إن للدجى لعشق الدهور، وإن للأنوار فرحة وسرور، وتلك هي أقسام اليوم من أيام الشهور، تتلاطم نجوم الديجور، وتذوب مطلع السحور ، تعانق يعظها متجانسة كأنها حقل من الزهور ، تزيد الحياة بهجة و شوقا لا يتذوقها إلا من كان له عقل بصير، إنه الليل وما حوى من جمال أخاذ ونسمة الهوى ، و العاشق له قد ارتوى ، من عطش النهار الذي منه اكتوى …… ثم يسيل الظلام كلعاب من إشتهى طلوع الفجر والضحى فيموت الليل و نتخره بنات الثرى ، لقد قتلته المشرقة و كفتنه في ثياب بالية ، تتربع على عرشها كأنها الحسناء ترتدي ثوب زفافها ، تفتن الناس بجمالها و يعجز الشعراء عن وصفها ، تبدأ يومها لتنير طريق البسيطة و سكانها و تنزع ستار الليل لتطعم الطيور و صغارها ، و هم يحلقون في السماء ويسبحون لربها ، ثم يزداد وهيجها وكأنها تحترق ، و تبتل الأجساد من العرق ، و لا يطول بها حال حتى تظلم السماء و ينطق الرعد و ينير البرق ، فما لبث حتى إنهمر الودق ، فإستحمت الأرض من التعب ، وإ ستجاب الله لدعاء الصالحين بعد الكرب .
* عشـــــق الأيــــــــــــــــــــــــــام *