قال عليه الصلاة والسلام
إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا ، وإنَّ مِن أبغضِكُم إليَّ وأبعدِكُم منِّي يومَ القيامةِ الثَّرثارونَ والمتشدِّقونَ والمتفَيهِقونَ، قالوا : يا رسولَ اللَّهِ، قد علِمنا الثَّرثارينَ والمتشدِّقينَ فما المتفَيهقونَ ؟ قالَ : المتَكَبِّرونَ. صحيح الترمذي .
و « الثرثارون » أي الذين يُكثرون الكلام تكلفا وتشدقا، و « المتفيهقون » هم مدَّعو الفقه الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم تفاصحا وتفاخرا ؛ وهو مأخوذ من الفهق وهو الامتلاء والاتساع، لأنه يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه إظهارا لفصاحته وفضله واستعلاء على غيره ؛ ليميل بقلوب الناس وأسماعهم إليه، أما « المتشدِّقون » فهم الذين يتكلمون بأشداقهم ويتقعرون في مخاطبتهم من غير احتياط واحتراز، لكن يبادرنا هنا .
وغالبا يكون من عدم مراقبة النية . قبل التكلم يجب أن اسال ما الدافع . وللمناوي رحمه الله تحليل مفيد .
" كثرة الكلام تتولد عن أمرين: إما طلب رئاسة يريد أن يرى الناس علمه وفصاحته، وإما قلة العلم بما يجب عليه في الكلام ".
ويظهر ذلك جليا في كتب المتأخرين . يحشو كتابه بكثير من النقولات . التي لا تدل على صحة استدلاله .وزيادة صفحات الكتاب .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكم هذا ، ولكن كان يتكلم بكلام بيِّن فصل يتحفظه من جلس إليه) متفق عليه .