الخطابة الاسلامیة وأنواعها:
قبل الدخول فی الکلام حول الخطابةفی صدرالاسلام ومواضیعها رأیت من المستحسن ان اتحدث بصورة موجزة عن النثرالفني فی هذا العصر:
النثر في عصر صدر الإسلام:
ذکرنافیماسبق أنّه کان للعرب نثرلم یصل الینا منه الکثیرإلا ما رُوي من أمثالهم وحکمهم ووصایاهم وخطبهم ومنافراتهم ومفاخراتهم ومحاوراتهم ونثرکهّانهم المسجّع، ثمّ جاءت الدعوةالاسلامیّة ونزل القران الکریم بلسان عربيٌّ مبین علی ید نبیّ أمین، واختلف العرب حیال ما وصل الینا من نثرجاهليّ بین مکّذبٍ ومصدّق فازدادت دواعي الحجاج والکلام والخطابة، وأخذیزدهروینموویسموویقوی. ولقدکان فی کلام الباري عزّوجلّ والحدیث النبويّ ألوان رائعةکثیرةمن المعاني الشریفة والأسالیب الرائعة والالفاظ الساحرةالخلّابةفاقتدی بهما العرب ، ونهلوا من موردهما، وأخذوایصوغون أدبهم علی مثالها، فاتسعت أغراض النثر واستحکمت أسالیبه وعذبت ألفاظه وعمقت معانیه. ومن الجدیربالذکرأنّ القران الکریم والحدیث النبویّ الشریف جعلا للنثر دولةو وضعاه في مکانةأسمی من مکانةالشعر ، فاصبح هو اهم ّألوان الادب في ذلک العصر.
ما هي مواضیع النثر الفني في هذا العصر؟
شملت موضوعات النثر الفنی في هذا العصرما یلي:
1-الدعوة إلی العقیدة الإسلامیّة وبیان مبادئها وغایاتها وأهدافهاالمثلی الکریمة.
2-بیان السیاسة الشرعِيةوالاجتماعیّة.
3-الخطابةفي الأمور الجامعة والحوادث الماجئة وفي المناسبات الکثیرة.
4-اصبح أداة الدعوة والدولةولسان المدنیّةالإسلامیّةکافة.
5-کتبت به الرسائل الدینیّة والسیاسیّة.
معاني النثر الإسلامي في هذاالعصر:
1-کانت تتبع من مَعین النبوة وأدب القران الکریم من الدعوةإلی التوحید والخُلق والفضیلةوالحقُ والخیروالإخاء الإنساني وتقریر الایمان بالله وأنبیائه وکتبه وملائکته والیوم الآخرة.
2-کانت معانیه تصدر عن عقل خصب وذهن متوقّدوتفکیر منظم.
3-وتمتازبحرارةالایمان وقوّةالعقیدةفیها وبغلبة الروح الدینی علیها.
4-وهي فوق هذا کلّه صورةللحیاةفي هذا العصر الکریم بما اشتمل علیه من فتوحات وإنتصارات وأحداث سیاسیّةوثدرات فکریّةوإجتماعیّة.[14]