رد شبهة أن الإمام مالك معطل مأول! - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

رد شبهة أن الإمام مالك معطل مأول!

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-04-28, 22:20   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
المسيلي28
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

الذي يقتقد أن الله حال في كل مكان لا شك أنه حلولي وأنه كافر بالله.
توجد فرقة تعتقد أن الله خارج العالم وهؤلاء يقولون إّذا قلنا الله لا داخل العالم ولا خارجه هذا فيه نفي لوجود الله لأنه رفع للنقيضين. هؤلاء مشبهة لأنهم نسبوا إلى الله المكان وإن لم يتلفظوا به. هؤلاء جعلوا الله خارج العالم جعلوا لله شريكا وهو خارج العالم لأنه يعلم أن الله أزلي لا ابتداء لوجوده فإذا قالوا الله خارج العالم معناه خارج العالم أزلي مع الله وهذا ضلال مبين.
الحجر ليس بعالم ولا جاهل لأن الحجر لا يوصف بالعلم والجهل كذلن الله لا داخل العالم ولا خارجه لأنه لا يوصف بالكون في مكان.
والله المستعان









 


قديم 2009-04-29, 12:12   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
المفتخر بإسلامه
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

أخي الحبيب المسيلي28 .
نحن آهل السنة نعتقد أن الله مستوٍ على عرشه إستواء يليق بعظمته و مكانته جلّ جلاله....فلا العرش يحمله و لا الكرسي يسنده بل العرش و حملته و الكرسي و عظمته كل مقبوض بقبضته محمول بعظيم قدرته.
لكنه جل و عل يسمع و يرى دبيب النملة تحت الصخرة الصماء في الليلة الظلماء...فإن الله هو السميع البصير لكن لا تشبه و لا تكيف و كل ما دار ببالك فالله بخلاف ذلك...فإن كان الله يسمع و يبصر و يضحك و له أصابع لكن هذا لا يعني أنه مثلنا جل جلاه و كما قلت لك"لا تشبه و لا تكيف و كل ما دار ببالك فالله بخلاف ذلك"
أخي الغالي بخصوص ماقلت أنها توجد فرقة تعتقد الله خارج العالم.
فهذا نقل لكلام الألباني-رحمه الله-بخصوص الموضوع
اقتباس:
قال العلامة الألباني في مختصر العلو - (ج 1 / ص 69-70) :
( إما أن يراد بالمكان أمر وجودي وهو الذي يتبادر لأذهان جماهير الناس اليوم ويتوهمون أنه المراد بإثباتنا لله تعالى صفة العلو . فالجواب : أن الله تعالى منزه عن أن يكون في مكان بهذا الاعتبار فهو تعالى لا تحوزه المخلوقات إذ هو أعظم وأكبر بل قد وسع كرسيه السموات والأرض وقد قال تعالى : { وما قدر الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه } وثبت في ( الصحيحين ) وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يقبض الله بالأرض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول : أنا الملك أين ملوك الأرض ؟ )
وأما أن يراد بالمكان أمر عدمي وهو ما وراء العالم من العلو فالله تعالى فوق العالم وليس في مكان بالمعنى الوجودي كما كان قبل أن يخلق المخلوقات
فإذا سمعت أوقرأت عن أحد الأئمة والعلماء نسبة المكان إليه تعالى . فاعلم أن المراد به معناه العدمي يريدون به إثبات صفة العلو له تعالى والرد على الجهمية والمعطلة الذين نفو عنه سبحانه هذه الصفة ثم زعموا أنه في كل مكان بمعناه الوجودي قال العلامة ابن القيم في قصيدته ( النونية ) ( 2 / 446 - 447 - المطبوعة مع شرحها ( توضيح المقاصد ) طبع المكتب الإسلامي )
والله أكبر ظاهر ما فوقه شيء وشأن الله أعظم شان
والله أكبر عرشه وسع السماء والأرض والكرسي ذا الأركان
وكذلك الكرسي قد وسع الطبا ق السبع والأرضين بالبرهان
والله فوق العرش والكرسي لا تخفى عليه خواطر الإنسان
لا تحصروه في مكان إذ تقو لوا : ربنا حقا بكل مكان
نزهمتوه بجهلكم عن عرشه وحصرتموه في مكان ثان
لا تعدموه بقولكم : لا داخل فينا ولا هو خارج الأكوان
الله أكبر هتكت أستاركم وبدت لمن كانت له عينان
والله أكبر جل عن شبه وعن مثل وعن تعطيل ذي كفران









قديم 2009-04-29, 19:31   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
المسيلي28
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

ما هذا التعبير ؟أتدري ما تكتب؟
هذه العبارة لا معنى لها "المكان العدمي"
العدم هو اللا وجود ولا يقال له شئ لأن الشئ هو الثابت الوجود أما العدم هو اللاوجود.
أما المكان هو الفراغ الذي يشغله الجرم.
أنت في مكان لأنك جسم والجسم موجود في مكان يشغل مكانا ويملء فراغا كذلك العرش والكرسي والجنة والنار والبشر والحجر والنور والظلام.
أول المخلوقات الماء الله تعالى أبرزه من العدم إلى الوجود بوجود الماء وجد المكان والزمان لأن الماء له حجم.

أما هذا التعبير "المكان العدمي" لا وجود له في كتب العقيدة لا في كتب علماء السلف ولا في كتب علماء الخلف.
عليك بالنظر في كتب علماء اللغة مثل المصباح للفيومي والقاموس للفيروزأبادي ومختار الصحاح و لسان العرب
أنظر تعريف المكان و تعريف العدم إن شاء الله يتضح لك الأمر.










قديم 2009-04-30, 07:57   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
محمد مقاوسي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمد مقاوسي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

عن عبد الله بن نافع قال: قال مالك: الله في السماء، وعلمه في كل مكان. [مسائل الإمام أحمد لأبي داود ص263، السنة لعبد الله بن أحمد ص11 (الطبعة القديمة)، التمهيد لابن عبد البر ج7 ص138]










قديم 2009-04-30, 07:59   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
محمد مقاوسي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمد مقاوسي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

عن الشافعي أنه قال: القول في السنة التي أنا عليها، ورأيت أصحابنا عليها، أهل الحديث الذين رأيتهم، وأخذت عنهم مثل سفيان، ومالك، وغيرهما: الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن اللهَ تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء، وأن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا كيف شاء. [اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص165، إثبات صفة العلو ص124، مجموع الفتاوى ج4 ص181-183، والعلو للذهبي ص120،










قديم 2009-04-30, 08:08   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
محمد مقاوسي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمد مقاوسي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أقوال أئمة السلف وعلماء الأمة في علو الله بذاته

وقد جمعت هذه الأقوال من بحث للشيخ التويجري رحمه الله تعالى.

قال الإمام الحافـظ أبو القاسم اللالكائي- واسمه هبة الله بن الحسن الطبري الشافعي , مصنف كتاب "شرح اعتقاد أهل السنة " وهو مجلد ضخم- :سياق ما روى في قوله تعالى الرحمن على العرش استوى وأن الله على عرشه فى السماء
وقال عز وجل إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه
وقال أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض
وقال وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظه
فدلت هذه الآيات أنه تعالى في السماء وعلمه بكل مكان من أرضه وسمائه
وروى ذلك من الصحابة
عن عمر وابن مسعود وابن عباس وأم سلمة
ومن التابعين
ربيعة بن أبي عبد الرحمن وسليمان التيمي ومقاتل بن حيان
وبه قال من الفقهاء
مالك بن أنس وسفيان الثوري وأحمد ابن حنبل

وقد نقله الذهبي في كتاب "العلو" , ونقل ابن القيم بعضه في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" .

وقال الحافظ الحجة أبو نصر عبيد الله بن سعيد الوائلي السجزي في كتاب "الإنابة" الذي ألفه في السنة : أئمتنا كسفيان الثوري , ومالك , وحماد بن سلمة , وحماد بن زيد , وسفيان بن عيينة , والفضيل , وابن المبارك , وأحمد , وإسحاق , متفقون على أن الله سبحانه فوق العرش بذاته , وأن علمه بكل مكان . انتهى .




1-قول كعب الأحبار

روى أبو صفوان الأموي بإسناده إلى كعب الأحبار قال : قال الله - عز وجل - في التوراة : أنا الله فوق عبادي , وعرشي فوق جميع خلقي , وأنا على عرشي أدبر أمور عبادي , ولا يخفى علي شيء في السماء ولا في الأرض . وقد ذكره الذهبي في كتاب "العلو" , وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" , وقال الذهبي : رواته ثقات . وقال : ابن القيم رواه أبو الشيخ وابن بطة وغيرهما بإسناد صحيح عن كعب .

وروى أبو الشيخ في كتاب "العظمة" بإسناده إلى كعب الأحبار قال : إن الله - عز وجل - خلق سبع سماوات , ومن الأرض مثلهن , ثم جعل بين كل سماءين كما بين السماء الدنيا والأرض , وجعل كثفها مثل ذلك , ثم رفع العرش فاستوى عليه . وقد ذكره الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" , وقال الذهبي : الإسناد نظيف .

2-قول مسروق بن الأجدع

روى علي بن الأقمر عن مسروق قال : حدثتني الصديقة بنت الصديق , حبيبة حبيب الله , المبرأة من فوق سبع سماوات . ذكره الذهبي في كتاب "العلو" , وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" , وقال الذهبي : إسناده صحيح . وصححه أيضا ابن القيم .


3-قول قتادة بن دعامة

روى عثمان بن سعيد الدارمي عنه أنه قال : قالت بنو إسرائيل : يا رب أنت في السماء ونحن في الأرض , فكيف لنا أن نعرف رضاك وغضبك؟ قال : إذا رضيت عنكم استعملت عليكـم خياركم , وإذا غضبت عليكم استعملت عليكـم شراركـم .

وقد ذكره الذهبي في كتاب "العلو" , وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" , وقال الذهبي : هذا ثابت عن قتادة أحد الحفاظ , وروى ابن جرير في تفسيره عن قتادة في قول الله تعالى : سورة الزخرف الآية 84 وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ قال : يعبد في السماء , ويعبد في الأرض . وقد ذكره البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد بدون إسناد" , ورواه البيهقي في كتاب "الأسماء والصفات " , ثم قال : وفي معنى هذه الآية قول الله - عز وجل - : سورة الأنعام الآية 3 وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ .



4-قول الضحاك بن مزاحم

روى عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "السنة" , وأبو داود في كتاب " المسائل " بإسناد حسن عن الضحاك في قوله تعالى : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ قال : هو على العرش وعلمه معهم . وقد رواه ابن جرير في تفسيره , ولفظه قال : هو فوق العرش , وعلمه معهم أين ما كانوا . ورواه الآجري في كتاب "الشريعة" , والبيهيقي في كتاب "الأسماء والصفات" , والقاضي أبو الحسين في "طبقات الحنابلة " , وقال بعد إيراده : قال أبو عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - هذه السنة .

وذكره ابن عبد البر في التمهيد فقال : ذكر سنيد عن مقاتل بن حيان عن الضحاك بن مزاحم في قوله : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ الآية . قال : هو على عرشه , وعلمه معهم أين ما كانوا , قال : وبلغني عن سفيان الثوري مثله . وقد ذكره الذهبي في كتاب "العلو" , قال : وفي لفظ "هو فوق العرش , وعلمه معهم أين ما كانوا " , أخرجه أبو أحمد العسال , وأبو عبد الله بن بطة , وأبو عمر بن عبد البر بإسناد جيد .


5-قول مقاتل بن حيان
ذكر ابن أبي حاتم في تفسيره عن مقاتل أنه قال في قوله الله تعالى : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ قال : هو على العرش , وهو معهم بعلمه . وقد ذكره ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" نقلا عن ابن أبي حاتم .

وروى البيهقي في كتاب "الأسماء والصفات " بإسناده إلى مقاتل بن حيان قال : بلغنا - والله أعلم - في قول الله - عز وجل - : سورة الحديد الآية 3 هُوَ الْأَوَّلُ قبل كل شيء , سورة الحديد الآية 3 وَالْآخِرُ بعد كل شيء , سورة الحديد الآية 3 وَالظَّاهِرُ فوق كل شيء , سورة الحديد الآية 3 وَالْبَاطِنُ أقرب من كل شيء . وإنما يعني بالقرب بعلمه وقدرته وهو فوق عرشه سورة الحديد الآية 3 وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ , ثم ذكر كلامه على الآية التي بعدها إلى قوله : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ يعني قدرته وسلطانه وعلمه معكم أين ما كنتم سورة الحديد الآية 4 وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وبالإسناد عن مقاتل بن حيان قال : قوله : سورة المجادلة الآية 7 إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ يقول : علمه وذلك قوله : سورة المجادلة الآية 7 إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ فيعلم نجواهم , ويسمع كلامهم , ثم ينبئهم يوم القيامة بكل شيء ، هو فوق عرشه , وعلمه معهم . وقد نقل الذهبي في كتاب "العلو" بعض ما رواه البيهقي عن مقاتل بن حيان , ثم قال مقاتل : هذا ثقة إمام معاصر للأوزاعي ما هو بابن سليمان , ذاك مبتدع ليس بثقة .


6-قول مالك بن دينار

روى أبو نعيم في "الحلية" عنه أنه كان يقول : خذوا ، فيقرأ ثم يقول : اسمعوا إلى قول الصادق من فوق عرشه . قال الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" : إسناده صحيح .
[align=center]


7-قول الإمام أبي عمرو الأوزاعي

قد تقدم ما رواه البيهقي عنه أنه قال : كنا والتابعون متوافرون , نقول : إن الله - تعالى ذكره - فوق عرشه , ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته جل وعلا . وقال الذهبي في كتاب "العلو" : روى أبو إسحاق الثعلبي قال : سئل الأوزاعي عن قوله تعالى : سورة الأعراف الآية 54 ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ قال : هو على عرشه كما وصف نفسه .


8-قول الإمام أبي حنيفةروى البيهقي في كتاب "الأسماء والصفات" بإسناده إلى نعيم بن حماد , قال : سمعت نوح بن أبي مريم أبا عصمة يقول : كنا عند أبي حنيفة أول ما ظهر ؛ إذ جاءته امرأة من ترمقا , كانت تجالس جهما , فدخلت الكوفة , فأظنني أقل ما رأيته عليها عشرة آلاف من الناس , تدعو إلى رأيها , فقيل لها : إن هاهنا رجلا قد نظر في المعقول , يقال له : أبو حنيفة , فأتته فقالت : أنت الذي تعلم الناس المسائل وقد تركت دينك , أين إلهك الذي تعبده؟ فسكت عنها , ثم مكث سبعة أيام لا يجيبها , ثم خرج إليها وقد وضع كتابا : الله تبارك وتعالى في السماء دون الأرض . فقال له رجل : أرأيت قول الله - عز وجل - : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ ؟ قال : هو كما تكتب إلى الرجل إني معك وأنت غائب عنه .

قال البيهقي : لقد أصاب أبو حنيفة رضي الله عنه فيما نفى عن الله - عز وجل - , ومن الكون في الأرض , وفيما ذكر من تأويل الآية , وتبع مطلق السمع في قوله : إن الله - عز وجل - في السماء . وقد رواه الذهبي في كتاب "العلو" عن طريق البيهقي .

وقال أبو مطيع البلخي في كتاب "الفقه الأكبر" المشهور : سألت أبا حنيفة عمن يقول : لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض . قال : قد كفر ؛ لأن الله - عز وجل - يقول : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى وعرشه فوق سبع سماواته . فقلت : إنه يقول : على العرش استوى , ولكن لا يدري العرش في السماء أو في الأرض , فقال : إذا أنكر أنه في السماء كفر ؛ لأنه تعالى في أعلى عليين , وأنه يدعى من أعلى لا من أسفل . انتهى .

وقد نقله شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "القاعدة المراكشية" , والحافظ الذهبي في كتاب "العلو" , وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" .

]9-قول سفيان الثوري
روى عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "السنة" عن معدان الذي قال فيه ابن المبارك : إن كان بخراسان أحد من الأبدال فمعدان . قال : سألت سفيان الثوري عن قول الله تعالى : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ قال : علمه .

وقد ذكره البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد" , ورواه أبو بكر الآجري في كتاب "الشريعة" إلا أنه قال في الإسناد عن خالد بن معدان : وهذا وهم ؛ لأن خالد بن معدان من الطبقة الثالثة , وسفيان الثوري من الطبقة السابعة , فلا يصح أن يقال : إن خالد بن معدان روى عن سفيان الثوري الذي هو أنزل منه بأربع طبقات , ولعل هذا الوهم وقع من بعض النساخ , والله أعلم . ورواه البيهقي في كتاب "الأسماء والصفات " بمثله .


[10-قول الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة

روى أبو داود في كتاب "المسائل " وأبو بكر الآجري في كتاب "الشريعة" من طريق أبي داود , ومن طريق الفضل بن زياد , كلاهما عن الإمام أحمد بن حنبل قال : حدثني سريج بن النعمان قال : حدثنا عبد الله بن نافع قال : قال مالك بن أنس : الله - عز وجل - في السماء , علمه في كل مكان , لا يخلو من علمه مكان .

وقد رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "السنة" عن أبيه , وزاد بعد قوله وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء , وتلا هذه الآية : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ

وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في "القاعدة المراكشية" أن المالكية وغير المالكية نقلوا عن مالك أنه قال : في السماء , وعلمه في كل مكان , حتى ذكر ذلك مكي خطيب قرطبة في كتاب "التفسير" الذي جمعه من كلام مالك , ونقله أبو عمرو الطلمنكي , وأبو عمر بن عبد البر , وابن أبي زيد في المختصر , وغير واحد . ونقله أيضا عن مالك غير هؤلاء ممن لا يحصى عددهم , مثل أحمد بن حنبل , وابنه عبد الله , والأثرم , والخلال , والآجري , وابن بطة , وطوائف غير هؤلاء من المصنفين في السنة- إلى أن قال- وكلام أئمة المالكية , وقد مائهم في الإثبات كثير مشهور , حتى علماءهم حكوا إجماع أهل السنة والجماعة على أن الله بذاته فوق عرشه . انتهى .


11-قول أصبغ صاحب مالك
ذكر ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال : إن الله مستو على عرشه , وبكل مكان علمه وإحاطته . قال ابن القيم : وأصبغ من أجل أصحاب مالك وأفقههم .

12-قول عبد الله بن المبارك
روى عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "السنة" , والبيهقي في كتاب " الأسماء والصفات " عن علي بن الحسن بن شقيق قال : سمعت عبد الله بن المبارك يقول : نعرف ربنا فوق سبع سماوات على العرش استوى , بائن من خلقه , ولا نقول كما قالت الجهمية : إنه هاهنا- وأشار إلى الأرض- , وقد نقله شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "الفتوى الحموية الكبرى" فقال : روى عبد الله بن أحمد وغيره بأسانيد صحاح عن ابن المبارك فذكره بنحوه , ثم قال : وهكذا قال الإمام أحمد وغيره .

وذكره شيخ الإسلام أيضا في موضع آخر من الفتاوى , ثم قال : هذا مشهور عن ابن المبارك , ثابت عنه من غير وجه , وهو أيضا صحيح ثابت عن أحمد بن حنبل , وإسحاق بن راهويه وغير واحد من الأئمة . انتهى . ونقله الذهبي في كتاب "العلو" وقال بعده : فقيل : هذا لأحمد بن حنبل . فقال : هكذا هو عندنا .

ورواه الذهبي بإسناده إلى علي بن الحسن قال : سألت ابن المبارك كيف ينبغي لنا أن نعرف ربنا عز وجل؟ قال : على السماء السابعة , على عرشه , ولا نقول كما تقول الجهمية : إنه هاهنا في الأرض .

وذكر القاضي أبو الحسين في "طبقات الحنابلة " ما رواه الأثرم عن محمد بن إبراهيم القيسي , قال : قلت لأحمد بن حنبل : يحكى عن ابن المبارك أنه قيل له : كيف نعرف ربنا عز وجل ؟ قال : في السماء السابعة , على عرشه . فقال أحمد : هكذا هو عندنا . وقال البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد" : وقال ابن المبارك : لا نقول كما قالت الجهمية : إنه في الأرض هاهنا , بل على العرش استوى . وقيل له : كيف نعرف ربنا؟ قال : فوق سماواته على عرشه .


13-قول أبي عصمة نوح بن أبي مريم

قال عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "السنة" حدثني أحمد بن سعيد الدارمي , صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (537),سنن النسائي السهو (1218),سنن أبو داود الصلاة (930),مسند أحمد بن حنبل (5/447),سنن الدارمي الصلاة (1502). سمعت أبا عصمة وسأله رجل عن الله في السماء هو؟ فحدث بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين سأل الأمة أين الله؟ قالت : في السماء . قال : فمن أنا؟ قالت : رسول الله . قال : أعتقها فإنها مؤمنة , قال : سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنة ؛ أن عرفت أن الله في السماء .

14-قول علي بن عاصم محدث واسط , وشيخ الإمام أحمد

ذكر ابن أبي حاتم في كتاب "الرد على الجهمية " عن يحيى بن علي بن عاصم قال :

كنت عند أبي فاستأذن عليه المريسي , فقلت له : يا أبت مثل هذا يدخل عليك؟ فقال : وما له؟ قلت : إنه يقول : إن القرآن مخلوق . ويزعم أن الله معه في الأرض- وكلاما ذكرته- , فما رأيته اشتد عليه مثل ما اشتد عليه قوله : إن القرآن مخلوق . وقوله : إن الله معه في الأرض . وقد نقله الذهبي في كتاب "العلو" , وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية " .


[B]15-قول سعيد بن عامر الضبعي عالم البصرة قال البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد" : وقال سعيد بن عامر : الجهمية أشر قولا من اليهود والنصارى , فقد اجتمعت اليهود والنصارى وأهل الأديان أن الله - تبارك وتعالى - على العرش ، وقالوا هم : ليس على العرش شيء .

وقال الذهبي في كتاب "العلو" : قال عبد الرحمن بن أبي حاتم : حدثنا أبي قال : حدثت عن سعيد بن عامر الضبعي أنه ذكر الجهمية فقال : هم شر قولا من اليهود والنصارى . قد أجمع اليهود والنصارى وأهل الأديان مع المسلمين على أن الله - عز وجل - على العرش , وقالوا هم : ليس على العرش شيء . وقد ذكره ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" نقلا عن كتاب "السنة" لابن أبي حاتم .









قديم 2009-04-30, 08:09   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
محمد مقاوسي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمد مقاوسي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

16-قول يزيد بن هارون


قال عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "السنة" : حدثني عباس العنبري , حدثنا شاذ بن يحيى , سمعت يزيد بن هارون , وقيل له : من الجهمية ؟ قال : من زعم أن الرحمن على العرش استوى على خلاف ما في قلوب العامة فهو جهمي .

وقد ذكره البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد" , قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله تعالى - : والذي يقر في قلوب العامة هو ما فطر الله تعالى عليه الخليقة من توجهها إلى ربها تعالى عند النوازل والشدائد , والدعاء والرغبات إليه تعالى , نحو العلو لا تلتفت يمنة ولا يسرة من غير موقف وقفهم عليه , ولكن فطرة الله التي فطر الناس عليها , وما من مولود إلا وهو يولد على الفطرة , حتى يجهمه وينقله إلى التعطيل من يقيض له . انتهى . وقد نقله عنه ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" .


17-قول عبد الله بن مسلمة القعنبي شيخ البخاري ومسلم

ذكر الذهبي في كتـاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال : من لا يوقن أن الرحمن على العرش استوى كما يقر في قلوب العامة فهو جهمي , وقد تقدم عن يزيد بن هارون مثله .


18-قول عبد الله بن أبي جعفر الرازي


قال الذهبي في كتاب "العلو" : قال محمد بن يحيى الذهلي : أخبرني صالح بن الضريس قال : جعل عبد الله يضرب رأس قرابة له يرى رأي جهم , فرأيته يضرب بالنعل على رأسه ويقول : لا حتى تقول : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى بائن من خلقه . وقد ذكره ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" نقلا عن كتاب "الرد على الجهمية " لابن أبي حاتم .


19-قول الإمام محمد بن إدريس الشافعي

قال الذهبي في كتاب "العلو" : روى شيخ الإسلام أبو الحسن الهكاري والحافظ أبو محمد المقدسي بإسنادهم إلى أبي ثور وأبي شعيب , كلاهما عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي قال : القول في السنة التي أنا عليها , ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل سفيان ومالك وغيرهما ، إقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله , وأن الله على عرشه في سمائه , يقرب من خلقه كيف شاء , وينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء . وذكر سائر الاعتقاد .

وقد ذكره ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" من رواية عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبي شعيب وأبي ثور عن الشافعي - رحمه الله تعالى - . وذكر شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "الفتوى الحموية الكبرى" عن الشافعي أنه قال : خلافة أبي بكر الصديق حق قضاه الله في السماء ، وجمع عليه قلوب عباده . انتهى .


20-قول عبد العزيز بن يحيى الكناني المكي

قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في الفتاوى : ومن أصحاب الشافعي عبد العزيز بن يحيى الكناني المكي له كتاب "الرد على الجهمية " , وقرر فيه مسألة العلو , وأن الله تعالى فوق عرشه , والأئمة في الحديث والفقه والسنة والتصوف المائلون إلى الشافعي ما من أحد منهم إلا له كلام فيما يتعلق بهذا الباب , ما هو معروف يطول ذكره . انتهى .


21-قول هشام بن عبيد الله الرازي عالم الري

قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "الفتوى الحموية الكبرى" : روى ابن أبي حاتم أن هشام بن عبيد الله الرازي صاحب محمد بن الحسن - قاضي الري - حبس رجلا في التهجم , فتاب فجيء به إلى هشام ؛ ليطلقه فقال : الحمد لله على التوبة , فامتحنه هشام فقال : أتشهد أن الله على عرشه بائن من خلقه؟ فقال : أشهد أن الله على عرشه , ولا أدري ما بائن من خلقه . فقال : ردوه إلى الحبس فإنه لم يتب . وقد ذكره الذهبي في كتاب "لعلو" بنحوه .


22-قول محمد بن مصعب العابد

روى عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "السنة" عنه أنه قال : من زعم أنك لا تتكلم ولا ترى في الآخرة , فهو كافر بوجهك , أشهد أنك فوق العرش فوق سبع سماوات , ليس كما يقول أعداء الله الزنادقة .


23-قول سنيد بن داود المصيصي الحافظ

قال الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" : قال أبو حاتم الرازي : حدثنا أبو عمران الطرسوسي قال : قلت لسنيد بن داود : هو عز وجل على عرشه , بائن من خلقه؟ قال : نعم .


24-قول عبد الله بن الزبير الحميدي شيخ البخاري

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" , وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال : نقول : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ومن زعم غير هذا فهو مبطل جهمي .


25-قول نعيم بن حماد الخزاعي الحافظ

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال في قول الله تعالى : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ قال : معناه إنه لا يخفى عليه خافية , بعلمه . ألا ترى إلى قوله تعالى : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ الآية . أراد أنه لا تخفى عليه خافية .


26- قول بشر بن الوليد وأبي يوسف

قال ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" : روى ابن أبي حاتم قال : جاء بشر بن الوليد إلى أبي يوسف فقال له : تنهاني عن كلام بشر المريسي , وعلي الأحول , وفلان يتكلمون . فقال : وما يقولون؟ قال : يقولون : إن الله في كل مكان . فبعث أبو يوسف وقال : علي بهم . فانتهوا إليهم وقد قام بشر فجيء بعلي الأحول , والشيخ الآخر , فنظر أبو يوسف إلى الشيخ وقال : لو أن فيك موضع أدب لأوجعتك ، وأمر به إلى الحبس , فضرب علي الأحول وطيف به .

وقد استتاب أبو يوسـف بشر المريسي لما أنكر أن الله فوق عرشه , وهي
قصة مشهورة ذكرها عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره , وأصحاب أبي حنيفة المتقدمون على هذا . وقد ذكر الطحاوي في اعتقاد أبي حنيفة وصاحبيه ما يوافق هذا , وأنهم من أبر الناس من التعطيل والتجهم . انتهى باختصار .


27- قول بشر الحافي الزاهد

قال الذهبي في كتاب "العلو" : له عقيدة رواها ابن بطة في كتاب "الإبانة" وغيره , فمما فيها : والإيمان بأن الله على عرشه استوى كما شاء , وأنه عالم بكل مكان .


28- قول أحمد بن نصر الخزاعي

قال الذهبي في كتاب "العلو" : قال إبراهيم الحربي فيما صح عنه : قال أحمد بن نصر , وسئل عن علم الله فقال : علم الله معنا , وهو على عرشه .


29- قول قتيبة بن سعيد

قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه قال : نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه . وقد نقل إجماع أهل السنة والجماعة على ذلك , فليراجع .


30-قول علي ابن المديني


قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل الإجماع على أن الله - عز وجل - فوق السماوات على عرشه استوى , فسئل عن قوله تعالى : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ فقال : اقرأ ما قبله : سورة المجادلة الآية 7 أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ


31- قول خالد بن سليمان أبي معاذ البلخي
قال ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" : روى ابن أبي حاتم عنه بإسناده أنه قال : إن الله في السماء على العرش كما وصف نفسه .



32-قول الإمام أحمد بن محمد بن حنبل

قد تقدم في أول حكاية الإجماع على خلاف ما زعمه المردود عليه ما جاء في العقيدة

التي رواها أبو العباس الإصطخري عن الإمام أحمد في إثبات علو الله تعالى على العرش فوق السماء السابعة , وأنه بائن من خلقه , وأنه مع الخلق بعلمه , لا يخلو من علمه مكان . فليراجع كلامه فإنه مهم جدا .

وتقدم أيضا عن عبد الله بن المبارك أنه قيل له : بماذا نعرف ربنا؟ قال : بأنه فوق سماواته على عرشه , بائن من خلقه , ولا نقول كما تقول الجهمية : إنه هاهنا في الأرض . قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية : وهكذا قال الإمام أحمد وغيره . وقال الذهبي : قيل : هذا لأحمد بن حنبل . فقال : هكذا هو عندنا .

وروى القاضي أبو الحسين في "طبقات الحنابلة " عن يوسف بن موسى القطان قال : قيل لأبي عبد الله : والله تعالى فوق السماء السابعة على عرشه , بائن من خلقه , وقدرته وعلمه بكل مكان؟ قال : نعم على عرشه , ولا يخلو شيء من علمه . وذكر الذهبي في كتاب "العلو" عن أبي طالب أحمد بن حميد قال : سألت أحمد بن حنبل عن رجل قال : الله معنا , وتلا : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ فقال : قد تجهم هذا ؛ يأخذون بآخر الآية ويدعون أولها . هلا قرأت عليه : سورة المجادلة الآية 7 أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ فعلمه معهم , وقال في سورة (ق) : سورة ق الآية 16 وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ , فعلمه معهم . قلت : ما زعمه القائل بأن معية الله لخلقه معية ذاتية مطابق لقول الرجل الذي قال فيه الإمام أحمد : أنه قد تجهم .

وقال المروذي : قلت لأبي عبد الله : إن رجلا قال : أقول كما قال الله : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ أقول هذا ولا أجاوزه إلى غيره . فقال أبو عبد الله : هذا كلام الجهمية . بل علمه معهم , فأول الآية يدل على أنه علمه . رواه ابن بطة في كتاب (الإبانة) عن عمر بن محمد بن رجاء عن محمد بن رجاء عن محمد بن داود عن المروذي .

قلت : ليتأمل المبتلى بمخالفة أهل السنة والجماعة كلام الإمام أحمد حق التأمل ؛ حتى يعرف من كان يقول بالمعية الذاتية من أهل البدع والضلال , وأنهم شر أهل البدع .

وقال حنبل بن إسحاق في كتاب (السنة) : قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل : ما معنى قوله تعالى : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ و سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ إلى قوله : سورة المجادلة الآية 7 إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ؟ قال : علمه . عالم الغيب والشهادة , محيط بكل شيء , شاهد علام الغيوب , يعلم ربنا على العرش بلا حد ولا صفة وسع كرسيه السماوات والأرض . انتهى . وقد نقله شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في (شرح حديث النزول) .

وقال الشريك أبو علي محمد بن أحمد بن أبي موسى في عقيدة له ذكرها القاضي أبو الحسين "في طبقات الحنابلة " : سئل الإمام أحمد بن محمد بن حنبل عن قوله - عز وجل - : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا فقال : علمه .

وذكر الإمام أحمد بن حنبل في كتاب "الرد على الجهمية " أنهم قالوا : إن الله تحت الأرض السابعة كما هو على العرش , فهو على العرش , وفي السماوات , وفي الأرض , ولا يخلو منه مكان , ولا يكون في مكان دون مكان , وتلوا آية من القرآن : سورة الأنعام الآية 3 وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ فقلنا : قد عرف المسلمون أماكن كثيرة ليس فيها من عظمة الرب شيء , أجسامكـم وأجوافكم , وأجواف الخنازير والوحوش , والأماكن القذرة ليس فيها من عظمة الرب شيء . وقد أخبرنا أنه في السماء , ثم ذكر أحمد الأدلة من القرآن على أن الله تعالى في السماء , وقال بعد ذلك : وإنما معنى قول الله - جل ثناؤه - : سورة الأنعام الآية 3 وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يقول : هو إله من في السماوات , وإله من في الأرض , وهو على العرش , وقد أحاط علمه بما دون العرش , ولا يخلو من علم الله مكان , ولا يكون علم الله في مكان دون مكان , فذلك قوله : سورة الطلاق الآية 12 لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا .

وقال الإمام أحمد أيضا : "بيان ما تأولت الجهمية من قول الله : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ قالوا : إن الله معنا وفينا . فقلنا : الله - جل ثناؤه - يقول : سورة المجادلة الآية 7 أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ , ثم قال : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ يعني الله بعلمه , سورة المجادلة الآية 7 وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ يعني الله بعلمه , سورة المجادلة الآية 7 وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ يعني بعلمه فيهم , سورة المجادلة الآية 7 أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

يفتح الخبر بعلمه , ويختم الخبر بعلمه .

وقال الإمام أحمد أيضا : بيان ما ذكر الله في القرآن سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ وهذا على وجوه , قال الله - جل ثناؤه - لموسى : سورة طه الآية 46 إِنَّنِي مَعَكُمَا , يقول : في الدفع عنكما . وقال : سورة التوبة الآية 40 ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا يقول : في الدفع عنا . وقال : سورة البقرة الآية 249 كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ , يقول : في النصر لهم على عدوهم . وقال : سورة محمد الآية 35 فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ , في النصر لكم على عدوكم . وقال : سورة النساء الآية 108 وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ , يقول : بعلمه فيهم . وقال : سورة الشعراء الآية 61 فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ سورة الشعراء الآية 62 قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ , يقول : في العون على فرعون . ثم ذكر الإمام أحمد بعد هذا التفصيل أن الحجة ظهرت على الجهمي بما ادعى على الله أنه مع خلقه . انتهى .









قديم 2009-04-30, 08:12   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
محمد مقاوسي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمد مقاوسي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

33- قول اسحاق بن راهويه
قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل الإجماع على أن الله فوق العرش استوى , ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة .


34-قول المزني صاحب الشافعي

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال : الحمد لله الواحد الصمد , ليس له صاحبة ولا ولد , عال على عرشه , دان بعلمه


من خلقه , وقال أيضا : عال على عرشه , بائن عن خلقه .

وروى الذهبي بإسناده إلى محمد بن إسماعيل الترمذي قال : سمعت المزني يقول : لا يصح لأحد توحيد حتى يعلم أن الله على العرش بصفاته . قلت : مثل أي شيء؟ قال : سميع بصير عليم قدير .


35-قول محمد بن يحيى الذهلي

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" عن الحاكم أنه قال : قرأت بخطابي عمرو المستملي , سئل محمد بن يحيي عن حديث عبد الله بن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم : ليعلم العبد أن الله معه حيث كان . فقال . يريد إن الله علمه محيط بكل مكان , والله على العرش .


36- قول الإمام محمد بن إسماعيل البخاري

قال : في كتاب التوحيد من صحيحه باب قول الله - عز وجل - : سورة هود الآية 7 وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ , سورة التوبة الآية 129 وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ قال أبو العالية : استوى إلى السماء : ارتفع , فسواهن : خلقهن . وقال مجاهد : استوى : علا على العرش , ثم ساق حديث زينب بنت جحش رضي الله عنها أنها كانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول : زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات . وقال أيضا : باب قول الله تعالى : سورة المعارج الآية 4 تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ وقوله - جل ذكره - : سورة فاطر الآية 10 إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وقد ذكر في هذا الباب عدة أحاديث في إثبات صفة الفوقية لله تعالى , وعلوه على خلقه .


37- قول أبي زرعة الرازي


قد ذكرت فيما تقدم ما رواه عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبيه وأبي زرعة أنهما قالا : أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا , وعراقا , ومصرا , وشاما , فكان من مذهبهم أن الله - تبارك وتعالى - على عرشه بائن من خلقه , كما وصف نفسه في كتابه , وعلى لسان رسوله بلا كيف , أحاط بكل شيء علما , ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .

وذكر الذهبي في كتاب (العلو) ما رواه أبو إسماعيل الأنصاري بإسناده إلى محمد بن
إبراهيم الأصفهاني , سمعت أبا زرعة الرازي , وسئل عن تفسير : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى فغضب وقال : تفسيره كما تقرأ . هو على عرشه , وعلمه في كل مكان , من قال غير هذا فعليه لعنة الله . وقد ذكره شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "الفتاوى الحموية الكبرى" , وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية) .


38- قول أبي حاتم الرازي

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" عن الحافظ أبي القاسم الطبري قال : وجدت في كتاب أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي مما سمع منه يقول : مذهبنا واختيارنا اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين من بعدهم , والتمسك بمذاهب أهل الأثر , مثل الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد - رحمهم الله تعالى - , ولزوم الكتاب والسنة , ونعتقد أن الله - عز وجل - على عرشه , بائن من خلقه , ليس كمثله شيء وهو السميع البصير . وقد ذكر ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" قوله : ونعتقد إلى آخره .


39- قول يحيى بن معاذ الرازي الواعظ

روى أبو إسماعيل الأنصاري بإسناده إلى يحيى بن معاذ أنه قال : إن الله على العرش , بائن من الخلق , وقد أحاط بكل شيء علما , وأحصى كل شيء عددا , لا يشك في هذه المقالة إلا جهمي رديء ضليل , وهالك مرتاب , يمزج الله بخلقه , ويخلط منه الذات بالأقذار والأنتان . انتهى .

وقد نقله شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "الفتوى الحموية الكبرى" , والذهبي في كتاب "العلو" , وابن القيم في كتاب (اجتماع الجيوش الإسلامية) .


40- قول الإمام محمد بن أسلم الطوسي

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" عن الحاكم أنه قال في ترجمته : حدثنا يحيى العنبري , حدثنا أحمد بن سلمة , حدثنا محمد بن أسلم قال : قال لي عبد الله بن طاهر : بلغني أنك لا ترفع رأسك إلى السماء . فقلت : ولم ؟ وهل أرجو الخير إلا ممن هو في السماء .


41- قول عبد الوهاب الوراق

قال الذهبي في كتاب "العلو" حدث عبد الوهاب بن عبد الحكيم الوراق بقول ابن
عباس رضي الله عنهما : ما بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف نور , وهو فوق ذلك , ثم قال عبد الوهاب : من زعم أن الله هاهنا فهو جهمي خبيث , إن الله - عز وجل - فوق العرش , وعلمه محيط بالدنيا والآخرة , وقد نقل ابن القيم كلام عبد الوهاب في كتابه (اجتماع الجيوش الإسلامية) وقال : صح ذلك عنه , حكاه عنه محمد بن عـثمان في رسالته في الفوقية , وقال : ثقة حافظ روى عنه أبو داود والترمذي والنسائي . انتهى . ومحمد بن عثمان الذي ذكره ابن القيم هو الحافظ الذهبي .


42-قول حرب بن إسماعيل الكرماني صاحب أحمد وإسحاق


قد ذكرت فيما تقدم أنه حكى إجماع أهل السنة من سائر أهل الأمصار , أن الماء فوق السماء السابعة , والعرش على الماء , والله على العرش .


43- قول عثمان بن سعيد الدارمي حافظ أهل المشرق

قال في كتابه "النقض على بشر المريسي " : قد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله فوق عرشه , فوق سماواته , لا ينزل قبل يوم القيامة إلى الأرض , ولم يشكوا أنه ينزل يوم القيامة ؛ ليفصل بين عباده , ويحاسبهم ويثيبهم , وتشقق السماوات يومئذ لنزوله , وتنزل الملائكة تنزيلا , ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية , كما قال الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم , فلما لم يشك المسلمون أن الله لا ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة لشيء من أمور الدنيا , علموا يقينا أن ما يأتي الناس من العقوبات ؛ إنما هو أمره وعذابه . فقوله : سورة النحل الآية 26 فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ , إنما هو أمره وعذابه .

وقال أيضا في كتاب "النقض " : علمه بهم محيط , وبصره فيهم نافذ , وهو بكماله فوق عرشه , ومع بعد المسافة بينه وبين الأرض يعلم ما في الأرض .

قال أيضا في كتاب (النقض ) : وقد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله سبحانه في السماء , وعرفوه بذلك إلا المريسي وأصحابه . وقال في صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (537),سنن النسائي السهو (1218),سنن أبو داود الأيمان والنذور (3282),مسند أحمد بن حنبل (5/447),سنن الدارمي الصلاة (1502). قول النبي صلى الله عليه وسلم للأمة : أين الله ؟ تكذيب لمن يقول : هو في كل مكان إلى أن قال : والله فوق سماواته , بائن من خلقه , فمن لم يعرفه بذلك لم يعرف إلهه الذي يعبده . انتهى المقصود من كلامه .

وقد نقله ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" , وأثنى على كتاب الدارمي في الرد على الجهمية , وعلى كتابه في "النقض " على " بشر المريسي " وقال : إنهما من أجل الكتب المصنفة في السنة وأنفعها , قال : وينبغي لكل طالب سنة مراده الوقوف على ما كان عليه الصحابة والتابعون والأئمة أن يقرأ كتابيه , قال : وكان شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - يوصي بهذين الكتابين أشد الوصية , ويعظمهما جدا , وفيهما من تقرير التوحيد والأسماء والصفات بالعقل والنقل ما ليس في غيرهما . انتهى كلام ابن القيم رحمه الله تعالى .


44- قول عبد الله بن مسلم بن قتيبة

قال في كتابه "تأويل مختلف الحديث" : نحن نقول في قوله : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا إنه معهم بالعلم بما هم عليه , كما تقول للرجل : وجهته إلى بلد شاسع , ووكلته بأمر من أمورك , احذر التقصير والإغفال لشيء مما تقدمت فيه إليك فإني معك . تريد أنه لا يخفى علي تقصيرك , أو جدك للإشراف عليك والبحث عن أمورك .

وإذا جاز هذا في المخلوق الذي لا يعلم الغيب فهو في الخالق الذي يعلم الغيب أجوز . وكيف يسوغ لأحد أن يقول : إنه بكل مكان على الحلول مع قوله : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى وقوله تعالى : سورة فاطر الآية 10 إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ؟ وكيف يصعد إليه شيء هو معه , أو يرفع إليه عمل وهو عنده؟ قال : ولو أن هؤلاء رجعوا إلى فطرهم , وما ركبت عليه خلقتهم من معرفة الخالق سبحانه ؛ لعلموا أن الله تعالى هو العلي , وهو الأعلى , وهو بالمكان الرفيع , وأن القلوب عند الذكر تسمو نحوه , والأيدي ترفع بالدعاء إليه . قال : والأمم كلها عربيها وعجميها تقول : إن الله تعالى في السماء ما تركت على فطرها , ولم تنقل عن ذلك بالتعليم .

قال : وأما قوله : سورة الزخرف الآية 84 وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ فليس في ذلك ما يدل على الحلول بهما , وإنما أراد أنه إله السماء وإله من فيها , وإله الأرض وإله من فيها . وكذلك قوله عز وجل :

سورة النحل الآية 128 إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ , لا يريد أنه معهما بالحلول , ولكن بالنصرة والتوفيق والحياطة . انتهى المقصود من كلامه ملخصا .


45- قول أبي عيسى الترمذي

ذكر في تفسير سورة الحديد من جامعه حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا في بعد ما بين السماء والأرض , وما بين كل سمائين , وأن العرش فوق السماوات وبينه , وبين السماء بعد ما بين كل سمائين , ثم ذكر بعد ما بين الأرضين السبع , ثم قال : سنن الترمذي تفسير القرآن (3298),مسند أحمد بن حنبل (2/370). والذي نفس محمد بيده لو أنكـم دليتم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله ، ثم قرأ : سورة الحديد الآية 3 هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ . قال الترمذي : حديث غريـب . وقال الذهبي : هو خبر منكر . انتهى .

قلت : وهو من رواية الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه , وقد قال الترمذي بعد إيراده : يروى عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد قالوا : لم يسمع الحسن من أبي هريرة . قال : وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا : إنما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه , وعلم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان , وهو على العرش , كما وصف في كتابه . انتهى .


46- قول محمد بن عثمان بن أبي شيبة

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" أنه ألف كتابا في "العرش" فقال : ذكروا أن الجهمية يقولون : ليس بين الله وبين خلقه حجاب , وأنكروا العرش , وأن يكون الله فوقه , وقالوا : إنه في كل مكان . ففسرت العلماء : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ يعني علمه . ثم تواترت الأخبار أن الله تعالى خلق العرش فاستوى عليه , فهو فوق العرش , بائن من خلقه .

وقال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في القاعدة المراكشية : "ذكر أبو عمرو الطلمنكي الإمام في كتابه الذي سماه "الوصول إلى معرفة الأصول" أن أهل السنة والجماعة متفقون على أن الله استوى بذاته على عرشه . قال : وكذلك ذكره محمد بن عثمان بن أبي شيبة - حافظ الكوفة - في طبقة البخاري ونحوه . ذكر ذلك عن أهل السنة والجماعة .


47- قول زكريا الساجي

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" , وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عن أبي عبد الله بن بطة العكبري قال : حدثنا أبو الحسن أحمد بن زكريا بن يحيى الساجي قال : قال أبى : القول في السنة التي رأيت عليها أصحابنا أهل الحديث الذي لقيناهم : إن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء .



48- قول محمد بن جرير الطبري

قال في تفسير قول الله تعالى في سورة الحديد : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ يقول : وهو مشاهد لكـم أيها الناس أين ما كنتم , يعلمكـم ويعلم أعمالكـم ومتقلبكم ومثواكـم , وهو على عرشه فوق سماواته السبع . وقال في تفسير قوله تعالى في سورة المجادلة : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ يسمع سرهم ونجواهم , لا يخفى عليه شيء من أسرارهم , سورة المجادلة الآية 7 وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا يقول : في أي موضع ومكان كانوا . وعنى بقوله : سورة المجادلة الآية 7 هُوَ رَابِعُهُمْ بمعنى أنه مشاهدهم بعلمه , وهو على عرشه .

ثم روى بإسناده إلى الضحاك في قوله : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إلى قوله : سورة المجادلة الآية 7 هُوَ مَعَهُمْ قال : هو فوق العرش , وعلمه معهم أين ما كانوا . وقال في تفسير قوله تعالى : سورة الزخرف الآية 84 وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ يقول تعالى ذكره : والله الذي له الألوهية في السماء معبود , وفي الأرض معبود كما هو في السماء معبود , لا شيء سواه تصلح عبادته . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ثم روى بإسناده عن قتادة في قوله : سورة الزخرف الآية 84 وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ قال : يعبد في السماء ويعبد في الأرض .


49- قول حماد البوشنجي الحافظ


روى شيخ الإسلام الهروي بإسناده إلى حماد بن هناد البوشنجي قال : هذا ما رأينا عليه أهل الأمصار , وما دلت عليه مذاهبهم فيه , وإيضاح منهاج العلماء وصفة السنة وأهلها : إن الله فوق السماء السابعة على عرشه , بائن من خلقه , وعلمه وسلطانه وقدرته بكل مكان . انتهى . ونقله الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" .









قديم 2009-04-30, 08:14   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
محمد مقاوسي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمد مقاوسي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

50- قول إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة

قال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري في كتابه "معرفة علوم الحديث " : سمعت محمد بن صالح بن هانيء يقول : سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول : من لم يقر بأن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته فهو كافر بربه , يستتاب , فإن تاب وإلا ضربت عنقه , وألقي على بعض المزابل ؛ حيث لا يتأذى المسلمون والمعاهدون بنتن ريح جيفته , وكان ماله فيئا , لا يرثه أحد من المسلمين ؛ إذ المسلم لا يرث الكافر كما قال صلى الله عليه وسلم .

وذكر ابن القيم في كتابه "اجتماع الجيوش الإسلامية" ما رواه الشيخ الأنصاري بإسناده إلى ابن خزيمة أنه قال : نحن نؤمن بخبر الله سبحانه , أن خالقنا مستو على عرشه . وقال في كتاب "التوحيد" باب ذكر استواء خالقنا العلي الأعلى الفعال لما يشاء على عرشه وكان فوقه فوق كل شيء عاليا , ثم ساق الأدلة على ذلك من القرآن والسنة , ثم قال : "باب الدليل على أن الإقرار بأن الله فوق السماء من الإيمان " وذكر فيه حديث الجارية .


51- قول الإمام الطحاوي

قال في عقيدته المشهورة "ذكر بيان السنة والجماعة , على مذهب فقهاء الملة : أبي حنيفة وأبو يوسف ومحمد بن الحسن " نقول في توحيد الله معتقدين أن الله واحد لا شريك له , ولا شيء مثله , إلى أن قال : والعرش والكرسي حق , وهو مستغن عن العرش وما دونه , محيط بكل شيء وفوقه . انتهى المقصود من كلامه .


52- قول الحسن بن علي بن خلف البربهاري

ذكر القاضي أبو الحسين في "طبقات الحنابلة " أن البربهاري قال في "شرح كتاب السنة" : ولا يتكلم في الرب إلا بما وصف به نفسه عز وجل في القرآن , وما بين رسول الله عليه الصلاة والسلام لأصحابه , وهو جل ثناؤه واحد , سورة الشورى الآية 11 لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وهو على عرشه استوى , وعلمه بكل مكان , لا يخلو من علمه مكان . انتهى المقصود من كلامه .


53- قول أبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" عنه أنه قال في "كتاب السنة" : له باب ما جاء في استواء الله تعالى على عرشه , بائن من خلقه ، ثم ساق بعض الأحاديث الواردة في ذلك .


54- قول أبي الحسن الأشعري

قال في كتابه "مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين " : جملة ما عليه أهل الحديث والسنة الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله , وما جاء من عند الله , وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يردون من ذلك شيئا , إلى أن قال : وإن الله سبحانه على عرشه كما قال تعالى : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ثم قال بعد إيراد أقوال أصحاب الحديث والسنة : وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب .

وقال في كتاب "الإبانة عن أصول الديانة" : إن قال قائل : ما تقولون في الاستواء؟ قيل له : نقول : إن الله - عز وجل - مستو على عرشه , كما قال : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى واستدل بآيات من القرآن على علو الرب فوق السماوات , ومنها قول الله - عز وجل - : سورة الملك الآية 16 أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ ثم قال : فالسماوات فوقها العرش , فلما كان العرش فوق السماوات قال : سورة الملك الآية 16 أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ؛ لأنه مستو على العرش الذي فوق السماوات , وكل ما علا فهو سماء , فالعرش أعلى السماوات , وليس إذا قال : سورة الملك الآية 16 أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ يعني جميع السماوات , وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السماوات , إلى أن قال : ورأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم - إذا دعوا - نحو السماء ؛ لأن الله - عز وجل - مستو على العرش الذي هو فوق السماوات , فلولا أن الله - عز وجل - على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش . انتهى .


55- قول أبي بكر محمد بن الحسين الآجري

قد ذكرت كلامه في ذلك مع أقوال الذين نقلوا الإجماع على أن الله تعالى فوق العرش , وعلمه محيـط بكل شيء من خلقه . وقد ذكر أن هذا قول المسلمين .

وقال في كتاب "الشريعة" : قال جل ذكره : سورة الأعلى الآية 1 سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استفتح دعاءه يقول : مسند أحمد بن حنبل (4/54). سبحان ربي الأعلى الوهاب . وكان جماعة من الصحابة إذا قرءوا : سورة الأعلى الآية 1 سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قالوا : سبحان ربنا الأعلى , منهم علي بن أبي طالب , وابن عباس , وابن مسعود , وابن عمر رضي الله عنهم .

وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يقولوا في السجود : (سبحان ربي الأعلى ثلاثا) , وهذا كله يقوي ما قلنا : إن الله - عز وجل - العلي الأعلى , عرشه فوق السماوات العلا , وعلمه محيط بكل شيء خلاف ما قالته الحلولية . نعوذ بالله من سوء مذهبهم .

وقال أيضا : وما يحتج به الحلولية مما يلبسون به على من لا علم معه قول الله - عز وجل - : سورة الحديد الآية 3 هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وقد فسر أهل العلم هذه الآية : هو الأول قبل كل شيء من حياة وموت , والآخر بعد كل شيء بعد الخلق , وهو الظاهر فوق كل شيء , يعني ما في السماوات , وهو الباطن دون كل شيء , يعلم ما تحـت الأرضين , دل على هذا آخر الآية : سورة الحديد الآية 3 وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ كذا فسره مقاتل بن حيان , ومقاتل بن سليمان , وبينت ذلك السنة , ثم ساق حديث عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2713),سنن الترمذي الدعوات (3481),سنن أبو داود الأدب (5051),سنن ابن ماجه الدعاء (3831),مسند أحمد بن حنبل (2/404). اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء , وأنـت الآخر فليس بعدك شيء , وأنت الظاهر فليس فوقك شيء , وأنت الباطن فليس دونك شيء . قال : ومما يلبسون به على من لا علم معه قوله تعالى : سورة الأنعام الآية 3 وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ وبقوله عز وجل : سورة الزخرف الآية 84 وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ وهذا كله إنما يطلبون به الفتنة , كما قال الله - عز وجل - : سورة آل عمران الآية 7 فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ , وعند أهل العلم من أهل الحق : سورة الأنعام الآية 3 وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ هو كما قال أهل الحق : يعلم سركـم .

مما جاءت به السنن أن الله - عز وجل - على عرشه , وعلمه محيـط بجميع خلقه , يعلم ما تسرون وما تعلنون , يعلم الجهر من القول , ويعلم ما تكتمون . وقوله عز وجل : سورة الزخرف الآية 84 وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ فمعناه : أنه جل ذكره إله من في السماوات , وإله من في الأرض , هو الإله يعبد في السماوات , وهو الإله يعبد في الأرض , هكـذا فسره العلماء . ثم روى بإسناده عن قتادة في قول الله - عز وجل - : سورة الزخرف الآية 84 وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ قال : هو إله يعبد في السماء , وإله يعبد في الأرض , انتهى .


56- قول الحافظ أبي الشيخ عبد الله بن محمد بن حيان

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" , وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال في كتاب "العظمة" : ذكر عرش الرب - تبارك وتعالى - وكرسيه , وعظمة خلقهما , وعلو الرب - جل جلاله - فوق عرشه . ثم ساق جملة من الأحاديث في ذلك .


57- قول أبي الحسن ابن مهدي تلميذ الأشعري

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" أنه قال في كتاب "مشكل الآيات" له : اعلم أن الله في السماء فوق كل شيء , مستو على عرشه , بمعنى أنه عال عليه , ومعنى الاستواء الاعتلاء , كما تقول العرب : استويت على ظهر الدابة , واستويت على السطح , بمعنى علوته . يدل على أنه في السماء عال على عرشه قوله : سورة الملك الآية 16 أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ وقوله : سورة آل عمران الآية 55 يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وقوله : سورة فاطر الآية 10 إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وقوله : سورة السجدة الآية 5 ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ قال : فإن قيل : ما تقولون في قوله : سورة الملك الآية 16 أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ؟ قيل : معنى ذلك أنه فوق السماء على العرش , كما قال : سورة التوبة الآية 2 فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ بمعنى على الأرض . وقيل : سورة طه الآية 71 وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ فكذلك سورة الملك الآية 16 أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ . انتهى المقصود من كلامه ملخصا .


58- قول ابن بطة العكبري


قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل إجماع الصحابة والتابعين : أن الله على عرشه فوق سماواته , بائن من خلقه , وذكرت أيضا كلامه على معنى قوله تعالى : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ وقوله : سورة الأنعام الآية 3 وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ وقوله : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ الآيات سبق تخريجها . ، وفيه الرد على من قال : إن الله معنا وفينا . فليراجع كلامه .


59- قول أبي محمد بن أبي زيد القيرواني شيخ المالكية

قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل إجماع الأمة على أن الله تعالى فوق سماواته , على عرشه دون أرضه , وأنه في كل مكان بعلمه , ثم ذكر أن هذا قول السنة وأئمة الناس في الفقه والحديث .

وقال في مقدمة رسالته المشهورة "باب ما تنطق به الألسنة , وتعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات" من ذلك الإيمان بالقلب , والنطق باللسان بأن الله إله واحد لا إله غيره , ولا شبيه له , ولا نظير له , ولا ولد له , ولا والد له , ولا صاحبة له , ولا شريك له , وأنه فوق عرشه المجيد بذاته , وهو بكل مكان بعلمه . انتهى المقصود من كلامه .

-ويالها من صفعة في وجوه الأشعرية -

وقد نقله ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" , وأقره قال : وكذلك ذكر مثل هذا في نوادره وغيرها من كتبه . ونقل عنه أيضا أنه قال في "مختصر المدونة" : وأنه تعالى : فوق عرشه بذاته , فوق سبع سماواته دون أرضه . انتهى .

وقد نقل شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "القاعدة المراكشية" قول ابن أبي زيد : إن الله تعالى فوق عرشه المجيد بذاته , وهو في كل مكان بعلمه . وقال أيضا : صرح ابن أبي زيد في "المختصر" بأن الله في سمائه دون أرضه . قال شيخ الإسلام أبو العباس : هذا لفظه . قال : والذي قاله ابن أبي زيد ما زالت تقوله أئمة أهل السنة من جميع الطوائف . انتهى .


60- قول أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني - الاشعري-

قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل الإجماع على خلاف من قال : إن الله في كل مكان , وعلى تخطئة قائل ذلك , وذكرت أيضا قوله في إثبات استواء الله على عرشه , وما استدل به من الآيات . فليراجع كلامه .


61- قول الحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني

قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل الإجماع على أن الله مستو على عرشه في سمائه دون أرضه , وأنه بائن من خلقه , والخلق بائنون منه , لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم .


62- قول معمر بن أحمد بن زياد الأصبهاني

ذكر شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "الفتوى الحموية الكبرى" عنه أنه قال : أحببت أن أوصي أصحابي بوصية من السنة , وموعظة من الحكمة . وأجمع ما كان عليه أهل الحديث والأثر , وأهل المعرفة والتصوف من المتقدمين والمتأخرين . قال فيها : وإن الله استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل , والاستواء معقول , والكيف فيه مجهول , وإنه عز وجل مستو على عرشه , بائن من خلقه , والخلق منه بائنون بلا حلول , ولا ممازجة , ولا اختلاط , ولا ملاصقة ؛ لأنه الفرد البائن من الخلق , الواحد الغني عن الخلق . انتهى . وقد نقله الذهبي في كتاب (العلو) , وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" .


63- قول أبي القاسم عبد الله بن خلف المقري الأندلسي


نقل ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه ذكا حديث النزول ثم قال : في هذا الحديث دليل على أنه تعالى في السماء على العرش , فوق سبع سماوات , ثم ذكر الأدلة على ذلك من القرآن , وذكر قول مالك بن أنس : الله - عز وجل - في السماء , وعلمه في كل مكان , لا يخلو من علمه مكان , إلى أن قال : ومن الحجة أيضا في أن الله - سبحانه وتعالى - على العرش فوق السماوات السبع أن الموجودين أجمعين إذا كربهم أمر ؛ رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون الله ربهم , صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (537),سنن النسائي السهو (1218),سنن أبو داود الصلاة (930),مسند أحمد بن حنبل (5/447),سنن الدارمي الصلاة (1502). وقوله صلى الله عليه وسلم للأمة التي أراد مولاها أن يعتقها : أين الله؟ فأشارت إلى السماء . ثم قال لها : من أنا؟ قالت : أنت رسول الله . قال : أعتقها فإنها مؤمنة . فاكتفى رسول الله صلى الله عليه وسلم منها برفع رأسها إلى السماء . ودل على ما قدمناه أنه على العرش , والعرش فوق السماوات السبع . انتهى .









قديم 2009-04-30, 08:15   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
محمد مقاوسي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمد مقاوسي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

64- قول أبي عبد الله محمد بن أبي نعيس المالكي المشهور بابن أبي زمنين


نقل ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال في كتابه الذي صنفه في أصول السنة "باب الإيمان بالعرش" : ومن قول أهل السنة : إن الله - عز وجل - خلق العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق , ثم استوى عليه كيف شاء , كما أخبر عن نفسه في قوله عز وجل : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى إلى أن قال : ومن قول أهل السنة : إن الله بائن من خلقه متحجب عنهم بالحجب , تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .

وذكر حديث النزول ثم قال : وهذا الحديث يبين أن الله تعالى على عرشه في السماء دون الأرض . انتهى , وقد ذكرت بعض كلامه مع أقوال الذين نقلوا إجماع أهل السنة على أن الله تعالى مستو على عرشه , بائن من خلقه .

وقد نقل شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في الفتاوى جملة من أول كلامه , وذكر عنه أنه قال : فسبحان من بعد فلا يرى , وقرب بعلمه وقدرته .


65- قول القاضي عبد الوهاب المالكي


ذكر ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه صرح بأن الله سبحانه استوى على عرشه بذاته . نقله شيخ الإسلام عنه في غير موضع من كتبه , ونقله عنه القرطبي في شرح الأسماء الحسنى .


66- قول الإمام أبي أحمد بن الحسين الشافعي المعروف بابن الحداد


ذكر ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال في عقيدته : وإنه سبحانه مستو على عرشه , وفوق جميع خلقه , كما أخبر في كتابه وعلى ألسنة رسله صلى الله عليهم وسلم من غير تشبيه ولا تعطيل , ولا تحريف ولا تأويل .

67- قول الحافظ أبي القاسم اللالكائي

قد ذكر كلامه في أول الفصل ، وإنما قدمته من أجل ما ذكر فيه عن عمر وابن مسعود وابن عباس وأم سلمة رضي الله عنهم , ومن التابعين : ربيعة وسليمان التيمي ومقاتل بن حيان , ومن الأئمة : مالك والثوري وأحمد . فكل هؤلاء يقولون : إن الله على عرشه , وعلمه بكل مكان . وفي هذا أبلغ رد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية .


68- قول يحيى بن عمار السجستاني الواعظ

ذكر شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "القاعدة المراكشية" , والذهبي في كتاب "العلو" عنه أنه قال في رسالته : لا نقول كما قالت الجهمية : أنه تعالى مداخل للأمكنة , وممازج بكل شيء , ولا نعلم أين هو . بل نقول : هو بذاته على العرش , وعلمه محيط بكل شيء , وسمعه وبصره وقدرته مدركة لكل شيء , وذلك معنى قوله : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وقد ذكر ابن القيم بعض هذا الكلام في كتابه "اجتماع الجيوش الإسلامية" .


69- قول القادر بالله أمير المؤمنين

قال الذهبي في كتاب "العلو" : له معتقد مشهور قرئ ببغداد بمشهد من علمائها وأئمتها , وأنه قول أهل السنة والجماعة , وفيه أشياء حسنة , من ذلك : وأنه خلق العرش لا لحاجة , واستوى عليه كيف شاء .


70- قول أبي عمرو الطلمنكي

قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل الإجماع على أن الله مستو على عرشه , وعلمه وقدرته وتدبيره بكل ما خلقه . وأن معنى قوله : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ونحو ذلك في القرآن , أن ذلك علمه , وأن الله فوق السماوات بذاته , مستو على عرشه كيف شاء , وأن الاستواء من الله على عرشه على الحقيقة لا على المجاز .

وقد ذكر شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "القاعدة المراكشية" عن أبي عمرو الطلمنكي أنه ذكر في كتابه الذي سماه "الوصول إلى معرفة الأصول" عن أهل السنة والجماعة , أنهم متفقون على أن الله استوى بذاته على عرشه .

قال شيخ الإسلام : وكذلك ذكر محمد بن عثمان بن أبي شيبة - حافظ الكوفة - في طبقة البخاري ونحوه . ذكر ذلك عن أهل السنة والجماعة , وكذلك ذكره يحيى بن عمار
السجستاني الإمام في رسالته المشهورة التي كتبها إلى ملك بلاده , وكذلك ذكر أبو نصر السجزي الحافـظ في كتاب (الإبانة) له , وكذلك ذكر شيخ الإسلام الأنـصاري وأبو العباس الطرقي , والشيخ عبد القادر الجيلي , ومن لا يحصي عدده إلا الله من أئمة الإسلام وشيوخه . انتهى . وقد تقدم ذكر آخره بعد كلام السجزي في أول الفصل .


71- قول أبي عثمان الصابوني

قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل عن أصحاب الحديث أنهم يعتقدون ويشهدون أن الله فوق سبع سماواته , على عرشه كما نطق به كتابه . وأن علماء الأمة وأعيان الأئمة من السلف لم يختلفوا أن الله على عرشه , وعرشه فوق سماواته .

72- قول أبي عمرو عثمان بن أبي الحسن بن الحسين السهروردي الفقيه المحدث , من أئمة أصحاب الشافعي

ذكر ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال : في كتابه في أصول الدين : ومن صفاته تبارك وتعالى : فوقيته واستواؤه على عرشه بذاته , كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف , ثم ذكر الأدلة على ذلك من القرآن إلى أن قال : وعلماء الأمة وأعيان الأئمة من السلف لم يختلفوا في أن الله سبحانه مستو على عرشه , وعرشه فوق سبع سماواته , ثم ذكر كلام عبد الله بن المبارك : ونعرف ربنا بأنه فوق سبع سماواته على عرشه , بائن من خلقه . وساق قول ابن خزيمة من لم يقر بأن الله تعالى فوق عرشه قد استوى فوق سبع سماواته فهو كافر , ثم ذكر حديث الجارية التي قال لها النبي صلى الله عليه وسلم : صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (537),سنن النسائي السهو (1218),سنن أبو داود الصلاة (930),مسند أحمد بن حنبل (5/447),سنن الدارمي الصلاة (1502). أين الله؟ فأشارت إلى السماء , فقال لها : من أنا؟ فأشارت إليه وإلى السماء - تعني إنك رسول الله الذي في السماء- فقال : أعتقها فإنها مؤمنة فحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامها وإيمانها , لما أقرت بأن ربها في السماء , وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية . انتهى .


73- قول الإمام أبي بكر محمد بن محمود ابن سورة التميمي فقيه نيسابور


ذكر ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" ما رواه الحافظ عبد القاهر الرهاوي عنه أنه قال : لا أصلي خلف من لا يقر بأن الله تعالى فوق عرشه , بائن من خلقه .


74- قول أبي نصر السجزي

قد ذكرت كلامه في أول الفصل , وما نقله عن الثوري ومالك والحمادين , وسفيان بن عيينة والفضيل , وابن المبارك وأحمد وإسحاق أنهم متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش , وعلمه بكل مكان , وإنما قدمت كلامه في أول الفصل ؛ من أجل ما نقله عن هؤلاء الأئمة من الاتفاق على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش , وعلمه بكل مكان . وفي هذا الاتفاق رد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية .


75- قول إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي

ذكر ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال في كتاب "الحجة" "باب في بيان استواء الله على عرشه" : قال الله تعالى : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى وذكر آيات , ثم قال : قال أهل السنة : الله فوق السماوات لا يعلوه خلق من خلقه , ومن الدليل على ذلك أن الخلق يشيرون إلى السماء بأصابعهم , ويدعونه ويرفعون إليه رءوسهم وأبصارهم - ثم قال : "فصل في بيان أن العرش فوق السماوات , وأن الله - سبحانه وتعالى - فوق العرش" - إلى أن قال : قال علماء السنة : إن الله - عز وجل - على عرشه , بائن من خلقه .

وقالت المعتزلة : هو بذاته في كل مكان , إلى أن قال : وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ قال : هو على عرشه , وعلمه في كل مكان , إلى أن قال : وزعم هؤلاء- يعني المعتزلة - أنه لا تجوز الإشارة إلى الله سبحانه بالرءوس والأصابع إلى فوق , فإن ذلك يوجب التحديد . وقد أجمع المسلمون أن الله سبحانه العلي الأعلى , ونطق بذلك القرآن , فزعم هؤلاء أن ذلك بمعنى علو الغلبة لا علو الذات , وعند المسلمين أن لله - عز وجل - علو الغلبة , والعلو من سائر وجوه العلو ؛ لأن العلو صفة مدح , فنثبت أن لله تعالى علو الذات , وعلو الصفات , وعلو القهر والغلبة .

وفي منعهم الإشارة إلى الله - سبحانه وتعالى - من جهة الفوق خلاف منهم لسائر الملل ؛ لأن جماهير المسلمين وسائر الملل قد وقع منهم الإجماع على الإشارة إلى الله - سبحانه وتعالى - من جهة الفوق في الدعاء والسؤال , واتفاقهم بأجمعهم على ذلك حجة . ولم يستجز أحد الإشارة إليه من جهة الأسفل , ولا من سائر الجهات سوى جهة الفوق . انتهى المقصود من كلامه .


76- قول أبي عمر ابن عبد البر -المالكي

قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل إجماع الصحابة والتابعين على القول بأن الله تعالى على العرش , وعلمه في كل مكان , وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله . وذكرت له أيضا كلاما حسنا على حديث النزول , فليراجع كل ما تقدم عنه .


77- قول أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي

قال في كتابه المسمى "بالاعتقاد" باب القول في الاستواء : قال الله تبارك وتعالى : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ثم ذكر آيات في ذكر استواء الرب على العرش , وآيات في ذكر علو الله على خلقه , وقد ذكرت الآيات أيضا والكلام عليها في كتابه المسمى "بالأسماء والصفات " , ونقلت من كلامه ما يتعلق بالرد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية , فليراجع ذلك مع الكلام على قول الله تعالى : سورة الملك الآية 16 أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ الآية .


78- قول أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" عنه أنه قال في كتاب "الحجة" له : وإن الله تعالى مستو على عرشه , بائن من خلقه , كما قال في كتابه .









قديم 2009-04-30, 08:16   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
محمد مقاوسي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمد مقاوسي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

79- قول أبي جعفر الهمداني

قال شارح العقيدة الطحاوية : ذكر محمد بن طاهر المقدسي أن الشيخ أبا جعفر الهمداني حضر مجلس الأستاذ أبي المعالي الجويني المعروف بإمام الحرمين , وهو يتكلم في نفس صفة العلو ويقول : كان الله ولا عرش , وهو الآن على ما كان .

فقال الشيخ أبو جعفر : أخبرنا يا أستاذ عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا , فإنه ما قال عارف قط : يا الله إلا وجد في قلبه ضرورة , يطلب العلو ولا يلتفت يمنة ولا يسرة , فكيف ندفع هذه الضرورة عن

أنفسنا؟ قال : فلطم أبو المعالي على رأسه ونزل , وأظنه قال : وبكى وقال : حيرني الهمداني .

وقد ذكر هذه القصة ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" بنحو ما ذكرها شارح العقيدة الطحاوية . وذكرها الذهبي في كتاب "العلو" فقال : قال أبو منصور بن الوليد الحافظ في رسالة له إلى الزنجاني : أنبأنا عبد القادر الحافظ بحراد , أنبأنا الحافظ أبو العلا , أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي الحافظ قال : سمعت أبا المعالي الجويني وقد سئل عن قوله : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى فقال : كان الله ولا عرش , وجعل يتخبط في الكلام , فقلت : قد علمنا ما أشرت إليه , فهل عندك للضرورات من حيلة؟ فقال : ما تريد بهذا القول؟ وما تعني بهذه الإشارة؟ فقلت : ما قال عارف قط : يا رباه إلا قبل أن يتحرك لسانه , قام من باطنه قصد لا يلتفت يمنة ولا يسرة , يقصد الفوق , فهل لهذا القصد الضروري عندك من حيلة؟ فنبئنا نتخلص من الفوق والتحت .

وبكيت وبكى الخلق , فضرب الأستاذ بكمه على السرير وصاح : يا للحيرة , وخرق ما كان عليه وانخلع , وصارت قيامة في المسجد ، ونزل ولم يجبني إلا يا حبيبي الحيرة الحيرة ، والدهشة الدهشة ، فسمعت بعد ذلك أصحابه يقولون : سمعناه يقول : حيرني الهمداني . قال شارح العقيدة الطحاوية في الكلام على هذه القصة أراد الشيخ أن هذا أمر فطر الله عليه عباده من أن يتلقوه من المرسلين , يجدون في قلوبهم طلبا ضروريا يتوجه إلى الله ويطلبه في العلو . انتهى .


80- قول شيخ الإسلام أبي إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي

ذكر الذهبي في كتاب العلو عنه أنه قال في كتاب "الصفات " له "باب استواء الله على عرشه فوق السماء السابعة , بائنا من خلقه من الكتاب والسنة" "ثم ساق آيات وأحاديث - إلى أن قال - وفي أخبار شتى أن الله في السماء السابعة على العرش بنفسه , وهو ينظر كيف تعملون , وعلمه وقدرته واستماعه ونظره ورحمته في كل مكان .


81- قول الحسين بن مسعود البغوي

قال في الكلام على قول الله تعالى في سورة الحديد : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ بالعلم . وقال في الكلام على قول الله تعالى في سورة المجادلة : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ أي : من سرار ثلاثة سورة المجادلة الآية 7 إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ بالعلم يعلم نجواهم .

82- قول أبي الحسن الكرجي وهو من كبار الفقهاء الشافعية

ذكر الذهبي كتاب "العلو" عنه أنه قال في عقيدته الشهيرة :


عقيدة أصحاب الحديث فقد سمت ** بأرباب دين الله أسنى المراتب
عقـــــائدهم أن الإله بذاتـــــــــــه **على عرشه مع علمه بالغوائب


وقد ذكرت فيما تقدم قول الذهبي : إنه مكتوب على هذه القصيدة بخط العلامة تقي الدين بن الصلاح : هذه عقيدة أهل السنة وأصحاب الحديث .

83- قول العلامة أبي بكر محمد بن وهب المالكي في شرحه لرسالة الإمام أبي محمد بن أبي زيد .

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" عنه أنه قال : أما قوله : (إنه فوق عرشه المجيد بذاته) فمعنى فوق وعلى عند العرب واحد . وفي الكتاب والسنة تصديق ذلك , وهو قوله تعالى : سورة يونس الآية 3 ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وقال : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى وقال : سورة النحل الآية 50 يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وساق حديث الجارية والمعراج إلى سدرة المنتهى- إلى أن قال- وقد تأتي لفظة "في" في لغة العرب بمعنى فوق , كقوله : سورة الملك الآية 15 فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا , و سورة طه الآية 71 فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ، و سورة الملك الآية 16 أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ قال أهل التأويل : يريد فوقها , وهو قول مالك مما فهمه عمن أدرك من التابعين , كما فهموه عن الصحابة , مما فهموه عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن الله في السماء , يعني فوقها وعليها , فلذلك قال الشيخ أبو محمد : إنه فوق عرشه , ثم بين أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته ؛ لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف , وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته . انتهى المقصود من كلامه . وقد ذكره ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية " .


84- قول الشيخ عبد القادر الجيلي الحنبلي

ذكر شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "الفتوى الحموية الكبرى" والذهبي في
كتاب "العلو" , وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال في كتاب "الغنية" : أما معرفة الصانع بالآيات والدلالات على وجه الاختصار , فهو أن تعرف وتتيقن أن الله واحد أحد - إلى أن قال : وهو بجهة العلو مستو على العرش , محتو على الملك , محيط علمه بالأشياء سورة فاطر الآية 10 إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ سورة السجدة الآية 5 يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ , ولا يجوز وصفه بأنه في كل مكان , بل يقال : إنه في السماء على العرش كما قال : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى

وينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل , وأنه استواء الذات على العرش , وكونه على العرش مذكور في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل , بلا كيف . قال ابن القيم : هذا نص كلامه في "الغنية" , وذكر ابن القيم أيضا عنه أنه قال في كتابه "تحفة المتقين وسبيل العارفين" : والله تعالى بذاته على العرش , وعلمه محيط بكل مكان .


85- قول إمام الشافعية في وقته سعد بن علي الزنجاني

ذكر ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه صرح بالفوقية بالذات فقال : وهو فوق عرشه بوجود ذاته . قال ابن القيم : هذا لفظه وهو إمام في السنة , ثم ذكر ابن القيم عنه أنه قال : إنه مستو بذاته على عرشه بلا كيف كما أخبر عن نفسه .

قال : وقد أجمع المسلمون على أن الله هو العلي الأعلى , ونطق بذلك القرآن بقوله تعالى : سورة الأعلى الآية 1 سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وأن لله علو الغلبة والعلو الأعلى من سائر وجوه العلو ؛ لأن العلو صفة مدح عند كل عاقل , فثبت بذلك أن لله علو الذات , وعلو الصفات , وعلو القهر والغلبة .

وجماهير المسلمين وسائر الملل ، قد وقع منهم الإجماع على الإشارة إلى الله - جل ثناؤه - من جهة الفوق في الدعاء والسؤال . فاتفاقهم بأجمعهم على الإشارة إلى الله سبحانه من جهة الفوق حجة , ولم يستجز أحد الإشارة إليه من جهة الأسفل , ولا من سائر الجهات سوى جهة الفوق . انتهى .

وقد تقدم في كلام إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي مثل ما ذكره الزنجاني من الإجماع على الإشارة إلى الله تعالى من جهة الفوق , وأنه لم يستجز أحد الإشارة إليه من جهة الأسفل , ولا من سائر الجهات سوى جهة الفوق , وفي هذا أبلغ رد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية , ولو كان الأمر على ما زعمه من قال على الله بغير علم , لكان يجوز أن يشار إلى الله تعالى من سائر الجهات , وهذا خلاف إجماع المسلمين .


86- قول الشيخ الموفق أبي محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي

قد ذكرت فيما تقدم أنه نقل إجماع السلف على أن الله تعالى فوق العرش , وذكرت أيضا كلامه في كتابه "إثبات صفة العلو" , وما ذكر فيه من إجماع جميع العلماء من الصحابة , والأئمة من الفقهاء على إثبات صفة العلو لله تعالى , وأن الأخبار قد تواترت في ذلك على وجه حصل به اليقين , فليراجع كلامه في ذلك , وليراجع أيضا كما ذكره مما جعله مغروزا في طبائع الخلق عند نزول الكرب , من لحظ السماء بالأعين , ورفع الأيدي للدعاء نحوها , وانتظار مجيء الفرج من الله تعالى , وأنه لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته , أو مفتون بتقليده على ضلالته .


87- قول أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي-المالكي- مؤلف التفسير الكبير

المسمى "بالجامع لأحكام القرآن "

قال في كتابه المسمى "بالأسنى في شرح أسماء الله الحسنى" : وقد كان الصدر الأول لا ينفون الجهة , بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى , كما نطق كتابه وأخبر رسوله صلى الله عليه وسلم , ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على العرش حقيقة . ثم ذكر كلام أبي بكر الحضرمي في رسالته التي سماها "بالإيماء إلى مسألة الاستواء" , وحكايته عن القاضي عبد الوهاب أنه استواء الذات على العرش , وذكر أن ذلك قول القاضي أبي بكر بن الطيب الأشعري , كبير الطائفة , وأن القاضي عبد الوهاب نقله عنه نصا , وأنه قول الأشعري وابن فورك في بعض كتبه , وقول الخطابى وغيره من الفقهاء والمحدثين .

قال القرطبى وهو قول أبي عمر بن عبد البر والطلمنكي وغيرهما من الأندلسيين ، ثم قال بعد أن حكى أربعة عشر قولا : وأظهر الأقوال ما تظاهرت عليه الآي والأخبار ، وقال : جميع الفضلاء بالإخبار أن الله على عرشه , كما أخبر في كتابه وعلى لسان نبيه , بلا كيف بائن من جميع خلقه , هذا مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات . انتهى , وقد نقله ابن القيم في كتاب " اجتماع الجيوش الإسلامية" وأقره .









قديم 2009-04-30, 08:17   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
محمد مقاوسي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمد مقاوسي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

88 - قول شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية

قال في بعض فتاويه : والرب سبحانه فوق سماواته على عرشه , بائن من خلقه , ليس في مخلوقاته شيء من ذاته , ولا في ذاته شيء من مخلوقاته . انتهى . وهو في صفحة 406 من الجزء الأول من مجموع الفتاوى المطبوع في القاهرة في سنة 1326 هـ .

وقال في أول "الفتوى الحموية الكبرى" : فهذا كتاب الله من أوله إلى آخره , وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أولها إلى آخرها , ثم عامة كلام الصحابة والتابعين , ثم كلام سائر الأئمة , مملوء بما هو إما نص وإما ظاهر في أن الله - سبحانه وتعالى - هو العلي الأعلى , وهو فوق كل شيء , وأنه فوق العرش , وأنه فوق السماء , ثم ذكر الأدلة على ذلك من القرآن , ثم قال : وفي الأحاديث الصحاح والحسان ما لا يحصى إلا بكلفة - وذكر عدة أحاديث في ذلك .

وقال بعد ذكرها : إلى أمثال ذلك مما لا يحصيه إلا الله مما هو من أبلغ المتواترات اللفظية والمعنوية التي تورث علما يقينا من أبلغ العلوم الضرورية , أن الرسول صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله ألقى إلى أمته المدعوين أن الله سبحانه على العرش , وأنه فوق السماء , كما فطر الله على ذلك جميع الأمم عربهم وعجمهم , في الجاهلية والإسلام , إلا من اجتالته الشياطين عن فطرته , ثم عن السلف في ذلك من الأقوال ما لو جمع لبلغ مئين أو ألوفا , ثم ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم , ولا عن أحد من سلف الأمة - لا من الصحابة , ولا من التابعين لهم بإحسان , ولا عن الأئمة الذين أدركوا زمن الأهواء والاختلاف - حرف واحد يخالف ذلك , لا نصا ولا ظاهرا . انتهى .

وفي كتب شيخ الإسلام وفتاويه من كلامه , وما نقله عن أكابر العلماء في إثبات علو الرب على خلقه , وأنه سبحانه مستو على عرشه , بائن من خلقه , وتقرير ذلك بالأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة والإجماع شيء كثير جدا , وقد ذكرت جملة منه فيما تقدم .

وأما كلامه في المعية وقوله : إنها معية العلم , فهو كثير أيضا , وقد نقل أقوال بعض الذين حكوا الإجماع على ذلك في مواضع كثيرة من كتبه وفتاويه , وقد ذكرت بعض نقوله عنهم فيما تقدم , فلتراجع ؛ ففيها أبلغ رد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية .

وقد ذكر في" الفتوى الحموية الكبرى" عن سلف الأمة وأئمتها , أئمة أهل العلم والدين من شيوخ العلم والعبادة أنهم أثبتوا أن الله فوق سماواته على عرشه , بائن من خلقه , وهم بائنون منه . وهو أيضا مع العباد عموما بعلمه , ومع أنبيائه وأوليائه بالنصر والتأييد والكفاية . وهو أيضا قريب مجيب .
ففي آية النجوى دلالة على أنه عالم بهم , انتهى . وذكر في "شرح حديث النزول " قول الله تعالى في سورة الحديد : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وقوله تعالى في سورة المجادلة : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثم قال : وقد ثبت عن السلف أنهم قالوا : هو معهم بعلمه .

وقد ذكر ابن عبد البر وغيره أن هذا إجماع من الصحابة والتابعين لهم بإحسان , ولم يخالفهم فيه أحد يعتد بقوله , وهو مأثور عن ابن عباس والضحاك ومقاتل بن حيان وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وغيرهم , ثم ذكر ما رواه ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ قال : هو على العرش , وعلمه معهم . قال : وروي عن سفيان الثوري أنه قال : علمه معهم , وروي أيضا عن الضحاك بن مزاحم في قوله : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ إلى قوله : سورة المجادلة الآية 7 أَيْنَ مَا كَانُوا قال : هو على العرش وعلمه معهم . ورواه بإسناد آخر عن مقاتل بن حيان , وهو ثقة في التفسير ليس بمجروح كما جرح مقاتل بن سليمان .

وذكر أيضا ما رواه عبد الله بن أحمد عن الضحاك في قوله تعالى : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا قال : هو على العرش , وعلمه معهم , وروي أيضا عن سفيان الثوري في قوله : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ قال : علمه . وذكر أيضا ما رواه حنبل بن إسحاق في كتاب "السنة" قال : قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل ما معنى قوله تعالى : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ و سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ إلى قوله : سورة المجادلة الآية 7 إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا قال : علمه , عالم الغيب والشهادة , محيط بكل شيء , شاهد علام الغيوب , يعلم الغيب . ربنا على العرش بلا حد ولا صفة , وسع كرسيه السماوات والأرض .

قلت : قوله : بلا حد ولا صفة معناه : أنه لا يحد استواء الرب على العرش , ولا توصف كيفيته , كما قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن ومالك بن أنس : الاستواء معلوم والكيف غير معقول ، قال شيخ الإسلام : وأيضا فإنه افتتح الآية بالعلم وختمها بالعلم , فكان السياق يدل على أنه أراد أنه عالم بهم , ثم ذكر أن لفظ المعية في اللغة - وإن اقتضى المجامعة والمصاحبة والمقارنة - فهو إذا كان مع العباد لم يناف ذلك علوه على عرشه , ويكون حكم معيته في كل موطن بحسبه , فمع الخلق كلهم بالعلم والقدرة والسلطان , ويخص بعضهم بالإعانة والنصر والتأييد . انتهى .


89- قول الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي

قد صنف الذهبي - رحمه الله تعالى - في إثبات علو الله على عرشه كتابه المسمى "بالعلو للعلي الغفار" , وساق فيه أدلة العلو من الكتاب والسنة , وأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أكابر العلماء إلى قريب من زمانه , ومنهم من حكى الإجماع على أن الله تعالى فوق عرشه , ومع الخلق بعلمه , وقال في أثناء الكتاب : ويدل على أن البارئ - تبارك وتعالى - عال على الأشياء فوق عرشه المجيد , وغير حال في الأمكنة , قول الله تعالى : سورة البقرة الآية 255 وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ , ثم ساق آيات وأحاديث كثيرة في إثبات العلو , فلتراجع , وليراجع الكتاب كله , فإنه كثير الفوائد عظيم المنفعة .


90- قول العلامة شمس الدين بن القيم

قد صنف ابن القيم - رحمه الله تعالى - في إثبات علو الله على خلقه كتابه المسمى "باجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية " , وساق فيه أدلة العلو من الكتاب والسنة , وأقوال الصحابة والتابعين , ومن بعدهم من أكابر العلماء إلى قريب من زمانه , ومنهم من حكى الإجماع على أن الله تعالى فوق عرشه , وهو مع الخلق بعلمه , فليراجع الكتاب كله ؛ فإنه كثير الفوائد , عظيم المنفعة .

ولابن القيم أيضا فصول في كتابه المسمى "بالكافية الشافية" , وفي كتابه المسمى "بالصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة" قرر فيها علو الرب - تبارك وتعالى - فوق جميع المخلوقات , ورد فيها على أهل التشبيه والتعطيل , فلراجع أيضا .


91- قول الحافظ إسماعيل بن عمر بن كثير

قال في تفسير سورة الحديد : وقوله تعالى : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ أي : رقيب عليكم , شهيد على أعمالكم , حيث كنتم وأين كنتم من بر أو بحر , في ليل أو نهار , في البيوت أو في القفار , الجميع في علمه على السواء , وتحت بصره وسمعه , فيسمع كلامكم ويرى مكانكم , ويعلم سركم ونجواكم , وقال في تفسير سورة المجادلة : ثم قال تعالى مخبرا عن إحاطة علمه بخلقه , واطلاعه عليهم , وسماعه كلامهم , ورؤيته مكانهم حيث كانوا وأين كانوا فقال تعالى : سورة المجادلة الآية 7 أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ أي : من سر ثلاثة , سورة المجادلة الآية 7 إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا أي : مطلع عليهم , يسمع كلامهم وسرهم ونجواهم , ورسله - أيضا مع ذلك - تكتب ما يتناجون به مع علم الله به , وسمعه له .

ولهذا حكى غير واحد الإجماع على أن المراد بهذه الآية معية علمه تعالى , ولا شك في إرادة ذلك , ولكن سمعه أيضا مع علمه بهم , وبصره نافذ فيهم , فهو سبحانه وتعالى مطلع على خلقه , لا يغيب عنه من أمورهم شيء , ثم قال تعالى : سورة المجادلة الآية 7 ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ قال الإمام أحمد : افتتح الآية بالعلم واختتمها بالعلم . انتهى .

فهذا ما تيسر إيراده من أقوال أكابر العلماء في إثبات العلو لله تعالى , وأنه فوق جميع المخلوقات مستو على عرشه , بائن من خلقه , والخلق بائنون منه , وأن معيته لخلقه معية العلم والإحاطة , والاطلاع , والسماع , والرؤية , وأن له معية خاصة مع أنبيائه وأوليائه , وهي معية النصر والتأييد والكفاية , ولم يأت في القرآن ولا في السنة , ولا في أقوال الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان , ما يدل على أن معية الله لخلقه معية ذاتية , وإنما جاء ذلك عن بعض أهل البدع , وهم الذين يقولون : إن الله بذاته فوق العالم , وهو بذاته في كل مكان . وهذا قول باطل مردود بالأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة والإجماع , وقد تقدم بيان ذلك في أول الكتاب فليراجع .

وكلام أكابر العلماء المتأخرين في المائة الثامنة من الهجرة فما بعدها في إثبات العلو , والرد على من قال بخلاف ما عليه أهل السنة والجماعة كثير جدا , وفيما ذكرته عن المتقدمين كفاية إن شاء الله تعالى .



* والحمد لله رب العالمين*









قديم 2009-04-30, 08:34   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
المسيلي28
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال تعالى : ( الرحمن على العرش استوى) هذه آية من كتاب الله من أنكرها كفر.
أهل السنة لم ينفوا الاستواء الوارد في الآية الذي نفوه المعنى الظاهر أي الاستواء بمعنى الجلوس والاستقرار الذي هو صفة المخلوق الإنسان يجلس والكلب يجلس حتى الخنزير.
الله تعالى لا يوصف بالجلوس.
كلام واضح وإن كان تكرار لما ذكرته من قبل.

سبحان الله الذي يقفل قلوب من شاء من عباده عن فهم الحق.

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.










قديم 2009-04-30, 08:49   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
محمد مقاوسي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمد مقاوسي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسيلي28 مشاهدة المشاركة
قال تعالى : ( الرحمن على العرش استوى) هذه آية من كتاب الله من أنكرها كفر.
أهل السنة لم ينفوا الاستواء الوارد في الآية الذي نفوه المعنى الظاهر أي الاستواء بمعنى الجلوس والاستقرار الذي هو صفة المخلوق الإنسان يجلس والكلب يجلس حتى الخنزير.
الله تعالى لا يوصف بالجلوس.
كلام واضح وإن كان تكرار لما ذكرته من قبل.

سبحان الله الذي يقفل قلوب من شاء من عباده عن فهم الحق.

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
وهل جلوسك وجلوس الخنزير والكلب له نفص الصفة يابن أمه

عجيب لمن يقيس الخالق بالمخلوق ......









قديم 2009-04-30, 08:50   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
محمد مقاوسي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمد مقاوسي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل هو فى السماء أم لا ؟؟؟ قبل الرد يجب عليك قراءة 91 دليلا حتى لاتتكلم عن جهل ...










 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:00

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc