الكُـنَّــاشة في بعض خصـائص عائشة - رضي الله عنها - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الكُـنَّــاشة في بعض خصـائص عائشة - رضي الله عنها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-05-04, 11:27   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عمن يطعن في الصحابة، ويسب أمهات المؤمنين والقرابة: "قد ظهرت لله فيهم مَثُلات، وتواتر النقل بأن وجوههم تُمسخ خنازير في المحيا والممات".اهـ [انظر: الصارم المسلول على شاتم الرسول].
أولو الأحلام قد صاروا حيارى *** تُؤرِّقُهــم سماديرُ السُّكارى
بعد هذا وذاك، تقاطر الدمع باك، واعتصر الفوائد، وتحرك الساعد، وبُري القلم وحُبر الكاغد، لأجل أم المؤمنين عائشة، فاضت قريحتي الجائشة.
هَـام الفُؤَاد بِصَفحَتِي مُتَودِّدا *** وَبِحُـب أَم المُؤْمِنِين مُجَدِّدَا
فِي ذِكْرِ عَائِشَةَ الكَرِيْمَة جِئتُكُم *** أُبْدي المَحَبَّة أسْتَثِير المَقصِدَا
وكما أُثر عن عبد الله بن عبيد بن عُمير، أنه قال: "أما إنه لا يَحزنُ عليها إلا من كانت أُمه".اهـ [أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/78، وانظر: سير أعلام النبلاء 2/185].
فاستقرأت السيرة، وكتبت هذه الورقات اليسيرة، في بعض الخصائص والفضائل، وأردفتها بذيولٍ ومسائل، فلما اتصلت واكتملت، اسميتها: "الكُنَّاشة، في بعض خصائص عائشة".
يـا أيُّها القِـرطاسُ، سطِّرْ سِيرَةً *** عنْ عَائشٍ، ومُخضِّباً يُمْنَاكا
اُنثـرْ رَبِيعاً في خَريفِ غُصونِهمْ *** أَشعِلْ لهُمْ شَمْعَ الهُدىَ بِسَنَاكا
ازرَعْ وُروداً في مَشاتِلِ حِقدِهمْ *** لَن يَحصُدَ الباغِي سِوَى الأَشوَاكا!
وما هي إلا قطرة من مطرة، وغيض من فيض، وزهرة في حديقة، من خصائص الصديقة.. قال الإمام ابن بهيج الأندلسي رحمه الله على لسان أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
جاء في "المعجم الوسيط" ص800: "الكُنَّاشَةُ: الأصل تتشعب منه الفروع. والأوراق تُجعل كالدفتر تُقيّد فيها الفوائد والشوارد".اهـ
إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ *** بِصِفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعاني
وَسَبَقْتُهُن إلى الفَضَائِل كُلَّها *** فالسَّبْقُ سَبقي والعِنَانُ عِنَاني
وكما قال الله تعالى بعد حادثة الإفك: (لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ). وقد قيل في الأمثال النافعة: "رب ضارة نافعة".
وإذا أراد الله نشر فضيلة *** طويت أتاح لها لسان حسودِ!
أبو سفيان السلمي









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 11:32   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

تمهيد: ترجمة مختصرة، لأم المؤمنين المطهر
هي زوجة خير المرسلين، أم المؤمنين: أم عبد الله عائشة بنت أبي بكر الصديق؛ عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي.
قال الله تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) [الأحزاب: 6]. قال العماد ابن كثير رحمه الله: "أي: في الحُرمة والاحترام، والإكرام والتوقير والإعظام".اهـ [تفسير القرآن العظيم 3/578]. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لعائشة رضي الله عنها: "ما سميت أم المؤمنين إلا لتسعدي، وإنه لاسمك قبل أن تولدي".اهـ [أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/76].
وأُمَّهاتُ المؤمنينَ صَفوةُ النِّسَا *** لهُـنَّ كلُّ الحبِّ والتوقيرِ
مَدَحَهمْ ربُّ السماواتِ العُلا *** فَأعلَى شأنَهُم على الدُّهورِ
وأقر الشيعة بأن عائشة رضي الله عنها من أمهات المؤمنين اللاتي يجب احترامهن وتوقيرهن، قال أبو القاسم علي بن الحسين الموسوي البغدادي فى كتابه "رسائل الشريف المرتضى، ج‏4": "والأم هاهنا عائشة، لقول اللَّه عز و جل: (النَّبِيُّ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ‏ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) وفسر ذلك بتفسيرين: أحدهما أنه تعالى أراد أنهن يحرمن علينا كتحريم الأمهات، والآخر أنه يجب علينا من تعظيمهن وتوقيرهن مثلما يجب علينا في أمهاتنا. ويجوز أن يراد الأمران معا فلا تنافي بينهما".اهـ وفي تفسير الميزان للطباطبائي 16/277: "وقوله: (وأزواجه أمهاتهم) جعل تشريعي أي أنهن منهم بمنزلة أمهاتهم في وجوب تعظيمهن وحرمة نكاحهن بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)".اهـ
جاء في معجم ابن الأعرابي، وفي "الموضح" للخطيب البغدادي 1/321: أنها جاءت بسِقط فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، وكناها به. ولكن في إسناده: داود بن المُحبَّر، قال الدارقطني عنه: "متروك".اهـ وقال الذهبي: "واهٍ".اهـ، وقال الإمام ابن القيم رحمه الله عن هذا الأثر: "حديث لا يصح".اهـ [تحفة المودود]، وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "لم يثبت".اهـ [الإصابة]، وقال الشيخ الألباني: "باطل".اهـ [السلسلة الضعيفة برقم: (4137)]، وقال ابن عمي الشيخ أحمد بن حجر: "هو موضوع".اهـ [مجموعة ابن حجر آل بو طامي البنعلي 4/384].
والصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كناها أم عبد الله بابن أختها أسماء: عبد الله بن الزبير، كما رواه أبو داود، والحاكم وقال: "صحيح الإسناد".اهـ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "ولم تلد للنبي صلى الله عليه وسلم شيئاً على الصواب، وسألته أن تكتني فقال: (اكتني بابن أختك) فاكتنت أم عبد الله، وأخرج ابن حبان في صحيحه من حديث عائشة أنه كناها بذلك لما أحض










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 11:33   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فهي إذاً: زوجة خير الأنبياء، وابنة خير الأولياء؛ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "أبو بكر سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم".اهـ [أخرجه الترمذي وابن حبان والحاكم].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "كنا نُخيّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فنخير أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم".اهـ [أخرجه البخاري].
وفي رواية: "كنا لا نعدل بأبي بكر أحداً ثم عمر ثم عثمان".اهـ
ولأبي داود من طريق سالم عن ابن عمر: "كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي: أفضل أمة النبي صلى الله عليه وسلم بعده أبو بكر ثم عمر ثم عثمان".اهـ زاد الطبراني في رواية: "فيسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فلا ينكره".اهـ
لذلك فقد عد الإمام بدر الدين الزركشي رحمه الله من خصائص عائشة رضي الله عنها: "كان أبوها أحبَّ الرجال إليه –أي: إلى النبي صلى الله عليه وسلم-، وأعزَّهم عليه".اهـ و"أن أباها أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد سُئل عن ذلك مالك فقال: وهل في ذلك شك؟!".اهـ [الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة ص67].
قال الإمام ابن بهيج الأندلسي رحمه الله على لسان أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
الله، وأخرج ابن حبان في صحيحه من حديث عائشة أنه كناها بذلك لما أحضر إليه ابن الزبير ليحنكه، فقال: (هو عبد الله، وأنت أم عبد الله).قالت: فلم أزل أكنى بها".اهـ [فتح الباري 7/136].
قد سمى بعض الأئمة من آل البيت بناتهم بـ"عائشة" تيمناً بأم المؤمنين عائشة، كالكاظم .. [انظر: الإرشاد 323، والبحار 48/287،303،320، وإعلام الورى 301].. والرضا .. [انظر: كشف الغمة 3/113، والبحار 49/222].. والهادي .. [انظر: إعلام الورى 349، والإرشاد 314، والبحار 50/231].
عَائشةٌ بنتُ الصِّدِّيقْ *** اسمٌ مِن نورٍ ورَحيقْ
ما أَكرَمها مِن مؤمنةٍ *** قد سارتْ في خيرِ طريقْ
انظر: الإصابة في تمييز الصحابة 4/144.










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 11:37   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

وأنا ابْنَةُ الصِّدِّيقِ صَاحِبِ أَحْمَدٍ *** وحَبِيبِهِ في السِّرِّ والإِعلانِ
نَصَــر النبيَّ بمالِهِ وفِعالِه *** وخُـرُوجِـهِ مَعَهُ من الأوطانِ
وأمها أم رُومَان ابنة عامر بن عُويمر بن عبد شمس بن عتَّاب بن أُذينة بن سُبيع بن دهمان بن الحارث بن غَنم بن مالك بن كنانة الكنانية. أسلمت قديماً وهاجرت وتُوفيت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، عن القاسم بن محمد قال: "لما دُليتْ أم رومان في قبرها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سَره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى هذه).
قال الإمام شمس الدين الذهبي رحمه الله: "وعائشة ممن وُلِدَ في الإسلام.. وكانت تقول: لم أعقل أبويَّ إلا وهما يَدينان الدِّين".اهـ [سير أعلام النبلاء 2/139].
وعد الإمام بدر الدين الزركشي رحمه الله من خصائص عائشة رضي الله عنها: "لم ينكح النبي صلى الله عليه وسلم امرأةً أبواها مهاجران بلا خلاف سواها".اهـ وعد أيضاً: "أن أباها وجدَّها صحابيان".اهـ [الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة ص65-66].
فكانت رضي الله عنها، من أهل بيت مباركين، صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم سنين وسنين، وكانوا معه من المهاجرين..
قال الإمام شمس الدين الذهبي رحمه الله: "هاجر بعائشة أبواها..".اهـ [سير أعلام النبلاء 2/135].
هِيَ الْحَصَانُ الرَّزَانُ الطُّهْرُ سِيْرَتُهُا *** هِيَ الْعَفِيْفَـةُ فَوْقَ الشَّكِ وَالرِّيَبِ
تَيْمِيَّةُ الْأَصْلِ وَالصِّدِّيْقُ وَالِدُهَا *** وَالزُّوْجُ أَحْمَدُ يَا لَلْمَجْدِ وَالْحَسَبِ
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "واختلف في اسمها، فقيل: زينب، وقيل: دَعد".اهـ [الإصابة في تمييز الصحابة 4/2692]. وفي "الروض" للسُّهيلي: "اسمها دعدة".اهـ
انظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب 4/1881.
أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/202، والبخاري في تاريخه، وقال: "فيه نظر".اهـ










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 11:41   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اختارها الله للمختار، فشرفها بذلك مدى الأعصار.. عن عائشة رضي الله عنها، قالت: "تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين، وبنى بي وأنا بنت تسع سنين".اهـ [متفق عليه].
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: "ثبت في الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست، وقيل: سبع. ويُجمع بأنها كانت أكملت السادسة، ودخلت في السابعة".اهـ [الإصابة في تمييز الصحابة 4/2573].
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "أرادت أمي أن تسمني لدخولي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم أقبل عليها بشيء مما تريد، حتى أطعمتني القثاء بالرطب فسمنت عليه كأحسن السمن".اهـ [أخرجه أبو داود].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال، وبنى بي في شوال، فأيُّ نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى عنده مني؟!" [أخرجه مسلم].
قال الإمام شمس الدين الذهبي رحمه الله: "وكانت العربُ تَستحبُّ لنسائها أن يُدخلنَ على أزواجهن في شوال".اهـ [سير أعلام النبلاء 2/164].
قال الإمام بدر الدين الزركشي رحمه الله: "وأقامت في صحبته ثمانية أعوام وخمسة أشهر، وتُوفي عليه الصلاة والسلام وهي ابنة ثماني عشرة سنة".اهـ [الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة ص44].
مَقَامُ عَائشَةٍ يَسْمُو عَلى الشُّهُبِ *** وَعِرْضُ عَائشَةٍ أَنْقَى مِنَ السُّحُبِ
فِي رَوْضِ أَحْمَدَ وَالصِّدِّيْقِ مَنْبِتُهُا *** اللّهُ بَرَّأَهَا فِي أَصْدَقِ الْكُتُبِ

قال الإمام شمس الدين الذهبي رحمه الله: "وتزوجها نبي الله قبل مُهاجرهِ بعد وفاة الصدِّيقة خديجة بنتِ خويلد".اهـ [سير أعلام النبلاء 2/135].
قال الإمام النووي رحمه الله: "فيه استحباب التزويج والتزوج والدخول في شوال، وقد نص أصحابنا على استحبابه، واستدلوا بهذا الحديث".اهـ [المنهاج، في شرح صحيح مسلم بن الحجاج 9/298].










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 11:43   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

وكانت أم المؤمنين، تتوق شوقاً لأفضل الميادين، فعنها رضي الله عنها، أنها قالت: "قلت: يا رسول الله ألا نخرج فنجاهد معك، فإني لا أرى عملاً في القرآن أفضل من الجهاد؟ قال: (لا؛ جهادكن الحج المبرور وهو لكن جهاد). وفي رواية، قالت: استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد، فقال: (جهادكن الحج).اهـ [أخرجه البخاري والنسائي وأحمد].
وعن أنس رضي الله عنه قال: "لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان.. تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم".اهـ [متفق عليه]. وبوب الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه على هذا الحديث: "باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال".اهـ [انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري 6/96].
وكانت أم المؤمنين عائشة من الصائمات القائمات، المتصدقات المنفقات.. عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه: "أن عائشة كانت تصوم الدهر".اهـ [أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/68، وانظر سير أعلام النبلاء 2/187].
وأخرج الإمام أحمد، بسنده في المسند: أن عبد الرحمن بن أبي بكر دخل على عائشة يوم عرفة، وهي صائمة، والماء يرش عليها، فقال لها عبد الرحمن: أفطري. فقالت: أفطر وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن صوم يوم عرفة يكفر العام الذي قبله)؟!
وعن عروة بن الزبير: أن معاوية بعث مرة إلى عائشة بمائة ألفِ درهم، فواللهِ ما أمست حتى فرَّقتها. فقالت لها مولاتُها: لو اشتريتِ لنا منها بدرهم لحماً؟ فقالت: ألا قُلت لي؟! [أخرجه أبو نعيم في الحلية 2/47، والحاكم في المستدرك 4/13، وانظر سير أعلام النبلاء 2/187].
وفي رواية عنه بلفظ: "أن عائشة كانت تسرد الصوم".اهـ أي: أنها كانت تصوم الأيام التي لم يرد في حقها النهي كالعيدين، وأيام الحيض..إلخ
أي: من شدة الحر.
بل كانت تصوم –رضي الله عنها- حتى في السفر .. [انظر المصنف 2/561].










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 11:44   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

وعن أم ذَرَّة، قالت: "بعث ابنُ الزبير إلى عائشة بمال في غِرارتين، يكون مائة ألف، فدَعتْ بطبق، فجعلت تقسم في الناس، فلما أمست، قالت: هاتي يا جاريةُ فطوري. فقالت: يا أم المؤمنين، أما استطعتِ أن تشتري لنا لحماً بدرهم؟ قالت: لا تُعنِّفيني، لو أذكرتني لفعلت".اهـ [أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/67، وأبو نعيم في الحلية 2/47، وانظر سير أعلام النبلاء 2/187].
وعن عطاء: أنَّ معاوية بعث إلى عائشة بقلادة بمائة ألف، فقسمتها بين أمهات المؤمنين.اهـ [سير أعلام النبلاء 2/187].
وعن عروة، عن عائشة: أنها تصدقت بسبعين ألفاً؛ وإنها لترقعُ جانبَ درعها رضي الله عنها. اهـ[سير أعلام النبلاء 2/187].
وقال عروة: "فما كانت عائشة تستجدّ ثوباً حتى ترقع ثوبها وتكنسه".اهـ [أخرجه الترمذي].
تراهمُ جوفَ الليالِي سُجَّداً *** وصائمينَ في لظَى الهَجِيرِ
ويبذُلونَ في رضاهُ ما غَلا *** في سِلمِهمْ وَساحةِ النَّفيرِ
عاشت عائشة إلى آخر خلافة معاوية، ثم انتقلت إلى حياة النعيم الباقية.. قال هشام بن عروة، وأحمد بن حنبل، وخليفة بن خياط، وغيرهم: "تُوفيت سنة سبع وخمسين".اهـ وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى، والواقدي، وغيرهما: "سنة ثمان وخمسين".اهـ
عن سالم بن سبَلان: "انها ماتت في الليلة السابعة عشرة من شهر رمضان بعد الوتر. فأمرت أن تُدفن من ليلتها، فاجتمعَ الأنصار، وحضروا، فلم يُرَ ليلة أكثر ناساً منها. نزل أهل العوالي، فدُفنت بالبقيع".اهـ [أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/76-77، والحاكم في المستدرك 4/6، وانظر سير أعلام النبلاء 2/192-193].
قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله: "وصلى عليها أبو هريرة، ونزل في قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابنا الزبير، والقاسم بن محمد، وعبد الله بن محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر".اهـ [الاستيعاب في معرفة الأصحاب 4/1885].
انظر سير أعلام النبلاء 2/192.










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 11:46   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال مسروق: "لولا بعضُ الأمر، لأقمتُ المناحةَ على أمِّ المؤمنين، يعني عائشة".اهـ [أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/78، وانظر سير أعلام النبلاء 2/185].
فصل: أن الله جلَّ في علاه، اختارها زوجة لرسوله ومصطفاه
إن الله تعالى قد شرف أم المؤمنين، فاختارها زوجة لخير المرسلين، وأي شرف فوق هذا الشرف، لمن تفكر جيداً وأنصف؟!
أَنْتِ اجْتَنَيْتِ ثِمَارَ الْمَجْدِ عَالِيَةً *** مِنْ دَوْحَةٍ لَمْ يُسَامِتْ فَرْعَهَا بَشَرُ
حِبُّ الرَّسُولِ وَمَنْ أَهْدَى لَهُ مَلَكًا *** فِي سَرقَةٍ حَسُنَتْ غَرَّاءَ تَخْتَمِرُ
أخرج البخاري في صحيحه: عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أُريتكِ في المنام مرَّتَين، إذا رجل يَحملكِ في سَرَقَة حرير فيقول: هذه امرأتُك، فأكشِفُها فإذا هي أنتِ. فأقول: إن يكن هذا من عند الله يُمضه).
من المقرر شرعاً: أن رؤيا الأنبياء وحي من الله؛ قال الله تعالى: (فلما بلغَ معهُ السعيَ قال يا بُني إني أرى في المنامِ أني أَذبحك) [الصافات: 102]. قال ابن عباس رضي الله عنهما: "رؤيا الأنبياء وحي".اهـ واستدل بهذه الآية. [انظر: تفسير القرطبي رحمه الله].
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن عيني تنامان ولا ينام قلبي) [متفق عليه].
قال محمد بن كعب: "كانت الرسل يأتيهم الوحي من الله تعالى أيقاظاً ورقوداً؛ فإن الأنبياء لا تنام قلوبهم".اهـ [انظر: تفسير القرطبي رحمه الله].
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد، حدثنا أبو عبد الملك الكوندي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن إسرائيل بن يونس، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنها، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رؤيا الأنبياء في المنام وحي). قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "ليس هو في شيء من الكتب الستة من هذا الوجه".اهـ [تفسير القرآن العظيم 4/20].
قال الإمام ابن العربي المالكي رحمه الله: "رؤيا الأنبياء وحي، حسبما بيناه في كتب الأصول و"شرح الحديث"؛ لأن الأنبياء ليس للشيطان عليهم في التخييل سبيل، ولا للاختلاط عليهم دَليل؛ وإنما قلوبهم صافية، وأفكارهم صقيلة، فما أُلقي إليهم، ونَفث به الملك في رُوعهم، وضرب المثل له عليهم: فهو حق".اهـ [أحكام القرآن 4/27].










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 11:47   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

وفي رواية: (أُريتكِ في المنام يَجيء بكِ الملكُ في سَرَقةٍ من حرير، فقال لي: هذهِ امرأتك فكشفت عن وجهكِ الثوب، فإذا أنت هي، فقلت: إن يكُ هذا من عند الله يُمضه).
وفي رواية في الصحيح أيضاً: (أُريتك قبل أن أتزوجك مرتين: رأيت الملك يحملك في سَرَقة من حرير فقلت له اكشف فكشف فإذا هي أنت، فقلت: إن يكن هذا من عند الله يمضه. ثم أريتك يحملك في سرقة من حرير فقلت: اكشف فكشف فإذا هي أنت فقلت إن يكُ هذا من عند الله يمضه).
وأخرج أبو عيسى الترمذي: (أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن هذه زوجتك في الدنيا والآخرة).
وكذلك جاء في رواية ابن حبان وغيره التصريح بأن الملك هو جبريل عليه السلام.. وفيها : (هي زوجتك في الدنيا والآخرة).
قال الإمام أبو العلا المباركفوري رحمه الله: "(زوجتك في الدنيا والآخرة) فيه: فضيلة ظاهرة لعائشة رضي الله عنها".اهـ [تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي 10/352].
وفي رواية عند الآجري من وجه آخر عن عائشة: (لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني).
وقال أيضاً: "وقد ثبت أن رؤيا الأنبياء وحي؛ لأن الرؤيا إما أن تكون من غلبة الأخلاط كما تقول الفلاسفة وتلك أخلاط، وأيها فليس لها بالأنبياء أخلاط.. وإما أن تكون من تلاعب الشيطان، فليس للشيطان على الأنبياء سبيل في تخييل ولا تلاعب، حسبما بيناه وقررناه ومهّدناه وبسطناه".اهـ [أحكام القرآن 4/28].
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "أن رؤيا الأنبياء وحي، وأن عصمتهم في المنام كاليقظة".اهـ[فتح الباري 9/227].
وقال الإمام ابن هشام رحمه الله: "أن الوحي من الله يأتي الأنبياء أيقاظاً ونياماً. قال ابن إسحاق: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم –فيما بلغني- يقول: (تنام عيناي، وقلبي يَقظان)".اهـ [السيرة النبوية 2/44].
في نسخة من الصحيح: (فإذا هي أنت).
أي: في رواية ابن حبان.










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 11:48   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "ويجمع بين هذا وبين ما قبله بأن المراد أن صورتها كانت في الخرقة، والخرقة في راحته، ويحتمل أن يكون نزل بالكيفيتين، لقولها في نفس الخبر (نزل مرتين)".اهـ [فتح الباري، شرح صحيح البخاري 9/227].
هي الحبيبة والمختار صاحبهـا *** وفي السماء علت طهرا وتنزيها
على الحرير أتى جبريل يحملها *** إلى الرسول من الرحمن يهديها
وأخرج الحاكم في "المستدرك 4/5 عن عروة قال: (لما ماتت خديجة حزن عليها النبي صلى الله عليه و سلم، فأتاه جبريل عليه السلام بعائشة في مهد فقال: يا رسول الله هذه تذهب ببعض حزنك وإن في هذه لخلفاً من خديجة ثم ردها، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختلف إلى بيت أبي بكر ويقول: يا أم رومان استوصي بعائشة خيرا واحفظيني فيها، فكان لعائشة بذلك منزلة عند أهلها، ولا يشعرون بأمر الله فيها، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض ما كان يأتيهم وكان لا يخطئه يوم واحد إلا أن يأتي بيت أبي بكر منذ أسلم إلى أن هاجر فيجد عائشة متسترة بباب أبي بكر تبكي بكاء حزينا، فسألها فشكت أمها وذكرت أنها تولع، فدمعت عينا رسول الله فدخل على أم رومان فقال: يا أم رومان ألم أوصك بعائشة أن تحفظيني فيها فقالت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها بلغت الصديق عنا وأغضبته علينا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وإن فعلت. قالت أم رومان: لا جرم لا سوتها أبدا..).
وأخرج الحاكم أيضاً في مستدركه 4/10 عن عبد الرحمن بن الضحاك أن عبد الله بن صفوان أتى عائشة وآخر معه فقالت عائشة لأحدهما: أسمعت حديث حفصة يا فلان؟ قال: نعم يا أم المؤمنين. فقال لها عبد الله بن صفوان: وما ذاك يا أم المؤمنين؟ قالت: خلال تسع لم تك لأحد من النساء قبلي إلا ما آتى الله مريم بنت عمران والله ما أقول هذا أني أفخر على أحد من صواحباتي. فقال لها عبد الله بن صفوان: وما هن يا أم المؤمنين؟
جاء في رواية غريبة: "أن طول تلك الخرقة ذراعان، وعرضها شبرٌ". ذكره الخطيب البغدادي رحمه الله في "تاريخ بغداد" من رواية أبي هريرة رضي الله عنه.
وهنا سؤال يطرح نفسه: هل حفظ الشيعة النبي صلى الله عليه وسلم في عائشة؟! حين يطعنون في عرضه؟! قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا) [الأحزاب: 57].










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 11:49   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فعددتها، وذكرت منها: "جاء الملك بصورتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.." [قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه].
قال الإمام ابن بهيج الأندلسي رحمه الله على لسان أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
زَوْجي رَسولُ الله لَمْ أرَ غَيْرَهُ *** الله زَوَّجَني به وحَبَاني
وأتاهُ جِبريلُ الأمينُ بِصُورتي *** فَأحَبَّني المُخْتَار حِينَ رَآني
قال الإمام أبو الفرج بن الجوزي رحمه الله في كتاب "فتوح الفتوح" ص35: "افتخرت زينب على نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: "كلكن زوجها أبوها وأنا زوجني ربي". تشير إلى قوله: (زَوَّجنَاكَها) [الأحزاب: 37]، وأنا أتوب، فقال: يا زينب لقد صدقت، ولقد شاركتكِ عائشة في أن الله تعالى بعث صورتها في سَرقة من حرير مع جبريل، فجَلاَّها فقال: (هذه زوجتك)، فهذا تزويج مطويّ في سرِّ القدر ظهر أثره يوم عقد العقد، غير أن عائشة كانت من اختيار الله لرسوله، وكنت يا زينب من اختيار الرسول لنفسه".اهـ
فمن طعن في أم المؤمنين، فإنما يطعن في اختيار رب العالمين!
وكيفَ يصحُّ فيها قولُ غاوٍ *** وعندَ اللهِ قدْ عُقِدَ القِرانُ؟!
بَغِيضٌ مَن يسيءُ لها بَغِيضٌ *** عليهِ مِـن الخَنا والإثمِ رَانُ










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 11:50   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

تذييل: اختيارها لله والرسول، وانصياعها التام والقبول
كما أن الله تعالى قد اختار عائشة زوجة لرسوله صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، فإنها رضي الله عنها قد اختارت الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والدار الآخرة.
ما غرها زخرف الدنيا وزينتها *** واختارت الله والـمبعوث هاديها
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29)) [الأحزاب].
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه، بدأ بي، فقال: ( إني ذاكرٌ لك أمراً، فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك). قالت: وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه. قالت: ثم قال: إن الله جل ثناؤه قال: (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها) إلى (أجراً عظيماً). قالت: فقلت: ففي أي هذا أستأمر أبوي، فإني أريدُ الله ورسوله والدار الآخرة. قالت: ثم فعل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت".اهـ [متفق عليه].
وفي رواية محمد بن عمرو: "فقلت: فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة، ولا أؤامر أبوي أبا بكر وأم رومان، فضحك".اهـ وفي رواية عمر بن أبي سلمة عن أبيه عند الطبري: "ففرح".اهـ
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: "وفي الحديث ملاطفة النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه وحمله عنهن وصبره على ما كان يصدر منهنَّ من إدلال وغيره مما يبعثه عليهن الغيرة. وفيه فضل عائشة لبداءته بها، كذا قرره النووي.. وفيه منقبة عظيمة لعائشة وبيان كمال عقلها وصحة رأيها مع صغر سنها".اهـ [فتح الباري، شرح صحيح البخاري 8/663].
وعد الإمام بدر الدين الزركشي رحمه الله من خصائص عائشة رضي الله عنها: "أنها خُيِّرت واختارت الله ورسوله على الفور، وكُنَّ تبعاً لها في ذلك".اهـ [الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة ص49].










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 11:51   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ولا يمكن للشيعة، أن تقول بخلاف هذه الواقعة، فـ"عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الرجل إذا خير امرأته، فقال: إنما الخيرة لنا ليس لأحد، وإنما خير رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمكان عائشة، فاخترن الله ورسوله، ولم يكن لهن أن يخترن غير رسول الله (صلى الله عليه وآله)".اهـ . [بحار الأنوار للمجلسي 22/213].
و"عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: خير رسول الله (عليه السلام) نساءه فاخترنه ..، قال: فقلت له: لو اخترن أنفسهن؟ قال: فقال لي: ما ظنك برسول الله (صلى الله عليه وآله) لو اخترن أنفسهن أكان يمسكهن؟!".اهـ [بحار الأنوار للمجلسي 22/214].
فهذا إقرار، بأن عائشة لم تختر غير المختار، إذ لو اختارت الدنيا وزينتها، لفارقها وسرحها! وقد ذكر الشيعة أن النبي صلى الله عليه وسلم: "تزوج فاطمة بنت الضحاك بعد وفاة ابنته زينب، وخيرها حين أنزلت آية التخيير فاختارت الدنيا وفارقها، فكانت بعد ذلك تلقط البعر وتقول: أنا الشقية اخترت الدنيا".اهـ [إعلام الوَرى بأعلام الهُدى للطبرسي 1/279].
وجاء في "بحار الأنوار" للمجلسي 22/182: "(ترجي من تشاء) نزلت حين غار بعض أمهات المؤمنين على النبي (صلى الله عليه وآله) وطلب بعضهن زيادة النفقة، فهجرهن شهرا حتى نزلت آية التخيير، فأمره الله أن يخيرهن بين الدنيا والآخرة، وأن يخلي سبيل من اختار الدنيا، ويمسك من اختار الله تعالى ورسوله على أنهن أمهات المؤمنين ولا ينكحن أبدا، وعلى أنه يؤوي من يشاء منهن، ويرجي من يشاء منهن ويرضين به قسم لهن أو لم يقسم أو قسم لبعضهن ولم يقسم لبعضهن، أو فضل بعضهن على بعض في النفقة والقسمة والعشرة، أو سوى بينهن، والأمر في ذلك إليه، يفعل ما يشاء، وهذا من خصائصه فرضين بذلك كله واخترنه على هذا الشرط، فكان (صلى الله عليه وآله) يسوي بينهن مع هذا إلا امرأة منهن أراد طلاقها وهي سودة بنت زمعة فرضيت بترك القسم، وجعلت يومها لعائشة، عن ابن زيد وغيره، وقيل: لما نزلت آية التخيير أشفقن أن يطلقن فقلن: يا نبي الله اجعل لنا من مالك ونفسك ما شئت ودعنا على حالنا، فنزلت الآية، وكان ممن أرجى منهن سودة وصفية وجويرية وميمونة وأم حبيبة، فكان يقسم لهن ما شاء كما شاء، وكان ممن آوى إليه عائشة وحفصة وأم سلمة وزينب، وكان يقسم بينهن على السواء، لا يفضل بعضهن على بعض..".اهـ
هذه القصة ضعيفة لا تصح.. انظر: فتح الباري 8/663-664.










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 11:52   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فصل: أنها البكر الوحيدة، بين الزوجات العديدة
إن مما اختصت به أم المؤمنين عائشة دون سائر الأمهات، أنها البكر الوحيدة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وهنَّ ثيبات..
قال الله تعالى: (ثيباتٍ وأبكاراً) [التحريم: 5]. قال العلامة ابن عاشور رحمه الله: "وتقديم وصف: (ثيبات) لأن أكثر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لما تزوجهن كن ثيبات".اهـ [التحرير والتنوير 28/324].
قال الإمام أبو زكريا الصرصري رحمه الله في منظومته:
وأتحفه بالبكر عائشة التي *** براءتها في سورة النور تسمع
بوب الإمام البخاري في صحيحه: "باب نكاح الأبكار" وأخرج فيه: عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: "يا رسول الله أرأيتَ لو نزلت وادياً، وفيه شجرة قد أُكل منها ووجدت شجراً لم يُؤكل منها في أيها كنت تُرتعُ بعيرَك؟ قال: (في التي لم يُرتَع منها). يعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا غيرها".
وزاد أبو نعيم: قال صلى الله عليه وسلم: (في الشجرة التي لم يرتع منها) قالت: "فأنا هيه".
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: "في هذا الحديث مشروعية ضرب المثل، وتشبيه شيء موصوف بصفة بمثله مسلوب الصفة، وفيه بلاغة عائشة وحسن تأنيها في الأمور، ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: (في التي لم يرتع منها) أي أوثر ذلك في الاختيار على غيره، فلا يرد على ذلك كون الواقع منه أن الذي تزوج من الثيبات أكثر، ويحتمل أن تكون عائشة كنَّت بذلك عن المحبة، بل عن أدق من ذلك".اهـ [فتح الباري، شرح صحيح البخاري 9/152].
أخرج الحاكم في مستدركه 4/10 عن عبد الرحمن بن الضحاك أن عبد الله بن صفوان أتى عائشة وآخر معه فقالت عائشة لأحدهما: أسمعت حديث حفصة يا فلان؟ قال: نعم يا أم المؤمنين. فقال لها عبد الله بن صفوان: وما ذاك يا أم المؤمنين؟ قالت: خلال تسع لم تك لأحد من النساء قبلي إلا ما آتى الله مريم بنت عمران والله ما أقول










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-04, 11:56   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

هذا أني أفخر على أحد من صواحباتي. فقال لها عبد الله بن صفوان: وما هن يا أم المؤمنين؟
فعددتها، وذكرت منها: "..وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابنة سبع سنين وأهديت إليه وأنا ابنة تسع سينن وتزوجني بكراً لم يشركه في أحد من الناس.." [قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه].
وفي رواية: عن عبد الملك بن عمير قال: قالت عائشة لنساء النبي صلى الله عليه وسلم: فُضلت عليكن بعشر ولا فخر:
فذكرت منها: "وابتكرني ولم يبتكر غيري، وتزوجني لسبع، وبنى بي لتسع..".اهـ
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "لما ماتت خديجة، جاءت خولة بنت حكيم فقالت: يا رسول الله، ألا تزوَّجُ؟ قال: (ومن؟) قالت: إن شئت بكراً، وإن شئت ثيباً؟ قال: (من البكر ومن الثيب؟) قالت: أما البكر، فعائشة ابنةُ أحب خلق الله إليك، وأما الثيب، فسَودة بنت زَمعة، قد آمنت بك واتبعتك. قال: اذكريهما عليّ. قالت: فأتيتُ أمَّ رُومان فقلت: يا أم رومان، ماذا أدخل اللهُ عليكم من الخير والبركة، قالت: ماذا؟ قالت: رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر عائشة. قالت: انتظري، فإن أبا بكر آتٍ. فجاء أبو بكر، فذكرت ذلك له. فقال: أوتصلحُ له وهي ابنةُ أخيه؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا أخوه وهو أخي، وابنته تصلحُ لي)..".اهـ الحديث
وفي رواية عند البخاري عن عروة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب عائشة إلى أبي بكر، فقال له أبو بكر: "إنما أنا أخوك!" فقال له: (أنت أخي في دين الله وكتابه، وهي لي حلال)".
إسناده حسن كما قال الحافظ في "الفتح" 7/176، وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/225، وقال: "رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير محمد بن عمرو بن علقمة، وهو حسن الحديث".اهـ وانظر "المسند" 6/210-211، و"طبقات ابن سعد" 8/57.










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, الكُـنَّــاشة, خصـائص, عائشة, عنها

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:04

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2025 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc