدَّرَ مَقَادِيرَ الْخَلاَئِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ»[7]. وقالَ سبحانه وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7] فكيفَ يجوزُ أنْ يكونَ غيرَ قادرٍ وَلاَ مستولٍ عَلَى العرشِ إلى أنْ خلقَ السَّماواتِ والأرضَ؟!. السابعُ: أنَّ القائلَ بأنَّ معنى (استوى) بمعنى (استولى) شاهدٌ عَلَى الله أنَّه أرادَ بكلامهِ هذا المعنى، وهذهِ شهادةٌ لا علمَ لقائلهَا بمضمونها، بلْ هيَ قولٌ عَلَى الله بلا علمٍ، وقدْ حرَّم الله تعالى الكلامَ بلا علمٍ مطلقًا، وخصَّ القولَ عليهِ بلا علمٍ بالنَّهيِ، وأخبرَ أنَّ الذي يأمرُ بالقولِ بغيرِ علمٍ هو الشيطانُ فقالَ سبحانه وتعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء: 36] وقالَ سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ *} [البقرة: 169] وقال سبحانه وتعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ *} [الأعراف: 33]. فلوْ كانَ اللَّفظُ محتمِلًا لها فِي اللُّغةِ وهيهات!! لَمْ يجز أَنْ يشهدَ عَلَى الله أنَّهُ أرادَ هذا المعنى، بخلافِ منْ أخبرَ عَنِ الله تعالى أنَّهُ أرادَ الحقيقةَ والظاهرَ، فإنَّهُ شاهدٌ بما أجرى الله سبحانه عادتَهُ مِنَ خطابِ خلقهِ بحقائقِ لغتهم وظواهرها؛ كَمَا قَالَ سبحانه وتعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} [إبراهيم: 4]. فإذا كان الاستواءُ فِي لغةِ العرب معلومًا؛ كانَ هو المرادُ؛ لكونِ الخطابِ بلسانهم، وهو المقتضي لقيامِ الحجَّةِ عليهم فإذا خاطبهم بغيرِ مَا يعرفونَهُ كانَ بمنزلةِ خطابِ العربيِّ بالعجمية. قالَ ابنُ قدامة رحمه الله: إنَّ المتأوِّلَ يجمعَ بينَ وصفِ الله تعالى بصفةٍ ما وصفَ بها نفسَهُ ولا أضافها إليهِ، وبين نفيِ صفةٍ أضافها الله تعالى إليهِ. فإذا قالَ: معنى استوى «استولى» فقدْ وصفَ الله تعالى بالاستيلاءِ واللهُ تعالى لم يصفْ بذلكَ نفسَهُ، ونفى صفةَ الاستواءِ مع ذكرِ الله تبارك وتعالى لهَا في القرآنِ في سبعةِ مواضعَ. أفمَا كانَ اللهُ سبحانه وتعالى قادرًا على أنْ يقولَ: «استولى» حتَّى جاءَ المتكلِّفُ المتأوِّلُ فتطرَّف وتحكَّمَ على الله سبحانهُ وعلى رسولهِ؟ تعالى الله عمَّا يقولُ الظَّالمونَ علوًّا كبيرًا![8]. الثامنُ: أنَّهُ لا يقالُ لمنِ استولى عَلَى بلدةٍ ولم يدخلْهَا ولمْ يستقرَّ فيها بلْ بينهُ وبينها بعدٌ كثيرٌ: أنَّهُ قَدِ استوى عليها، فلا يقالُ استوى أبو بكرٍ عَلَى الشامِ، وَلاَ استوى عمرُ عَلَى مصرَ والعراقِ، ولا قَالَ أحدٌ قطٌّ استوى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى اليمنِ، مع أنَّهُ استولى خلفاؤهُ عَلَى هذهِ البلادِ، ولم يزلْ الشعراءُ يمدحونَ الملوكَ والخلفاءَ بالفتوحاتِ، فلمْ يسمَعْ عنْ قديمٍ منهم جاهليٍّ وَلاَ إسلاميٍّ وَلاَ محدثٍ أنَّهُ مدحَ أحدًا قطُّ أنَّهُ استوى عَلَى البلدِ الفُلانيِّ الّذي فتحهُ واستولى عَلَيهِ، فهذهِ دواوينهم وأشعارهم موجودةٌ. التاسعُ: أنَّهُ لَوْ كانَ الاستواءُ بمعنى الملكِ والقهرِ؛ لجازَ أنْ يقالَ: استوى عَلَى ابنِ آدمَ وعلى الجبلِ وعلى الشَّمسِ والقمرِ وعلى البحرِ والشجرِ والدَّوابِ، وهذا لا يطلقهُ مسلمٌ. «ولا استعملَ ذلكَ أحدٌ مِنَ المسلِمينَ في كلِّ شيءٍ، ولا يوجدُ في كتابٍ ولا سنةٍ، كما استعملَ لفظُ الربوبيةِ في العرشِ خاصَّةً {رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة: 129] وفي كلِّ شيءٍ عامَّةً {رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} [الأنعام: 164] وكذلكَ لفظُ الخلقِ ونحوه مِنَ الألفاظِ التي تخصُّ، وتعمُّ. كقولهِ سبحانه وتعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ *} [العلق: 1 - 2] فالاستواءُ مِنَ الألفاظِ المختصَّةِ بالعرشِ، لا تضافُ إلى غيرهِ لا خصوصًا ولا عمومًا»[9]. العاشرُ: أنَّهُ إِذَا فسِّرَ الاسْتِوَاءُ بالغلبةِ والقهرِ؛ عادَ معنى هذه الآياتِ كلِّها إلى أنَّ الله تعالى أعلمَ عبادهُ بأنَّهُ خلقَ السَّماواتِ والأرضَ ثمَّ غلبَ العرشَ بعدَ ذلكَ وقهرهُ وحكمَ عَلَيهِ، أفلا يستحي مِنَ الله مَنْ فِي قلبهِ أدنى وقارٍ لله ولكلامهِ أنْ ينسبَ ذلكَ إليهِ، وأنَّهُ أرادهُ بقوله: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]؛ أي: اعلموا يا عبادي أنِّي بعدَ فراغي منْ خلقِ السَّماواتِ والأرضِ غلبتُ عرشي وقهرتهُ واستوليتُ عَلَيهِ؟!. الحادي عَشَرَ: أنَّ أئمَّةَ السنَّةِ متَّفقونَ عَلَى أنَّ تفسيرَ الاسْتِوَاءِ بالاستيلاءِ إنَّما هو متلقًّى عَنِ الجهميَّةِ والمعتزلةِ والخوارجِ..فلا يجوزُ العدولُ عنْ تفسيرِ الصَّحابةِ والتَّابعينَ إلى تفسيرهمْ. الثاني عَشَرَ: أنَّ الاستيلاءَ يكونُ مَعَ مزايلةِ المستولي للمستولى عَلَيهِ ومفارقتهِ؛ كَمَا يقالُ: استولى عثمانُ بنُ عفَّانَ عَلَى خراسانَ، واستولى عبدُ الملكِ بنُ مروانَ عَلَى بلادِ المغربِ، واستولى الجوادُ عَلَى الأمدِ، قَالَ الشاعرُ: ألا لمثلكَ أوْ مَنْ أنتَ سـابقُهُ سَبْقَ الجَوادِ إذا استولى عَلَى الأمَدِ فجعلهُ مستوليًا عَلَيهِ بعدَ مفارقتهِ لهُ وقطعِ مسافتهِ، والاستواءُ لا يكونُ إلَّا مَعَ مجاورةِ الشَّيءِ الَّذي يستوى عَلَيهِ؛ كَمَا في قولهِ تعالى: {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} [هود: 44] {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ} [الزخرف: 13]، وقولهِ: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ} [المؤمنون: 28]، وهكذا فِي جميعِ مواردهِ فِي اللُّغةِ التي خوطبنا بها، وَلاَ يصحُّ أنْ يقالَ: استوى عَلَى الدَّابة والسطحِ إِذَا نزل عنها وفارقها؛ كَمَا يقالُ: استولى عليها، هَذَا عكسُ اللُّغةِ وقلبُ الحقائقِ، وهذا قطعيٌّ بحمدِ الله. الثالثُ عَشَرَ: أنَّ نقلَ معنى الاسْتِوَاءِ وحقيقتهِ كنقلِ لفظهِ، بل أبلغُ فإنَّ الأمَّةَ كلَّها تعلمُ بالضَّرورةِ أنَّ الرسولَ أخبرَ عنْ ربِّهِ بأنَّهُ استوى عَلَى عرشِهِ، منْ يحفظُ القرآنَ منهم ومنْ لا يحفظهُ، وهذا المعنى عندهم كَمَا قَالَ مالكٌ وأئمَّةُ السنَّةِ: الاسْتِوَاءُ غيرُ مجهولٍ، كَمَا أنَّ معنى السَّمعِ والبصرِ والقدرةِ والحياةِ والإرادةِ وسائرِ مَا أخبرَ بهِ عنْ نفسهِ معلومٌ، وإنْ كانتْ كيفيَّتهُ غيرَ معلومةٍ للبشرِ؛ فإنَّهم لم يُخَاطَبُوا بالكيفيَّةِ، ولم يردْ منهم العلمُ بها، فإخراجُ الاسْتِوَاءِ عنْ حقيقتهِ المعلومةِ؛ كإنكارِ ورودِ لفظهِ؛ بل أبلغُ، وهذا ممَّا يعلمُ أنَّهُ مناقضٌ لما أخبرَ الله بهِ ورسولُهُ. الرابعُ عَشَرَ: أنَّ الله سبحانه وتعالى وصفَ نفسَهُ بأنَّهُ بيَّنَ لعبادهِ غايةَ البيانِ - وبيانُ الرَّبِّ تعالى فوقَ كلِّ بيانٍ ـ، وأمرَ رسولَهُ بالبيانِ، وأخْبرَ أنَّهُ أنْزلَ عليهِ كتابهُ ليبيِّنَ للنَّاسِ، وقدْ فعلَ سبحانهُ مَا عليهِ، وفعلَ رسولُهُ ما عليهِ، فماذا نشأَ بعدَ ذلكَ إلَّا أنْ نأتيَ بمَا علينا، كما قال الزهْريُّ: «مِنَ الله الرسالة، وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم البلاغُ، وعَلَيْنَا التَّسْليمُ»[10] فهذا البيانُ الذي تَكَفَّلَ بهِ سبحانهُ، وأمرَ بهِ رسولهُ، إمَّا أنْ يكونَ المرادُ بهِ بيانَ اللَّفظِ وحدهُ، أو المعْنى وحدهُ، أو اللَّفظِ والمعْنى جميعًا، ولا يجوزُ أنْ يكونَ المرادُ بهِ بيانَ اللَّفظِ دونَ المعْنى، فإنَّ هذا لا فائدةَ فيهِ، ولا يحْصلُ به مقْصودُ الرسالةِ[11]، بل كانَ ترْكهُ أنْفعَ مِنَ الاتيانِ بهِ؛ فإنَّ الاتيانَ بهِ إنَّما حصلَ منهُ إيهامُ المحالِ والتَّشْبيهِ، وأوْقعَ الأمَّةَ في اعْتقادِ الباطلِ. ولا ريبَ أنَّ هذا إذا نسبَ إلى آحادِ النَّاسِ كانَ ذمُّهُ أقْربَ مِنْ مدْحهِ؛ فكيفَ يليقُ نسبتهُ إلى مَنْ كلامهُ هدًى وشفاءٌ، وبيانٌ ورحمةٌ؟ هذا منْ أمْحلِ المحالِ[12]؛ بلْ كانتْ عنايتهُ ببيانِ المعْنى أشدَّ منْ عنايتهِ ببيانِ اللَّفظِ، وهذا هوَ الذي ينْبغي، فإنَّ المعْنى هو المقْصودُ، وأمَّا اللَّفظُ فوسيلةٌ إليهِ ودليلٌ عليهِ، فكيفَ تكونُ عنايتهُ بالوسيلةِ أهمَّ منْ عنايتهِ بالمقْصودِ؟ وكيفَ نتيقنُ بيانَهُ للوسيلةِ، ولا نتيقنُ بيانهُ للمقْصودِ؟ وهلْ هذا إلَّا منْ أبينِ المحال؟! الخامسُ عَشَرَ: أنَّ الله سبحانه وتعالى ذمَّ المحرِّفينَ للكلمِ، والتَّحريفُ نوعان: تحريفُ اللَّفظِ، وتحريفُ المعنى. أمَّا في اللَّفظِ، فمثالهُ نصبُ اسمِ الجلالةِ بدلَ رفعهِ في قولهِ تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] ليكونَ التكليمُ منْ موسى عليه السلام. وأمَّا في المعنى؛ كتحريفِ معنى الاستواءِ إلى الاستيلاءِ. ولو تدبَّرَ المشتغلونَ بعلمِ الكلامِ كتابَ الله، لمنعهم ذلكَ منْ تبديلِ الاستواءِ بالاستيلاءِ، لأنَّ الله جلَّ وعلا يقولُ في محكمِ كتابهِ: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ *} [البقرة: 59]. ويقولُ: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ *} [الأعراف: 162]، فالقولُ الذي قالهُ الله لهم، هوَ قولهُ حطةٌ، فقالوا حنطةٌ وهي القمحُ. «فَلَقُوا من البلاء ما لَقُوا - وإنَّما زادوا حَرْفًا في الكلمة ـ؛ يُعَرِّفُهُمْ أنَّ الزيادةَ في الدِّين والابتداعَ في الشَّرعِ عظيمُ الخَطَرِ. وإذا كانَ تغييرُ كلمةٍ في بابِ التوبةِ - وذلكَ أمرٌ يرجعُ إلى المخلوقِ - يوجبُ كلَّ ذلكَ العذابِ؛ فما ظنُّكَ بتغييرِ ما هوُ خبرٌ عنْ صفاتِ المعبودِ؟!»[13]. وأهلُ التَّأويلِ قيلَ لهم: على العرشِ استوى. فزادوا لامًا فقالوا: استولى. وهذهِ اللامُ التي زادوها أشبهُ شيءٍ بالنُّونِ التي زادهَا اليهودُ في قولهِ تعالى: {وَقُولُوا حِطَّةٌ} [البقرة: 58]. قال ابن القيِّمِ رحمه الله: أُمِـرَ اليهودُ أن يقولوا حِطَّةٌ فَأَبَوْا وقالوا حِنْطَةٌ لِهَوَانِ وكذلكَ الجهميُّ قيل له استوى فأَبَى وزادَ الحَرْفَ للنُّقْصَانِ قَالَ اسْتَوَى اسْتَوْلَى وذَا مِنْ جَهْلِهِ لغةً وعقلًا مَا هما سيَّانِ نُون اليهودِ ولامُ جَهْمِيٍّ هما فِي وَحْيِ رَبِّ العرشِ زَائِدَتَانِ وكذلكَ الجَهْميُّ عَطَّـلَ وَصْفَهُ وَيَهُودُ قَدْ وَصَفُوهُ بالنُّقْصَانِ فَهُـمَا إِذًا فِي نَفْيِهِمْ لِصفَاتِهِ الـ عُلْيَا كَمَا بَيَّنْتُهُ أَخـَـوَانِ[14] ولا شكَّ أنَّ منْ بدَّل استوى بـ(استولى) لم يتَّبعْ ما أوحيَ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم. فعليهِ أنْ يجتنبَ التبديلَ ويخافَ العذابَ العظيمَ، الذي خافهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لو عصا الله فبدَّلَ قرآنًا بغيرهِ المذكورُ في قولهِ تبارك وتعالى: {قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [يونس: 15]. وأهلُ [التَّحريفِ] لم ينكروا أنَّ كلمةَ القرآنِ هي استوى، ولكنْ حرَّفوها وقالوا في معناها استولى وإنَّما أبدلوها بها، لأنَّها أصلحُ في زعمهمْ منْ لفظِ كلمةِ القرآنِ، لأنَّ كلمةَ القرآنِ توهمُ غيرَ اللائقِ، وكلمَةُ استولى في زعمهم هي المنـزِّهةُ اللائقةُ بالله مَعَ أنَّهُ لا يعقلُ تشبيهٌ أشنعُ منْ تشبيهِ استيلاءِ اللهِ على عرشهِ المزعومِ، باستيلاءِ بشرٍ على العراقِ. وليسَ بلائقٍ قطعًا، إلَّا أنَّهُ يقولُ: إنَّ الاستيلاءَ المزعومَ منـزَّهٌ، عنْ مشابهةِ استيلاءِ الخلقِ، معْ أنَّهُ ضربَ لهُ المثلَ باستيلاءِ بشرٍ على العراقِ واللهُ يقولُ: {فَلاَ تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ *} [النحل: 74][15]. ونحنُ نقولُ: أيُّها المؤوِّلُ هذا التَّأويل، نحنُ نسألكَ إذا علمتَ أنَّهُ لا بدَّ منْ تنـزيهِ أحدِ اللَّفظينِ أعنىَ لفظَ (استوى) الذي أنزلَ الله بهِ الملَكَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم قرآنًا يتلى، كلُّ حرفٍ منهُ عشرُ حسناتٍ ومنْ أنكرَ أنَّهُ منْ كتابِ الله كفرَ. ولفظة استولى التي جاءَ بها قومٌ منْ تلقاءِ أنفسهم منْ غيرِ استنادٍ إلى نصٍّ منْ كتابِ الله ولا سنَّةِ رسولهِ ولا قولِ أحدٍ مِنَ السَّلفِ. فأيُّ الكلمتينِ أحقُّ بالتنـزيهِ في رأيِكَ؟![16]. والظَّاهر أنَّك ستضطرُ إلى أنْ تقولَ: إنَّ كلامَ ربِّ العالمينَ أحقُّ بالتنزيهِ منْ كلامٍ جاءَ بهِ ناسٌ منْ تلقاءِ أنفسهم منْ غيرِ استنادٍ إلى دليلٍ منْ نقلٍ ولا عقلٍ إلَّا إذا كنت مُكَابِرًا، والمُكَابِرُ لا داعي للكلامِ معهُ {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ *} [الأنعام: 104][17]. وهذه الوجوهُ كافيةٌ شافيةٌ نافعةٌ لمنْ أرادَ الهدايةَ. ونختمُ هذا الفصلَ بنقطتينِ: إحداهُما: أنَّهُ ينبغي للمُؤَوِّلِينَ أنْ يتأمَّلُوا آيةً منْ «سورةِ الفرقان» وهيَ قولهُ تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَانُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان: 59] ويتأمَّلوا معها قولَهُ تعالى في سورةِ فاطر: {وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر: 14]. فإنَّ قولَهُ في الفرقانِ: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان: 59] بعدَ قولهِ: {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الفرقان: 59] يدلُّ دلالةً واضحةً: أنَّ الله الذي وصفَ نفسهُ بـ «الاستواءِ» خبيرٌ بما يصفُ بهِ نفسهُ لا تخفى عليهِ الصِّفةَ اللائقةَ منْ غيرهَا. ويفهمُ منهُ: أنَّ الذي ينفي عنهُ «صِفَةَ الاسْتِوَاءِ» ليسَ بخبيرٍ، نعمْ هُو واللهِ ليسَ بخبيرٍ[18]. الثانيةُ: إنَّ السَّلَفِيِّينَ إذا قيلَ لهم: ما الدليلُ على أنَّ اللهَ تعالى فَوْقَ العَرْشِ؟ قالوا: قالَ اللهُ سبحانه وتعالى كذا، وقالَ رسولُهُ صلى الله عليه وسلم كذا. وأنتم إذا قيلَ لكم: ما الدليلُ على تفسيرِ الاستواءِ بالاستيلاءِ؟ قلتم: قالَ الأخْطلُ: استوى بشرٌ على العراقِ... بَنَيْتُمْ مذْهبَكُم على بيتِ شعرٍ منْ قولهِ، وتركْتُمْ الكتابَ والسُّنَّةَ؟! وهذا قطرةٌ منْ بحرٍ نبَّهنا بهِ تنْبيهًا يعلمُ بهِ اللَّبيبُ ما وراءهُ. وإلَّا لو أعْطينا هذا الموضعَ حقَّهُ - وهيهاتَ أنْ يصلَ إلى ذلكَ علْمنا، أوْ قدرتنا - لكتبنا فيهِ عدَّةَ أسْفارٍ، وكذا كلُّ وجهٍ منْ هذهِ الوجوهِ، فإنَّهُ لو بسطَ، وفصِّلَ لاحْتملَ سفرًا أو أكْثرَ[19]. فعلى المتأوِّل أنْ يجيبَ عنْ ذلكَ كلِّه! وهيهاتَ لهُ بجوابٍ صحيحٍ عنْ بعضِ ذلكَ! -------------------------------------------------------------------------------- [1] درء تعارض العقل والنقل (7/123). [2] انظر: شرح العقيدة الواسطية (ص107 - 108)، للعلامة: ابن عثيمين رحمه الله. [3] شرح العقيدة الواسطية (ص75)، للعلامة: محمد خليل هراس رحمه الله. [4] درء تعارض العقل والنقل (5/382). [5] البداية والنهاية (9/8 و273). [6] مجموع الفتاوى (6/297). [7] رواه مسلم (2653). [8] تحريمُ النظر في كتب الكلام (ص53)، للإمام: موفّق الدين ابن قدامة المقدسي رحمه الله. [9] انظر: مجموع الفتاوى (17/376). [10] أخرجه البخاري (6/2738) تعليقًا [طبعة دار ابن كثير، الطبعة الثالثة]. [11] الصواعق (ص737). [12] مختصر الصواعق (2/145). [13] الحوادث والبدع (ص27 - 28). [14] الكافية الشافية (ص157). [15] قال أبو هريرة رضي الله عنه لرجل: «يا ابنَ أخي! إذا حدَّثْتُكَ عنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حديثًا فلا تَضْرِبْ له الأمثالَ» أخرجه ابن ماجه في المقدمة، باب: تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والتغليظ على منْ عارضه (22)، وحسنه العلامة الألباني رحمه الله في «صحيح سنن ابن ماجه» (20). [16] أضواء البيان (7/452 - 453). [17] آداب البحث والمناظرة (2/161). [18] منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات (ص88)، للعلامة الشنقيطي رحمه الله. [19] الصواعق (ص917). [/size] |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() بيان من تأول الاستواء بالقهر بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بيان من تأول الاستواء بالقهر من تأول من علماء أهل السنة اولاً: بيان معنى استولى في لغة العرب تأتي استولى في اللغة بمعنى : 1- بلوغ الغاية : قال ابن منظور في (( لسان العرب )) (ج15/413) : (( استولى على الأمَد أي بلغ الغاية، ويقال استبق الفارسان على فرسيهما إلى غاية تسابقا إليها فاستولى أحدهما على الغاية إذا سبق الآخر، ومنه قول الذبياني: سَبْق الجوادِ إذا استولى على الأمد. واستيلاؤه على الأمد أن يغلب عليه بسبقه إليه، ومن هذا يقال : استولى فلان على مالي أي غلبني عليه )) ا هـ. 2- القهر : قال الفيومي في (( المصباح المنير )) (ص258) : (( واستولى عليه : غلب عليه وتمكن منه )) ا هـ، أي قهره وصار تحت تصرفه . 3- التملك : قال الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي في (( تاج العروس )) (ج10 /401) : (( واستولى على الشئ إذا صار في يده )) اهـ وهذا فيه أيضا معنى القهر . ثانياً بيان معنى استوى في لغة العرب الاستواء في كلام العرب منصرف على وجوه ، فيأتي بمعنى : 1- التمكن والاستقرار : ومنه قوله تعالى : { وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ } [ سورة هود ] أي أن سفينة نوح عليه السلام استقرت على جبل الجودي. ويقال : استوى الرجل على ظهر دابته أي استقر عليها ، قاله اللغويون وغيرهم . 2- الاستقامة والاعتدال : ومنه قوله تعالى : { فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ } [سورة الفتح ] أي الزرع ، والمراد بالاستواء في هذه الآية الاستقامة التي هي ضد الاعوجاج. قال المفسر أبو حيان في تفسيره (البحر المحيط ج8 / 103) ما نصه: (( فاستوى أي تم نباته على سوقه جمع ساق كناية عن أصوله )) ا هـ وقال البيضاوي في تفسيره ما نصه (أنوار التنـزيل م2/ج5/ص 86) : (( فاستقام على قصبه جمع ساق)) ا هـ ومثله قال النسفي في تفسيره (ج4/164) ، وقال القرطبي في تفسيره (ج16/295) : (( فاستوى على سوقه : على عوده الذي يقوم عليه فيكون ساقا له )) ا هـ. وقال الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي في شرح القاموس (ج10/188) ممزوجا بالمتن : (( (واستوى : اعتدل ) في ذاته، ومنه قوله تعالى : {فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ }[سورة الفتح ] )) ا هـ، ويقال : استوى الشئ اعتدل (لسان العرب ج14/414) . 3- التمام : ومنه قوله تعالى : { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى } [ سورة القصص ] )) أي تمت قوته الجسدية . ففي (( القاموس )) (ص1673) : (( واستوى الرجل : بلغ أشده )) ا هـ ، قال الحافظ محمد مرتضى الزبيدي شارح القاموس (ج10/189): (( فعلى هذا قوله تعالى : {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى } [سورة القصص ] )) ا هـ، وفي (( مختار الصحاح )) ما نصه (ص136) : (( واستوى الرجل : انتهى شبابه )) ا هـ ، وكذا في (( لسان العرب )) (ج14/414) وفيه أيضا ما نصه (ج14/414) : (( قال الفراء : الاستواء في كلام العرب على وجهين : أحدهما أن يستوى الرجل وينتهي شبابه وقوته ...)) ا هـ. وقال اللغوي الفيروزابادي ما نصه (بصائر ذوي التمييز ج2/106) : { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى } [ سورة القصص ] ، قوي واشتد)) ا هـ. 4- الاستيلاء أي القهر: يقال استوى فلان على بلدة كذا إذا احتوى على مقاليد الملك واستولى عليها وحازها . وقال اللغوي الفيومي في (( المصباح المنير ص 113)) ما نصه : (( واستوى على سرير الملك كناية عن التملك وإن لم يجلس عليه )) اهـ 5- النضج : وقال اللغوي الفيومي في (( المصباح المنير )) ما نصه (ص 113) : ( استوى الطعام أي نضج )اهـ 6- القصد أو الإقبال : قال اللغوي الفيومي في (( المصباح المنير)) ما نصه (ص 113) : ( واستوى إلى العراق : قصد)اهـ وقال ابن منظور في (( لسان العرب )) (ج14/414) : (( تقول : قد بلغ الأمير من بلد كذا وكذا ثم استوى إلى بلد كذا معناه قصد بالاستواء إليه )) اهـ، ثم قال : (( قال الفراء : تقول كان فلان مقبلا على فلان ثم استوى عليّ وإليَّ يشاتمني على معنى أقبل إليَّ وعليَّ )) ا هـ. 7- التماثل والتساوي : وفي (( المصباح المنير )) ما نصه (ص 113) : (( استوى القوم في المال إذا لم يفضل منهم أحد على غيره وتساووا فيه وهم فيه سواء )) ا هـ. وفي (( لسان العرب )) ما نصه (ج14/410) : (( استوى الشيئان وتساويا : تماثلا )) ا هـ. 8- الجلوس : يقال: استوى على السرير إذا جلس عليه . 9- العلو : قال ابن منظور في (( لسان العرب )) ما نصه (ج14/410) : (( قال الأخفش : استوى أي علا، تقول : استويت فوق الدابة وعلى ظهر البيت أي علوته )) اهـ . والاستواء بمعنى العلو قد يكون بالرتبة وقد يكون بالمكان وهذا مستحيل على الله . وقال اللغوي الفيروزابادي عند تعداد معنى الاستواء ما نصه (بصائر ذوي التمييز ج2/106) : (( بمعنى الركوب والاستعلاء : {ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ } [سورة الزخرف] أي ركبتم واستعليتم )) ا هـ. وللاستواء غير ذلك من المعاني ثالثاً بيان من تأول الاستواء الاستواء على العرش بالاستيلاء والقهر 1- اللغوي السلفي الأديب أبو عبد الرحمن عبد الله بن يحيى بن المبارك (ت237هـ) ، كان عارفا باللغة والنحو ، قال في كتابه (( غريب القرءان وتفسيره )) ما نصه : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [سورة طه ] : استوى : استولى )) اهـ . 2- الإمام اللغوي أبو إسحاق إبراهيم بن السَّرِي الزجاج (ت311هـ ) قال فيه الذهبي (السير ج14/360): (( نحوي زمانه)) اهـ، قال في كتابه ((معاني القرءان )) ما نصه : ((وقالوا : معنى استوى :استولى )) اهـ . 3- الإمام أبو منصور محمد بن محمد الماتريدي الحنفي (ت333هـ) إمام أهل السنة والجماعة ، قال في كتابه المسمى (( تأويلات أهل السنة )) في تفسير قوله تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه] ما نصه (4) : (( أو الاستيلاء [عليه ] وأن لا سلطان لغيره ولا تدبير لأحد فيه )) اهـ. 4- اللغوي أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت340هـ) قال فيه الذهبي (السير ج 15/475)ما نصه : ((شيخ العربية وتلميذ العلامة أبي إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج ، وهو منسوب إليه )) اهـ، قال في كتابه (( اشتقاق أسماء الله )) ما نصه: (( والعلي والعالي أيضا : القاهر الغالب للأشياء، فقول العرب : علا فلان فلانا أي غلبه وقهره كما قال الشاعر : فلما علونا واستوينا عليهم تركناهم صرعى لنسر وكاسر يعني غلبناهم وقهرناهم واستولينا عليهم )) اهـ. 5- الشيخ أبو بكر أحمد الرازي الجصاص الحنفي (ت370هـ) في كتابه (( أحكام القرءان )). 6- المفسر أبو الحسن علي بن محمد الماوردي (ت 450 هـ ) قال في تفسيره (( النكت والعيون )) ما نصه : {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [ سورة الأعراف ] : فيه قولان : ...والثاني : استولى على العرش كما قال الشاعر : قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق )) اهـ 7- قال الحافظ البيهقي ( ت 458هـ ) في كتابه (( الأسماء والصفات )) ما نصه : (( وفيما كتب إلي الأستاذ أبو منصور بن أبي أيوب أن كثيرا من متأخري أصحابنا ذهبوا إلى أن الاستواء هو القهر والغلبة )) اهـ. 8- أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي (ت478 هـ) في تفسيره (( الوجيز )). 9- الشيخ الحسين بن محمد الدامغاني الحنفي (ت478 هـ ) في كتابه (( إصلاح الوجوه )). 10- إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني الشافعي (ت 578هـ ) قال في كتابه (( الإرشاد )) ما نصه : (( الاستواء القهر والغلبة، وذلك شائع في اللغة إذ تقول : استوى فلان على المملك إذا احتوى على مقاليد الملك واستعلى على الرقاب )) اهـ. 11- الإمام عبد الرحمن بن محمد الشافعي المعروف بالمتولي (ت478 هـ ) قال في كتابه (( الغنية )) في دفع شبهة من منع تفسير الاستواء بالقهر ما نصه : فإن قيل الاستواء إذا كان بمعنى القهر والغلبة فيقضي منازعة سابقة وذلك محال في وصفه . وقلنا : والاستواء بمعنى الاستقرار يقتضي سبق الاضطراب والاعوجاج ، وذلك محال في وصفه )) اهـ. 12- اللغوي أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصبهاني (ت502 هـ ) قال في كتابه (( المفردات )) ما نصه : (( ومتى عُدِّي- أي الاستواء – بـ (( على )) اقتضى معنى الاستيلاء كقوله : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [سورة طه ] )) اهـ. 13- الشيخ الفقيه أبو حامد الغزالي الشافعي (ت505هـ ) قال في كتابه (( إحياء علوم الدين )) عندما تكلم عن الاستواء ما نصه : (( وليس ذلك إلا بطريق القهر والاستيلاء )) اهـ . 14- المتكلم أبو المعين ميمون بن محمد النسفي الحنفي ( ت508هـ ) قال في كتابه (( تبصرة الأدلة )) بعد أن ذكر معاني الاستواء وأن منها الاستيلاء ما نصه : (( فعلى هذا يحتمل أن يكون المراد منه : استولى على العرش الذي هو أعظم المخلوقات )) اهـ. 15- الإمام أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري ( ت514 هـ ) الذي وصفه الحافظ عبد الرزاق الطبسي بإمام الأئمة، قال في كتابه (( التذكرة الشرقية )) ما نصه : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }[سورة طه ]: قهر وحفظ وأبقى )) اهـ . 16- القاضي الشيخ أبو الوليد محمد بن أحمد المالكي قاضي الجماعة بقرطبة المعروف بابن رشد الجد (ت520هـ ): قال ما نصه : (( والاستواء في قوله تعالى : {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [ سورة الأعراف] معناه استولى )) اهـ، ذكره ابن الحاج المالكي في كتابه (( المدخل )) موافقا له ومقرا لكلامه . 17- العلامة الفقيه الأصولي أبو الثناء محمود بن زيد اللامشي الحنفي الماتريدي ( توفي في أوائل القرن السادس الهجري ) قال ما نصه: ((ووجه ذلك أن الاستواء قد يذكر ويراد به الاستقرار، وقد يذكر ويراد به الاستيلاء فيحمل على الاستيلاء دفعا للتناقض، وإنما خص العرش بالذكر تعظيما له كما خصه بالذكر في قوله تعالى : {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } [سورة التوبة ] وإن كان هو رب كل شئ)) اهـ. 18- الحافظ الكبير محدث الشام المؤرخ أبو القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله ( ت571هـ) : قال ما نصه : خلق السماء كما يشا ء بلا دعائم مستقلة لا للتحيز كي تكو ن لذاته جهة مقلة رب على العرش استوى قهرا وينـزل لا بنقلة 19- الإمام الحافظ المفسر عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي ت 597 هـ في كتابه دفع شبه التشبيه. 20- المفسر فخر الدين الرازي الشافعي (ت606هـ) : قال في تفسيره ما نصه : (( فثبت أن المراد استواؤه على عالم الأجسام بالقهر والقدرة والتدبير والحفظ )) اهـ، وقال في موضع ءاخر ما نصه : (( قال بعض العلماء : المراد من الاستواء الاستيلاء )) اهـ ، وقال في كتابه (( أساس التقديس : (( وإذا ثبت هذا ظهر أنه ليس المراد من الاستواء الاستقرار ، فوجب أن يكون المراد هو الاستيلاء والقهر وهذا مستقيم على قانون اللغة، قال الشاعر : قد استوى بشر على العراق )) ا هـ. 21- الشيخ المتكلم سيف الدين الآمدي الحنبلي ثم الشافعي (ت631هـ) ذكر في كتابه (( أبكار الأفكار )) أن تفسير الاستواء بالاستيلاء والقهر هو من أحسن التأويلات وأقربها . 22- الشيخ عبد العزيز بن عبد السلام الشافعي (ت660هـ ) في كتابه (( الإشارة إلى الإيجاز )). 23- الشيخ الفقيه القرافي المالكي (ت684هـ ) . 24- المفسر القاضي أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد البيضاوي الشافعي (ت685 هـ وقيل 691هـ ) قال في تفسيره (( أنوار التنـزيل )) ما نصه: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [سورة الأعراف ] : استوى أمره أو استولى )) اهـ. 25- المفسر أبو البركات عبد الله بن أحمد النسفي (ت 710هـ وقيل 701هـ ) قال في تفسيره(( مدارك التنـزيل )) ما نصه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه ] : استولى، عن الزجاج )) اهـ . 26- اللغوي محمد بن مكرم الإفريقي المصري المعروف بابن منظور (ت711هـ) قال في كتابه (( لسان العرب )) من غير أن يتعرض لتفسير ءاية الاستواء ما نصه : (( استوى: استولى، وظهر )) اهـ 27- المحدث الفقيه ابن المعلم القرشي (ت725 هـ) : ذكر في كتابه (( نجم المهتدي )) معاني الاستواء وأن منها الاستيلاء المجرد عن معنى المغالبة ، ولم يعترض على هذا التفسير ، نقله الكوثري في تعليقه على (( الأسماء والصفات )). 28- الشيخ أحمد بن يحيى بن إسماعيل بن جهبل الحلبي الشافعي (ت733هـ ) قال في رسالته التي ألفها في نفي الجهة عن الله ردا على ابن تيمية ما نصه : ((والاستواء بمعنى الاستيلاء )) اهـ ، نقله التاج السبكي في ((طبقاته )) . 29- القاضي محمد بن إبراهيم الشافعي الشهير ببدر الدين بن جماعة ( ت 733 هـ ) قال في كتابه (( إيضاح الدليل )) ما نصه: (( فقوله تعالى : { اسْتَوَى } يتعين فيه معنى الاستيلاء والقهر لا القعود والاستقرار )) اهـ . 30- الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد العبدري المغربي المالكي المعروف بابن الحاج ( ت 737 هـ ) كان من أصحاب العلامة الولي العارف بالله الزاهد المقرئ ابن أبي جمرة رحمه الله تعالى ونفعنا به ، ذكر في كتابه (( المدخل )) كلام ابن رشد الجد الذي ذكرناه ءانفا مؤيدا وموافقا له 31- الفقيه شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد المؤمن الشافعي المعروف بابن اللبان (ت749هـ ) في كتابه (( إزالة الشبهات )). 31- القاضي عبد الرحمن بن أحمد الإيجي (ت756 هـ ) في كتابه (( المواقف )) . 33- الإمام الفقيه تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي ( ت756هـ ) قال في كتابه (( السيف الصقيل )) ما نصه : ((فالمقدم على هذا التأويل – أي تأويل الاستواء بالاستيلاء – لم يرتكب محذورا ولا وصف الله تعالى بما لا يجوز عليه )) اهـ . 34- اللغوي المفسر أحمد بن يوسف الشافعي المعروف بالسمين الحلبي (ت756هـ ) قال في كتابه (( عمدة الحفاظ )) ما نصه : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [سورة طه] : أي استولى )) اهـ. 35- القاضي محمود بن أحمد القونوي الحنفي المعروف بابن السراج (ت770هـ ويقال 771هـ ) كما في كتابه (( القلائد )) . 36-اللغوي مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزابادي ( ت817هـ ) قال في كتابه ((بصائر ذوي التمييز )) عند ذكر معاني الاستواء ما نصه : (( بمعنى القهر والقدر: { اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ }[سورة الأعراف ] { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }[سورة طه ] )) اهـ . 37- الشيخ الفقيه تقي الدين الحصني الشافعي (ت829هـ ) قال في كتابه (( دفع شبه من شبه وتمرد )) في معرض بيان معنى الاستواء في اللغة ما نصه: (( ومنها الاستيلاء على الشئ )) اهـ . 38- الفقيه الأصولي كمال الدين محمد بن عبد الواحد الحنفي المعروف بابن الهمام (ت861هـ )قال في كتابه ((المسايرة )) ما نصه : (( أما كون المراد أنه – أي الاستواء – استيلاؤه على العرش فأمر جائز الإرادة )) اهـ . 39-الشيخ محمد بن سليمان الكافيجي (ت879هـ ) أحد مشايخ السيوطي قال في كتابه (( التيسير )) ما نصه : (( أما التأويل في العرف فهو صرف اللفظ إلى بعض الوجوه ليكون ذلك موافقا للأصول كما إذا قال القائل : الظاهر أن المراد من الاستواء في قوله تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[سورة طه ] هو الاستيلاء بما لاح لي من الدليل فذلك تأويل برأي الشرع )) اهـ. 40- المحدث الشيخ قاسم بن قطلوبغا الحنفي (ت879هـ ) قال في حاشيته على (( المسايرة )) ما نصه : ((قال أهل الحق بأن الاستواء مشترك بين معان ، والمعنى الأليق الاستيلاء )) اهـ . 41- الشيخ كمال الدين محمد بن محمد الشافعي المعروف بابن أبي شريف (ت906هـ ) شارح كتاب (( المسايرة)) لابن الهمام الذي مر ذكره ووافقه على التأويل باستولى . 42- قال الحافظ السيوطي الشافعي (ت 911هـ ) في كتابه (( الكنـز المدفون )) ما نصه : (( خص – أي الله – الاستواء عليه – أي العرش – وهو استواء استيلاء ، فمن استولى على أعظم المخلوقات استولى على ما دونه )) اهـ 43- الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني الشافعي (ت923هـ ) كما في شرحه على البخاري . 44- القاضي الشيخ زكريا بن محمد الأنصاري المصري الشافعي ( ت926 هـ ) كما في كتابه (( غاية الوصول شرح لب الأصول )) . 45- الشيخ أبو الحسن علي بن محمد المنوفي المالكي المصري ( ت939 هـ ) قال في كتابه (( كفاية الطالب )) ما نصه : (( معنى استوائه على عرشه أن الله تعالى استولى عليه استيلاء ملك قادر قاهر، ومن استولى على أعظم الأشياء كان ما دونه منطويا تحته، وقيل الاستواء بمعنى العلو أي علو مرتبه ومكانة لا علو المكان )) اهـ. 46- المفسر محمد بن مصطفى الحنفي المعروف بشيخ زاده (ت951هـ) كما في حاشيته على تفسير البيضاوي فقد قال : (( ولا يتوهم من استوائه على العرش كونه معتمدا عليه مستقرا فوقه بحيث لولا العرش لسقط ونزل لأن ذلك مستحيل في حقه تعالى لاتفاق المسلمين على أنه تعالى هو الممسك للعرش والحافظ [ له ] وأنه لا يحتاج إلى شئ مما سواه بل المراد من الاستواء على العرش والله أعلم الاستيلاء عليه ونفاذ التصرف ، وخص العرش بالاستيلاء عليه لأنه أعظم المخلوقات ، قال الشاعر : قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق )) اهـ 47- الشيخ يوسف بن عبد الله الأرميوني الشافعي (ت958 هـ ) في كتابه (( القول المعتمد )). 48- المفسر القاضي أبو السعود محمد بن محمد العمادي الحنفي ( ت982 هـ ) في تفسيره (( إرشاد العقل السليم )). 49- الشيخ أحمد بن غنيم النفراوي المالكي الأزهري (ت 1126 هـ ) في كتابه (( الفواكه الدواني ))، قال ما نصه : (( استوى أي استولى بالقهر والغلة استيلاء ملك قاهر وإله قادر، ويلزم من استيلائه تعالى على أعظم الأشياء وأعلاها استيلاؤه على ما دونه )) اهـ . 50- الشيخ المفسر سليمان بن عمر الشهير بالجمل الشافعي (ت1204 هـ ) نقل في حاشيته على تفسير الجلالين عن شيخه ما نصه : (( طريقة الخلف التأويل بتعيين محمل اللفظ فيؤولون الاستواء بالاستيلاء )) اهـ . 51- الحافظ اللغوي الفقيه محمد مرتضى الزبيدي الحنفي (ت1205هـ) قال في شرح الإحياء ما نصه : ((وإذا خيف على العامة لقصور فهمهم عدم فهم الاستواء إذا لم يكن بمعنى الاستيلاء إلا الاتصال ونحوه من لوازم الجسمية فلا بأس بصرف فهمهم إلى الاستيلاء صيانة لهم من المحذور، فإنه قد ثبت إطلاقه وإرادته لغة )) اهـ. 52- الشيخ محمد الطيب بن عبد المجيد المدعو ابن كيران المالكي (ت1227هـ ) في شرحه على ((المرشد المعين على الضروري من علم الدين (1/448) مفسرا الاستواء على العرش بالقهر والغلبة لقوله: فلما علونا واستوينا عليهم جعلناهم مرعى لنسر وطائر وقوله : قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق )) وخص العرش لأنه أعظم المخلوقات ، ومن استولى على أعظمها كان استيلاؤه على غيره أحرى )) اهـ . 53- الشيخ أحمد بن محمد المالكي الصاوي ( ت1241هـ ) كما في شرحه على جوهرة التوحيد )) اهـ . 54- الشيخ إدريس بن أحمد الوزاني الفاسي المولود سنة 1275هـ في (( نشر الطيب )) قال : (( الاستواء يطلق لغة على الاستقرار على الشئ ولكن لا يحمل على ظاهره كما تقول المشبهة بل المراد لازمه الذي هو الاستيلاء بالقهر والغلبة )) اهـ. 55- المحدث أبو عبد الله محمد بن درويش الحوت البيروتي الشافعي (ت1276هـ ) قال في رسالته (( الدرة البهية في توحيد رب البرية ))ما نصه : (( وقد أول الخلف الاستواء بالقهر والاستيلاء على العرش )) اهـ . 56- الشيخ إبراهيم محمد البيجوري الشافعي ( ت1277هـ ) كما في شرح (( جوهرة التوحيد)) 57- الشيخ محمد علاء الدين بن محمد أمين عابدين الدمشقي الحنفي (ت1306هـ) في كتابه (( الهدية العلائية )) قال ما نصه : (( وقالوا : (( استوى )) بمعنى استولى )) اهـ. 58- الشيخ محمد بن محفوظ الترمسي الأندنوسي ( كان حيا سنة 1329 هـ ) قال في تفسير قوله تعالى :{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } : (( فالظاهر من ذلك ليس مرادا اتفاقا، ثم السلف يفوضون علم حقيقته على التفصيل إلى الله ، والخلف يؤولونه إلى أن المراد من الاستواء الاستيلاء والملك على حد قول الشاعر : قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق )) اهـ. 59- الشيخ الفقيه المفسر المتكلم محمد نووي الشافعي الجاوي (ت1316هـ ) في تفسيره . 60- شيخ الأزهر في مصر الأستاذ سليم البشري (ت 1335هـ ) : قال في فتوى له نقلها الشيخ سلامة العزامي ( ت1376هـ ) في رسالته (( فرقان القرءان )) : (( إن الاستواء بمعنى الاستيلاء كما هو رأي الخلف )) اهـ. 61- الشيخ طاهر بن محمد الجزائري الدمشقي (ت 1338هـ ) كما في كتابه (( الجواهر الكلامية )) . 62- الشيخ عبد المجيد الشرنوبي المصري الأزهري المالكي ( ت 1348هـ ) كما في شرحه على (( تائية السلوك )) وفي (( تقريب المعاني )) . 63- الشيخ محمد بن محمد الخطاب السبكي الأزهري ( ت1352 هـ ) كما في كتابه (( إتحاف الكائنات )) . 64- الشيخ عثمان بن حسنين بري الجعلي المالكي ( انتهى المؤلف من شرحه سنة 1364هـ) قال في كتابه (( سراج الملوك شرح أسهل المسالك )) ما نصه : (( وتؤول الاستواء على العرش بالقهر والغلبة بمعنى أن الله تعالى مالك للعرش وما حواه )) اهـ. 65- الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني ( ت 1367 هـ ) هو مدرس علوم القرءان والحديث في كلية أصول الدين في جامعة الأزهر بمصر ، قال في كتابه (( مناهل العرفان )) طبق ما قرره مجلس الأزهر الأعلى في دراسة تخصص الكليات الأزهرية ما نصه : (( وطائفة المتأخرين يعينون فيقولون : إن المراد بالاستواء هنا هو الاستيلاء والقهر من غير معاناة ولا تكلف لأن اللغة تتسع لهذا المعنى )) اهـ 66- الشيخ محمد زاهد الكوثري ( ت 1371هـ ) كان وكيل مشيخة الإسلام بالاستانة، ووافق في (( تكملة الرد على نونية ابن القيم )) الحافظ الفقيه السبكي على تأويل الاستواء بالاستيلاء . 67- الشيخ سلامة القضاعي العزامي ( ت1367 هـ ) كما في كتابه (( البراهين الساطعة ))، ورسالته (( فرقان القرءان )). 68- كتاب العقيدة الإسلامية : التوحيد من الكتاب والسنة . 69- الشيخ إبراهيم الدسوقي وزير الأوقاف سابقا ( مصر ) . 70- الشيخ حسين بن عبد الرحيم مكي في كتابه (( مذكرات التوحيد )). 71- وكذا في كتاب (( مشروع زايد لتحفيظ القرءان الكريم )) بدولة الإمارات العربية المتحدة . 72- قال الشيخ محمد حامد ( مدرس وخطيب جامع السلطان بحماه ) في كتابه (( ردود على أباطيل )): (( وإن استواء الله على عرشه يجري فيه مذهبان للسلف والخلف، فالسلف يفوضون معناه إلى الله تعالى مع التنـزيه، والخلف يؤولونه بالاستيلاء على العرش وهو أعظم المكونات، فهو إذن مستول على غيره بالأولى من غير استعصاء سابق لا من العرش ولا من غيره )) اهـ. 73- الشيخ عبد الكريم المدرس ( إمام وخطيب جامع الأحمدي والمدرس في الحضرة الكيلانية ببغداد ) في كتابه (( الوسيلة )) . |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
منكر, مقني, الردود, العزيز, الودود..متجدد |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc