فتنة الارجاء

[رمضان الجلفاوي]

نرجوا من الاخوة تعريف شافي وافي الارجاء

[ابوزيدالجزائري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمضان الجلفاوي

نرجوا من الاخوة تعريف شافي وافي الارجاء

"الارجاء" هو تأخير العمل عن الايمان .

و أهله يقولون "الايمان" هو :التصديق ، و بعضهم يقول: أنه القول ، و غلاتهم يقولون: أنه المعرفة ، و مرجئة الفقهاء يقولون: أنه الاقرار باللسان ، و التصديق بالقلب .

فكلهم متفقون على ارجاء العمل و اخراجه من مسمى الايمان .

و يلزم على قولهم حصر الكفر في التكذيب و الجحود ، و القول بأن الأقوال و الأفعال الكفرية انما هي علامة على الكفر و ليست كفرا .


أما أهل السنة فيقولون : الايمان قول و عمل ،يزيد و ينقص ( قول بالقلب و اللسان ، و عمل بالقلب و الأركان، يزيد بالطاعة و ينقص بالعصيان ، يزيد ما شاء الله ، و ينقص حتى لا يبقى منه الا مثقال ذرة ، مثقال مثقال ذرة ، حتى لا يبقى منه شيء )

و يقولون أنه لا بد للانسان حتى يكون مؤمنا من الاعتقاد و القول و العمل كما قال الشافعي : ( أجمع الصحابة و التابعون على أن الايمان قول و عمل و اعتقاد لا يجزئ أحد هذه الثلاث الا بالآخر ) - أو ما في معناه -

و قال مالك و غيره فيما رواه الصابوني في ( عقيدته ) : ( لا ايمان الا بعمل )

و يقولون أن الكفر يكون بالقول و العمل و الاعتقاد و الترك .

و أن الكفر منه كفر أكبر ناقل عن الملة ، و منه أصغر غير ناقل ، و أن الأكبر منه عملي و منه اعتقادي ، و لا يجعلون العملي مرادفا للأصغر - مطلقا - ( فهم كفروا بجملة من الأعمال كقتل الأنبياء ، و السحر ، و السجود للصنم ، و اهانة المصحف ، و سب الله و نحوها )

و أن الكفرأسباب التكفير ليست محصورة في الجحود و التكذيب ، بل منها الاعراض و الجهل و الشك .


الا أنه لا بد أن يعلم أنه ليس كل من عرف الايمان بتعريف أهل السنة برئ من الارجاء بل لا بد أن يلتزم لوازمه ، فلا يعقل أن يزعم أنه برئ من الارجاء ثم لا يحكم بكفر من ترك عمل الجوارح بالكلية - من غير عذر مع قدرته عليه -

أو يزعم أن العمل ليس ركنا أصيلا في الايمان و انما كمال فيه ، أو يحصر الكفر في الجحود و التكذيب ، أو يتوقف في تكفر المعين - مطلقا - و لو سب هذا المعين الله جل جلاله و جاهر بهذا السب و أصر عليه .

و لهؤلاء علامات منها ما ذكره الشيخ بكر :

( التهوين من خصال الإسلام وفرائضه - شأن أسلافهم من قبل -.

ومنها: التهوين من شأن الصلاة، لاسيما في هذا الزمان الذي كثر فيه إضاعة الصلوات واتباع الشهوات وطاشت فيه موجة الملحدين الذي لا يعرفون ربهم طرفة عين.

ومنها: التهوين من تحكيم شريعة الله في عباده بل ومساندة من يتحاكم إلى الطاغوت وقد أمر الله بالكفر به. )