وبداية أقول:
قال الله تعالى : ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ (49)
أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ(50)﴾[ سورة الشورى]
من باب التعريف الوجيز والذي يقتضيه الحال
أنني الآن -ولله الحمد والمِنَّة- أبٌ لثلاث أولاد
بنتان وولد
ولكن قبل ذكر أسمائهم لابدَّ من توطئة علمية لِسُّنَّةٍ مهجورة
عسى أن يكون لها أثر في حياتنا العملية
(( قال عمر[بن الخطاب]لصهيب -رضي الله عنهما-: أي رجل أنت؛ لولا خصال ثلاث فيك !قال :وما هن :قال :اكتنيت
وليس لك ولد , وانتميت إلى العرب وأنت من الروم , وفيك سرف في الطعام .
قال: أما قولك :اكتنيت ولم يولد لك , فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني أبا يحيى .
وأما قولك :انتميت إلى العرب ولست منهم , وأنت رجل من الروم ؛ فإني رجل من النمر بن قاسط, فسبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام عرفت نسبي .
وأما قولك :فيك سرف في الطعام , فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " خياركم من أطعم الطعام".
قال الإمام العلامة الألباني-رحمه الله- وفي هذا الحديث فوائد :
الأولى: مشروعية الاكتناء لمن لم يكن له ولد ؛ بل قد صح في البخاري -وغيره- أن النبي صلى الله
عليه وسلم كنى طفلة صغيرة حينما كساها ثوبا جميلاً, فقال لها :((هذا سنا يا أمخالد! هذا سنا يا أمخالد)).
وقد هجر المسلمون -لا سيما الأعاجم منهم هذه السنة العربية الإسلامية،
فقلَّمَا تجد من يكتني منهم ، ولو كان له طائفة من الأولاد،
فكيف من لا ولد له ؟!
وأقاموا مقام هذه السنة ألقابا مبتدعة، مثل : الأفندي ، والبيك، والباشا ثم السيد، أو الأستاذ، ونحو ذلك مما يدخل بعضه أو كله في باب التزكية المنهي عنها في أحديث كثيرة، فليتنبه لهذا.
الثانية: فضل إطعام الطعام ،وهو في العادات الجميلة التي امتاز بها العرب على غيرهم من الأمم، ثم جاء الإسلام وأكد ذلك أيما توكيد ، كما في الحديث الشريف ، بينما لا تعرف ذلك أوربا، ولا تستذوقه، اللهم إلا من دان بالإسلام منها ،كالألبان ونحوهم.
وإن مما يؤسف له أن قومنا بدءوا يتأثرون بأوربا في طريقة حياتها- ما وافق الإسلام منها وما خالف – فأخذوا لا يهتمون بالضيافة ولا يلقونها بالا، اللهم إلا ما كان منها في المناسبات الرسمية ، ولسنا نريد هذا، بل إذا جاءنا أي صديق مسلم وجب علينا أن نفتح له دورنا، وأن نعرض عليه ضيافتنا ، فذلك حق علينا ثلاثة أيام،كما جاء في الحديث الصحيحة )). (44/الصحيحة)