أول عملية انتحارية تستهدف رئيس الجمهورية مند توليه الحكم
تاريخ المقال 07/09/2007نقلا عن جريدة الشروق اليومية
خلف اول أمس الأول إنفجار إنتحاري بقلب مدينة باتنة حيث كان المواطنون يستعدون لإستقبال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة 19 قتيلا ، وأزيد من 100 جريحا .. كانت الساعة تشير الى حدود الخامسة مساءا و10 دقائق بالضبط عندما دوي إنفجار عنيف بوسط مدينة باتنة ، في شارع يسمى حي 84 مسكن ، بالقرب من مسجد العتيق للمدينة وهو مسجد الشيخ الطاهر مسعودي
، هذا الشارع الذي يضم سوق شعبية معروفة بتجارتها غير الشرعية للهواتف النقالة والملابس ، الأمر الذي جعله يعج بالمارة ، و لم يكن يفصل موقع الانفجار سوى 20 مترا عن المكان الذي اصطاف به المواطنين إستعداد لإستقبال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على اعتبار أن الولاية كانت المحطة الأخيرة من الزيارة التفقدية التي قادته لـخمس ولايات بشرق البلاد ، و قد اجتمع في عين المكان عدد كبير من المواطنين الذين جاءوا لإستقبال الرئيس الذي كان من المفروض أن يعبره عند الساعة الرابعة و45 دقيقة . وحالت مراسيم الإستقبال الجماهيري التي كانت ولاية باتنة بصدد تحضيرها لإستقبال رئيس الجمهورية دون التفريق بين دوي إنفجار القنبلة ودوي البارود الذيعم المكان وصخب الإستقبال ،غير أن الهبة وحالة الفرار والبكاء رائحة الدم التي سرعان ما ملئت المكان ،جعلت الجميع يستفيق في حالة من الرعب الرهيب والهلع الكبير، كون حيث انتشر المواطنين أطفالا وشيوخا ونساءا في اتجاهات مختلفة هربا من الخطر الذي خيم على المكان . وحسب شهادات المواطنين الذين كانوا بالمكان والتي تباينت ، فإنهم شاهدوا شابا في مقتبل العمر ، وهناك من قال أن عمره عند حدود الـ 25 سنة يرتدي قميصا أحمر ، وسروال " جينز " أسود و كان يحمل كيسا ، أوقفه عون أمن لتفتشيه والتأكد من هويته ،غير أنه جرى هاربا بإتجاه تجمع المواطنين ليلقي بكيسيه الذي انفجر محتواه في وسطهم ، مخلفا مذبحة ، وحصيلة ثقيلة ، 19 قتيلا و107 جريحا منهم 3 من أعوان الأمن و4 آخرين من حراس الغابات . في حين تقول رواية أخرى أن العملية هي محاولة إنتحارية كانت تستهدف شخص رئيس الجمهورية على اعتبار أن الإنتحاري كان ضمن المواطنين الذين اصطفوا لإستقبال الرئيس وكان بحوزته حزام ناسف ، ووقف بصفة طبيعية خلف الحواجز التي وضعتها الشرطة لتأمين رواق الإستقبال الشعبي الذي خصص لرئيس الجمهورية ، غير أن بعض السلوكات الغريبة التي صدرت عن هذا الشخص جعلت الأمن يرتاب في أمره مما أدى بهم لمحاولة تفتيشه غير أن سقوطه أرضا أدى الى انفجاره . وذهبت شهادات أخرى الى أن هذا الشخص هو ابن المنطقة و يكون قد التحق رفقة مجموعة أخرى من أبناء منطقته بالجماعة السلفية للدعوة والقتال .